تلك هي المشاركة الأولى لى من ناحية الموضوعات و نظرا لما نعيش فيه من رفض دائم للأخر فأوجه وجهة النظر تلك لكل من يجد صعوبة في قبول الأخر و توهمه أنانيته بأنه دائما هو على حق و هو الأفضل ولا مكان للأخر عنده
(إليكم وجهة النظر أتمنى وصولها إلى كل من هو رافض للأخر)
الله هو الأخر
إن قبولك لفكرة الله (مهما كانت الصورة التي أنت راسما بها هذه الفكرة) لابد أن ينبع منها فكرتك لقبول الأخر . فقبولك بأن هناك أخر خلقك و قدرك و سواك و خلق كل ما حولك من ابسط شئ إلى اعقده و أنت تنسب كل ما تفعله مما لا يتصوره عقلك إلى قدرته و فضله الإلهيين و دائما ترى بأن يده مساعدة لك فوق يدك (كما يتصور البعض) توحي إليك أن هناك أخر يفعل و هذا الأخر الأعظم اللانهائي و اللامحدود هناك آخرين على صورته و لكن ليس بمكانته الفعلية فهم على قدرهم و مستواهم و هؤلاء الآخرين هم كل ما هو محيط بك و ليس منك (يعنى خارج منك) أي كل ما هو أخر عنك كما تعتبر أنت. فأنت كما قلت أحيانا تقدر ما يدخل إليك بأنه من عند الله و كذلك ما يخرج منك. فكيف لا تترك هؤلاء الآخرين الذين هم وسطاء لأخر اعظم ليؤثروا فيك أيضا و تعترف بذلك التأثير أي عليك أيضا الاعتراف لهم بالفضل و القدرة مهما كانوا مختلفين عنك و مهما كان هذا الاختلاف(الدين , اللغة , الوطن , النوع , اللون ..... الخ) و لكن من هنا أقول لك بأن الله الذي أنت تعتبره أخر عنك هو ليس بأخر عنك هو بداخلك في نفسك . فالله الجليل العظيم المحتوى لكل شئ بداخلك فعليك أن تبحث عنه ليحتويك لا تنظر إلية علي انه أخر عنك فهو ليس منك ببعيد فهو اقرب إليك من حبل الوريد و من هذا المنطلق فان كل ما تعتبره أخر بعيد عنك فسوف يأتي اليوم الذي تجد فيه ذلك الأخر فيك ففكر مائة مرة قبل قولك أخر قبل أن توجه عداءك لذلك الأخر فكأنما أنت وجهت ذلك العداء لذات الله لأن هذا الأخر ستدرك انه جزء من الأخر الأعظم (الذي تعتبره أنت أخر) أقول لك انه ليس بأخر سيأتي اليوم الذي تكتشفه فيك و تجد انه ليس بأخر عنك .
فأنت تقول انك مؤمن بالله فإذا أنت مؤمنا به حقيقتا فكيف لا تؤمن بما هم علي صورته كيف ترى كل شئ جميل في الله و لا تراه فيما خلقه الله. إذا أنت منافقا تضحك علي نفسك , توهم نفسك بأنك مؤمن بالكل و أنت حقيقتا كافر بجزء هذا الكل فكيف تكن كافر بالجزء و تقنع نفسك بأنك مؤمنا بالكل. فكل شئ خلقه الله هو جزء منه بالإضافة إليك أنت شخصيا فكيف تفصل نفسك منه و من باقي أجزاءه فعليك أن تؤمن بنفسك و تنطلق من هذا الأيمان بإيمانك بكل ما خلق على يد الله, و بإيمانك هذا تكن أنت مؤمنا بالله فعليا أي بالأخر الذي هو ليس بأخر وبكل أخر الذي هو أيضا ليس بأخر . تنسي نفسك و تذوب معهم لتكونوا شئ واحدا.
فعليك دائما الاعتراف بالأخر مهما كانت صورته و فكرته و كلماته و ........... فاعترافك به هو اعتراف بوجود الله .
حتى لا تندم عندما ترى عداءك لهذا الأخر هو عداء لله و قبل الله نفسك.
و هذا يعيق من تطورك و نهوضك في رحلتك التي أنت فيها
فاجعلها رحلة و لا تجعلها محنه
أتمنى ألا أكون أطالت عليكم و أن تعمل هذه وجهة النظر تصالحا مع نفسك في قبول ما حولك و احتوائك له .