رد سؤال من خلق الله؟؟؟

إن الذي يسأل هذا السؤال يظن أنه سؤال صعب مع أنه من أتفه الآسئلة وأكثرها هشاشة

نقول لسائل هذا السؤال سؤالك فاسد .. فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض..

والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .

إذاً الله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان التى خلقها .

والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك وموجودة فى جزيرة منعزلة .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .

وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً ..


"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..

أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله ..

أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال مَنْ خلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..

يقول الله في حديث قدسي :

( أنا يُستدل بي .. أنا لا يُستدل عليّ ) ..

فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..

لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.

والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد} سورة الإخلاص:1

ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟


وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن ..
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة .. نفس العظام مع تحور طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة ..

فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ .. ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب .
ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ .. إنما يتعدد الناقصون .
ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة ..
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم ..

ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسئوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !
هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.
ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .

وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج .

إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً .. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .

الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته .

المصدر : كتاب حوار مع صديقي الملحد للدكتور مصطفى محمود





روابط هامة جداً

(1)

أيها اخوة أقدم لكم فى هذه الرسالة رابط للكتاب الذي أثنى عليه كل من فضيلة الشيخ محمد حسان وفضيلة الشيخ فوزي السعيد وفضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود وفضيلة الشيخ رفاعي سرور وقاموا بالتقديم للكتاب في صفحاته الأولى وهو كتاب
الكذاب اللئيم
زكريا بطرس
دراسة بحثية تحليلية نقدية مختصرة لمصادره وأكاذيبه وبعض ما يخفيه من دينه
بقلم محمد جلال القصاص
بالرابط التالي

http://www.ebnmaryam.com/web/modules...cat=3&book=554



(2)
لقد عثرت قدراً فى شبكة الأنترنت على كتاب راااااائع للكاتب والمفكر المسيحي دكتور نظمي لوقا والكتاب أسمه ( محمد الرسالة والرسول) بالرابط التالي
http://www.ebnmaryam.com/web/modules...cat=4&book=540




وفيه يشرح هذا الكاتب المعتدل كيف وصل حب رسولنا الحبيب الى قلبه بل ويدافع عن شريعة الإسلام
ويكفي أنه فى مقدمة الكتاب قال
ما أرى شريعة أدعى للإنصاف من شريعة تقول

وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ (8) المائدة

وأي إنسان يكرم نفسه وهو يدينها بمبدأ دون(غير) هذا المبدأ أو يأخذها بدين أقل منه تسامياً وإستقامة.....؟

وقال أيضاً

ولست أنكر أن بواعث كثيرة فى صباي قربت بيني وبين هذا الرسول وليس فى نيتي أن أنكر هذا الحب أو أتنكر له بل إني لأشرف به وأحمد له بوادره وعقباه..
ولعل هذا الحب هو الذي يسر لي شيئاً من التفهم وزين لي من شخص هذا الرسول الكريم تلك الصفات المشرفة وجعلني أعرض بوجداني عن تلك النظرة الجائرة أو المتجنية التى نظر بها كثيرون من المستشرقين وغيرهم الى الرسول العربي ولكني حين أحتكم الى العقل أرى الخير كل الخير فيما جنحت اليه

فلخير(فلأجل) من يشوه المشوهون كل جميل وكريم من مناخر البشرية المثخنة بالقروح والمخزيات؟
ولخير(فلأجل) من يثلب الثالبون كل مجيد من هداة هذا الجنس الفقير الى المجد ، المثقل بالخساسة والحقد؟

ألا إن كل محب للبشر ينبغي أن يكون شعاره دوماً
مزيداً من النور ! ومزيداً من العظمة ! ومزيداً من الجمال ! ومزيداً من البطولة والقدوة!
وبدافع من حب البشرية أقدمت على تسطير هذه الصفحات وسيان بعد هذا أن يقول عنها القائلون إنها شهادة حق أو رسالة حب أو نحية توقير وتبجيل فما كان كآحاد الناس فى خلاله ومزاياه وهو الذي أجتمعت له آلاء الرسل وهمة البطل فكان حقاً على المنصف أن يكرم فيه المثل ويحيى فيه الرجل...
(3)
وهناك فديو أخر سترى بعد تحميله ماذا قال كل من الأتي أسمائهم عن رسولنا الحبيب


(المفكر الفرنسي لامارتين ---- الأديب الانجليزي الشهير برنارد شو ----مايكل هارت صاحب كتاب أهم واعظم عظماء التاريخ ---- الزعيم الهندي المهاتماغاندي ------- الكاتب الأنجليزي توماس كارليل ------ الأديب البريطاني جورج ويلز ------ الباحث الأنجليزي لايتنر ------ الأديب الروسي الشهير تولستوي ------ المستشرق ميشون ------ المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون ------ مؤلف موسوعة قصة الحضارة ول ديورانت)

حملووووووووووووووووووووووه من الرابط التالي وأنشروووووه
http://www.ebnmaryam.com/web/modules...tid=14&mid=130

(4)
حمل كتاب السؤال والجواب( روح الإسلام) بالرابط التالي

http://www.ebnmaryam.com/web/modules...cat=4&book=521



هتلاقي فيه اجابة على اسئلة محيرة مثل
رد سؤال من خلق الله
الله تعالى يضل من يشاء فلماذا يعذبه؟
وغيرها الكثير والكثير

(5)

خواطر الشعراوى فى كتب الكترونية بالرابط التالى

http://www.ebnmaryam.com/web/modules...DA%D1%C7%E6%ED



(6)

- اكبر موسوعه للرد على المشككين فى شكل سؤال وجواب بالرابط التالي




http://www.ebnmaryam.com/files/Books/Rodod-v2.zip


(7)

3- أكبر موسوعه محتواها موثق عن الإعجاز العلمى بالرابط التالي



http://www.ebnmaryam.com/web/modules...cat=1&book=418



(8)

من الذي اشعل الفتنة الكبرى التى فيها تم قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه

اين كان علي بن أبي طالب و الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يوم مقتل امير المؤمنين عثمان بن عفان ولماذا لم يدافعوا عنه؟!؟!؟ بل ولماذا لم يفضوا الحصار الذي فرضته على منزله مجموعة من الثوار الموتورين المجرمين قبل مقتله؟؟؟؟!!

لماذا لم يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه عقب توليه الخلافة؟؟؟؟

لماذا خرجت أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها الى البصرة واستكملت طريقها الى هناك رغم أن كلاب الحوأب نبحت عليها؟؟؟؟

ما حقيقة الخلاف بين علي ومعاوية رضوان الله عليهم ؟؟؟وهل كان على الخلافة أم لا؟؟؟


والكثير والكثير من حقائق تلك الفترة

على هذا الرابط



http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...&series_id=630