لحظة من فضلك يا ضيفنا النصرانى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

فضح الكنيسة ببلاد العم سام و ممارساتها ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | القرآن الكريم بالقراءات العشر » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | شرح كتاب الطهارة من عمدة الفقة لابن قدامة المقدسي - محمد بن محمد المختار الشنقيطي » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | تأملات قرآنية_ صالح بن عواد المغامسي » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | مختارات من خطب الجمعة..887 خطبة لثلة من الشيوخ و الدعاة » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | أسماء الله الحسنى__ناصر بن عبد الرحمن الحمد » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | محاضرات و سلاسل في فضائل و أحكام شهر رمضان 201 محاضرة » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | باقة من الادعية بصوت العديد من القراء » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | باقة من أجمل و أعذب الأدعية بصوت القارئ عماد المنصري » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | 22 محاضرة في فضائل عشر ذي الحجة و أحكامها » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

لحظة من فضلك يا ضيفنا النصرانى

النتائج 1 إلى 10 من 53

الموضوع: لحظة من فضلك يا ضيفنا النصرانى

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,533
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    1- هل لأنك ولدت لأبوين مسيحيين وهذا هو قدرك المكتوب ؟
    إعلم يا ضيفنا الفاضل أن الله قد خلقك أولا على الفطرة ودين الإسلام حتى قبل أن تولد وعرفك بنفسه وأشهدك على ذلك .. قال تعالى :
    (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)
    (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ)
    وقال صلى الله عليه وسلم : ((ما مِن مَولودٍ إلَّا يُولَدُ على الفِطرَةِ، فأبَواه يُهوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمجِّسانِه))
    ------------------------------------
    يا ضيفنا الكريم ...
    يجب أن تعلم - قبل أن تتحجج بالقضاء والقدر وتزعم أن الله تعالى هو من لم يشأ لك الهداية وأراد لك الضلال مسبقا - أن كل ما يجري في هذا الكون مهما صغر أو عظم هو بقضاء الله تعالى وقدره وسَبَق علمه به في سابق أزَلِه .. قال الله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)

    وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن أحدكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطن أمه أربعين يوماً نُطْفَةً، ثم يكون عَلَقَةً مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَةً مثل ذلك، ثم يُرْسَل إليه المَلَكُ؛ فينفخُ فيه الروحَ، ويؤمر بأربع كلماتٍ: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌّ أو سعيدٌ))
    وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((كتب اللهُ مقاديرَ الخلائق قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة))
    وفي سنن أبي داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن أول ما خَلَقَ القلم، فقال له: اكتبْ؛ قال: وما أكتبُ يا ربِّ؟ قال: اكتبْ مقاديرَ كلَّ شيءٍ حتى تقوم الساعة))
    ويدخل في عموم ذلك أفعالُ العباد .. وهي تشمل حركاتهم وأفكارهم واختيارهم .. فكل ما يعمله الإنسان أو يحصِّل له من خير أو شرٍّ لا يخرج عن قدرة الله تعالى ومشيئته
    قال عزَّ وجلَّ : (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
    وقال تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)
    والإنسان ميسَّرٌ لما خلق له من جنة أو نار .. ومع ذلك فقد جعل الله تبارك وتعالى للعبد اختياراً ومشيئةً .. وأعطاه عقلاً وسمعاً وإدراكاً وإرادةً .. فهو يعرف الخير من الشرِّ والضارَّ من النافع وما يلائمه وما لا يلائمه .. وأُعطاه القوة لتنفيذ ما يريد ويختار لنفسه طريق الخير أو الشر .. وبذلك تعلَّقت التكاليف الشرعية المرتبطة به من الأمر والنهي والتى على أساسها يُحاسب على أفعاله التي اختارها لنفسه .. فينال الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية .. قال تعالى : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) .. وقال سبحانه : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)
    فأدلَّة الوحي تفيدُ بأن للإنسان كسباً وعملاً وقدرةً وإرادةً .. وبسبب تصرُّفه بتلك القدرة والإرادة يكون من أهل الجنة أو النار
    وبناءً على هذا .. فإن الإنسان مسيَّرٌ لا يخرج بشيءٍ من أعماله كلها عن قدرة الله تعالى ومشيئته .. ومخيَّرٌ في أفعاله من خير أو شرٍّ إذ لم يُكرهْهُ أحدٌ على انتهاج هذا المسلك أو ذاك .. فالله تعالى خلق كل إنسان مسلماً مهيَّئاً لقبول الحق .. أما التهوُّد أو التنصُّر أو التمجس فأمرٌ دخيلٌ على أصل الفطرة من قِبَلِ الإنسان نفسه تقليداً لآبائه واتِّباعاً لهواه
    ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((قال الله تعالى: وإنِّي خلقت عبادي حُنَفاءَ كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجْتَالَتْهُم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحلَلْتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً))
    فالله تعالى خلق البشر كلهم وفطرهم على التوحيد والإسلام له سبحانه.. فما من مولود إلا ويولد على الفطرة .. ثم بعد ذلك منهم من يبقى على فطرته .. ومنهم من تحرفه شياطين الإنس والجن عن فطرته السوية
    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري :

    "الكفر ليس من ذات المولود ومقتضى طبعه؛ بل إنما حصل بسببٍ خارجيٍّ، فإن سَلِمَ من ذلك السبب؛ استمرَّ على الحق"
    "والمرادُ تمكُّن الناس من الهدى في أصل الجِبِلَّة، والتهيُّؤ لقبول الدين، فلو تُركَ المرءُ عليها؛ لاستمر على لزومها، ولم يفارقها إلى غيرها؛ لأن حسن هذا الدين ثابت في النفوس، وإنما يُعْدَل عنه لآفة من الآفات البشرية، كالتقليد، والله خلق قلوب بني آدم مؤهَّلة لقبول الحق، كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيَّات والمسموعات، فما دامت باقية على ذلك القبول وعلى تلك الأهلية؛ أدركت الحق، ودين الإسلام هو الدين الحق"
    ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه)) ولم يقلْ : (أو يسلمانه) لأنه يولد مسلماً فى الأصل !!
    فالله تعالى لا يظلم مثقال ذرَّة .. فقد خلق الإنسان وركَّب فيه الفطرة التي هي التهيُّؤ لقبول الحق وأنعم عليه بنعمة العقل الذي يميز به بين الأشياء ثم أرسل إليه رسلاً مؤيَّدين بالمعجزات لإقامة الحُجَّة عليهم .. ولا يعذب الله أحداً -مطلقاً- حتى تقوم عليه الحجة الرِّساليَّة قال تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) .. وقال : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) .. وقال تعالى : (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) .. وأخبر سبحانه أن أهل النار يُقرُّون بأنهم أُنذروا وجائتهم الرسل ووصلهم البلاغ فعاندوا وكذبوا واستكبروا .. قال تعالى : (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِير)
    ------------------------------------
    ضيفنا الفاضل :
    نحن المسلمون نؤمن بالقضاء والقدر
    ونؤمن بكمال الله تعالى وعدله وتنزهه عن ظلم عباده أدنى ما يكون ذلك الظلم، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
    ونؤمن أن الله تعالى رفيق يحب الرفق في الأمر كله، رحمن رحيم ذو رحمة واسعة هي أوسع من غضبه وانتقامه، فالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ))
    ومن أجل ذلك، فالله تعالى يحب أن يمهل عباده ويحلم عليهم ويعذر إليهم .. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ))
    الله سبحانه وتعالى قد هيأ لكل إنسان ما يمكنه من معرفة الخير والشر

