إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونشهد أن محمدا عبده ورسوله فخير صلاة وخير سلام عليه وعلى اله وصحبه وسلم
أما بعد
يمثل الحرم القدسي الشريف مكانه دينيه كبيره وعظيمه في نفوس المسلمين ولأهمية هذا الموضوع سوف نسلط عليه الأضواء من نواحي عده وهذا سيكون ان شاء الله على اجزاء والنواحي التي سوف اسلط عليها الضوء هي
1- وصف الحرم القدسي
2- تاريخ القدس الشريف
3- مزاعم اليهود في القدس
4- فلسطين

قدسية الحرم القدسي عند المسلمين
يعود تقديس المسلمين للحرم القدسي الشريف كونه قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين ولارتباطه الوثيق بإسراء ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد نوه الله سبحانه وتعالى إلى أهميته ومكانته في قوله عز وجل {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}
كما يعد ثاني مساجد الأرض بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، لما روى الإمام البخاري في صحيحة عن أبي ذر رضي الله عنه "قال:قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول. قال: المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى
ومما يدلل على أهميته وأهمية الصلاة فيه ما روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:" رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في بيته بصلاة، وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة، وصلاة في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة .."

ولأجل ذلك سوف أبدا حديثي إن شاء الله


وبما أن كثير من المسلمين يخلطوا بين هذين المسجدين اسمحوا

تاريخ الحرم القدسي ووصفه
كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديماً على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة المشرفة ، وعليه فإننا عند الحديث عن المسجد الأقصى كبؤرة رئيسة لمدينة القدس نعني بذلك الحرم الشريف بعنصرية الرئيسين المسجد الأقصى والصخرة المشرفة ضمن المساحة الكاملة داخل أسوار الحرم الشريف والبالغة مائة وأربعين دونماً تقريباً وتقدر بحوالي 15% من مساحة البلدة القديمة لمدينة القدس والبالغة نحو كيلو متر مربع في الناحية الجنوبية الشرقية من المدينة التي يحيطها أحد عشر باباً سبعة أبواب ما زالت مستعملة وأربعة أبواب مغلقة
وللحرم الشريف سور حجري يشتمل على 14 باباً منها 10 أبواب مفتوحة و4 مغلقة أما الأبواب المفتوحة فهي :
o من الجهة الشمالية:
o باب الأسباط (الأسود)
o باب حطة
o باب شرف الأنبياء (فيصل)
o من جهة الغرب:
o باب الغوانمة
o باب الناظر
o باب الحديد
o باب القطانين
o باب المتوضأ (المطهرة)
o باب السلسلة
o باب المغاربة
أما أبواب الحرم المغلقة فهي
o باب السكينة
o باب الرحمة
o باب التوبة
o باب البراق
ويتصل الحرم بباقي أجزاء المدينة بطرق تتوزع من أبواب الحرم الشريف العشرة وتمتد بين أجزاء المدينة ذات الوظائف المختلفة وتكثر آبار المياه العذبة في ساحة الحرم حيث يبلغ عددها 25 بئراً منها ثمانية آبار في صحن الصخرة المشرفة وسبعة عشر في فناء المسجد الأقصى المبارك وفي موقع متوسط بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة توجد بركة الوضوء (الكأس) ، كما يوجد عدد من الأسبلة لشرب المياه في مواقع متفرقة أكبرها:
سبيل قايتباي – سبيل شعلان – سبيل باب الحبس- سبيل البد يري – سبيل قاسم باشا .
وللحرم الشريف أربعة مآذن هي:
o مئذنة باب المغاربة
o مئذنة باب الغوانمة
o مئذنة باب السلسلة
o مئذنة باب الأسباط
وتحتوي ساحة الحرم القدسي الشريف على العديد من القباب والمساطب والتي كانت مخصصة للغرباء والمتصوفة وأهل العلم المنقطعين للتدريس احتساباً لوجه الله .. أما القباب فهي:
قبة السلسلة – قبة المعراج – قبة محراب النبي – قبة يوسف – قبة الشيخ الخليلي- قبة الخضر- قبة موسى- قبة سليمان – القبة الجنوبية .
أما المساطب فقد أعدت للصلاة والتدريس في فصل الصيف ومنها :
مسطبة الكرك- مسطبة علاء الدين البصيري- مسطبة العشاق .
