قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

صفحة 7 من 14 الأولىالأولى ... 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 137

الموضوع: قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    انظر في قصة السيد المسيح كما هي واردة بإنجيل متى:
    1ـ يقول متى: ( متى 1/1 - 17 )[ هذا نسَبُ يسوعَ المسيحِ اَبنِ داودَ اَبنِ إبراهيمَ:]
    فوفقا لهذا النص يكون الذين ألحقوا المسيح عليه السلام بنسل داوود، قد أخرجوه في الحقيقة من جماعة الرب إلى الأبد، لأنه
    لا يدخل جماعة الرب كل ولد زنا ولا سيما المؤابيين وبني عمي وهو منهما، ومما يزيد الإشكال إشكالا أنهم على الرغم من هذا النسب
    اعتبروا المسيح عليه السلام ابنا لله أو إلها متجسدا في الناسوت وتلك مصيبة كبرى.
    وإذا كان اليهود ينتظرون مقدم المسيح (الذي جاء) فلماذا لا يؤمنون بعيسى عليه السلام وقد جاءت البشارات به في أسفار
    العهد القديم لاسيما أن هناك بشرى بمولد السيد المسيح سنة 743 قبل الميلاد في سفر إشعياء الإصحاح التاسع العدد
    السادس والسابع تقول : [6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا،
    أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ،
    مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.].
    وفي إشعياء 7/ 13ـ 14: [13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟
    14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». ].
    2ـ والمطلع في إنجيل متى وهو يتحدث عن البشارة بمولد عيسى عليه السلام يجده يقول في الإصحاح الأول /22ـ23 ما نصه :
    [22وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.].
    والمراد بالنبي القائل عندهم كما قلنا هو النبي إشعياء عليه السلام كما سبق توضيحه.
    فإذا كانت النبوءة في العهد القديم واضحة وهاهي ذي قد تحققت في العهد الجديد فلماذا كُذِبَ المسيح عند حضوره من قبل اليهود ؟؟.
    والإجابة كما يعرفها علماء اليهود والنصارى أنفسهم , إذ أنها تكمن في نسب السيد المسيح عليه السلام إذ أن البشارات
    كلها تتحدث عن عذراء من نسل " داود " تلد ابنا يدعى اسمه " عِمَّانُوئِيلَ " , فهل كانت السيدة مريـم أم السيد المسيح
    من نسل داود عليهما السلام فعلاً ؟ والإجابة قطعاً بالنفي , إذ أنها من بيت لاوى وليست من بيت يهوذا الجد العاشر لداود .
    إن اليهود والنصارى يعرفون ذلك جيداً , يعرفون أن السيدة مريم بنت عمران وأن أمها السيدة حنة وخالتها السيدة اَلِيصَابَات
    وزوج خالتها نبي الله زكريا عليه السلام وابن خالتها نبي الله يحيى عليه السلام كلهم من نسل هارون بن عمران
    بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .
    3:ما هي حقيقة النبوءة المنصوص عليها في بيت داوود؟.
    لقد زعم النصارى أن المسيح عليه السلام سيرث كرسي داود مثل ما جاء في أعمال الرسل: 2/30:[ 30فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا،
    وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ،31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ،
    أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا.].
    [ 30وكانَ نَبـيُا، فعرَفَ أنَّ الله حلَفَ لَه يَمينًا أنَّ مِنْ نَسلِهِ يُقيمُ مَنْ يَستوي على عَرشِهِ. 31ورأى داوُدُ مِنْ قَبلُ قِـيامَةَ المَسيحِ وتَكلَّمَ علَيها فقالَ:
    ما تَركَهُ الله في عالَمِ الأمواتِ، ولا نالَ مِنْ جَسَدِهِ الفَسادُ. ].
    وفي لوقا 1/26 ـ32 : [ 28فدخَلَ إليها المَلاكُ وقالَ لها: «السَّلامُ علَيكِ، يا مَنْ أنعمَ الله علَيها. الرَّبُّ مَعكِ
    «. 29فاضطرَبَت مَريَمُ لِكلامِ المَلاكِ وقالَت في نَفسِها: «ما مَعنى هذِهِ التَّحيةِ؟« 30فقالَ لها المَلاكُ: «لا تَخافي يا مَريَمُ، نِلتِ حُظْوةً عِندَ الله: 31
    فسَتَحبَلينَ وتَلِدينَ اَبنًا تُسَمِّينَهُ يَسوعَ. 32فيكونُ عظيمًا واَبنَ الله العَليِّ يُدعى، ويُعطيهِ الرَّبُّ الإلهُ عرشَ أبـيهِ داودَ،
    33ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ إلى الأبدِ، ولا يكونُ لمُلْكِهِ نِهايةِ!«].فكيف يتفق هذا مع نص إرميا ؟ ولم يصر النصارى على ذكر
    هؤلاء الآباء والأمهات للمسيح ؟. يقول مفسرو الإنجيل وعلماء اللاهوت " هنا تكمن الروعة برمتها، فإن الله أحب الخطاة إلى درجة أنه
    لن يستنكف أن يجعل أسلاف ابنه مثل هؤلاء ".
    وفي إنجيل متى 1/ 22ـ 23 : [22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»
    (ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا)].
    والمراد بالنبي عند علمائهم هنا هو إشعياء عليه السلام وذلك مصداقا لما جاء في سفر إشعياء 7/ 13ـ 14:
    [13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ
    السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». ].
    4ـ والمتأمل في القصة التي جاءت في سفر إشعياء 7 / 1ـ 25 تأبى أن تكون مصداق هذا القول على عيسى عليه السلام لأنها هكذا:
    1ـ أَنَّ رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ ،و فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ جاءا إِلَى أُورُشَلِيمَ لِمُحَارَبَتِهَا أَيَّامِ آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا ،
    فخاف خوفا شديداً من اتفاقهما فَرَجَفَ قَلْبُهُ وَقُلُوبُ شَعْبِه ، فأوحى الله إلى إشعياء أن تقول لتسلية آحاز: لا تخف،
    فإنهما لا يقدران عليك، وستزول سلطنتهما، وبين له علامة خراب ملكهما وهي أن امرأة شابة تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ
    وتصير أرض هذين الملكين خربة قبل أن يميز هذا الابن الخير عن الشر.
    2ـ وقد ثبت أن زالت سلطنة رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ (سورية) سنة 730 ق.م عندما جاء تجلات فلاسر الثاني ملك أشور لمساعدة
    آحَازَ بْنِ يُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا فاقتحم بلاد سورية واحتل دمشق وقتل رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ.
    وأما فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فقتله هوشع بن أيلة سنة 730 ق.م وجلس مكانه على العرش وحكم لمدة 9 سنوات،
    وكان هوشع هو آخر ملوك إسرائيل حيث دمر الأشوريون مملكة إسرائيل سنة 722 ق.م بقيادة شلمناصر وخليفته سرجون الثاني،
    وعلى هذا الأساس لابد وأن يتولد هذا الابن (عِمَّانُوئِيلَ ) ـ أي المسيح عليه السلام ـ قبل هذه المدة وتخرب الأرض قبل تمييزه.
    ولكن عيسى علي عليه السلام توّلد بعد 721 سنة من خرابها.
    فكأن نبوءة إشعياء كانت سنة 743 ق.م ( 722 + 21 ) وكان فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يحكم بالاشتراك مع آخرين لمدة
    16 سنة وكان له سلطة كبيرة في المملكة ثم انفرد بالحكم سنة 743 ق.م .
    3ـ وقد اختلف أهل الكتاب في مصداق ذلك الخبر فاختار البعض أن إشعياء عليه السلام يريد بالعذراء زوجته ويقول:
    إنها ستحبل وتلد ابنا وتصير أرض الملكين اللذين تخاف منهما خربة قبل أن يميز هذا الابن الخير عن الشر.
    لذلك فإننا نجد أن اليهود قد أدركوا أن السيد المسيح عليه السلام ليس هو المسيح المنتظر مستدلين بمعرفتهم بأصل المسيح عيسى
    ونسبه وقومه، بينما المنتظر القادم غريب لا يعرفه اليهود لأنه من بيت لاوي وليس من بيت داوود.
    4ـ وقد أكد المسيح عليه السلام صدق العلامة التي ذكروها للمسيح الغائب، فقال في نفس السياق (يوحنا 7/25-31):
    [ 25فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ:«أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ 26وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَارًا وَلاَ يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا! أَلَعَلَّ الرُّؤَسَاءَ
    عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ حَقًّا؟ 27وَلكِنَّ هذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ»
    .28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ قِائِلاً: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا، وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ، بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق، الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.
    29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ، وَهُوَ أَرْسَلَنِي». 30فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَدًا عَلَيْهِ، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.
    31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ، وَقَالُوا:«أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هذَا؟».].
    فذكر المسيح أنه رسول من عند الله، وأنه ليس الذي ينتظرونه، فذاك لا يعرفونه.
    وقد آمن به الذين كلمهم، وفهموا أنه ليس المسيح المنتظر، فتأمل قول يوحنا: " فآمن به كثيرون من الجمع (يوحنا 7/30-31):
    [ 30فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَداً عَلَيْهِ لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ. 31فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ وَقَالُوا:
    «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟». ].
    5ـ وعيسى عليه السلام هو ابن داود كما في نسبه الذي ذكره متى ولوقا، وقد دعي مراراً " يا يسوع ابن داود" (مرقس 10/47)،
    (وانظر متى 20/31، ولوقا 18/28، وغيرها).
    أما المسيح المنتظر، الملك القادم فليس من ذرية داود، كما شهد المسيح بذلك [41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ:
    42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ﭐبْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً:
    44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»
    46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً. ]. (متى 22/41-46).
    فالمسيح يشهد بصراحة أنه ليس المسيح المنتظر.
    والمسيح لا يمكن أن يصبح ملكاً على كرسي داود وغيره، لأنه من ذرية الملك يهوياقيم على حسب رواية سفر
    الأيام الأول، أحد أجداد المسيح، كما تقدم بك آنفا.
    وقد حرم الله الملك على ذريته كما ذكرت التوراة [30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ
    جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً. 31وَأُعَاقِبُهُ وَنَسْلَهُ وَعَبِيدَهُ عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَجْلِبُ
    عَلَيْهِمْ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَعَلَى رِجَالِ يَهُوذَا كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي كَلَّمْتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا]. ] (إرميا 36/30)،
    فكيف يقول النصارى بأن الذي سيملك ويحقق النبوءات هو المسيح؟!.
    7ـ ثم إن التأمل في سيرة السيد المسيح وأقواله وأحواله يمنع أن يكون هو الملك القادم، الملك المنتظر، فالمسيح
    لم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، وما حملت رسالته أي خلاص دنيوي لبني إسرائيل، كذاك النبي الذي ينتظرونه،
    بل كثيراً ما هرب المسيح عليه السلام خوفاً من بطش اليهود، فأين هو من الملك الظافر الذي يوطئه الله هامات أعدائه، وتدين الأرض له ولأمته.
    وفي إشكال نسب المسيح عليه السلام يقول موريس بوكاي: تطرح شجرتا النسب اللتان يحتوي عليهما إنجيلا متي ولوقا،
    مشاكل تتعلق بالمعقولية وبالاتفاق مع المعطيات العلمية، ومن هنا فهي مشاكل تتعلق بالصحة، وهي مشاكل تحرج جدا المعلقين المسيحيين..
    وبادئ ذي بدء يجب ملاحظة أن هذين النسبين من جهة الرجال كما ذكر إنجيلا متي ولوقا، معدوم المعنى فيما يتعلق بالمسيح عليه السلام
    ولو كان من الضروري إعطاء المسيح عليه السلام نسبا وهو وحيد مريم أمه وليس له أب بيولوجي، فيجب أن يكون ذلك النسب
    من جهة مريم فقط "دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة / موريس بوكاي ص 105".
    والسؤال الآن:
    لماذا تم إخفاء اسم عمانويل وتم تبديله بيسوع؟..
    فماذا عن يسوع؟..
    يسوع رجل
    جاء في عظة بطرس يوم الخمسين أن المسيح »رجل« كما هو في أعمال 2 :22. [22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ:
    يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ.].
    وهذا يعني أنه ليس الله.
    يسوع (من 2-8 قبل الميلاد إلى 29-36 بعد الميلاد) ويعرف أيضاً باسم يسوع المسيح حيث كلمة المسيح تعنى "الممسوح بالزيت"
    التي اشتقت من كلمة المسيا اليهودية ، ويعرف أيضا بيسوع الناصري نسبة إلى مدينة الناصرة التي عاش فيها معظم أيام حياته.
    يسوع هو اسم باللغة الآرامية (ܝܫܘܥ). يسوع بالعبرية والآرامية تنطق يشوع (יהושע - ܝܫܘܥ) ومعناها الحرفي "يهوه شوع" أي "الله يخلص".
    والمسيح حسب الكتاب المقدس وحسب إيمان المذاهب المسيحية الأساسية الأرثوذوكسية والكاثوليكية والغالبية الكبرى من
    البروتستانتية هو ابن الله .. وهو الرب، وهو واحد مع الله الآب ، وهو الله نفسه الذي ظهر في الجسد، (عقيدة الثالوث الأقدس)،
    وبحسب قانون الإيمان الذي صاغه آباء الكنيسة في مجمع نيقية 325م، فإن المسيح هو الله المتجسد والمساوي للآب في الجوهر:
    إله من إله .. نور من نور .. اله حق من إله حق .. وهو الإقنوم الثاني في الثالوث الأقدس (الإله الواحد في ثلاث اقانيم متساوية ومتحدة في الجوهر).
    ووفقاً للعقيدة المسيحية فإن: يسوع المسيح ولد في بيت لحم.. كما توجب أن يولد بحسب ما تنبأ عنه النبي ميخا.
    حيث تذكر الأناجيل (متى، مرقس، لوقا، يوحنا) شهادات حية مما رأوه وتعلموه وكانوا شهودا له لما عمل من أعمال. كانت
    ولادته معجزة من غير أب، إذ حل الروح القدس على السيدة مريم العذراء، فحبلت به، ثم ولدته في بيت لحم، كما جاء في الكتاب المقدس.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    اسم المسيح حسب قواميس اللغة هل هو يسوع أم جيسوس أم…عيسى؟
    هو عيسى عليه السلام ولكن الخطأ يأتي من التصحيف عند ترجمة أسماء الأعلام ..فأنت تجده في
    قاموس سترونج Strong’s Hebrew Bible Dictionary عيسى ..حيث يقول في كلمته هل هو:
    ( Jesus ) أو يسوع أم عيسى ( Ἰησοῦς).. ( Iēsous )..( ee-ay-sooce’).

    Of Hebreworigin [H3091]; Jesus (that is, Jehoshua)
    , the name of our Lord and two )three(other Israelites: - Jesus.
    إذ أن النطق هو عيسوس …….. والمقطع الأخير ( وس) كان يضاف دائما على الأسماء في اللغة اليونانية مثال ذالك ( هرقل:هرقليس)..(اخيل:اخيلوس) ( اوديس:اوديسيوس) ( هومير : هوميروس)..........الخ وعليه فيكون أسمه عيسى..
    كما أن السيد المسيح كان يتحدث اللغة الآرامية واللغة الآرامية تشبه إلى حد كبير اللغة العربية في كثير من ألفاظها
    مع وجود بعض الاختلافات في نطق هذه الألفاظ فمثلا حرف س في اللغة العربية ينطق (ش) في اللغة الآرامية مثل كلمة ماشيح أي المسيح .
    ويجب التنويه على أن اسم عيسى كان اسما معروفا شائعا بين اليهود ولقد ذكر أكثر من مره في سفر التكوين ( عيسو )..
    فعيس وعند الآراميين والعبرانيين هو عيسى في لهجة العرب.
    أولاً: في اللغة الآرامية.
    والآن في ضوء ما سبق ما هواسم المسيح الذي كان معروفا بالآرامية ؟.
    لمعرفة هذا أحيلك إلى هذا الموقع لتعليم بعض الألفاظ المسيحية في اللغة الآرامية.
    http://www.learnassyrian.com/aramaic/church/church.html


    وستجد أن ثاني لفظ هو اسم المسيح باللغة الانجليزية( Jesus) وأمامها النطق المقابل لهافي اللغة الآرامية ( eesho)..
    لاحظ أن حرف ( e )الأول بديل لحرف( ع )الغير موجود فيالانجليزية وعلى هذا يكون النطق هو ( عيشو)..وإذا أردت
    إثبات على ذلك فانظر فينفس الموقع عن معنى( Christmas) الكريسماس ستجد أن المقابل الآرامي له هو( eedaa soorraa)
    أي ( عيدا سورا ) لاحظ لفظة (عيد) التي تطابق اللفظ العربي وكما أسلفنا سابقا أن اللغة الآرامية تقلب حرف
    (س) إلى( ش)إذاً فالنطق هو ( عيسو ) الذيهو ( عيسى ) اللهجة العربية ولو كان الاسم الحقيقي للمسيح هو يسوع
    لكان المقابل الآرامي له هو ( يشوع ) ولكن اللفظ الآرامي هو ( عيشو) أي (عيسو).
    ثانيا : فيمايتعلق باللغة اليونانية .
    يجب معرفة أولاً أن أسماء الأعلام في اللغة اليونانية يضاف إليها دائما (س) للدلالة على كونه اسم علم ويجب معرفة أيضا
    أن اللغة اليونانية ليس بها حرف (ع) بل يستعاض عنه بالحرف (ج) في كثير منالأحيان.
    والآن بعد أن عرفت هذا هلا نظرنا إلى الاسم الذي يفخر به النصارى في كلإنحاء العلم للمسيح ألا وهو ( جيسوس)..ومن المعروف
    أن هذه اللفظة يونانية الأصل، وفى ضوء ما تقدم نعلم أن حرف (ع) ينطق (ج) في اليونانية فيصبح لدينا (عيسوس).. والآن بحذف
    السين لأنها حرف الحاقى كما تقدم فتكون النتيجة ( عيسو) التيهي ( عيسى ) في لهجة العرب ولو كان الاسم الحقيقي
    للمسيح هو يسوع لكان المقابل اليوناني لها هو ( يسوجوس) ولكن اللفظ اليوناني هو ( جيسوس) أي(عيسو)..
    أما (الماشيح) أو المسيا (بالعبرية: המשיח) ( وتعريبها المسيح)، في الإيمان اليهودي هو إنسان مثالي من نسل الملك داود (النبي داود في الإسلام)
    يباشر بنهاية التاريخ ويخلص الشعب اليهودي من ويلاته. والأحداث المتوقعة عند وصول الماشيح حسب الإيمان اليهودي تشابه
    أحداث يوم القيامة في الإسلام والمسيحية. إذ أن انتظار مجيء الماشيح هو أحد مبادئ الإيمان اليهودي حسب "قائمة المبادئ الثلاثة عشر"
    التي ألفها موسى بن ميمون، من كبار الحاخامين اليهود في العصور الوسطى.
    كتب الأستاذ أبو بكر في منتدى الجامع ما يلي:
    عيسى أم يسوع؟

