لم انتظر الله 700عام لإرسال النبي بعد حدوث التحريف في الكتاب المقدس؟




يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إني عند الله لخاتم النبيين و إن آدم لمنجدل في طينته و سأخبركم بتأويل ذلك: أنا دعوة أبي إبراهيم {ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك} و بشارة أخي عيسى {و مبشراً برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد} و رؤيا أمي التي رأت حين وضعتني قد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام).

أو لعل من سيسأل سؤالا فيقول :
إذا كانت أوصاف النبي محمد موجودة إلى اليوم في الكتاب المقدس عند اليهود و النصارى
فلماذا لم يؤمن معظم الأحبار و القسيسين و الرهبان به و هم أعلم الناس بما في كتابهم؟

ويكون الرد :
لقد أسلم الكثير الكثير من القسيسين في زماننا هذا ومنهم إبراهيم خليل فلوبوس والقس عزت معوض و إسحاق مسيحة و فوزي سمعان و عبد الأحد داود و محمد مجدي مرجان و عماد المهدي وغيرهم كثير .

و للتوضيح أكثر فأن موسى عليه السلام قد أخبر بني إسرائيل بقدوم المسيح إبن مريم رسول الله عليه السلام حين قال الكتاب المقدس "هَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعِيرَ وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين"ـ سفر التثنية 33 : 2 الترجمة العربية المشتركة و الكاثوليكية ـ .

وساعير هي جبال الزيتون بفلسطين و التي أتى منها المسيح بن مريم عليه السلام ,
ومشهورة هي كلمة المسيح عليه السلام على جبل الزيتون! , و قد صنع المسيح بن مريم عليه السلام أيضا من المعجزات ما يؤكد صدق رسالته , فكذبه أكثر الكهنة ولم يؤمنوا به بل و كان منهم رئيس الكهنة الذي كان يسمى قيافا , و لم يكتفي قيافا بنفسه فمكر و تآمر مع الكثير من اليهود و الرومان ليقتلوا نبي الله المسيح بن مريم عليه السلام , و كان هو على رأس الكهنة و الكتبة و جموع الشعب الذين ذهبوا إلى عظيم الرومان بيلاطس كما يقول الكتاب المقدس و قالوا له "اصلبه .. اصلبه"ـ لوقا 23 : 1ـ , يريدون قتله و التخلص منه لأنه أتى ليكشف نفاقهم و رياءهم و عمالتهم .

فكذلك مع وجود الكثير من البشارات بالنبي محمد عليه الصلاة و السلام و معجزاته التي تؤكد صدقه إلا أن الكثير من يهود و نصارى اليوم أنكروا نبوته و حاربوه و هذا ليس بغريب أبدا فهي سُنة من سنن الله تسير إلى يوم القيامة و هي تكذيب الأنبياء و الصد عن سبيل الله و ابتغائها عوجا و إتباع ما وجد عليه الآباء و الأجداد حتى و إن كان هو الضلال المبين.

و قد يسأل سائل آخر فيقول :
إنكم تقولون إن الكتاب المقدس محرف .
فكيف تقولون أن صفات نبي الإسلام محمد بن عبد الله مازالت موجودة إلى يومنا هذا في هذا الكتاب ؟

و بإذن الله الرد عليه يكون :
إن كلمة تحريف لا تعني التغيير الشامل , فهناك في الكتاب المقدس الموجود اليوم ما هو صحيح و هناك ما قد تبدل و تغير و أقرب مثال :
- وصفهم لله تعالى في أعداد من الكتاب المقدس بالدودة المحتقر المهان " أما أنا فدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشعب " ـ المزمور 6:22ـ ..
- و بالخروف المذبوح و بالمصلوب
- ووصفهم لله في أعداد أخرى بالعزيز القوي و بالحميد ..
فكيف يجتمع هذا مع ذاك؟ ..

و سأضرب مثالا بسيطا على التحريف للتبسيط :
- هل إذا كان هناك شخص اسمه عبد الله قد أصبح مشوها في منطقة البطن مثلا نتيجة حادثة ما ؟
- ألا يستطيع من يتفحصه أن يتعرف على عينه و على أذنه و على انفه و على و جهه و على يديه و أنها تخص عبد الله؟ .. بالطبع نعم ..
- و كذلك من يقرأ الكتاب المقدس ذوي العلم سيعي ذلك جيدا و من أول لحظة ..
فمعظم البشارات الموجودة هي صفات يمكن التأكد بها على صدق النبي صلى الله عليه و سلم.
و سنوضح بالتفصيل أنها لا تنطبق على أحد غيره و الذي هو من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

نستكمل الحديث عن موضوع كتابنا هذا .. فنقول إنه بعد فساد و ضلال بني إسرائيل و بُعدهم عن طريق الله و تركهم لشريعته أخبر الله أنبياء بني إسرائيل أنه سيستبدل أمة بني إسرائيل غلاظ الرقاب غلف القلوب الذين أغضبوا الله بتركهم الشريعة و السعي وراء آلهة أخرى بأمة أخرى كانت ضالة جاهلة ليغيظهم بتلك الأمة التي يجعلها الله خير أمة أخرجت للناس فهي أمة اختارها الله
و سيرسل الله رسوله .. قدوس القديسين و خاتم النبيين إلي العالم كله قبل نهاية الزمان و سيكون حينها بنو إسرائيل مستضعفين مستعبدين و أورشليم "القدس - إيلياء" محتلة و بيت المقدس متهدم محترق فعليهم أن يطيعوا هذا النبي لأن الله ناصره على أعدائه جميعا نصرا مؤزرا ..
هذا النبي الآتي إلى العالم سيكون من وسط الديار التي سكنها قيدار بن إسماعيل وهي مكة بجزيرة العرب و لقد أعطاهم الله علامات هذا النبي حتى علامة خاتم النبوة التي على كتفه و كيف أن الله سينصره على أعدائه وحتى اسمه سيكون عجيبا "لم يتسمى به أحد من قبله" ..
و تحدث الله تعالى على لسان أنبيائه عن دخوله مكة فاتحا بعشرة آلاف من الصحابة و معهم نار و شريعة ..
و قد بشر بهذا النبي الأنبياء جميعا , منهم اخنوخ "إدريس" و موسى و داود و سليمان و اشعياء و يحيى بن زكريا عليهم السلام.
وكان آخرهم المسيح بن مريم عليه السلام حينما كلم تلاميذه عن هذا النبي كثيرا فقال للمؤمنين برسالته قبل أن يرفعه الله : "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية" ـ يوحنا 16 :13 ـ ..
و لكن القوم من بني إسرائيل و من النصارى استكبروا وأخذتهم العزة بالإثم كما أخذت الذين من قبلهم من آبائهم و أجدادهم قتلة الأنبياء و مضطهديهم ..
وبعد أن تكلم الكتاب المقدس عنه ليعرفوه أكثر من معرفتهم بأبنائهم .. إذا بهم يقولون كما قال من كان قبلهم {بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا} .. وليكرر اليهود والنصارى قصة قيافا رئيس الكهنة و الذي قال لبيلاطس عن المسيح بن مريم عليه السلام "اصلبه .. اصلبه" .. فها هم أحبار اليهود وقسيسي النصارى اليوم يكررون نفس الموقف و يحاربون نبي الله ودين الله و لو آمنوا بالله و رسوله لكان خيرا لهم.

ملحوظة هامة:
كلمة المسيح لم يختص بها المسيح بن مريم وحده و لم تطلق عليه وحده و إنما أُطلقت هذه الكلمة على الكثير من الأنبياء مثل داود و هارون و شاول و إشعياء بل وعلى الوثني قورش ..
و كلمة مسيح أصلها عبري هو "مشيح - مشيحا" ومعناها من مسحه الله أي جعله مسيحا أي رسولا نبيا وكلفه بإبلاغ رسالة إلى الناس.
أي أن معنى كلمة المسيح العبرية = الرسول العربية.
- و كما نرى في المزمور 89 :21 يقول الله "‎وجدت داود عبدي بدهن قدسي مسحته"‎ أي أن داود مسيح .. مسحه الله!
- و في سفر اللاويين 20 : 6 هارون مسيح "هذا قربان هارون وبنيه الذي يقرّبونه للرب يوم مسحته"
- و في سفر صموئيل الأول الإصحاح 24 .. ها هو داود يصف شاول "طالوت" بأنه مسيح الرب "فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب أن اعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب فامدّ يدي إليه لأنه مسيح الرب هو"
- وفي سفر أعمال الرسل 10:38 عيسى بن مريم عليه السلام مسيح أيضا "‎يسوع الذي من الناصرة .. كيف مسحه الله"

ومن المحزن أن اليهود و المسيحيين "عبدة المسيح" يكررون نفس ما فعله آباؤهم و أجدادهم مع أنبياء الله من قبل من تكذيب وعداوة لأنبياء الله ..

فحاول اليهود قتل النبي محمد مرات كثيرة ولكن الله ينجيه لأنه وعد بحفظه كما جاء في سفر التثنية الإصحاح 18 و في كتاب اشعياء الإصحاح 42 لأنه نبي صادق من عند الله ..
- فمرة يحاولون إلقاء صخرة عليه كبيرة من مكان مرتفع .
- و مرة بالخيانة في غزوة الخندق لإدخال المشركين من شمال المدينة لقتله هو و المؤمنين معه و اجتثاثهم .
- و مرة أخرى بالسحر و مرة بالشاة المسمومة ..

و لكن الله سبحانه ينجيه حتى يستكمل الرسالة و يؤدي الأمانة و يتنزل عليه قول الله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ..

و بعد أن تدخل جزيرة العرب كلها في دين الله و ينزل قول الله تعالى {إذا جاء نصر الله و الفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك و استغفره إنه كان توابا} .. و بعد حادثة الشاة المسمومة التي أهدتها له اليهودية زينب بنت الحارث بغرض قتله و التخلص منه .. بأربعة أعوام كاملة و شهرين يمرض النبي صلى الله عليه و سلم شهرا كاملا بالحمى بأبي هو و أمي ..
فيخرج على أصحابه في نهاية مرضه و هو يستند على علي بن أبي طالب و العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ليعلمهم بموته ويقول لهم "إن عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار لقاء الله" فبكى الصحابة لما علموا بفراقه لهم ولكنه يطمأنهم ويقول لهم "إن موعدكم الحوض" أي يوم القيامة على نهر الكوثر .. ثم تصعد روحه الطاهرة .. و هو يرفع سبابته للسماء معلنا ومعترفا بوحدانية الخالق سبحانه و تعالى و يقول {مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين}.

