السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فهذا بعون الله الجزء الثانى من كلامنا عن البدعه الضاله المقوله اللقيطه الا وهى فصل الدعوه عن السياسه والتى كان من خبيث ثمارها تحجيم الدين ووضعه فى مرتبه الطقوس والشعائر بلا ادنى تاثير فى المجتمع او ادنى مشاركه فى تاسيس نظامه ودستوره
وما ينبغى التنبيه عليه اننا مع مرور الزمن تتحول بعض المقولات الى قناعات ومسلمات خاصه لو تورثها لاجيال ويكون الامر كحال اهل الجاهليه الذين يعتزون ببطالهم ليس الا انهم وجدو آباهم على هذه الطريقه او اتباع وتقليد اعمى بدو دليل ولا اثره من علم يعادى عليه ويولى عليه ويجعله اصل له فى حياته ومنطلق لكافه قرارته واحكامه
فحتى نبداء بحول الله لابد ان نحرر الالفاظ جيدا حتى نقيم هذه الدعوه الباطله بالعدل والحق والعلم
اولا : معنى السياسة "السياسة كما في لسان العرب : ساس الأمر يسوسه سياسة اذا دبر الأمر فأحسن التدبير
ومن الملاحظ انها كاصطلاح لم تتغير كثير من الماضى الى الحاضر
ففى الموسوعة الحرة ويكيبيديا عرفت السياسية بأنها "السياسة هي الإجراءات و الطرق التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات من أجل المجموعات و المجتمعات البشرية . و مع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول و أمور الحكومات فإن كلمة سياسة يمكن أن تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة و قيادتها و معرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة و التفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد ، بما في ذلك التجمعات الدينية و الأكاديميات و المنظمات
اذا مما سبق نتبين ان السياسة مردفه لمرعاة مصالح الناس لكن بصفه حكوميه اى تكون لها السلطه لفعل هذا الامر بالامر والجبر اذا لزم وذلك فيه خير للناس

ننتقل الى معنى الدعوه : فى اللغه الاستماله والحض
فى الاصطلاح الاسلامى لم اجد كلاما اجمع من كلام الشيخ بن العثيمين حيث قال رحمه الله : هي "دعوة إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، وحفظ الحقوق ، وإقامة العدل بين الناس بإعطاء كل ذي حق حقه وتنزيله من المنازل ما يستحقه ، فترتفع العقائد الكاملة والأحكام الشرعية ، وتزهق العقائد الباطلة والقوانين الجاهلية والأحكام الوضعية ."
وما احسن ما قاله الشيخ رحمه الله وهو من هو فى العلم والدعوة الى الله
بما اننا حررنا كلا اللفظين الذى ظن البعض انهما متعارضان فقال قائلهم نحن غرفه دعويه وليست سياسيه او دعوتنا لا علاقه لها بالسياسة او غير ذلك من الكلام الذى يتناقل بالالسن دون ان تفقه القلوب ولو علموا حقا معنى مايقولون لتبرؤو منه وانا واثق ان هولاء الاخوه اعزهم الله لايقصدون ما قصده صانع هذه المقوله الباطله من محاربه الاسلام بل منشاء هذا القول نابع من الجهل و عدم التبصر فى امور الدين
اذا فما هو السبب الحقيقى لوقوع الناس فى هذه المقوله
الجهل بحقيقه الدعوه وحقيقه السياسة يظنو الدعوه صلاح باطن الانسان دون ظاهره و اقامه الشعائر دون الشرائع وان الاسلام ينحصر فى اركان الاسلام وظنو ان المسلم الحقيقى كامل الاسلام هو المتصوف المجذوب الذى يعيش فى عالم دون العالم وفى واقع دون الواقع يعتزل الدنيا حتى ياتى اجله فيكون البقره فى حقيقه الامر انفع للمسلمين منه
او هناك سبب اخر هو الخوف من الصدام مع الحكام اما انه يظن ان دعوه الحكام قد تودى الى فتن مثل ما حدث من بعض الجهله من الجماعات المنحرفه التى ظنت ان اقامه دوله الدين تكون بالسلاح والقتل وهذا ينافى ابسط مبادى الدعوه لاننا نعلم ان الدعوه مراتب ودعوه اهل السياسه الى دين الله تكون بالحسنى والصرحه معا نحسن لهم فى دعوتنا لهم مع وضوح العبارة بلا تزيين ولا تزييف ولا مدهانه والتراث الاسلامى ممتلى بكثير من الامثله على دعوه العلماء الربانين والدعاة المصلحين للملوك والخلفاء والحكام
فى نهايه هذه الجزء الخصه فيما يلى
ان الدعوه هى استمالة الناس الى دين الله والى طاعة الله ورسوله بدا بالامر بالايمان والنهى عن الكفر مرور بالامر بسائر الفرئض والاحكام و الامر بالمعروف والنهى عن المنكر و محاربة الظلم والامر باقامه العدل والذى ليس الا شرع الله سبحانه وتعالى
وان السياسه هى راعية شؤون الناس بما فيه صالحهم والدين اكبر مصلحه للانسان يترتب عليه نار ابدا او جنة ابدا وهذه قمه المصلحه وافضل الفوز
وان الداعيه فى دعوته الى اصلاح المجتمع ليكون مجتمع يرضى عنه الله لو اغفل
سياسة هذا المجتمع لكان احمق حيث ان راس الامر فى صلاح ولى الامر لانه الذى بيده السلطه والقوة على منع الباطل العام من الظهور وهو بيده كافه مصالح المسلمين
وغير ذلك
والى الجزء الثالث ان شاء الله مستعرضين ادله على بطلان هذه المقوله من الكتاب والسنه
واسال الله لى ولجميع الاخوه الكرام التوفيق لما فيه خير للاسلام والمسلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته