بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزميلة الفاضلة نور الحق تحية طيبة وبعد :
في حوارنا السابق وضحنا أن عبادة المسيح لم تظهر لا في عصر يسوع ولا في عصر التلاميذ وأن المؤمنين بيسوع من معاصريه وتلاميذه لم يعتقدوا فيه أكثر من النبوة حتى أقرب المقربين له يظنوا فيه غير النبوة بل إن من أقاربه حتى من كان ينكر عليه هذا الأمر كما في :
يوحنا 7/ 5 : لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به. (SVD)
وفي مرقس :
مرقس 3/21 :ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل. (SVD)
وكما بينا أيضاً أنه لم يطلب منهم غير ما فعله المؤمنين به أن يؤمنوا بأنه نبي مرسل من عند الله وهكذا فعلوا هم سواء التلاميذ أو غيرهم من عامة اليهود والناس ,وقد أوردت الكثير من النصوص فلتراجع في موضعها بما يغني عن إعادتها هنا .
وكذلك فقد اتضح أنه نفى عن نفسه الألوهية تماماً بكثير من النصوص الواضحة الدلالة والمعنى بلا لبس .
وعلى هذا فأصبح من المعلوم عند القاصي والداني أن عبادة يسوع لم تظهر في عصره في القرن الأول أو بداية القرن الثاني , إنما على أفضل تقدير ظهرت في نهايات القرن الثاني وبدايات القرن الثالث كما نستشفه ونقرأه من التاريخ .
ولا نستطيع أن نقول أن فلان بعينه هو من قام ونادى في الناس أن يسوع هو إلهكم فاعبدوه لأننا ( كمسلمين ) لم نكن موجودين لنكلف بتوثيق وتحقيق هذا الأمر وحقيقة هو لا يعنينا كثيراً بقدر ما يعني المسيحيين ليعرفوا من بدأها .
ولكننا حقيقة نقطع أنه ما دعى المسيح أحداً إلى عبادته أبداً وما فعل ذلك تلاميذه ولا أقاربه إنما كما قلت قد ظهرت هذه البدعة فيهم في بداية القرن الثالث أو نهاية الثاني لتداخل عقائد المسيحية مع عقائد وثنية كثيرة كانت موجودة في الشرق والغرب ولا شك أنك ستتعجبين حينما تعلمين أن هناك العديد من الآلهة قبل المسيحية المولودين من عذراء عند ظهور نجم في السماء وفعلوا المعجزات , المتبوعين بإثنى عشر رسولاً أو تلميذاً المخلصين للبشر بموتهم على الصليب القائمين من الموت بعد ثلاثة أيام ...... إلخ في تطابق عجيب مع العقائد النصرانية المعروفة الآن , وحتى لا أطيل عليك أهديك كتاب قيم جداً للكاتب فرنسي إدغار ويند إسمه الأصول الوثنية للمسيحة تقديم أندريه نايتون تجديه على الرابط التالي :
http://www.4shared.com/file/25592998...2/_online.html
واختصاراً تستطيعين مراجعة هذا البحث القيم أيضاً في موقعنا :
https://www.ebnmaryam.com/alwathnya.htm
وإجابة للسؤال المطروح من أول من عبد المسيح فتاريخياً أقدم لك شخص أعلن هذا الأمر وتبناه في مجمع رسمي عقده الامبراطور الوثني قسطنطين في سنة 324 /325 ميلادية في نيقية والمعروف بمجمع نيقية وهو (( ألكسندر أثانسيوس )) , وأستطيع ان أقول لك أنه من هنا بدأت العبادة الرسمية ليسوع بتأييد من إمبراطور وثني شرع لهم إبادة كل من يقول بأن المسيح ليس إله وإنما رسول من عند الله كأمثال (( آريوس الموحد )) وكما قلت في صفحة التعليقات فإن التاريخ يكتبه المنتصر فقد كتب التاريخ أتباع ألكسندر و قسطنطين الوثني فشوهوا صورة آريوس وأتباعه كما أرادوا وقولوه مالم يقل واستحلوا قتله وقتل كل أتباعه وحرق كتبه بل وقتل كل من يحمل كتبه أو يؤمن بفكره , حتى استتب لهم الأمر وساد معتقدهم على من سواهم بإنتخابات في مجمع عقده امبراطور وثني كما أشرنا لاستباب الأمر في مملكته وتحكمه فيه على أتم وجه .
نختصر ما مضى في أربعة نقاط :
* يسوع لم يعبده أحد في عصره ولا في القرن الأول أو الثاني بعد وفاته .
* يسوع لم يطالب الناس بعبادته أو أمرهم أو أوعز إليهم بهذا بل طالب فقط أن يؤمنوا بكونه نبي مرسل من عند الله وأن الله وحده هو المستحق للعبادة .
* العقيدة المسيحية تحولت من عبادة الله الواحد الأحد إلى المعتقدات الوثنية وتشبهت بها كما ستفهمين ذلك بعد مراجعة الكتاب ( العقائد الوثنية في المسيحية ) ومن عشرات المراجع التاريخية .
*أول من نادى رسمياً ( كما نعرف ) بعبادة يسوع كان ألكسندر أثناسيوس مؤيداً من قبل الإمبراطور الوثني قسطنطين في سنة 324 /325 بعد ميلاد يسوع .
سائلاً الله رب العالمين أن ينير لك بصيرتك ويهديك لما يحبه ويرضاه .
من هو كاتب إنجيل لوقا ؟
تقبلي تحياتي على الدوام ودمت بخير دائماً .
أيوب .
المفضلات