بسم الله الرحمن الرحيم
ابن المقفع يحاول تقليد القرآن !!
ورد في التاريخ أمثلة لمحاولة مواجهة التحدى الوارد في القرآن الكريم , غير أن أصحابها أخفقوا إخفاقاً ذريعاً ومن هؤلاء مسيلمة بن حبيب الكذاب , وطلحة بن خويلد الأسدي والنضر بن الحارث وأبو الحسين أحمد بن يحيى المعروف بابن الراوندي , وأبو الطيب المتنبي , وأبو العلاء المعري , صاحب كتاب " الفصول والغايات في مجاراة السور والآيات" .انظر : إعجاز القرآن للرافعي.
ومن هؤلاء أيضاً قصة ابن المقفع فقد أوردها المستشرق (ولاستن) في كتابه وعلق عليها قائلاً:
(. . . إن اعتداد محمد بالإعجاز الأدبي للقرآن لم يكن علي غير أساس، بل يؤيده حادث وقع بعد قرن من قيام دعوة الإسلام ).
والحادث كما جاء عن لسان المستشرق هو أن جماعة من الملاحدة والزنادقة أزعجهم تأثير القرآن الكبير في عامة الناس فقرروا مواجهة تحدي القرآن، واتصلوا لإتمام خطتهم بعبد الله بن المقفع (727م) ، وكان أديباً كبيراً وكاتباً ذكياً ، يعتد بكفاءته فقبل الدعوة للقيام بهذه المهمة.
وأخبرهم أن هذا العمل سوف يستغرق سنة كاملة واشترط عليهم أن يتكفلوا بكل ما يحتاج إليه خلال هذه المدة.
ولما مضى على الاتفاق نصف عام عادوا إليه، وبهم تطلع إلى معرفة ما حققه أديبهم لمواجهة تحدي رسول الإسلام ؛ وحين دخلوا غرفة الأديب الفارسي الأصل، وجدوه جالساً والقلم في يده وهو مستغرق في تفكير عميق، وأوراق الكتابة متناثرة أمامه على الأرض، بينما امتلأت غرفته بأوراق كثيرة كتبها ثم مزقها.
لقد حاول هذا الكاتب العبقري أن يبذل كل مجهود عساه أن يبلغ هدفه، وهو الرد على تحدي القرآن المجيد... ولكنه أصيب بإخفاق شديد في محاولته هذه ، حتى اعترف أمام أصحابه، والخجل والضيق يملكان عليه نفسه أنه على الرغم من مضي ستة أشهر حاول خلالها أن يجيب على التحدي، فإنه لم يفلح في أن يأتي بآية واحدة من طراز القرآن !
وعندئذ تخلى ابن المقفع عن مهمته مغلوباً مستخذياً.
المفضلات