في ظل حديث نبوي شريف

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله , ونسأل الله العلي القديرأن يجعل هذا العمل القليل مباركا وأن ينفعنا به جميعا.
في الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك " رواه الترمذي وحسنه، ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم، وهو حديث صحيح كما قال الألباني
الصلاة هي أعظم أركان الإسلام فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بنى الإسلام علي خمس شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت" , ومما يدل علي عظم شأنها ان الله لم يفرضها في الأرض بواسطة جبريل عليه السلام , وإنما فرضها فوق سبع سموات ليلة الإسراء والمعراج .
فالصلاة ميزان الثواب ومرآة لاعمال العباد , بها تصلح الأعمال في الدنيا والآخرة , وبفسادها تفسد سائر ألاعمال, لها في الإسلام المكانة العالية والمنزلة الرفيعة بين العبادات الأخرى, فإذا أراد الإنسان أن يرى اعماله فلينظر في صلاته , هل اداها علي الوجه الأكمل والصحيح ؟ هل حافظ علي مواقيتها ؟ هل توضأ وتطهر استعدادا لها , هل أكثر من الخطى إلى المساجد وحضور الجماعة ؟ هل انتهى عن الفحش في القول والمنكر من الأعمال ؟ فهي عبادة تصاحبك في كل يوم , بل في كل جزء من اليوم , فهي تعلمك النظام والنظافة والطاعة واتباع ولي الأمر المتجه إلى الله كما يفعل الإمام , كما يتم فيها الاتصال بينك وبين الله , حيث في دعائك تشعر بقوة إيمانك أنك تخاطب الله مباشرة , تشكو إليه , وتطلب منه , وتستعين به , , ولا يمل طرقك لبابه ,ولا يسأم من كثرة سؤالك,
أم انك كثيرا ما تنسى أوقات صلاتك , ولا تشعر بالندم إذا فاتت, وإذا صليت صليتها علي عجل وكأنك مكره علي ذلك , حتى ينطبق عليه قول الحق تبارك وتعالى : " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ".
فهل تعلم ياأخي إذا كنت داعيا إلى دين الله , كما في منتدانا هذا يجب عليك تفحص نفسك وموقعك من هذه العبادة وغيرها حتى تكون علي حق داعيا إلى الله ورسوله , فالإنسان عليه أن يصلح نفسه أولا ثم يدعو الآخرين,حتى تسير علي خطى السلف الصالح الذين كانوا لا يأمرون الناس بشئ حتى يطبقوه علي انفسهم أولا, ويكونوا بذلك القدوة الحسنة .
فاحرص يا أخي علي تطبيق الشرائع والعبادات أولا باول حتى تنجح في عملك وتصدق في قولك ويعينك الله علي النجاح في مسعاك .
نسأل الله ان يوفقنا إلى خير العمل الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة,ويهدينا سواء السبيل , والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته