من هو الشهيد في الإسـلام بأنه ليس فقط الذي قاتل فقُتل في الحرب
بل هو المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم ومن قُتل دون ماله وعرضه
وهذه كرامة لأمة النبي صلى الله عليه وسلم
فنحن في زمن لاحرب فيه مع أعداءنا وجهاً لوجه
فلم ينقطع عطاء الله ومنه وكرمه على أمة محمد
فقد يسر لها السبل التي تستوجب الشهادة في سبيل الله .


قال الرسول صلى الله عليه وسلم
[ ما تعدون الشهيد فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد
قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا فمن هم يا رسول الله
قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد
ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد]


وقال صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح البخاري
[الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله]


وقال صلى الله عليه وسلم
[ بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له .
ثم قال : الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغريق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله .
وقال : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه .
ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا .]


وقال صلى الله عليه وسلم
[أن المبطون شهيد والمطعون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد
والمرأة تموت بجمع شهيد وصاحب الهدم شهيد ]


---------------------------
هل الشهيد ميت ؟!


يُجيب على هذا السؤال قول الحق سبحانه وتعالى


{ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ } البقرة 154


{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
آل عمران 169 -173
فيالها من كرامة للشهيد
------------------------------------------------------


وأحب أن أشير إلى رد على إستهزاء نصراني من قول الرسول صلى الله عليه وسلم [أنه وخز الجن]
فيقول المسلم شهيد بوخز الجن وهل الطاعون سببه وخز الجن
فهل قال بهذا أحد من الأطباء !


ولا أجد أبلغ مما قاله بن القيم في زاد المعاد
[ وهذه العلل والأسباب ليس عند الأطباء ما يدفعها
كما ليس عندهم ما يدل عليها والرسل تخبر بالأمور الغائبة
وهذه الآثار التي أدركوها من أمر الطاعون ليس معهم ما ينفي
أن تكون بتوسط الأرواح فإن تأثير الأرواح في الطبيعة وأمراضها وهلاكها
أمر لا ينكره إلا من هوفي أجهل الناس بالأرواح
وتأثيراتها وانفعال الأجسام وطبائعها عنها والله سبحانه
قد يجعل لهذه الأرواح تصرفا في أجسام بني آدم عند حدوث الوباء وفساد الهواء
كما يجعل لها تصرفا عند بعض المواد الرديئة
التي تحدث للنفوس هيئة رديئة ولا سيما عند هيجان الدم والمرة السوداء
وعند هيجان المني فإن الأرواح الشيطانية تتمكن من فعلها بصاحب
هذه العوارض ما لا تتمكن من غيره ما لم يدفعها دافع وقراءة القرآن
فإنه يستنزل بذلك من الأرواح الملكية ما يقهر هذه الأرواح الخبيثة
ويبطل شرها ويدفع تأثيرها وقد جربنا نحن وغيرنا هذا مرارا
لا يحصيها إلا الله ورأينا لاستنزال هذه الأرواح الطيبة واستجلاب قربها
تأثيرا عظيما في تقوية الطبيعة ودفع المواد الرديئة الطبيعة
وأمراضها وهلاكها أمر لا ينكره إلا من هو أقوى
من هذه الأسباب من الذكر والدعاء والابتهال والتضرع والصدقة ]
زاد المعاد ج 3 ص 36 -37