7- المقصود بــ (ذي القرنين) في القرآن الكريم هو كورش الذي مكن له الله عز وجل في الأرض فذهب إلى أصعب الأماكن ، فهو الذي تكلم عنه سفر دانيال وسفر إشعياء :-


عندما قص علينا رب العالمين قصة ذي القرنين في سورة الكهف في القرآن الكريم فقد كان المقصود هو قورش الملك الفارسى وليس الاسكندر الأكبر الملك المقدوني اليوناني فعندما نرجع إلى آيات سورة الكهف سنعرف أن بداية القصة كان بسؤال قوم (للرسول عليه الصلاة والسلام عن شخص أطلقوا عليه لقب (ذي القرنين) ، وذى القرنين الوارد في العهد القديم توضح به في نفس النص أنه رمز لملوك فارس ومادى (دانيال 8: 6 ، 20) ، وليس إلى أحد ملوك اليونان ، يعني القرآن الكريم كان في الحقيقة يتكلم عن (قورش) و ليس الاسكندر الأكبر ، فقورش هو الذي أمسك الرب يمينه ليعلم البشر في أقصى الأرض عبادة رب العالمين (إشعياء 45: 6) ، كما سنرى بالتفصيل ان شاء الله

أ- بداية قصة ذي القرنين في سورة الكهف بالقرآن الكريم كان بسؤال قوم للرسول عنه :-

قال الله تعالى :- (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83))(سورة الكهف)

مما يعني أن هناك قوم كان عندهم شخص يعرف لديهم بلقب ذي القرنين ، وعندما نرجع إلى العهد القديم سنجد بالفعل لقب (صاحب القرنين) ، و لكن من هو المقصود بــ ذى القرنين في العهد القديم ؟

ب- طبقا لسفر دانيال أن أصحاب القرنين هو رمز لملوك فارس ومادي بينما صاحب القرن الواحد رمز لملوك اليونانيين :-

فنقرأ من سفر دانيال عن رؤيا دانيال وتفسيره :-
8 :4 رايت الكبش ينطح غربا و شمالا و جنوبا فلم يقف حيوان قدامه و لا منقذ من يده و فعل كمرضاته و عظم
8 :5 و بينما كنت متاملا إذا بتيس من المعز جاء من المغرب على وجه كل الأرض و لم يمس الأرض و للتيس قرن معتبر بين عينيه
8 :6 و جاء إلى الكبش صاحب القرنين الذي رايته واقفا عند النهر و ركض إليه بشدة قوته
8 :7 و رايته قد وصل إلى جانب الكبش فاستشاط عليه و ضرب الكبش و كسر قرنيه فلم تكن للكبش قوة على الوقوف امامه و طرحه على الأرض و داسه و لم يكن للكبش منقذ من يده

ثم نقرأ :-
8 :20 اما الكبش الذي رايته ذا القرنين فهو ملوك مادي و فارس
8 :21 و التيس العافي ملك اليونان و القرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الاول

كان قورش ملك فارسى ، فهو ذي القرنين (صاحب القرنين) أما التيس فهو صاحب قرن واحد فقط وهو رمز للاسكندر الأكبر الذى غلب بعد ذلك ملوك الفرس عندما فسدوا من بعد قورش العظيم يعني عندما كان يخبرنا القرآن الكريم فقد كان يخبرنا بقصة كورش ذي القرنين



ج- طبقا لسفر إشعياء فإن كورش الفارسى هو ملك صالح مكن له الله عز وجل في الأرض حتى جاب أصعب الأماكن وعلم الناس عبادة رب العالمين ، وهو نفس وصف القرآن الكريم لــ (ذي القرنين) :-


فكورش هو الملك الصالح (إشعياء 45: 1) الذي أمسك الرب يمينه ومكن له في الأرض ليعلم البشر عبادة رب العالمين (إشعياء 45: 6)

فنقرأ من سفر إشعياء :-
45 :1 هكذا يقول ((الرب لمسيحه لكورش)) الذي امسكت بيمينه لادوس امامه امما و احقاء ملوك احل لافتح امامه المصراعين و الابواب لا تغلق
45 :2 انا اسير قدامك و الهضاب امهد اكسر مصراعي النحاس و مغاليق الحديد اقصف
45 :3 و اعطيك ذخائر الظلمة و كنوز المخابئ لكي تعرف اني انا الرب الذي يدعوك باسمك اله اسرائيل
45 :4 لاجل عبدي يعقوب و اسرائيل مختاري دعوتك باسمك لقبتك و انت لست تعرفني
45 :5 انا الرب و ليس اخر لا اله سواي نطقتك و انت لم تعرفني
45 :6 لكي يعلموا من مشرق الشمس و من مغربها ان ليس غيري انا الرب و ليس اخر

يعني كورش ملك صالح يعبد الله عز وجل ، فمكن الله عز وجل له الأرض بأن سار أمامه و مهد له الهضاب … الخ ، فاستطاع أن يجوب أصعب الأماكن في الأرض وعلم الناس عبادة رب العالمين، يعني القرآن الكريم كان يقصد بذى القرنين كورش العظيم فهو صاحب القرنين الذي مكن له الله عز وجل الأرض حتى قام برحلة عجيبة وصعبة (و هذا هو الاختلاف بين القرآن الكريم وبين سفر إشعياء لأن رحلة ذي القرنين في القرآن الكريم كان المقصود بها وصوله إلى الأمريكتين وهو ما سوف أتكلم عنه تفصيلا ان شاء الله )
والآن سنرى ماذا يقول القرآن الكريم عن (ذي القرنين)

قال الله تعالى :- (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)) (سورة الكهف)