غيبوبة الكرامة على سرير العروبة

للشاعر: عبدالرحمن فرحانة




آهٍ من آهةِ حزنٍ في وطن الغرباءْ

ولماذا الموت بشهوته الحمراءْ ؟

يتوغّل في هذي الأرض السمراءْ

وجعٌ

أكفانٌ في كلّ الأرجاءْ

وقريظة تصفع وجه دمشق الشمّاءْ

وكرامة مخزومٍ

تتثأب فوق سريرٍ روميٍ

تستقرأ فقه الخيبة والجبناءْ

والسادة والنبلاءْ

كجنادب مهملةٍ

تتقافز في عرض الصحراءْ

ونخيل الحزن البصري

يتهجّى شيئاً من فرح الأحياءْ

يستذكر في خجلٍ

سير الخلفاءْ

وعشائرنا تتمطى في أفق البطحاءْ

تجترّ حكاية داحس والغبراءْ

وتوابل من بَلَهِ البيداءْ

ووجوه المليار .. الخرساءْ

كخرائط مُفرغة الأسماءْ

سبحان اللهْ

من يخمش وجه فحولتنا

ولماذا تصمت قطعان الغرباءْ

يا ليل العُرْبِ متى غَدُهُ

ومتى يصحو الشّرف المتخثِّر في الأشلاءْ



*********************



في بيت المقدس تحترق الآفاقْ

وهناك الكفّ العاري يلطمُ رأس المخرزِ ..

في بواّبة كل زقاقْ

وهج الثأر المأسور هناكْ

يَصْلي غيبوبة نخوتنا

ودموع الأطفال العظماءْ

تغلي كالمرجل في الأحداقْ

وهنا

من صمت النيل لنخلاتٍ حيرى

في أرض عراقْ

فقهٌ سرياليٌّ

لا تفهمه خيل البرّاق

غربي النهر بأحضان الأقصى

موتٌ مجانيٌّ

وقبورٌ تلتهم الأعناقْ

عربُ الأبواقْ

سكتوا

سكبوا نفطاً مجانياً في الأسواقْ

ركعوا للدولار البراق

لا صوت يجيبْ

حتى في الجامعةِ العربيةِ ..

تنتحر الأحبار على الأوراقْ

لا شيء يُطاقْ

ندبٌ تنمو في وجه كرامتنا

وهنٌ

يستوطن كلّ خلايا العملاقْ



*********************



القدس تحدّث سمع الوجهاءْ

لا تأتمروا

فأنا غير الأشياءْ

لايغريني

هذيان الموجة في الميناءْ

زيتوني ينمو أعلى

رغم شخيرٍ يعلو من سُرر الزعماءْ

شجري ينمو نحو الأعلى

لا تخضع أفرعهُ

يتصاعد منتصباً

وكعزّة قامات الشهداءْ

وسنابل قمحي

خضراءٌ أو صفراءْ

لا تجثو أرضاً من عصف الأنواءْ

"أقصاكمْ" في قلبي

وأخبؤه في أعماق الأحشاءْ

لاتأتمروا

فمآذنه ملّتْ صوت الخطباءْ

تشتاق سواعدكمْ

وسيوف فوارسكمْ

لا أصواتاً جوفاءْ

قسّاميون هنا

في أحضاني

يمشون وراء الشمس

من أجل عيوني

تتفجر أكباد الشهداءْ

لا تأتمروا

لا يرضيني

لا يملأ عيني

غير البارود يهشّم عظم مناخرهمْ

أو يرتحلوا

من كلّ فناءْ

يا سادةُ ..

يا عربَ الأنحاءْ

القدس تقول لكمْ

كونوا قساميينَ ..

إذا عجزتْ همم الأمراءْ