في مكسب جديد لمسلمي أوغندا، وافق البرلمان في هذا البلد على قانون يقضي بإنشاء محاكم شرعية للتعامل مع قضايا المسلمين الأسرية مثل الميراث والزواج والطلاق وحضانة الأطفال.

وأكد "ريبيكا كاداجا" نائب المتحدث باسم البرلمان الأوغندي، أن مشروع القانون الذي طال انتظاره سيدخل حيز التنفيذ خلال هذا العام.

وقال عبدة كاتيناتو من "المنتدى من أجل التغيير الديمقراطي" أثناء ندوة حول قانون العلاقات المحلية الجديد عقدت الأحد 13-7-2008: "هذا أمر جيد للغاية، ويظهر حرص الحكومة على تطوير الدستور". وأضاف: "سيكون لتلك المحاكم دور فعال في التعامل مع شئون المسلمين وفقا لأحكام الشرع الإسلامي".

وكانت لجنة فنية من المجلس الأعلى لمسلمي أوغندا قد قدمت اقتراحاتها بشأن المحاكم الشرعية إلى لجنة إصلاح القانون حتى يتم إدراجها في مشروع القانون الجديد.

وحول مؤهلات رئيس المحاكم الشرعية المزمع إنشاؤها، قال كاتيناتو: "يجب أن يكون حاملا لشهادة عليا في الشريعة، إلى جانب شهادة في القانون العلماني وأن يتمنع بأخلاقيات حسنة".

من جانبه أوضح البروفيسور جوزيف كاكوزا رئيس لجنة إصلاح القانون أن اختيار رئيس المحكمة سيتم من قبل لجنة الخدمات القضائية، بالتشاور مع المجلس الأعلى لمسلمي أوغندا.

لكن القانون الجديد أثار بعض الجدل في أوساط مسلمي أوغندا حيث ينص على عدم السماح للفتيات بالزواج قبل بلوغ 18 عاما.

الإسلام في أوغندا

يشار إلى عدد مسلمي أوغندا يقدرون بنحو7 ملايين نسمة من إجمالي 24 مليون نسمة في أوغندا .

وقد دخل الإسلام إلى أوغندا عام 1844 على يد العرب اليمنيين الذين جاءوا عبر الساحل الشرقي من زنجبار وكينيا ومومباسا، وكذلك عن طريق بعض التجار من مصر والسودان، ومع دخول الإسلام اعتنقه أغلب الأوغنديين، لكن بعض ملوك القبائل اعتنقوا النصرانية مع الاستعمار البريطاني أواخر القرن التاسع عشر عام 1870م حيث فاق عدد النصارى المسلمين وأصبحوا الأغلبية.

ويتبع المسلمون في هذا البلد مذاهب مختلفة، إلا أن الثقل الأكبر يبقى للمذهب الشافعي، ويأتي بعده المذهب الحنفي ثم المالكي. لكن هناك وجودا للمذهب الشيعي ولطوائف أخرى صغيرة مثل القاديانية والأحمدية وغيرها.

ويفتقر المسلمون هناك إلى وسائل الإعلام للتعريف بالإسلام والتعارف فيما بينهم لتثبيت وحدتهم؛ فمن بين 60 إذاعة أهلية لا يوجد سوى إذاعة إسلامية وحيدة هي "إذاعة صوت إفريقيا"، كما لا يمتلك المسلمون أي قنوات تلفزيونية على الرغم من وجود 6 قنوات بالبلاد.

كما أن الأوضاع التعليمية لمسلمي أوغندا سيئة؛ فهم لا يقبلون على تعليم أبنائهم نظرا لارتفاع تكاليف التعليم، ويكتفون في أغلب الأحوال بالمراحل الأولى من التعليم، والقليل منهم يلتحقون بالجامعات.

وكنتيجة طبيعية لكل هذه الأوضاع، فإن فرص تقلد المسلمين المناصب الحكومية والوزارات قليلة جدا، كما أن مناصبهم غير مؤثرة بخلاف النصارى الذين يشكلون أغلبية الحكومة.

http://www.islammessage.com/articles...id=91&aid=3235