    وما هو اسمه الحقيقي؟ هل هو عيسى أم يسوع؟
    وعلى هذاالسؤال يرد الكاتب الفذ العبقري العميد مهندس جمال الدين شرقاوي في كتابه (عيسى أميسوع؟) وهو من نتاج بحثه في أصول
    الكتاب المقدس اليونانية، ومعاجم اللغة العبرية والعربية. فله جزيل الشكر على مجهوده الذي أثرى المكتبة العربية ،
    بل والعالمية ،ونسأل الله العظيم أن يجعل عمله هذا خالصاً لوجهه ، ويتقبله منه! إن الله سميع الدعاء!
    نحن نعرف جميعاً أن أسماء الأعلام لا تُتَرجم على الرغم من أن معظم الأسماء الشخصية لها معنى، فالشخص الذي اسمه مصباح
    لا بد أن يُكتب اسمه Mesbah ولايتحول أبداً إلى كلمة Lamp ،وكذلك لا يُترجم اسم الملك فهد إلى كلمة Panther ،
    ولايُترجم اسم “الأسد” إلى كلمة Lion .
    والغريب أنك ترى اسم عيسى عليه السلام يُعرف في المناطق الناطقة باللغة العربية باسم (يسوع) ، ويعرف في الإنجليزية
    والألمانية باسم Jesus مع اختلاف النطق بين اللغتين الأخيرتين ، كما يختلف اسمه أيضاً في الفرنسية.
    ولكن مسيحيو العرب لا يعرفون شيئاً عن جيسس هذا ، ولايوجد فى أناجيلهم. ولا يعرف مسيحيو أوروبا اسم يسوع ولا يوجد في أناجيلهم.
    فتُرى لماذا ترجموا اسم من يؤلهونه؟
    ذُكر عيسى عليه السلام بثلاث صيغ في الأصول اليونانية طبقاً لقواعد اللغة اليونانية ، وموقع الاسم في الجملة منالإعراب،
    حيث تُضاف إلى آخره حروفاً يونانية زائدة على الاسم تبين حالته الإعرابية:
    أولاً: الصيغة (إيسون):
    عندما يكون مفعولاً ، وهو ما جاء على لسان الملاك جبريل إلى مريم البتول ، حين بشرها بالحمل بالمسيح (لوقا 1: 31):
    (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.) وجاءالاسم المبشر به في النسخة اليونانية مكتوباً هكذا (Iησουν)
    والحرف الأول من اليسار هو حرف العين ، والثاني كسرة طويلة، والثالث السين ، والرابع ضمة قصيرة ، والخامس ياء ، والأخير نون.
    ويُنطق في النهاية (ع ى سُ ى ن) مع ملاحظ، أن حرف النون الأخير ليس من أصل الكلمة، وإنما هو لاحقة إعرابية تُضاف للاسم في حالة المفعول.
    ويلاحظ أن وضع الضمة على حرف السين جاء من العبرية الحديثة ، فهو يميل دائماً للضم ، بخلاف العربية والآرامية.
    مثل كلم (إله) بالفتح في العربية والآرامية،وتُنطق (إلوه) بالضم في العبرية الحديثة.
    وعلى ذلك فنطق الكلمة التي نطقبها ملاك الرب هي (عيسى) بالفتح وفق اللسان العبري والآرامي (لغة عيسى عليه السلام)،
    أو (عيسو) وفق اللسان العبري الجديد.
    والذي حدث من المترجم أنه غير الحرفالأول في (عيسو) وجعله آخر حرف ، ليصبح الاسم (يسوع). وهذا ليس من الأمانة العلمية.
    ناهيك أنهم تحولوا بذلك إلى عبادة شخص آخر لا وجود له.
    فكر بعد ذلك في قول الله تعالى في كتابه المنزل على خير الأنام: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَآئِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى
    ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) آلعمران 45
    فكيف عرف محمد صلى الله عليه وسلم هذا الكلام كله ، لو لم يوحِ الله إليه؟ أليس هذا دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم؟
    ثانياً: الصيغة (إيسوس):
    وهى صيغة اسم عيسى عليه السلام ، كما وردت في الأصول اليونانية للكتاب المقدس ، فى حالة وقوع الاسم فاعل.
    وقد أتت في (لوقا 2: 21) (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.)
    جاءت هذه الصيغة باليونانية هكذا (Iησους) وتُنطق (عيسوس) ، وكما لاحظت أن الفرق بين هذه الصيغة والصيغة السابقة
    هي الحرف الأخير (السيجما) حرف الـς،وهذا الحرف له ثلاثة أشكال في اللغة اليونانية حسب موقعه في الكلمة:
    فهو يُكتب في أول الكلمةΣ،ويُكتبσفي منتصف الكلمة ، ويُكتبςفي آخر الكلمة ، كما في كلمة(عيسوس).
    وعلى ذلك فنطق الكلمة هي (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العربي والآرامي (لغة عيسى عليه السلام) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبري الجديد.
    ثالثاً: الصيغة (إيسوى):
    وهو اللفظ الدال على اسم عيسى عليه السلام في حالة وروده في صيغة المنادى أو المضاف إليه ، وجاء في اليونانية هكذا (Iησου).
    وهذه صيغة سهلة للاسم ، حيث حذفت منه إضافات النحو اليوناني.
    لقد ورد هذا الاسم في اليونانية ثمان مرات في حالة المنادى (يا يسوع) (مرقس 10: 46-47 ،ولوقا 17: 11-13)،
    كما وردت عدة مرات في حالة المضاف إليه مثل قولهم (قدمي يسوع)(متى 15: 3)، و(جسد يسوع) (متى 27: 57)، و(ركبتي يسوع) (لوقا 5: 8)
    و (صدر يسوع) (يوحنا 13: 23 و 25) ، وقد وردت في اليونانية (يا عيسى) ، و(جسد عيسى)وهكذا.
    وعلى ذلك فنطق الكلمة هي (عيسَى) بالفتح وفق اللسان العبري والآرامي( لغة عيسى عليه السلام) ، أو (عيسو) وفق اللسان العبري الجديد.
    بل إن تلاميذه بعد انتهاء بعثته ، وما قيل عن صلبه وموته ودفنه ونزوله إلى الجحيم كانوايطلقون عليه اسم (Iησου). ،
    وبنوا على الإيمان باسمه أساس الديانة النصرانية كلها.وراحوا يستخدمون اسمه الشريف هذا في عمل الكرامات (المعجزات) ،
    وفى تعميد الداخلين إلى الديانة النصرانية.
    فقد ذكر لوقا في سفر أعمال الرسل أن كبير التلاميذ(سِمْعان [بطرس]) قد أجريت على يديه عدة كرامات منها كرامة شفاء
    رجل كسيح: (بِاسْمِيَسُوعَ (Iησου) الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ) أعمال الرسل 3: 6 ، وقدذكره لوقا باسم (عيسى).
    ويذكر لنا يوحنا قانون الإيمان وعبارته الشهيرة(الإيمان باسم المسيح) ، والتي ذكرها خمس مرات في إنجيله. وفى رسالته الأولى نذكرمنها
    (رسالته الأولى 3: 23) (ووصيته هي أن تؤمنوا باسم ابنه يسوع (Iησου) المسيح).والاسم المذكور هنا طبقا لقواعد
    اللغة اليونانية هو (Iησου) أي عيسى، حيث يقع مضافاً إليه.
    بل كان يتم التعميد (أعمال 2: 38 ، 8: 16) وشفاء المرضى (أعمال 4: 7-10) وشكر الله (أفسس 5: 20) باسم يسوع (Iησου)..
    فهذا هو (عيسى) الاسم الذي عرفه سمعان ويوحنا وباقي التلاميذ ، وهو الاسم الذي تعبد بذكره التلاميذ وتركه الأتباع.
    أما عن يسوع أو إيسوع أو أشيوع أو أيشوع أو ما يسوغ .. إلى آخر ما جاء من أسماء اخترعوها للمسيح عير القرون الماضية فلم ينزل
    الله بها من سلطان: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
    وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْجَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) النجم: 23
    وقد التزم الباحث في منهجه لتصويت الاسم بقواعد اللسان الآرامي والعربي ، كما اتفق معهم في تصويتهم للأسماء العبرية المترجمة للعربية.
    ومثال على ذلك كلمة عيسو (ابن يعقوب) التي وردت في(رومية 9: 13) (كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو) ،
    وفى رسالة إلى العبرانيين 11: 20 (بالإيمان إسحاق بارك يعقوب وعيسو) وعبرانيين 12: 16 (لئلا يكون أحد زانياً
    أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته).
    وقد ورد اسمه في اليونانية هكذا (Ησαυ) ،مع ملاحظة أن حرف الـ (Η) هو نفس حرف الـ (E) في الحروف الإنجليزية مكتوبا كبيراً،
    وأن الحرف (σ) هو حرف السين، وأن الحرفين (αυ) يتم نطقهما مثل الـ aw في كلمة Caw الإنجليزية.
    وعلى ذلك يكون نطق الكلمة هو(إيساو) ، وكتبت هكذا في الترجمة الإنجليزية ، وصوتت في العربية (عيسو) ، فهل تعرف لماذا صوتوا
    الياء الأولى في عيسو (عين) بينما صوتوا الياء في عيسى ياءً؟
    ويجب الآن أن نعرف اسم يسوع ومن أي لغة تم اشتقاقه وما معناه: يقول الدكتور القس إبراهيم سعيد في كتابه شرح
    بشارة لوقا ص 21 إن الصيغة اليونانية للاسم العبري (يسوع) هو (يهوشوع) ، ويقول قاموس الكتاب المقدس ص 1065 إنها (يشوع) ،
    مع ملاحظة أن الصيغتين لنفس الشخص. وهذا خطأ من الاثنين.
    أولاً: مع القائلين أن يسوع هو الصيغة اليونانية ل (يهوشوع) العبرانية:
    جاء في أخبار الأيام الأول 7: 22 اسم (يهوشوع) ابن نون في الترجمات العربية للكتاب المقدس ، وهو (Hoshua) في الترجمات الإنجليزية ،
    وذكر ذلك الاسم في الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية هكذا (Iησουε) ،وهى نفس كلمة عيسىِ بالكسر (هذه المرة بدلا من الفتح) ،
    وهى قريبة من اسم عيسوى العربي.
    ثانياً مع القائلين إن يسوع هو الصيغة اليونانية لـ(يشوع) العبرانية:
    إن القارئ للكتاب المقدس ليعلم أن كلمة يشوع في الكتاب المقدس كله لم تترجم مرة واحدة يسوع. ولكن لو افترضنا جدلاً أن
    الاسمان متطابقان ،لكان اسم عيسى عليه السلام هو يشوع في الآرامية، وتغير إلى يسوع فى العربية بعدالفتح الإسلامي للبلاد. أي بعد سبعة قرون.
    وبذلك فهم يتعبدون حالياً لشخص آخر ،ويكون هذا إثباتا لوقوع التحريف بعد الفتح العربي للبلاد.
    وبذلك تكون ا لصيغة العربية لكلمة (يهوشوع) العبرانية حسب الترجمة السبعينية اليونانية القديمة هي (عيسىِ) ،
    وحسب النصوص العربية القديمة هي (يشوع). وبذلك تنحصر كلمة (يسوع) في لغتين لا ثالث لهما: العربية أو اليونانية
    وبالبحث في مفردات اللغة اليونانية لم نجد كلمة (يسوع) مطلقاً ، وحيث أنه لم يدع إنسان أن أصل كلمة يسوع هوعبري أو آرامي ،
    فلنا الحق أن نبحث في معناها في اللغة العربية وجذرها (س وع).
    ففي اليمن كانت هناك قبيلة عربية اسمها (سُوع) ، قال فيها النابغة الذبياني:
    مستشعرين قد ألقوا في ديارهم دعاء سوع ود عمى وأيوب
    ويروى أيضاً دعوى (يسوع) وكلها من قبائل اليمن.
    وهناك (سُواع) بالضمة وهو اسم صنم كان لهمدان في الجاهلية، وقيل في قوم نوح، ثم كان لهذيل أو لهمدان ، وقد عبد من دون الله،
    كما جاء في القرآن: (وَقالُوا لا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُم وَلا تَذَرُنَّ وَدَّاً وَلا سُوَاعَاً ولا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرَاً) نوح: 23
    وقال الأستاذ أنيس فريحه في (دراسات في التاريخ ص 99) عن اسم الصنم يغوث المذكور فى القرآن الكريم ما نصه: “يغوث فعل مضارع بمعنى يسعف ،
    وهو الاسم العبري (يشوع) منجذر يشع بمعنى خَلَّصَ ومنها (يسوع).”
    ومعنى هذا أن يسوع اسم صنم وثنى كان يُعبد في قوم نوح وفى الجاهلية من دون الله!! فهل تراجع عُبَّاد يسوع ،
    وعبدوا رب يسوع الذي كان يصلى إليه ، ويصوم تقرباً إليه ، ويدعوه أن ينجيه ، ويفعل كل شيء لمرضاته؟؟!!
    ونعود مرة أخرى لقولهم إن يسوع هو الاسم الذي اشتق من الاسم العبري يشوع: وفيه يقول الدكتور عبد المحسن الخشاب
    - من علماء الغرب المسيحي - في كتابه(تاريخ اليهود القديم بمصر) ص 105 ما نصه: “وهو اسم مشتق من اسم الثور
    الذي كانوا -بني إسرائيل - يعبدونه في الصحراء”.
    أي حرَّف بنو إسرائيل اسم عيسى وجعلوه اسم وثناً ، وهو هذه المرة الصنم (يسوع) الذي يشبه الثور. ولم يفرق هذا مع النصارى ،
    لأنهم يشبهونه فى كتابهم بالخروف. فالفارق بالنسبة لهم ليس بكبير. لكنه فارق ضخم جداً مع أحباب عيسى عليه السلام ، مع المؤمنين الحقيقيين به ، وبرسالته.
    لكن ما معنى عيسى؟ وما هو جذر الكلمة؟ وما معناه؟
    أولاً رحم الله علماء اللغة العربية الذين قالوا بأعجمية هذا الاسم ، وذلك لأن اللسان العربي القديم لم يكن معروفاً في زمانهم ،
    وإنما تم اكتشاف لغاته حديثاً مثل الأكادية والآرامية ، وهذااسم آرامي اللغة عربي اللسان. ونجد أن هناك الكثير من رجالات
    العرب قد تسموا بهذاالاسم قبل الإسلام وبعده.
    ولو بحثنا في جذور المادة اللغوية لكلمة (عيسى) وهى (عو س) أو (ع ى س) لوجدنا لها أثراً لا ينكره أحد.
    فالعيس هي كرائم الإبل وأحسن أنواعها ، يميل لونها إلى اللون الأبيض الضارب للصفرة ، ولك أن تقول إنه اللون الأشقر بلغة العصر.
    وقد جاء في المعجم الوسيط (ج 2 ص 639) مايأتي:
    تعيست الإبل: صار لونها أبيض تخالطه شقرة.
    الأعيس من الإبل: الذي يخالط بياضه شقرة ، والكريم منها. والجمع عِيس.
    وقال الليث: إذا استعملت الفعل من عيس قلت عيس يعيس أو عاس يعيس وأعيس الزرع اعياساً: إذا لم يكن فيه رطب.
    ونخرج من فحص المعاجم العربية أن (عيسى) عربي اللسان له اشتقاقات في اللغة العربية ، فهو إما أن يكون مشتقا من العيس
    وإما أن يكون مشتقا من العوس بمعنى السياسة.
    وأن مفرده (عِيسَى) بالفتح ، و (عِيسِى) بالكسر.
    والجمع منه(عِيسٌ) و (عيسون)..والمثنى منه (عيسين) ، والمؤنث (عيساء).
    ومعناها إمافيها إشعار باللون الأبيض الذي تخالطه شقرة ، وهذا كان لون عيسى ابن مريم عليهماالسلام ، أو بمعنى الإنذار
    بقرب نهاية الزرع إذا خلا من الرطوبة واصفر لونه ويبس.وهو آخر أنبياء بني إسرائيل ، وجاء يحذرهم انتقال الملكوت
    إلى أمة أخرى تعمل أثماره،ويأمرهم بإتباعها.
    فقد كان لب رسالة عيسى عليه السلام هو البشارة بملكوت الله أو ملكوت السموات. وهو دين الله وشريعته ،
    التي كانوا ينتظرونها على يد نبي آخر ليس من بني إسرائيل ، ولكنه مثل موسى ، وهى النبوءة التي جاءت في سفر التثنية 18:
    18 ،لذلك ابتدأ عيسى عليه السلام بقوله: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».
    44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 43
    كما أوصى يسوع تلاميذه قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ:إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.) متى 10: 7
    وأمرهم أن يرددوا في صلواتهم قائلين: («فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.
    10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ.) متى 6: 9-10 ولوقا 11: 2
    فبعد ما ضرب الأمثال العديدة لملكوت الله فى موعظة الجبل ، وهو لب دعوته ،وسبب مجيئه ، قال لهم الخلاصة مرة أخرى:
    (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى
    هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44.
    وبذلك يكون زرعهم في طريقه إلى الجفاف ، ولا بد من أرض جديدة لزرع جديد.أھ بنصه
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    المطلب الثالث

    أمي السيدة عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ

    الصديقة بنت الصديق

    رضي الله تعالى عنها

    هذه الدراسة مستلة من بحثنا المعنون بـ
    ( زواج أم زوجات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ درء الشبهات )،
    رأينا أن نفردها نظراً لكثرة القيل والقال على السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها في هذه الأيام وذلك من دعاة الرافضة،
    حيث كثر الحديث بالغمز واللمز عليها وذلك على صفحات الإنترنت..نسأل الله لنا ولهم الهداية وأن يتقبل منا صالح العمل..
    والحديث في درء الشبهات على ثلاثة أفرع:
    الفرع الأول: قبل زواجها من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان الحديث عن فارق السن.
    الفرع الثاني:أثناء زواجها من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حديث الإفك.
    الفرع الثالث: بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان الحديث عن موقعة الجمل.

    الفرع الأول

    قبل زواجها من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان الحديث عن فارق السن.
    نسبها الشريف:
    السيدة عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ بْنِ غَالِبٍ رضي الله تعالى عنها
    درء الشبهة
    الأخطاء التاريخية الشائعة كالأخطاء اللغوية الشائعة، يظن المرء صحتها لذيوعها وشهرتها وهي ليست صحيحة،
    وقد يطغى الخطأ على الصحيح بالإصرار عليه: "خطأ شائع خير من صحيح مهجور". بعض الأقوال المأثورة لكثرة ترديدها على
    الألسنة يخيل لبعضهم أنها آيات قرآنية: "الأقربون أولى بالمعروف"، "كما تكونوا يولّى عليكم" "كما تدين تدان" وغيرها.
    ولو لم يأت الله سبحانه وتعالى لنا بسيرة نبيه لوط عليه السلام في كتابه الكريم لظننا أنه أول من مارس الشذوذ الجنسي أو دعا له في التاريخ،
    فبدلاً من نسبة كل من يحارب الشذوذ الجنسي إلى لوط أصبح يشتق من اسمه كل أسماء الشذوذ الجنسي وأفعاله "لاط، يلوط، لوطي، اللواط.. إلخ".
    لا شيء يتعرض للتزوير وتضارب الأقوال كالتاريخ، بحيث يصعب على الناس معرفة الحق من الباطل.
    إن تاريخنا الإسلامي مليء بأوهام أصبحت حقائق لا يجرؤ أحد أن يقف طاعناً في صدقها، نتوارثها أباً عن جد ولسان حالنا يقول:
    "إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مهتدون". ومن هذه الأوهام زواج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    من السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ وهي في سن الأربعين.
    إن أولاد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم، عدا إبراهيم، هم من السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ، فكيف تحمل امرأة بعد الأربعين
    ست مرات أو سبعاً، ولا سيما أن الروايات كلها تتفق على أن ميلاد السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله تعالى عنها ـ كان بعد البعثة،
    فإذا تزوج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ وهو في الخامسة والعشرين، ثم بعث وهو في الأربعين،
    أي بعد خمسة عشر عاماً من زواجه، فتكون السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ قد ولدتها وقد تجاوز سنها 55 عاماً على أقل تقدير.
    قد تحمل المرأة بعد الأربعين مرتين أو ثلاثاً، ولكن أن تحمل كل سنتين حتى سن الخامسة والخمسين أو يزيد فأمر لا يصدق،
    مما يرجح أن سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ
    وهي في أواخر العشرينيات من عمرها، ولم تكن تكبره إلا بسنوات قليلة.
    وانتهز فرصة هذا الرد لأقول أيضاً إن زواج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ وهي لماّ
    تبلغ التاسعة فرية تاريخية صدقناها هي الأخرى لأن تقديسنا لكتب التراث أعمانا عن توظيف عقولنا. فانتقاد شيء اتفق عليه آباؤنا الأولون
    دخيل على ثقافتنا، ولا يجوز في حق حضارتنا المعصومة!.
    معلوم أنه لم يكن للعرب تاريخ يؤرخون به قبل العمل بالتاريخ الهجري، وكانوا يتذكرون السنوات بما وقع فيها أو قبلها أو بعدها من أحداث،
    كعام الفيل، وعام الفجار، أو أيام ربيعة (حرب البسوس)، وأيام قيس (يوم داحس والغبراء، وأيام غيرها)، وعام الهجرة،
    وعام الفتح، إلخ، بل ظلت هذه العادة متبعة حتى بعد اعتماد التاريخ الهجري، وربما يجهل بعضنا في أي سنة هجرية كان عام الرمادة،
    ولكننا نعلم أنه حدث في عهد الخليفة الثاني، ولا تزال جداتنا في مصر تعمل بهذه الطريقة إلى اليوم، فهنّ يؤرّخن عمر
    الشخص بمقارنته بعمر شخص آخر، فإلى اليوم لا تعرف والدتي تاريخ ميلادي، كل ما تعرفه أني ولدت بعد ميلاد أحد أبناء عماتي بثلاثة أشهر،
    وأن بيني وبين أخي الذي يصغرني مباشرة عامين ونصف العام.
    أطلق المؤرخون لأقلامهم العنان، في موضوع زواج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ
    في بداية الزواج وأثناء الزواج وبعد انتقال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الرفيق الأعلى.
    أولا: فقبل الزواج قالوا:
    إن هذا الزواج انتهاك لحرمة الطفولة، واستجابة للوحشية الجنسية، وعبث واضح من رجل كبير بطفلة صغيرة، لا تعرف شيئا من مآرب الرجال.
    فذكر ابن الأثير في كتابه الكامل " أن عائشة يوم زواجها كانت صغيرة بنت ست سنين،[ الكامل لابن الأثير ج 2 ص 209. ] ثم قال :
    بني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة في المدينة وهي ابنة تسع سنين ، ومات عنها وهي ابنة ثمان عشرة سنة.[ الكامل لابن الأثير ج 2 ص 210.]
    والقصة بهذا العرض تفتح أبواب النقد ، وتثير الشبهات عند من يتصيدون مواطن الطعن في رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
    وينتهزون الفرص للحط من قدره بما يكتبون ويتحدثون.
    إن مجرد ذكر زواج رجل ـ أي رجل ـ بطفلة في سن ست سنوات، يثير عاصفة السخط والاشمئزاز من هذا الرجل.
    لكن، إذا ترك أمر السن هذا من غير ذكر، وصار الأمر للعرف والعادة، وتقدير مقتضيات البيئة، فمن السهل أن توجد المبررات التي لا تثير لوما،
    ولا تفتح باب الشكوك والشبهات.
    ومن التجني في الأحكام أن يوزن الحدث منفصلا عن زمانه ومكانه، وظروف بيئته.
    والآن صار لزامأ على كل باحث أو قارئ ، في موضوع زواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    من السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ أن يعرف ا لأمور الآتية :
    أولا ـ أن كتب السيرة التي قدرت للسيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ تلك السن الصغيرة عند زواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها ،
    روت ـ بجانب هذا التقديرـ أمراً أجمع، الرواة على وقوعه ، وهو أن السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ كانت مخطوبة قبل خطبتها
    من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رجل آخر هو " جبير بن المطعم بن عدي " الذي ظل على دين قومه إلى السنة العاشرة للهجرة
    ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه وكان من رواة الحديث .
    فمتى خطبها "المطعم بن عدي" لابنه جبير؟
    ليس معقولا أن يكون خطبها وأبو بكر رضي الله تعالى عنه مسلم وال بيته مسلمون ، لأن مصاهرة غير المسلمين حرام ،
    و تمنعها الخصومة الشديدة والصراع العنيف بين المشركين والمسلمين، وعليه فالغالب ـ بل المحتم ـ إذن أن تكون هذه الخطبة قبل
    بعثة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أي قبل ثلاثة عشر عاما قضاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مكة.
    فإذا بني بها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العام الثاني للهجرة، تكون سنها ـ إذ ذاك ـ قد جاوزت الرابعة عشرة، وهذا على فرض
    أن " المطعم بن عدي " خطبها لابنه في يوم مولدها، وهذا بعيد كل البعد أن تخطب البنت في يوم مولدها !.
    السؤال الآن: متى خطبها عدي لابنه مطعم؟ تسكت المصادرالتاريخية!!!
    في هذه الحالة نستقرئ الأحداث.
    الاحتمال الأول: أن يكون خطبها بعد البعثة النبوية وهو أمر مستبعد نظرا للعداءالشديد من قبل الكافرين برسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    تجاه المؤمنين بها ولا سيما أن السيدة عائشة هي بنت أبي بكر صديق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن أوائل المؤمنين برسالته،
    ومن المستبعد إذا أن يخطب عدي عائشة لابنه وأبوها من المؤمنين الأول.
    الاحتمال الثاني: أن يكون خطبها قبل البعثة وهو الاحتمال الأقوى، ولكنه يثير سؤالاهاما: كم كان عمرها قبل البعثة؟ عام؟ عامين؟ خمسة؟ عشرة؟
    يسكت التاريخ كما سكت من قبل، إذاً نلجأ لبعض الفرضيات:
    الفرضيةالأولى:خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها خمسة عشر سنة ـ مثلا، بموجب هذه الفرضية يكون عمر عائشة
    حين تزوجها الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو 28 سنة، حيث أن النبي تزوجها بعد الهجرة إلى يثرب وأنه أقام في مكة ثلاثة عشر من السنين
    خلال الدعوة المكية قبل الهجرة.
    الفرضية الثانية:خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها عشر سنين ـ مثلا. بموجب هذه الفرضية يكون عمر
    السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ حين تزوجها الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو23 سنة.
    الفرضية الثالثة:خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها خمس سنوات ـ مثلا. بموجب هذه الفرضية يكون عمر
    السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ حين تزوجها الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو 18سنة.
    الفرضية الرابعة: الفرضية الثالثة: خطبها عدي لابنه مطعم قبل البعثة حين كان عمرها سنة واحدة فقط ـ مثلا وهو أمر
    غير ممكن طبعا ولكن لنفترضه، بموجب هذه الفرضية يكون عمر السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ حين تزوجها
    الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو 14سنة، وهو أكبر من الرقم الذي ذكروه بخمس سنين.
    إذاً فرضية التسع سنوات مرفوضة تماما انطلاقا من هذا الاستقراء وأصبح المجال مفتوحا للترجيح، فما هو؟.

    ثانيا ـ أن " خولة بنت حكيم " زوج عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنه، التي كانت تحمل هم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وتديم التفكير في شأنه بعد وفاة السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ حين ذهبت إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتخرجه من شجوه و أحزانه ،
    وتقول له : أفلا تزوجت يا رسول الله لتسلو بعض حزنك : وتؤنس وحدتك بعد خديجة ؟ وسألها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    من تريدين يا خولة ؟ قالت : " سودة بنت زمعة" أو "عائشة بنت أبي بكرا. والآن يستطيع القارئ أن يفهم، أن خولة حين قدمت
    السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ مع سودة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كانت تعتقد أن كلتيهما تصلح للزواج من
    رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتسد الفراغ الذي كان يشقى به بعد موت السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ وكانت السيدة عائشة ـ
    رضي الله تعالى عنها ـ بكراً ، والسيدة سودة ـ رضي الله تعالى عنها ـ ثيبا متقدمة في السن ، فبمجرد العرض على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    بهذه الصورة ـ عرض زوجتين إحداهما متقدمة في السن وكانت تحت رجل آخر، والثانية كانت بكرا ـ مجرد هذا العرض ـ يدل على
    أن خولة بنت حكيم ـ نفسها ـ تشعر بأن كلتيهما صالحة تماما لأن تكون زوجة .
    ومعنى ذلك أن السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ كانت في نمائها ونضوجها واضحة المعالم الأنثوية في نظر خولة على الأقل ،
    وهي العارفة بمآرب الرجال في النساء .
    ثالثا ـ كذلك نجد أن السيدة " أم رومان بنت عمير بن عامر " والدة السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ كان اغتباطها شديدا
    عندما فسخت خطبة عائشة من "جبير بن المطعم " كما طفرت بها الفرحة،لما علمت أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل زواجها ،
    وقالت لأبي بكر رضي الله تعالى عنه: " هذه ابنتك عائشة ، قد أذهب الله من طريقها جبيراً وأهل جبير، فادفعها
    إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تلق الخير والبركة.
    إن الأم حين تطلب لفتاتها الزواج ، تكون أعرف الناس بعلامات النضج في ابنتها ، وتدرك ثورة الأنوثة في وليدتها ،
    فتبدأ تتشوق إلى اليوم الذي ترى فيه ابنتها في زفافها ، وتحن إلى زوج يكون لابنتها مصدر سعادة، يريها الحياة من نافذة الأسرة،
    ويدخل بها الدنيا من باب الأمهات .
    كان زواج السيدة عائشة ـ وهي في سنها المبكرة ـ زواج كرامة وتكريم لأبي بكر رضي الله تعالى عنه كما كان يراد به
    أيضاً توثيق الصلات بين تلك الفئة القليلة من المؤمنين بالله ، وسط غيابة الكفر العمياء، والأهم من ذلك أنه لم تدهش مكة
    حينما أعلن نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين وأوفى صديقين ، بل استقبلته كما تستقبل أمراً طبيعياً مألوفاً ومتوقعاً ، ولم يجد فيها أي
    رجل من أعداء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنفسهم موضعاً لمقال ، بل لم يدر بخلد واحدًِ من خصومه الألداء أن يتخذ من زواجه
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ مطعنا أو منفذا للتجريح والاتهام وهم الذين لم يتركوا سبيلاً للطعن
    عليه إلا وقد سلكوه حتى ولو كان بهتانا وزوراً .
    وقد ذكر ابن كثير في"البداية والنهاية" أن السيدة أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله تعالى عنها ـ كانت تكبر أختها
    السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ بعشر سنوات ـ البداية والنهاية، المجلد الرابع، الجزء الثامن، ص 315، (دار المنار، القاهرة، 2001)،
    هناك عدة طبعات لهذا الكتاب وبإمكان القارئ البحث في باب ترجمة أسماء بنت أبي بكر الصديق ـ وقد توفيت
    السيدة أسماء ـ رضي الله تعالى عنها ـ عام 73 هجرية عن عمر يناهز مائة سنة، كما جاء في "البداية والنهاية" وفي "الأعلام" للزركلي،
    وغيرهما من كتب الأعلام والتاريخ، ومن ثم يكون عمر السيدة أسماء بنت الصديق ـ رضي الله تعالى عنها ـ عام الهجرة 27 عاماً،
    فكيف يكون عمر أختها التي تصغرها بعشر سنوات تسع سنوات في العام نفسه؟، لو حسبنا الأمر، لاتّضح لنا أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    خطب أو تزوج السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ وعمرها 17 عاماً تقريباً، ودخل بها بعد بدر وعمرها 19 عاماً،
    وهذا هو الأقرب إلى الصواب وإلى سيرة رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وعليه يمكننا استقراء التاريخ كالتالي:
    [1] أسلمت السيدة أسماء ـ رضي الله تعالى عنها ـ بمكة وكان عمرها آنذاك خمسة عشر سنة، إذعلمنا أن أبا بكر الصديق
    رضي الله تعالى عنه وعائلته كانوا من أوائل الذين أسلموا وقفنا على أن السيدة أسماء ـ رضي الله تعالى عنها ـ إذا ولدت قبل البعثة بخمسة عشر سنة على الأقل.
    [2] هي أكبر من أختها عائشة أم المؤمنين بعشرسنين، يستتبع ذلك أن عمر السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ
    قبل البعثة كان نحوخمس سنوات على الأقل، ولعل الإشارة في روايتها بأنهاكانت ذات ستة سنوات حين خطبها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    كانت خطأ من الراوي، فلعلها قصدت أنها كانت ابنة ستة سنوات حين بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
    [3] إذا أضفنا 5 - 6 سنوات وهو عمر السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ التقريبي حين البعثة إلى 13 سنة هو عمر المرحلة
    المكية يكون الناتج هو 18 - 19 سنة وهو يمثل عمرها في المدينة بعد الهجرة.
    [4] لما كان عمر السيدة فاطمة ـ رضي الله تعالى عنها ـ هو 18 سنة في ذلك الحين، نستطيع القول أن عمر السيدة عائشة
    ـ رضي الله تعالى عنها ـ التقريبي حين زواجها لم يكن يقل عن 19 سنة، وهو يمثل الحد الأدنى لعمرها من خلال الاستقراء لما بين يدي من مصادر.
    لقد شاع سن زواج السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ وهي بنت تسع سنوات كما شاع سن زواج
    السيدة خديجة ـ عليها السلام ـ وهي في الأربعين، لأن الرواية المشهورة عندنا لا تتعرض للتحقيق والتدقيق، فلو نظر ابن
    كثير جيداً لترجمته للسيدة عائشة ولأختها السيدة أسماء ـ رضي الله تعالى عنهما ـ لتبين له تناقضاته في الترجمتين.
    كل تواريخ ميلاد أولئك الذين عاصروا الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هي من اجتهادات المؤرخين حسب اطلاعاتهم
    على الوقائع والأحداث، ولكنها لا ترقى أبداً إلى درجة اليقين، فلا كان للسيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ شهادة ميلاد
    رسمية محفوظة في خزائن الآستانة، ولا نعرف لأبيها الصديق رضي الله تعالى عنه كتيب (دفتر) عائلة صادراً من بلدية مكة ومحفوظا
    اليوم في متحف اللوفر لكي نصدق أن رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج من بنت في التاسعة من عمرها.
    إن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في تقديري ـ لن يتزوج بفتاة في عمر ابنته الصغرى أو أصغر منها، فإذا علمنا أن
    السيدة فاطمة ـ رضي الله تعالى عنها ـولدت قبل البعثة بخمس سنين نعرف أن عمرها بعد الهجرة يصبح 18 عاما، وعلى هذا
    فأنا أرجح أن يكون عمر السيدة عائشة أكبر من عمر السيدة فاطمة ـ رضي الله تعالى عنهما ـ ومن ثم فإنني
    أرجح احدي الفرضيتين: الأولى 28 سنة أو الثانية 23 سنة .
    هناك أمر آخر قد لا يتنبه إليه أحد وهو أنها رضي الله تعالى عنها حين تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلبت منه أن تكنى
    فكيف تكنى بأم ولد وهي مازلت طفلة عمرها تسع سنين؟.
    لقد روى أبو داود وغيره بالأسانيد الصحيحة (الأذكار النوويةص295) عن عائشة: أنها قالت: يا رسول الله، كل صواحبي
    (أو كل نسائك، أو كنيت نساءك فأكنني، أو) لهن كنى.
    قال: فاكتني بابنك عبد الله.
    قال الراوي: يعني عبد الله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر.
    وكانت عائشة تكنى بأم عبد الله حتى ماتت.
    أضاف أحمد والصنعاني، وأبو نعيم: قوله: ولم تلدقط(سنن أبي داود ج4 ص294 بعدة أسانيد والأذكار النووية ص295،
    والمعجم الكبير للطبراني ج23 ص18 بعدة أسانيد، وكنز العمال ج16 ص424 ومسند أحمد ج6).
    2 ـ وفي نص آخر: أنه قال لها: اكتني بابنك، يعني عبد الله بن الزبير، فكانت تكنى أم عبد الله. (الأدب المفرد ص125 وسبل الهدى والرشاد
    ج11 ص164 وصفةالصفوة ج2 ص15 ومسند أحمد ج6 ص186.).
    3 ـ وعنها قالت: كناني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم عبد الله، ولم يكن ولد لي قط (المعجم الكبير ج23 ص18).
    4 ـوقد حددت وقت تكنيتها بذلك، حيث روي عنها: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت به رسولالله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتفل في فيه،
    فكان أول شيء دخل في جوفه، وقال: هو عبد الله، وأنت أم عبدالله.
    أضاف ابن حبان قولها: فما زلت أكنى بها، وما ولدت قط.
    (سبل الهدىوالرشاد ج11 ص164 والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج16 ص54و55 وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية
    ج4 ص392و393، عن ابن سعد وابن حبان وقال: وله طرق كثيرة عنهاوراجع: معرفة علوم الحديث ص190(.
    5 ـ وفي نص آخر عنها: أنها قالت: يا رسول الله، كل نسائك لها كنية غيري، قال: أنت أم عبدالله (مسند احمد ج6 ص186 (..
    6 ـ وحسب نص الحلبية: أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعائشة: «هو عبد الله، وأنت أم عبدالله، قالت: فما زلت أكتني به،
    أي وكان يدعوها أماً، لأنه تربى فيحجرها»
    ( السيرة الحلبيةج3 ص314،وذكر أخبار أصبهان ج1 ص315 و93والمصنف للصنعاني ج11 ص42 وسبل الهدى والرشاد
    ج11 ص18 وراجع: الغدير ج6 ص315 وطبقات ابن سعد ج8 ص64 و63.).
    ويستحيل مما سبق كله أن تكنى السيدة عائشة بأم عبد الله وهي طفلة في التاسعة من عمرها.
    الخلاصة
    طبقاً لاستقراء التاريخ من خلال تاريخ ميلاد السيدة أسماء والذي تبين لنا فيه أن عمر السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها
    كان 19 سنه حين عقد عليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نجده يتماشي مع ما هو مذكور في المعارف لابن قتيبة حيث يذكر
    ابن قتيبة أن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قد توفيت سنة ثمان وخمسين هجرية، وعند غيره سنة سبع وخمسين هجرية،
    وقد تجاوزت السابعة و السبعين ـ المعارف لابن قتيبة ص 59.ـ
    وذكرت دائرة المعارف الأمريكية أن وفاة السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى ـ عنها كان يوم الثلاثاء 17 رمضان سنة 85 هجرية
    الموافق 12 يوليو سنة 678 ميلادية عن عمر 66سنة.راجع المصادر التالية:
    المعجم الكبير للطبراني ج23 ص23 و24 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص411 و412 ط الاستقامةوالمنتظم ج3 ص16 و17
    ومسند أحمد ج6 ص210 و211 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص411 و412 طدار الكتب العلمية.
    وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص225 و227 و226 عن الطبراني وتاريخ الخميس ج1 ص305 والسيرة الحلبية ج1 ص348
    وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج4ص381 و382 عن أحمد والسيرة النبوية لدحلان ج1 ص139 و140
    والسيرة النبوية لابن كثيرج2 ص142و143و14 عن أحمد والبيهقي والبداية والنهاية ج3 ص131 و132 و133
    وسبل الهدىوالرشاد ج11 ص165 و166.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    الفرع الثاني