البشــــــارات
البشارة الأولى:
"وعد الله لإبراهيم بمباركة إسماعيل وبجعله مثمرا وبإكثار نسله وجعله أمة عظيمة"
يقول الله رب السماوات و الأرض و ما فيهن لإبراهيم عليه السلام في العهد القديم في الكتاب المقدس: "أَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبكَ مِنْ أَجْلِهِ سَأُبَارِكُهُ حَقّاً و َأَجْعَلُهُ مُثْمِراً وَ أُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً" ـ سفر التكوين الإصحاح 17 : 20 ـ .
وإنني هنا اسأل اليهود و المسيحيين (عُباد المسيح) ..
ما المقصود بعبارة "سَأُبَارِكُهُ حَقّاً" ثم بعبارة "وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً"؟ .. ثم إكثار الذرية "وَ أُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً" .. ما معنى سأباركه؟ أليست مباركة الله لإسماعيل بجعل النبوة في ذريته؟ ..
هل الله بارك فرعون وعابدي الأوثان مثلا؟ بالطبع لا .. و سوف اترك الكتاب المقدس يجيب عن ذلك: الله يبارك إسحاق في سفر التكوين 25:11 "وكان بعد موت إبراهيم أن الله بارك اسحق ابنه وسكن إسحاق عند بئر لحي رئي" ..
كيف بارك الله إسحاق؟ .. أليس بأن رضي عنه و جعل النبوة في نسله؟ .. كلنا يعلم أن كل أنبياء بني إسرائيل كانوا من نسل إسحاق.

ما معنى كلمة سأبارك إسماعيل؟ ..
أليس معناها سأباركه كما باركت اسحق و كما باركت يعقوب؟ ..
وبالتالي سيأتي نبي من نسله يقول له الله في سفر اشعياء 60 : 7 "كل غنم قيدار تجتمع إليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي وأزيّن بيت جمالي" ..
هل تعرفون من هم قيدار ونبايوت؟ .. إنهم أبناء إسماعيل الذين سكنوا جزيرة العرب ..
فمن هو ذلك النبي عبد الله و الذي اجتمعت تحت إمرته كل جزيرة العرب ودخلوا في دين الله معه .. وعبدوا الله وحده بعد أن كانوا عبدة أوثان؟ ..
هل هو يسوع الناصري .. أم بولس؟! .. بالطبع لا ..
و أين يقدم الحجاج الهدي و الذبائح و أين بيت جمال الله ذلك؟ ..
ألم يتنبأ يسوع بهدم و خراب الهيكل بيت الله في القدس؟ ..
أليس بيت جمال الله هو بيت الله الحرام بجزيرة العرب بمكة و الموجود إلى الآن شاهدا على صدق رسالة النبي محمد بن عبد الله؟
إننا نقرأ في سفر التكوين 14:19 أن الله يبارك إبراهيم عليه السلام "وباركه وقال مبارك إبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض" كيف بارك الله إبراهيم؟ .. أليس بأن رضي عنه و جعل النبوة في نسله؟
أيضا لما بارك الله شمشون صار نبيا "ودعت اسمه شمشون فكبر الصبي وباركه الرب"
و في سفر التكوين 27 : 30 إسحاق بارك يعقوب ولم يبارك عيسو فكان كل الأنبياء من ذرية يعقوب الذي هو إسرائيل "
وحدث عندما فرغ اسحق من بركة يعقوب و يعقوب قد خرج من لدن اسحق أبيه أن عيسو أخاه أتى من صيده"
و في سفر التثنية 1:33 "هَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعِيرَ وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين" ..
ما معنى البركة هنا؟ .. أليس التبشير بنبوة المسيح بن مريم عليه السلام من بعده و خروجه بجبال ساعير التي هي بفلسطين وكذلك التبشير بنبوة النبي محمد الذي يأتي من فاران التي سكنها إسماعيل و بفتحه لمكة و معه عشرة آلاف من الصحابة؟ ..
أعيدها مرة أخرى "أَمَّا إِسْمَاعِيل ُفَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبكَ مِنْ أَجْلِهِ سَأُبَارِكُهُ حَقّاً و َأَجْعَلُهُ مُثْمِراً و َأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً"ـ سفر التكوين الإصحاح 17 : 20ـ .
ما معنى وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً؟ .. أليس الإثمار يأتي نتيجة رضوان الله كما في المزامير 105: 24 "جعل شعبه مثمرا جدا و اعزه على أعدائه" ؟
أليس ذلك ما قاله المسيح لبني إسرائيل في انجيل متى لأمة بني إسرائيل حين أخبر باستبدالهم فقال "لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ سَيُنْزَعُ مِنْ أَيْدِيكُمْ وَيُسَلَّمُ إِلَى شَعْبٍ يُؤَدِّي ثَمَرَهُ" ؟
ما معنى يؤدي ثمره؟ .. أليس يؤدي ما عليه من طاعة و عبادة لله الواحد الأحد؟ ..
ولذلك يقول القرآن "كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"

