الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 26

الموضوع: الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2017
    المشاركات
    90
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    08-05-2020
    على الساعة
    12:52 AM

    افتراضي

    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
    في الحقيقة موضوع رائع ومفيد وجميل جدا



    بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
    التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 28-11-2017 الساعة 09:59 AM

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاشف النصاري مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
    في الحقيقة موضوع رائع ومفيد وجميل جدا



    بارك الله فيكم وجزاكم كل خير


    وبارك فيكم أخي العزيز. شكرا وكل عام وأنتم بخير بمناسبة مولد خير الأنام الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 10: جاء في سورة النمل 20-28 ... " وَتَفَقَّدَ (أي سليمان) الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ... لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ... فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ... إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ... وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ... أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ... اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ... قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ... اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ " ... ثم ذكر الناقد رؤيته لتفسير سورة النمل (15-44) ...
    وسأل سيادته: كيف يتصور عاقل أن تكون حاشية سليمان الملك الحكيم من الجن والطيور ؟؟؟ وكيف يكون الهدهد أكثر حكمة وعلماً ويتحدى سليمان قائلاً: أحطتُ بما لم تُحِط به وجئتك من سبأٍ بنبأٍ عظيم ؟؟؟ وكيف يهجو الهدهد عبادة الأوثان ويمتدح الوحدانية ؟؟؟ وكيف يقوم الهدهد بدور المراسلة ؟؟؟ وكيف يتصرف الهدهد في مملكة سليمان تصرفاً يفوق تصرف الملوك والوزراء والفلاسفة ؟؟؟

    §
    بداية نلخص ما ورد في كتب التفسير (المنتخب – صفوة التفاسير) لآيات سورة النمل (15-44) ...
    تَحدثَتْ آياتُ سورةِ النملِ عن قصةِ سليمانَ عليه السلام وأَخبرتْ أَنه وَرِثَ أَباهُ داودَ عليه السلام في النبوَّةِ والملك ... وأَنَّ اللهَ عَلَّمَهُ منطقَ الإِنسِ والجِنِّ والطيرِ والحَشَرات ... وكانَ جنودُه من الإِنسِ والجِنِّ والطير، فَسارَ بهم يوماً حتى أَتَوْا على وادي النَّمل ... وسمعَ سليمانُ عليه السلام نملةً تنصحُ باقي النملِ، أَنْ يَدخُلوا مساكنَهم تحتَ الأَرض، لئلا يَحطمَهم جنودُ سليمانَ وهم لا يَشْعُرون !!! ولما سمعَها سليمانُ عليه السلام تَبَسَّمَ ضاحِكاً من قولها ... وشكر الله على نعمته.

    ثم تفقدَ الطيرَ في جيشِه ... فلم يَجد الهدهدَ، فهدَّدَه بالعقاب إِنْ لم يُبَرّرْ غيابَه ... ولما عادَ الهدهدُ أَخبرَ سليمانَ عليه السلام عن مملكةِ سبأ وملكتِها وعرشِها، وإِشراكِ أَهْلها بالله لأنهم يعبدون الشمس ... فأَرسلَ سليمانُ معه رسالةً إِلى ملكةِ سَبَأ، يطلبُ منها الإِيمانَ بِه، والإِسلامَ معه للهِ ربِّ العالَمين، ولما استشارت الملكةُ قومَها، ووكلوا الأَمْرَ إِليها، قَرَّرَتْ أَنْ تُرسلَ هديةً رشوةً لسليمان ... ولما وصلتْ إِليه ردَّها وهَدَّدَ القومَ بغزوِ بلادهم ... وطلبَ من رجالِ حاشِيتِه أَن يُحْضِروا له عرش ملكةِ سبأ ... فعرضَ عفريت من الجنِّ أَنْ يأتيَ بالعرشِ قبلَ أَنْ يقَومَ سليمانُ من مقامِه ... وعَرَضَ الذي عنْدَه علم من الكتابِ أَنْ يأتيَ بالعرشِ قبل أَنْ ترمش عينُه، وما هي إِلّا لحظةٌ حتى رأى سليمانُ عليه السلام عرش ملكةِ سبأ أَمامَه، فحمدَ اللهَ على ذلك.

    ولما توجَّهتْ ملكةُ سبأ إِلى سليمانَ طلبَ أَنْ يُنَكِّروا لها عَرْشَها ... ولما رأَتْه سُئلَتْ: أَهكذا عرشُكِ ؟؟؟ قالتْ: كأَنَّه هو ... وأَعَدَّ سليمانُ عليه السلام لها مفاجأةً أُخرى، حيث جعلَ لها بركةَ ماءٍ مغطاةً بالزُّجاج، ولما طُلِبَ منها اجتيازُ البركةِ شمَّرت عن ساقيها لتعبر ما ظنته مياهاً ... فوجدته زجاجاً يصدم ساقيها ... فقيل لها: إِنّه صَرْحٌ من زجاج !!! عندئذ اعترفَتْ لسليمانَ بالنصرِ والقوة، وقالَتْ: رَبّ إِنّي ظلمْتُ نفسي وأَسْلَمْتُ مع سليمانَ للهِ ربِ العالمين ...


    وللرد على سؤال الناقد: كيف يتصور عاقل أن تكون حاشية سليمان الملك الحكيم من الجن والطيور ؟؟؟

    §
    نقول إن الآية رقم 17 من سورة النمل لم تذكر أن حاشية سليمان الملك الحكيم من الجن والطيور ... إذن فماذا ذكرت هذه الآية عن علاقة هؤلاء بسليمان ؟؟؟ " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ " ... أي أن الجن والطير كانوا من ضمن فصائل جنود سليمان ... ولم يكونوا حاشية سليمان الملك كما ادعى الناقد ... ولا غَرابَةَ في هذا بالطبع ... فاللهُ أَخْضَعَ له الجنّ والطير وجَعَلَهم يُنَفّذونَ أَمْرَه، واللهُ عَلَّمَه لُغَةَ الجنِّ والطيرِ !!! فالأمْرُ أَمْرُ الله، وسليمان نبي الله ...


    §
    وللرد على كيف يكون الهدهد أكثر حكمة وعلماً ويتحدى سليمان قائلاً: أحطتُ بما لم تُحِط به وجئتك من سبأٍ بنبأٍ عظيم ؟؟؟

    1. إن هذا الهدهد كان بلغة العصر أحد جنود الاستطلاع الذين جعلهم الله تحت إمرة سليمان ...
    " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ ... " النمل 17 ... وجندي الاستطلاع هذا أخبر سليمان بما شاهده في بلد بعيد عن مكان سليمان ... فلا عجب في أن يكون علم جندي الاستطلاع الذي رأى شيئاً ... أكثر من علم القائد في هذا الشيء الذي لم يراه فقط ...

    2.
    إن من حكمة سليمان أنه لم يصدر قراراً فورياً متسرعاً بناء على ما وصل اليه من معلومات ... لكنه عقد العزم على تحرى الخبر ولذلك خاطب الهدهد " قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ "النمل 27

    3. من البديهي أن الهدهد رأى سليمان الملك غاضبا متحفزا لمعاقبته لغيابه عن موقعه في العرض دون إذن ... وهو يعرف حزم الملك وشدته ... وضرورة أن يأخذ أمر الغياب بالحزم ... وإلا كان ذلك سابقة سيئة لبقية الجند ... ولذلك قال سليمان:
    " مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ... لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ... أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ " النمل 20-21 ... لذلك بادر الهدهد سليمان بمفاجأة تطغى على موضوع غيبته ليضمن إصغاء الملك له ... فقال الهدهد لسليمان الذي ملك الدنيا كلها ... وسخر الله له كل شيء " أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ " النمل 22 ... أي: عرفت ما لم تعرف ... وذلك حتى يشوق سليمان لسماع ما عنده من أخبار لا يعرفها ... وليبرر بعذر قاهر غيابه عن موقعه عند تفقد القائد الأعلى للعرض " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ " النمل 20

    4.
    إن الهدهد حتى نهاية كلامه لم يغفل أنه كان يقف موقف المذنب الضعيف ... الذي لم يقض الملك في أمره بعد ... ولذلك فهو يلمح في ختام النبأ الذي يقصه، إلى الله الملك القهار، رب الجميع، صاحب العرش العظيم، الذي لا تقاس إليه عروش البشر ... " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " النمل 26 ... وذلك حتى يخاطب ويلمس قلب سليمان المتصل بالله وحده ... محاولا بذلك أن يخفف من غضب سليمان عليه ... وأن ينجو من العقوبة ... هذا والهدهد يعلم تماما عدالة سليمان ... فقد سبق وأن قال سليمان: «أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ» النمل 21 ... أي إذا أتى الهدهد بحجة قوية توضح عذره عن تغيبه ... حينئذ سترفع عنه المؤاخذة.

