بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مـــــقــدمـــــة

هناك إعجاز قل طارقوه و كثر تاركوه ألا وهو إعجاز الكلمة القرآنية وأخواتها (المرادف – الشبيه) هذا فضلا عما تحققه هذه الكلمة من إعجاز فى الإيجاز وهو الأمر الذى يجعل تلك الكلمة و إن كانت صغيرة المبنى كبيرة فى المعنى.

عزيزى القارئ :

إن هذا الكتاب سيتمتع به أصحاب الحس الرفيع و المرهف حيث سيكتشفون دقة الفروق بين الكلمة و أخواتها فى اللغة العربية و سيقفون أيضاً على مدى الإعجاز فى وضع الله سبحانه و تعالى فى كتابه الكريم كل كلمة فى مكانها لتحقق المعنى الذى لا تحققه أية كلمة أخرى من أخواتها متحديا بذلك فصحاء العرب الذين عجزوا عن استبدال أى حرف ورد فى أى موقع فى القرآن الكريم بمرادف أو مثيل انسب فخروا جميعا لله سجداً نتيجة هذا البناء القرآنى المعجز و المحكم والمبلـﱠـغ لهم من أمـﱠــى ليس بمقدوره فى هذا المقام إلا أمانة التبليغ.

وحتى نشوق القارىء للخوض فى محتويات هذا الكتاب فإننا نسوق له أمثلة لذلك سيجد العديد منها داخله وسيلمس بنفسه ما تحتويه الكلمات من روعة التشابه اللفظى الى جانب إعجازها المعرفى أيضا.

فقد يبدو لغير المتخصص أن كلمات (الزواج - الوطء – النكاح – الدخول – اللمس - المس- الإفضاء – الجماع - الحرث- الإتيان - المباشرة - الرفث - التغشى ) تؤدى الى نفس المعنى و ايضا كلمات (أجر – أجر كبير – أجر عظيم – أجر كريم – أجر غير ممنون – أجر حسن – ثمن – عطاء – جزاء- ثواب- وفاء – فضل ) كلها تحمل نفس المعنى و لكن بعد اطلاعه على المعنى المنفرد لكل كلمه سيدرك مدى الإعجاز فى وضع الله سبحانه وتعالى كل كلمة من هذه الكلمات فى كتابه الكريم لتتوافق( دون غيرها) مع السياق و تحقق الهدف المطلوب منها.

لقد اجتهدنا لتضمين هذا الكتاب بعضاً من الكلمات و أخواتها التى ذكرت فى القرآن الكريم مع إلقاء الضوء على مفهومها اللغوى بأسلوب مبسط (لتيسير الاطلاع على معاجم اللغة لمن يرغب) و ذكرنا الآيات التى وردت فيها هذه الكلمات للوقوف على المعنى فإن كنا أصبنا فهذا فضل من الله وإن كان الأمر غير ذلك فهو من عند أنفسنا - ومن ناحية أخرى لم نغفل فى السياق عن ذكر بعض الكلمات الأخرى المرادفة التى لم تذكر فى كتاب الله من قبيل بيان مدى الإبهار فى اللغة العربية سائلين المولى عز و جل أن يأتى من بعدنا من هو أفضل منا ليضيف على ما قدمنا ه ليثرى إعجازا جديداً من إعجازات كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.

عزيزى القارئ :

فى كل قرن يؤتى بعلم جديد ويكتشف به أسرار جديدة و لكن حينما يعرض ذلك على متشابه القرآن نجد أن القرآن قد سبق ذلك كله بعدة قرون فسبحان ربك عما يصفون.

وفى هذا المقام فإننا نتوجه بالشكر والعرفان و الامتنان لصاحب الفضل فى إلقاء الضوء على هذا الإعجاز المتميز و هو شيخنا و معلمنا وأستاذنا فضيلة العلامة الدكتور احمد الكبيسى حفظه الله الذى لم يسبقه أحد فى خوض البحار العميقة لهذا الإعجاز حيث يتضاءل ما قدمناه مع ما فاض به علينا فضيلته فى هذا المجال.

والآن نتركك تتمتع كما تمتعنا بهذا الكنز اللغوى الذى لا ينضب - ولكن نحب ان نهمس فى أذن من هجر اللغة العربية ظنا منه بتخلفها عن ركب الحضارة و عدم تمشيها مع متطلبات العصر وأخذ يهرول الى ما غير ذلك من لغات أجنبية أن اللغة العربية كانت أساسا لعدة لغات فمن المعروف أن حروف الهجاء فى اللغة الانجليزية مثلا Alphabetic"" هى نسبة الى أ- ب- ت العربية.
وختاما فإن اللغة العربية تنادى على من هجرها و تقول

وسـعــت كتــاب اللـه لفـظا وغايـــــــــــــــــة ولم أضـــق عـــــن آى بـــه وعـظــات
فكيـف أضـيق الـيوم عـن ذكـر غايــــــــــــــة أو تسمــيــة أشـــيــاء مخترعـــــــات


http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html