ما معني "و َأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً" ؟..
أليس إكثار ذرية إسماعيل ليكون المنتهى بتكوين الأمة المباركة العظيمة التي ستأتي من نسل إسماعيل بعد أن باركه الله بجعل النبوة في نسله؟
يقول سفر التكوين 21 : 17 - 21 "وَسَمِعَ اللهُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَا هَاجَرُ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً" ..
من هي هذه الأمة العظيمة التي ستأتي من نسل إسماعيل ابن هاجر؟
إنها أمة الإسلام و محمد صلى الله عليه وسلم هو الرسول الذي أرسله الله من نسل إسماعيل عليه السلام.
يقول الله في سفر التكوين الإصحاح 21 : 13 "وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ" ابن الجارية هو إسماعيل عليه السلام ..
الأمة الأولى من ذرية إسحاق التي أمه سارة وهي أمة بني إسرائيل ..
فمن هي الأمة التي من ذرية إسماعيل؟ ..
أليس هي الأمة المسلمة و نبيها هو محمد بن عبد الله الذي هو من نسل إسماعيل؟
إن اليهود والنصارى يقولون إن إبراهيم قد طرد إسماعيل و أمه الجارية هاجر ..
ولكننا نجد الكتاب المقدس يقول غير ذلك:
ففي سفر التكوين 25: 9 "ودفنه اسحق وإسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثّي الذي أمام ممرا" ..
وأين باقي أبناء إبراهيم من زوجته الثالثة قطورة وباقي نسائه السراري؟ ..
لا ذكر لهم لأن الله لم يباركهم .. أليس كذلك؟
يقول الكتاب المقدس في سفر أخبار الأيام الأول 28:1"ابنا إبراهيم اسحق و إسماعيل" وهذا يدل على الإخوة .. و مشاركة ميراث البركة.
إن الفريسي بولس وكلنا يعرف من هم الفريسيين ..
- هم الذين تخصصوا في التجسس على المسيح عليه السلام للإيقاع به ..
- وهم الذين قال لهم المسيح بن مريم عليه السلام "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون"
- و الذي يخبرنا أيضا الكتاب المقدس في انجيل متى أن المسيح كان يحذر تلاميذه من تعاليمهم و هم الذين منهم بولس فيقول: "كيف لا تفهمون أني ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين. حينئذ فهموا انه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين" متى 6 11 : – 12 ..
- يقول بولس ما ليس بحق في رسالته إلى يهود غلاطية 30:4 "اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة" ..

و أنا لم أقرأ ما قاله بولس إلا على لسان سارة زوجة إبراهيم و هذا كلام سارة زوجة إبراهيم عليه السلام عن إسماعيل بعد أن رأته يمزح "ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح. فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها. لان ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق. فقبح الكلام جدا في عيني إبراهيم لسبب ابنه. فقال الله لإبراهيم لا يقبح في عينيك من اجل الغلام ومن اجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها. لأنه بإسحاق يدعى لك نسل. و ابن الجارية أيضا سأجعله امة لأنه نسلك" ..
سارة الانسانة أخذتها الغيرة بعد أن رأت إسماعيل يمزح .. فهل يحكم الله بناءا على غيرة امرأة! أنا عن نفسي لم أجد إلا أن الله يقول عن إسماعيل "سَأُبَارِكُهُ حَقّاً" كما فعل مع اسحق و يقول "وابن الجارية أيضا سأجعله امة لتنه نسلك" ..

فمن هذا النبي الذي من نسل إسماعيل و تنبأ به اشعياء ودخلت جزيرة العرب في دينه لتعبد الله وحده .. وأقام منهم أمة مسلمة لله؟ ..

إن الأمر الذي أتى به بولس "اطرد ابن الجارية" ليس من أوامر الله ولكنه من أوامر سارة الغيورة التي يصفها الكتاب المقدس بالكاذبة حين أنكرت أنها ضحكت أمام الرب "فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة .....فانكرت سارة قائلة لم اضحك"..هل ستجعلوا أوامر سارة كأوامر الله؟..وجعلتموها أيضا وعودا .. لا تتبدل ولا تتحرف؟!

إن هناك آية في كتاب الله تقول عن يعقوب و إسحاق "وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا" ..
ألا تذكركم تلكم الآية بأنبياء بني إسرائيل الذين هم نسل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم "الأسباط"؟ ..
إن الله تعالى تكلم عن الأنبياء بأنهم لسان صدق .. فمن يكون يا ترى هذا النبي الذي دعا إبراهيم ربه ليمثله في الآخرين حين قال "وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ" .. نبيا خاتما ..

