المبحث السادس (6-1-6) التلاميذ لم يوافقوا على التحلل من بعض الناموس
بعد أن عرفنا أن تيطس يوستس هو نفسه تيطس الذى ذكره بولس فى رسائله وبعد أن عرفنا بالأدلة أن تيطس فى رسائل بولس كان فى الحقيقية من بنى اسرائيل ولكنه لا يتبع اسلوب الحياة اليهودية ولم يختن
فان هذا يوضح لنا زيف النصوص التي تزعم موافقة التلاميذ على تحلل الأمم من الناموس لأن :-
1- لم يكن هناك أمميين أمنوا أصلا حتى يوافقوا على تحللهم من الناموس
سفر أعمال الرسل يخبرنا أن بولس ظل يكرز بين الأمم حتى النهاية بدليل أنه فى الاصحاح 18( 18 :6 ) هدد (اليهود واليونانيين) بالذهاب الى الأمم ولكنه تراجع بعد ذلك عن تهديده
راجع الفقرة 2 - المبحث الثالث - الفصل الأول - الباب الرابع فى هذا الرابط :-
بينما قصة ذهابه وبرنابا الى أورشليم وموافقة التلاميذ على تحلل الأمم من الناموس كانت فى الاصحاح 15 ، مما يؤكد أنها قصة مزيفة تم الزج بها على نصوص سفر أعمال الرسل فقد كان النقاش والخلاف حول بنى اسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين وكان اليهود المتدينون يطلقون عليهم مسمى (يونانيين)
ولكن حتى هؤلاء لم يوافق التلاميذ على تحللهم من الناموس
ولكن كاتب رسالة غلاطية حاول ايهام الناس بذلك عن طريق الزعم بأن تيطس كان معه عند ذهابه الى أورشليم ولم يعترض أحد على عدم ختانه (غلاطية 2 :1، 2 :3)
و تيطس هذا كان فى الأصل من بنى اسرائيل
راجع الفصل الثاني - الباب الرابع فى هذا الرابط :-
فالنزاع الأصلي لم يكن على الأمم ولكن كان على اتباع اليهود المتأغرقين (الهيلنيين) للناموس
2- التناقض فى توقيت تعرف بولس على تيطس
يتكلم كاتب رسالة غلاطية فى الاصحاح الثاني عن الاجتماع الذى حدث بين بولس وبرنابا وبين التلاميذ فى أورشليم
وهو الاجتماع المشار اليه فى سفر أعمال الرسل الاصحاح 15
فنقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى :-
(غل 1:2: ”ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضًا إلى أورشليم مع برنابا آخذًا معي تيطس أيضًا”.
ثم بعد أربع عشرة سنة: غالبًا من تاريخ رؤياه وإيمانه بالمسيحية.
صعدت أيضًا إلى أورشليم:هذه الزيارة تقابل ما ورد في أع 15 (مجمع أورشليم).)
انتهى
و كاتب رسالة غلاطية وهو يتكلم عن اجتماع أورشليم فيزعم أن تيطس الغير مختون ذهب مع بولس وبرنابا الى أورشليم وأن التلاميذ لم يلزموه بأن يختن ثم بعد ذلك حدث الخلاف بين بولس وبين التلاميذ (ومنهم برنابا)
ولكن فى سفر أعمال الرسل يخبرنا أن الخلاف حدث بين بولس وبرنابا وانهما انفصلا (أعمال 15 :37 الى 15 :39 ) ثم بعد ذلك تعرف بولس على تيطس فى (أعمال 18 :7)
ومن هنا يتضح الآتي :-
أ- التلاميذ لم يتعاملوا مع تيطس الغير مختون :-
كذب كاتب رسالة غلاطية عندما حاول نشر الاشاعات على التلاميذ (الحواريين) وايهام الناس بأنهم منافقين يفعلون شئ (وهو تعاملهم مع تيطس الغير مختون وقبولهم به وموافقتهم فى البداية على التحلل من الناموس) ثم يقولون شئ أخر وهو ضرورة الختان فالتلاميذ لم يقابلوا تيطس أصلا لأن بولس تعرف عليه بعد خلافه مع برنابا
وفعل كاتب الرسالة ذلك بسبب اختلاف تعاليمه بشكل كلى عن تعاليم التلاميذ (الحواريين)
ب- بطرس لم يأكل مع أمميين ولم يوجه له بولس اللوم لأن بطرس وقتها كان فى أورشليم وليس فى أنطاكية :-
كاتب رسالة غلاطية كذب عندما زعم أن بولس وجه لوم الى بطرس عندما كانوا فى أنطاكية وأكل بطرس مع أشخاص غير مختونين هناك (غلاطية 2 :11 الى 2 :13 )
لأن بطرس طبقا لسفر أعمال الرسل لم يكن فى أنطاكية أصلا عندما وقع الخلاف بين بولس وبرنابا ولكنه كان فى أورشليم (أعمال 15 :2 ، 15 :7، 15 :25 الى 15 :41 )
مما يعنى أن التلاميذ قالوا شئ معين ولكن عندما ذهب بولس وبرنابا الى هناك قام بولس بنشر تعاليم مخالفة مما أغضب برنابا وتركه (راجع الاصحاح 15 من سفر أعمال الرسل )
المفضلات