ويوجد في الطرفين الأخيرين من أطراف الحرم من الشمال والغرب أروقة محكمة البناء هي:
o الرواق الممتد من باب الحطة إلى باب شرف الأنبياء .
o الرواق المحاذي لباب شرف الأنبياء .
o الرواقان السفليان اللذان تحت دار النيابة شمال الحرم من الغرب .
o ورواقان فوقها مستجدان .
o الأروقة الغربية وتمتد من باب الغوانمة إلى باب المغاربة .
o الرواق الممتد من باب الغوانمة إلى باب الناظر .
o الرواق الممتد من باب الناظر إلى باب القطانين .
o الرواق الممتد من باب القطانين إلى باب السلسلة .
o الرواق الممتد من باب السلسلة إلى باب المغاربة .
وفي الحرم الشريف مزولتان شمسيتان لمعرفة الوقت واحدة غربية رسمها مفتي الشوافعه محمد طاهر أبو السعود على جدار مسجد الصخرة من الناحية القبلية إلى الغرب، والثانية رسمها المهندس المقدسي رشدي الإمام على واجهة القنطرة الجنوبية إلى الغرب تجاه المسجد الأقصى.
بعد استعراض معالم الحرم القدسي الشريف يبقى استعراض أبرز معلمين في الحرم وهما المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة

وبما أن كثير من المسلمين يخلطوا بين هذين المسجدين اسمحوا لي أن اصف لكم هذين المسجدين في افاضه تامة

أولا المسجد الأقصى


يطلق اليوم اسم المسجد الأقصى على المسجد القائم في الناحية القبلية من الحرم، وعلى بعد خمسمائة متر بوجه التقريب من مسجد الصخرة إلى الجنوب ويبلغ طوله – من الداخل – 80 متراً وعرضه 55 متراً ، وفي صدر المسجد القبة، وللمسجد أحد عشر باباً سبعة منها في الشمال وواحد في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب وقد بناه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 692 م وأتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705م ولا تنطبق تسمية المسجد باسم "مسجد عمر" نسبة إلى خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ أن المسجد الذي أمر الخليفة عمر ببنائه كان في البقعة المباركة المشهورة بالحرم الشريف، وكان يحاذي السور الشرقي، أي شرق بناء المسجد الأقصى الذي نراه اليوم، وكان ذلك المسجد مترامي الأطراف، مسقوفاً بالأخشاب، ويتسع لحوالي ثلاثة آلاف من المصلين .
وللمسجد في الداخل 53 عموداً من الرخام، 14 منها في الرواق الأوسط و12 في الأروقة الثلاثة الشرقية و 8 تحت القبة و 11 في جناح القبة من الشرق و 7 في جناحها في الغرب وواحد في مقام الأربعين .
وللمسجد أيضاً 49 سارية من الحجارة 4 منها تحت القبة و12 في الرواق الغربي و 4 في الرواق الشرقي و3 في جناح القبة من الغرب والباقيات متفرقات. والسواري ضخمة ومربعة الشكل. وأما الأعمدة فإنها مصنوعة من الرخام المختلف الألوان. وفوق الأعمدة أقواس حجرية تتراوح فتحاتها بين 8,91 و 9,17 متراً، ثلاثة من الشرق، وأخرى مثلها من الغرب وواحد بينهما في الوسط، والرواق الأوسط واسع مرتفع وفي صدر المسجد القبة التي ترتفع 17 متراً عن الأرض وقد غطتها الفسيفساء الجميلة والتي تضم مظهراً جميلاً من مظاهر الفن ، وللقبة قشرتين الداخلية التي تم ذكرها سابقاً أمام الخارجية للقبة فإنها عبارة عن ألواح خشبية مصفحة من الخارج بالرصاص. والمسافة بين قشرتين القبة الداخلية والخارجية تتراوح بين 75 سم عند الرقبة، ومتران ونصف المتر في الوسط وثلاثة أمتار في القمة عند الهلال .