أليس هو محمد بن عبد الله الذي أنزل الله عليه قرآنا يقول "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ..
والذي يقول "وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" و الذي يقول "قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"؟

- لقد قرأت كتاب لأحد القساوسة يقول فيه بأنه لا نبي بعد المسيح عليه السلام؟! ..
ثم قال هذا القس لقد ورد في سفر التكوين الإصحاح 17 العدد 19 "فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق واقين عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده".
ثم قال القس عبد المسيح بسيط الآتي:
1- إن يسوع المسيح لم يخبر بأن هناك أنبياء من بعده لينكر نبوة النبي محمد بن عبد الله؟
وأنا أقول له أيها القس احترم عقول القراء فالكتاب المقدس يقول:
أن كل هؤلاء كانوا أنبياء ورسل بعد أن رفع يسوع فلماذا تؤمن بهم؟ .. "وكان في إنطاكية في الكنيسة هناك أنبياء ومعلمون" أعمال الرسل 13: 1 ..
أيضا "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلا والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلّمين" .. أضف إلى ذلك "فوضع الله أناسا في الكنيسة
أولا: رسلا
ثانيا :أنبياء
ثالثا: معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء أعوانا تدابير وأنواع ألسنة" ..
رابعا: "إن كان احد يحسب نفسه نبيا أو روحيا فليعلم ما اكتبه إليكم انه وصايا الرب"كورنثوس الأولى 14: 37 ..
خامسا : "يهوذا وسيلا إذ كانا هما أيضا نبيين وعظا الإخوة بكلام كثير وشدداهم"

2- قام القس بالتركيز على كلمة عهدا أبديا .. و بأنه لن يقوم الأنبياء إلا من نسل إسحاق .. فهيا بنا نرى هل كلمة أبدي في الكتاب المقدس تعني بلا نهاية كما يقول القس الذي يكذب على نفسه و يخدع تابعيه؟ .. تعالوا لنرى كيف أن الكتاب المقدس يهدم أفكار ذلك القس تماما:

أ- ها هو الرب يتكلم لموسى عن هارون وأبنائه بأنهم سيكونون كهنة الرب للأبد "وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتا أبديا في أجيالهم" الخروج 40 : 15و لكننا نجد الكتاب المقدس على لسان بولس يلغي ذلك فيقول أن يسوع لم يكن من اللاويين أبناء هارون و مع ذلك كان كاهنا لله مع أن الرب أكد على أبدية الكهانة في نسل هارون و ليس أحد من غيرهم؟ فيقول بولس لاغيا كلام الرب السابق و عهده للاوين من أبناء هارون "فانه يصير أبطال الوصية السابقة من اجل ضعفها وعدم نفعها. إذ الناموس لم يكمل شيئا" العبرانيين 7 : 18

ألم يكن العهد الكهنوتي أبديا مع أبناء هارون اللاويين؟ .. فلماذا جاء يسوع كاهنا وهو لم يكن من أبناء هارون اللاويين؟! .. لماذا إذن تنكروا رسالة النبي محمد الذي ليس من نسل إسحق إذا كنتم تثبتون كهانة يسوع الذي ليس من بني لاوي بل تقولون إنه من نسل يهوذا؟
ب- الله في الكتاب المقدس يأخذ عهدا أبديا بالختان مع إبراهيم ونسله من بعده للأبد فيقول "وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا أبديا ...... هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر. فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم" سفر التكوين 17 : 10 .. و يقول أيضا "يختن ختانا وليد بيتك والمبتاع بفضتك فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبديا" التكوين 17 : 13..لكننا نجد الكتاب المقدس يقول على لسان بولس أن هذا ليس عهدا أبديا؟! .. اقرأا "ها أنا بولس اقول لكم انه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا" غلاطية 5 : 2 .. أيضا "لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا" غلاطية 6 : 15
ج- الرب يأخذ عهدا أبديا على بني إسرائيل عهدا بحفظ السبت .. "فيحفظ بنو إسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهدا أبديا" خروج 31 : 16 ثم نجد بولس في العهد الجديد يلغي ذلك و يقول إن يسوع بالصلب قد جاء ليخلصه من الفرائض و منها السبت "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب ..... فلا يحكم عليكم احد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت".
و هنا أختم تلكم البشارة من سفر التكوين الذي يقول عن نوح "وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض" وإني هنا أتساءل .. ألم يكن كل الأنبياء من نسل نوح .. ومنهم المسيح بن مريم عليه السلام؟ .. لما بارك الله نوحا وأبناءه خرج كل الأنبياء من ذريتهم ومنهم إبراهيم واسحق ويعقوب وداود ويسوع؟ فلماذا تنكرون على الله أنه حينما يبارك إسماعيل يخرج من ذريته عبد الله ورسوله محمد؟! و صدق الله تعالى حين أخبرنا عن دعاء إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .. و عن دعاء إبراهيم عليه السلام "وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ".

القوم : يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم حق المعرفة لكنه الحسد أكل قلوبهم قبحهم الله.
ولهذا قال : قسيسين القدس إننا لن نسلم مفاتيحها إلا لرجل نجده في كتبنا وأن صفاته كذا وكذا
وسيرته كذا وكذا وهو من أصحاب نبي أخر الزمان فلما تبين للصحابة هذا قالوا هذا هو أمير المؤمنين
عمر الخطاب فلما اخبروا عمر بأمر القسيسين ومطلبهم سافر إلى فلسطين وليس معه إلا خادمه وجمل
يتبادلان على ركوبه يوم عمر ويوم خادمه حتى وصلوا إلى بيت المقدس وكان الدور للركوب للخادم
فقالوا هذا عمر قد اقبل فقال القسيسين لا ليس هو لكن الخادم الذي يقود الجمل هو الذي يشبه الرجل
الذي نجده في كتبنا فلما علموا الأمر تسابقوا إلى عمر يريدون تقبيل يده فنهرهم .
هؤلاء يعلمون أصحابه عليه الصلاة والسلام فكيف لا يعرفونه ولا يجدونه في كتبهم انه الكبر والحسد

البشارة الثانية
إخنوخ "إدريس النبي" عليه السلام .. من خمسة آلاف عام يخبر بزمان خروج النبي المصطفى عليه الصلاة و السلام

هل تريدون أن تعرفوا لماذا قطع سلمان الفارسي الصحارى والفيافي ليتبع النبي صلى الله عليه و سلم .. بعد أن قال له الرهبان "هذا وقت ظهور النبي المصطفى الخاتم"؟

ها هو نبي الله إدريس "إخنوخ" في كتاب اخنوخ الإصحاح 93 – 94 .. يقص بالتفصيل لنا عن نبي آخر الزمان و عن أمته ليبشر و ليحدد زمن مجيء سيد ولد آدم محمد بن عبد الله و أمته المسلمة فهيا بنا نتعرف أولا من هو اخنوخ (إدريس):
هو "أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ" .. كما ورد في انجيل لوقا 2: 37 – 38 و هو كما نعتقد نحن المسلمون أنه النبي إدريس .. رفعه الله مكانا عليا.. له كتاب يسمى كتاب اخنوخ .. يعتبره المسيحيون في مصر من الأسفار المخفية غير القانونية و لا يعترفون به .. كيف لا أدري؟ .. مع أن يهوذا في العهد الجديد في الكتاب المقدس قد استشهد بكتاب اخنوخ هذا حين قال في رسالة يهوذا 14:1"وتنبأ عن هؤلاء أيضا اخنوخ السابع من آدم قائلا هو ذا قد جاء الرب في عشرة آلاف من قديسيه" و الرب هنا هو المعلم .. و هي نبوءة واضحة جلية عن فتح مكة على يد النبي محمد صلى الله عليه و سلم .. و لكن المترجمين العرب في ترجمة الفانديك حولوا كلمة عشرة آلاف من قديسيه إلى (ربوات قديسيه) مع أن عشرة آلاف من قديسيه موجودة إلى الآن في الترجمات الانجيليزية كترجمة الملك جيمس و كذلك في النسخة الكاثوليكية .. عشرة آلاف .. فكيف يستشهد يهوذا بكتاب لا يعتبره المسيحيون وحيا؟ .. لقد اكتشفت مخطوطات غير كاملة لهذا الكتاب باللغة الآرامية "كتاب اخنوخ" من ضمن مخطوطات البحر الميت يعود تاريخها إلى مائة عام قبل ميلاد المسيح عليه السلام .. ويوجد نسخة كاملة من الكتاب باللغة الإثيوبية .. و الكنيسة الإثيوبية تعتبره جزءا صحيحا من الكتاب المقدس معترفا به.. و تعالوا بنا ننتقل إلى ما يقوله لنا اخنوخ النبي في النص المترجم باللغة العربية من كتاب اخنوخ الإصحاحين 93 – 94 : "ابتدأ إخنوخ يقرأ من الكتب فقال: فيما يتعلق بالصالحين و فيما يخصّ المصطفين من العالم و ما يخص زرعة الحق (الزرعة التي منها الخير إلى الأبد) فإني أنا إخنوخ بحق سأذكر لكم يا أولادي هذه الأشياء وأدعكم تعرفون هذه الأمور التي أظهرت لي برؤيا سماوية وفهمتها من كلمات الملائكة القدسية وما فهمته من الألواح السماوية" و بعد ذلك بدأ يقرأ من الكتب وقال: "ولدت في الفترة السابعة من الأسبوع الأول خلال وقت كانت الحكمة والصلاح مازالتا صامدتين .. وبعدي سيأتي في الأسبوع الثاني أمـور عظيمة وشريرة و سينمو الخداع وفي خلال ذلك سيتم أول إكمال ولكن فيه كذلك أيضا سينقذ إنسان و بعد نهايته (أي نهاية الأسبوع الثاني) سيزيد الظلم وسيكون هناك حكم للمذنبين و بعد ذلك عند اكتمال الأسبوع الثالث سيختار رجل (محدد) كزرعة للحكمة الصالحة وبعده سيأتي فرد يكون هو شجرة الصلاح الأبدي. وعند اكتمال الأسبوع الرابع سترى رؤى للصالحين القدامى الأولين و سيكون لهم شريعة مصانة للأجيال. و بعد ذلك في الأسبوع الخامس عند اكتمال البهاء سيبنى بيت وتقوم مملكة و بعد ذلك في الأسبوع السادس فإن الناس به سينعمون وتنسى قلوبهم الحكمة وعندها فإن إنسانا سيرفع (أي إلى السماء) وعند اكتماله (أي الأسبوع السادس) فإن بيت المملكة سيحرق بالنار و فيه يتم تشتيت الفرع الذي أختير كاملا. وبعد ذلك في الأسبوع السابع سينشأ جيلا مرتدا (ضالا) وسيقوم بأعمال كثيرة لكن كلها شريرة وعند نهايته (أي نهاية الأسبوع السابع) سيختار المختارون الصالحون من شجرة الصلاح الأبدية و لهم ستعطى سبعة أضعاف التعاليم عن كل الأجناس. وفي هذه الأيام سيُستأصل الظلم من جذوره .. ويقوم الصالح من نومه ويصعد الحكيم ويعطي "هبة" للناس ومن خلاله تستأصل جذور الاضطهاد ويدمر الخطاة ويقطعون بالسيف مع الكفرة في كل مكان و هؤلاء الذين خططوا للاضطهاد وقاموا بكلام الكفر سيفنون بالسكين وبعد ذلك سيأتي الأسبوع الثامن الثاني (الفترة الثانية من الأسبوع الثامن) أسبوع الصلاح سيعطى له السيف ليقام الحكم بالعدل على الظلمة ويُسلّم الخطاة إلى أيدي الصالحين وفي نهايته سيمتلكون (أي الصالحين) أموراً عظيمة من خلال صلاحهم ويُبنى بيتا ً بالمجد الدائم للملك العظيم. وبعد ذلك في الأسبوع التاسع يظهر الحكم الصالح لكل العالم وتختفي من الأرض أفعال المذنبين وتكتب للهلاك الأبدي وتتجه أنظار الناس كلهم صوب طريق الصلاح. و بعد ذلك في الأسبوع العاشر فـي الجزء السابع مـنه سيكون هنـاك الحكم الأبـدي (واضح أن المقصود هنا يوم القيامة) وستقوم به ملائكة السماء الأبدية الحكم العظيم الذي ستنبعث به كل الملائكة وستزول السماء الأولى و تضيء قوات السماء بسبعة أضعاف إلى الأبد ثم بعد ذلك أسابيع كثيرة لا حد لها إلى الأبد سيكون زماناً للخير والصلاح و لا يسمع بخطيئة بعد ذلك إلى الأبد"

