المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله القبطى
الأخت عائشة:
السلام على من إتبع الهُدى الذى أتى به الرسول الأمى، مُحمد ، إمام المُرسلين و ختامهم!
أريد أن أسألك سؤالاً.....هل فى كل ما قرأتى ، هُناك تهجُم ما على عبد الله و رسوله، المسيح الحق، عيسى بن مريم؟!!!....أم اليسوع، الإله المسخ، الملعون، النجس، المصلوب، المفضوح......إلى آخر تلك القائمة من الصفات المُلتصقة به.....و نحن لا نأتى بشيئ من عندنا، بل كلها إقتباسات من كتابهم هم الذى يتعبدون به!!!...فما الخطأ فى ذلك....بل و حتى الصور التى وضعناها هنا...مأخوذة من موقع صليبى لتعليم الكتاب المُقدس للأطفال....و الحوارات داخل هذه الصور من نفس الموقع، و بالإستشهادات من الأناجيل
القانونية ...فأين هو التهجم إذن....و التساؤلات و التعليقات التى وضعتها، هى مُجرد تساؤلات و تعليقات منطقية يضعها كل ذى عقل لما ورد فى هذه الصوّر......فالصليبى يزعم أن الله عندما يتجسد على الأرض، لا يأتى بصولجانه!!....فكان الرد المنطقى عليه هو:
و هل يتجسد الله لكى يستخف به عبيده و يتهزأ و يُصرع و يتمرغ وجهه فى التراب (كما الحال مع يعقوب و إلهه).....أم لكى يُضرب، و يُشتم، و يُبصق عليه، و يُلعن، و يُعلق فوق الصليب ليصير لعنة و نجاسة أبدية (كما جاء فى سفر التثنية التوراتى)، و يُفضح بتعريته و كشف عورته أمام الجميع، ثم أخيراً يموت على الصليب بعد أن يجأر بالشكوى لأقنومه الثانى...الأب الإله!!!
فأى إحترام تطلبيه منّا لهؤلاء الأتباع الذين يعبدون إلهاً مسخرة بهذا الشكل...و أى إحترام تطلبيه منّا لهذا الإله الذى يُصلى أتباعه بآيات من نوعية :
أقدسك و أصلى إليك يا إلهى العظيم....الذى صُرع و تمرمغ وجهه فى التُراب بعد أن وقع فى براثن (عبده) يعقوب.....بل و باركته أيضاً، بعد أن صرعك...لأنك رحيم.....
يا إلهى المضروب، المبصوق عليه، المفضوح، المصلوب، المُعترض على مشيئتك الإلهية أو مشيئة أقنومك الأول (إيلى...إيلى...لم شبقتنى!!!) !
إذا كانوا هم لا يحترمون إلههم....فكيف تطلبين منّا أن نحترمه!!.....إذ أن من شروط الألوهية لديهم، أن يكون الإله مُهزأ و غير مُحترم.....لأن الإله لا يأتى بصولجان
....بل و يسخرون منّا إذ نقول عن الله، أنه الواحد الأحد...الفرد الصمد...القائم بذاته منذ الأزل....الذى لم يلد و لم يولد...و لم ينقسم إلى أقانيم....و لم ينشطر إلى أجزاء....الذى يجمع بين كل صفات الرحمة و العظمة و القوة و العزة و السيطرة على عباده و الكون الذى خلقه....فهو الجبار ، المُنتقم، القوى ، العزيز...و هو فى نفس الوقت العفوّ، الرحمن، الرحيم، الغفار و التواب!!!!
إن الفرق بين الله فى الإسلام و الرب، أو يهوه، أو اليسوع، أو الإله الأقنومى فى الإعتقاد الصليبى هو الفرق بين السماء و الأرض....الفرق بين التوحيد و الشرك بالله....الفرق بين الإيمان و الكُفر !!!!