وهناك رقبة القبة، وهي القسم الأسطواني القائم بين القبة نفسها والأقواس التي ترتكز عليها.. وفوق الرقبة تقوم القبة، وهي قائمة على أربعة أقواس. يرتكز كل ركن من أركانها الأربع على عمودين من رخام، وأسطوانة مربعة مكسوة أيضاً بالرخام. وتحت القبة وفي أقصى المسجد من القبلة، محراب كبير، كان يسمى فيما مضى محراب داود ويطلق عليه الآن محراب عمر. وفي صدر المسجد من الغرب وفي داخل المقصورة المصنوعة من الحديد المشتبك محراب آخر – يسمى – محراب معاوية، وفي داخل المسجد، عند زاويته القبلية الشرقية جامع متصل به، يسمونه جامع عمر وهو مستطيل الشكل، ويقال – أنه من بقية البناء الذي أقامه الخليفة عمر بن الخطاب – وهو جامع معقود بالحجارة والكلس طوله 30 متراً وعرضه 8 أمتار وفيه محراب صغير وحول المحراب أربعة أعمدة صغيرة اثنان منها ملتويان. وإلى الشمال من جامع عمر إيوان كبير يسمونه مقام عزيز ويسمونه أيضاً مقام الأربعين فيه محراب .. وإلى الشمال من مقام عزيز إيوان صغير وجميل فيه محراب زكريا، طوله 6 أمتار وعرضه خمسة.. وفي الجانب الغربي إلى القبلة جامع آخر يسمونه جامع النساء .. وهو عبارة عن عشر قناطر على تسع صوار في غاية الإحكام .
وأمام المسجد من الناحية الشمالية رواق كبير .. وهو مؤلف من سبع قناطر مقصورة، كل قنطرة منها تنتهي عند باب من أبواب المسجد السبعة، وفي المسجد الأقصى 137 نافذة، 7 منها في القبة، وهي كبيرة صنعت من الزجاج الملون ينفذ منها نور ضئيل. و42 في الرواق الأوسط نصفها تطل على الرواق الشرقي والنصف الآخر على الرواق الغربي، والنور ينفذ منها كلها. ذلك لأن الرواق الأوسط أعلى من الرواقين المذكورين. و 43 في حائط المسجد الشرقي، و24 منها بالزجاج الملون و10 من غير زجاج ينفذ منها النور. و14 في حائطه الغربي، اثنان كبيرتان ينفذ منها النور و 12 بالزجاج الملون. و 16 في الحائط الشمالي كلها بالزجاج الملون. و24 في الحائط القبلي، و 22 بالزجاج الملون .
ويوجد تحت المسجد الأقصى بناء يسمى (الأقصى القديمة) وهو عبارة عن دهليز واسع طويل، يتألف من سلسلة عقود ترتكز على أعمدة ضخمة بعضها أسطواني، والبعض الآخر مربع الشكل وهناك إلى جانب هذا الدهليز، دهليز آخر – يسمى – إسطبل سليمان، وهو واقع تحت الجزء المرصوف من أرض الحرم شرقي المسجد الأقصى وجزء آخر منه يقع تحت المسجد نفسه
صيانة المسجد الأقصى عبر التاريخ
في منتصف القرن الثاني للهجرة زار الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور المدينة المقدسة وأمر بإعادة بناء المسجد الأقصى المبارك، وفي عهد ولده الخليفة المهدي تم إصلاح ما تصدع من جدران المسجد سنة 163 هـ ثم قام الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله ببناء أقسام عديدة من المسجد سنة 426هـ/ 1034 . وضيقه من الغرب والشرق بحذف أربعة أروقة من كل جانب والأبواب السبعة التي في شمال المسجد اليوم هي من صنع الظاهر، كما أن جزءاً كبيراً من بناء الأقصى الحالي، قبل التعميرات التي جرت في العصر الحالي، يرجع إلى الظاهر. وعندما احتل الصليبيون القدس غيروا معالم المسجد فاتخذوا جانباً منه كنيساً وجانباً آخر مسكناً لفرسانهم الإسبتارية وأضافوا إليه من الناحية الغربية بناء جعلوه مستودعاً لذخائرهم .
بعد فتح صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس في 583هـ/ 1187 أمر بترميم المسجد الأقصى وجاء إليه بالمنبر الذي لم يعمل في الإسلام مثله من حلب وقد – صنع على مدى سنين بأمر نور الدين زنكي خاصة باسم المسجد الأقصى- وهو المنبر الذي أحرقه اليهود في سنة 1969 أثناء الاحتلال الإسرائيلي. وقد أجرى السلاطين المماليك ثم العثمانيون إصلاحات وتعميرات كثيرة في المسجد الأقصى ولكن شكله العام لم يتغير منذ عهد الأيوبيين. وفي سنة 1344هـ/ 1925 جرت تعميرات واسعة في المسجد الأقصى استهدفت تدعيم القبة والبناء بصورة عامة. وأخرى بين سنتي 1357هـ/ 1938 و 1363هـ/ 1943م هدم فيها الرواق الشمالي وأعيد بناؤه، والرواق الأوسط الذي كان ما زال قائماً منذ التجديد الفاطمي وأعيد بناؤه .
