جزاك الله خيرا
اللهم صل على سيدنا محمد
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا "سورة الإنسان الأية22
قوله تعالى : إن هذا كان لكم جزاء أي يقال لهم :
إنما هذا جزاء لكم أي ثواب . وكان سعيكم أي عملكم مشكورا
أي من قبل الله ، وشكره للعبد قبول طاعته ، وثناؤه عليه ،
وإثابته إياه . وروى سعيد عن قتادة قال : غفر لهم الذنب وشكر لهم الحسنى .
وقال مجاهد : مشكورا أي مقبولا والمعنى متقارب ; فإنه سبحانه إذا قبل
العمل شكره ، فإذا شكره أثاب عليه بالجزيل ; إذ هو سبحانه ذو الفضل العظيم .
روي عن ابن عمر : أن رجلا حبشيا قال : يا رسول الله ! فضلتم علينا بالصور
والألوان والنبوة ، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به ، وعملت بما عملت ،
أكائن أنا معك في الجنة ؟ قال : " نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض
الأسود في الجنة وضياؤه من مسيرة ألف عام.
" ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" من قال لا إله إلا الله كان له بها عند الله عهد ،
ومن قال سبحان الله والحمد لله كان له بها عند الله مائة ألف حسنة
وأربعة وعشرون ألف حسنة " ، فقال الرجل :
كيف نهلك بعدها يا رسول الله ؟ فقال :
" إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضعه على جبل لأثقله .
فتجيء النعمة من نعم الله فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يلطف الله برحمته " .
قال : ثم نزلت هل أتى على الإنسان حين من الدهر إلى قوله :
وملكا كبيرا قال الحبشي : يا رسول الله ! وإن عيني لترى ما ترى
عيناك في الجنة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" نعم " فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه .
وقال ابن عمر : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدليه في حفرته ويقول : إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا قلنا :
يا رسول الله وما هو ؟ قال :
" والذي نفسي بيده لقد أوقفه الله ثم قال أي عبدي لأبيضن وجهك
ولأبوئنك من الجنة حيث شئت ، فنعم أجر العاملين " .رواه الطبراني.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، كتاب أهل الجنة .تفسير الطبراني.
و‏الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي.
*اللهم إني أسألك وللمؤمنين جنة الفردوس 0