كي لا ننسى - المضمون الايديولوجي للمحرقة...، جيش الحاخامات صب زيت الفتاوى على نيران المحرقة الصهيونية في غزة....،

نواف الزرولم تكن تلك الاعترافات التي ادلى بها عدد من جنود وضباط الجيش الاسرائيلي حول دور فتاوى الحاخامات في تسويغ القتل والتدمير الا وثيقة اخرى تضاف الى كم من الوثائق التي كانت اكدت تلك الحقيقة في حروب القتل والتدمير السابقة...، ففي إطار نشر اعترافات جنود الاحتلال نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن قائد عسكري قوله "إن حاخامين في الجيش الإسرائيلي أبلغوا القوات المقاتلة في الهجوم على غزة في يناير ـ كانون الثاني أنهم يخوضون حربا دينية على غير اليهود" ، وأضاف "رسالتهم كانت واضحة للغاية" ، وهي أننا "نحن الشعب اليهودي جئنا إلى هذه الأرض بمعجزة وأعادنا الله إلى هذه الأرض ونحتاج الآن لأن نقاتل حتى نطرد الأغيار الذين يتدخلون في فتحنا لهذه الأرض المقدسة".اذن - مرة أخرى ، تقدم دولة الاحتلال الصهيوني على تجنيد جيش من كبار الحاخامات اليهود ، ليصبوا على الفتاوى الدينية اليهودية مزيداً من الزيت على نار المحرقة الصهيونية في غزة ، حيث انضم الحاخامات إلى طائرات ودبابات وسفن إسرائيل الحربية ، التي تفتك بأطفال ونساء وشيوخ غزة ، وفيما حاول قادة اسرائيل سوق تبريرات متناقضة بهذا الشأن بين النفي والادعاء بأن المقاومة تستخدم المدنيين دروعاً بشرية ، أصدر كبار حاخامات "اسرائيل" فتاوى تؤيد وتغطي ما يقوم به الجيش الإسرائيلي ، وتؤيد بلا مواربة قتل الأطفال وحتى الرضّع بدعوى أن الشريعة اليهودية لا تمانع في ذلك ، ك "عقاب جماعي للأعداء".ومرة اخرى اخذ يتسيد ذلك الخطاب التوراتي الدموي ضد الفلسطينيين وضد غزة بشكل خاص ، وطفت على السطح هناك على نحو خاص فتاوى الحاخامات الذين اخذوا يستحضرون نصوصهم التوراتية لاطلاق فتاوى القتل والفتك ضد من اسموهم العماليق - العرب الفلسطينييين - ، واخذت تظهر بقوة نزعة العنف والارهاب...،.فالنـزوع للعنف والإرهاب والدم والقتل والمذابح ، نزوع متأصل في الأيديولوجيا الصهيونية ، فهي من جهة أيديولوجيا عنصرية قامت على أساس الانعزال والتميز والتفوق على"الأغيار - الغوييم"عامة ، ومن جهة ثانية اتبعت نهجاً انتقائياً في استرجاع الموروث الديني والاتكاء عليه ، باعتماد الجانب المحرض على العنف والقتل والتدمير في التعامل مع"الأغيار"وهنا مع العرب الفلسطينيين. وإذا كان الفكر الصهيوني في كثير من عناصره قد استند إلى الموروث الديني اليهودي ، فإنه قد استند إلى الموروث الديني ذاته في صياغة المواقف والعلاقات الصهيونية نحو"الأغيار" ، ذلك أن الصهيونية العلمانية ، قد عملت على استغلال وقولبة النصوص الدينية التوراتية بما يحقق أهدافها في حشد وتعبئة واستقطاب اليهود ، صهيونياً ، خاصة إذا علمنا مدى أهمية وتأثير وسيطرة الدين اليهودي على حياة يهود"الغيتو ". تطبيق «حكم عملاق» ضد عرب فلسطين..،في هذا الصدد نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية على سبيل المثال فتوى للحاخام "يسرائيل روزين" رئيس معهد تسوميت جدد فيها ما كان أصدره العام الماضي بأنه "يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه" ، وزعم "أن حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز ، وحتى سحق البهائم" ، وقال الحاخام الأكبر لمدينة صفد شلومو إلياهو "إذا قتلنا 100 دون أن يتوقفوا عن ذلك فلا بد أن نقتل منهم ألفاً ، وإذا قتلنا منهم 1000 دون أن يتوقفوا فلنقتل منهم 10 آلاف ، وعلينا أن نستمر في قتلهم حتى لو بلغ عدد قتلاهم مليوناً ، وأن نستمر في القتل مهما استغرق ذلك من وقت".