ولست مبالغا إذ أقول إن أقلام المسلمين الرصينة كثيرة جدا ، وذوى الرؤى النيرة كثيرون جدا فى عالمنا الإسلامى ، متمثلة فى علمائنا وفقهائنا ومشايخنا وأدبائنا وإخواننا ،،
ثم إننى سلكت فى هذا المصنف مسلكا موضوعيا ،،
إذ خاطبت فيه عقل هذا الآخر فقط ،، واستشهدت بشواهد منطقية مقنعة لاتقبل جدلا ، ولا يختلف عليها اثنان ،،،
وأقصد هنا الشواهد التاريخية الموثقة ، فضلا عن الحقائق الثابتة ، المعلومة للجميع ،،
ثم إنى ضمنت المصنف شهادات إيجابية كثيرة موثقة من ذوى الرأى والفكر الشهيرين فى دنيا ذلك الآخر ،،

والأمر فى مجمله وتفصيله لايخرج عن التعريف الموضوعى الهادف بثوابت ديننا الحنيف ، والتعريف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك بمخاطبة المستقبل الوحيد فى ذلك الآخر ،، ألا وهو العقل ، من منطلق نهمه للقراءة والاطلاع ،،
و أيضا من منطلق حقنا فى عرض أمرنا بأقلامنا نحن المسلمين ،، لا بأقلام غيرنا ،،،
إذ نحن الأجدر ،، بل والأولى فى هذا الأمر الجليل ،،

ولقد لقى هذا العمل المتواضع قبولا كريما من بعض الأخوة الكرام ذوى الفضل والعلم ، وحثا مخلصا على طباعته ونشره لما فيه من مصداقية وموضوعية .
فلعلها لبنة متواضعة ،، تمثل جهد المقل ،، فى سبيل فتح إسلامى حديث ،،،
أسأل الله تعالى أن يتقبلها قبولا حسنا وأن ينفع بها ،، اللهم آمين .

وقبل أن يضيق بي المقام ، أو تخفى علىّ معالم الطريق إلى قصدى المنشود ،،،
أتوجه بالخطاب إلى الشق الثانى ،، وهوالآخر ، للتعريف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، النبى الخاتم المبعوث رحمة للعالمين ،، مقتطفا بعض الأمثلة القليلة جدا ، على أمل أن تقرأ من الآخر بعين محايدة ، وعقل ناضج وإدراك واع ،،،
فإذا كان حقا – وهو حق لا شك فيه – التقينا ،،،
أما إذا كانت الأخرى ، فإن العيب ــ ولا شك ــ مني بتقصيري ، أو بفشلي في الإقناع وإظهار الحق المبين .

فيا أيها الآخر . . .
قبل أن نشرع معك ولك في التعريف بنبينا محمد صلي الله عليه وسلم ، يجدر بنا أن نتفق علي بعض الأساسيات العامة ، والهامة ،

* ليكن حوارنا موضوعيا ، لاسبيل فيه إلي الدخول في متاهات الجدل السوفسطائي العقيم ،
* ليكن حوارنا منطقيا ، نبنيه معا علي حجج صحيحة ، وبراهين ساطعة ،
* ليكن حوارنا جادا ، لامجال فيه إلي شيء من غير هذا .
* ليكن حوارنا هادفا ، ينشد الحق والصدق ،
* ليكن حوارنا مدعاة إلي التآلف والتواد ، بدلا من التباغض والشحناء .
* ليكن حوارنا في إطار من الصبر ، بعيدا عن الملل ، ،
فإن كان إسهاب أو تفصيل ، فهو في خدمة الموضوع ، ومن لوازم عناصره .
فإذا اتفقنا سويا علي ذلك ، بدأنا لك بتمهيد لازم ،