بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ...

أودالتنبيه على بطلان الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم والذي انتشر في المنتديات ( ان من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة . ستة منها في الدنيا وثلاثه عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند الخروج من القبر )
وهو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله
عليه وسلم ، كما بين ذلك الحُفَّاظ من العلماء رحمهم الله؛ كالحافظ الذهبي في ( الميزان ) رحمه الله ، والحافظ ابن حجر رحمه الله وغيرهما، وفيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غنية عما خالف ذلك فالله - عز وجل - قد بين في كتابه الكريم عظم مكانة الصلاة والوعيد في حق من تركها حيث قال سبحانه وتعالى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين وحيث قال سبحانه وتعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً يعني خساراً ودماراً.. وقيل معناه وادٍ في جهنم خبيث طعمه بعيد قعره قال عز وجل فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون فالصلاة عمود الإسلام وإضاعتها كفر وضلال وسبب للخلود في النار، وإن من تركها جاهلاً لوجوبها كفر إجماعاً ومن تركها تهاوناً كفر في أصح قول العلماء وصار حكمه حكم المرتدين عن الإسلام -نعوذ بالله من ذلك - والتهاون بها فيه تشبه بالمنافقين الذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً ) ، وقال فيهم سبحانه وتعالى ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً ) فالذي يتهاون بها ويتساهل بها فقد أشبه أعداء الله، وسار على منهجهم فالواجب الحذر...

وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى ببطلان ذلك الحديث بتاريخ 6 \ 10 \ 1401هـ ، فكيف يرضى عاقل لنفسه بترويج حديث موضوع!؟ ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) ، وإن فيما جاء عن الله وعن رسوله في شأن الصلاة وعقوبة تاركها ما يكفي ويشفي ، قال تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) ، وقال تعالى عن أهل النار : ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) الآيات . فذكر من صفاتهم : ترك الصلاة ، وقال سبحانه : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ) ، وقال صلى الله عليه وسلم :
(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) والآيات والأحاديث الصحيحة في هذا كثيرة معلومة .

فعلى من أراد نشر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحرى صحته قبل نشره حتى لا يكون ممن يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ( من كذب عليّ متعمدا فليتبؤا مقعده من النار ) رواه البخاري ومسلم