رحلتي إلى القبر..

- تخيل القبر ينادي :
يا ابن آدم أنا بيت الوحدة ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الظلمة ، أنا بيت الدود ... هذا ما أعددتُ لك فما أعددتَ أنت لي ..؟!!!.
- يقول زين العابدين ابن الحسن ابن علي :
ليس الغريب غريب الشام واليمن ...إن الغريب غريب اللحد و الكفن
إن الغريب له حق لغربته ...حق على المقيمين في الأوطان و البلد
دعني أنوح على نفسي و أندبها ... و أقطع الدهر في التسبيح و العبر
دعني أسح دموع العين أرسلها ... فيا عسى عبرة منها تخلصني
أنا الذي أُغلق الأبواب مجتهدا ... على المعاصي وعين الله ترقبني
دنى الرحيل قلت لنفسي وا أسفاه ...كيف الرحيل وذنبي قد تقدمني
و قد أتوا بطبيب كي يعالجني ... و ما أرى الطبيب اليوم ينفعني
و قد أتى هادم اللذات يجذبها ... من كل عرق بلا رفق ولا هونِ
و استخرج الروح مني في تغرغرها ... و كان ريقي مريرا حين أخرجني
و صار من كان أحب الناس في عجل ... نحو المغسل يأتي ليغسلني
فجاءني رجل منهم فجردني ... من الثياب و أعراني وأغسلني
و أسكب الماء من فوقي وغسلني ... غسل الممات و نادى القوم بالكفن
و حملوني على الأكتاف أربعة ... من الرجال و خلفي من يشيعني
و قدموني إلى المحراب و انصرفوا ... خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا علي صلاة لا ركوع لها ... ولا سجود لعل الله يرحمني
صلوا علي صلاة لا ركوع لها ... ولا سجود لعل الله يرحمني
و أنزلوني إلى قبري على مهل ... وقدموا واحدا منهم يلحدني
و كشف الثوب عن وجهي لينظرني ... و أسكب الدمع من العين و قبلني
و قال هيلوا عليه التراب و اغتنموا ... حسن الثواب و كل الناس مرتهن
في ظلمة الليل لا أم تصاحبني ... و لا رفيق بذات اللحد والكفن
في ظلمة القبر لا أم تصاحبني ... و لا صديق بذات اللحد والكفن
من منكر و نكير ما أقول لهم ... و قد أهالني أمرهم جدا فأفزعني
و أجلسوني و جدُّوا في سؤالهمُ ... مالي سواك إلهي من يثبتني
يا نفس كفي عن العصيان و اغتنمي ... فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يا نفس ويحكِ توبي و اعملي حسنا ... عسى تجازين بعد الموت بالحسن ....