بعد حريق المسجد الأقصى بدأت الحكومة الأردنية وفي نفس العام 1969 بإعادة اعمار المسجد الأقصى وإزالة آثار الحريق الإسرائيلي
ثانيا مسجد قبة الصخرة
من أبرز معالم الحرم القدسي الشريف وقد شرع في إنشائه عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي الخامس سنة 68هجرية/ 688 ميلادية، حول الصخرة المشرفة الواقعة على صحن مرتفع في ساحة الحرم الشريف، وانتهى البناء سنة 72 هجرية/ 691 ، وقد بني في بادئ الأمر قبة السلسلة الكائنة شرقي الصخرة لتكون نموذجاً، ثم بني المسجد نفسه . وقد هدف الخليفة عبد الملك بن مروان من بناء هذا المسجد الضخم إلى مواجهة روعة الكنائس في القدس وأثرها في نفوس المسلمين وإلى أن تتضاءل بجانب ضخامته وروعته كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس في بلاد الشام .
ويقوم مسجد الصخرة في وسط بناء مربع الشكل، والبناء قائم على نشر – تل – مرتفع في وسط الحرم ومفروش بالبلاط الأبيض ، وهو فناء الصخرة الذي يسميه عامة الناس سطح الصخرة أو سطوح الصخرة أو صحن الصخرة .. طوله من الشمال للجنوب 219 ذراعاً ومن الشرق للغرب 223,5 ذراعاً وارتفاعه 12 ذراعاً يرقى إليه بمراق الواحدة منها تسمى (مرقاة) ويسميها الناس (الدرج) في أعلى كل مرقاة قنطرة قائمة على أعمدة من الرخام وهذه القناطر يسمونها (موازين) لاعتقادهم – عامة الناس – بأن الميزان سوف ينصب هنا يوم الحساب !! ويحيط بالقبة المشرفة تسعة مراق لها ثمان قناطر ومرقاً بدون قنطرة .
قبة الصخرة المشرفة بناء مثمن الأضلاع، أربعة أضلاع منها تواجه الجهات الأربعة وبها المداخل الأربعة ويتوسط البناء الصخرة المشرفة – وهي قمة جبل – (سنأتي على وصفها لاحقاً) ترتفع نحو متر ونصف المتر عن أرضية البناء وبمعدل أبعاد تبلغ 13×18 متراً يحيط بها قبة دائرية مكونة من أربعة أكناف دائرية مكسوّة بترابيع الرخام بين كل اثنين منها ثلاثة أعمدة من الرخام الملون تحمل ستة عشر قوساً مكسوّة بالرخام الأبيض والأسود. وفوق الجزء الدائري قبة مكسوة بالفسيفساء بأشكال زخرفيه قوامها فروع نباتية بألوان متجانسة يغلب عليها الألوان الأخضر والأزرق والذهبي، كما تحوي قطعاً صدفية، وبهذه الرقبة ستة عشر شباكاً من الجبص والزجاج الملون من الداخل، ومن الخارج بلوكات من القيشاني المزخرف بفتحات دائرية (انظر شكل رقم 1) .
ويعلو هذه الرقبة قبتان داخلية وخارجية، الداخلية من الخشب مكسوة بالرصاص، وفي أول عهدها كانت مكسوة بالنحاس المذهب، وهي حالياً قبة معدنية مكسوة بألواح الألمنيوم الذهبي اللون، والمسافة بين القبتين تبلغ معدل متر واحد، ويبلغ قطر القبة حوالي 20 متراً وارتفاع قمتها عن الأرضية 35 متراً يعلوها هلال طوله أربعة أمتار ونصف .
وبين الجزء الدائري من المبنى والمثمن الخارجي مثمن أوسط يتكون من ثماني دعامات مكسوة بالرخام المعرق وستة عشر عموداً رخامياً ملوناً، بين كل دعامتين عمودان، ويعلو الدعائم والأعمدة عقود مكسوة بكاملها بالفسيفساء تحوي على الوجهين شريطاً من الكتابات بالخط الكوفي. وبين العقود "شدّادت" خشبية مكسوة بالبرونز بنقوش بارزة مذهبة، والحوائط الخارجية مكسوة من الداخل بشريط علوي من الرخام المحفور ومن أسفله بكامل الواجهات رخام معرّق ذو اللونين الأبيض والرمادي مجمع بطريقة هندسية .