وأيد رئيس مجلس حاخامات المستعمرات في الضفة الغربية الحاخام دوف ليئور فتاوى قتل المدنيين الفلسطينيين ، وشاركه في ذلك رئيس ما يسمى المجلس البلدي اليهودي في القدس المحتلة ، كما صادق حاخامات آخرون على فتوى تسمح لجيش الاحتلال بقصف مناطق سكنية ، ومن بينهم الحاخام الأكبر لحزب شاس الديني عوفاديا يوسف ، ويقول الحاخام آفي رونتسكي إن "أحكام التوراة تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها ، ولا يجب الاكتفاء بقصف مناطق إطلاق الصواريخ ، فالواقع يلزم بضبط الناشطين وهم في فراشهم وفي بيوتهم". حاخام «إسرائيل» الأول : المس بالمواطنين المدنيين في غزة أمرّ شرعيولم يكن ما يجري بقطاع غزة من مذابح بمعزل عن فتاوى حاخام اسرائيل الاول كغيره من الحاخامات الذين تباروا في مباركة المجازر مانحين لقادتهم السياسيين والعسكريين غطاءً للتمادي في غيهم.فقد بعث مردخاي إلياهو - الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار القومي في" إسرائيل" والذي شغل في الماضي منصب الحاخام الأكبر لإسرائيل - برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت وكل قادة إسرائيل - ضمن نشرة" عالم صغير" وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة ، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها "شكيم ابن حمور" والتي وردت في سفر التكوين بـ"تلمودهم" فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاقيات الحرب.و كتب إلياهو بأنه "طبقاً لما ورد في التوراة فإن مدينة بأكملها تحملت المسؤولية الجماعية عن السلوك غير الأخلاقي لأحد من أفرادها ـ وكالات ـ ".وأضاف الحاخام الأكبر أن "هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق الصواريخ". ودعا مردخاي إلى "مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة" ، معتبراً أن" المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي". واستند مردخاي إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا فيه لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم ، قائلاً :"إن أقوال الملك داود تستبطن تصريحاً لقادة إسرائيل بعدم إبداء الرحمة" ، وتمادى الحاخام في رسالته قائلاً" إنه في الوقت الذي يمكن فيه إلحاق العقاب الجماعي بسكان غزة عقاباً على أخطاء الأفراد فإنه محرم تعريض حياة اليهود في "سديروت" أو حياة جنود الجيش الإسرائيلي للخطر خوفاً من إصابة أو قتل غير المقاتلين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة".ھنصوص العهد القديم تشرع فكر الابادة الى ذلك - كثيرة هي نصوص"العهد القديم"التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والإبادة كأساس لأخلاقيات التعامل مع الشعوب الأخرى ، وهي نصوص يفهم من سياقها أنها تؤرخ للحروب التي نشبت على أرض فلسطين بين الغزاة اليهود العبرانيين الذين قادهم يوشع بن نون ، وسكان فلسطين الأصليين ، كما أنها تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب أن يكون عليه سلوك الغزاة ، وهي نصوص تحض على الحقد والكراهية العمياء ، ونذكر من هذه النصوص ما جاء في سفر التثنية"أن الرب يطرد من