العـبرية في خطر

02/07/2007

فادي عاصلة ـ الجزيرة توك ـ حيفا

اللغة العبرية عانت وما زالت تعاني من شح في المرادفات، كما انها تواجه خطر الغزو اللغوي سواء في اللغة المحكية أو المكتوبة.
على صعيد اللغة المحكية فقد دخلت مئات الكلمات المستعملة في العامية الفلسطينية إلى القاموس العبري، والذي يعتبره عشرات المفكرين اليهود خطراً على اللغة العبرية ، إضافة إلى اللغة العبرية نفسها المبنية على فتات اللغات الأخرى، والتي تواجه اليوم خطر عدم قدرتها على مواكبة التطورات، افراز واشتقاق كلمات جديدة.

غزو العربية المحكية للعبرية في اسرائيل
احصائيات روزنطل وتحليل سفين
توصل الباحث روبيك روزنطل من خلال ابحاثه حول أثر اللغة العامية الفلسطينية في اللغة العبرية إلى نتائج عديده ...

وفق احصائيات روزنطل فهناك ما يقارب ال 10.000 كلمة عربية دخيلة على اللغة العبرية .
وتبين له وفق أبحاث وعينات ،ان اللغة العربية تشكل 34% من مجمل الكلمات الدخيلة على العامية العبرية، تليها الانجليزية 31% والبقية لغات أخرى .

قام روزنطل في تاريخ 5.7.2005 بالدخول وادخال اكثر الكلمات الدخيلة استعمالاً من الثلاث اللغات، ليكتشف من نتائج البحث، أن بعض الكلمات العربية الدخيلة في اللغة العبرية تم البحث عنها 525000 ألف مرة ، مقابل نفس عدد الكلمات باللغة الانجليزية ب 502000 الأمر الذي يثبت صحه ابحاثه بأن العربية العامية هي المؤثرة أكثر في اللغة العبرية العامية.

سفين مفكر اسرائيلي لخص حسب وجهة نظره اسباب غزو اللغة العربية المحكية للغة العبرية فقد لخصها :

1. نقص في الثقافة والتعبير الأمر الذي يعطي للأفراد التفتيش عن مصادر تعبير بديلة.
2. الاختلاط بالطرف الآخر ( أي العرب ) في ورش العمل،في المعاملات، في الحياة اليومية والشارع.
3. بحث الجيل الجديد عن شيء مميز ورفضهم للتعابير الاصلية .
4. سماع اللغة الأخرى بشكل مكثف، التأثر بها، والرغبة في استعمال بعض كلماتها.
5. رغبة التحرر من اللغة الاصلية والتحدث بحرية مطلقة، وحب تجربة كلمات ولغات أخرى.
6. قدوم آلاف اليهود من دول عربية .

من الكلمات العربية التي دخلت على اللغة العربية والمستعملة فيها : أهبل، دغري، صحتين، مبسوط ، فضيحة، أهلاً وسهلاً، فشل، استفتاح، اخوي ...

الأثر العربي لم يفرض نفسه في اللغة العبرية بواسطة الكلمات فقط، بل فرضت القواعد نفسها، ليدخل وزن ( مفعول ) على اللغة ولتسوى العديد من الكلمات على وزنه .
تم ايضاً اشتقاق الكلمات من كلمات عربية : تخفيف / خفيف/ خفف ، نحس / منحوس .. وعشرات الكلمات الأخرى ...

مواقف وتصريحات اسرائيلية

الكتاب الاسرائليين مجمعون على ان اللغة العبرية في تراجع وانها ضمن اللغات المهددة .
في يوم اللغة العبرية الذي أقيم عام 2005 توجه شارون عبر اذاعة جيش اسرائيل طالباً من بعض الشركات العبرية التي تحمل اسماء باللغة الانجليزي تغيير اسمائها.
( من الجدير ذكره أن المدققين اللغويين العبريين نفسهم أكدوا وجود أخطاء لغوية جسيمه في خطابه ...!!! )

في يوم اللغة في مجمع اللغة العبرية أعرب موشي بار آشر المدير العام للمجمع عن الوضع الحرج للغة العبرية وعن معضلة إيجاد كلمات جديدة يسهل تسويقها.
كما ان مجمع اللغة العبرية اعلن انه بصدد وضع خطة شاملة لمحاولة حصر الظواهر الخطرة التي باتت تشكل أولى معالم انهيار اللغة العبرية .

الغريب في طبيعة اسرائيل، ان عددها لا يتجاوز السبعة ملايين نسمة، إلا ان سكانها يتحدثون ووفق عدة احصائيات أكثر من ثمانين لغة أولها العبرية ثم العربية، تليها الروسية ...

ينادي بلفور حكاك، وشوشنا فيج في تقرير بعنوان " نبوءة العبرية الضعيفة ": نناشد المعلمين المرشدين ، رجال الدين لأن يتمعنوا في وضع اللغة العبرية اليوم ، والعمل من اجل اعادة العجلة للوراء، هل نغمض أعيننا ونتركها للضياع ؟
ويتسائل الكاتبان : أين أختفى تدريس اللغة العبرية في وزارة التربية والتعليم إن كان الأهل والأبناء يعترفون أنهم يتعلمون العبرية السليمة فقط في مراكز خاصة ؟
أين أختفت اللغة كلغة ؟ لماذا لا يوجد للطلاب حب وفخر بلغتهم ؟

وينتهي الكاتبان بقولهم : آن الآوان لاعادة الاحترام للغة ، للمحافظة عليها قبل انهيارها ...


http://www.aljazeeratalk.net/portal/*******/view/1095/1/