5- لا يوجد أي مجال للشك فى أن تلك القصص التي تسئ الى أنبياء الله عز وجل والتشبيهات المجازية تم كتابتها فى زمان نشر الثقافة اليونانية
عندما نعرف الظروف الأخلاقية التي سادت فى تلك الفترة ونعرف كيف كانت الثقافة الهيلينية فى ذلك الزمان كما أوضح كتاب قصة الحضارة وأيضا من رابط موقع الأنبا تكلا
وأيضا ما نقرأه فى ( مكابيين الثاني 6: 4 ، 6: 5 ) ، و تلك القصص الملفقة التي تم نسبها الى أنبياء الله عز وجل
عندما نرى كل هذا فنتأكد بما لا يدع مجالا للشك من أن من كتب ما نراه حاليا من عهد القديم هم كهنة اليهود التابعين لليونانيين والمتأثرين بهم .
راجع هذا الرابط من موقع الأنبا تكلا عن محاولة هلهنة اليهود :-
لقد تكرر ما سبق وأن أشار اليه سفر إرميا فنقرأ :-
6 :13 (( لانهم من صغيرهم الى كبيرهم كل واحد مولع بالربح )) و من النبي الى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب
وأيضا :-
8 :8 كيف تقولون نحن حكماء و شريعة الرب معنا حقا (( انه الى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب ))
وأيضا :-
23 :36 (( اما وحي الرب فلا تذكروه بعد )) لان كلمة كل انسان تكون وحيه (( اذ قد حرفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا ))
ولعهم بالربح والمنصب والسلطة جعلهم يحرفون فى الكتاب سواء لمصلحة لهم فى البيع والشراء أو لينالوا رضا الحكام
(ملحوظة 1 :-
وكل هذه الأفعال والصفات السيئة التي تم الصاقها بالأنبياء نفاها رب العالمين عن أنبياءه فى كتابه الحكيم القرآن الكريم فأوضح لنا القصة الحقيقية وأخبرنا أنهم صالحون )
انتهى
6 - تناقض النصوص يثبت التحريف
نتج عن هذا التلاعب وتلك القصص المختلقة تناقض واضح بين تلك القصص التي تظهر الأنبياء بهذا المظهر السئ وبين نصوص أخرى تخبرهم أن تلك الأفعال السيئة هي علامة الأنبياء الكاذبون وأن الأنبياء الصادقين صالحين وأبرار وهم الذين يردون الناس الى الناموس ، وهذه هي النصوص التي لم تمتد اليها يد التحريف و الكذب
أ- الفرق بين الأنبياء الحقيقيون والكاذبون :-
فنقرأ عن الأنبياء الكاذبون من سفر إرميا :-
23 :16 هكذا قال رب الجنود لا تسمعوا لكلام الانبياء الذين يتنباون لكم فانهم يجعلونكم باطلا يتكلمون برؤيا قلبهم لا عن فم الرب
ويصف الكتاب هؤلاء الأنبياء الكاذبون :-
23 :13 و قد رايت في انبياء السامرة حماقة تنباوا بالبعل و اضلوا شعبي اسرائيل
23 :14 و في انبياء اورشليم رايت ما يقشعر منه يفسقون و يسلكون بالكذب و يشددون ايادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن شره صاروا لي كلهم كسدوم و سكانها كعمورة
ويخبرنا الكتاب بأن الله عز وجل لم يرسل هؤلاء الكاذبون وأنهم لو كانوا أنبياء حقيقيين كانوا ردوا الناس عن الأفعال السيئة فنقرأ :-
23 :21 لم ارسل الانبياء بل هم جروا لم اتكلم معهم بل هم تنباوا
23 :22 و لو وقفوا في مجلسي لاخبروا شعبي بكلامي و ردوهم عن طريقهم الرديء و عن شر اعمالهم
هذا يعنى بكل بساطة الآتي :-
-الأنبياء الكاذبون صفاتهم فسق وشر ، وهم لا يردوا الناس عن طريق الشر ولا الطريق الردئ
-ان الأنبياء الحقيقيون ليسوا فاسقين أبدا وهم يردوا الناس عن الطريق الردئ والشر
فكيف بعد ذلك يمكن أن يعتقد أي انسان أن أنبياء الله عز وجل الحقيقيين لهم نفس صفات الأنبياء الكاذبون وأنهم لا يردوا الناس عن الطريق الردئ ؟؟؟!!!!!