    5. إن الأسلوب الذي تحدث به الهدهد الجندي مع سليمان القائد الأعلى (بلغة العصر) ...
    " فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ " النمل 22 ... يبرهن على مدى إيمان الهدهد التام بحكمة وعدالة سليمان ... وقبل كل هذا علمه أن قلب سليمان كان كله مع الله وحده وليس مع آلهة أخرى بالطبع ... ولذلك فلن يُظلم عنده أحداً حتى ولو كان أسلوب مخاطبته للقائد لا يتزين بما يزينه كثير من البشر حالياً لرؤسائهم ... ولذلك اتعجب أن الكتاب المقدس نسب الى سليمان عليه السلام أنه عاشر 1000 من النساء ... وأن هؤلاء النساء استطعن أن يملن قلب سليمان فأشرك بالله (حاشاه) وعبد آلهة أخرى ... الأمر الذي يتعارض مع الكلمات التي صدرت من فم الهدهد الضعيف لسليمان ... اسمع ما ورد في سفر الملوك الأول 11/1-4 ... " وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً ... وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ ... وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ ... وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ ... أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى ... وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ "

    6.
    إن قول الهدهد لسليمان " أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ " النمل 22 ... يعد تكريماً لسليمان النبي لأنه يدل على أن الله سخر له من يخدمه ... فهذه زيادة سيادة، وعلو مكانة ... كما أن الله تعالى يعلمنا علاقة التواضع بين الرئيس ومرؤوسيه ... وضرورة أن يهيئ لهم المناخ الذي لا يكتم مواهب التابعين، وأن يعطي لهم الفرصة، ويفسح لهم المجال ليخرجوا مواهبهم، وأن يقول كل منهم ما عنده بأريحية تامة وبأمان حتى يعطى ما عنده مما لا نعرفه ... فتعم الفائدة على الجميع ... فحسن استماع سليمان للهدهد كانت ثمرته اسلام مملكة سبأ ...

    7. إذا كان الناقد وصف الهدهد بالحكمة والعلم ... فكيف إذن يخطر على بال هذا المخلوق الضعيف تحدى مخلوق قوى يفوقه ويقدر عليه ... بل وكيف يخطر على بال الهدهد أصلاً تحدى سليمان وهو المهَدَّدُ بالعقاب منه لغيابِه ؟؟؟
    " وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ... لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ... أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ " النمل 20-21

    وللرد على كيف يهجو الهدهد عبادة الأوثان ويمتدح الوحدانية ؟؟؟
    1.
    الهدهدُ طائرٌ من خَلْقِ الله، مؤمنٌ بالله، مُسَبِّحٌ بحمدِ الله، كَباقي المخلوقاتِ الِحية التي خلَقها اللهُ مُسَبّحَةً ساجدةً له ... قالَ الله عز وجل: " تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " الاسراء 44 ... وقال تعالى " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ " الأنعام 38

    2.
    وهذا الهدهدُ المؤمنُ باللهِ جَعَلَ اللهُ عندَه بعضَ العلمِ والحكمة ... وبعض الجهد والاهتمامِ ... وبعضَ الفهمِ والإِدراك ... وبعضَ الحرصِ في الدعوةِ إِلى الله ... وكانَ هذا معجزةً من اللهِ جعلَها في هذا الطائر، ومَيَّزَهُ بهذا عن باقي الطيورِ، ليقومَ بهذه المهمةِ الخاصَّةِ، ويَكتشفَ مملكةَ سبأ، لتدخُلَ بعد ذلك في الإِسلام ... لقد أَرادَ اللهُ الحكيمُ أَنْ يَعرفَ سليمانُ عليه السلام مملكةَ سبأ عن طريقِ ذلك الهدهد، وليس عن طريقِ الوحيِ المباشر من الله ... وأَخبرَنا اللهُ عن مهمةِ الهدهدِ ودوْرِه في الدعوةِ إِلى الله، ليكونَ هذا عبرةً لنا ... وليوجِدَ عندَنا نوعاً من الباعثِ على الدعوة ... والاقتداءِ بذلك الهدهدِ الداعية ...

    3.
    ولذلك فمن البديهي أن يهجو الهدهد عبادة الأوثان ويمتدح وحدانية الله ... الأحد في ذاته ... أي غير المتجزئ الى اقانيم ثلاثة أو أكثر أو أقل ...

    وللرد على كيف يقوم الهدهد بدور المراسلة ؟؟؟
    1.
    ابتداء لا بد أن ندرك أن هذا الهدهد هو هدهد معين خاص ... وقد دل على ذلك قوله تعالى " مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ " النمل 20 ... ولم يقل: مالي لا أرى هدهدا من عرض الهداهد ... ولم يذهب إلى الجنس عامة ... ولكنه قال: {الهدهد} فأدخل في الاسم الألف واللام ... فجعله معرفة ... فدل بذلك القصد على أنه ذلك الهدهد بعينه ...

    2.
    والله عَلَّمَ ذلك الهدهد الخاص ومَيَّزَهُ عن باقي الطيور ومَكَّنَهُ من أَنْ يَقومَ بمهمتِه الدعويةِ في مملكةِ سبأ ... فَحَمَلَ الرسالةَ الخاصة، وقَطَعَ المسافَةَ الطويلة، وأَلقى الرسالةَ إِلى ملكةِ سَبَأ، وتوقَّفَ عندَ قَصْرِها يُراقبُ ويَرصد، ويَرى ماذا سيكون رَدُّ فعْلِها هي وقومُها ... إِنه ليسَ مجرَّدَ طائر، ولكنّه هدهدٌ خاصّ، جعلَ اللهُ فيه فهماً وإدراكاً خاصّاً ... وقد أَخبرَ اللهُ عن مهمةِ الهدهد، والكتاب الذي حَمَلَه... ولقد اقتصر دور الهدهد في المراسلة على مجرد القاء رسالة حملها (كما يحمل الحمام الزاجل الرسائل مثلاً) ومراقبة ما سيحدث بعد ذلك ... ولكن لم يذكر القرآن أن الهدهد قام بالمناقشة او التفاوض أو الحديث مع من القى اليهم رسالة سليمان ... هذا وقد أكد ذلك المعنى قوله تعالى: " اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ " النمل 28

    وللرد على كيف يتصرف الهدهد في مملكة سليمان تصرفاً يفوق تصرف الملوك والوزراء والفلاسفة ؟؟؟
    1.
    إن الهدهد بلغة العصر كان أحد جنود الاستطلاع الذين جعلهم الله تحت إمرة سليمان ... " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ ... " النمل 17 ... وهذا الجندي كان مهددا بالعقاب لتخلفه عن حضور العرض ... لأن سليمان قال: " مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ... لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ ... أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ " النمل 20-21 ... وبعد أن شرح الهدهد عذره عن تخلفه وأفاد عما رآه ... لم يعامله سليمان معاملة الملوك والوزراء والفلاسفة بل قال له " سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ " النمل 27

    2. لقد اقتصر الدور الذي كلف به سليمان الهدهد بدور ساعي البريد وجندي الاستطلاع ... فحمل رسالة من مكان لآخر ثم راقب رد فعل من تلقوا الرسالة ...
    " اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ " النمل 28

    3.
    إن مهمةُ الهدهدِ الدعويةُ لا تَدُلُّ على أَنَه أَعلى منزلةً من كُلِّ الملوك والوزراءِ ... ومن غيرِ المعقولِ أَنْ يُعَيِّنَ سليمانُ عليه السلام الهدهدَ الطائرَ وَزيراً عنْدَه، ويكون مَسؤولاً عن الوزراءِ البَشَر ... كلُّ ما في الأَمْرِ أَنَّ هذا الهدهدَ قامَ بمهمةٍ دعويَّة، أَعانَهُ اللهُ على القيامِ بها، ووفَّقَهُ إِليها، ونتجَ عنها دخولُ ملكةِ سبأ وشعْبِها في الإِسلام ... فهنيئاً له ...

    وإذا كان القرآن قد تحدث عن قيام الهدهد بمهمةٍ دعويَّة ... أَعانَهُ ووفَّقَهُ اللهُ على القيامِ بها ... ونتجَ عنها دخولُ ملكةِ سبأ وشعْبِها في الإِسلام ... فانظر ماذا تحدث الكتاب المقدس عن " الحية " وخديعتها لحواء التي أغوت آدم فارتكب خطيئة البشرية العظمى ... الأمر الذي اضطر معه الله سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهن ... أن يسلم نفسه للبشر ليُصلب ويُذبح فيموت ... ليصبح بذلك كفارة عن البشرية عن تلك الخطيئة التي ارتكبها أبوهم آدم !!! فما معنى ذلك ؟؟؟

    §
    اقرأ ما ورد في سفر التكوين 3/1-6:

    1-
    وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ ؟؟؟
    2-
    فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ ...
    3-
    وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا ...
    4-
    فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: لَنْ تَمُوتَا !!!
    5-
    بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.
    6-
    فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ ... وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ ... وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ ... فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.

