آسفة على عدم التردد على موقعكم المبجل، لكن تخبطي وحيرتي وشعوري باليأس من حياتي بعدما تركت الدين، هي أسباب جعلت مني عاجزة عن القيام بأي فعل! سأخبركم بما فعلت من بعد أن تركتم أحبتي الكرام، وقبل أن أتعرف على حضراتكم.
ذهبت إلى قسيس الكنيسة وأخبرته بشكوكي حول الدين (
خففت حدة الواقعة أمامه)، فأخذ بيدي وسار وهو يقول لي: «
إن الشيطان قد غمر حياتك بعد دخولك إلى منتديات المسلمين! لذا عليك أن تبتعدي عن هذه المنتديات، ولا تدخلي إليها، واقرأي الإنجيل جيداً لتجدي ضالتك، إمم؟»
قلت: «
حسناً! سأفعل ما قلته لي! لكن أريد أن تعلم أن هؤلاء المسلمين رائعون جداً في التعامل مع الغير!»
فقال: «
أعلم ذلك جيداً، ونحن نقدرهم، لكن لا نؤمن بعقيدتهم، وهي التي كنت أقصد أنه من ورائها دخل الشيطان إلى قلبك».
ففكرت في نفسي بكلامه قائلةً: «
كيف سأقتنع بعد هذا بصحة ديني؟».
أنا في تخبط منذ الوقت الذي وقع فيه إنجيل يهوذا تحت عينيّ وبعده إنجيل برنابا.
سأروِ لكم القصة منذ البدء:
كنت في أيام الدراسة أسأل مدرِّسة التربية المسيحية، وأقول لها: «
كيف نؤمن بكتب لا يعرف من كتبها؟».
فقالت: «
من قال لكِ هذا؟ الكتب كلها معروف من كتبها!».
فقلت: «
حقاً يا آنسة؟ لكنني أعرف أن أسفار أخبار الملوك والأيام، وأيوب، وأستير وغيرها، لا يعرف من كتبها».
فأجابت: «
نعم نعم، صحيح!، لكن يا عزيزتي العهد القديم هو تمهيد للعهد الجديد، وتبشير بقدوم ملك المحبة والسلام، إنه الرسالة السامية التي تحققت في العهد الجديد، ولهذا فنحن نتقبلها، بغض النظر عن معرفة كاتبها».
فقلت لها: «
هل يعني هذا أنه أي رسالة سامية فيها علامات جرت في العهد الجديد نتقبلها؟».
فردت: «
نعم أحسنتِ! لكن لا توجد رسائل سامية إلا بين دفتي الكتاب المقدس كتاب الرب يسوع، الذي أتمنى أن ينور دربك، ويجعلك تبتعدين عن هذه الأسئلة».
رحت مبتسمة في وجهها إلا أن الغضب كان قد حمي في أحشائي، هل تعتبرني صغيرة لتهزأ بي؟ هناك الكثير من الكتب غير القانونية فيها سمو كبير، حصل بعضها في العهد الجديد، كذلك إن سفر نشيد الأناشيد، لم أجد له ربطاً مع العهد الجديد.
ذهبت ونسيت الموضوع ثم أخذت بقراءة إنجيل يهوذا من البدء وحتى النص التالي: {
4فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوْعُ هَذَا الْكَلاَم، ضَحِكَ وَقَاْلَ لَهُمُ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُوْنَ فِي قُلُوْبِكُمْ حَوْلَ ذَلِكَ الاِبْنُ الْقَوِيُّ وَالْمُقَدَّسُ؟ 5الْحَقَّ أَقُوْلُ لَكُمُ، أَنَّهُ لاَ أَحَدَ مِنْ مَوَالِيْدِ هَذَا الزَّمَنِ سَيَرَىْ ذَلِكَ الاِبْنَ. وَلاَ مَلَائِكَةَ الشَّيَاطِيْنِ قَادِرَةٌ عَلَى حُكْمِ ذَلِكَ الاِبْنُ. 6وَلاَ الإِنْسَانُ الْمَوْلُوْدُ بِقَدَرٍ هَالِكٍ سَيَشْتَرِكُ مَعَ ذَلِكَ الاِبْنِ. لِأَنَّ ذَلِكَ الاِبْنُ لَنْ يَأْتِيَ مِنْ ..... بَلْ أَصْبَحَ ..... 7إِنَّ اِبْنَ الإِنْسَانِ ذَلِكَ سَيَكُوْنُ مِنْ أَبْنَاءِ الْبَشَرِيَّةِ مِنْ قَلْبِ مَمَالِكِهِمْ ذُوْ قُوَّةٍ، 8الَّذِي سَتُعْطَى لَهُ سُلُطَاتٍ مِنْ قِبَلِ الْمُسَيْطِرِ». 9عِنْدَمَا سَمِعَ تَلاَمِيْذُهُ هَذَا الْكَلاَمَ، اِضْطَرَبَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُمُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقُوْلُوا كَلِمَةً.}
في البداية كنت أقول عن هذا النص أنه يقصد أقنوم الابن يسوع في مجده بين ملائكة السماوات، ولكن لفتتني الجملة القائلة: (
سيكون من أبناء البشرية من قلب ممالكهم) و (
الذي ستعطى له سلطات من قبل المسيطر).