فكيف لنبي الله هارون الذى اختاره الله عز وجل ليهدى الناس نجده لا يرد الناس عن طريق الشر والأكثر من ذلك أنه يضلهم ؟؟؟!!!!
ب- الكتاب المقدس يصف أنبياء الله عز وجل بالأبرار :-
كتابهم نفسه يصف أنبياء الله عز وجل بأنهم أبرار
فنقرأ من سفر التكوين :-
6 :8 و اما نوح فوجد نعمة في عيني الرب
وأيضا :-
7: 1 و قال الرب لنوح ادخل انت و جميع بيتك الى الفلك لاني اياك رايت بارا لدي في هذا الجيل
ج- نصوص كتابهم تقول أن الله عز وجل محص الصديقين كالذهب وأن أنبياءه أمناء :-
الله عز وجل يمحص ويصطفى الصالحين بامتحانهم ونجاحهم فى الامتحان ، مما يعنى استحالة أن يقعوا فى تلك الأخطاء المنسوبة اليهم فى قصص الكتاب المقدس
فنقرأ من سفر الحكمة :-
3: 1 اما (( نفوس الصديقين )) فهي بيد الله فلا يمسها العذاب
ثم نقرأ :-
3: 5 و بعد تاديب يسير لهم ثواب عظيم (( لان الله امتحنهم فوجدهم اهلا له ))
3: 6 (( محصهم كالذهب في البودقة )) وقبلهم كذبيحة محرقة
3: 7 فهم في وقت افتقادهم يتلالاون ويسعون سعي الشرار بين القصب
و من سفر يشوع بن سيراخ :-
2: 4 مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك
2: 5 (( فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع ))
2: 6 امن به فينصرك قوم طرقك وامله احفظ مخافته وابق عليها في شيخوختك
و من سفر دانيال :-
12 :10 (( كثيرون يتطهرون و يبيضون و يمحصون )) اما الاشرار فيفعلون شرا و لا يفهم احد الاشرار لكن الفاهمون يفهمون
كما نقرأ أن الأنبياء كانوا أمناء :-
من سفر يشوع بن سيراخ :-
44: 20 (( ابراهيم كان ابا عظيما )) لامم كثيرة ولم يوجد نظيره في المجد (( وقد حفظ شريعة العلي )) فعاهده عهدا
44: 21 و جعل العهد في جسده (( وعند الامتحان وجد امينا ))
أي أن سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام كان أمينا لنجاحه فى الامتحان ولحفظه شريعة رب العالمين ، وهذا يعنى أنه كان صاحب أخلاق سامية
وكذلك كان جميع أنبياء الله عز وجل
فنقرأ من سفر يهوديت :-
8: 22 فينبغي لهم ان يذكروا (( كيف امتحن ابونا ابراهيم وبعد ان جرب بشدائد كثيرة )) صار خليلا لله
8: 23 (( و هكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم ))
و من سفر العدد :-
12 :7 و اما (( عبدي موسى )) فليس هكذا بل (( هو امين في كل بيتي ))
من سفر دانيال :-
6 :3 (( ففاق دانيال )) هذا على الوزراء و المرازبة لان فيه روحا فاضلة و فكر الملك في ان يوليه على المملكة كلها
6 :4 ثم ان الوزراء و المرازبة كانوا يطلبون علة يجدونها على دانيال من جهة المملكة (( فلم يقدروا ان يجدوا علة و لا ذنبا لانه كان امينا و لم يوجد فيه خطا و لا ذنب ))
من سفر المكابيين الأول :-
14: 41 و ان اليهود وكهنتهم قد حسن لديهم ان يكون سمعان رئيسا وكاهنا اعظم مدى الدهر (( الى ان يقوم نبي امين ))
أي أن أنبياء الله عز وجل كانوا أمناء ، اصطفاهم الله عز وجل من جميع عبيده وهذا يعنى بسمو أخلاقهم
وهذا يؤكد لنا أن الكتاب الحقيقي لم يتضمن أبدا تلك القصص الملفقة على أنبياء الله عز وجل
وانني أتعجب من المسيحيين الذين يقولون أنهم أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام
فكيف لهم أن يصدقوا أي شئ يأتي من هؤلاء اليهود الذين كذبوا على المسيح عليه الصلاة والسلام وعلى أمه الطاهرة الشريفة
