http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle06.shtml
دعوة لدراسة إلغاء الحج بسبب الأنفلونزا

الرياض- وكالات- إسلام أون لاين.نت/ 22-11-2005

حامد المانع وزير الصحة السعودي

أكد حامد المانع وزير الحج السعودي أن بلاده خالية من مرض أنفلونزا الطيور، وأنها اتخذت إجراءات لضمان منع انتقاله إليها. جاء ذلك فيما حذر خبير في مجال الصحة من أن ملايين الحجاج الذين يتدفقون على المملكة قد يتسببون في تهيئة ظروف تؤدي لظهور وباء عالمي من الأنفلونزا، داعيا المملكة إلى التفكير في إلغاء موسم الحج هذا العام إذا دعت الضرورة.

وقال المانع في مؤتمر صحفي على هامش المؤتمر العالمي حول أنفلونزا الطيور الذي تستضيفه الرياض حاليا: "لم يتم تسجيل أي حالة (إصابة بأنفلونزا الطيور) إلى الآن في المملكة". وأضاف أن الحكومة اتخذت التدابير الوقائية المناسبة لمنع انتشار الوباء بالمملكة.

ونقلت عنه وكالة الأنباء السعودية قوله: إن هذه الاحتياطات "تضمنت تشديد الرقابة في المنافذ البرية والجوية للكشف عن أي إصابة بالمرض قادمة إلى البلاد، إضافة إلى حملات التوعية المكثفة التي تقوم بها الوزارة".

ويهدف المؤتمر العالمي حول أنفلونزا الطيور إلى وضع تدابير وقائية لمحاصرة المرض ومنع إمكانية انتقاله بواسطة الحجيج الذين سيتوافدون على المملكة من مختلف أنحاء العالم في موسم الحج.

وشدد المانع في الوقت نفسه على أن الحكومة ستشدد الرقابة على منافذ دخول الحجاج، وسيتم نقل الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض إلى المستشفيات.

وتابع: "سنتأكد من أن جميع المسئولين والعمال المشرفين على الحج ليسوا مصابين بالمرض".

وأضاف: "سنراقب عن قرب شركات التموين، وسنطالبهم باتباع معايير السلامة الدولية".

إلغاء الحج

جاءت تلك التطمينات الرسمية في وقت حذر فيه خبراء من أن ملايين الحجاج قد يتسببون في تهيئة ظروف تؤدي إلى ظهور وباء عالمي من الأنفلونزا.

ونقلت وكالة رويترز عن "دييدر بيتيت" مدير برنامج مكافحة العدوى في مستشفيات جامعة جنيف قوله: "هذا أسوأ احتمال نواجهه".

ويقود بيتيت حملة تنظمها منظمة الصحة العالمية لمنع انتقال العدوى بين البشر، وقد أكد أن الجهود التي بذلتها السلطات السعودية وإجراءات الوقاية التي طبقتها تدعو للإشادة.

إلا أنه أضاف أن الخطر يكمن في إمكانية حدوث اختلاط بين فيروس أنفلونزا الطيور والأنفلونزا البشرية.

وأضاف بيتيت أنه "في حال اكتشاف السلطات السعودية انتقال المرض بين البشر فإنها يجب أن تبحث احتمال إلغاء موسم الحج القادم".

وتابع: "إذا اكتشفت السلطات السعودية حالة إصابة بشرية بأنفلونزا الطيور في مكة فيجب عليها اتخاذ إجراءات مشددة وفورية. وإذا ظهرت حالة ثانية ومماثلة في المنطقة ذاتها إذن يوجد لديك مجموعة من الحالات ويمكن عندها أن تشتبه في وجود أشكال أخرى للانتقال".

تطمينات أخرى

إلا أن أمين مشخص مدير إدارة الأمراض المعدية بوزارة الصحة قال لرويترز: إنه عبر تاريخ السعودية ابتليت مدن مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة بأسوأ الأمراض القاتلة مثل وباء الكوليرا والالتهاب السحائي خلال مواسم الحج.

