بسم الله الرحمن الرحيم


**********


الشياطين مخلوقين من النار فهم فى الأصل من الجان


لأن إبليس الرجيم كان جانا وطرد من رحمة الله فصار شيطانا


فأصبح هو ونسله شياطين


(أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى )


****


فالجان والشيطان خلقهم واحد ومن قبيل واحد


لا يُروا بحاسة البصر ولا يدركوا بحاسة اللمس ولا


تجسيد لهم فى أى صورة



يقول الله جل علاه



( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )



فهم يرونا ولا نراهم


هم يرونا ولا نستطيع رؤاهم



***


وهم قد التفوا حول نبى الله ومصطفاه منصتين لكتاب الله


ومستمعين للآيات التى نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم


فاستمعوا خاشعين واستمعوا منصتين


يقول الله جل علاه


( كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً )

*****


فهم أمة عاقلة ومميزة


أمة متعبدة وموعودة ومتوعدة


ومُخاطبون بما نحن به مُخاطبون ومكلفون بما نحن به مكلفون


****


وما أن سمعوا ووعوا لكتاب الله ولمبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهرعوا إلى أقوامهم مبلغين ولهم منذرين


يقول الله جل سناه


(فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا )


( فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين َ)


فحين سمعوا القرآن الكريم وكتاب الله الحكيم


هبوا إلى قومهم وأقرانهم قائلين لبنى جنسهم :


( يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ )


( يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ )


( سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِه ِ)



فمنهم من هداهم الله ومنّ الله عليهم برضاه


فهؤلاء ما أن سمعوا النداء إلا ولبوا واستجابوا لرسالة رب الأرض والسماء


فهم سمعوا فوعوا وإلى قومهم أنذروا وقالوا لهم محذرين وعليهم مشفقين


( فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً)


( مَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً )


( مَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِين ٍ)


ومنهم قوم سفهاء :


كفروا بالله جل علاه ولم يصدقوا بداعى الله سيدنا رسول الله صلى الله


عليه وسلم فكفروا بربهم وبيوم بعثهم


فهؤلاء هم المارقين من الجان الذى استهواهم اللعين بأهوائه وأغرقهم فى مردياته مثلما استهوى بنى الإنسان


أما المهتدين فكانوا مقسطين غير قاسطين هداهم


الله بهداه وأسبغ عليهم نعماه فقالوا فى كتاب الله


(َ مِنَّا الْقَاسِطُونَ )


( أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبا ً)


( ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً )


أما القاسطون الذين حادوا عن دين الله فقد ضلوا وأضلوا


إنه عمى منهم وطغيان إنه إفك منهم وبهتان كما هو بنى الإنسان


بل :


قالوا مثلما قال اليهود والنصارى فجاءوا بشىء إدا


وادّعوا لله ولدا


يقول عنهم الموحدين غير الكافرين



( كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً )



( تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدا ً)


فالمهتدين علموا أن داعى الله هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم


فآمنوا بالواحد الأحد والفرد الصمد وآمنوا بأن الله جل علاه لم يتخذ صاحبة ولا ولد


وقالوا فى كتاب الله


(َلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً )


( أَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبا ً)


********


ولتعلم هنا يا أخى الإنسان


********


أن هؤلاء الجان


علموا أن إسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم قدرة من الله جل علاه وأنه خرقا لكل نواميس الحياة


فهم يعلمون أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشر من بنى الإنسان


ويعلمون أن مقدرتهم ومقدرة كل الجان قد فاقت أى إنسان


لأنهم


صعدوا إلى السماء ولها قد لمسوا


ولأنهم


قد صعدوا إلى السماء وفيها قد قعدوا


فقالوا :


(َأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُبا ً)



( وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ )


أما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبيهم ورسولهم


فقد أ ُسْرِىَ به


فنفذ من سماء إلى سماء مرتقيا حيث ليس لأحد من إرتقاء دون أى وسيلة


تسرى فى الفضاء


فهو المجتبى من الله والمصطفى من كافة خلق الله


****


فليلة الإسراء :


كانت معجزة من الله جل سناه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم


كانت آية من الآيات


كانت تعجيزا من الله جل علاه لكل الأبحاث والعلوم والدراسات


فقد كان الإسراء :


إرتقاء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل إنسان و على كل جان فى أى زمان أو مكان


**


يقول الله جل علاه


( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ


إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )



**


ففى ليلة الإسراء :


**


قد أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوى فى


الأجواء والآفاق


وليس لأحد فى تلك الطبقات من إستواء


لأن أى إنسان إذا ما اخترق الأجواء فإنه سيترنح فى


الفضاء لانعدام الجاذبية فيتلقفه الهواء


أ ما رسول الله صلى الله عليه وسلم


فقد قال عنه الله جل علاه



( فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى)

**


وفى ليلة الإسراء :


**


كان المسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحيط بالأرض من هواء صعودا وسريانا لم يكن فيه أى ضيق أو اختناق


كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اختراقه لطبقات الهواء ليس فيه انفجارا لأوعية الدماء


كان مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم صعودا وسريانا وخرقا ً ونفاذا ًمن سماء إلى سماء


***


فهذا المسرى : إنما هو من الله جل علاه لخاتم أنبياء ورسل الله


النذير بدين الله والنذير بكتاب الله


**


وفى ليلة الإسراء :


**


قد رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رآه


وليس لأحدٍ من خلق الله يستطيع أن يصف ما رآه


إلا ما قال وأخبر به الله جل علاه


يقول سبحانه وتعالى


( لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )


فإياك فى هذا المجال مما قيل أو يقال


فلقد وصف الله جل علاه الآيات التى رآها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها آيات كبرى لذا


إياك من الشطط والأهواء وإياك مما يقال من الجهلة والأعداء


فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رآه


ومن تلك الآيات التى أخبرنا بها الله جل علاه :


أنه رأى كتاب الله


لقد رآه بالأفق : أفق الله جل علاه : الأفق الذى لايعلمه الا الله جل سناه


يقول سبحانه وتعالى


( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِين ِ)


فقد رآى سيدنا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله الحكيم


وقرآنه العظيم رآه عند سدرة المنتهى


يقول الله جل علاه


( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى )


رأه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند السدرة التى عندها جنة المأوى يقول الله جل علاه



( سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى )


سدرة المنتهى :


إنها السدرة التى تبدأ من منتهى الأرض والسماوات


إنهاالسدرة التى تبدأ من عندها جنة النعيم


إنها بداية المنتهى لنا


إنها بداية المنتهى فى كوننا


يقول الرحمن الرحيم


(جَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )


( جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ )


فمقدار عرضها هو مقدار الأرض والسماء


وهذا لايمكن لأى عقل من العقول بيانه


فهى ليست فى مكان أو فى أى كون من الأكوان


إنها الجنة التى أخبر الله بها عباده فى كتابه


إنها الجنة التى أخبر الله بها فى محكم آياته


******


فسبحان مالك الملك والملكوت وسبحان صاحب العز والجبروت


يقول سبحانه وتعالى


( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ )

صلى الله على رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خاتم أنبياء ورسل الله


الذى نفذ من أقطار السماوات والأرض بسلطان من العزيز الرحمن ذوالعزة والسلطان


**************************
سعيد شويل