وعليكم السلام
الأخت بنت جوابر
يبدو أنَّ محاورك ضعيف جدًا في التفكير المنطقي.. فهو يقول:"أنَّه المسيح"؛ ومعلوم أنَّ المسيح رسول الله، صحيح أنَّ اليهود لم يؤمنوا أنَّ عيسى ابن مريم هو رسول الله، ولكنهم يؤمنوا أنَّ المسيح الذي ينتظرونه هو رسول الله، فإنْ تهكموا على كونه رسول الله؛ فالتهكم بالضرورة ينسحب على أنَّه المسيح، ثم لو افرضنا أنَّهم تهكموا على أنَّه المسيح؛ فالتهكم بالضرورة ينسحب على كونه رسول الله، وهذا ما يقتضيه المنطق؛ وبهذا فتحديد ابن كثير إنْ كان قد حدد، فهو من باب ذكر "ما يلزم عن كونه رسول الله"؛ فالذي يلزم هو "أنَّه المسيح"، فإذا لم يذكر بعض المفسرون "ما يلزم عن كونه رسول الله"، أو "ما يلزم عن كونه المسيح"؛ فهذا لا يعني انكارهم لذلك، ولا يعني أنَّهم لا يُسَلِّمون بذلك، والدليل هو أنَّنا لو قرأنا تفسيرهم لآيات أخرى تتناول شأن عيسى ابن مريم؛ لوجدنا أَّنهم يقولون أنَّه المسيح، وأنَّ المسيح رسول الله، فهم ليسوا بحاجة لأنْ يذكروا لازم كلام كل مسألة، فهم يُعَوِّلُون على فطنة القارىء، فهم يعلمون أنَّ الناس ستعلم إذ يحصل تهكم على عيسى ابن مريم من حيث أنَّه رسول الله؛ فالتهكم يحصل على المسيح؛ لأنَّهم يعلمون انَّ المسيح رسول الله.
هم يطلقون عليه ابن الزانية، ولكن الله استبدل هذا الوصف بالوصف الصحيح، فهل يوجد ما يخالف العقل في مسألة الاستبدال، عموم الاستبدال، وليس فقط هذا الاستبدال؟!
كونهم يصفونه بابن الزانية، لا يعني أنَّهم لا يحيدون عن هذا الوصف، بل إنَّ وصفهم عيسى ابن مريم بأنَّه "رسول الله" تهكمًا؛ يجعل وصفهم إياه بـ"ابن الزانية" موجودًا داخل وصفهم إياه بأنَّه "رسول الله" إذ يتهكمون عليه، فوصف واحد من أوصافهم القبيحة المتعلقة بعيسى ابن مريم؛ يجعل كل الأوصاف القبيحة تتداعى له، والمشترك بين كل أوصافهم المتعلقة به هو "القبح".
المفضلات