أما من الخارج فالرخام يكسو كل واجهة من واجهات المثمن حتى منتصف الارتفاع والنصف قبل ذلك مكسواً بالفسيفساء ذات الزخارف النباتية. وفي كل واجهة سبع حنايا، خمس منها مفتوحة بها شبابيك حصبية مع الزجاج الملون وبلكونات القاشاني من الخارج. ويبلغ طول كل ضلع من أضلاع المثمن 20 متراً تقريباً وارتفاعه 12 متراً . نصف الارتفاع السفلي مصفح بصفائح الرخام الأبيض الجميل. ونصفه العلوي مغش بترابيع من القاشاني الأزرق. وقد كتبت عليه سورة "يس" بالأبيض.
وكان قد أمر بتركيبه السلطان سليمان القانوني سنة 1615 وسقف الرواقين الأوسط والخارجي أفقي من الداخل من الخشب المزخرف، وكانت تحمل هذا السقف جمالونات خشبية، من أعلى تستند على رقبة القبة وتميل نحو المثمن الخارجي مكسوة بألواح الرصاص وهي حالياً جمالونات معدنية تعلوها ألواح الألمنيوم فضية اللون. ورقبة القبة مكسوة من الخارج بترابيع القيشاني المزخرف، وفي أعلاه شريط كتائي يحوي سورة الإسراء ويعود هذا الشريط إلى أول عهد قبة الصخرة بالقاشاني في القرن الخامس عشر. وكانت رقبة القبة قبل ذلك مكسوة بالفسيفساء المشجرة ويبلغ مجموع عدد الأعمدة في المبنى 40 عموداً وللمبنى أربعة أبواب خارجية كبيرة ومزدوجة، مصنوعة من الخشب، ومكسوة بصفائح النحاس، وهي:
باب داود (باب إسرافيل) – باب الجنة – باب الأقصى- الباب الغربي المقابل لباب القطانين من أبواب الحرم .
والشخص الداخل من أي باب من الأبواب الأربعة يستطيع أن يرى جميع ما في داخل البناء من الأعمدة والدعائم، فتظهر أمامه مباشرة، ولا يحجبها عنه أي حاجب. وتبلغ مجموع مساحة الفسيفساء التي تغطي مساحات مختلفة داخل مبنى الصخرة المشرفة 1200 متراً مربعاً. وقد تم الاستغناء عن الصور الممثلة للإنسان والحيوان في نقوش المسجد وذلك وفقاً لأحكام الديانة الإسلامية واستعيض عنها بالأشكال الطبيعية والرسوم المركبة والتقليدية، مما أعطى المكان رونقاً يمتاز عن غيره بها يبعث في النفس من الشعور بالهدوء والطمأنينة والتأمل العمق .
وفي مسجد الصخرة ستة وخمسون شباكاً: أربعون ينفذ النور منها، وستة عشر لا ينفذ، وفوق كل واحد من هذه الشبابيك غير النافذة آية قرآنية.



وصف الصخرة


تحت القبة وفي وسط المسجد تقوم الصخرة نفسها وهي عبارة عن قطعة ضخمة من الصخر غير منظمة الشكل.. طولها من الشمال إلى الجنوب 17 متراً و70 وعرضها من الشرق إلى الغرب 13 متراً و 50 سم.. وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن سطح المسجد زهاء متر ونصف المتر حولها درابزين من الخشب المنقوش والمدهون، وحول هذا الدرابزين مصلى للنساء وله أربعة أبواب. يفصل بين هذا المصلى ومصلى الرجال سياج من حديد مشبك، بناه الصليبيون

المغارة
تحت الصخرة مغارة ينزل إليها من الناحية القبلية بأحد عشر درجة. إنها في شكل قريب من المربع طول كل ضلع أربعة أمتار ونصف المتر. ولها سقف ارتفاعه ثلاثة أمتار. وفي السقف ثغرة سعتها متر. وعند الباب قنطرة مقصورة بالرخام على عمودين. وفي داخلها محرابان. كل محراب على عمودين من رخام. وأمام المحراب الأيمن صفة يسمونها مقام الخضر، وفي ركنها الشمالي صفة تسمى باب الخليل، وأرض المغارة مفروشة بالرخام.
