بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انظر:هل يصمد العهدالجديد أمام المحك القرآني؟!

المحك القرآني: هواختبارآخرمن اختبارات أصالة وصحة العهد الجديد، وهذا الاختبارمبادئه مستقاة من نصوص القرآن الكريم، متمثلة في قوله تعالى  أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً  (سورة النساء: الآية 82 )، فمغزى الإختبار أن أي رسالة تأتي من كائن كلي العلم يجب أن تكون متناسقة وثابتة على مبدأ معين، فلا يمكن أن يوجد بها أي تناقضات أو آراء متضاربة وفق الآية السالفة.


يقول ديدات :" إذا كان الله تعالى يريدنا أن نجري هذا الاختبار القاسي على كتابه القرآن، فلم لا نعرض أي كتاب آخر يدعي أصالته لنفس الإختبار " ... ويواصل قائلا :" ولديَّ من الأمثال هنا ما يثبت النقاط التي تحدثت عنها من تناقضات فيما يسمى بالكتاب المقدس".(هل الكتاب المقدس كلام الله ص51،52) ونسوق أهم الأمثلة على ذلك؛ ألا هو:

- التناقض في نسب المسيح عليه السلام : لعل أهم وأوضح تناقضات العهد الجديد تناقض متى ولوقا في نسب المسيح حتى أن بوكاي يعلق قائلا:" لا شك أن نسب المسيح في الأناجيل قد دفع المعلقين المسيحيين إلى بهلونيات جدلية متميزة صارخة تكافئ الوهم والهوى عند كل من لوقا ومتى".( موريس بوكاي، التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، تر: حسن،ص119،120)

وقد قام العلامة ديدات بمقارنة عمليَّة بين سلسلتي النسب كل منهما، وهو القائل : "...إليكم واحدة من نسب يسوع المسيح حسب إنجيل متى" ويعرض الشيخ هنا ورقة طويلة (2.5م) تقريبا تحوى سلسلة نسب المسيح حسب إنجيل متى بيده اليمنى، و بعدها يورد سلسلة نسب أخرى حسب إنجيل لوقا، ويستعرض ورقه أخرى أكثر طولا عن الأولى بيده اليسار، ويعلق قائلا: " وفي إحدى هاتين السلالتين يجعلون للمسيح (66) أبا، وهو أمر آخر يبعث على التعجب، ذلك أن رجلا بلا أب كالمسيح- وهذا ما نؤمن به أيضا- يجعلون له (66) أبا... وليس هناك اتفاق بالأسماء في السلسلتين بين متى ولوقا باستثناء اسم واحد يوسف النجار، علما بأنه لا ينبغي، بل وليس من اللائق أن يكون ليوسف النجار مكان في هذه السلسلة، ثم يخبرنا متى أن اسم والد يوسف النجار هو يعقوب، بينما يخبرنا لوقا أن اسم والد يوسف هو هالي، أليس هذا تناقض، تناقض...أضف لذلك التناقضات الصارخة بأسماء المسيح أي في نسب آياته وأجزائه غير المتوافقة بين متى ولوقا ... ". فرغم تصدي مؤلفيْن فقط للبشارات لتسجيل نسب المسيح إلا أنك تراهما - وكما يقول ديدات- "يتعثران من أول خطوة في حماسهما لتسجيل سلسلة نسب عيسى" .

والشيخ ديدات يرى أن التناقضات في العهد أصبحت حقيقة واضحة، في حين يعدها النصارى صعوبات يسعون لحلّها؛ فيقول:" هناك ادعاءات كثيرة لتناقضات في الكتاب المقدس لم يستطع العلماء حلها حتى الآن ... فهناك بعض الصعوبات النصيّة التي ما زال العلماء يتصارعون معها إلى يومنا هذا، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا من كان جاهلا بالكتاب المقدس" ( هل الكتاب المقدس كلام الله ص76،77).

وبهذه التناقضات يسقط العهد الجديد ككتاب مقدس أمام المحك القرآني.