    § من تلك النصوص يتضح أن الحية احتالت على أمنا حواء حتى أكلت من الشجرة التي نهى الله آدم وحواء عن الأكل منها ... فقامت حواء بدورها فأغوت آدم على الأكل منها أيضاً فأكل ... وبذلك وقعت الخطيئة العظمى الأصلية للبشرية !!!
    §
    ترتب على ارتكاب آدم لتلك الخطيئة أن فسدت طبيعته الصافية المخلوق بها ... ومن ثم ورّث هذه الطبيعة الفاسدة المستجدة لذريته حتى قيام الساعة ... " وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا ... لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ "التكوين 2/16-17

    § وحيث أن هذه الخطيئة كانت في حق الله فترتب على ذلك أن هذه الخطيئة أصبحت خطيئة غير محدودة ... ورّثها آدم لذريته من بعده وحتى يوم القيامة ... وبالتالي يلزمها كفارة وذبيحة غير محدودة حتى يغفر الله هذه الخطيئة التي وقعت في حقه سبحانه وتعالى ... وحيث لا يوجد غير محدود الا الله ... ولذلك لزم أن يتجسد الله بذاته ويأخذ شكل بشر مثلنا هو السيد المسيح حتى يُصلب ويموت كذبيحة ...
    " لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ."كورونتوس الأولى 2/8 ... وبموته يغفر الله الخطيئة الأصلية لآدم الغير محدودة التي وقعت في حق الله أيضاً ... " لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ ... هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ " رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 22

    §
    وبخصوص "الحية" ... يقول القس أنطونيوس فكري في تفسير سفر التكوين 3/1... " وقد يكون إبليس اتخذ له شكل حيَّة فهو يمكنه أن يتخذ شكل ملاك نور ... أو أن إبليس استخدم الحية. " ... فإذا كان ابليس استطاع حسب اعتقاد الناقد أن يسخر "الحية" في الشر الذي ترتب عليه صلب وذبح وموت رب المجد كما ذكرنا ... فما هي الغرابة في تسخير الله الهدهد لسليمان ليكون هو وغيره جنوداً للخير تحت إمرة سليمان ... " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ " النمل 17

    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 11: جاء في سورة النمل 82 ... " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ... أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ " وقد نقلَ الناقد من تفسير البيضاويِّ كَلاماً عن الدابةِ ... يَذكرُ فيه كيفيةَ ومَكانَ خروجِها ... ويُقَدِّمُ لها بعضَ المواصفات ... ويَنسبُ لها بعضَ الأَعمالِ عند خُروجِها ... وبعضُ ذلك الكلامِ مَسْنَدٌ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ...
    ثم عَلَّقَ على ذلك بقوله: ونحن نسأل هل من المعقول أن نتصوّر دابةً لها أربع قوائم مثل الحيوان وريش زغب وجناحان مثل الطيور، وتتكلم مثل الإنسان، وتعظ مثل الأنبياء بسلطان موسى وحكمة سليمان، وأنها تحتفظ بعصا موسى وخاتم سليمان ؟؟؟

    §
    بداية نذهب لنفهم معنى الآية: وإذا قرب أن يتحقق وعد الله بقيام الساعة ... وأن يقع العذاب على الكافرين ... أخرج الله للناس دابة من الأرض تقول لهم من جملة ما تقول: إن الكفار كانوا بمعجزاتنا كلها وباليوم الآخر لا يؤمنون ... وقد تحقق الآن ما كانوا به يكذبون ... وها هو ذا هول الساعة وما وراءها ... تفسير المنتخب

    §
    إن القرآن الكريم وكما هو واضح لم يذكر أي شيء عن شكل أو صفات هذه الدابة ... ولم يذكر أنها تعظ مثل الأنبياء أو أنها تحتفظ بشيء منهم ... ولكن كل الذي ذكره القرآن الكريم أنها " دابّة " نَكِرَة ... وتَنكيرُها لإِبهامِها ... وهذا التنكيرُ دعوةٌ لنا لعدمِ الخوضِ في هذه الدابة، وعدمِ محاولةِ معرفةِ ذلك ... لعدمِ وجودِ دليلٍ عليه، ولعدمِ تَحَقُّقِ الفائدةِ منه ... فذلك علم لا يفيد وجهل لا يضر ... وهذه الدابَّةُ سيُخرجها اللهُ من الأَرض، بدونِ تَحديدِ مَكانِ خُروجها أَو كيفيةِ خروجِها.

    § لقد اكتفى القرآنُ (وكما ورد بالآية المذكورة) بأن هذه الدابةُ التي سيخلقها وسيخرجها الله قربُ انتهاءِ الحياةِ الدُّنيا، وقيامِ الساعة ... ستكلمُ الناسَ الأَحياءَ وَقْتَ خُروجِها لا بقدرتِها الذاتية، وإِنما بأَمْرِ اللهِ، ولا غرابةَ في ذلك بالطبع ... ولكن لم يذكر القرآن كيفَ ستُكلمُهم، ولا بأيّ لغة ستكَلّمُهم، ولا بأَيّ جزءٍ من جِسْمِها ستكلّمُهم، ولا كيفَ سيسمَعون كلامَها، فعِلْمُ ذلك كلّه عندَ اللهِ وحدَه ... والله سبحانه هو خالق كل شيء وهو الفَعّالُ لما يُريدُ ... ولا يُعجزُهُ أَيُّ شيءٍ في الأرضِ ولا في السماء ... واللطيفُ أَنَّ القرآنَ الذي أَبهمَ الكلامَ عن صفاتِ وأَعمالِ الدابة ... أَخبرَ عما سَتُكَلِّمُ الدابةُ الناسَ به ... وما ستَقولُه لهم:
    " تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ "النمل 82

    §
    هذا ولم يصحّ حديثٌ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حولَ صفات أو مواصفات أو شكل الدّابّةِ ... أو كيفيةَ أو مَكانَ خروجِها ... ولذلك فإننا لا نلتفت الى الرواياتِ غيرِ الصحيحة التي تتحدَّثُ عنها ... والتي ذَكَرَها بعضُ المفسِّرين فهذا تصورهم ... ولا نَعتمدُها لعدمِ ثُبوتِها ... وهذا معناهُ أَنْ نبقى مع القرآنِ في إِشارتِه لها، ومع الأحاديث النبوية الصحيحة ولا نَزيدُ علي ذلك شيئاً آخَر ... فهذه غيبيات يجب التصديق بها، والإيمان بما جاء فيها، وكيف لا نصدق ونحن نرى الآيات الأخرى تتوالى واحدة تلو أخرى بما لا يدع مجالا للشك ...

    §
    هذا وقد ذكر في تفسير الطنطاوي: فخروج الدالة علامة من علامات الساعة الكبرى ... يخرجها الله عز وجل ليعلم الناس قرب انتهاء الدنيا وأن الحساب العادل للمؤمنين والكافرين ... آت لا شك فيه ... وأن التوبة لن تقبل في هذا الوقت ... لأنها جاءت في غير وقتها المناسب ... وقد ذكر بعض المفسرين أوصافا كثيرة ... ونحن نؤمن بأن هناك دابة تخرج في آخر الزمان ... وأنها تكلم الناس بكيفية يعلمها الله عز وجل أمَّا ما يتعلق بالمكان الذى تخرج منه هذه الدابة ... وبالهيئة التي تكون عليها من حيث الطول والقصر ... فنكل ذلك إلى علمه سبحانه حيث لم يرد حديث صحيح يعتمد عليه في بيان ذلك ... انتهى تفسير الطنطاوي

    §
    وإذا كان السيد الناقد لا يتصور أن تتكلم دابة ... فكيف تصور أن تتحول كلمة الله عز وجل إلى جسد إنسان ... أو أن يتجسد الإله، بل ويدخل في رحم امرأة ... ويخرج ليمشي بين الناس، فيأكل ويشرب، ويتغوط، ويبول ... " وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا " يوحنا 1/14 ... ثم ماذا ؟؟؟ يُضرب الإله ويُشتم ويُبصق عليه ثم يُصلب فيموت الإله !!! " وَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ ... وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ ... نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ " متى 27 /30-31

