بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكور الليل على النهار، تذكرة لأولي القلوب والأبصار، وتبصرة لذوى الألباب والاعتبار، الذى أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار، وشغلهم بمراقبته وإدامه الإفكار، وملازمة الاتعاظ والادكار، ووفقهم للدأب في طاعته، والتأهب لدار القرار، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار، والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار‏.‏

أحمده أبلغ حمدٍ وأزكاه وأشمله وأنماه‏.‏

وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم، الرؤف الرحيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبة وخليله، الهادى إلى صراط مستقيم، والداعى إلى دين قويم‏.‏ صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ‏.

بندأ ببسم الله الرحمن الرحيم بالرد على موضوع "الإتقان في تحريف القران" وليس هدفنا الأساسي هو رد شبهة أكثر من اننا نكشف للمسيحي قبل المسلم حالة الكذب المتفحلة لدى رجال الكنيسة وتزويرهم للحقائق .

وكم نتمنى أن نجد اطباء أكفاء لديهم القدرة على علاج هؤلاء القساوسة والرهبان الذين تعلموا الكذب من يسوعهم عندما أعلن للتلاميذ انه لن يصعد للعيد ولكن كاتب إنجيل يوحنا كشف لنا من خلال وحيه الشيطاني ان يسوع كذب على تلاميذه وصعد للعيد متخفي .

يو 7:8 -
اصعدوا انتم الى هذا العيد . انا لست اصعد بعد الى هذا العيد لان وقتي لم يكمل بعد .

ولكن ظهر كذب يسوع حين صعد متخفي

يو 7:10
ولما كان اخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو ايضا الى العيد لا ظاهرا بل كانه في الخفاء

وهذه هي إحدى الخطايا التي وقع فيها يسوع والتي تحرمه من أن يكون ذبيح بدون خطايا ، والخطايا متعددة وكثيرة ومنها المذبحة التي اشار إليها إنجيل متى الإصحاح الثامن :

متى 8: 28
و لما جاء الى العبر الى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور هائجان جدا حتى لم يكن احد يقدر ان يجتاز من تلك الطريق * و اذا هما قد صرخا قائلين ما لنا و لك يا يسوع ابن الله اجئت الى هنا قبل الوقت لتعذبنا * و كان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعى * فالشياطين طلبوا اليه قائلين ان كنت تخرجنا فاذن لنا ان نذهب الى قطيع الخنازير * فقال لهم امضوا فخرجوا و مضوا الى قطيع الخنازير و اذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف الى البحر و مات في المياه * اما الرعاة فهربوا و مضوا الى المدينة و اخبروا عن كل شيء و عن امر المجنونين * فاذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع و لما ابصروه طلبوا ان ينصرف عن تخومهم

فيسوع قتل الحيوانات وقطع أرزاق الرعاه وخرب بيوت أصحاب الأموال ، فتخيلوا كم أسرة خربها يسوع بفعلته وتخيلوا كم روح حرمها يسوع من العيش من وراء هذا الرزق ... وهل بعد ذلك نقول أنه بدون خطيئة ومن اين يأتي القساوسة والرهبان بأفعالهم !؟ إنها تعاليم يسوع .

عموماً نحن لسنا الآن بصدد عن خطايا يسوع ، فإن كانت بالعهد الجديد معدودة فبالعهد القديم حدث ولا حرج .

إن السلاح السريع الذي يرد به المسلم هذه الشبهة هو أن كاتب الشبهة واسمه (الشيخ المقدسي) أعتمد في حجته على "أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني". ولد سنة 230 هـ / وهو ضعيف .... بل اتهمه أبوه بالكذب. وحكمُهُ على الأحاديث غير مقبول عند المحققين.
وهذا يجعلنا نشكك في صحة الروايات التي انفرد بها ، في كتاب المصاحف .
جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2 / 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".
وانظر: ميزان الاعتدال 2/433 والعبر 2/164. و قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 4 / 226 " ... علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول ابني عبد الله هذا كذاب. وكان بن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه. سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب ".والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم. وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله. ومن أعلم بالابن أكثر من الأب ؟!! أرأيتم دقة الضبط والورع عند علماء الحديث .لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...وقد أخبر البغوي أنه : " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ".انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10 / 583... أما الأحاديث والروايات التي قدمها خلال كتاباته من صحيح البخاري ومسلم ليُكذبها وليس لياخذها حجة له .


* الكتاب الآخر : (المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري : هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه ، ابن نعيم بن الحكم ، أبو عبد الله الحاكم الضبي الحافظ و يعرف بابن البيع ، من أهل نيسابور .

قال الخطيب البغدادي : كان ابن البيع يميل إلى التشيع ، فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي ، قال : جمع الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري و مسلم ، يلزمهما إخراجها في صحيحيهما ، فمنها حديث الطير ، " ومن كنت مولاه فعلي مولاه " ، فأنكر أصحاب الحديث ذلك و لم يلتفتوا إلى قوله ولا صوبوه في فعله . و قال محمد بن طاهر المقدسي : قال الحاكم : حديث الطير لم يخرج في الصحيح و هو صحيح ، قال ابن طاهر : بل هو موضوع لا يروي إلا عن سقاط أهل الكوفة من المجاهيل ، عن أنس : فإن كان الحاكم لا يعرف هذا فهو جاهل ، و إلا فهو معاند كذاب . و قال أبو عبد الله السلمي : دخلت على الحاكم وهو مختف من الكرامية لا يستطيع أن يخرج منهم ، فقلت له : لو خرجت فأمليت حديثاً في فضائل معاوية لا سترحت مما أنت فيه ، فقال : لا يجيء من قبلي ، توفي في صفر من هذه السنة عن أربع و ثمانين سنة رحمه الله تعالى . .....البداية والنهاية

إن الحاكم الصغير (أبا عبدالله) صاحب المستدرك كان في تشيع ورحمه الله ..
وهو خلاف الكبير (أبي أحمد) صاحب الكنى والأسماء وهو سني إمام ..

وعلى كلٍ فدائماً يتشبث به الرافضة (أي: صاحب المستدرك) وبرواياته وتصحيحه وهو غير معتمد عند أهل السنة المحققين بل إن موافقات الذهبي له رحمه الله تعد قراءة واختصاراً وتكراراً لحكمه وقد بين هذا غير واحد من العلماء .. والله الموفق .


* الكتاب الآخر : (الاصول من الكافي) للشيخ الكليني .. قال فيه الشيعة : كل الكلام الذي اورده علمائنا الاجلاء في حق الكافي ومنزلته عندهم لا تتعدى حدود الواقع العلمي ، بل ان اقوال علمائنا كانت خالية من الغلّو والمبالغة .. وان الكافي لايصل الى درجة الصحاح عند السنة ، لأن الشيعة لايرون صحة جميع ما جاء فيه ، بل يرون فيه الصحيح والسقيم ، والضعيف والقوي ، والمرسل والمسند ، الخ.. فراجع مرآة العقول للعلامة المجلسي ، لتقف على صحة ماذكرنا.