ماهي العلاقه التي تربط نظرية القرود الخمسه بالنصارى ؟


(في البدايه الموضوع ليس للسخريه فالافضل الابتعاد عن الردود الساخره )


كثير منا سمع بنظرية القرود الخمسه التي تبدو للوهله الاولى ظريفة للغايه ولكنها من اهم دروس علم الاداره الحديثه ، بل انها غيرت اساليب تعامل الناس مع القوانين الموروثه ، و هي ليست على سبيل السخريه بل انها تنطبق علينا نحن جميعا ( ليس تشبيها لاحد بالقرود انما هي تجربه حقيقيه اثمرت عن اكتشاف تشابهها مع واقعنا ) .

لا علاقه لنا بالمنتدى بعلم الاداره ، ولا بالقرود الخمسه طبعا ، ولكن عندما قرأتها للوهله الاولى تذكرت النصارى فورا ، و لازلت اذكر بأن هذا الموضوع لا يسخر وليس موضوع استهزاء ولا دعابه ولا تسليه فعلماء علم الاداره الحديثه لم يقوموا بالتجارب من اجل السخريه من البشر بل من اجل ايجاد الحلول ، و تطبيق النظريه على النصارى يعني المثل .

فهو لتحسين حالهم ، لنتأمل معا ً ماذا تقول النظريه ، وماذا يفعل النصارى .

تقول النظريه ( لمن لم يتسنى له معرفة النظريه ) :-




أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص! وعلق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلما. بعد مدة قصيرة ستجد أن قردا ما من المجموعة سيعتلي السلم محاولا الوصول إلى الموز. ما أن يضع يده على الموز، أطلق رشاشا من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم!! بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، كرر نفس العملية، رش القردة الباقين بالماء البارد. كرر العملية أكثر من مرة


بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفا من الماء البارد

الآن، أبعد الماء البارد، وأخرج قردا من الخمسة إلى خارج القفص وضع مكانه قردا جديدا (لنسميه سعدان) لم يعاصر ولم يشاهد رش الماء البارد. سرعان ما سيذهب سعدان إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. بعد أكثر من محاولة سيتعلم سعدان أنه إن حاول قطف الموز سينال (علقة قرداتية) من باقي أفراد المجموعة

الآن أخرج قردا آخر ممن عاصروا حوادث شر الماء البارد (غير القرد سعدان)، وأدخل قردا جديدا عوضا عنه. ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد. القرد الجديد يذهب إلى الموز، والقردة الباقية تنهال عليه ضربا لمنعه. بما فيهم سعدان على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا ضربوه في السابق، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني (علقة) على يد المجموعة لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد


(ربما تعويضا عن حرقة قلبه حين ضربوه هو أيضا)

استمر بتكرار نفس الموضوع، أخرج قردا ممن عاصروا حوادث رش الماء، وضع قردا جديدا، وسيتكرر نفس الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضربا على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم. لماذا؟ لا أحد منهم يدري!! لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت




اعتقد ان هناك عدد منكم عرف وجه الشبه بين النظريه و بين النصارى ، كم من النصوص التي لا نعرف لها أصل في الكتاب المقدس ، وكم من القوانين و الاوامر التي عرفناها على مدى التاريخ يصدرها بولس و القساوسه و الباباوات ما رأينا لها شبيها بالكتاب المقدس .
ولكن لماذا اذن يتشبثون بها ؟؟
هل تذكرون لماذا عبد الناس الاصنام ؟؟ اقاموا الاصنام اولا من اجل العباد الصالحين ليتذكروهم ، و بالتدريج اصبح الناس يعظموهم ، ثم توسلوا بها الى الله للغفران ، ثم عبدوها من دون الله .

حدث هذا بالتدريج ، كذلك الامر معنا في العادات و التقاليد التي نرثها عن ابائنا و اجدادنا دون ان نعي الغرض منها .

و كذلك الامر مع النصارى الذين اتبعوا ماقاله القساوسه دون امر من الكتاب المقدس ، حتى ان عبادة المسيح بحد ذاتها ما أمر بها الا بولس الذي اصدر قوانين تناقض اوامر المسيح .

كيف وصل الامر الى هذا الحال ؟

لا شك لدينا ان المسيح لم يأمر احد بعبادته حتى في الكتاب المقدس لم يأمر شخص بعبادته ، بل ان يعبدوا الله لا شريك له ، الرب الذي في السماء ، و كذلك مشى على خطاه الحواريين ، و هناك جمع من الموحدين الكثر ، و أتى بولس الذي كان يؤذي المسيح و تلاميذه و يسرق الكنائس ليدعي انه رسول من عند المسيح ، و شيئا فشيء انزل قوانين مناقضه تماما لأقوال المسيح .

المشكله تكمن في ان نظرية القرود الخمسه تقول ان القرده القديمه كانت تضرب القرد الذي يحاول ان يصل الى الموز لانها ستتعرض لرش الماء ، كذلك كان اتباع الملك قسطنطين يضربون كل من ينطق بالتوحيد لان الملك قد اقر بالاناجيل الاربعه المعروفه اليوم ، و اعلن الوهية المسيح .

كان الناس يدركون في السابق ( او على الاقل بعضهم ) ان من سيخالف الامر سيعاقب ، شيئا فشيء اعتاد الناس على فكرة الوهية المسيح فاتخذوه الها ، حتى زماننا هذا .

وهذا شيء لا يستهان به ، هذا التخدير للعقل بجعل المسيح الها لمجرد كون الاباء و الاجداد من عبدة المسيح ، حتى دون الرجوع لاوامر المسيح ذاتها في الكتاب المقدس .

بل انه اصبح من المسلمات ان كلام بولس الذي يقول اعبدوا المسيح ، افضل من كلام المسيح ذاته الذي يقول اعبدوا الله ، لو ان المسيح قد سكت ، و لم ينطق بشيء ، لقلنا ان النصارى معذورين ، لكنه نطق باعظم كلمة وهي كلمة التوحيد .


التثليث ام التخدير ؟

الفكره الاعظم هي موضوع التثليث ، لو جلبنا انسان بدوي من الصحراء و سألته كم اله للكون ؟ لقال واحد ، و لم اعطيته الكتاب المقدس باستثناء رسائل بولس و قلت له كم اله للكون سيقول واحد ، والان من أين أتينا بفكرة التثليث ؟؟

هل هو حقا تثليث للرب ؟ أم هو تخدير للعقل ؟ حيث اننا اعتدنا على القوانين القديمه ( كما حدث مع القرود الخمسه الجدد الذين يضربون من يحاول الوصول للموز دون معرفة السبب ) فنحن نعاقب من يقول ان الله واحد لا اقانيم ثلاثه له ، ونقول انه كاذب دون ان نعي من أين أتت فكرة التثليث .

سألت احد النصارى قبل اقل من عام عن كيفية اكتشافهم لـفكرة التثليث ؟ كان جوابه غايه في الطرافه .
قال :-
(( نحن قرأنا الكتاب المقدس ، فوجدنا ان المسيح يرى انه اله ، و الروح القدس واضح من الكلام انها اله ، و الله الرب في السماء ، فعرفنا انه واحد ذا ثلاث اقانيم ))

اما أنا يا استاذ فسأقول بحسب خبرتي المتواضعه بالكتاب المقدس لو انني قرأته لاول مره فسأقول ان المسيح عبد لله و رسوله ، ولم يذكر انه اله ، اما الذكاء المفرط و الفلسفه الزائده و التعقيد فهي ليست من اطباع الانسان السوي .