    § وإذا كان الناقد يتعجب من كلام دابة كمعجزة وكعلامة من علامات الساعة ... فإنه سيجد في كتابه المقدس ما يفيد أن حماراً نطق بصوت إنسان ليوقف حماقة النبي بلعام !!!
    " إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ. " رسالة بطرس الثانية 2/16 ... فما معنى هذا ؟؟؟ ارجع الى سفر العدد 22/21-35 ... ستجد ما ملخصه أن آتان (أنثى الحمار) النبي بلعام أبصر في أثناء سيره ملاك الرب واقفاً في طريقه فمال عن الطريق ... " فَأَبْصَرَتِ الأَتَانُ مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَمَالَتِ الأَتَانُ عَنِ الطَّرِيقِ وَمَشَتْ فِي الْحَقْلِ. فَضَرَبَ بَلْعَامُ الأَتَانَ لِيَرُدَّهَا إِلَى الطَّرِيقِ. " سفر العدد 22/23 ... وتكرر مثل هذا المشهد بين بلعام وحماره فماذا حدث ؟؟؟ " فَحَمِيَ غَضَبُ بَلْعَامَ وَضَرَبَ الأَتَانَ بِالْقَضِيبِ ... َفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». سفر العدد 22/27-28 ... فماذا كان رد فعل بلعام على حديث حماره معه ؟؟؟ " فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي ... لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ» ... فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ ؟؟؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ». " سفر العدد 22/29-30


    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 12: جاء في سورة سبأ 14 ..." فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ (أي على سليمان) الْمَوْتَ ... مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ (أي عصاته) فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ " ...
    قال البيضاوي ما مضمونه: بَدَأ داودُ عليه السلام بناءَ الهيكلِ في بيتِ المقْدِس ...لكنّه ماتَ قبلَ إِتمامِ البِناء، فتولَّى ابنهُ سليمانُ عليه السلام إِتمام البناء ... واستخدم الجنَّ في البناء، وكانَ شَديداً عليهم ... ودَنا أَجلُه، وخشيَ إِنْ ماتَ قبلَ إِكمالِ البناء، أَنْ يتوقَّفوا عن العمل، فأَمرهم أَنْ يَبْنوا له بَيتاً من زُجاج، ليسَ له باب، ودَخَلَ سليمانُ البيتَ الزجاجي، وقامَ يُصلّي وهو مُتَّكِئٌ على عصاه، وهم يَعمَلونَ في البناء ... ومات وهو متكئٌ على عَصاه، وهم يرونَه يَنظرُ إِليهم ... وبقيَ مُتَّكئاً على العَصا حتى أَكَلَتْها الأَرَضَةُ (دودة بالأرض) عند ذلك سَقَطت العصا، فخرَّ على الأَرض ... ولما حَسَبَ الجنُّ الزمنَ وَجدوه قد مات قبلَ سنة، فتعَجَّبوا ... وثبتَ لهم أَنهم لا يعلمونَ الغيب ... فلو كانوا يَعلمونَ الغيبَ لعَرَفوا بموتِه وتوقفوا على الفور عن المهمة التي كلفهم بها سليمان ...

    والناقد يسأل: كيف يموت سليمان الملك ويستمر سنة دون أن يعلم به أحد ؟؟؟ أين نساؤه؟ وأين أولاده؟ وأين حاشيته؟ وأين شعبه؟ ألا يوجد أحد من كل هؤلاء يسأل عنه ؟؟؟ وهل يتصورونه قائماً يصلي على عصاه سنة كاملة بدون نوم ولا أكل ولا شرب ولا استحمام ؟؟؟ وكيف لما مات متكئاً على العصا لم يسقط ؟؟؟ ألم يتحلل جسده ويصبْهُ النتن والتعفن ... ولما أكلت الأرضة جزءاً من العصا ألم يختل توازنه ويسقط ؟؟؟ أليس تآكل العصا في يوم يكفي لسقوط جسد الميت كتآكلها إلى آخرها لمدة سنة ؟؟؟ وإذا كان سليمان قد بنى على نفسه صرحاً من قوارير ليعمي عين الإنس والجن عن موته، فلماذا لم يعلم مقدماً الدور الذي ستلعبه الأرضة ؟؟؟

    § لقد وردت قصة وفاة النبي سليمان عليه السلام في القرآن الكريم
    بهدف أن تكون آيةً وعبرةً للإِنسِ والجِنّ ودَليلاً حتى قيام الساعة وبما لا يدع مجالاً لأي شك على عدمِ عِلْمِ الجن بالغيب ... لأَنَّ عِلْمَ الغيبِ خاصّ باللهِ سبحانه " عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا " الجن 26 ... فقد استمر الجن المسخرون للنبي سليمان يعملون بالأعمال التي كلفهم بها النبي سليمان عليه السلام بينَ يَدَيْه، وكانَ هو واقفاً أَمامَهم، مُتَّكِئاً على عصاه، يُراقِبُهم ويَضبطُهم، وهم يَنْشَطونَ في العمل، ولا يَرْفَعونَ رؤوسهم ناظِرينَ إِليه هيبةً له ... ولم يعلموا بموته الا بعد ان انكسرت عصاته التي كان يستند عليها وهو يصلي فخر على الأرض والجنُّ يَعملونَ ... وفوجئَ الجنُّ بذلك، وعَرفَوا قُصورَ علمِهم، فهم بذلك لا يَعلمونَ الشهادة، فَضْلاً عَنْ أَنْ يَعْلَموا الغيب، فها هو سليمانُ ماتَ أَمامَهم وهم لا يَعلمونَ بموتِه !!!

    §
    لقد سخر الله لنبيه سليمان الريح والجن ... وفى هذا إعجازاً بالطبع ... " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ " سبأ 12 ... لذلك فلا عجب في أن يكون في واقعة وفاته على هذا النحو غير المعتاد إعجازاً أيضاً ... حتى يتحقق من ورائها الهدف باعلام الناس الى قيام الساعة أن الجن لا يعلمون الغيب ... فيُغلق بذلك وإلى الأبد الطريق على كل من يدعي الاتصال بالجن لمعرفة الغيب ... حيث تبرهن وثبت بمثال عملي بأن الجن أنفسهم لا يعلمون الغيب ... والحجة في عدم معرفة الجن بالغيب تقوم عليهم إذا واصلوا العمل بعد وفاة سليمان ولو حتى لدقيقة واحدة وليس لسنة بالضرورة ... المهم أنه ثبت أن سليمان توفى وظلت الجن تعمل بعد وفاته دون توقف خشية عقابه ...

    §
    هذا ولم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحيحة تفاصيل قصة موت سليمان أو اشارة الي المدة التي ظل سليمان مستنداً على عصاته هذه قبل ان تنكسر فيخر على الأرض ... وذلك بأكثر مما ذكرته تلك الآية المستدل بها (سبأ 14) ... هذا وقَصصَ السابقين لا تُؤْخَذُ تفاصيلُها إِلّا من آيات القرآنِ الصريحة، وأَحاديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصحيحة ... أَمّا الفهمُ البشريُّ لآياتِه أو النقل عن آخرين حتى ولو صَدَرَ من المفَسِّرين فلا يعتمده العلماء والمحققون ...

    §
    أما مدة السنة التي ذكرها البيضاوي في تفسيره ... والتي ظل فيها سليمان مستنداً على عصاته حتى أكلتها دابة الأرض فكسرت فخر سليمان ... أو بيت الزجاج الذي بناه ... فقد يكون البيضاوي نقل ذلك عن تفاسير أهل الكتاب التي لا تَتَحَرّى الصحةَ فيما تُورده ... ونحن لا نحاولُ تحديدَ تلكَ المدة الزمنية فهي لا تهمنا ... فدقيقة واحدة تكفي لتحقيق الهدف ... لاسيما أننا لا نجدُ دَليلاً على ذلك في القرآن الكريم أو في الأحاديث الصحيحة كما ذكرنا ... وإننا نَكِلُ العلمَ بذلك إلى الله سبحانه وتعالى ...
    § لقد ورد في تفسير ابن كثير لهذه الآية: " وهذا الأثر (والله أعلم) إنما هو مما تُلُقِّي من علماء أهل الكتاب، وهي وَقْفٌ ... أي لا يصدق منها إلا ما وافق الحق ... ولا يُكذب منها إلا ما خالف الحق ... والباقي لا يُصدّق ولا يُكذّب " انتهى تفسير ابن كثير ... وعلى ذلك فإن الاحتمالات واردة بعدم وجودِ دليل قاطع على صحة ما ذكر ... وبالفعل وجدنا في الموسوعة اليهودية (encyclopedia Jewish) في الرابط التالي: http://www.jewishencyclopedia.com/ar.../13842-solomon


    Death of Solomon. موت سليمان

    Solomon died at the age of fifty-three, having reigned forty years. As the building of the Temple was not finished at his death and he was afraid that the jinn would not continue to work thereon if he were not there to command them, the angel of death took his soul while he was leaning upon his staff, praying. His body remained in that position a year, until the jinn had finished the Temple, when a worm that had been gnawing at the staff caused it to crumble to pieces; Solomon's body fell, and the jinn discovered that he was dead.