    أثناء زواجها من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حديث الإفك.

    وحديث الإفك من أخطر ما واجه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأهوال والصعاب، فالمنافقون كانوا يقصدون من ورائه
    إلى محاربة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإساءة سمعته.
    قد يحارب الإنسان إنساناً عن طريق مقاومته، وأحياناً يحاربه عن طريق تشويــه سمعته، فحديث الإفك بشكلٍ أو بآخر محاولةٌ
    من المنافقين لتشويه سمعة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومع تشويه سمعة النبي القصد البعيد تشويه هذا الدين الحنيف، فالمعركة بين الحق
    والباطل معركةٌ أزليةٌ أبديَّة، فكل واحد له ولاء؛ أهل الإيمان يوالون الإيمان والمؤمنين والحق، وأهل الفسق والفجور يوالون بعضهم بعضاً،
    فينبغي أن يعرف الإنسان هو مع من ؟، فالذي يوالي المؤمنين ويتبرَّأ من الكفار والمنافقين ، مؤمنٌ ورب الكعبة؛ أما الذي له ولاءٌ لغير المؤمنين هذا في إيمانه ضعف .
    لذلك فالمنافقون أرادوا أن يشوِّهوا هذا الدين عن طريق تشويه سمعة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خلال اتهام زوجته بالفاحشة .
    متى جاء حديث الإفك ؟ بعد أن قال عبد الله بن أُبَيّ بن سلول للنبي وأصحابه : " سمِّن كلبك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا
    إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل "، يقصد الأعز هو ومن معه، والأذل يقصد به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين .
    قال هذا المنافق رئيس المنافقين: " ماذا فعلتم بأنفسكم؟ أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوَّلوا إلى غير بلادكم ".
    عملية تهجير، فالهدف البعيد جداً من حديث الإفك تهجير المهاجرين إلى بلادٍ أخرى، عن طريق تشويه سمعة الدين، من خلال تشويه
    سمعة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خلال اتهام زوجته الطاهرة بالفاحشة ..
    (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً، فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) الطارق: ١٥ - ١٧
    فماذا يعنينا من هذا الموضوع ؟ أنت كمؤمن وطِّن نفسك أن هناك من يناوئك ، هناك من يطعن في نزاهتك ، هناك من يريد أن يشوِّه سمعتك ،
    الدنيا دار ابتلاء وليست دار جزاء ، والإنسان يرقى على قدر ما يُبتلى به .
    وخبر حديث الإفك ورد في الصحاح ، تقول السيدة عائشة رضوان الله عليها :
    [ كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه ، فأيَّتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فلمَّا كانت غزوة بني المصطلق
    أقرع بين نسائه كما كان يصنع ، فخرج سهمي عليهن فخرج بي رسول الله .. ] .
    هناك حكمةٌ بالغة من اصطحاب الزوجة في السفر يعرفها المتزوجون ، النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أقواله ، وفي أفعاله ، وفي إقراره ،
    وفي صفاته مشرِّع ، فكان إذا أراد سفراً ـ حتى ولو كان السفر غزوةً ـ أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها ، صحبها معه . قالت السيدة عائشة :
    [ ... وكان النساء إذ ذاك إنما يأكُلن العُلَق ـ والعلق ما فيه بلغةٌ من الطعام، أي طعامهن قليل ، إذاً أوزانهن خفيفة ـ لم يهيجهن اللحم فيثقلن ـ
    أي أن نساء الصحابة كنَّ نحيلات ـ وكنت إذا رُحِّل بعيري جلست في هودجي ، ثم يأتي القوم الذين يرحِّلون هودجي في بعيري ،
    يحملونني، فيأخذون بأسفل الهودج ، فيرفعونه على ظهر البعير ، فيشدونه بحباله ، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون بي ] .
    كلام واضح ؛ كان هناك هودج تجلس فيه ، يرفعه رجلان ، يضعانه فوق ظهر الجمل ، يربطانه ، ثم يأخذان بخطام البعير ،
    ويقودان هذا البعير في مسيرة الجيش . قالت السيدة عائشة:
    [ ... فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلَّم من سفره، وجَّه قافلاً حتى إذا كان قريباً من المدينة، نزل منزلاً فبات فيه بعض الليل،
    ثم أذَّن في الناس بالرحيل، فلما ارتحل الناس خرجت لبعض حاجتي... ] .
    هناك عشرات الاحتمالات التي كان من الممكن ألّا يقع حديث الإفك،لكن الأحداث التي وقعت في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    أحداثٌ مقصودةٌ لذاتها ، لم يقع حدثٌ صدفةً ، بل كل حدث مركَّز مقصود لذاته، ليقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الموقف الكامل ،
    فيكون موقفه تشريعاً ، فقالت هذه السيدة الجليلة :[ ... ثم أذَّن في الناس بالرحيل، فلما ارتحل الناس خرجتُ لبعض حاجتي، وفي عنقي عقدٌ لي ... ] .
    لو أنها لم تشعر بحاجةٍ إلى قضاء الحاجة لما خرجت، ولم يكن حديث الإفك..
    قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي
    تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)النور: ١١
    قالت :
    [ ... خرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقدٌ لي ، فلما فرغت ، انسل من عنقي ولا أدري ـ انقطع خيط العقد فوقع في الأرض ،
    لو كان الخيط ثخيناً أو متيناً لما انقطع ، لو لم ينقطع هذا الخيط لما كان حديث الإفك ، لو لم تشعر بحاجةٍ إلى قضاء الحاجة لما كان حديث الإفك
    ـ فلما رجعتُ إلى الرحل ذهبتُ ألتمسه في عنقي فلم أجده ، وقد أخذ الناس في الرحيل ـ قالت : ـ فرجعت ألتمسه حتى وجدته ،
    وجاءوا خلاف القوم الذين كانوا يرحِّلون لي البعير ، فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع... ] .
    وزنها خفيف جداً لم ينتبهوا ، فلو انتبهوا لما كان حديث الإفك ـ لو انتبهوا أن الهودج خفيف لما كان حديث الإفك ـ لو أنها تبحث
    عن العقد في مكانٍ قريب لما كان حديث الإفك ، لو أنهم رأوا شخصاً من بعيد ، لتفقَّدوها ، وذهبوا إليها ولما كان حديث الإفك ،
    معنى ذلك الحدث مقصود لذاته .
    أحياناً تقع معك مشكلة؛ لو لم أسافر لما كانت، لو لم أسلك هذا الطريق لما كانت، لو لم أركب هذه المركبة لما كانت، لو لم تظهر لي حاجة للسفر لما كانت.
    فلذلك...
    " لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ " ..شيءٌ مريحٌ جداً أن تقول :
    إذا شاء الله أمراً فعله .."... فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ "
    أي أنك حينما تكون مؤمناً تلغي من قاموسك كلمة لو ، فكأنها غير موجودة ، الشدة النفسيَّة تأتي من الندم ؛ فلا ندمَ ، ولا تمنيَ ، ولا حسرةَ ،
    ولا حزنَ ، كل هذه المعاني غير موجودة ، فهذا حديث مهم جداً ، أحياناً التعليم عن طريق الأفعال أقوى من الأقوال ، لغة العمل أبلغ من لغة القول
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    كان من الممكن ألا يقع هذا الحديث ، لأكثر من عشرين سبب ، لكن الأحداث التي وقعت في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛
    أحداثٌ مقصودةٌ لذاتها لتكون تشريعاً ، ولتكون السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قدوةً لكل امرأةٍ في الأرض أصيبت بسمعتها .
    [ ... فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما أصنع، فاحتملوه، فشدوه على البعير، ولم يشكوا أني فيه، ورجعتُ إلى العسكر
    وما فيه داعٍ ولا مجيب، قد انطلق الناس... ].
    معنى ذلك أنها ابتعدت، فلما رجعت مكان الهودج رأت الناس قد ارتحلوا، لا سميع ولا مجيب ولا قريب.
    قالت :
    [ ... فتلففت بجلبابي ثم اضطجعتُ في مكاني الذي ذهبت إليه ، وعرفت أن قد لو افتقدوني رجعوا إلي ... ـ فقد كانت حكيمة،
    لعلهم يفتقدونها بعد حين فيرجعوا إلى المكان الذي انطلقوا منه ـ قالت:
    [ ... فوالله إني لمضطجعة إذ مرَّ بي صفوان بن المعطَّل السُلَمِيّ ... ].
    لو لم يتأخر صفوان لما كان حديث الإفك.
    فأنا أريد أن أزيد من قناعة القارئ أن كل شيءٍ وقع أراده الله لحكمةٍ بالغةٍ بالغة ، يجب أن تعلم علم اليقين أن كل شيءٍ وقع أراده الله،
    وأن كل شيءٍ أراده الله وقع ، وأن إرادة الله متعلقةٌ بالحكمة المطلقة، وأن حكمته المطلقة متعلِّقةٌ بالخير المطلق،
    هذا الصحابي الجليل مرَّ بها[ ... وكانت مضطجعةً قد تلففتْ بجلبابها في مكانها الـذي تركوها فيه ، وقد كان تخلَّف عن العسكر
    لبعض حاجته... ]. نشأت له حاجة فتخلَّف عن العسكر ، فلو لم تنشأ له حاجة لما تخلَّف عن العسكر ولما كان حديث الإفك ،
    لو لم يتأخر لافتقدوها بعد حين ، رجعوا إلى المكان فوجدوها فحملوها وانطلقوا ، فلم يكن هناك حديث إفك..
    [ ... فلم يبت مع الناس في العسكر ، فلما رأى سوادي ـ لم يُرى منها شيء ، ملفَّفةً بجلبابها ـ أقبل حتى وقف عليَّ فعرفني
    ـ دققوا الآن ـ وقد كان يراني قبل أن يُضرب علينا الحجاب ، فلما رآني قال : إنا لله وإنا إليه راجعون أظعينة رسول الله ؟!
    وأنا متلفِّفةٌ بثيابي ، قال : فما خلفكِ رحمك الله ؟ قالت : فما كلَّمته ثم قرَّب البعير حتى أركبني ، حتى قال لي: اركبي رحمك الله واستأخر عني ،
    قالت : فركبت وجاء فأخذ برأس البعير فانطلق بي سريعاً يطلب الناس...].
    هل يستطيع هذا الصحابي الجليل أن يفعل غير هذا الذي فعل ؟ صحابي جليل يرى أم المؤمنين ، يرى زوجة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
    يرى ظعينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متخلِّفةً عن الركب وحدها ، متلفِّعةً بثيابها ، هل يستطيع أن يتركها ويمضي ؟ مستحيل.
    [ ... فما كلَّمته . ثم قرَّب البعير وقال : اركبي رحمك الله واستأخر عني، قالت : فركبت وأخذ برأس البعير ، فانطلق بي سريعاً يطلب الناس ،
    فوالله ما أدركنا الناس ، وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس ، فلما اطمأنوا ، طلع الرجل يقودني ، فقال أهل الإفك ما قالوا
    ـ رأوا زوجة رسول الله على بعير صفوان بن المعطَّل السلَمي ـ فارتجَّ العسكر ، فوالله ما أعلم بشيءٍ من ذلك ، ثم قدمنا المدينة فلم
    أمكث أن اشتكيت شكوى شديدة ، ولا يبلغني شيءٌ من ذلك ، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وإلى أبويَّ ،
    ولا يذكران لي من ذلك قليلاً ولا كثيراً... ] .
    فلماذا لم يذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لها قليلاً ولا كثيراً ولا أبوها وأمها ؟ لثقتهم الكبيرة بأنها طاهرة ، فأصعب شيء أن تتهم إنساناً بريئاً ،
    شيءٌ لا يحتمل، ظلمٌ شديد أن تفتري على إنسانٍ إفتراءً لا أصل له .
    [ ... إلّا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم بعض لطفه بي ، إن كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي ، فلم يفعل ذلك
    في شكواي تلك ـ فهي كانت مريضة ـ فأنكرت منه ، كان إذا دخل عليّ وأمي تمرِّضني قال : كيف تيكم ؟ ولا يزيد على ذلك ،
    أما من قبل كان إذا دخـل عليَّ وأنا مريضة يقول : كيف عويش ؟ ... ] .
    عويش من ألفاظ التحبُّب لاسم عائشة ، فهناك أسماء يُتحبب بها بتعديلها ، تصغيرها ، أو اختصارها ، أو ترخيمها ، كان عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول :
    [ كيف عويش ؟ ]..
    أما الآن يقول : [ كيف تيكم ؟ ] .
    [ ... أنكرت منه ذلك ، حتى وجدت في نفسي مما رأيت من جفائه عني فقلت له : يا رسول الله لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرَّضتني ،
    قال : لا عليك اذهبي إن شئتِ ... ] .
    استأذنت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أن تذهب إلى بيت أهلها ـ قال: لا عليك.
    قالت: [ فانتقلت إلى أمي ولا أعلم بشيءٍ مما كان، حتى نقهت من وجعي بعد بضعٍ وعشرين ليلة ].
    قالت : [ وكنا قوماً عرباً لا نتخذ في بيوتنا هذه الكُنُف التي تتخذها الأعاجم ، نعافها ونكرهها وإنما كنا نخرج في فُسَح المدينة ، وإنما كان النساء
    يخرجن كل ليلةٍ في حوائجهن ، فخرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطحٍ بنت رهمٍ بن المطلب ، وكانت أمها بنت صخرٍ بن عامرٍ خالة أبي بكر].
    قالت : [ فو الله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها ـ أي في كسائها ـ فقالت : تعس مسطح .].
    الآن أول خبر يصل إلى عائشة ، هيَ ماذا رأت ؟ رأت النبي يجافيها ، ولكن ليس جفاء مطلقاً بل جفاء نسبياً ، كيف تيكم ؟سابقا كيف عويش ؟ ً
    ، فالإنسان الحسَّاس الذي عنده مشاعر رقيقة يشعر بأدق التغيُّرات ، فاستأذنت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تنتقل إلى بيت أهلها فأذن لها ،
    وهي في طريق قضاء حاجتها قالت لها هذه المرأة : [ تعس مسطح . ] .
    قلت : [ بئس لعمر الله ما قلت لرجلٍ من المهاجرين قد شهد بدراً ...] . هي لا تعلم ماذا حدث تقول : بئس مسطح . وهي لا تعلم عنه إلا خيراً .
    صحابي جليل رأى أم المؤمنين في الطريق، أركبها على جمله، وقادها إلى الركب، قالت: أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ؟.
    قلت:[ وما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك ... ].
    اتهمت بالفاحشة مع صفوان بن المعطَّل السلَمي. مرة ثالثة ورابعة وخامسة ؛ مئة احتمال يمكن أن يُلغى حديث الإفك ، ولكن الله أراده ،
    دليلٌ هذا قولُ الله عزَّ وجل:(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ
    امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور: ١١
    قس على هذا الحديث أنه إذا أصابك شيءٌ تكرهه، اقرأ قوله تعالى:
    (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)البقرة: ٢١٦
    إن الله عز وجلّ لطيفٌ لما يشاء ؛ فالله عز وجلّ ينقل الإنسان من حال إلى حال ، من مستوى إلى مستوى من منزلة إلى منزلة ، من مقام إلى مقام ،
    يؤدِّب ، يهذِّب ، يشجِّع ، يقوي، يعين ، يعطي خبرات عميقة ، ما الإنسان الناضج ؟ إلا مجموعة خبرات ، كل خبرة تعني أن فيها مأساة ،
    هناك مشكلة ، وهناك خبرة مؤلمة ألمَّت به .
    أراد إخوة يوسف عليه أن يقتلوه ( فلم يمت) !!
    ثم أرادوا أن يمحى أثره(فارتفع شأنه) !!
    ثم بيع ليكون مملوكا ( فأصبح ملكا) !!
    ثم أرادوا أن يمحومحبته من قلب أبيه ( فإزدادت) !!