أمامك شعوباً أكثر وأعظم منك"وأن"الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحي أسماؤهم من تحت السماء"، لكن الأبرز من بين هذه النصوص ما جاء في سفر التثنية أيضاً على شكل وصية توحي الكثير من حوافز الإرهاب المقرون بكراهية استعلاء عنصريين ضد الشعوب على اختلافهم ، فقد جاء في النص : "وحين تقرب مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح ، فإن إجابتك إلى الصلح وفتحت لك ، فكل الشعوب الموجودة فيها تكون للتسخير ، وتستعبد لك ، وأن تسالمك ، بل أن عملت معك حرباً فحاصرها ، وإذا دفعها الرب الهك إلى يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل ما غنيمتها فتغنمها لنفسك ". وحسب التراث الديني اليهودي ف "إن قوم "عملاق" الذين يطالب الحاخامات بانزال الحكم عليهم ، كانوا يعيشون في ارض فلسطين منذ عدة قرون مضت وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية" ، ويقول الحاخامات"إن العماليق شنوا هجمات على مؤخرة قوافل بني إسرائيل التي كان يتزعمها النبي موسى - عليه السلام - عندما خرجوا من مصر واتجهوا نحو فلسطين" ، ويضيف التراث أن "الرب" كلف بني إسرائيل بعد ذلك بشن حرب لا هوادة فيها ضد العماليق" ، وتلا الحاخام روزين الحكم الذي يقول: "اقضوا على عملاق من البداية إلى النهاية .. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم ، لا تأخذكم بهم رأفة ، فليكن القتل متواصل شخص يتبعه شخص ، لا تتركوا طفلاً ، لا تتركوا زرعاً أو شجراً ، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار". ولم تقتصر هذه الفتوى الغريبة على الحاخام روزين ، بل أيدها العديد من حاخامات اليهود ، فسارع الحاخام مردخاي إلياهو ، الذي يعد المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في إسرائيل ، إلى تأييد تطبيق الحكم ، ودائماً ما يشير إلياهو إلى إحدى العبارات التي وردت في الحكم والتي تقول: "اذكر عدوك وأبده". ليس هناك مشكلة اخلاقية...، كما أيده الحاخام شلومو إلياهو الحاخام الأكبر لمدينة صفد ، والذي كتب مقالاً مؤيداً لتطبيق حكم "عملاق" على الفلسطينيين يقول فيه: "لا توجد أي مشكلة أخلاقية في سحق الأشرار". أما الحاخام دوف ليئور رئيس مجلس حاخامات المستوطنات في الضفة الغربية فيقول قاصداً الفلسطينيين: "كل من يريد تدمير إسرائيل يتوجب تطبيق حكم عملاق فيه". ومن الجدير بالاشارة هنا الى ان فتوى حكم "عملاق" ، ما هي إلاّ حلقة ضمن حمى فتاوى ضد الفلسطينيين من قبل كبار المرجعيات الدينية ، ففي وقت سابق من شهر آذار ـ 2008 اصدر الحاخام حاييم كنايفسكي ثاني اكبر مرجعية في التيار الديني "الأرثوذكسي الليتائي" ، الذي يمثله حزب "ديجل هتوارة" فتوى "تحظر تشغيل العرب في إسرائيل ، وخصوصاً في المدارس الدينية".ھمجموعة حاخامات تبيح قصف المدنيينوقبيل المحرقة الصهيونية التي اقترفت ضد غزة في نهاية شباط ومطلع آذار ـ 2008 ، كانت مجموعة من كبار الحاخامات في "إسرائيل"اصدرت ايضا فتوى "تبيح لجيش الاحتلال الإسرائيلي قصف التجمعات المدنية الفلسطينية ، بدعوى الرد على إطلاق الفلسطينيين للصواريخ على البلدات الإسرائيلية ـ معاريف العبرية" ، وجاءت الفتوى بعد يومين من إنهاء إسرائيل المرحلة الأولى من هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة آنذاك ، والذي وصفها الجنرال "متان فيلنأي"بـ "المحرقة" ، وأوقع نحو 124 شهيداً ، أغلبهم مدنيون ، فضلاً عن اكثر من 350 جريحاً. وكان الحاخام شموئيل الياهو قد دعا الجيش الإسرائيلي لتسوية بلدة بيت حانون الواقعة شمال قطاع غزة بالأرض ومحوها عن الوجود ، رداً على إطلاق الصواريخ على "سديروت" إنطلاقاً من قطاع غزة.ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الحاخام شموئيل إلياهو ، قوله :"إن إسرائيل إذا ما أرادت حماية "سديروت" وعدم تدميرها ، فإنها يجب أن تدمر بيت حانون".وايضا قبيل المحرقة الاخيرة بشهور قليلة دعا حاخام مستعمرة "يتسهار" القريبة من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة دافيد دودكبيتش (حاخام فتيان التلال)"الجيش الإسرائيلي للمشاركة في عمليات انتقامية من الفلسطينيين والقيام بمعاقبتهم بصورة جماعية وتهجيرهم بدعوى دعمهم ما أسماه "الإرهاب".ويرى دود كبيتش بالعقوبات الجماعية "اجراء مشروعا وذلك لان معظم السكان العرب سواء في الجليل او في المثلث او في الضفة الغربية يرغبون بتدمير دولة اسرائيل ـ هآرتس".وقال في فتوى جديدة ، "إن إسرائيل كانت فيما مضى تقوم بمهمة الانتقام" داعياً لاستئنافها ، واضاف :"أن %85 من الفلسطينيين يتمنون ويعملون من أجل زوال إسرائيل" ، داعياً إلى "تهجيرهم بوسائل شتى".لنقتل.. لنطرد والبقية تأتي...،الكاتب الاسرائيلي المناهض لثقافة وغريزة الدم والقتل التوراتية والاسرائيلية كوبي نيف كان كثف ـ ذلك التراث الارهابي في معاريف قائلا:"النائب ، العميد احتياط ، صاحب وسام البطولة ، ايفي ايتام ، يجسد في شخصيته على نحو كامل الشخصية العامة لليهودي الجديد ، الذين سعى آباء الصهيونية الى خلقه في أرض اسرائيل بعد الفي عام من المنفى ، والذي يضم في داخله كامل اضلاع "الثلاثي الصهيوني المقدس" - الرب ، الجيش والارض" ، مضيفا :"كزعيم اخلاقي ، ذاك الذي يسير في المقدمة ويشق الطريق للتابعين له ، نجح ايتام جدا ، فالامور التي روج لها في الماضي وردت في حينه بسخرية واحتقار تصبح اليوم أكثر فأكثر من نصيب الكثيرين ليس فقط في معسكره ، بل وفي اوساط كل شعب اسرائيل بما في ذلك "معسكر السلام". فمثلا - يردف نيف :"دعا ايتام منذ زمن بعيد دولة اسرائيل الى التحرر من القيود الاخلاقية التي تحظر علينا برأيه الانتصار في حروبنا ضد العرب ، وقتل عشرات الاف المواطنين عن عمد ، لبنانيين ، سوريين وفلسطينيين ، كما ينبغي ، من أجل اخضاعهم وفرض الاستسلام عليهم" ، ويستشهد نيف قائلا:"ها قد مرت بضع سنوات فاذا بأحد الرواد الايديولوجيين لـ "معسكر السلام" ، يرون لندن ، توصل هو الاخر الى استنتاج ايتام هذا - في أنه من اجل تلقين الفلسطينيين العاقين في غزة درسا ، ينبغي ابداء الوحشية الاخلاقية ، كما يلزم في مثل هذه الاوقات ، وتدمير غزة "حيا إثر حي" على حد تعبيره ، مما سيؤدي الى اخضاعهم وفرض الاستسلام عليهم". المضمون الايديولوجي للمحرقة...،يوثق لنا الباحث الاسرائيلي المعروف ميرون بنفنستي في هآرتس الخلفية الايديولوجية للمحرقة الاسرائيلية التي اقترفتها الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع قائلا:"اراد منفذو عملية "الرصاص المصهور" ان يميزوها بتعريفين متناقضين: "رب البيت جن" ويرد بوحشية مجنونة ، و"غضب مضبوط" ايضا اي عملية عقلانية ترمي الى الردع ، ينبغي ان نضيف الى هذين التعريفين تعريفا اخر وهو انها رد غريزي مكرر من جماعة مهاجرين مغتصبة" ، وكتب ديفيد دي ، وهو احد ابرز الباحثين في مسارات سيطرة مجتمعات المهاجرين على مجتمعات ابناء البلاد في هذا الصدد: "الرد الوحشي على كل علامة انتفاضة من قبل الشعوب من ابناء البلاد كي يرمي الى وعي المحتلين والواقعين تحت الاحتلال بنطاق ومحدودية الاحتلال وعدم بقاء استمرار المقاومة ، بالرغم من ان هذه الوحشية قد تقوض المطلب الاخلاقي للمجتمع المغتصب للسيطرة على المنطقة التي احتلها".