شرح الأربعون في دلائل التوحيد : انتقى أبو إسماعيل الهروي (ت 484 هـ) في هذا الكتاب اثنين وأربعين حديثا مُسندًا (هي 39 مَتُنا بين مرفوع وموقوف) من الأحاديث المتعلقة بأسماء الله تعالى – وصفاته، خص كل متن منها بباب، وأورد الأحاديث مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة ( 36 متن مرفوع ، و3 متون موقوفة). والكتاب رواية أبي نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 532 هـ) عن أبي إسماعيل الهروي قراءة عليه. جاء الكتاب على عادة كثير من المحدثين الذين اهتموا بجَمْع أربعين حديثاً تدور حول موضوع ما في مصنفٍ حديثيٍّ، وقد قَصَدَ الهرويّ من مصنَّفه هذا بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في التوحيد، وقد عرض ذلك بشكلٍ موجز مختصر، وذلك بذِكر تبويب يدل على المراد، يورد تحته حديثاً مسنداً مكتفيا بدلالته عن التعقيب والتفصيل وبيان وجه الاستدلال، وهي طريقة المحدثين في التأليف كالبخاري في "صحيحه"، وعبد الله بن أحمد في "السنة "، وغيرهما. وقد افتتح الهروي كتابه بحديث "الأعمال بالنيات" اقتداء – فيما يبدو - بمن سبقه من العلماء في بدء تصانيفهم به وإشعاراً بحُسن النية، ثم تلاه بحديثين يُفهم منهما سبب تأليف الكتاب: أحدهما في وجوب النصيحة، والآخر في تعظيم إثم كَاتم العِلم، كما ختم الكتاب بحديث "ما ضل قومٌ بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجَدَل" مشيرًا إلى أدب البحث في علم التوحيد. وفي هذه الصفحة شرح لهذه الرسالة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - حفظه الله -.

أكثر...