بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

مفترق الطرق



واخيرا لو افترضنا ان ما يعتقده النصارى صحيحا فيما يتعلق بحمل المسيح الخطيئة عن البشر لينجيهم من النار فسيجدون انفسهم فى مفترق طرق ما بين الجنة والنار وهذا شىء طبيعى لانه لو كان حمل الخطيئة سينقذ البشر من دخول النار فلن يفتح لهم ابواب الجنة وهذه حقيقة لا ينتبه اليها الكثير من المسيحين فلكل شىء سبب , فاذا كانت هناك اشياء سبب لدخول النار كالاوزار والذنوب حملها المسيح من وجهة نظرهم , فهناك سبب ايضا قياسا على ذلك لدخول الجنة متعلق بشىء اخر ليس له علاقة بفداء او خلاص وخصوصا اذا كان حمل الخطيئة مهمته الانقاذ من النار فقط تحت مصطلح الخلاص او مفهومه كما يعتقد المسيحيون لا دخول الجنة فانى للبشر اذن بالطريق الى الجنة ؟ , واذا كان دخول الجنة متعلق بشىء اخر غير الصلب والفداء وهذا امر لا يمكن الجدال فيه افلا يمكن لهذا الشىء ايضا ان ينجى البشر من النار بلا صلب او فداء قياسا على دخول الجنة مع العلم بان تخصيص ذلك (دخول الجنة) عن ذلك (النجاة من النار ) سيكون بلا مخصص واذا كان العدل عائقا لذلك (النجاة من النار ) فسوف يكون ايضا عائقا لذلك (دخول الجنة) فكيف بالنجاة من هذه الحيرة ؟ .

الاجابة تجدها فى الكلام السابق للرسول صلى الله عليه وسلم والذى لا يختلف عن ما قاله المسيح للشاب كما ورد فى انجيل متى فلقد ورد فى انجيل متى فبينما كان المسيح يسير خارجا " إذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ؟

فقال له : لماذا تدعوني صالحا ؟ ليس أحد صالحا إلا واحد هو الله . ولكن إن أردت أن تدخل الحياة ، فاحفظ الوصايا . قال له : أية الوصايا ؟ فقال يسوع : لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور . أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك .

قال له الشاب : هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ، فماذا يعوزني بعد ؟ قال له يسوع : إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاك واعط الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني " ( متى 19 : 16 - 21 )

واكد المسيح على ذلك فى فقرات اخرى كثيرة منها :

(( لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان )) ( متى 12 : 37 ) قوله يدل على أن الإنسان يثاب أو يعاقب بسلوكه هو ، ولم يتحدث المسيح عن خطية موروثة . (( حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله )) ( متى 16 : 27) المسيح نفسه يقرر أن كل إنسان سيجازى بحسب عمله. وهذا يناقض الخطية الموروثة والخلاص بالصلب . لأن النص يدل على أن الخلاص بالعمل وليس بالصلب . (( أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية )) ( متى 6 : 4 ) إذاً هناك مجازاة وهذا يتناقض مع الخلاص الشامل الذي يتضمنه الخلاص بالصلب .

ويقول بولس : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) وقال : (( الذي يخطى لا ينجو من دينونة الله )) ( رومية 2 : 3 ) إذا هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال. إذا لما كان صلب المسيح ؟ إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة فان صلب المسيح لا دور له في الخلاص والتخليص.

وتاكيدا على ذلك نجد :

1- في يوم الدينونة تكون النجاة بالعمل الصالح بعيدا عن الصلب وفلسفاته ، بل وحتى اسمه . فهناك " يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا . . رِثوُا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريبا فآويتموني . عريانا فكسوتموني . مريضا فزرتموني . محبوسا فأتيتم إليَّ .

فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك . أو عطشانا فسقيناك . ومتى رأيناك غريبا فآويناك أو عريانا فكسوناك ؟

فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي الأصاغر ، فبي فعلتم . ثم يقول الملك للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته ؛ لأني جعت فلم تطعموني . .

حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين : يا رب متى رأيناك جائعا ؟

فيجيبهم قائلًا : الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر ، فبي لم تفعلوا .

. فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي ، والأبرار إلى حياة أبدية " ( متى 25 : 34 - 46 ) .

هكذا يدان الناس : أهل البر والعمل الصالح إلى الحياة الأبدية السعيدة ، وأهل الشر والبخل إلى عذاب أبدي بدون اى ذكر لمصطلحات الخلاص او الفداء .

ومرة أخرى لا دخل لفلسفة الصلب والفداء في إنقاذ أهل الشر ، فلن تنفعهم في شيء .

2- يقول يعقوب في رسالته : إن الدينونة التي تحدد المصير الأبدي للإنسان تقوم على ركيزتين هما : إيمان بالله الواحد يصحبه عمل صالح ، وبدونهما لا فائدة ترجى . وإن كلا منهما لا علاقة له بالصلب وسفك الدم ، من قريب أو بعيد : " أنت تؤمن بأن الله واحد . حسنا تفعل . والشياطين يؤمنون ويقشعرون . ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت ؟ بالأعمال يتبرر الإنسان ، لا بالإنسان وحده " ( 2 : 19 - 24 ) . إن " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم " ( 1 : 27 ) .

من ذلك وغيره كثير وكثير جدا ، نتبين أن الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب على الإطلاق .

(راجع كتاب مناظرة بين الاسلام والمسيحية - اصدار الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ص159 )

واذا كان الامر يتعلق بدخول الملكوت يمكننا ان نختم ما قلنا بهذه الاجابة التى كانت ايضا للمسيح قالها متبرئا فيها من كل معتقدات النصارى المرتبطة به " لن تدخلوا الملكوت حتى يذيد بركم عن الكتبة والفرسيون "

والبر هو العمل الصالح وهذا يحسم الامر وخصوصا اذا تعددت وسائل المغفرة وتنوعت بين المغفرة بالاموال والجواهر والمغفرة بالصلاة والتوبة والمغفرة بالدقيق مما يجعلنا نقول ليس هناك اكثر من وسائل المغفرة فما هى الحاجة الى الفداء او الخلاص وخصوصا بعد الكلام السابق.

ومن وسائل المغفرة فى الكتاب المقدس

بدايتا هل يمكن مغفرة الخطيئة بشئ غير الدم ؟ ... نعم كما يورد كالاتى

المغفرة بالصلاة والتوبة

ا - ورد فى سفر إشعياء الإصحاح 55 : 7 " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران "

وفى سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح 7 : 14 " فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم "

المغفرة بالجواهر

ورد فى سفر العدد (31:50) فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده أمتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم وأقراطا وقلائد للتكفير عن أنفسنا أمام الرب

المغفرة بالاموال

ورد فى سفر الخروج (30:15) الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم.16 وتأخذ فضة الكفارة من بنى اسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع . فتكون تذكارا امام الرب للتكفير عن نفوسكم .

المغفرة بالدقيق

ورد فى اللاويين (5:11) وان لم تنل يده يمامتين او فرخى حمام فياتى بقربانه عما اخطأ به عشر الايفة من دقيق قربان خطية . لا يضع عليه زيت ولا يجعل عليه لبان لانه قربان خطية 12 يأتي به إلى الكاهن فيقبض الكاهن منه ملء قبضته تذكاره ويوقده على المذبح على وقائد الرب. إنه قربان خطية .

اذا فإن الله عز وجل يقبل غفران الخطيئة بدون دم بالـ.( المال , الجواهر , الدقيق , الصلاة , التوبة )


ولا نستطيع ان ننسى بان الله غفر لاهل نينوى ورفع عنهم العقاب بطريق من الطرق السابقة بلا صلب او فداء ( يونان 3 : 10 ).