    وترجمة ذلك:
    توفى سليمان عن 53 عاماً ... وحكم أربعون عاماً ... وحيث أن بناء المعبد لم يكن قد اكتمل بعد عند وفاته ... وخشى من عدم استكمال الجن لهذا البناء حال غيابه ... فقد قبض ملك الموت روحه بينما كان متكئاً على عصاته وهو يصلى ...
    وظل جسده على هذا الوضع مدة عام حتى انتهت الجن من بناء المعبد ... وقد خر جسد سليمان بعد أن التهمت دودة تلك العصاة فكسرتها ... فاكتشفت الجن حينئذ موت سليمان ... انتهت الترجمة ... هذا ونحب أن نسمع أن الناقد وجه أسئلته هذه لليهود شركائه في الشطر الأول من الكتاب المقدس ... لأنهم قد نصوا صراحة على أن سليمان مات وظل مرتكزاً على عصاته بعد موته لمدة سنة ...
    §
    لقد تحدثت تلك الآية الكريمة (سبأ 14) عن المشهد الذي رآه الجن ... أما ما كان يدور خلف كواليس هذا المشهد بين الإنس حيث طرح الناقد اسئلته ... فلم يذكره القرآن لعدم أهميته في الهدف الذي ترمى اليه هذه الآية الكريمة ... خاصة أنه يمكن أن يستنتجه كل من هو على جانب من العقل أو الفكر ... فالله اخرج هذا المشهد ليكون عبرة وعظة حتى قيام الساعة بأن الجن لا تعلم الغيب ... وسبحانه وتعالى لن يعجزه أن يوحى لنبيه سليمان مثلاً ان يوصى قومه بتركه في حالة عدم عودته ... وذلك حتى يتحقق الهدف الرباني المطلوب تحقيقه مع الجن من عدم معرفتهم بالغيب ... لاسيما وأن كانت دعوة سليمان لربه " اللَّهمَّ عَمِّ عليهِم (أي على الجن) مَوتي ... حتَّى يعلمَ الإنسُ أنَّ الجنَّ لا تعلمُ الغيبَ " الراوي: عبد الله بن عباس | المحدث: الذهبي| المصدر: سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم: 4/338 ... وبذلك يصبح كل ما أثاره الناقد من أسئلة فارغ المضمون !!!

    § لقد كان على السيد الناقد قبل توجيه اسئلته لكتاب لا يؤمن به سيادته ... أن يوجه أسئلته الى كتابه المقدس ... وكان الأجدر به أن يدقق أولاً في قصة " شمشون ودليلة " التي وردت في سفر القضاة !!! حيث سيجد سيادته فيها ما يشبعه من أسئلة يمكنه توجيهها بنفس منطقه لأحداث وتفاصيل تلك القصة الشيقة !!! وحتى نمتع قارئنا ... سنوجز أحداث هذه القصة ... التي بحسب إيمان الناقد هي من وحي السماء للأرض !!!
    ولكننا سنترك طرح أي أسئلة عليها لذكاء القارئ:

    1.
    بشر ملاك الرب ام شمشون بولادته وحذرها من شرب الخمر والمُسْكر واكل النجاسات ... ويفسر القس انطونيوس فكري هذا بأن الله هيأ لشمشون جواً مقدساً وهو بعد جنين في بطن أمه ... أي أن أم شمشون تقدست قبل أن تلده " انتهى التفسير ... إذن فالتقديس يستلزم البعد عن المسكرات والخمر ... وبرغم ذلك يشرب النصارى الخمر في طقس التناول بالكنيسة !!!! " فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي، وَلكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا ... وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا، وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا ... فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا ... وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ (بمعنى ألا يقص شعر رأسه أبداً) ... لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا ِللهِ مِنَ الْبَطْنِ ... " سفر القضاة 13/3-4

    2.
    " فَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شَمْشُونَ ... فَكَبِرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ ... وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ " سفر القضاة 13/24-25

    3.
    وذهب شمشون وأبوه وأمه إلى بلدة تسمى " تمنه " ليخطبوا له امرأة ... فصادف أسداً فصرعه شمشون وشقه كالجدى !!! " فَنَزَلَ شَمْشُونُ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ إِلَى تِمْنَةَ، وَأَتَوْا إِلَى كُرُومِ تِمْنَةَ ... وَإِذَا بِشِبْلِ أَسَدٍ يُزَمْجِرُ لِلِقَائِهِ ... فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، فَشَقَّهُ كَشَقِّ الْجَدْيِ، وَلَيْسَ فِي يَدِهِ شَيْءٌ. " سفر القضاة 17/5-6 ... ثم ماذا ؟؟؟ " فَنَزَلَ وَكَلَّمَ الْمَرْأَةَ فَحَسُنَتْ فِي عَيْنَيْ شَمْشُونَ ... وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَ أَيَّامٍ لِكَيْ يَأْخُذَهَا ... مَالَ لِكَيْ يَرَى رِمَّةَ الأَسَدِ (جثة الأسد) ... وَإِذَا دَبْرٌ (أي خلية) مِنَ النَّحْلِ فِي جَوْفِ الأَسَدِ مَعَ عَسَل ... فَاشْتَارَ مِنْهُ (أي قشطه بيديه) عَلَى كَفَّيْهِ، وَكَانَ يَمْشِي وَيَأْكُلُ، وَذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأَعْطَاهُمَا فَأَكَلاَ ... وَلَمْ يُخْبِرْهُمَا أَنَّهُ مِنْ جَوْفِ الأَسَدِ اشْتَارَ الْعَسَلَ. " سفر القضاة 17/ 7-9 ... أي أكل شمشون عسلاً من خلية نحل كانت داخل جثة الأسد الذي صرعه ... وأعطى أبواه من هذا العسل أيضاً ليأكلا منه ... ولكنه لم يخبرهما أن هذا العسل من داخل جثة الأسد !!!

    4. وأقام شمشون بعد ذلك وليمة عند العروس
    " وَنَزَلَ أَبُوهُ إِلَى الْمَرْأَةِ، فَعَمِلَ هُنَاكَ شَمْشُونُ وَلِيمَةً " سفر القضاة 14/10 ... وطرح على المدعوين أحجية (لغز) ووعدهم بجوائز للفائزين بحلها ... " فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «لأُحَاجِيَنَّكُمْ أُحْجِيَّةً، فَإِذَا حَلَلْتُمُوهُا لِي فِي سَبْعَةِ أَيَّامِ الْوَلِيمَةِ وَأَصَبْتُمُوهَا، أُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ قَمِيصًا وَثَلاَثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ ... وَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَحُلُّوهَا لِي، تُعْطُونِي أَنْتُمْ ثَلاَثِينَ قَمِيصًا وَثَلاَثِينَ حُلَّةَ ثِيَابٍ». فَقَالُوا لَهُ: «حَاجِ أُحْجِيَّتَكَ فَنَسْمَعَهَا». " سفر القضاة 14/12-13 ... فماذا حدث مع المدعوين للحفل ؟؟؟ " فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَحُلُّوا الأُحْجِيَّةَ (اللغز) فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ... وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّهُمْ قَالُوا لامْرَأَةِ شَمْشُونَ: «تَمَلَّقِي رَجُلَكِ لِكَيْ يُظْهِرَ لَنَا الأُحْجِيَّةَ (أي حل اللغز) ... لِئَلاَّ نُحْرِقَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ بِنَارٍ ... أَلِتَسْلِبُونَا (أي حتى تسرقونا) دَعَوْتُمُونَا أَمْ لاَ؟» " سفر القضاة 14/14-15

