اكتشاف يغير قواعد الوراثة المعروفة

نبات يصلح جيناته بجينات أجداده


في حدث قد يشكل نقلة نوعية في آليات فهمنا لعملية الوراثة، ويضع علامات استفهام حول القواعد نفسها التي بني عليها هذا العلم منذ أن وضع غريغوار مانديل أسسه في القرن التاسع عشر، أعلن باحثون في جامعة <<بيرديو>> في الولايات المتحدة، أن بعض النباتات لا تتبع القواعد المعروفة في الوراثة، وهي تقوم بإصلاح أي خلل يطرأ على جيناتها التي ورثتها عن والديها من خلال العودة إلى النسخة الصحيحة في جينة الأجداد!
ويعني هذا الاكتشاف أن المخزون الوراثي لهذه النباتات لا ينحصر في نسختي الحمض النووي اللتين ترثهما من والديها بل إن هناك أيضا نسخة مخفية من جينات الأجداد موجودة داخل خلايا هذه النباتات يتم الاستعانة بها عند الضرورة. أما الشكل التي تتواجد فيه هذه النسخة فيعتقد العلماء أنها قد تكون على شكل حمض ريبي RNA.

وتبين للباحثين د. روبرت برويت ود. سوزان لول ومساعديهما في <<بيرديو>> حصول هذا الأمر في نوع واحد من النباتات يعتمد عليه عادة في أبحاث الوراثة النباتية وهي قريبة من نبتة الخردل، تسمى <<أرابيدوبسيس>>.
ونشرت نتائج البحث أمس دورية <<نايتشر>> العلمية وهو أشار إلى إمكانية أن ينطبق الامر أيضا على حالات نباتية أخرى كما على البشر.

وتبين من خلال البحث في إحدى الطفرات التي تصيب جينة مسؤولة عن شكل أوراق النبتة، وبالرغم من أن العمل تركز على المزاوجة بين نباتات تعاني من هذه الطفرات، أن من بين السلالات التي تم الحصول عليها نباتات طبيعية لا تحمل هذه الطفرة. وإذا كان من المعروف لدى العلماء وجود عدد من الآليات التي تسمح بتصحيح الجينات المختلة إلا أن هذه الآليات تفترض وجود نسخة سليمة من الحمض النووي داخل الخلية تساعد على تصحيح النسخة المختلة. وهذا الأمر لم يكن موجودا في النباتات التي تمت دراستها، حتى أن مسحا شاملا للمخزون الوراثي لهذه النباتات أظهر غياب أي نسخة صحيحة من خلايا الوالدين وهو ما أثار استغراب العلماء.
أما التفسير الوحيد الذي قدمه العلماء فهو في إمكانية وجود نسخة من الحمض الريبي RNA تقوم بتصحيح هذا الخطأ. ويتركز العمل الآن في البحث عنها.

ويمكن لهذا الاكتشاف أن يعيد البحث في النظرية القائلة بضرورة وجود العملية الجنسية من أجل التخلص من الطفرات. ذلك أنه من خلال التزاوج الجنسي بين ذكر وأنثى يحصل الأولاد على نصف مخزونهم الوراثي من الأب والنصف الآخر من الأم، مع تفضيل للجزء السليم، أي الذي لا يعاني من أي طفرات خطيرة. أما في هذه الحالة، حيث تعتمد نبتة الأرابيدوبسيس على التلقيح الذاتي، فإن نظاما جديدا من خارج المخزون الوراثي المعروف حتى الآن، من شأنه أن يقوم بعملية الاصلاح هذه.

ويتوقع أن ينال هذا الاكتشاف اهتماما كبيرا من العلماء لا سيما في البحث عن مدى انتشاره داخل المجموعات المختلفة من الكائنات الحية.

تعليق :_

وهنا النباتات تعيد التركيب في القواعد التي قد تتلف من تركيبها البيولوجي.
والسؤال الذي تطرحه نفسي الآن: هل يستطيع الإنسان بشكل من الأشكال تطوير قواعد الوراثة لديه بحيث يصلح مورثات مرض السكري لديه فلا يورثها لأبنائه أو أنه يكتسب قاعدة وراثة جديدة يورثها للجيل الجديد فيها أمصال جديدة ضد الإيدز و السرطان.!!؟؟؟؟؟.
الجواب بيد العلماء..