أجمع العديد من الباحثين والدارسين أن بناء قبة الصخرة آية في الجمال يشهد للعرب بمدى ما وصل إليه مجدهم وغناهم وعظمتهم ، فهي من أهم وأبدع آثار الأمويين كما أنها أقدم أثر إسلامي في تاريخ العمارة الإسلامية. وهو ما حدا بالعديد من الخبراء والمهتمين بالإشادة بجمالها وروعة ودقة صنعها فقد قال الكابتن كروزويل الذي كان أستاذاً لفن العمارة في جامعة القاهرة ((لقبة الصخرة أهمية ممتازة في تاريخ العمارة الإسلامية، فقد بهرت ببنائها ورونقها ومغارتها ومغامتها وسحرها وتناسقها ودقة نسبها كل من حاول دراستها من العلماء والباحثين)) وأضاف ((لم تكن قيمة المسجد بما يثيره من ذكريات فقط بل إنه أهم المباني العجيبة التي شادها الإنسان، إنه أعظم بناء يستوقف النظر، إن روعته لا يصلح إليه خيال إنسان)) .
صيانة قبة الصخرة عبر التاريخ:
لم يكن بالإمكان أن تكون قبة الصخرة المشرفة على ما هي عليه الآن دون العناية والاهتمام بها منذ إنشائها وإلى يومنا هذا. وخلال هذه القرون من الطبيعي أن يطرأ بعض الوهن على أجزاء هذا البناء وزخارفه من جراء الزلازل وعوامل الطبيعة. ففي عهد الخليفة العباسي المأمون تم ترميم بعض أجزائه عام 216هـ/ 831 م، وتم تجديد وترميم القبة في عهد الظاهر لإعزاز دين الله الفاطمي عام 143هـ/ 1022م وكان ذلك نتيجة هزة أرضية أوقعت جزءاً منها ، وفي 492هـ/1099م سقطت القدس في أيدي الصليبيين فحولوا قبة الصخرة إلى كنيسة ، وبعد استعادة صلاح الدين الأيوبي لمدينة القدس بإعمار مسجد قبة الصخرة، فقد جدد الظاهر بيبرس قبة الصخرة المشرفة وجدد قبة السلسلة سنة 661هـ/1262م. وذهّب الملك الناصر محمد بن قلاوون قبة الصخرة من الداخل ورمم صفائح الرصاص سنة 718هـ/1318م، أما الملك الأشرف قايتباي فقد ركب الأبواب النحاسية في مدخل الصخرة من الجهة الغربية سنة 872 هـ/1467. أما في العهد العثماني فقد تمت أبرز أعمال الترميم في زمن السلطان سليمان الأول (سليمان القانوني) الذي رمم قبة الصخرة سنة 1542 وأعاد تبليطها
حائط البراق

يمثل حائط البراق الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم الشريف ويبلغ طوله (47) متراً وارتفاعه (17) متراً ويعد من الأملاك الإسلامية، لأنه يشكل جزءاً من الحرم الشريف وله علاقة وطيدة بإسراء النبي عليه السلام – إذ ربط النبي عليه السلام دابته البراق في الحائط، وسمي حائط البراق نسبة إلى دابة الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلق عليه باللغة العبرية اسم (كوتل معمراني) ويدعي اليهود أن هذا الحائط هو الجدار الخارجي لهيكل سليمان عليه السلام – متناسين ما حل بالهيكل في عهد هدريان .
ويطلق على حائط البراق اسم حائط المبكى وذلك لأن اليهود اعتادوا في عهد هدريان الذهاب إلى مدينة القدس والبكاء على أطلال هيكلهم الذي زالت آثاره من شدة الحريق الذي أتى عليه، وقد أخذت أجيال اليهود في القدوم إلى آثارهم كي يقوموا بالبكاء والنواح على مجدهم الزائل عند حائط البراق .
أما القسم الذي كان دائماً موضوع الخلاف بين المسلمين واليهود فهو عبارة عن ثلاثين متراً من الحائط الخارجي المذكور ويمتد أمام ذلك القسم من الحائط رصيف لا يستطاع سلوكه إلا من الطرف الشمالي من زقاق ضيق يبتدئ من باب السلسلة ويمتد هذا الرصيف جنوباً إلى حائط آخر. ويفصل هذا الحائط بخط مستقيم رصيف – حائط البراق – عن بضعة بيوت عربية خصوصية وعن موقع مسجد البراق في الجهة الجنوبية الذي هدمه اليهود عند إزالتهم حارة المغاربة في أعقاب احتلالهم لمدينة القدس عام 1967.