من قلب الممالك الأرضية؟ بين أبناء البشرية؟ الله سيعطيه سلطانه على الأرض؟
قلت هذا يعني أن المسيح في نظر يهوذا ما هو إلا بشر وإنسان!
ولكن جملة (
ذو قوة)! المسيح لم يكن ذو قوة على الأرض!!! إذاً من ابن الإنسان المقصود؟
قلت إذا كان ابن الإنسان المقصود هنا هو عبد، فربما التي في الأناجيل الأخرى هي تعني "
عبد" أيضاً! متناسية بدون قصد في تفكيري هذا أننا لا نؤمن بإنجيل يهوذا!
ولكن بعد دقائق أعدت القراءة فيه فلاحظت ما يلي: {
11فَقَالَ التَّلَامِيْذُ لَهُ حِيْنَ لاَحَظُوا اِبْتِسَامَتَهُ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ!، لِمَاذَا تَسْخَرُ مِنْ صَلاَةِ الْحَمْدِ الَّتِي نَقُوْمُ بِهَا؟ نَحْنُ نَقُوْمُ بِعَمَلٍ صَحِيْحٍ!». 12فَرَدَّ عَلَيْهِمْ قَائِلَاً لَهُمْ: «أَنَا لاَ أَسْخَرُ مِنْكُمُ، لَكِنَّنِي أَبْتَسِمُ لأَنَّكُمُ لاَ تَفْعَلُوْنَ هَذَا لِمُلْكٍ خَاصٍّ بِكُمْ، وَإِنَّمَا تَفْعَلُوْنَهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَكُوْنَ اللهُ مُمَجَّدَاً فَقَطْ».
13عِنْدَئِذٍ قَالُوا: «يَا مُعَلِّمُ! أَأَنْتَ اِبْنَ إِلَهِنَا؟» 14فَقَالَ لَهُمْ يَسُوْعُ: «كَيْفَ عَرَفْتُمُوْنِي؟ الْحَقَّ أَقُوْلُ لَكُمُ، أَنَّهُ لاَ يُوْجَدُ فِي أَجْيَالِكُمْ أُنَاسٌ سَيَعْرِفُوْنَنِي كَمَا أَنْتُمُ».
14عِنْدَمَا سَمِعَ التَّلاَمِيْذُ هَذَا الْكَلاَم، غَضِبُوا وَاِغْتَاظُوا، وَأَخَذُوا يُجَدِّفُوْنَ وَيَكْفُرُوْنَ ضِدَّهُ فِي قُلُوْبِهِمِ. 15فَلاَحَظَ يَسُوْعُ عَلَيْهِمُ قِلَّةَ إِدْرَاكِهِمْ، وَقَالَ لَهَمْ: «لِمَاذَا قَادَكُمُ التَّأَثُّرُ بِكَلاَمِيَ إِلَى الْغَضَبِ؟ 16إِلَهُكُمُ الَّذِي بَيْنَكُمْ أَثَّرَ عَلَيْكُمْ فَقَادَكُمْ إِلَى غَضَبِ قُلُوْبِكُمْ؟ 17تُرَى! أَيُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَدَيِهِ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَكْفِي بَيْنَ الْبَشَرِ، لِيَكُوْنَ إِنْسَانَاً مِثَالِيَّاً، وَيَقِفَ أَمَامَ وَجْهِيَ؟» 18فَقَالُوا جَمِيْعَاً: «لَدَيْنَا الْقُوَّةُ». إِلاَّ أَنَّ قُلُوْبَهُم لَمْ تَتَجَرَّأْ أَنْ تَمْثُلَ أَمَامَهُ.}
قلت: «
لاهوت يسوع موجودٌ في إنجيل يهوذا! هذا يعني أنه ليس ابن الإنسان الذي يكرز باسمه!» بعدها أخذت في القول: «
ما لي وهذا الإنجيل الهرطوق؟ كله تزييف في تزييف!»
