"أخفِ إسلامك".. نصيحة لمسلمي فرنسا الجدد

باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت/ 5-12-2005


نيكولا انيلكا أخفى إسلامه لعدة أعوام

من بين آلاف الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا يفضل قسم منهم إخفاء إسلامه خشية الهاجس الأمني المتزايد بحق المسلمين الجدد منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، والذي وصل حد وصمهم بـ"التطرف"، خاصة بعد الكشف مؤخرا عن بلجيكية اعتنقت الإسلام، ونفذت عملية ضد قوات الاحتلال الأمريكي ببغداد.

ورغم هذه العوائق تنصح ناشطة فرنسية مسلمة معتنقي الإسلام الجدد بإشهار إسلامهم كأفضل شهادة "على السلوك الحسن" يقدمونها للآخرين، مستشهدة بنماذج اعتنقت الإسلام وفرضت احترامها في المجتمع الفرنسي.

وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الإثنين 5-12-2005 كشفت "مقالي سنيبا" وهي معتنقة للإسلام منذ 9 أعوام ومسئولة الإعلام بالرابطة الفرنسية للنساء المسلمات أن معظم المعتنقين الجدد للإسلام يترددون كثيرا في إعلان إسلامهم خشية الهاجس الأمني تجاه المسلمين الجدد لدرجة وصمهم بالتطرف، وردة فعل المحيطين في الأسرة والعمل.

وقالت: "إن النصيحة الجارية بين آلاف الفرنسيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا هي لا تعلن إسلامك حتى تتوافر الظروف الملائمة".

واستشهدت بحالة أثارت جدلا كبيرا في فرنسا وهي لاعب المنتخب الفرنسي لكرة القدم نيكولا أنيلكا الذي أخفى إسلامه لعدة أعوام قبل أن تكشف ذلك وسائل الإعلام الفرنسية؛ الأمر الذي دفعه للهجرة إلى الملاعب التركية جراء المضايقات المتزايدة.

ولفتت مصادر داخل الأقلية المسلمة إلى أن "بول" وهو شاب فرنسي في منتصف العقد الثالث يخفي إسلامه منذ 7 أعوام.

وقالت: إنه باحث بارز في الإنسانيات، ويجري حوارات مستمرة مع كبريات الصحف الفرنسية، ولا يكشف عن اعتناقه للإسلام خشية الهاجس الأمني وتخوف بعض الفرنسيين من معتنقي الإسلام الجدد الذين ينظر إليهم كمتطرفين.

وكشفت المصادر نفسها لـ"إسلام أون لاين.نت" أن بعض الأئمة في فرنسا أجازوا عدم إعلان الإسلام بالنسبة لبعض المسلمين الجدد الذين يخشون ردود فعل سلبية من عائلاتهم أو من الوسط المهني الاجتماعي أو مضايقات السلطات الأمنية.

أفضل شهادة

في مقابل هذه الإجازة الشرعية ترى "مقالي سنيبا" أنه "رغم العراقيل العائلية والمهنية والهاجس الأمني المتصاعد فإن إشهار الإسلام أفضل شهادة نقدمها للآخرين" بشأن سلوكنا، مشددة على وجود العديد من المسلمين الجدد الذين فرضوا الاحترام حتى في الأوساط العلمانية الأشد ريبة في الإسلام.

وقالت: إن إريك جوفروا يُعرف في الأوساط الأكاديمية كأحد أبرز المعتنقين للإسلام وهو أستاذ بجامعة في مدينة ستراسبورج شمال البلاد، ويحظى باحترام خاص دفع وزير الداخلية نيكولا ساركوزي إلى تعيينه عضوا اعتباريا في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ضمن العديد من الشخصيات المستقلة التي تم تعيينها بالمجلس.

وأردفت أن هناك أيضا الداعية الإسلامية المعروفة مليكة ضيف التي تعمل بالمجال الدعوي منذ 30 عاما بعد اعتناقها الإسلام.

وأكدت مسئولة الإعلام بالرابطة الفرنسية للنساء المسلمات لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه "ليست كل المسلمات الجدد مثل البلجيكية ماريال ديكوك التي نفذت عملية ضد القوات الأمريكية ببغداد، كما أنه ليس كل المسلمين الجدد مثل باتريك الشريف" وهو فرنسي اعتنق الإسلام وقُتل في جبال تورا بورا بأفغانستان.

وقالت: إن "التطرف في التمسك بالتعاليم الإسلامية يبقى خيارا شخصيا ولا علاقة له بفئة المسلمين الجدد أو غيرهم، ومن ثم لا يجوز القول إن كل المسلمين الجدد متطرفون".

الشرع يبيح

وتعليقاً على هذه القضية يقول محمد سعدي الباحث الشرعي في قسم الفتوى بـ"إسلام أون لاين.نت": إن الشرع يبيح لمن دخل في الإسلام وخشي التعرض لأذى لا يطيقه أن يخفي إسلامه. ولفت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر من أسلم من الضعفاء، أو ممن يخشى عليه الفتنة أن يكتم إسلامه عن أهله.




إضغط هنا لقراءة التفاصيل