ويقوم عند الطرف الشمالي من الرصيف حائط ثالث فيه باب يفصل هذه الجهة عن الفناء الكائن أمام مقر المرحوم الحاج (أمين الحسيني) وقد قامت سلطات الاحتلال بمصادرة هذا المقر وحولته إلى كنيس يهودي.
قد جرت اشتباكات عديدة بين الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين واليهود بسبب تجاوز اليهود لهامش الحرية الذي منحهم إياه المسلمين من زيارة حائط البراق، وكان أبرز هذه الثورات ثورة البراق في العام 1929، إذ جلب اليهود مساءً 23 أيلول/ سبتمبر 1928 أدوات جديدة إلى المبكى وأقاموا ستاراً يفصل بين الرجال والنساء ونفخوا في الصور، فأثار هذا المسلمين وجعلهم يعتقدون أن الغاية الأخيرة لليهود هي استملاك المسجد الأقصى تدريجياً زاعمين أنه الهيكل، مبتدئين بالجدار، وصدرت الأوامر الرسمية إلى اليهود بنزع الستار فلم يفعلوا فتولى البوليس رفعه، فهاج هائجهم واشتد التوتر، وسارت حشودهم في 15 آب 1929 (يوم عيد صيامهم) في موكب نحو الحائط حيث رفعوا العلم الصهيوني وأنشدوا نشيدهم الوطني وهتفوا "الحائط حائطنا" وفي اليوم التالي الجمعة 16 آب/ أغسطس خرج المسلمون من صلاة الجمعة من الحرم في تظاهرة نحو البراق حيث قلبوا منضدة للشماس اليهودي، وأحرقوا الاسترحامات التي أعتاد المصلون اليهود وضعها في ثقوب الحائط. فزاد هذا في اشتداد التوتر وامتدت الاشتباكات إلى باقي أنحاء فلسطين وكان ذروتها في 29 آب/ أغسطس وعلى إثر هذه الاضطرابات عينت حكومة الانتداب البريطانية لجنة دولية للتحقيق في ملكية الحائط في العام 1930 .
وقامت اللجنة بالتحقيق والتدقيق في أقوال الفلسطينيين أصحاب الأرض واليهود وأصدرت تقريرها المشهور والذي أكد على أحقية المسلمين والفلسطينيين في حائط البراق، وقد جاء في استنتاجات التقرير، للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف. وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي بجهات البر والخبر
مزاعم اليهود حول الحرم القدسي الشريف
يشكل دخول داود عليه السلام للقدس بداية تاريخ عهد (القدس) اليهودي. وعلى أساسات معبد ملكي صادق بني سليمان الحكيم عليه السلام معبده. وهكذا تكرست القدس مدينة مقدسة للقبائل العبرانية بعد أن فرضت نفسها مرجعاً سياسياً ودينياً لهم، وأصبحت بعد السبيّ إلى بابل – سنة 586 ق.م عامل توحيد وآلية من آليات تطوير المعتقد اليهودي وصياغته في صورته الأساس. فقد نظمت أناشيد الشوق إلى القدس وتمت صياغة التلمود البابلي ليحل محل التلمود المقدسي، وجرى خلال هذه الفترة ترديد القسم المعهود (فلتنسني يمني إن نسيتك يا أورشليم) .
ولما تبوأ كورش عرش الفرس، أذن لمن شاء من اليهود بالعودة إلى القدس. فعاد فريق منهم (538م) ليعيدوا بناء الهيكل ويبنوا السور من جديد. وجاء تدمير الهيكل الثاني وتشتيت اليهود على يد تيطوس (70م) ليعزز مشاعر الاغتراب والشوق إلى المدينة المقدسة عند اليهود). واحتلت مدينة القدس محلاً رومانسياً في الفكر الصهيوني ليستثير العواطف اليهودية. ولما اعتلى عرش الرومان الإمبراطور هدريان (إدريانوس) أتى على ما تبقى من الهيكل عام 131م، وهدم أورشليم فجعل عاليها سافلها، وبعد مضي أربع سنوات على خرابها أقام على أنقاضها مدينة جديدة أسماها إيليا كابيتولينا. وبعد حين سمح لهم – اليهود – أن يزوروا أطلال الهيكل مرة واحدة فقط في كل سنة (9آب/ أغسطس)