    (فلا تقلق من تدابير البشر فإرادة الله فوق إرادة الكل)..عندما كان يُوسف في السجن ،كان يوسف الأحسن بشهادتهم " إنا نراك مِن المُحسنين " ....
    لكن الله أخرجَهم قبله !!..وظلّ هو - رغم كل مميزاته - بعدهم في السجن بضعَ سنين !!..(الأول خرج ليُصبح خادماً)،
    (والثاني خرج ليقتل)،(ويوسف انتظر كثيراً)
    لكنه .. خرج ليصبح " عزيز مصر " ،ليلاقي والديه ، وليفرح حدالاكتفاء ..
    إلى كل أحلامنا المتأخرة :" تزيني أكثر ، فإن لكِ فأل يوسف "..
    إلى كل الرائعين الذين تتأخر أمانيهم عن كل من يحيط بهم بضع سنين،لا بأس ..دائماً ما يبقى إعلان المركز الأول ..لأخر الحفل !! ..
    إذاسبقك من هم معك ،فأعرف أن ما ستحصل عليه أكبر مما تتصور.. !!..تأكد أن الله لا ينسى ..
    وأن الله لا يضيع أجر المحسنين " فكن منهم " ..عسى تأخيرك عن سفر "خير"
    وعسى حرمانك من زواج "بركه"..وعسى طلاقك من زوجك "راحه"..
    وعسى ردك عن وظيفة "مصلحه"..
    وعسى حرمانك من طفل "خير"..
    ... ... ... وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم
    لأنه يعلم وأنتلا تعلم..فلا يضيق صدرك لأي شئ يحدث لك لأنه بإذن الله خير.

    يُقآل:
    لاتكثر من الشكوى فيأتيك الهم
    ولكن أكثر من الحمد لله تأتيك السعادة
    الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه..
    الحمد لله شكراً ونعمة
    [ ... قلت: وما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك ] .
    أنك لا تجد إنساناً إلا وله أعداء، لأن معركة الحق والباطل معركةٌ أزليةٌ أبديَّة، إن كنتَ مع أهل الحق فأهل الكفر والفسوق يعادونك،
    وإن كنت مع أهل الإيمان فأهل الكفر يعادونك.
    قالت:[ وقد كان هذا ؟! ] . استفهام إنكاري. قالت : [ نعم والله لقد كان ] .
    هذا الذي حصل، هذه الكلمة التي ألقيت على مسامع السيدة عائشة كأنها قنبلة.
    قالت:[ ... فو الله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدِّع كبدي ] .
    فأصعب شيءٍ على المرأة الشريفة الطاهرة أن تتهم بشرفها، أصعب شيءٍ على الإطلاق أن تتهم المرأة العفيفة الطاهرة بشرفها.
    قالت : [ وقلتِ لأمي ـ أيْ: هل علمت أمي بهذا الخبر ـ يغفر الله لكِ تحدث الناس بما تحدثوا به، وبلغك ما بلغك ولا تذكرين لي من ذلك شيئاً !!] .
    سألت أمها أنه يا أمي الناس تتحدَّث بهذا الخبر، وأنتِ تبقين ساكتة ؟ قالت:
    [ أي بنيتي خفِّضي الشأن فو الله قلَّما كانت امرأةٌ حسناء عند رجلٍ يحبها ، لها ضرائر إلا أكثرن عليها ] .
    أي هذا شيءٌ طبيعي، معنى ذلك أن هناك حسداً، أحياناً الإنسان يُحسد، فالحسود يلقي بالتهم جزافاً ليشفي صدره من محسودة.
    قالت : [ وقد قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك . ثم قال :
    [ أيها الناس ما بال رجالٍ يؤذونني في أهلي ويقولون عليهن غير الحق، والله ما علمت منهن إلا خيراً ، ويقولون ذلك لرجلٍ والله ما علمت منه إلا خيراً ،
    وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي ] .
    تألَّم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لقد آذوه أشد الأذى ، آذوه في عرضه .
    قال :" أيها الناس ما بال رجالٍ يؤذونني في أهلي ويقولون عليهن غير الحق، والله ما علمت منهن إلا خيراً ، ويقولون ذلك لرجلٍ
    ـ أي صفوان بن المعطَّل السلَمي ـ والله ما علمت منه إلا خيراً، وما دخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي " ].
    قالت : [ وكان قد كَبُرَ ذلك عند عبد الله بن أبي سلول في رجالٍ من الخزرج مع الذي قال مسطح ]. أي صار في أناس من الصحابة تألموا
    أشد الألم لهذا الحديث ، وأناسٌ آخرون تساهلوا قليلاً ، ومنافقون كُثُر شمتوا ، وفرحوا ، وأحبوا أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .
    قالت : [ ... ثم دخل عليَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعندي أبوايَ ، وعندي امرأةٌ من الأنصار، وأنا أبكي وهي تبكي معي ،
    فجلس وحمِدَ الله وأثنى علي ثم قال :
    [ يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، إن كنتِ اقترفتِ سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده ].
    قالت: [ فو الله ما هو إلا أن قال ذلك تقلَّص دمعي حتى ما أحس منه شيئاً، وانتظرت أبويَّ أن يجيبا رسول الله، فلم يتكلَّما ].
    قالت :[ وأيم الله لأنا كنت أحقَر في نفسي ، وأصغر شأناً من أن ينزِّل الله عزَّ وجل فيَّ قرآناً يُقرأ به في المساجد ويصلَّى به ،
    ولكنني كنت أرجو أن يرى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نومه شيئاً يكذب الله به عني لما يعلم من براءتي ،
    أو يُخبر خبراً ، فأما قرآنٌ ينزل فيَّ فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك ] .
    تصوَّرتْ أن الله يبرِّئها بمنام يراه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بطريقة أو بأخرى ، أما أن ينزل وحي ، قرآن يُتلى إلى يوم القيامة
    في براءة هذه السيدة المصون !!. قالت : [ والله كنت أحقر في نفسي من أن ينزل قرآنٌ فيَّ ] .
    قالت: [ فلما لم أرَ أبويَّ يتكلَّمان قلت: ألا تجيبان رسول الله ؟ فقالا لي: والله ما ندري بماذا نجيبه ]. شيء مسكت ،
    تهمة كبيرة جداً لامرأةٍ طاهرةٍ عفيفة ، زوجها رسول الله ، أبوها أبو بكر ، أمها أم رومان ، قِمم ، والتهمة كبيرة ،
    وبعدُ فأية امرأةٍ إلى يوم القيامة اتُهمت كما اتهمت السيدة عائشة ؛ ففي هذه السيدة المصون أسوةٌ حسنة .
    قالت : [ وأيم الله ما أعلم أهل بيتٍ دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكرٍ في تلك الأيام ].
    الحياة فيها متاعب كثيرة، فأحياناً هناك متاعب لا يعلمها إلا الله تصيب الإنسان..
    " إن أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل " .
    الإنسان يُبتلى على قدر إيمانه، فإن كان قوي الإيمان اشتد بلاؤه، وهذا البلاء يرفع درجاته عند الله سبحانه وتعالى.
    فلما قال لها النبي الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله، وإن كنتِ اقترفتِ سوءاً مما
    يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ].
    قالت : [ فو الله ما هو إلا أن قال ذلك حتى تقلَّص دمعي ، هنا استعبرت فبكيت ، ثم قلت : والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً ،
    والله لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أني بريئةٌ منه تصدقونني عندئذٍ ، لأقولن ما لم يكن ، ولئن أنا أنكرت ما تقولون لا تصدقونني !! ] .
    قالت : [ ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره، ولكنني أقول كما قال أبو يوسف: فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون ].
    أن الحُزن خلاَّق، فالمصائب أحياناً تصنع الرجال وتصنع النساء، المصائب مِحَك، الإنسان حينما يمرُّ بظروف صعبة يصبح رجلاً بالمعنى الكبير،
    والمرأة حين تمرُّ بظروف صعبة تصبح أماً كبيرةً. [فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ{18}]يوسف:18
    قالت : [ والله ما برح رسول الله مجلسه ـ وهو لا زال في المجلس ـ حتى تغشَّاه من الله ما كان يتغشَّاه ، فسُجي بثوبه ،
    ووضعت وسادةٍ من أدمٍ تحت رأسه ، فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت فوالله ما فزِعت كثيراً، ولا باليت ، وقد عرفت أني بريئة ،
    وأن الله غير ظالمي ، وأما أبوايَ فو الذي نفس عائشة بيده ما سُرِّي عن رسول اله صلى الله عليه وسلَّم حتى ظننت أن نفسيهما ستخرجان
    فَرَقاً من أن يأتي من الله تحقيق ما قاله الناس " .
    هي مطمئنة لأنها بريئة ، أما أبوها وأمها في قلقٍ شديدٍ جداً ، فلربما يُثَبِّتُ الوحي ما قاله الناس .
    قالت : [ ثم سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجُمان في يومٍ شاتٍ ، فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول :
    [ أبشري يا عائشة لقد أنزل الله براءتك ].
    الإنسان أحياناً كثيرة ما له إلا الله ، فالله يعلم الحقيقة ، إذا كان قلبك سليماً ، وإذا كنت مستقيماً ، وإذا كنت بريئاً فلا تخشَ أحداً، الله عزَّ وجل سوف يبرِّئك.
    قالت : [ فقلت : بحمد الله وذنبكم . ثم خرج إلى الناس فخطبهم، وتلا عليهم ما أنزل الله عزَّ وجل من القرآن فيَّ ].
    بقي تعليق صغير على هذه الرواية، أن السيدة أم رومان لما نزلت براءة السيدة عائشة قالت لابنتها السيدة عائشة: " يا بنيتي قومي إلى رسول الله فاشكريه ".
    قالت: والله لا أقوم إلا لله". فتبسَّم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال :"عرفت الحق لأهله ".
    وآيات براءة الصديقة بنت الصديق، الطاهرة المؤمنة عائشة هي قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
    لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)النور: ١١
    وليس معنـى نزول البراءة أن الذي روَّج هذا الحديث لن يُحاسب..( وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)النور: ١١
    وعلامة الإيمان أن تُحسن الظن بإخوانك ..قال تعالى : (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ )النور: ١٢

    فإذا كنت بريئاً، وقد أُلصقت بك تهمةٌ شائنة، وكنت صادقاً، وكنت متأكِّداً، وواثقاً من نفسك، لا تخشَ في الله أحداً،
    الله عزَّ وجل اسمه الحق، ومعنى اسمه الحق أي لابدَّ من أن يحقَّ الحق.
    * * *
    رضي الله عن هذه السيدة الحصان العفيفة، التي امتحنها الله عزَّ وجل في أعز ما تملك، وصبرت، واحتسبت، فأنزل الله براءتها.
    وكل واحد يمكن أن يستنبط من هذه القصَّة أن الله هو الحق ، وأنه لابدَّ من أن يحقَّ الحق ، فإن كنت واثقاً من براءتك واستقامتك
    فالله سبحانه وتعالى يتولَّى الدفاع عنك؛ ولكن إيَّاك أن تجلس مجلساً فيه مظنة اتهامٍ لك ، وتلوم الناس إذا اتهموك ، لا تضع نفسك
    موضع التهمة وتلوم الناس إذا اتهموك ، كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمشي مع زوجته صفيَّة فرأى صحابيين جليلين قال :" هذه زوجتي صفيَّة ".
    تعلَّم من هذه الواقعة أن تكون واضحاً إلى أبعد الحدود، تعلَّم من هذه الواقعة أن تكون مبيِّناً إلى أبعد الحدود، وقد قيل: "البيان يطرد الشيطان".
    عوِّد نفسك أن تفعل شيئاً لا يمكن أن يفسَّر إلا تفسيراً واحداً ، الشيء الذي يمكن أن يفسَّر تفسيرين ابتعد عنه ، وإذا تلبَّست به ؛
    وضِّح قصدك ومرادك ، فلو أن الناس اتبعوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما قال : " هذه زوجتي صفيَّة ".لازالت شبهات وأمور كثيرة..
    وفي هذا الحديث درسٌ بليغٌ للمؤمنين ..واستنباطات عدة..
    أول استنباط: إذا أراد الله شيئاً وقع.
    الاستنباط الثاني: إذا كنت على حق، فالله عزَّ وجل سوف يتولَّى تبرئتك.
    الاستنباط الثالث: لا ينبغي أن تضع نفسك موضع التهمة، ثم تلوم الناس إذا اتهموك.
    الاستنباط الرابع:من مقال ( كلنا في خدمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفضيلة الشيخ محمود غريب والمنشور على صفحة الإنترنت)
    ننقل قوله تعليقاً على قول الله عز وجل: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    وقد يسأل سائل ..
    أين الخير في حديث الإفك المفترى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؟..
    عندما نحكم على الشئ بأنه خير أو شرّ نتأثّر بعلمنا المحدود، وحالتنا النفسيّة . ولو علمنا الغيب لاخترنا ما يريده الله،
    لأنّ اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه .
    وحديث الإفك الذي افتراه رأس النفاق عبد الله بن أبيّ على أمّ المؤمنين عائشة وعلى الصحابي الجليل صفوان بن المعطل الذي رأي
    السيدة عائشة قد فاتها الجيش في غزوة بني المصطلق، فنامت "جالسة" في مكانها فقال: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون" فحملها على ناقته حتى أوصلها للجيش،
    هذا الحديث كان فرصة للنفاق لضرب صفوف المسلمين، وضرب بيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد تورّط في هذا الحديث بعض
    المسلمين الذين عرف التاريخ إخلاصهم، والذي يعنيني هو ما قاله القرآن عن حديث الإفك قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ
    عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)النور: ١١

    وأسأل : أيّ خير في هذا البلاء ؟..
    أي خير في قوله تعالى(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) ..أقول : أولاً : حكم القرآن على الذين خاضوا في حديث الإفك
    بأنّهم لا عقل عندهم ، بل لا مخّ لديهم .
    إنّ الإنسان يسمع بأذنه ، ثم ترفع الأذن المعاني إلى المخ ، والعقل مستشار للمخّ أمّا الذين خاضوا في حيث الإفك فأخبر القرآن أنّهم تلقّوا الخبر بألسنتهم .
    فردّده من غير عقل، فهم في رأي القرآن كصدي الصوت. حائط يصطدم به الصوت فيرده من غير أن يفهم الحائط ما وصّله من الصوت.
    قال تعالى : (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )النور: ١٥. هذا شأن من خاض في هذا الحديث .
    ثانياً : في غزوة بني المصطلق الذي حدث فيها هذا الموضوع شرع الله التيمم رحمة بالأمّة .
    ثالثاً : علّمنا القرآن خطر الشائعات . وألزم من يدّعي شيئاً يمسّ أعراض الناس أن يقيم أربعة من الشهود على دعواه أو يجلد ثمانين جلدة،
    لأنّ الذين يروّجون الشائعات خطر على الأمة .
    قال تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ
    وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا )النساء: ٨٣
    أي أذاعوا به أكاذيب وسموم يريدون إذاعتها..لذلك قال تعالى: (لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ )النور: ١٣
    رابعاً : موقف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذه المحنة هو التزام الصمت ينتظر الوحي. ويتصرّف تصرّف البشر الكامل ،
    فيسأل من حولها عن رأيهم في عائشة يسأل عليّاً وأسامة ويسأل خادمتها ثم يذهب إليها ويسألها : أمّا بعد يا عائشة فإنّه بلغني عنك كذا وكذا
    فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت الممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنّ العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه.
    تصرّف بشري كامل لم يزد عن السؤال . فإن تعجب فالعجب من ردّ عائشة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لئن قلت لكم إنّي بريئة
    – والله يعلم إنّي بيئة لا تصدقونني بذلك – ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم براءتي لتصدّقونني .
    ثم حوّلت وجهها وأضجعت وساعتها نزل الوحي فسرّي عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وناداها " يا عائشة أمّا الله فقد برأك .
    برأها في عشر آيات من القرآن فقالت أمّها : قومي إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي اشكريه – فقالت بدلال وفرح : وثقة في حبّه لها :
    والله لا أقوم إليه ، ولكن أشكر الله الذي برأني".
    لقد كانت تأمل أن يرى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رؤيا تبرئها ، وما كانت تتوقع أن يتنزل فيها عشر آيات من القرآن تتلى إلى يوم القيامة .
    خامساً : من جوانب الخير في هذا الموضوع أنّه أكّد لكلّ عاقل خبير بالأمور أن القرآن لو كان من عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبرّأ
    النبي زوجته الحبيبة من أول يوم شاع فيه هذا الإفك، ولكنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شديد الحذر من دخول الغيب بدون إذن من
    صاحب الغيب وهو الله سبحانه وتعالى.
    (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ *)الحاقة: ٤٤ - ٤٧
    فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يدخل الغيب إلا بإذن من صاحب الغيب حتى في الأمور التي يأمن فيها أن تكشف الأيام خطأه فعندما
    قالت امرأة عن عثمان بن مظعون وقد مات فصلّى عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت : والله إنّ الله أكرمه، فلمّا انتهى من صلاته قال لها :
    من أعلمك أن الله أكرمه ؟ فأنا محمد رسول الله لا أدري ما يُفعل بي ولا بكم، لم يدخل النبي الغيب ويبرئ عائشة .
    سادساً : هو خير لكم لأنّ الذين ابتلوا بهذه المحنة صبروا واحتسبوا طلباً لمرضاة الله – سبحانه – فاستوجبوا الثواب ، وهذه طريقة المؤمنين
    عند وقوع الظلم عليهم ، وذلك حتى يملك المظلوم أسباب النصر فينتصر للحق .
    قال تعالى : (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلَمَنِ انتَصَرَ
    بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ )الشورى: ٣٩ - ٤١
    فالصبر مع طلب النصر من الله وسيلة المسلم والانتصار للمظلوم واجب وقد آثر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العفو عن الذي تولّى كبره
    وهو عبد الله بن أبيّ . فقد أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله، ولكن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقبل، وقال لعمر بعد أن رأي قومه
    هم الذين يعنّفونه فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر رضي الله عنه "كيف ترى يا عمر" ؟
    أمّا والله لو قتلته يوم قلت لي لأرعدت له آنف لو أمرتهم اليوم بقتله لقتلوه .
    قال عمر : قد والله علمت لأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم بركة من أمري. (سيرة أبن هشام ج2 / 293).
    سابعاً : ومن الخير الذي عاد على أهل البراءة والطهر تكريم القرآن لأبي بكر رضي الله عنه عندما عزم أن يقطع المساعدة عن قريبه "مسطح بن أثاثة"
    الذي خاض في حديث الإفك ، وأقام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه الحدّ ، فجلد ثمانين جلده .
    نهى الله أبا بكر عن قطع المساعد عنه، وذكر ماضي الرجل بأنّه من الذين هاجروا في سبيل الله ، فخطؤه اليوم لا يخرجه من دائرة المهاجرين في سبيل الله .
    وكرّم القرآن أبا بكر تكريماً يمسح عنه آلام الإفك .
    إنّنا عندما نقول عن أحد العلماء إنّه صاحب فضيلة فهذا تشريف له .
    أمّا عندما يقول سبحانه وتعالى عن أبي بكر بأنّه "أولو الفضل" فهذا شرف وتكريم لأبي بكر لا أعرف أحداً حظى بمثله بالنصّ والله سبحانه وتعالى
    ذو فضل على العالمين. كل العالمين .
    قال تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن
    يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور: ٢٢
    قال أبو بكر : بلى والله . إنّي لأحبّ أن يغفر الله لي . فأرجع عليه العطاء وقال : والله لا أنزعه عنه حتى ألقى الله .
    سابعاً : وإذا كان مسطح أبن أثاثة قد ناله شئ من الخير وهو شهادة القرآن له أنّه مهاجر في سبيل الله، فأين نصيب صفوان بن المعطل ،
    الذي قام بتوصيل أطهر أمانة، وأكرم ظعينة من غير أن يكلمها أو يسألها .
    إنها لم تسمع منه سوى "إنّا لله وإنا إليه راجعون" قالت السيدة عائشة : والله الذي نفسي بيده ما كشف عن كنف أنثى قطّ
    – والكنف هنا الثوب الذي يستر – ولقي الله شهيداً في سبيل الله (البخاري ومسلم وأحد والترمذي).
    وبعد : هذا بعض ما أشارت الآية الكريمة إليه من جوانب الخير في حديث الإفك..من فضح النفاق وأهله ، وبيان خطر الشائعات ،
    ومن الخير بيان التزام أهل البيت بالصبر وحكمة النبي في العفو عن الذي تولىّ كبره حتى عنّفه أتباعه ولو قتله عمر لأعتبره إتباعه زعيماً .
    ثم بيان منزلة عائشة التي نزل في براءتها قرآن كريم ، ومن الخير وصف أبي بكر بأنه أولو الفضل .
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    الفرع الثالث

    بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان الحديث عن موقعة الجمل.
    الأسس والدوافع
    رُوِّعت مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في واحدة من المآسي
    الكبرى في التاريخ، ولم يكن مقتله عن ذنب اقترفه أو جرم ارتكبه أو سياسية باطشة التزمها أو ظلم أوقعه على أمته،
    وإنما استشهد في فتنة عمياء شهدتها المدينة المنورة، دبّر لها من دبّر، وأعد لها مخططوها لتفريق الأمة، وشغلها في حرب طاحنة تلتهم ثرواتها
    وزهرة شبابها، وتستنفد ثرواتها ومقومات حياتها.
    وكان وراء إثارة هذه الفتنة اليهودي "عبد الله بن سبأ"، الذي ادعى الإسلام في عهد عثمان وبث أفكاره الخبيثة بالناس،
    وأخذ بنشرها في البلاد، وراح يخطط للنَّيل من عثمان بن عفان وولاته؛ فاستجاب له بعض ضعاف النفوس وأهل الأهواء.
    سيطر الثائرون وأهل الفتنة على المدينة المنورة، وكانوا نحو عشرة آلاف من البصرة والكوفة ومصر، وبقيت الأمة بغير خليفة يدبر لها أمورها،
    وظل "الغافقي بن حرب" وهو من زعماء الفتنة يصلي بالناس إماما في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدة أيام قبل أن يختار
    الناس خليفتهم، وأصبح الناس في حيرة من أمرهم.
    وفي هذا الموقف العصيب لم يكن هناك من الصحابة من هو أجدر لمنصب الخلافة الراشدة من علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
    فهو أقدمهم سابقة في الإسلام، وأشدهم بأسا وشجاعة، وأكثرهم علما وفقها، وأبلغهم لسانا وبيانا؛ فاتجهت إليه الأنظار،
    وتعلقت به القلوب والآمال ليحمل مسئولية الأمة وقيادة الركب في هذه الفتنة الهوجاء والمحنة القاسية التي ألمت بالمسلمين،
    فقبل المنصب، وتحمل تبعاته بشجاعة واحتساب صادق، وتمت البيعة المباركة في اليوم (25 من ذي الحجة 35ﻫ = 24 من يونيو 656م).
    المهمة الصعبة
    تولى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الخلافة ودم سلفه العظيم عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه لم يجف بعد،
    وقاتِلوه لا يزالون بالمدينة، وعليه أن يقتص من قتلة عثمان رضي الله تعالى عنه ويعيد للخلافة هيبتها، وكان ذلك مطلبا عاما؛
    فذهب إليه طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ـ رضي الله تعالى عنهما ـ يطلبان منه أن يقيم حد القصاص على قتلة عثمان
    رضي الله تعالى عنه فأجابهما بأن الأمر يحتاج إلى تمهل وتأنٍ؛ فالذين قاموا بالقتل عدد قليل، ولكن وراءهم عشرة آلاف
    يملئون المدينة قد خدعوا بهم، وهم مستعدون للدفاع عنهم؛ ولذلك عندما كانوا يسمعون قائلا يقول: من قتل عثمان؟
    كانوا يجيبون في صيحة واحدة نحن جميعا قتلناه، فاقتنع الصحابيان الجليلان ـ رضي الله تعالى عنهما ـ بما قاله علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لهما.
    وكانت الخطوة التي أقدم عليها أمير المؤمنين "علي" رضي الله تعالى عنه هي عزل كل الولاة الكبار الذين كانوا على عهد عثمان
    رضي الله تعالى عنه حتى تهدأ الفتنة وتستقر الأمور، وكان هؤلاء الولاة قد اتخذهم أهل الفتنة والثورة ذريعة للطعن على عثمان بن عفان
    رضي الله تعالى عنه والخروج عليه، واتهامه ظلما وبهتانا بمحاباتهم ومجاملتهم؛ فعزل " معاوية بن أبي سفيان "عن ولاية الشام،
    و"عبد الله بن سعد بن أبي السرح" عن ولاية مصر، و" عبد الله بن عامر" عن ولاية البصرة، و" أبا موسى الأشعري " عن ولاية الكوفة رضي الله تعالى عنه.
    أصداء القرارات الصعبة
    وهذا القرار الأخير راجعه فيه ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه لا اعتراضا على القرار الذي هو من حق الخليفة
    في أن يعين من يراه جديرا بتحمل المسئولية، والقيام بأمر الولاية التي يتولاها على خير وجه، وأن يكون هناك تنسيق بين الخليفة وأمرائه
    في الولايات، ولكن لأن الأوضاع العامة لا تزال مضطربة، والنفوس مشتعلة، والفتنة قائمة تحتاج إلى وقت حتى تهدأ.
    ولذا اقترح عليه ابن عباس أن يرجئ تنفيذ هذا القرار فترة ولو لمدة سنة، أو يعزل من يشاء من الولاة، ويبقي معاوية على ولاية الشام؛
    لأن معاوية لم يكن محل شكوى الثائرين، ولم يشترك أهل الشام في الفتنة، ولكن الإمام علي أصر على تنفيذ القرار؛ محتجا بأن
    الثائرين إنما ثاروا غضبا من ولاة عثمان، ولن تهدأ ثورتهم ما لم يُعزلوا، وكان من أثر ذلك أن الولاة الجدد تسلموا مهامهم
    خلفا لولاة عثمان، في الوقت الذي رفض معاوية بن أبي سفيان أن ينفذ القرار، ومنع دخول " سهل بن حنيف " الوالي الجديد إلى
    الشام من قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
    دارت رسائل ومخاطبات بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان حول هذا الشأن؛ الأول يطلب من الآخر أن يبايعه بالخلافة،
    وأن يذعن لأوامره باعتباره الخليفة الشرعي المبايَع من كبار الصحابة. على حين يطالب معاوية من الخليفة أن يقتص
    من قتلة عثمان باعتباره ولي دمه؛ لأنه ابن عمه قبل أن يبايعه بالخلافة.
    وقد ظل الأمر على هذا النحو شهرين من خلافة علي، والرسائل تدور بينهما دون أن تحقق نتيجة مرضية؛ حتى فوجئ الإمام
    علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه برسالة من معاوية تتضمن عبارة واحدة "من معاوية إلى علي"؛ وهو ما يعني أن معاوية
    لم يقر بخلافة علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأنه مُصر على موقفه؛ إذ لم يصفه بأمير المؤمنين، وأدرك علي رضي الله تعالى عنه
    أن حمل معاوية على البيعة لن يكون إلا بالقوة؛ فاستعد لذلك، وإن كانت هذه الخطوة نصحه في عدم الإقدام عليها بعض الصحابة،
    ومنهم ابنه " الحسن بن علي " رضي الله تعالى عنه.
    موقعة الجمل
    وفي الوقت الذي أخذ فيه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يجهز للخروج إلى الشام، جاءه ما لم يكن يتوقع؛ فقد
    كانت أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قد أدت فريضة الحج، فسمعت وهي في طريقها إلى المدينة بنبأ
    مقتل عثمان، فغضبت لهذه الجريمة البشعة، وقفلت راجعة إلى مكة، وأخذت تردد: "قتل والله عثمان مظلوما، ".
    وفي مكة التقت بطلحة والزبير وبعض بني أمية من قوم عثمان، وتشاوروا في الأمر،وانتهي بهم الأمر إلى الاتجاه نحو البصرة؛
    باعتبارها أقرب بلد من البلاد التي اشترك أهلها في الفتنة والخروج على عثمان رضي الله تعالى عنه .
    وصلت هذه الأنباء إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فاضطر إلى تغيير خطته بالذهاب إلى البصرة لا إلى الشام قبل أن
    يصل جيش السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ ومن معها إلى البصرة، لكنها كانت أسبق منه في الوصول إليها، غير أن
    والي البصرة " عثمان بن حنيف " أصر على منعهم من دخول البصرة، ودارت معركة صغيرة قتل فيها نحو 600 من الفريقين؛
    فارتاعوا من كثرة القتلى، وتنادوا إلى السلم وعقد الصلح وانتظار قدوم الإمام علي رضي الله تعالى عنه إلى البصرة.
    وصل الإمام علي إلى البصرة، وعلم بما حدث من سفك الدماء؛ فأرسل رسولا إلى معسكر السيدة عائشة ـ رضي الله تعالى ـ
    عنها لبحث الأمر، وكانت النيات حسنة تبغي الإصلاح؛ فاتفقوا على الصلح، وتجديد البيعة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
    غير أن أنصار الفتنة ساءهم هذا الاتجاه، وأدركوا أن الصلح بين الفريقين لا يتفق وأهدافهم، وسيجعل علي يقوى بانضمام الفريق
    الآخر إليه، ويجعله قادرا على إقامة الحد عليهم باعتبارهم قتلة عثمان؛ ولم يكن لعلي حيلة في وجودهم في معسكره، ولا يقدر
    على منعهم؛ لكونهم قوة كبيرة تساندهم عصبيات قبلية؛ مما ضعف من صلابة جيش علي ووحدته، وأثار الفُرقة والانقسام
    فيه فيما بعد، ولذا سارع زعيم الفتنة "عبد الله بن سبأ" بأن قدم لأصحابه اقتراحاً مؤداه أن يشنوا غارة بدون علم الإمام علي
    في جنح الليل على جيش السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، وهم نائمون؛ فقام أتباعه بتنفيذ اقتراحه، وكان هذا مقدمة
    لحرب "الجمل" التي راح ضحيتها اثنان من خيرة أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هما طلحة والزبير ـ رضي الله عنهماـ ونحو 20 ألفا من المسلمين.
    والحقيقة أن الصحابة الكرام لم يكونوا راغبين في إراقة الدماء، ولا يمكن أن يقع ذلك منهم، وقد رأينا رغبتهم في الصلح
    وحقن الدماء لولا أن أتباع ابن سبأ أفسدوا كل شيء، وأشعلوا الحرب بعد أن قتلوا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
    وبعد المعركة أسند علي ولاية البصرة إلى عبد الله بن عباس، وانصرف إلى الكوفة ليستعد لإخضاع معاوية بن أبي سفيان أمير الشام
    الذي أعلن المعارضة من دون الولاة، وحاول الخليفة أن يحسم الأمر بالحسنى والسلم، لكن المفاوضة بينهما لم تصل إلى حل يحقن
    الدماء لإصرار معاوية على مطلبه بتسليم قتلة عثمان ليقتلوا به، ثم يكون الأمر للأمة إن شاءت اختارت عليا وإن شاءت رفضت بيعته.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    درء الشبهات
    هذه الواقعة جعلت الرافضة وهي فرقة مارقة عن الإسلام يتطاولون على السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، قديماً حيث تصدي
    لهم الإمام ابن تيمية باقتدار شديد، وحديثا مثل ما ادعاه الدكتور محمد التيجاني السماوي، تونسي الأصل حاصل على الدكتوراه
    في الفلسفة من جامعة السربون وكان سنياً ثم اعتنق المذهب الرافضي فألف كتابه والمعنون بـ" ثم اهتديت "
    والكتاب من منشورات مؤسسة الفجر بلندن ويقيم حالياً ببلجيكا بعد أن طردته الحكومة التونسية من أراضيها،
    ولقد تصدي له الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي فرد عليه بكتابه المعنون بـ " كتاب الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال "
    وهو الذي اعتمدنا عليه كثيراً في بحثنا هذا.
    يقول هذا الرافضي: طاعناً في أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها وأبيها ـ ص139 وما بعدها:
    «ونتساءل عن حرب الجمل التي أشعلت نارها أم المؤمنين عائشة، إذ كانت هي التي قادتها بنفسها، فكيف تخرج أم المؤمنين عائشة
    من بيتها التي أمرها الله بالاستقرار فيه بقوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
    وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )الأحزاب: ٣٣
    ونسأل بأي حق استباحت أم المؤمنين قتال خليفة المسلمين علي ابن أبي طالب وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة....
    ولمزيد البحث وليطمئن قلبي أقول أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الفتن التي تموج كموج البحر قال: لما سار طلحة
    والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر والحسن بن علي فقدما علينا الكوفة، فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي
    فوق المنبر في أعلاه، وقام عمار أسفل من الحسن ، فاجتمعنا إليه فسمعت عماراً يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة ،
    ووالله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي. كما أخرج البخاري أيضاً
    في كتاب الشروط، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: قام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطيباً فأشار نحو
    مسكن عائشة، فقال: ههنا الفتنة ههنا الفتنة ههنا الفتنة، من حيث يطلع قرن الشيطان.... وبعد كل هذا أتساءل كيف استحقت
    عائشة كل هذا التقدير والاحترام من أهل السنة والجماعة، أ لأنها زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فزوجاته كثيرات،
    وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسه].
    وجوابــه:
    أن قوله إنها أشعلت نار حرب الجمل وقادتها بنفسها... الخ كلامـــه فهذا من أظهر الكذب الذي يعلم فساده كل من له
    إطلاع على التأريخ وأحداث موقعة الجمل، وذلك أن هذه المعركة لم تقع بتدبير أحد من الصحابة لا علي ولا طلحة ولا الزبير ولا عائشة،
    بل إنما وقعت بغير اختيار منهم ولا إرادة لها، وإنما أنشب الحرب بينهم قتلة عثمان لما رأوا أن الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
    أوشكوا على الصلح، كما نقل ذلك المؤرخون وصرح به العلماء المحققون للفتنة وأحداثها:
    يقول الباقلاني في كتابه [ التمهيد في الرد على الملحدة ص233]: « وقال جلة من أهل العلم إن الوقعة بالبصرة بينهم كانت
    على غير عزيمة على الحرب بل فجأة، وعلى سبيل دفع كل واحد من الفريقين عن أنفسهم لظنه أن الفريق الآخر قد غدر به،
    لأن الأمر كان قد انتظم بينهم وتم الصلح والتفرق على الرضا، فخاف قتلة عثمان من التمكن منهم والإحاطة بهم ،
    فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا، ثم اتفقت أرائهم على أن يفترقوا ويبدؤوا بالحرب سحرة في العسكرين ، ويختلطوا ويصيح
    الفريق الذي في عسكر علي: غدر طلحة والزبير، ويصيح الفريق الآخر الذي في عسكر طلحة والزبير: غدر علي، فتم لهم
    ذلك على ما دبروه، ونشبت الحرب، فكان كل فريق منهم مدافعاً لمكروه عن نفسه، ومانعاً من الإشاطة بدمه،
    وهذا صواب من الفريقين وطاعة لله تعالى إذا وقع، والامتناع منهم على هذا السبيل، فهذا هو الصحيح المشهور، وإليه نميل وبه نقول».
    ويقول ابن العربي في كتابه [العواصم من القواصم ص159.]: « وقدم علي البصرة وتدانوا ليتراءوا، فلم يتركهم أصحاب الأهواء،
    وبادروا بإراقة الدماء، واشتجر بينهم الحرب، وكثرت الغوغاء على البغواء، كل ذلك حتى لايقع برهان، ولا تقف الحال على بيان،
    ويخفى قتلة عثمان، وإن واحداً في الجيش يفسد تدبيره فكيف بألف».
    ويقول ابن حزم في كتابه [ الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/238-239.]: « وأما أم المؤمنين والزبير وطلحة رضي الله تعالى
    عنهم ومن كان معهم فما أبطلوا قط إمامة علي ولا طعنوا فيها... فقد صح صحة ضرورية لا إشكال فيها أنهم لم يمضوا
    إلى البصرة لحرب علي ولا خلافاً عليه ولا نقضاً لبيعته... وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما كان الليل عرف
    قتلة عثمان أن الإغارة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة والزبير، وبذلوا السيف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم فرُدِعُوا حتى
    خالطوا عسكر علي، فدفع أهله عن أنفسهم، وكل طائفة تظن ولا تشك أن الأخرى بدأتها بالقتال، فاختلط الأمر اختلاطاً لم يقدر
    أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه، والفسقة من قتلة عثمان، لعنهم الله لا يفترون من شب الحرب وإضرامها».
    فهذه بعض من أقوال العلماء المحققين كلها متفقة على أن الحرب يوم الجمل نشأت بغير قصد من الصحابة ولا اختيار منهم، بل
    إنهم كانوا كارهين لها، مؤثرين الصلح على الحرب، ولم يكن لأي أحد من الصحابة أي دور في نشوبها ولا سعي في إثارتها،
    لا عائشة ـ رضي الله عنها ـ كما زعم هذا الرافضي ولا غيرها، وإنما أوقد جذوتها وأضــرم نارهــا سلف هذا الرافضي الحاقد،
    وغيرهم من قتلة عثمان رضي الله تعالى عنه وهو اليوم يرمي أم المؤمنين بذلك، فعليهم من الله ما يستحقون، ما أشد ابتلاء الأمة بهم،
    وأعظم جنايتهم عليها قديماً وحديثاً.
    وأما قوله: إنها خرجت من بيتها، وقد أمرها الله بالاستقرار فيه في قوله تعالى:
    (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
    لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب: ٣٣
    فالرد عليه:
    أن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ إنما خرجت للصلح بين المسلمين، ولجمع كلمتهم، ولما كانت ترجو من أن يرفع الله بها الخلاف
    بين المسلمين لمكانتها عندهم، ولم يكن هذا رأيها وحدها ،بل كان رأي بعض من كان حولها من الصحابة الذين أشاروا عليها بذلــك.
    يقول ابن العربي في كتابه [ أحكام القرآن 3/569-570.]: « وأما خروجها إلى حرب الجمل فما خرجت لحرب،
    ولكن تعلق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة وتهارج الناس، ورجوا بركتها في الإصلاح وطمعوا في الاستحياء
    منها إذا وقفت للخلق، وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بالله في قوله: [لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة
    أو معروف أو إصلاح بين الناس] وبقوله: [وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما] والأمر بالإصلاح ،
    مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى حر أو عبد...».
    وجاء في: [ تاريخ الطبري 4/462.] .." إن الغوغاء من أهل الأمصار، ونزاع القبائل، غزوا حرم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
    وأحدثوا فيه الأحداث، وآووا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا تره ولا عذر،
    فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام، وأحلوا البلد الحرام، والشهر الحرام، ومزقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في
    دار قوم كانوا كارهين لمقامهم، ضارين مضرين غير نافعين ولا متقين، ولا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم
    ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا، وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا، وقرأت: { لا خير في كثير من نجواهم إ
    لا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} فنهض في الإصلاح ممن أمر الله عز وجل، وأمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه ونحثكم على تغييره".
    وفي [ الثقات لابن حبان 2/282.] وهو يتحدث عن خروج السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قال: "...... وقد خرجت
    مصلحة بين الناس، فمر من قبلك بالقرار في منازلهم، والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبون من صلاح أمر المسلمين).
    وجاء في [ تاريخ الطبري 4/488، والبداية والنهاية لابن كثير 7/248.] : "ولما أرسل علي القعقاع بن عمرو لعائشة ومن
    كان معها يسألها عن سبب قدومها، دخل عليها القعقاع فسلم عليها، وقال: ( أي أُمة ما أشخصك
    وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: أي بنيّ إصلاح بين الناس).‎
    ونقل ابن العماد في[ شذرات الذهب 1/42 ] " وبعد انتهاء الحرب يوم الجمل جاء علي إلى عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقال لها:
    (غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح". فتقرر أنها ما خرجت إلا للإصلاح بين المسلمين، وهذا سفر طاعة لا ينافي ما أمرت به
    من عدم الخروج من بيتها، كغيره من الأسفار الأخرى التي فيها طاعة لله ورسوله كالحج والعمرة.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى الكبرى في الرد على الرافضة في هذه المسألة ص 139:
    ( فهي ـ رضي الله عنها ـ لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها،
    كما لو خرجت للحج والعمرة، أو خرجت مع زوجها في سفره، فإن هذه الآية قد نزلت في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وقد سافر بهن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك كما سافر في حجة الوداع بعائشة ـ رضي الله عنها ـ وغيرها وأرسلها
    مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم، وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأقل
    من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحججن كما كن يحججن معه في خلافة عمر
    رضي الله تعالى عنه وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان، أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزاً،
    فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين فتأولت في ذلك).
    وأما قول الرافضي: استباحت قتال خليفة المسلمين...
    فقد تقدم إنها ما خرجت لذلك، وما أرادت القتال، وقد نقل الزهري عنها أنها في كتابه [ المغازي ص154.] قالت بعد موقعة الجمل:
    (إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً).‎
    ولهذا ندمت ـ رضي الله عنها ـ بعد ذلك ندماً عظيماً على شهود موقعة الجمل، على ماروى ابن أبي شيبة عنها
    في مصنفه [ ا 7/543.] أنها قالت وددت أني كنت غصناً رطباً، ولم أسر سيري هذا ).‎
    وفي [ الكامل في التاريخ 3/254. لابن الأثير] أنها قالت للقعقاع بن عمرو: ( والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ).‎‎
    وموقف عائشة ـ رضي الله عنها ـ هذا هو موقف علي رضي الله تعالى عنه من الحرب بعد وقوعها.
    فقد روى [ ابن أبي شيبة في مصنفه 7/541.]: أن علياً قال يوم الجمل: ( اللهم ليس هذا أردت، اللهم ليس هذا أردت ).
    وعنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: ( وددت أني كنت مت قبل هذا بعشرين سنة ) [المصدر نفسه 7/544، والكامل لابن الأثير 3/254.].
    فثبت بهذا أن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما أرادت القتال أولاً، وندمت أن شهدته بعد وقوعه، فلئن كان ذنباً فهو
    مغفور لها من وجهين: بعدم القصد، وبالتوبة منه، هذا مع ما ثبت أنها خرجت لمقصد حسن وهو الصلح بين المسلمين،
    فهي بذلك مأجورة على قصدها مغفور لها خطؤها.
    وموقف علي رضي الله تعالى عنه من الحرب دليل على أنه يرى أنها حرب فتنة، ولهذا تمنى لو لم يدخلها، وأنه مات قبلها بعشرين سنة،
    وذلك لاشتباه الأمور فيها، ولكونه لم يظهر له أن في قتال مخالفيه يوم الجمل حقاً ظاهراً، ولو أنه كان يعتقد في مخالفيه ما يعتقده
    الرافضة فيهم من الكفر والردة عن الإسلام بحربهم لعلي رضي الله تعالى عنه ، فإنه لو كان يعتقد فيهم هذا لما ندم على قتالهم ذلك
    الندم العظيم، ولفرح بقتلهم وقتالهم لما في ذلك من عز الإسلام وقمع أعدائه، ولما فيه من الأجر العظيم. كما حصل ذلك منه بعد
    قتال الخوارج ـ مع كونه لا يعتقد كفرهم ـ إلا أنه فرح بقتالهم فرحاً عظيماً، وكبر الله سروراً بقتلهم لمّا تأكد له وصفهم، الذي
    عهد به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن ذلك وجود ذي الثدية فيهم، على ما جاء ذلك مخرجاً في الصحيحين.‎(.
    [انظر: صحيح البخاري: ( كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام ) فتح الباري 8/617-618، ح3610، وصحيح مسلم:
    ( كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج ) 2/748-749]
    وفي هذا أكبر رد على هؤلاء الرافضة الطاعنين في أصحاب النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَالمتهمين لهم بالعظائم، فلو كان لهم عقول لما
    حادوا عن موقف علي من مخالفيه الذي لم يكن يتهمهم في دينهم، ولا يذمهم بشيء مما يتشدق به هؤلاء الأفاكون المجرمون ،
    بل ثبت ثناؤه عليهم، ووصفه لهم بالإيمان والتقوى، واستغفاره لهم، كما تقدم نقل ذلك مفصلاً فيما قد سبق من البحث وكما
