الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده ...وبعد....


حياكم الله إخوانى وأخواتى الكرام ....



هذه بعض الخواطر حول جزء من أروع _وكل أحاديث النبى كذلك_ الأحاديث النبوية والتى لها مناسبة هذه الأيام فنحن إن شاء الله مقبلون على عيد الأضحى المبارك الذى يتقرب فيه المسلمون إلى الله عزوجل بعبادة عظيمة وهى ((الذبح ))...


*قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم _((إن الله كتب الإحسان على كل شىء ،فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته))...رواه مسلم وغيره..


_يااااااااااألله !!!!!



_يااااااااالرحمة نبيك.....!!!!!



_""وليرح ذبيحته""....ومتى؟؟...وهو مقدم على ذبحها!!!!!


ألا إنها رحمة أنبياء ....!!!!



إنه مرتقى للمشاعر البشرية يبلغ القمة التى ليس وراءها شىء..إلا ذلك النور الأعظم الذى ينير



الكون كله وينفذ إلى قلوب الكائنات....



_إنها الرحمة التى لا تقف عند الأناسى من الخلق ، ولا يحكمها انحياز الإنسان لنفسه واعتداده



بجنسه ....وإنما تتعداها إلى المجال الواسع الفسيح الذى يشمل كل الأحياء في الكون...



_ثم لا تقف عند هذا المدى_وهو في ذاته قمة عالية_ وإنما ترتقى درجة أخرى!!!



فالرحمة بالأحياء درجة ""مفهومة"" على أى حال سواء وفق إليها القلب البشرى أو احرف عنها



وشذ..



_مفهوم أن تقول لى::""لا تقتل هذا العصفور ...فإنه ضعيف مسكين ...وهو جميل لطيف لا يستحق


القتل""....


_ومفهوم أن تقول لى ::""لا تقتل هذه الفراشة الطائرة الرشيقة ،،فإنك لن تستفيد شيئاً من قتلها وهى


في رشاقتها اللطيفة جمال يحسن أن تمتع به حسك وروحك""....


_بل مفهوم أن تقول لى::""لا تقتل هذه الزهرة الجميلة _حتى إن كانت لا تتألم للقتل_ فهى على غصنها هكذا جميلة ....أجمل منها في يدك أو في عروة ثيابك""...


_كل ذلك مفهوم ...والقلب البشرى الطيب يمكن أن يوجه إليه في يسر فيعتاده فيصبح من طباعه..



_ولكنها درجة _وراء هذا المفهوم _ _أعلى وأشف_ أن أقول لك ::""هذه الذبيحة التى ستذبحها


والتى لن تكون حية بعد لحظات ...أحسِن ذبحتها ولا تطل ألامها ولا تمتها موتان""...

*وليرح ذبيحته!!!!

إنها كلمة تهز الوجدان هزاً كلما تذكرها وتمثلها!!!!..""وليرح""....


الحرص على إراحة الذبيحة وهى تذبح ...وهى تساق للموت ...إلى حيث لا توجد ولا تشعر...


ما القيمة "العملية" لإراحة الذبيحة هذه الثوانى المعدودة التى تنتقل فيها من عالم الحياة إلى عالم

الموت؟؟!!!

بل ما قيمة إراحتها وأنت مقبل على إيلامها أشد ألم يمكن أن تتعرض له وهو ""الذبح""؟؟؟

_والجواب::

*في الظاهر :::: لا شىء!!!!

*في الباطن::::كل شىء!!!!

_إن الذبيحة ميتة ميتة ...أرحتها أم لم ترحها ....وهى متألمة متألمة سواء قطر قلبك رحمة بها


أم كنت تذبحها مجرد القلب من المشاعر متبلد الوجدان .....وهى لن تلقاك بعد اليوم فتشكو إليك


عنفك معها ....ولن يضيرها كثيراً وهى تساق للموت أنها ذاقت _قبل ذلك بلحظة شيئاً من الغلظة


أو شيئاً من الجفاء!!!!!!


_إذن فالقيمة العملية بالنسبة ""للذبيحة""......لا شىء!!!!

ولكن القيمة العملية ""لك أنت ......كل شىء!!!!

وهل ثمة شىء أكبر من أن يكون لك قلب إنسان؟؟؟!!!!!

هل وصلت فكرتى يا إخوانى وأخواتى الكرام؟؟؟!!!!


وصدق ربى _ومن أصدق من الله قيلاً_(وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ)....

والحمد لله رب العالمين....


لا تنسونى بدعائكم في هذه الأيام المباركة!!!!