150 مائة وخمسون حكمة وعبرة من سورة يوسف عليه السلام


1- أن المرأة إذا تمكن الحب من قلبها لا تنساه ولا تتمنى السوء لمن أحبته، فامرأة العزيز قد امتلأ قلبها بحب يوسف ولذلك تعجلت بإملاء العقوبة واختارت له السجن أو العقاب الأليم ولم تختار قتله.

2- أنه بالرغم من أهمية العلم الدنيوي ولكن تبقى الميزة والكفة الراجحة لما يفتح الله تعالى به على العبد فترجح كفة القلب على كفة العقل وتحصيل الكمال في كليهما من أصل الدين.

3- أن السجن يحوي بين جدرانه الكثير من المظلومين والمستضعفين الذين يلجأ الظالم إلى تغييبهم لكي لا يذيع صيتهم أو لكي لا يذكرون الظالم بما بدر منه من سوء. وهؤلاء إذا ظلمهم العباد فإن ناصرهم هو رب العباد.

4- مجتمع النساء حينها كان يعج بالفاحشة فلم تعب النسوة على امرأة العزيز أنها أرادت أن تأتي الفاحشة بل عابوا عليها أنها أرادت أن تأتي الفاحشة مع (فتاها - خادمها).

5- أن الصراع بين الحق والباطل بدأ مع بدء الخليقة ولن ينتهي إلا بانتهاء الخليقة تتغير الأشخاص والأدوار والوسائل ولكن حقيقة الصراع واحدة. وأن الحق لا ينتهي بهلاك صاحبه ولا الباطل ينتهي بهلاك صاحبه فوراء كل صاحب حق من يحمل لوائه ووراء كل صاحب باطل من يحمل لوائه وأن هذه هي سنة الله تعالى في خلقه.

6- أن قدر الله غالب لا محالة وأن جنود الله تعالى لا يعلمها إلا هو فلولا " الحلم " الذي رآه عزيز مصر ما خرج يوسف من السجن.

7- أن حنان الأبوة جارف عميق فلم ينسى يعقوب عليه السلام ابنه الصغير ولم يفقد ثقته بربه بل وجد ريح يوسف قبل أن يصله القميص.

8- أن العدل بين الأبناء واجب شرعي وإن زادت العاطفة في القلب فلابد وأن نخفيها ولا نترجمها لسلوك ظاهر حتى لا نوغر الصدور ونولد الأحقاد، ولقد جعل الله تعالى ما حدث بين يوسف وإخوته درساً عملياً للآباء إلى يوم القيامة.

9- ألا أشكوا همي وحزني إلا إلى الله تعالى فهو وحده القادر على سماع النجوى وكشف البلوى أما البشر فمنهم من يشمت ومنهم من يغتاب ومنهم من يزيدك هماً على همك.

10- أن المُحب لا ينسى والجوى لا ينتهي والموصول بالله تعالى لا ييأس ولا ينقطع رجاؤه.

11- أن للفراق لوعة تهد الجسد هداً وللقاء فرحة تعيد للجسد نضارته وشبابه.

12- أن عطايا القلب أثمن من عطايا اليد وبها يتمايز الناس ويتفاضلون.

13- أن ما هو سبب حزنك اليوم قد يكون هو نفسه - بقدرة الله تعالى - سبب سعادتك في الغد.

14- أن لغة الخطابُ قد تتغيُّر بتغير المصالحِ وتغير الأحوال.

15- أن الذنب ينغص على فاعله حياته مهما طالت السنين ولذلك نجد أن أخوة يوسف عليه السلام قالوا ﴿ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ ﴾ لأنهم لم ينسوا فعلتهم التي فعلوها مع يوسف عليه السلام من قبل وأنه ليس من السهل أن يقنعوا أباهم بالتفريط في ابنه الآخر.

16- أن جرح فقدان الأبناء لا يندمل مهما طال الزمان، فهذا نبي الله يعقوب عليه السلام يقول: ﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ... ﴾ [يوسف: 64].

17- أن ألم عقوق الأبناء للآباء لا ينسى بسهولة، فعندما طلب أبناء يعقوب عليه السلام منه أن يستغفر لهم ﴿ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ فربما أجل الاستغفار لحين تمام الصفح وشفاء ما في صدره نحوهم وربما لاختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لاستجابة الدعاء.

18- أن الداعية ما عليه سوى الاجتهاد والأخذ بأسباب هداية المدعوين إنما الهداية فهي بيد الله تعالى وحده حيث خوطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103 ].

19- ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻮﻙ ﻷﻧﻚ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻃﻴّﺐ ﻭﻻﺗﺸﺒﻬﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﻨﻘﺼﻬﻢ !

20 - ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻﻧﺤﺘﺴﺐ، ﻭﺃﻧﻚَ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ!.

21- ﴿ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ﴾
تنام الحقيقة، طويلًا أحيانًا ..
لكنها لا تموت !