    مر قريباً استغفاره لعائشة واستغفارها له فرضي الله عنهم جميعاً.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    وأما طعن الرافضي في أم المؤمنين عائشة بقول عمار: ( والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي ).
    فالرد عليه:
    أن ليس في قول عمار هذا ما يطعن به على عائشة ـ رضي الله عنها ـ بل فيه أعظم فضيلة لها، وهي أنها زوجة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    في الدنيا والآخرة، فأي فضل أعظم من هذا، وأي شرف أسمى من هذا، فإن غاية كل مؤمن رضا الله والجنة، وعائشة ـ رضي الله عنها ـ
    قد تحقق لها ذلك بشهادة عمار ـرضي الله عنهـ الذي كان مخالفاً لها في الرأي في تلك الفتنة، وأنها ستكون في أعلى الدرجات
    في الجنة بصحبة زوجها رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما شهد لها بذلك علي نفسه بعد انتهاء حرب الجمل على ما نقل الطبري
    أنه جاءها فأثنت عليه خيراً وأثنى عليها خيراً وكان فيما قال كما هو في [ تاريخ الطبري 4/544.]:
    ( أيها الناس صدقت والله وبرّت... وإنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ).
    وبهذا قد جاء الحديث الصحيح المرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ما روى الحاكم في المستدرك من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ
    أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها: ( أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة، قالت: بلى والله ، قال: فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة).
    [ رواه الحاكم في المستدرك 4/10، وقال: « حديث صحيح ولم يخرجاه»
    وقال الذهبي في التلخيص المطبوع في حاشية المستدرك: «صحيح» كما أورد هذا الحديث مصطفى العدوي في كتابه الصحيح المسند
    من فضائل الصحابة وحكم بصحة الحديث 356 ص
    فيكون هذا الحديث من أعظم فضائل السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ ولذا أورد البخاري الأثر السابق عن عمار
    في مناقب عائشة ـ رضي الله عنها ـ.)[ انظر: صحيح البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة ـ رضي الله عنها ـ)،
    فتح الباري 7/106، ح3772.
    وطعن الرافضي به على عائشة دليل على ضعف عقله، وقلة فهمه، وهذا مصداق ما ذكره العلماء عنهم أن هؤلاء الرافضة
    هم أكذب الناس في النقليات وأجهل الناس في العقليات [ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وقد تقدم نقل النص كاملاً ص 139.].
    فتبين أن أثر عمار هذا حجة على الرافضي لا له.
    وأما قول عمار في الجزء الأخير من الأثر: ( ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها) فليس بمطعن على عائشة ـ رضي الله عنها ـ وبيان ذلك من عدة وجوه:
    الوجه الأول: أن قول عمار هذا يمثل رأيه، وعائشة ـ رضي الله عنها ـ ترى خلاف ذلك، وأن ما هي عليه هو الحق،
    وكل منهما صحابي جليل، عظيم القدر في الدين والعلم، فليس قول أحدهما حجة على الآخر.
    الوجه الثاني: أن أثر عمار تضمن معنيين أولهما قوله:" إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة " وهذا نص حديث صحيح كما تقدم،
    والآخر قوله: ( ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه أو إياها ) وهذا قول عمار، فإن كان قول عمار غير معارض للحديث فلا مطعن حينئذ،
    وإن كان معارضاً للحديث فالحديث هو المقدم.
    الوجه الثالث: أن الشهادة بأنها زوجة صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدنيا والآخرة، حكم عام باعتبار العاقبة والمآل.
    وقول عمار حكم خاص في حادثة خاصة، فرجع الحكم الخاص إلى العام وآل الأمر إلى تلك العاقبة السعيدة فانتفى الطعن.
    الوجه الرابع: أن غاية ما في قول عمار هو مخالفتها أمر الله في تلك الحالة الخاصة، وليس كل مخالف مذموماً حتى تقوم عليه الحجة بالمخالفة،
    ويعلم أنه مخالف، وإلا فهو معذور إن لم يتعمد المخالفة، فقد يكون ناسياً أو متأولاً فلا يؤاخذ بذاك.
    الوجه الخامس: أن عماراً ـرضي الله عنهـ ما قصد بذلك ذم عائشة ولا انتقاصها، وإنما أراد أن يبين خطأها في الاجتهاد نصحاً للأمة،
    وهو مع هذا يعرف لأم المؤمنين قدرها وفضلها وقد جاء في بعض روايات هذا الأثر عن عمار أن عماراً سمع رجلاً يسب عائشة، فقال:
    (اسكت مقبوحاً منبوحاً،والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتطيعوه أو إياها). [نقله ابن كثير في البداية والنهاية 7/248]
    ونحن نقول لهذا الرافضي المتطاول على أم المؤمنين كما قال عمار: اسكت مقبوحاً منبوحاً.
    وأما قول الرافضي إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: ههنا الفتنة ههنا الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان،
    وطعنه على عائشة ـ رضي الله عنها ـ بذلك وزعمه أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد أن الفتنة تخرج من بيتها.
    فجوابه:
    أنه لا يخفى ما في كلامه هذا من التضليل والتلبيس ،وقلب الحقائق والتدليس على من لا علم عنده من العامة وذلك بتفسيره
    قول الراوي: (فأشار نحو مسكن عائشة) على أن الإشارة كانت لبيت عائشة وأنها سبب الفتنة، والحديث لا يدل على هذا بأي وجه من الوجوه،
    وهذه العبارة لا تحتمل هذا الفهم عند من له أدنى معرفة بمقاصد الكلام.
    فان الراوي قال:
    ( أشار نحو مسكن عائشة ) أي جهة مسكن عائشة، ومسكن عائشة رضي الله عنها يقع شرقي مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    فالإشارة إلى جهة المسكن وهو ( المشرق ) لا إلى المسكن، ولو كانت الإشارة إلى المسكن لقال: ( أشار إلى مسكن عائشة )
    ولم يقل: ( إلى جهة مسكن عائشة) والفرق بين التعبيرين واضح وجلي.
    وهذه الرواية التي ذكرها أخرجها البخاري في كتاب فرض الخمس باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    [انظر: صحيح البخاري مع فتح الباري 6/210، ح3104.] وليس كما زعم الرافضي أنها في كتاب الشروط.
    وهذا الحديث قد جاء مخرجاً في كتب السنة من الصحيحين وغيرهما من عدة طرق، وبأكثر من لفظ، وقد جاء التصريح في هذه
    الروايات بأن الإشارة كانت إلى المشرق، وجاء النص فيها على البلاد المشار إليها بما يدحض دعوى الرافضي ويغني عن التكلف في الرد عليه بأي شيء آخر.
    وها هي ذي بعض روايات الحديث من عدة طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما فعن ليث عن نافع عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ
    أنه سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مستقبل المشرق يقول: ( ألا أن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان ).‎
    [ أخرجه البخاري في: كتاب الفتن، باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفتنة من قبل المشرق، فتح الباري 13/45، ح7093،
    ومسلم: كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2228، ح2905]،وعن عبيد بن عمر قال: حدثني نافع عن ابن عمر:
    ( أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام عند باب حفصة فقال بيده نحو المشرق: الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان قالها مرتين أو ثلاثاً )،
    [ أخرجه مسلم: كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2229.].وعن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
    (وهو مستقبل المشرق، ها إن الفتنة ههنا، ها إن الفتنة ههنا، ها إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان).
    ‎ [ أخرجه مسلم: كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2229.].
    وفي هذه الروايات تحديد صريح للجهة المشار إليها وهي جهة المشرق، وفيها تفسير للمقصود بالإشارة في الرواية التي ذكرها الرافضي.
    كما جاء في بعض الروايات الأخرى للحديث تحديد البلاد المشار إليها.
    فعن نافع عن ابن عمر قال: ( ذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا:
    يا رسول الله وفي نجدنا [قال الخطابي: « نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق، ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة »،
    فتح الباري لابن حجر 13/47.] فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان). [أخرجه البخاري:
    (كتاب الفتن، باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفتنة من قبل المشرق)، فتح الباري 13/45، ح7094.]
    وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال: يا أهل العراق؟ ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول:
    سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ( إن الفتنة تجيء من ههنا وأوْمَأ بيده نحو المشرق ، من حيث يطلع قرنا الشيطان).
    ‎ [ أخرجه مسلم: (كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق... 4/2229.].
    وفي بعض الروايات جاء ذكر بعض من يقطن تلك البلاد من القبائل ووصف حال أهلها.
    فعن أبي مسعود قال: ( أشار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده نحو اليمن فقال: ألا إن الإيمان ههنا، وإن القسوة وغلظ القلوب
    في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر). [ الفدّادون: الذين تعلوا أصواتهم في حروثهم
    ومواشيهم واحدهم: فدّاد وقيل هم المكثرون من الإبل. النهاية لابن الأثير 3/419.]. [أخرجه البخاري في:
    (كتاب بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال) فتح الباري 6/350، ح3302،
    ومسلم: (كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان فيه) 1/71، ح51.].
    فدلت هذه الروايات دلالة قطيعة على بيان مراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَمن قوله:
    (الفتنة هاهنا) وأن المقصود بذلك بلاد المشرق، حيث جاءت الروايات مصرحة بهذا، كما جاء في بعضها وصف أهل تلك البلاد
    وتعيين بعض قبائلها، مما يظهر به بطلان ما ادعى الرافضي من أن الإشارة كانت إلى بيت عائشة، فإن هذا قول باطل،
    ورأي ساقط، لم يفهمه أحد وما قال به أحد سوى هذا الرافضي الحاقد، والذي يحمله على هذا هو بغضه لأم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنهاـ
    فعليه من الله ما يستحق وألبسه الله بطعنه في الصحابة لباس الذل والخزي في الدنيا والآخرة.
    وأما قوله: كيف استحقت عائشة كل هذا التقدير والاحترام من أهل السنة والجماعة، ألأنها زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزوجاته
    كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وجوابه
    أما كيف استحقت كل هذا التقدير فلما ثبت من فضائلها العظيمة الثابتة بالنصوص الصحيحة.
    فمن ذلك تبرئة الله تعالى لها من فوق سبع سموات، في آيات من كتاب الله تتلى إلى أن يأذن الله برفع كتابه من الأرض، وذلك في قول الله تعالى
    من سورة النور: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ
    وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )النور: ١١
    إلى قوله تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ
    مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )النور: ٢٦
    فهذه الآيات من أكبر الأدلة على طهارتها، وشرفها، وعلو شأنها في الدين.
    ومن الأدلة على فضلها من السنة.
    ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: قال: رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً:
    حَدَّثَنَا ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُوفِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ ‏عَنْ ‏ ‏زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَامِرٍالشَّعْبِيِّ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبُو سَلَمَةَ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏‏حَدَّثَتْه
    أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ لَهَا ‏ ‏إِنَّ ‏ ‏جِبْرِيلَ ‏ ‏يُقْرِئُكِ
    السَّلَامَ قالَتْ وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏رَجُلٍ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏بَنِي نُمَيْرٍ ‏‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَدِّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏
    ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏وَقَدْ رَوَاهُ ‏ ‏الزُّهْرِيُّ ‏ ‏أَيْضًا ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيسَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ(‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏‏يُونُسَ ‏
    ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو سَلَمَةَ ‏ ‏إِنَّ ‏‏عَائِشَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‏ ‏قَالَتْ ‏‏قَالَرَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَوْمًا ‏
    ‏يَا ‏‏عَائِشَ ‏ ‏هَذَا ‏ ‏جِبْرِيلُ ‏ ‏يُقْرِئُكِ السَّلَامَ فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ اسَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ تَرَى مَا لَا أَرَى تُرِيدُ رَسُولَ ا لله‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.‎).
    [ رواه البخاري في: (كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة ـ رضي الله عنها ـ)، فتح الباري 7/106، ح3768،
    ومسلم: ( كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة ـ رضي الله عنها ـ 4/1896].
    وعن أبي موسى الأشعري ـرضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏
    ‏قَالَ اثَنَا‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏يَحْيَى ‏ ‏فِي حَدِيثِهِ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنِي ‏ ‏عَمْرُوبْنُ مُرَّةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏ابْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏عَن ‏ ‏مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ‏ ‏عَن‏ ‏أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ
    ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ولَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ غَيْرُ ‏ ‏مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ‏ ‏
    وَآسِيَةَامْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ‏ ‏وَإِنَّ فضْلَ‏‏عَائِشَةَ‏ ‏عَلَى النِّسَاءِكَفَضْلِ ‏الثَّرِيدِ ‏ ‏عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ).‎
    [ رواه أحمد في مسنده حديث رقم 18837 رواه البخاري في: (كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة ـ رضي الله عنهاـ)،
    فتح الباري 7/106، ح3769، والجزء الأخير من الحديث وهو قوله: (‏وَإِنَّ فضْلَ‏‏عَائِشَةَ‏ ‏عَلَى النِّسَاءِ...) أخرجه البخاري أيضاً من
    طريق أنس ابن مالك في الباب نفسه برقم 3770، ومسلم في: ( كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل عائشة ـ رضي الله عنهاـ) 4/1895، ح2446.].
    وعن هشام بن عروة عن عائشة قالت إنْ كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليتفقد يقول:
    (‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَجَدْتُ فِي كتَابِي ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي أُسَامَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏هِشَامٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏قَالَتْ ‏‏إِنْ كَانَ
    رَسُولُ الله ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَيَتَفَقَّدُ يَقُولُ ‏ ‏أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ أَيْنَ أَنَا غَدًا اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ يومِي قَبَضَهُ الله بين ‏سَحْرِي ‏وَنَحْرِي).
    [رواه البخاري في: (كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة)، فتح الباري 7/107، ح3774، ومسلم:
    (كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل عائشة) 4/1893، ح2443.].
    وعن هشام بن عروة قال: (‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادٌ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هِشَامٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ‏كَانَ النَّاسُ
    يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏‏قَالَتْ ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ ‏‏فَقُلْنَ يَا ‏ ‏أُمَّ سَلَمَةَ ‏ ‏وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏
    ‏وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ
    مَادَارَ قَالَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ ‏ ‏أُمُّ سَلَمَةَ ‏ ‏لِلنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي
    فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ ‏ ‏يَا ‏ ‏أُمَّ سَلَمَةَ ‏ ‏لَا تُؤْذِينِي فِي ‏ ‏عَائِشَةَ ‏‏فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا).
    [ رواه البخاري في: ( كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة حديث رقم 2491)، فتح الباري 7/107، ح3775.].
    وعن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت:
    أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من قال: ثم عمر بن الخطاب فعدّ رجالاً).
    [ رواه البخاري في: ( كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لو كنت متخذاً خليلاً)، فتح الباري 7/18، ح3662،
    ومسلم: ( كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر) 4/1856، ح2384.].
    إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على فضلها، وسبقها، وعلو شأنها في الدين، وعظيم مكانتها عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وفي هذا أكبر رد على هذا الرافضي الذي يتساءل مكابراً: لأي شيء استحقت عائشة هذا التقدير! فنقول له: لما ثبت من فضلها على
    لسان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتفردها بتلك المناقب العظيمة التي لم يشاركها فيها أحد من أمهات المؤمنين
    عدا خديجة ـ عليها السلام ـ في تسليم جبريل عليها[‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُمَارَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي زُرْعَةَ ‏
    ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏‏أَتَى ‏ ‏جِبْرِيلُ ‏‏النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ ‏ ‏خَدِيجَةُ ‏ ‏قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ ‏
    ‏إِدَامٌ ‏ ‏أَوْطَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ ‏ ‏فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا ‏‏صَخَبَ ‏ ‏فِيهِ وَلَا ‏ ‏نَصَبَ ]
    كما هو ثابت في الصحيح. [انظر: صحيح البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب تزوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خديجة
    وفضلها حديث رقم 3536)، فتح الباري 7/133-134، ح3820، ومسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة) 4/1887، ح2432.].
    وأرجو أن تتأمل قول السيدة خديجة وهي تعقب على قول جبريل عليه السلام لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَام َمِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي ]
    حيث قالت : الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام.
    فهي لم تقل وعلى الله السلام كما نقول نحن فهذا لا يصح في شأنه تعالى وإنما قالت: الله هو السلام ومنه السلام
    وعلى جبريل السلام.. رضي الله تعالى عنها، فلقد كانت فقيهة وهي أول من استدل على نبوة زوجها بحسن أخلاقه.
    وأما قول الرافضي وفيهن (أي أمهات المؤمنين) من هي أفضل منها بتصريح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلعله
    يريد بذلك خديجة ـ رضي الله عنها ـ وهذا غير مسلم، فالمفاضلة بين خديجة وعائشة محل نزاع كبير بين العلماء المحققين،
    وذلك أن العلماء متفقون على أن أفضل نساء الأمة، خديجة وعائشة وفاطمة، ثم اختلفوا بعد ذلك في المفاضلة بينهن ـ رضي الله عنهن ـ.
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: « وأفضل نساء هذه الأمة خديجة، وعائشة، وفاطمة، وفي تفضيل بعضهن على بعض نزاع».)[ مجموع الفتاوى 4/394.].
    وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن خديجة وعائشة أميّ المؤمنين أيهما أفضل؟ فأجاب:
    «بأن سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ونصرها وقيامها في الدين لم تشاركها فيه عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين،
    وتأثير عائشة في آخر الإسلام وحمل الدين وتبلغيه إلى الأمة وإدراكها من العلم ما لم تشاركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها ». [مجموع الفتاوى 4/393.]
    وقال ابن حجر: « وقيل انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة». [ فتح الباري 7/109.]
    وقال في شرح حديث أبي هريرة وأن جبريل أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمره أن يقرأ خديجة السلام من ربها وفيه:
    «قال السهيلي: استدل بهذه القصة أبو بكر بن داود على أن خديجة أفضل من عائشة لأن عائشة سلم عليها جبريل من قبل نفسه،
    وخديجة أبلغها السلام من ربها ، وزعم ابن العربي أنه لا خلاف في أن خديجة أفضل من عائشة، ورد بأن الخلاف ثابت قديماً،
    وإن كان الراجح أفضيلة خديجة بهذا وبما تقدم». [ فتح الباري 7/139.].
    والمقصود هنا أن الخلاف بين العلماء في المفاضلة بين خديجة وعائشة مشهور، وليس المقام هنا مقام تحرير الخلاف في ذلك،
    وإنما القصد هو بيان بطلان دعوى الرافضي في زعمه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نص على تفضيل خديجة على عائشة وصرح بذلك
    إذ لو حصل ذلك لما اختلف العلماء هذا الاختلاف الكبير في المفاضلة بينهن.
    وعلى كل حال فليس فضل إحداهما على الأخرى بمطعن على المفضولة ، بل في هذا أكبر دليل على علو مكانة هؤلاء
    النساء الثلاث ( فاطمة وخديجة وعائشة ) حيث إن الخلاف لم يخرج عنهن في أنهن أفضل نساء الأمة، وهذا نقيض ما قصده الرافضي الحاقد،
    فإنه إنما أراد بتفضيل خديجة على عائشة تنقص عائشة وهذا من جهله وقلة فهمه، فما الذي يضر عائشة لو كانت ثانية أو ثالثة نساء الأمة في الفضل،
    وهل هذا مدعاة لاحترامها وتقديرها أم للنيل منها والطعن فيها!!... الحكم في هذا لك أيها القارئ وبه تعرف مدى ضلال هؤلاء
    الرافضة وبلادة أفهامهم وسخف عقولهم.
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,125
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-12-2022
    على الساعة
    12:17 PM