    قال تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وهَدَيْنَاهُ النَّجدين)
    وقال تعالى : ( إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)
    فقد بَيّن لله في هذه الآيات أنه عز وجل وَهَبَ للإنسان الوسائل التي يُمْكِنُه معها معرفة طريق الخير والشر فوهب لهم الأسماع والأبصار والألسن والأفئدة والعقول .. ثم إنه سبحانه لم يجعل هذه الوسائل حجة على عباده بمفردها، بل فتح لهم باب العذر وأملى لهم في الحجة حتى يأتيهم نور الوحي من السماء
    قال تعالى : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)
    وقال تعالى : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
    ومن أجل ذلك يوبخ الله تعالى الكافرين به على ما أضاعوا من عذر الله وإمهاله، وغفلوا عن رسله وبيناته :
    ( َيا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ * ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ)
    فبعد كل هذا الإنعام من الله .. مَنْ اختار الكفر على الإيمان إتِّباعاً للآباء فمصيره جهنم لا محالة
    قال الله تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ)
    وقال تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ)
    وقال تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)
    فلا حجة لمن كفر تقليداً للآباء والأجداد .. والحاصلُ أن الإنسان إنما يعذَّبُ إذا ولد لأبوَيْن كافرَيْن لاستمراره على الكفر بعد بلوغه وتمكُّنه من الإستدلال والنَّظَر الذي يوافق الفطرة التي فطره الله عليها وهي التهيُّؤ لقبول الحق .. ثم إن الله تعالى برحمته لا يعذبه إلا بعد بلوغ الحجَّة إليه بطريقة يفهمها - قطعاً للعذر- ثم رفضه إيَّاها
    قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى)
    وقال تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
    ولذلك علق النبي صلى الله عليه وسلم مؤاخذة من لم يؤمن به بسماعه بدعوته صلى الله عليه وسلم وبلوغها إياه، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسُ محمدٍ بيده، لا يَسْمَعُ بي أحدٌ مِن هذه الأمةِ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثم يموتُ ولم يُؤْمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلا كان مِن أصحابِ النارِ))

    فمن لم تبلغه دعوة الإسلام .. أو بلغته وهو غير مهيأ للتكليف بها .. فهو معذور ويمتحنه الله فى عرصات القيامة .. قال صلى الله عليه وسلم: ((أربعَةٌ يحتجُّونَ يومَ القيامةِ رجلٌ أصمُّ لا يَسمعُ شيئًا ورجلٌ أحمَقُ ورجلٌ هرِمٌ ورجلٌ مات في فترَةٍ فأمَّا الأصمُّ فيقولُ لقدْ جاء الإسلامُ وما أسمعُ شيئًا وأمَّا الأحمقُ فيقولُ يا ربِّ لقدْ جاءَ الإسلامُ والصِّبْيانُ يخْذِفُونِي بالبَعْرِ وأمَّا الهرِمُ فيقولُ يا ربِّ لقدْ جاءَ الإسلامُ وما أعْقِلُ شيئًا وأمَّا الذي ماتَ في فترَةٍ فيقولُ ما أتاني لَكَ رسولٌ فيأخُذُ مواثِيقَهُم لَيُطِيعُنَّهُ فيُرْسِلُ عليهم أنِ ادْخلُوا النارَ فوالذي نفْسِي بيدِهِ لو دَخَلُوها كانت عليهم بردًا وسلامًا))
    فهؤلاء الذين لم تبلغهم الدعوة ولم تقم عليهم حجة الله بالرسل، أصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول، فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار
    ------------------------------------
    وخلاصة القول :
    أن من أنعم الله عليه وولد لأبوين مسلمين فهذا من فضل الله عليه .. ولكن ليس معنى ذلك أن من ولد لأبوين كافرين معذور بعد أن بلغته دعوة الإسلام وقامت عليه الحجة وأبصر طريق الحق فأبى واستكبر وعاند

    ومن قَلّد أباه وأمه فى الكفر والشرك ومات على ذلك .. فهو أحد ثلاث حالات :

    1- مُقَلّدٍ معرض تَمَكّن من العلم ومعرفة الحق .. فهذا مفرطٌ تاركٌ للواجب عليه ولا عذر له عند الله
    2- مُقَلّد لم يتمكن من من العلم ومعرفة الحق بِوَجْهٍ، عاجز عن السؤال والعلم، مُرِيدٌ للهدى مُؤْثِر له، مُحِب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يُرْشِده، يقول : (يا رب لو أعلم دينا خيرا مما أنا عليه لَدِنْتُ به وتركت ما أنا عليه) .. فهذا حكمه حكم أرباب الفترات .. فمن لم تبلغه الدعوة فهو كمن طلب الدين في الفترة ولم يَظْفَر به، فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عَجْزاً وجهلاً
    3- مُقَلّد لم يتمكن من من العلم ومعرفة الحق بِوَجْهٍ، عاجز عن السؤال والعلم، معرض لا إِرَادة له، ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه، راضٍ بما هو عليه، لا يُؤْثِر غيره عليه، ولا تَطْلُب نفسه سواه، ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته .. فهو كمن لم يطلب الدين في الفترة ولم يَظْفَر به ولم يسع إليه، بل مات على شركه، ولا عذر له عند الله

    ------------------------------------
    تعال لنطبق عليك هذا الكلام يا ضيفنا الكريم :
    والداك المسيحيان قد أنجباك بأمر الله .. وبعد ميلادك أخذك والداك إلى الكنيسة حيث تم تعميدك .. وربياك على الأسس والعقائد المسيحية .. وعلماك العبادات المسيحية .. وغرسا فيك الإعتقاد بأن المسيحية هى دين الحق
    لا حساب عليك ما لم تبلغ سن الرشد والعقل والتكليف : ((رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ : عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يشِبَّ وعن المعتوهِ حتَّى يعقِلَ)) .. فهذا الحديث صريح في أن كل مولود يولد مسلماً فإذا كان أبواه غير مسلمين .. فإن أطاعهما فيما يدعوانه إليه من يهودية أو نصرانية أو مجوسية خرج عن الفطرة إلى ما يدعوانه إليه ويربيانه عليه .. وإن هداه الله إلى الإسلام فهو مسلم باقٍ على الفطرة التي فطره الله عليها .. فاعلم أن الإنسان يولد مسلماً حتى إذا وصل إلى السن التي يكون فيها مخاطباً شرعاً فإن أسلم بلسانه وقلبه وجوارحه لله تعالى فهو مسلم وإن اختار غير ذلك فهو على ما اختار !!
    فأنت إذا بلغت سن العقل والتكليف فلا حجة لك أمام الله بأنك قد ولدت لأبوين مسيحيين ولذلك صرت مسيحيا !!!
    فالله تعالى قد وهبك العقل لتستخدمه وتتدبر به طريقك وأفعالك .. ووهبك السمع والبصر والقلب لتستمع إلى دعوة الحق وترى بعينك وتبحث وتقرأ وتتفكر بقلبك .. وليس من الضرورى ولا من البديهى أو المسلم به أن يكون الدين الذى ارتضاه لك والداك هو السبيل الأقوم والصراط المستقيم .. والأمثلة امامك لا تعد ولا تحصى .. فتدبر وتفكر !!!
    * هل تربية الأبناء على عبادة الأصنام والحيوانات والأموات والنار يعنى أن هذه الديانات هى الدين الحق ؟
    إن قلت يا ضيفنا الكريم : لكن هذه الديانات باطلة !!
    فأنا أسألك : وكيف عرفت بطلانها ؟
    بالتأكيد : درست وقرأت عن معتقداتها فوجدتها لا تدخل العقل السليم ويرفض القلب تعاليمها ويستنكرها .. إذ تكفر بالإله الواحد وتعبد من دونه ما لا ينفع ولا يضر
    وهذا هو المطلوب منك .. أن تبحث وتفتش الكتب وتدرس وتقارن ثم تستخدم عقلك وقلبك وضميرك بحيادية وشفافية لتصل إلى طريق الحق !!