بعد أيام من ذلك، أخذت في قراءة إنجيل برنابا. وبررت لنفسي (
بعد إحساسي بالتوهان) أنني أقرأ الأناجيل اللاقانونية بقصد المعرفة لا أكثر!
أخذت أقرأ وأقرأ وأقرأ، ولاحظت تكرار اسم محمد رسول الإسلام في هذا الإنجيل قائلة بعد ذلك «
ما هذا الإنجيل إلا من تأليف إسلامي».
لكنني لم أكن مطمئنة البتة، كان الظلام سائداً في حياتي، بسبب غيوم وسحب الشك والقلق.
قررت أن أدخل إلى منتديات أتباع المرسلين الإسلامية، لعلي أستطيع أن أطرد القلق، بأن اقنعكم بعقيدتي فيقوَ إيماني بها.
لكن ما حدث هو معاكس لما كنت أتمنى! فقد ازداد شكي أكثر وأكثر لتصفحي كثير من المواضيع المقنعة، وكيف أن الصلاة كانت في زمن المسيح، بإشارة من الأخ عمر الفاروق، وما زاد الطين بلة، أو ما ألغى الطين كله وحل الماء محله، هو إثبات الأخ طارق أن النسختين الأساسيتين للبايبل، تُحَرَّفان وبكل سهولة، تحت رغبة الناسخ.
عندها أخذت في قراءة الكتاب أكثر، وبدلاً من أن أجد الراحة النفسية، خسرت ما تبقى منها معي، لقد كنت أحقد على اليهود جداً بعدما أخذت أقرأ (
ملاحظة: أنا لا أعرف عن العهد القديم كثيراً، وربما بقية المسيحيين أيضاً، لأنني قرأته مرة واحدة فقط في حياتي، ولم أتمعن فيه يوماً، والسبب هو أن القراءة فيه مرتين تشعرني بالملل!).
وضعت مشاركتي لأخفف من غضبي وحقدي، ثم دفعني الفضول لأعرف آرائكم وتعليقاتكم حول تركي لديني، فقرأت مشاركات طمئنتني كثيراً، ولكن بعضها أغضبني.
المهم!، تركت المنتدى، وكما سبق وذكرت، ذهبت إلى أبينا في الكنيسة، وقال لي ما قال، اتبعت نصيحته بقراءة الإنجيل (
الكتاب المقدس بالعموم نسميه الإنجيل) فقرأت وأصبحت موقنة بعد عدة قراءات أن الكتاب المقدس فيه الكثير من الريب.
بعد حزن وصدمة شديدين، واتباع للادين، وحتى بعد ذهابي للكنيسة، لم أجد راحة أو يقيناً البتة، إلا أنني بت واثقة الآن في أن ديني محرَّف ومبدَّل، ولاقتناعي واعتيادي على هذا الأمر نسيت الأسى، وكلي أمل ورجاء في أن أجد إجابة عندكم!
أخي
طارق!، هذه هي أسئلتي سأطرح سؤالاً في كل مشاركة، ربما أسئلتي كثيرة، إلا أنه عليك أن تحتملني وهذا رجائي فيك.
السؤال الأول: إذا كان "القرآن الكريم" كتاب الله حقاً، والإسلام دين الله بصدق، فلماذا لم يصبهما التحريف مع أن الكتاب (التوراة والإنجيل) في القرآن، هما كتابان سماويان قد أصابهما التحريف؟
يعني لماذا لم يحفظهما الله كما حفظ القرآن؟ وحفظهما على الأرض هو شيء لمصلحة الدين الإسلامي، حتى يعم العالم، ولا أحد يتبع غيره؟ أوليس كلام الله محفوظاً؟ يعني من الممكن أن يتحرف القرآن (ليس اتهاماً وإنما حواراً) طالما أن التوراة والإنجيل والمزامير و....إلخ تحرفت! |
أنتظر ردك
المفضلات