    5.
    فماذا دار بين شمشون وامراته على أثر ذلك ؟؟؟ " فَبَكَتِ امْرَأَةُ شَمْشُونَ لَدَيْهِ وَقَالَتْ: «إِنَّمَا كَرِهْتَنِي وَلاَ تُحِبُّنِي ... قَدْ حَاجَيْتَ بَنِي شَعْبِي أُحْجِيَّةً (أي طرحت عليهم لغزاً) وَإِيَّايَ لَمْ تُخْبِرْ» ... فَقَالَ لَهَا: «هُوَ ذَا أَبِي وَأُمِّي لَمْ أُخْبِرْهُمَا، فَهَلْ إِيَّاكِ أُخْبِرُ؟» ... فَبَكَتْ لَدَيْهِ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا كَانَتْ لَهُمُ الْوَلِيمَةُ ... وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّهُ أَخْبَرَهَا لأَنَّهَا ضَايَقَتْهُ، فَأَظْهَرَتِ الأُحْجِيَّةَ لِبَنِي شَعْبِهَا. " سفر القضاة 14/16-17 ... أي كشفت العروس حل اللغز لبنى شعبها ... فماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟ قتل شمشون آخرين بعد أن حل عليه روح الرب وسلب ملابسهم وأعطاها جوائز للفائزين بحل لغزه طبقاً لوعده لهم !!! " وَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فَنَزَلَ إِلَى أَشْقَلُونَ وَقَتَلَ مِنْهُمْ ثَلاَثِينَ رَجُلاً ... وَأَخَذَ سَلَبَهُمْ وَأَعْطَى الْحُلَلَ لِمُظْهِرِي الأُحْجِيَّةِ " سفر القضاة 14 /19

    6. على أثر ذلك استشاط شمشون غضباً وكره امراته التي كشفت حل اللغز ... فأعطاها أبوها لصاحبه لتكون امرأة له
    " وَحَمِيَ غَضَبُهُ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ ... فَصَارَتِ امْرَأَةُ شَمْشُونَ لِصَاحِبِهِ الَّذِي كَانَ يُصَاحِبُهُ." سفر القضاة 14/19-20 ... لكن شمشون افتقد امْرَأَتَهُ بعد ذلك وحاول أن يدخل لحجرتها ... فأنظر ماذا حدث ؟؟؟ " أَبَاهَا لَمْ يَدَعْهُ أَنْ يَدْخُلَ ... وَقَالَ أَبُوهَا (الفلسطيني): «إِنِّي قُلْتُ إِنَّكَ قَدْ كَرِهْتَهَا فَأَعْطَيْتُهَا لِصَاحِبِكَ ... أَلَيْسَتْ أُخْتُهَا الصَّغِيرَةُ أَحْسَنَ مِنْهَا ؟؟؟ فَلْتَكُنْ لَكَ عِوَضًا عَنْهَا». " سفر القضاة 15/ 1-2 ... أي قال ابو العروسة الفلسطيني لشمشون: عندما كرهت ابنتي الأولى أعطيتها لغيرك ... فخذ اختها الصغرى كبدل فاقد ... فغضب شمشون من ذلك وانتقم من الفلسطينيين !!!

    7.
    فهل تدرون كيف كان انتقام شمشون المبارك من الرب والذي فيه روح الرب أيضاً ؟؟؟ امسك 300 حيوان (ابن آوى) وربط ذيول كل اثنين مع بعض !! ووضع بها المشاعل لتنطلق وتحرق المزارع وتحترق هذه الحيوانات أيضا ... " وَذَهَبَ شَمْشُونُ وَأَمْسَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ ابْنِ آوَى ... وَأَخَذَ مَشَاعِلَ وَجَعَلَ ذَنَبًا إِلَى ذَنَبٍ، وَوَضَعَ مَشْعَلاً بَيْنَ كُلِّ ذَنَبَيْنِ فِي الْوَسَطِ ... ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالزَّرْعَ وَكُرُومَ الزَّيْتُونِ. " سفر القضاة 15/4-5 ... ثم ماذا ؟؟؟ " فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «مَنْ فَعَلَ هذَا؟» فَقَالُوا: «شَمْشُونُ صِهْرُ التِّمْنِيِّ (اسم أبو العروسة) لأَنَّهُ أَخَذَ امْرَأَتَهُ وَأَعْطَاهَا لِصَاحِبِهِ» ... فَصَعِدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَأَحْرَقُوهَا (أي حرقوا العروسة) وَأَبَاهَا بِالنَّار." سفر القضاة 15/6 ... ثم ماذا ؟؟؟

    8. ولما حاول الفلسطينيون الاعتداء عليه استخدم شمشون سلاحاً فتاكاً وجده ملقياً على الأرض ... أتدرون ما هو ذلك السلاح الفتاك ؟؟؟ إنه: فك حمار ... نعم فك من رأس حمار ... فقد استطاع شمشون باستخدام هذا الجزء من رأس الحمار (أعزكم الله) أن يقتل ألف رجل منهم ... وكيف ؟؟؟
    " حَلَّ عَلَيْهِ (أي على شمشون) رُوحُ الرَّبِّ ... وَوَجَدَ لَحْيَ حِمَارٍ طَرِيًّا ... فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ وَضَرَبَ بِهِ أَلْفَ رَجُل ... فَقَالَ شَمْشُونُ: «بِلَحْيِ حِمَارٍ كُومَةً كُومَتَيْنِ ... بِلَحْيِ حِمَارٍ قَتَلْتُ أَلْفَ رَجُل». " سفر القضاة 15/14-16 ... ولعدم تفهمنا أو اقتناعنا بذلك قلنا نذهب لتفسير القس انطونيوس فكرى للاستزادة من العلم لعلنا نفهم أو نقتنع ... فوجدناه يقول: " لحى حمار طريًا = أي فك حمار ... وكان طريًا فلو كان جافًا لتحطم وانكسر بسهولة ... واللحى يكون به 3 أو 4 أسنان كأنهم سكاكين ويمكن استخدامه كسلاح بدائي ... وشمشون هنا وهو يمسك الحمار يقتل به الأعداء يشير للمسيح الذي يمسك الإنسان (الذي بالخطية نزل مستواه إلى مستوى الخليقة غير العاقلة) ليضرب به القوات الشريرة ... ولاحظ أن الفك هو فك حمار ميت إشارة للإنسان الذي مات بالخطية ... ضرب 1000 رجل رمز لإبليس الذي يُرمز له بألف رجل شرير. " انتهى تفسير القس أنطونيوس فكري ... ولا حول ولا قوة الا بالله !!!

    9.
    وبالرغم من أن شمشون الجبار هذا نذير الله ... وروح الرب قد حلت فيه ... ومبارك أيضاً من الله ... فقد اضطجع شمشون نصف الليل مع امْرَأَةً زَانِيَةً ... ثم خرج من عندها بعد ذلك وخلع باب المدينة بالكامل (الضلفتين + القائمتين + العارضة) وصعد بهذا الباب الى الجبل !!! ولا ندرى فائدة حمل وأخذ هذا الباب الى الجبل ؟؟؟ على أية حال ..." ثُمَّ ذَهَبَ شَمْشُونُ إِلَى غَزَّةَ، وَرَأَى هُنَاكَ امْرَأَةً زَانِيَةً فَدَخَلَ إِلَيْهَا ... فَاضْطَجَعَ شَمْشُونُ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ... ثُمَّ قَامَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ ... وَأَخَذَ مِصْرَاعَيْ بَابِ الْمَدِينَةِ وَالْقَائِمَتَيْنِ وَقَلَعَهُمَا مَعَ الْعَارِضَةِ ... وَوَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيْهِ وَصَعِدَ بِهَا إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ " سفر القضاة 16/1-3 ... ولعدم تفهمنا لذلك أيضاً ... قلنا نذهب لتفسير القس أنطونيوس فكري فوجدناه يقول: " ودخل إلى امرأة زانية = هذا الجبار الذي قتل ألاف ينهزم من شهوته ... فكان قويًا جسديًا لكنه كان ضعيفًا أمام شهوته ... وهذه السقطة لشمشون سقطة فظيعة ... ثم قام في نصف الليل = ربما قام استجابة لروح الله الذي فيه، الذي عمل فيه للتوبة فأدرك أن هذا المكان لا يليق بنذير مثله ... ما حدث من شمشون كان خطية لكن من الناحية الرمزية ... يرى القديس أغسطينوس أنه يرمز لما عمله المسيح بعد صلبه ... فهو قام محطمًا أبواب الهاوية وصعد للسماء ... ويشبه أغسطينوس البيت بالجحيم أي بيت الزانية وهناك أعداء محيطين بالبيت ليمسكوه ... ولكن لم يستطع أحد أن يمسك المسيح في الجحيم فخرج نازعًا الأبواب أي محطمًا أبواب الهاوية للأبد ... ثم صعد شمشون للجبل كما صعد المسيح للسماء ... وكان الأعداء المحيطين بالبيت كالحراس حول القبر لم يستطيعوا أن يمنعوا القيامة بل هم لم يروا المسيح أصلًا. " انتهى التفسير ... ولا حول ولا قوة الا بالله

    10. وبعد ذلك أحب شمشون امرأة تسمى دليلة ... فحاول اعداؤه من الفلسطينيين معرفة سر قوته ... فاغروا دليلة بالفضة حتى تعرف ذلك السر ... فماذا حدث ؟؟؟
    " وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّهُ أَحَبَّ امْرَأَةً فِي وَادِي سُورَقَ اسْمُهَا دَلِيلَةُ ... فَصَعِدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا لَهَا: «تَمَلَّقِيهِ وَانْظُرِي بِمَاذَا قُوَّتُهُ الْعَظِيمَةُ، وَبِمَاذَا نَتَمَكَّنُ مِنْهُ لِكَيْ نُوثِقَهُ لإِذْلاَلِهِ، فَنُعْطِيَكِ كُلُّ وَاحِدٍ أَلْفًا وَمِئَةَ شَاقِلِ فِضَّةٍ» ... فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «أَخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ الْعَظِيمَةُ؟ وَبِمَاذَا تُوثَقُ لإِذْلاَلِكَ ؟؟؟» 7فَقَالَ لَهَا شَمْشُونُ: «إِذَا أَوْثَقُونِي بِسَبْعَةِ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ، أَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ» ... فَأَصْعَدَ لَهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ، فَأَوْثَقَتْهُ بِهَا ... وَالْكَمِينُ (أي الأعداء من الفلسطينيين) لاَبِثٌ عِنْدَهَا فِي الْحُجْرَةِ ... فَقَالَتْ لَهُ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ» ... فَقَطَعَ الأَوْتَارَ كَمَا يُقْطَعُ فَتِيلُ الْمَشَاقَةِ إِذَا شَمَّ النَّارَ، وَلَمْ تُعْلَمْ قُوَّتُهُ. " سفر القضاة 16/4-9 ...

    11.
    وبعد أن قطع شمشون الجبار الحبال ... لم تيأس دليلة لمعرفة سر قوة شمشون حتى يتمكن منه أعدائه من الفلسطينيين ويذلوه وتحصل هي على الفضة ... فعاودت مرة أخرى حيلتها معه ... " فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «هَا قَدْ خَتَلْتَنِي (خذلتني) وَكَلَّمْتَنِي بِالْكَذِبِ، فَأَخْبِرْنِيَ الآنَ بِمَاذَا تُوثَقُ؟» ... فَقَالَ لَهَا: «إِذَا أَوْثَقُونِي بِحِبَال جَدِيدَةٍ لَمْ تُسْتَعْمَلْ، أَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ» ... فَأَخَذَتْ دَلِيلَةُ حِبَالاً جَدِيدَةً وَأَوْثَقَتْهُ بِهَا، وَقَالَتْ لَهُ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ، وَالْكَمِينُ لاَبِثٌ فِي الْحُجْرَةِ». فَقَطَعَهَا عَنْ ذِرَاعَيْهِ كَخَيْطٍ ... فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «حَتَّى الآنَ خَتَلْتَنِي (خذلتني) وَكَلَّمْتَنِي بِالْكَذِبِ، فَأَخْبِرْنِي بِمَاذَا تُوثَقُ؟» ... فَقَالَ لَهَا: «إِذَا ضَفَرْتِ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِي مَعَ السَّدَى» ... فَمَكَّنَتْهَا بِالْوَتَدِ ... وَقَالَتْ لَهُ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ» ... فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَلَعَ وَتَدَ النَّسِيجِ وَالسَّدَى ... فَقَالَتْ لَهُ: «كَيْفَ تَقُولُ أُحِبُّكِ، وَقَلْبُكَ لَيْسَ مَعِي؟ هُوَ ذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَدْ خَتَلْتَنِي (خذلتني) وَلَمْ تُخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ الْعَظِيمَةُ». سفر القضاة 16/ 10-15 ... فماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟

    12. وأخيراً عرفت دليلة سر قوة شمشون في أنها في شعره الذي لم يحلقه ... فأنامته على ركبتيها ودعت رجلاً فحلق شعره ففارقته قوته وفارقه أيضاً الرب ... فقبض عليه الْفِلِسْطِينِيُّونَ ... "
    وَلَمَّا كَانَتْ (دليلة) تُضَايِقُهُ بِكَلاَمِهَا كُلَّ يَوْمٍ وَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ، ضَاقَتْ نَفْسُهُ (أي نفس شمشون) إِلَى الْمَوْتِ ... فَكَشَفَ لَهَا كُلَّ قَلْبِهِ، وَقَالَ لَهَا: «لَمْ يَعْلُ مُوسَى رَأْسِي (أي لم يحلق شعر رأسه أبداً) لأَنِّي نَذِيرُ اللهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، فَإِنْ حُلِقْتُ تُفَارِقُنِي قُوَّتِي وَأَضْعُفُ وَأَصِيرُ كَأَحَدِ النَّاسِ» ... وَلَمَّا رَأَتْ دَلِيلَةُ أَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَهَا بِكُلِّ مَا بِقَلْبِهِ، أَرْسَلَتْ فَدَعَتْ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالَتِ: «اصْعَدُوا هذِهِ الْمَرَّةَ فَإِنَّهُ قَدْ كَشَفَ لِي كُلَّ قَلْبِهِ» ... فَصَعِدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَصْعَدُوا الْفِضَّةَ بِيَدِهِمْ ... وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ، وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ، وَفَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ ... وَقَالَتِ: «الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ» ... فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ» ... وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ ... فَأَخَذَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ، وَنَزَلُوا بِهِ إِلَى غَزَّةَ وَأَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ ... وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ ... وَابْتَدَأَ شَعْرُ رَأْسِهِ يَنْبُتُ بَعْدَ أَنْ حُلِقَ. " سفر القضاة 16/16-22 ... وحمداً لله فقد بدأ شعر رأسه ينبت مرة أخرى بعد أن حُلِق ... حتى تكتمل أحداث هذه القصة المثيرة والشيقة !!!

    13.
    والقارئ محدود الذكاء سيلاحظ هنا أن دليلة طلبت من شمشون وبكل صراحة ان يخبرها بسر قوته وبماذا يوثق حتى تُذله ... نعم حتى تذله كما صرحت له " فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «أَخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ الْعَظِيمَةُ؟ وَبِمَاذَا تُوثَقُ لإِذْلاَلِكَ ؟؟؟» سفر القضاة 16/6 !!! وقد أخبرها بذلك أكثر من مرة وتأكد من خيانتها ولم يتعظ !!! بل وحلق له أحد الرجال شعره وهو نائم على فخذي دليلة لا يدري شيئاً !!! رغم انه نذير الله ومبارك من الرب وفيه روح الرب !!! على أية حال نكمل القصة ...

    14.
    وفرح الفلسطينيون بالقبض على شمشون ... فماذا حدث ؟؟؟ ... " فَدَعَوْا شَمْشُونَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ، فَلَعِبَ أَمَامَهُمْ ... وَأَوْقَفُوهُ بَيْنَ الأَعْمِدَةِ ... فَقَالَ شَمْشُونُ لِلْغُلاَمِ الْمَاسِكِ بِيَدِهِ: «دَعْنِي أَلْمِسِ الأَعْمِدَةَ الَّتِي الْبَيْتُ قَائِمٌ عَلَيْهَا لأَسْتَنِدَ عَلَيْهَا» ... وَكَانَ الْبَيْتُ مَمْلُوءًا رِجَالاً وَنِسَاءً ... وَكَانَ هُنَاكَ جَمِيعُ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَعَلَى السَّطْحِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل وَامْرَأَةٍ يَنْظُرُونَ لِعْبَ شَمْشُونَ ... فَدَعَا شَمْشُونُ الرَّبَّ وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي الرَّبَّ، اذْكُرْنِي وَشَدِّدْنِي يَا اَللهُ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ، فَأَنْتَقِمَ نَقْمَةً وَاحِدَةً عَنْ عَيْنَيَّ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» ... وَقَبَضَ شَمْشُونُ عَلَى الْعَمُودَيْنِ الْمُتَوَسِّطَيْنِ اللَّذَيْنِ كَانَ الْبَيْتُ قَائِمًا عَلَيْهِمَا، وَاسْتَنَدَ عَلَيْهِمَا الْوَاحِدِ بِيَمِينِهِ وَالآخَرِ بِيَسَارِهِ ... وَقَالَ شَمْشُونُ: «لِتَمُتْ نَفْسِي مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ» ... وَانْحَنَى بِقُوَّةٍ فَسَقَطَ الْبَيْتُ عَلَى الأَقْطَابِ وَعَلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِي فِيهِ، فَكَانَ الْمَوْتَى الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي مَوْتِهِ، أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي حَيَاتِهِ !!! فَنَزَلَ إِخْوَتُهُ وَكُلُّ بَيْتِ أَبِيهِ وَحَمَلُوهُ وَصَعِدُوا بِهِ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِ مَنُوحَ أَبِيهِ. " سفر القضاة 16/ 23-31 ... ولا ندرى لماذا هذا الفرح بكل اعداد قتلى شمشون في هذه القصة ؟؟؟

    15. هذا هو ملخص لقصة شمشون الجبار ودليلة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الكتاب المقدس ... حيث يؤمن النصارى أن ذلك من وحي السماء للأرض ... ويعتبر شمشون عند النصارى وكما هو واضح مما ورد من الابطال المؤمنين وهو نذير الله ...
    " لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا ِللهِ مِنَ الْبَطْنِ " سفر القضاة 13/3 ... وفيه روح الله بل ومبارك أيضاً منه ... " فَكَبِرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ ... وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ " سفر القضاة 13/24-25 !!! وبنفس منطق الناقد فإن هناك العشرات بل والعشرات من الأسئلة التي تطرح نفسها بالطبع ... ولكننا قد تعهدنا بعدم طرح أي أسئلة على هذه القصة احترماً منا لعقيدة الآخر ولعدم احراجه ... ولكننا سنترك ذلك لذكاء القارئ !!! ولا حول ولا قوة الا بالله ...