    * هل إجبار والديك لك على دخول كلية معينة للدراسة أو اختيار فتاة معينة للزواج أو ترشيح وظيفة محددة لك بلا اعتبار لرأيك ولا ميولك يعنى أن اختيارهم هو فقط الطريق الصحيح وأنهم أدرى بمصلحتك ؟
    أنت أصلا يا ضيفنا الفاضل لا تقبل ان يتدخل والداك فى هذه الأمور المصيرية بالنسبة لك .. لماذا ؟؟
    لأن لك شخصيتك .. ولك عقلك .. ولك حرية اختيارك .. إذ أنك وحدك من ستتحمل النتائج لهذه القرارات .. فلن يتعب أحد فى الإستذكار غيرك .. ولن يتحمل طباع وتصرفات وتكاليف الزوجة غيرك .. ولن يتحمل مشاق العمل والوظيفة غيرك !!
    أنت ترى هذه القرارات (مصيرية) فى حياتك ولا ينبغى لأحد غيرك تقريرها وفعلها
    فكيف بمصيرك فى الآخرة ؟؟؟؟
    كيف تدع أبواك يتخذان أهم قرار مصيرى فى حياتك وعمرك بلا دراسة ولا تمحيص وبلا كلمة أو اعتراض منك وتتبعهما كالأعمى ؟؟
    ------------------------------------
    قد تقول يا ضيفنا الفاضل : وأنتم مسلمون لأن آبائكم وأمهاتكم كانوا مسلمين
    نعم .. كلام صحيح .. والحمد لله على نعمة الإسلام .. والشكر لآبائنا وأمهاتنا وجزاهم الله خير الجزاء
    لكن الكثير منا قد اطلعوا - مع إسلامهم - على عقائد الآخرين .. ودرسوها .. وتدبروا فيها وفى تعاليمها بكل حيادية وشفافية .. فما زادهم ذلك إلا اقتناعا بصحة الإسلام وبأنه هو الدين الوحيد الحق .. وما زادهم البحث والتقصى إلا إيمانا وتثبيتا
    وخير دليل على دراستنا للمسيحية والأديان الأخرى هو تحاورنا معكم .. إذ كيف نحاوركم فى دين ونحن لا نعلم عنه شيئا ؟ وكيف نعرف معتقداتكم وشرائعكم وعباداتكم وطقوسكم ونناقشكم فيها ؟
    ------------------------------------
    وهذا هو المطلوب منك بالمثل يا ضيفنا الفاضل قبل فوات الأوان
    إقرأ عن الإسلام وابحث فى تعاليمه ..
    وقارنها بالمسيحية ..
    واستفت عقلك وقلبك وضميرك بحيادية ..
    واسأل الله العون والإرشاد ..
    فإن لم تقتنع وظللت متشبتا بمسيحيتك فلك دينك ولنا ديننا ..
    لن تضرك المعرفة بالإسلام شيئا !!!
    وفى كل الأحوال .. فقد بلغتك - بقراءة هذا الموضوع - رسالة الإسلام
    ولا حجة لك أمام الله يوم القيامة
    التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 03-12-2018 الساعة 01:22 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لحظة من فضلك يا ضيفنا النصرانى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 09-05-2018, 04:26 PM
  2. لحظة من فضلك!!
    بواسطة ابوغسان في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-09-2015, 07:16 PM
  3. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-04-2010, 12:28 PM
  4. أيها المقبل على الموت لحظة من فضلك !
    بواسطة أبوحمزة السيوطي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-04-2009, 10:55 AM
  5. لحظة من فضلك
    بواسطة علي عبد الستار في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-01-2009, 01:53 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

لحظة من فضلك يا ضيفنا النصرانى

لحظة من فضلك يا ضيفنا النصرانى