عن عوف بن مالكٍ الأشجعيّ رضي الله عنه قال: أتيتُ النبيَّ في غزوةِ تبوك وهو في قُبّةٍ من أدم فقال: ((اعدُد ستًّا بين يدَيِ الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم موتان يأخذُ فيكم كقُعاص الغَنَم، ثمّ استفاضة المال حتى يعطَى الرجل مائة دينار فيظلّ ساخطًا، ثم فِتنة لا يبقى بيتٌ من العرَب إلاّ دخلته، ثم هُدنة تكون بينكم وبين بني الأصفَر فيغدِرون فيأتونَكم تحت ثمانين رايَة، تحت كلِّ رايةٍ اثنا عشر ألفًا)) صحيح البخاري: كتاب الجزية (3176).
______________________________________________

تحقق فتح بيت المقدس في العام الخامس عشر الهجري على يد الخليفة عمر بن الخطاب
ثم كان طاعون عمواس في العام الثامن عشر الهجري ليحصد الموت كثير من الناس كما قال صلى الله عليه وسلم
ثم فاض المال في زمن اتساع الفتوحات ، خاصة زمن عثمان وعمر بن عبد العزيز
ثم حدثت الفتنة الكبري بين الصحابة آخر عهد عثمان وبداية عهد علي بن أبي طالب فلم تدع بيت إلا دخلته

تعليق:

عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، أنبأ الصحابة بهذه الأمور الغيبية ،وفي تبوك ، فقد كان ذاهبا ليواجه
أعتى قوى الأرض في ذلك الزمان ، ومعنى إخباره بهذه الأمور أنه يوقن بأن الروم لن يقضوا على جيش المسلمين في
هذه الغزوة ولا أي غزوة حتى تتحقق هذه النبوءات ، فمن ضمن له هذا غير الله ؟ وكيف تذهب لتواجه أقوى الجيوش بجيش
ضعيف الإمكانات ثم تتكلم عن فتح بيت المقدس؟ يكفي أنه جيش يربط جنوده الخرق على أرجلهم بدلا من النعال.
ولاشك أن فتح بيت المقدس يعني بالضرورة هزيمة الروم وإجلائهم عن الشام ، ودون هذا ويلات لا يعلمها إلا الله ،
ولكنه أخبر أن هذا يحدث بعد موته ، وقد كان.
كما أن طاعون عمواس امر لا يمكن التنبؤ به إلا إذا أنبأك العليم الخبير
ثم أن المال لن يفيض فجأة بين العرب إلا نتيجة الفتوحات ، لآن فيضانه عن طريق بناء الأقتصاد لا يتأتى إلا بعد زمن طويل .
ثم حدثت الفتنة بين الصحابة ، وهذا كان أمرا مستبعدا في ذلك الوقت لآن العلاقات بين الصحابة كانت حميمة لدرجة قبولهم
تقاسم المال والمتاع والطعام فيما بينهم بكل سماحة نفس ، فكيف تحدث فتنة بينهم وهم كذلك؟ كما أن الفتنة قد دخلت كل
بيت من بيوت العرب كما أخبر النبي .
وبعد ، فقد أخبر النبي بكل هذه الأمور ، وقد كانت كلها مستبعدة آنذاك ، ونحن المسلمون ننتظر آخر هذه العلامات
وهي تجمع بي الأصفر ضد الإسلام والمسلمين وهذا حادث بلاشك و الإرهاصات تؤيد ذلك كما لا يخفى على ذوي البصائر.
لقد كانت القوى المهددة للإسلام زمن النبي هما الفرس والروم ، ومع ذلك ذكر الروم (بني الأصفر) ولم يذكر
الفرس الذين قد تم القضاء على دولتهم بعد زمن يسير إلى غير رجعة بينما بقى الروم و خلفاؤهم حتى زمننا هذا ، ولو
كان يتكلم من عند نفسه لأخطأ قطعا على الأقل في أمر واحد من هذه الأمور الغيبية آنذاك.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم