السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عذرًا لانشغالي عن الدخول في المنتدي و المشاركة , والله المستعان .
أخي الحبيب كايند صن , بالنسبة لسؤالك , فاعلم أن الحافظ إبن حجر ما كان ليروي الخبر إلا و عنده علم واسع بصحة الخبر و تواتره , فهو من فحول علماء الحديث على مر العصور .
و أذكرك أخي الحبيب برواية لأبي نعيم بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه في هذه القصة أن خديجة أولاً أتت ابن عمها ورقة فأخبرته الخبر فقال : ( لئن كنت صدقتني إنه ليأتيه ناموس عيسى الذي لا يُعَلِمُه بنو إسرائيل أبناءهم ) أى النصرانية التى لا يعتقدها النصارى و لا التي يُعلمها النصارى أبناءهم , بل النصرانية الحنيفية التى جاء بها المسيح عليه السلام , و هذه الرواية ذكرها الحافظ في فتح الباري , و هذا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ورقة كان على التوحيد العيسوي لا على الشرك البولسي !
كما أن الناظر إلى روايات بدء الوحي يجد أن ورقة قد شهد للنبي صلى الله عليه و سلم بأنه نبي أخر الزمان , و أنه المبشر به في أسفار السابقين , و أنه لو أدركه حين يخرجه قومه لكان ناصره , و إلى غير ذلك مما يبين بجلاء إعتقاد ورقة و دينه , و حسبنا شهادة النبي صلى الله عليه و سلم لورقة بأنه من أهل الجنة و هو الذي قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم : ما من يهودي و لا نصراني يسمع بالذى أرسلت به و يعرض إلا كان من أهل النار .
و أختم بمقولة الحافظ إبن حجر :
(وأما ما تمحل له السهيلي من أن ورقة كان على اعتقاد النصارى في عدم نبوة عيسى ودعواهم أنه أحد الأقانيم فهو محال لا يعرج عليه في حق ورقة وأشباهه ممن لم يدخل في التبديل ولم يأخذ عمن بدل ) ( فتح البارى فى شرح صحيح البخارى – كتاب بدء الوحي - ) .
المفضلات