هل يجوز حضور أعياد الكافرين وتهنئتهم؟! (الفرقان72).

ذكروا شبهة معاصرة تقول : إن الإسلاميين حينما أمسكوا زمام الأمور في مصر لم يهنئوا النصارى على أعيادهم ولم يشهدوا معهم حضور طقوس الأعياد .... وهذا يدلل على سوء التعامل مع المخالف...

الرد على الشبهة


أولاً : إن فعل الإسلاميين هو فعل محمود من وجهة نظري كمسلم ؛ لأن القرآن الكريم أمر المسلمين أن يتبرؤوا من مظاهر الشركيات المختلفة ومن أصحابها ...
ونهى المسلم أن لا يشارك الكفار في أعيادهم ؛ وهذا من قوله تعالى : "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) " (الفرقان).
قال ابن عباس في كتب التفاسير : " إن شهادة الزور هي حضور أعياد الكفار".
ثم إن النبي الكريم لم يثبت عنه أنه شارك اليهودَ في أعيادهم لما كان يقطن معهم المدينة...

ثانيًا : إن النصارى محرم عليهم من دينهم أن يشاركوا المسلمين في أعيادهم ...
فلا يجوز للنصارى أن يمضوا إلى مجمع الأمم ، أو إلى الملاعب ، أو الحوانيت ، أو حيث يجتمع غير المؤمنين...
جاء ذلك في كتاب الدسقولية الباب الحادي عشر صفحة 103 -104 :
"يجب الآن أن يهرب المؤمن من الحنفاء ومن المنافقين واليهود وجميع المخالفين له ؛ لينالوا النجاة لأنفسهم؛ لأننا إذا تفرغنا لمداومتهم ونفاقهم، وإذا اختلطنا معهم في أعيادهم التي يكملونها لأصنامهم؛ فإن هذا يجب أن نهرب منه، ومن مواضع أعيادهم وولائمهم التي يضنعونها فيها ؛ لأنه لا يليق بمؤمن الاجتياز بمواضع أعيادهم من الخارج إلا إن كان يشتهي أن يبتاع عبدا ويحيي نفسه، أو أن يشتري شيئًا آخر يليق بثبات حياته.. انتهوا عن جميع محافل الأمم الأصنام وأعيادهم وصلواتهم وخيالهم ومحاربة أمراضهم ومن كل مناظر الأصنام ... ".


تنبيه هام:

الدسقولية : هو المصدر الأول للتشريع في الكنيسة المصرية بعد الكتاب المقدس ، وهو كتاب رسائل التلاميذ الاثني عشر وبولس .
وبالتالي : فما سبق هو وحي من الله لرسله لا يجوز لأي نصراني أن يرفضه...
ثم إن الواقع يشهد بذلك ؛ أكبر مثال لذلك هو البابا شنودة رأس الكنيسة المصرية لم يحضر عيدًا واحدًا من أعياد المسلمين طبقا لما سبق ذكره ، وعلى نفس المنهج رأيت البابا الجديد طودرواس لم يهنىء علماء الازهر ولا غيرهم بمولد النبيr ....


ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو : أليس هذا من سوء التعامل مع المخالف في الدين... ؟

كتبه / اكرم حسن مرسي