ويضيف بنفنستي:"اجل توجد امثلة تاريخية كثيرة تبين كيف استعملوا مقاومة ابناء البلاد العنيفة لاغتصاب ارضهم لتسويغ رد عسكري غير متناسب ، يرمي تحت غطاء "محاربة الارهاب" الى تحطيم معنوياتهم وسلب اراضيهم ، تنبعث رائحة شديدة للعفن الاستعماري من العملية الغزية وعمليات مشابهة تمت في الماضي".المحلل الاسرائيلي المعروف جدعون ليفي يعزز في هآرتس هذا المضمون الايديولوجي للمحرقة قائلا:"تكشف هذه الحرب ، ربما أكثر من سابقاتها ، التيارات الداخلية الحقيقية في أعماق المجتمع الإسرائيلي ، وترفع العنصرية والكراهية رأسيهما ، وكذلك غريزة الانتقام والعطش إلى الدماء ، إنها "روح القائد" الآن في جيش الدفاع "لقتل العدد الأكبر" ، كما يصفها المراسلون العسكريون في التلفزة ، وحتى لو أن هذه الروح هي لمقاتلي حماس - فقد تقشعرّ لها الأبدان" ، ويضيف:"يبرّر ألعنف والوحشية المنفلتين على أنهما "وسائل للاحتراس": حتى ميزان الدم المشوّه ، نحو مائة قتيل فلسطيني مقابل القتيل الإسرائيلي الواحد ، لا يثير أي تساؤل ، ونقرّ ، من خلال العنصرية المغروسة فينا ، كأننا قطعنا بأن دمهم أرخص مائة مرة عن دمنا".ويردف:"أليمين ، القومية ، ألشوفينية والعسكرة هي السمة الشرعية الوحيدة في المدينة ، ألإنسانية والرأفة - بعيدتان عنّا ، فقط في هامش المعسكر يسمع صوت الاحتجاج - غير الشرعي ، والمنبوذ وغير المغطى إعلاميا - من مجموعات شجاعة لكنها صغيرة من اليهود والعرب".اذن - نحن في الاستخلاص المكثف ، امام مجتمع كولونيالي عنصري استيطاني احلالي يقوم بعملية مزدوجة في الآن ذاته: سلب الاراضي والاوطان واستيطانها ، واقتراف المجازر والمذابح والمحارق ضد اصحابها واهلها تحت ذرائع "الارهاب" و"العنف" و "التمرد" وغيرها ، ونحن كذلك امام مجتمع صهيوني بات ملوثا بالعنصرية - الابرتهايد - بحيث غدت دولة"اسرائيل" الدولة العنصرية والارهابية رقم - 1 - على وجه الكرة الارضية ، غدت هذه النزعات تشكل اهم واخطرمركب في الثقافة الإسرائيلية.ونتوقف هنا في الخاتمة لنوثق: إذا كانت هذه اللغة الصهيونية قائمة منذ القدم منذ التوراتيين الدمويين الاوائل ، واذا كانت تمتد وتتواصل على مدى القرن الماضي ، وصولا الى المشهد الراهن ، فهل يستطيع أحد اليوم ونحن أن يجد فوارق حقيقية جوهرية مقنعة بين اللغة التوراتية الارهابية العريقة ، وبين اللغة الصهيونية اليوم ...؟ونقول : إذا كانت كافة تلك الأدبيات والمفاهيم والمرتكزات الأيديولوجية ـ السياسية ـ الصهيونية - الإسرائيلية المتعلقة بممارسات الاحتلال والتدمير والترحيل والإحلال والمذابح الجماعية تشكل جريمة كبرى تستدعي المساء لة والمحاكمة والتجريم ، فماذا سنقول عن التطبيقات العملية الإجرامية لها على الأرض العربية الفلسطينية ، على مدى نحو قرن من الزمن... ؟، . ( تم حذف البريد لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى )
التاريخ : 08-04-2009


http://www.addustour.com/ViewTopic.a...8_id130871.htm