أما المسيح....عبد الله و رسوله.....الذى لم يقل أبداً أنه الله...و لم يقل أبداً لأتباعه أن إتخذونى أنا و أمى إلهين من دون الله....و الذى لم يقل أبداً أن الله ثالث ثلاثة...و الذى لم يُصلب و لم يُهان، بل رفعه الله....فنحن أولى به منهم..... و نحن نحترمه أكثر من هؤلاء الذين ينتسبون إليه، و يدّعون أنهم يعبدونه....بينما هم يعبدون الشيطان الذى أوحى إلى آباءهم الأوائل بهذا الكُفر و البُهتان المُبين....
فرق كبير بين المسيح الحق....عبد الله و رسوله، عيسى بن مريم
و اليسوع الناصرى (الناصرى = الدنئ، الحقير، الوضيع، عديم الشرف فى عرف اليهود فى ذلك الوقت.....و يُمكن مُقارنة ذلك بإسم مُحمد....الذى يحمل كل معانى الحمد و التقدير....و الصادق الأمين...و إذا نسبناه إلى مسقط رأسه فيكون المكّى....أى المُنتسب إلى أم القُرى و التى يقترن إسمها ببيت الله العتيق.....قارن بين الوضاعة هُناك...و الشرف هنا)... المُهان ، المصلوب، الملعون، النجس، المُحقّر من أتباعه ، قبل أن يكون من غيرهم!!!!
فلسنا نحتاج للنصيحة بأن نحترم المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)...بل هم الأولى بتلك النصيحة...و نحن أول من يعمل بوصايا القرآن و الرسول فى إحترام كل الأنبياء و الرُسُل!!
أرجو أن تكون الصورة قد إتضحت لديكى و لدى كل من يُريد نُصحنا أو لفت إنتباهنا إلى تقصدينه!!!
أما بخصوص الشُبهة التى تُريدين الرد عليها، فالرد عليها هو كلمة واحدة:
و هل منع اليسوع الموت عن نفسه؟...ألم يمُت على الصليب....بصرف النظر عن خرافة أنه قد قام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام ، و ما إلى ذلك...و لكن:
ألم يمُت اليسوع؟!!!.... و إذا كان الأتباع الضالين يدّعون أن اليسوع قد قام من بين الأموات...فنحن كُلنا سنقوم من الموت فى يوم ما، لا يعلمه إلا الله...و كُل الذى حدث أن قيامته كانت مُبكرة قليلاً....أو بدرى شوية.....و لكنه مات، و قام...كما سنموت كلنا و سنقوم!!!
و هل عيب فى مُحمد...البشر....أن يموت، إذا ما جاء أجله...و أن يموت أتباعه، إذا ما جاءت آجالهم!!!...فهو بشر، و ينطبق عليه قول الحق ، تبارك و تعالى (كل من عليها فان)....
أما اليسوع الإله، الذى يدّعى أن يُحيى و يُميت...لم يمنع الموت عن نفسه...و لا يستطيع أن يمنعه عن أتباعه....هل تعرفين صليبياً واحداً كُتب له الخلود ببركة هذا اليسوع؟!!!
...
إذن فهو كاذب لأنه لم يستطع أن يكتب الخلود لأتباعه كما يدّعى، و كما يقول....أو هل تعرفين صليبياً واحداً رجع إلى الحياة بعد مماته كما قال يسوع (من آمن بي ولو مات فسيحيا).....إذن فهو كاذب و مُضلل!!!
هل كسر أحد الناموس الإلهى ، و كُتب له الخلود:
العنكبوت:
" كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)"
هل إستطاع اليسوع أن يكسره...هل إستطاع أن يكسره عن أتباعه، الذين بشرهم بالحياة....هل إستطاع أكبر الرجال عُمراً فى التوراة (مثوشالح) أو نوح أن يخلد إلى يومنا هذا؟!!!