    افتراضي

    قصيدة مؤثرة عن أم المؤمنين عائشة ، والرد على مبغضيها :



    الصِّدِّيقةُ بنت الصِّدِّيق, حبيبةُ الحبيب, وإلفُهُ القريب, والطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ والطَّيِّبونَ للطَّيِّبات ) الطَّيِّبةُ زوجُ الطَّيِّب, , المُبَرَّأةُ مِن فوقِ سبع سماوات,
    لم يتزوَّج رسول الله صلى اللهعليه وسلم بِكْراً غيرها, ولم ينزل عليه الوحيُ في لِحافِ امرأةٍ سواها, ولم يَكُنْ في أزواجِهِ مَن هي أحبُّ إليه منها.


    ومِن فضلها أنَّه لا تُعلَمُ امرأةٌ في الدُّنيا هي أعلمُ بشرعِ الله منها, حُبُّها قُربةٌ, وبُغْضُها ضلالٌ, وسَبُّها فُجورٌ, وقَذْفُها كُفْرٌ,
    وقد أجمع العلماء على كفرِ مَن قَذَفَها بعد براءتها؛لأنَّه مُكَذِّبٌ للقرآن.


    مَن رَضِيَها أُمًّا له فهو مؤمن, ومَن لم يرضها فليس بمؤمن, وصَدَقَ الله إذ يقول: ( النَّبيُّ أَوْلَى بالمؤمنينَ مِن أَنفُسِهِمْ وأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)



    وهذه قصيدة بلسانها نظمها ابن بهيج الأندلسي:





    ما شَانُ أُمِّ المؤمنيـن وشَانـي""هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانـي


    إِنِّي أَقُولُ مُبيِّنـاً عَـنْ فَضْلِهـا"" ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِهـا بِلِسَانـي


    يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْـرَ مُحَمَّـدٍ""فالبَيْتُ بَيْتي والمَكـانُ مَكانـي


    إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ""بِصِفاتِ بِـرٍّ تَحْتَهُـنَّ مَعانـي


    وَسَبَقْتُهُنَّ إلي الفَضَائِـلِ كُلِّهـا""فالسَّبقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَانـي


    مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبي""فالْيَوْم يَوْمي والزَّمـانُ زَمانـي


    زَوْجي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْـرَهُ""اللهُ زَوَّجنـي بــهِ وحَبَـانـي


    أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْـدي سِـرُّهُ""وضَجيعُهُ فـي مَنْزلـي قَمَـرانِ


    وتَكلـم اللهُ العظيـمُ بحُجَّـتـي""وبَرَاءَتِي فـي مُحكـمِ القُـرآنِ


    واللهُ حَفَّرَني وعَظَّـمَ حُرْمَتـي"" وعلـى لِسَـانِ نبِيِّـهِ بَرَّانـي


    واللهُ وبَّـخَ مـنْ أراد تَنقُّصـي""إفْكاً وسَبَّحَ نفسهُ فـي شانـي


    إنـي لَمُحْصَنـةُ الإزارِ بَرِيئَـةُ""ودليلُ حُسنِ طَهارتي إحْصانـي


    واللهُ أحصنَنـي بخاتِـمِ رُسْلِـهِ""وأذلَّ أهـلَ الإفْـكِ والبُهـتـانِ


    وسَمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمـدٍ""من جِبْرَئيـلَ ونُـورُه يَغْشانـي


    أَوْحى إليهِ وكُنتَ تَحـتَ ثِيابِـهِ""فَحَنى علـيَّ بِثَوْبـهِ وخبَّانـي


    مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتـي"" ومُحَمَّدٌ فـي حِجْـره رَبَّانـي؟


    وأخذتُ عن أبوي ديـنَ محمـدٍ""وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانـيِ


    وأبي أقامَ الدِّيـن بَعْـدَ مُحمـدٍ""فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِنانـي


    والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي"" حَسبي بهذا مَفْخَـراً وكَفانـي


    وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ""وحَبيبهِ فـي السِّـرِّ والإعـلانِ


    نصـرَ النبـيَّ بمالـهِ وفِعالـه""وخُروجهِ مَعَـهُ مـن الأوطـانِ


    ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى""بِردائهِ أكـرِم بِـهِ مـنْ ثـانِ


    وجفا الغِنى حتى تَخلـل بالعبـا""زُهـداُ وأذعـانَ أيَّمـا إذعـانِ


    وتخللتْ مَعَـهُ ملائكـةُ السمـا""وأتتهُ بُشرى الـهِ بالرضـوانِ


    وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائـمٍ""في قتلِ أهلِ البَغْـيِ والعُـدوانِ


    قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهـم"" وأذل أهـلَ الكُفـر والطُّغيـانِ


    سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابـةَ للهدى""هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ


    واللهِ ما استبَقُوا لنيـلِ فضيلـةٍ""مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رهـانِ


    إلا وطارَ أبـي إلـي عليائِهـا"" فمكانُـه منهـا أجـلُّ مكـانِ


    ويـلٌ لِعبـدٍ خـانَ آلَ مُحمـدٍ"" بعَـداوةِ الأزواجِ والأخـتـانِ


    طُُوبى لمن والى جماعةَ صحبهِ"" ويكون مِن أحبابـه الحسنـانِ


    بينَ الصحابةِ والقرابـةِ أُلْفَـةٌ"" لا تستحيلُ بنزغَـةِ الشيطـانِ


    هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلاً"" هل يستوي كَفٌ بغيـر بَنـانِ؟


    حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي""وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ مـن الأضغـانِ


    حُبُّ البتولِ وبعلها لـم يختلِـفْ""مِن مِلَّة الإسـلامِ فيـه اثنـانِ


    أكرم بأربعـةٍ أئمـةِ شرعنـا""فهُـمُ لبيـتِ الديـنِ كالأركـانِ


    نُسجتْ مودتهم سدىٍ في لُحمةٍ""فبناؤهـا مـن أثبـتِ البُنيـانِ


    اللهُ ألـفَ بيـن وُدِّ قلوبـهـم""ليغيـظَ كُـلَّ مُنافـق طـعـانِ


    رُحماء بينهمُ صفـت أخلاقُهُـمْ""وخلت قُلُوبهـمُ مـن الشنـآن


    فدُخولهم بيـن الأحبـة كُلفـةٌ""وسبابهم سببٌ إلـي الحرمـان


    جمع الإلهُ المسلمين على أبـي""واستُبدلوا من خوفهـم بأمـان


    وإذا أراد اللهُ نُصـرة عـبـده""من ذا يُطيقُ لهُ علـى خـذلانِ


    من حبيني فليجتنب من سبنـي""إن كانَ صان محبتي ورعانـي


    وإذا محبي قد ألـظَّ بمُبغضـي""فكلاهما في البُغض مُستويـانِ


    إنـي لطيبـةُ خُلقـتُ لطيـب""ونساءُ أحمدَ أطيـبُ النِّسـوان


    إني لأمُ المؤمنيـن فمـن أبـى""حُبي فسوف يبُـوءُ بالخسـران


    اللهُ حببـنـي لِقـلـبِ نبـيـه""وإلي الصراطِ المستقيمِ هدانـي


    واللهُ يُكرمُ مـن أراد كرامتـي""ويُهين ربي مـن أراد هوانـي


    والله أسألُـهُ زيـادة فضـلـه""وحَمِدْتُهُ شمـراً لِمـا أولانـي


    يا من يلوذُ بأهل بيـت مُحمـد"" يرجو بذلك رحمـةَ الرحمـان


    صل أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُـدْ""عنَّـا فتُسلـب حُلـت الإيمـان


    إني لصادقـة المقـالِ كريمـةٌ""أي والذي ذلـتْ لـه الثقـلانِ


    خُذها إليكَ فإنما هـي روضـةٌ""محفوفـة بالـروح والريحـان


    صلَّى الإلهُ على النبـي وآلـه""فبهـمْ تُشـمُّ أزهـرُ البُستـانِ




    -----------------------------------------------


    (1) القمران: أبو بكر وعمر, وهما ضجيعا النبي صلى الله عليهوسلم.


    (2) خفرني: حماني وأجارني.


    (3) في قوله تعالى: ( سبحانك هذا بهتانعظيم).


    (4) الكوى: جمع كُوَّة, والكوة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء أوالضوء.


    (5) الأختان: كل مَن كان مِن قِبَلِ المرأة, كأبيها وأخيها.


    (6) حصرت: ضاقت صدورهم.


    (7) ألظ: لَزِمَه ولم يفارقه.


    (8)قوله يا من يلوذ بأهل بيت محمد, يبدو أنه يخاطب بها الرافضة !!!
    التعديل الأخير تم بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد ; 04-12-2012 الساعة 03:24 PM
    لتحميل كتبي فضلاً الضغط على الصورة التالية - متجدد بإذن الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



صفحة 7 من 14 الأولىالأولى ... 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قالوا عن المرأة في الإسلام
    بواسطة أُم عبد الله في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2014, 04:14 PM
  2. قالوا عن المرأة في الإسلام
    بواسطة Abou Anass في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-04-2014, 07:35 PM
  3. قالوا عن المرأة
    بواسطة صقر قريش في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 10:02 PM
  4. قالوا عن المرأة في الإسلام
    بواسطة ronya في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-06-2008, 08:21 AM
  5. قالوا عن المرأة
    بواسطة سواد الليل في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-01-2007, 08:42 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا

قالوا عن المرأة وياليتهم ما قالوا