هنا يذكر اخنوخ هنا كما يروى عنه في كتابه المنسوب إليه أنه يعيش في الأسبوع الأول من عمر البشرية من بعد آدم .. ويذكر أن تلك الفترة الأولى ما زالت فترة صلاح وأن عمر البشرية على الأرض مقسم إلى عدد من السُباعيات ما يسميه هنا بالأسابيع .. ويخص بالذكر عشرة سباعيات (أو أسابيع) و واضح أنها سباعيات من القرون 700 "سنة". وعلى هذا فعمر البشرية إذا حصر في العشر فترات السباعية سيبلغ سبعة ألاف سنة و هو يبدو أقل كثيرا من كل حساب متوقع لعمر البشرية إلا أنّه متفق تماما مع تقديرات عمر البشرية التي بنيت على أعمار الأنبياء من الكتاب المقدس الذي نتناقش منه .. و هو ما يؤمن به اليهود والنصارى إذ يعتقدون أن عمر البشرية سبعة أيام من أيام الله كل منها ألف عام أو ما يعادل عشرة أسابيع من القرون (أي سبعين قرنا أو سبعة آلاف سنة) ويعتقد المسيحيون أن المسيح قد رفع عام 4072 من بعد نزول آدم. وعلى أساس هذه النبوءة فإن ظهور نوح في الأسبوع الثاني من عمر البشرية يعني أنه ظهر في الفترة بين 700 - 1400 عام من بعد نزول آدم ومن المفترض أنّ هذه النبؤة سابقة على عصر نوح لأن اخنوخ من أجداد نوح .. والإشارة إلى نوح عليه السلام واضحة بهلاك البشر عدا فرد واحد هو ذلك الذي سينقذه الله خلال الأسبوع الثاني ثم تمرّ عصور ويظهر في نهاية الفترة الثالثة إبراهيم عليه السلام .. وقد أشير إليه بأنه المختار كشجرة يأتي منها كل الصلاح الأبدي .. و هو ما نعرفه كمسلمين وأهل كتاب بأنه عليه السلام أبو الأنبياء فكل الأنبياء (مصدر الصلاح للبشرية) من بعد عصر إبراهيم كانوا من أبنائه .. ومرت فترات بعد ذلك على البشرية

ويوردَ نص النبوءة بعد ذلك بأنه عند نهاية الفترة (الأسبوع) الرابعة .. أي بعد إبراهيم عليه السلام بما يقرب من سبعة قرون أنه ستحصل رؤى (أي وحي إلهي) للقديسين والأبرار وسيعطى لهم قانون و مكان مُسوَّر على مدى الأجيال .. ولا يشك أحد أن المقصود هنا هو الوحي على موسى و على مَن بعده من أنبياء بني إسرائيل وقد كانت هذه الفترة بشكل عام فعلاً في حساب المؤرخين حوالي 600 عام و واضح أن القانون هو التوراة و أن المكان هو الأرض المباركة بفلسطين .. ثمّ تنص النبوءة أنه في نهاية الفترة الخامسة سيؤسس بيت الله .. وواضح أن ذلك كان بإنشاء الهيكل بالقدس أو أورشليم كمكان لعبادة الله حيث أقيم الهيكل فعلا بعد حوالي ستمائة عام من مجيء موسى بالتوراة والذي جاء في نهاية الأسبوع الرابع كما تذكر النبوءة .. وبني هذا البيت بعده بأسبوع أي في أواخر الأسبوع الخامس .. وهذا البيت قد ورثه المسلمون وأنشأ عمر بن الخطاب في موضعه المسجد الأقصى الذي ما زال شامخا بيتا لله مقدسا لدى عباد الله المصطفين (المختارين)

وفي الفترة السادسة أي بعد فترة مجيء إبراهيم (والذي كان مجيئه في نهاية الفترة الثالثة) بحوالي ثلاث فترات أو 2100 سنة انتشر الظلام .. وأصبح الناس عميّ (من الهدى) ولكن هذه الفترة ستنـتهي فيما يبدو "برجل يُرفع إلى السماء" وواضح أن هذا الرجل هو الرجل الذي تنبأت به المزامير .. و أن الملائكة سترفعه إلى السماء وأن الأشرار لن يصلوا إليه .. واضح هنا المسيح عيسى عليه السلام فهو الرجل الذي رفع بعد إبراهيم عليه السلام بفترة 2100 سنة .. ومن المجمع عليه لدى المسلمين والنصارى أنه صعد الى السماء .. ولمّا كانت بشارة إخنوخ هنا تنص على أن الفترة بين إبراهيم و الرجل الذي سيصعد الى السماء عليهما السلام هي ثلاث فترات سباعية (ثلاثة أسابيع من الزمن) و هي الفترات بين نهاية الفترة الثالثة و نهاية السادسة .. فإن ذلك يدل هنا بأن الأسبوع المقصود بهذه النبوة هو فترة سباعية من القرون أو هو 700 سنة و من هنا كانت فترة الألفين ومائة عام من السنين بين إبراهيم وعيسى عليهما السلام معادلة لفترة الثلاثة أسابيع .. وعلى هذا ففي الأسبوع السادس (وهو الأسبوع الذي يلي الأسبوع الخامس الذي تمّ به هدم المعبد الأول) ينتشر العمى عن الهدى بين بني إسرائيل (وبين الناس) وينسون دينهم ( الحكمة) ويقلدون الوثنيين من حولـهم .. وفي نهايته يـرفع إنسان إلى الـسماء ثم يتبع ذلك بأن تأكل النار بيت الله ثم تذكر النبوة: "وعندها سيتشتت العرق كله الناشيء عن الجذر المختار" .. لقد أُحرق الهيكل فعلا وتمّ ذلك بعد رفع عيسى عليه السلام بأربعين عاما وشُرّد بني إسرائيل في الأرض .. وهم العرق الأول الناشيء من الغرسة المختارة (إبراهيم) في الأسبوع الثالث .. وتمّ ذلك التشريد عام 70م أو عام 4112 من بعد آدم على حساب أهل الكتاب من مصادرهم و هو ما ينطبق مع هذه النبوءة أن هدم البيت وتشتيت بني إسرائيل تم في نهاية الفترة أو الأسبوع السادس من بعد آدم عليه السلام.

ثم أتت الفترة التي بعد رفعه إلى السماء (الأسبوع السابع) فترة ردّة وضلال .. كما جاء في رؤيا الأسابيع هذه وكما أوردت الأناجيل و كما تناقل ذلك تلاميذ المسيح عليه السلام من بعده .. واستمرت غلبة الأمم الوثنية على الأرض .. فأمّا المسيحيون فقد اتبعوا بولس الذي لقبه أتباع المسيح الذين عرفوه وعاشوا معه بأنه معلم الناس الردة عن شريعة موسى و الناموس .. فحقّ بذلك تسمية الفترة السابعة بفترة الردة والضلال .. و جاء في رسالة بولس إلى تسالونيكي الثانية 2: 3 جزمٌ بأنّ هذه الردة متحقق قيامها من بعد عيسى عليه السلام وأنّ مجيءَ المسيا أو المصطفى المنتظر لن يتمّ إلا من بعد حدوث هذه الردة بين النصارى نص تسالونيكي الثانية 2: 2 - 3 "يوم المسيح قد حضر لا يخدعنكم أحد على طريقة ما .. لأنه لا يأتي (المسيح) إن لم يأت الارتداد أولا" ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه عن الله سبحانه و تعالى"إني خلقت عبادي حنفاء كلهم. وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا و إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب. وقال : إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك"

فهنا قرب نهاية هذا الأسبوع السابع يقول اخنوخ "ويقوم الصالح من نومه و يصعد الحكيم و يعطي هبة للناس" إن الله تعالى لا ينام حتى يقوم من نومه و هو فوق كل خلقه فلا يصعد لأنه ليس في الوضاعة .. و من هنا نقول أليس في هذا دلالة واضحة على حادثة المعراج؟ معراج النبي صلى الله عليه وسلم حيث ترك فراشه ومن ثم صعد إلى السماء وأعطي هبة عظيمة للناس وهي الصلوات الخمس و التي هي خمس في العمل خمسين في الأجر؟ .. و "فإن أبرارا سيُختارون طالعين من نبتة العدل الأبدي" تماما كما قال القرآن الكريم "ملة أبيكم إبراهيم" ..