ثم إليكم مُفاجأة أخرى.....هل تعرفون من هو المكتوب له الخلود بأمر اليسوع.... إنه اليهودى التائه....ذلك الذى حكم عليه اليسوع بالخلود إلى أن يعود مرة أخرى....أى أن المكتوب له الخلود بأمر اليسوع، هو من كفر به و شتمه.....أى أنه إله مُصاب بماسوشية حادة (التلذذ بتعذيب الذات) و لا يُحب و لا يتلذذ إلا بمن يُعذبه و يُهينه....و إليكى قصة هذا اليهودى التائه منقولة من مكان آخر
و القصة بالطبع مُفبركة ...و بالتأكيد، لا المُسلمين و لا اليهود هم الذين فبركوها...بل أنهم أتباع الصليب أثناء القرون الوسطى....فى عز إضطهادهم لكل من هو ليس صليبى فى أوروبا و فى الشرق، أثناء الحروب الصليبية!!
و منشؤها هو تلك المقولة التى جاءت فى إنجيل متى:
"Mat 16:28 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ». "
و هذا بالطبع كذبة كبيرة....فالقوم الذين كانوا حضوراً و قتها، ماتوا، و شبعوا موت....و لم يأت إبن الإنسان فى ملكوته حتى وقتنا الحالى...أى بعد مرور أكثر من ألفى عام على هذه الكذبة الكُبرى!!!
و فى إنجيل يوحنا...يتحدى يسوع أنه يستطيع أن يمنح الحياة الأبدية لشخص ما، و لكنه يتراجع و يقول...و لكننى لا أريد ذلك!!!....ليته كان قد فعلها!!!...
"Joh 21:22 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ».
Joh 21:23 فَذَاعَ هَذَا الْقَوْلُ بَيْنَ الإِخْوَةِ: إِنَّ ذَلِكَ التِّلْمِيذَ لاَ يَمُوتُ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ لَهُ يَسُوعُ إِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بَلْ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ فَمَاذَا لَكَ؟».
"
إن الأمر أشبه بطق الحنك و كلام مثل كلام الخناقات فى الشوارع...كأن يقول شخص صغير الحجم و ضعيف القوة فى خناقة مع شخص ضخم، طويل و عريض، يستطيع أن يقتله بضربة كف واحدة:
أنا أستطيع أن أصرعك و أقتلك الآن
و يُمثل أنه يحاول أن يتملص من الناس الذين يحجزون بين المُتعاركين....و لو أفلتوه، لولول مثل الكلب الجربان عندما يُقذف بحجر
أما القول بأن الحياة المقصودة هى حياة معنوية.....فلقد وعدنا الله و رسوله بحياة معنوية أفضل و أعز من تلك الحياة التى يعدهم بها اليسوع...
سورة الدخان:
"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) "
سورة الصافات:
"قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)"
أما اليسوع، الذى يعد بحياة من يؤمن به إلهاً، فهو فعلاً سيكون حياً.....و لكن سيتمنى الموت و لكن لن يحظى به أبداً
سورة فاطر:
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) "
هنيئاً لهم بالحياة التى وهبها لهم إلههم المصلوب، الملعون، النجس!
و أخيراً...أُقدر لأهل فلسطين...الذين يعيشون تحت الإحتلال...سواء داخل أو خارج ما يُسمى بالخط الأخضر...أنهم مُترابطين...سواء كانوا مُسلمين مُوحدين أو صليبيين....فالعدو مُشترك...فاليهود يكرهوننا نحن الإثنين!!!....و هم الذين يؤلبون الصليبيين فى مصر على شركاؤهم فى الوطن، بل و أغلبية الوطن، المُسلمين...و يدفعونهم بالإستقواء بأمريكا و إسرائيل.....و كذلك فعلوا فى لبنان....و كانت النتيجة نكبة على صليبيىّ لُبنان......و صدقينى...إننى أحترم رجال مثل ميشيل صباح....و عطا الله حنا...و هيلاريون كابوتشى (الذى أصرت إسرائيل على نفيه خارج الأراضى الفلسطينية).... أحترمهم، و لكننى آخذ الحذر منهم...فمُلاطفتهم و موادعتهم وقتية....و مُرتبطة بالإحتلال ....و لكن بمُجرد أن يزول الإحتلال (بإذن الله) سيظهر وجههم الحقيقى...كما ظهر فى لبنان، و كما يُحاول الآن أن يُطل برأسه فى مصر!!!
المفضلات