( من الشرك النذر لغير الله )

وقول الله تعالى : " يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً " .

وقوله : " وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه " .

وفي الصحيح عن "عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من نذر أن يطيع الله فليطعه . ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه" .

فيه مسائل :

الأولى : وجوب الوفاء بالنذر .

الثانية : إذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه إلى غيره شرك .

الثالثة : أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به .



( من الشرك الاستعاذة بغير الله )

وقول الله تعالى : ' ' " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً " .

وعن خولة بنت حكيم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامات . من شر ما خلق ، لم يضره شئ حتى يرحل من منزله ذلك " رواه مسلم .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير آية الجن .

الثانية : كونه من الشرك .

الثالثة : الاستدلال على ذلك الحديث ، لأن العلماء يستدلون به على أن كلمات الله غير مخلوقة . قالوا : لأن الإستعاذة بالمخلوق شرك .

الرابعة : فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره .

الخامسة : أن يكون الشئ يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك .



( من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره )

وقول الله تعالى : " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين " " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " .

وقوله : ' " إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون " .

وقوله : " ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون " .

' " وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء ، وكانوا بعبادتهم كافرين " .

وقوله : ' " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله " .

وروى الطبراني بإسناده : أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين . فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنه لا يستغاث بي ، وإنما يستغاث بالله " .

فيه مسائل :

الأولى : أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص .

الثانية : تفسير قوله : " ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك " .

الثالثة : أن هذا هو الشرك الأكبر .

الرابعة : أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين .

الخامسة : تفسير الآية التي بعدها .

السادسة : كون ذلك لا ينفع في الدنيا ، مع كونه كفراً .

السابعة : تفسير الآية الثالثة .

الثامنة : إن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله ، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه .

التاسعة : تفسيره الآية الرابعة .

العاشرة : أنه لا أضل ممن دعا غير الله .

الحادية عشرة : أنه غافل عن دعاء الداعي ، لا يدري عنه .

الثانية عشرة : أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو الداعي وعداوته له .

الثالثة عشرة : تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو .

الرابعة عشرة : كفر المدعو بتلك العبادة .

الخامسة عشرة : هي سبب كونه أضل الناس .

السادسة عشرة : تفسير الآية الخامسة .

السابعة عشرة : الأمر العجيب ، وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين .

الثامنة عشرة : حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله .

( ما جاء في الرياء )

وقول الله تعالى : " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " .

وعن أبي هريرة مرفوعاً "قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" رواه مسلم .

وعن أبي سعيد مرفوعاً " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : الشرك الخفي : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل " رواه أحمد .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير آية الكهف .

الثانية : الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شئ لغير الله .

الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغنى .

الرابعة : أن من الأسباب : أنه تعالى خير الشركاء .

الخامسة : خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء .

السادسة : أنه فسر ذلك بأن يصلى المرء لله لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه



( من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله ، فقد اتخذهم أرباباً من دون الله )

وقال ابن عباس : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون : قال أبو بكر وعمر ؟ .

وقال الإمام أحمد : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ، ويذهبون إلى رأى سفيان . والله تعالى يقول : ' ' " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شئ من الزيغ فيهلك .

"عن عدي بن حاتم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية : ' " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " فقلت له : إنا لسنا نعبدهم . قال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحللون ما حرم الله فتحلونه ؟ فقلت : بلى . قال : فتلك عبادتهم " رواه أحمد والترمذي وحسنه .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير آية النور .

الثانية : تفسير آية براءة .

الثالثة : التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدى .

الرابعة : تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر ، وتمثيل أحمد بسفيان .

الخامسة : تغير الأحوال إلى هذه الغاية حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال وتسمى الولاية : وعبادة الأحبار هي العلم والفقه ، ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين . وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين .





قول : ( ما شاء الله وشئت )

عن قتيلة : " أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنكم تشركون . تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون ، وتقولون : والكعبة . فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة . وأن يقولوا : ما شاء الله ثم شئت " رواه النسائي وصححه .

وله أيضاً عن ابن عباس : " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله نداً ، بل ما شاء الله وحده " .

ولابن ماجه : عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال : " رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود قلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله . قالوا : وأنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد . ثم مررت بنفر من النصارى فقلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله . قالوا : وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد . فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، قال : هل أخبرت بها أحداً ؟ قلت : نعم ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن طفيلاً رأى رؤياً أخبر بها من أخبر منكم . وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها . فلا تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده".

فيه مسائل :

الأولى : معرفة اليهود بالشرك الأصغر .

الثانية : فهم الإنسان إذا كان له هوى .

الثالثة : قوله صلى الله عليه وسلم : " أجعلتني لله نداً " فكيف بمن قال : ما لي من ألوذ به سواك والبيتين بعده .

الرابعة : أن هذا ليس من الشرك الأكبر لقوله : يمنعني كذا وكذا .

الخامسة : أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي .

السادسة : أنها قد تكون سبباً لشرع بعض الأحكام .