وأشار إلى أن السلطات السعودية تعتزم إطلاق حملة لتوسيع نطاق تطعيم الحجاج ضد الأنفلونزا إلى جانب الفحوصات الطبية المتكررة التي يخضع لها الأجانب الذين يرغبون في زيارة المملكة.

وأضاف مشخص أن المملكة أنفقت 25 مليون ريال (6.7 ملايين دولار) لعلاج الأنفلونزا والوقاية منها خاصة بين العمال الذين يخالطون الطيور بشكل مباشر.

كما أكد أن الحكومة فتحت مراكز في 3 مدن كبرى -بينها جدة وهي منفذ رئيسي إلى مكة- ستكون مهمتها الرصد الوبائي لحالات الإصابة بأنفلونزا الطيور.

رأي الشرع

وحول الرأي الشرعي يقول مسعود صبري الباحث بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة: إن منع الحج في موسم من المواسم لم يقل به فقيه واحد، ولم يتم على مر العصور التاريخية مع كثرة الأحداث التي مرت بها الأمة الإسلامية، وانتشار الأوبئة المتعددة، ولهذا فإن الدعوة تعد تعطيلا لشعيرة من شعائر الله، وهو منهي عنه شرعا من حيث الأصل.

إلا أنه أشار إلى أن من الواجب على المملكة أن تتخذ التدابير الوقائية لمنع انتشار هذا المرض بين الناس، بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة". وأضاف أن هذا قد يكون من خلال عمل تحاليل للحجاج وخاصة من الدول التي عرف عنها انتشار المرض بها، فلا تعطى تأشيرة الحج من السفارات السعودية بالبلاد إلا بعد عمل تلك التحاليل، بل يمكن أن يصل الأمر إلى منع حجاج البلد الأصلي المنتشر فيه المرض من باب الوقاية، بناء على قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".

ومن جهة أخرى أشار صبري إلى "أنه من الواجب الشرعي على كل من أصيب بهذا المرض أن يتعالج منه أولا، ولا يجوز له الذهاب إلى الحج هذا العام، بناء على ما ذهب إليه بعض الفقهاء من أن الحج واجب على التراخي. وحتى على رأي من قال بأن الحج واجب على الفور، فإنه لا يجوز أن يحج المصاب بمرض أنفلونزا الطيور إذا أدى إلى إصابة غيره به، كما يحرم عليه استخراج بطاقة مزورة تدعي أنه معافى من هذا المرض وهو مصاب به، لما في ذلك من إيذاء المسلمين، وهو محرم بنص القرآن "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا".

ويفد إلى مكة نحو مليوني حاج ونصف من أكثر من 160 دولة سنويا لأداء فريضة الحج. ومن المقرر أن يبدأ موسم الحج المقبل في يناير 2006.

وقتلت سلالة (إتش.5.إن.1) من فيروس أنفلونزا الطيور 67 شخصا في 5 دول في آسيا على مدى العامين المنصرمين. وأكدت إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم حدوث سبع 7 وفيات بسبب المرض.

ولا ينتقل الفيروس بين البشر مثل الأنفلونزا الموسمية العادية لكن خبراء يخشون من أنه قد يتحور ليتخذ شكلا سهل الانتقال بين البشر.

وستزيد مخاطر التحور إذا توجه شخص مصاب بأنفلونزا الطيور إلى مكة واختلط بأناس مصابين بأنفلونزا موسمية وسط ذلك الحشد الهائل، لكن مسئولا كبيرا في وزارة الحج قال: إن السلطات تعمل على ضمان ألا يدخل المملكة سوى الحجاج الذين يتمتعون بصحة جيدة.

وتستضيف الرياض المؤتمر الدولي حول أنفلونزا الطيور في 21 و22-11-2005، بعد انتشار المخاوف عقب ظهور بعض حالات الإصابة بالمرض بين الدواجن في دول الخليج.