د- نصوص كتابهم المقدس تخبرنا باختراعهم ضلالات وأكاذيب :-
كانت كل تلك القصص على أنبياء الله عز وجل هي ضلالات وأكاذيب
فنقرأ من سفر عاموس :-
2 :4 هكذا قال الرب من اجل ذنوب يهوذا الثلاثة و الاربعة لا ارجع عنه لانهم رفضوا ناموس الله و لم يحفظوا فرائضه و اضلتهم اكاذيبهم التي سار اباؤهم وراءها
ومن تفسير القمص تادرس يعقوب نقرأ :-
(فإن الانحراف عن وصيَّة الله والجري وراء الأضاليل يفسد البصيرة الداخليَّة فلا تعاين الله. لهذا يقول الرب: "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8))
انتهى
7 - كان النتيجة الطبيعية لانتشار الأخلاق والأفكار اليونانية الوثنية فى بنى اسرائيل هو فساد هذا المجتمع
أ- بدليل ما نقرأه فى سفر المكابيين الأول وهو يتحدث عن حكم اليونانيين على الأرض :-
1: 10 و لبس كل منهم التاج بعد وفاته وكذلك بنوهم من بعدهم سنين كثيرة فكثرت الشرور في الارض
لتربية مجتمع تربية سليمة وتصحيح ما به من فساد يكون باعطاءه القدوة الحسنة
ولكن الذى نجده فى الكتاب المقدس هو أن الأنبياء المفترض بهم دعوة الناس الى الحق لهم صفات وأفعال لا تليق وتعتبر سب وقذف اذا قيلت فى حق أي انسان
ب- كيف يعتقد انسان أن الله عز وجل يبعث أنبياء من بعد أنبياء على مدار ألاف السنيين وتكون لهم تلك الصفات الموجودة بالكتاب المقدس للمسيحيين :-
استحالة أن يهدى الله عز وجل الناس عن طريق أنبياء فاسقون لأن هذا معناه تشجيع الناس على الفساد
ولايمكن الاعتقاد أن الله عز وجل ظل ألاف السنيين يبعث أنبياء بهذه الصفات الموجودة بالكتاب المقدس التي لو صحت فانها ستزيد من فساد المجتمع لأن أي شخص سيقول اذا كان نبي وهو اختيار من الله فعل ذلك فلماذا لا أفعل أنا أيضا ذلك ؟؟؟!!!!!!!
هذا كلام لا يمكن أن يصدقه عقل
ج- الهدف من تلك القصص هو زيادة فساد المجتمع وأن يصبح أكثر تشبها بالمجتمع اليوناني بحيث لا يجد اليهودي فرق بين أنبياءه وبين المجتمع اليوناني فيزيد رغبته الى التشبه بهذا المجتمع الوثني :-
ان ما نقرأه الأن فيما يسمى العهد القديم من قصص عن أنبياء الله عز وجل هو نتيجة لتشبه بنى اسرائيل بأفكار وفلسفات اليونانيين
ومثال لذلك ما نراه فى زماننا
من قصص فى السينما الأمريكية أو أحد الكتب من الكتاب الغربيين الذين يخرجون علينا من حين الى آخر لنجدهم يزيفون التاريخ فيخترعون قصص عن علاقات غير شرعية ويلصقونها بشخصيات حقيقية كانت موجودة بالفعل فيتوهم الانسان العادي أن هذه هي الأحداث الحقيقية
وبمرور الأيام يتم نسيان الحقيقة ولا يتذكروا الا القصص الكاذبة
وكل هذا هو نتاج البيئة الفاسدة أخلاقيا والتي أثرت على العقول فلم تعد تفكر الا فى القصص الفاسدة فيساهم ذلك فى زيادة افساد المجتمع أكثر وأكثر ثم يقولون بعد ذلك انها حرية تعبير !!!!!
ولكنه فى الحقيقة الطمع فى الربح والكسب السريع
ومع الأسف نجد من يتشبه بهم من العرب فيصنع المسلسلات على شخصيات تاريخية مثل الخديوي اسماعيل ويلصق به القصص الكاذبة التي لا أصل لها ولا واقع من التاريخ ، ثم يقولون بعد ذلك انه الابداع !!!!!!!!!!!
أبدا والله ما هو بابداع ولكنه التشبه بالأمم الفاسدة أخلاقيا وهو نفسه بداية انهيار بنى اسرائيل وتحولها من أمة يخرج منها النور الى العالم الى أمة عادية
المفضلات