المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جورج أبو كارو
التقدم في الاهتداء إلى إله واحد وثالوث
إن أردنا أن نشاهد سرّ الثالوث الأقدس
سؤال فني يطرح نفسه هل شاهدت سر الثالوث الأقدس أم أنها عبارة فلسفية
, وجب علينا التفكير كما فكّرت الكنيسة على مر الأيام . لا يفكّر المسيحي على طريقة الفيلسوف الذي يبتدع حقيقته , إذا صح القول , ويعرضها على أناس آخرين , فالمسيحي لا يبتدع الحقيقة , بل ينالها . إنه يفكّر طبعاً في هذه الحقيقة التي يتقبّلها , ولكن بقيامه أولاً بالاختبار الذي قامت به الكنيسة على مرّ القرون . والحال ان الكنيسة فكّرت انطلاقاً من وحي يسوع المسيح . من هو هذا الإنسان ؟
الشيء المفهوم هنا أن المسيحي لا يفكر إنما الكنيسة تفكر عنه وهذا أول سر حقيقي تكشفه لنا
لم يعترف الرسل بإيمانهم بألوهة يسوع صراحةً إِلاَّ في اعقاب تكوين استغرق زمناً طويلاً
( ثاني اعتراف ) ما يقرب عن 300 سنة بعد يسوع . سمعوا أولاً يسوع ينادي الله بأبيه رأوا يسوع يتصرف كرجل له خبرة مباشرة بالله و بالإنسان . فظهر لهم كمن كان في آن واحد إلهاً ينظر إلى الإنسان وإنساناً ينظر إلى الله . وشاهدوا تلك الألفة الفريدة التي تربط إنساناً بالله , والتي عاشها يسوع , لا أمامهم فقط , بل من أجلهم أيضاً,
كلام إنشائي لا طائل منه ولا دليل عليه بل هناك ألف دليل لضحضه . إذ إنه دعاهم إلى المشاركة فيها : " قولوا مثلي : أبي " مت 6/9 حافظ يسوع على تلك الألفة حتى في منتهى الألم , حين صمت الآب وبدا غائباً وأظهر الناس منتهى القساوة يسوع في منتهى الألم و الآب صامت ثم تقول : " يا أبتِ , أُسلم روحي بين يديك ...اغفر لهم "
لأ واضح جداً ثلاثة في واحد . ولمّا قام يسوع من بين الأموات , اتّضح ان الله كان مع هذا الرجل بين الأموات
هل تعتقد حقاً أن الله كان بين الأموات . لكن السؤال بقي مطروحاً : هل هذا الإنسان هو الله ؟ هل الله ويسوع اثنان ام واحد ؟ وفي العنصرة
عذراً لكن العنصرة كلمة جديدة علي هل يعلم أحد معنى العنصرة , استولى روح يسوع على الرسل
شوف الراجل بقى بيستولى ( حرامي يعني ) . فأصبح فيهم بعد اليوم من كان في يسوع , من كان به يسوع ما كان . وقادهم إلى الأعمال نفسها - أعمال الرسل - , وإلى مواجهة الأخطار نفسها , وإلى الجرأة نفسها في الموت . انه روح يسوع , لكنه لا يمكن أن يكون غير روح الله , لأنّ الله وحده قادر على هبة روحه . أمّا نحن فلا نستطيع أن نهب روحنا , لأنه خاصّ بنا على الاطلاق . يمكنني أن أهب من علمي ومن ثقافتي , لكنه من غير المعقول على الاطلاق أن أهب روحي
كلام إنشائي ( تخبيص بتخبيص ) . فلم يعترف الرسل بأن يسوع هو إله إلاَّ في العنصرة
عرف ما يلي: العنصرة . رأت الكنيسة نفسها أمام مفارقة إله واحد وثالوث
دخلنا بالكلام المفيد , وما لبثت أن ادركت أنها , ان لم تحافظ بدقة على المفارقة , تقضي على رجاء البشرية . لو لم يصر الله انساناً , كيف أمكن للانسان ان يؤلّه ؟ وكيف يمكن لإله لا يكون إلاَّ اقنوما واحداً ان يتجسّد ؟ فمثل ذلك الانسان الإله لن يستطيع أن يعرف إلهاً غير نفسه , ولن يستطيع ان يخاطب آخر,
بل يسجد لنفسه آه يا دهمان بطة . ناضلت الكنيسة نضالاً حماسياً في القرون الثلاثة الأولى من تاريخا , لكيلا يُقضى على عمق السر رغبةًً في ادراك معناه دون إبطاء . حين تكون المسألة مسألة معرفة الحق , لا يضحّي الروح القدس , بالرغم من رغبة الناس في الحلول الوسط , بما يقتضيه تفهّم أفضل لا يُحصل عليه إلاَّ بالبطء والجهد . خضعت الكنيسة لمنطق دقيق فرض عليها عدم الفصل , في وحدة ايمانها , بين الإيمان الثلاثي بتأليه البشرية وألوهة يسوع المسيح والثالوث الأقدس
شفيق يا راجل . فإن لم يكن الله ثالوثاً , كان التجسّد
أسطورة , وان كان التجسّد
أسطورة , لم يكن هناك من تأليه للإنسان . فالأمور مترابطة
ترابط الماء بالزيت . هنا يكمن مربط الفرس يا سيد جورج التجسد
أسطورة
أسطورة
أسطورة
أسطورة
أسطورة
.
المفضلات