    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 13: جاء في سورة النساء 154:" وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ " ... وجاء في سورة الأعراف 171" وَإِذْ نَتَقْنَا (أي رفعنا) الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ... قال البيضاوي في تفسيره لسورة النساء: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور بميثاقهم} بسبب ميثاقهم ليقبلوه ... وقال في تفسيره لسورة الأعراف: { وَإِذ نَتَقْنَا الجبل فَوْقَهُمْ } أي قلعناه ورفعناه فوقهم وأصل النتق الجذب { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } سقيفة وهي ما أظلك { وَظَنُّواْ } وتيقنوا {أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} ساقط عليهم لأن الجبل لا يثبت في الجو ولأنهم كانوا يوعدون به ... وإنما أطلق الظن لأنه لم يقع متعلقه ... وذلك أنهم أبوا أن يقبلوا أحكام التوراة لثقلها فرفع الله الطور فوقهم - وقيل لهم إن قبلتم ما فيها وإلا ليقعن عليكم .
    والناقد يسأل: هل من المعقول أن يخلع الله جبلاً من الأرض يعلو في الفضاء ويظل معلقاً على لا شيء ليخيف الناس ويرغمهم ليقبلوا شريعته ؟؟؟ وهل يوافق هذا علمياً ناموس الجاذبية ... وأدبياً ناموس المحبة الإلهية ؟؟؟

    § قبل أن نشرح معنى الآيات التي أشار اليها السيد الناقد ... فإننا نقول للناقد أنه طبقاً للقول المنسوب للسيد المسيح عليه السلام في إنجيل متى ... فإنه يمكن أن يخلع إنسان (وليس الله) جبلاً من الأرض ويعلو في الفضاء بل ويظل معلقاً على لا شيء وضد ناموس الجاذبية ... وكيف ؟؟؟
    " فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ ... فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ ... وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. " إنجيل متى 17/20
    §
    وهل حدث وأن نقل انسان جبلاً من مكانه كما في عقيدة نصارى مصر ؟؟؟ الإجابة نعم ؟؟؟ وكيف ؟؟؟ إن السيد الناقد يؤمن بالطبع بقصة القديس سمعان الخراز صانع الأحذية الذي جاءت إليه امرأة لتصلح حِذائها ... وكانت هذه المرأة جميلة الصورة ... فبينما هي تخلع حِذائها ... انكشف ساقاها ... فنظرت عيناه إليهما بشهوة ... ففي الحال ضرب سمعان المِخراز في إحدى عينيه فقلعها ... تنفيذًا لوصية الرب: " فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ... لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ " متى 5/27-30

    § ولذلك كانت ببركة إيمان هذا القديس الذي نفذ وصية الرب وقلع عينه ... الفضل الكبير في المعجزة التي يؤمن بها نصارى مصر ... وهي رفع ونقل جبل المقطم من مكانه القديم الى مكانه الحالي !!! حيث قال السيد المسيح كما ورد في
    انجيل متى 17/20" فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. " ... وفى هذا المقام نسأل الله أن يكون من بيننا الآن من يؤهله إيمانه أن يرفع وينقل حبة رمل من مكانها ... وليس جبلا !!!

    §
    والمطلع على موقع الأنبا تكلا ...http://st-takla.org/Saints/Saint-Simon_.html ..سيقرأ ما يأتي عن معجزة نقل جبل المقطم: " وبالفعل خرج البابا وقابل القديس سمعان، وتحدَّث معه، عن حياته وروحانياته، وسبب فقده لعينه ... إلخ ... فقال القديس للبابا أن يصلي مع الشعب كيرياليسون 400 مرة ... ويصلي صلاة القداس وهم يحملون الأناجيل والصلبان والشموع ... وهو سيقف معهم خلف البابا كواحد من الشعب ... وبعد ذلك يجب على البابا السجود مع الكهنة، ويرشم الجبل بعلامة الصليب المقدسة ... وسيرى مجد الله ... وبالفعل تم كل هذا بالضبط ... وبعد أن رفع البابا يده ورسم علامة الصليب المقدسة ... إذ بزلزلة عظيمة تحدث ... ومع كل قيام من سجدة يرتفع الجبل ... ومع كل سجدة يندك الجبل وتظهر الشمس من تحته وهو يتحرك " ... انتهى ما ورد في موقع الأنبا تكلا

    § أما المسلمون فهم يؤمنون بأن الله وحده فقط هو القادر على رفع جبل ضد ناموس الجاذبية وليس أي إنسان ... فهو سبحانه خالق كل شيء ... ولذلك فله وحده ينصاع ويخضع كل ما خلق ...

    §
    أما ناموس المحبة الإلهية التي تحدث عنها السيد الناقد ... فعلينا أن نذكّره بأن الآيات التي أشار اليها سيادته تتحدث عن التعامل مع بنى اسرائيل الذين وصفهم السيد المسيح بقساوة القلب ... " قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ ... وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. " انجيل متى 19/ 8

    § وقد نقض السيد المسيح نفسه الناموس الذي كان سارياً وصالحاً مع بنى إسرائيل قساة القلوب هؤلاء الى ناموس آخر ... وكيف ؟؟؟ فقد نسب للسيد المسيح أنه قال
    " سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن ... وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا. "متى 5/38 وقد ورد في تفسير أنطونيوس فكرى لذلك: قيل عين بعين = وصايا الناموس هذه تصلح لشعب بدائي ... ولكن هذه الوصايا كانت لازمة لمنع التوحش والانتقام الرهيب، إذ أن الإنسان البدائي مستعد أن يقتل من يفقده عينه ... وجاء المسيح ليطلب أن نقابل الشر بالخير وهذه درجة عالية جدًا ... لا يملك الإنسان البدائي أن ينفذها "انتهى التفسير ... إذن فشعب إسرائيل هو شعب بدائي قاسى القلب يتطلب اسلوباً مختلفاً في التعامل معه ...

    §
    ليس هذا فحسب بل بعد أن نجى الله بنى اسرائيل من فرعون وقومه وشق لهم البحر فعبروه ... " وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ، وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ " سفر الخروج 14/21 ... ثم ماذا ؟؟؟ أطبق الله البحر بعد عبور بنى إسرائيل فغرق فرعون وقومه ... " فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَرَجَعَ الْبَحْرُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ إِلَى حَالِهِ الدَّائِمَةِ، وَالْمِصْرِيُّونَ هَارِبُونَ إِلَى لِقَائِهِ ... فَدَفَعَ الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ ... فَرَجَعَ الْمَاءُ وَغَطَّى مَرْكَبَاتِ وَفُرْسَانَ جَمِيعِ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي دَخَلَ وَرَاءَهُمْ فِي الْبَحْرِ ... لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَلاَ وَاحِدٌ. " الخروج 14/27-28 ... بعد كل هذا الفضل وهذه المعجزات ماذا كان تصرف بنى إسرائيل قساة القلوب هؤلاء ؟؟؟ قابلوا جميل الله بالنكران والكفران ... وكيف ؟؟؟

    § نسب الكتاب المقدس الى أحد أنبيائهم وهو هارون عليه السلام أنه صنع لهم عجلا ليعبدوه (حاشاه) ... وذلك بعد أن صعد موسي الي الجبل ليتلقى الشريعة من الله ومكث 40 يوماً ... وعندما شعر بنو إسرائيل بتأخره ... طلبوا من هارون عليه السلام ان يصنع لهم إلهاً ... فطلب منهم حُليّهم ... وصهرها ... ثم صنع لهم منها عجلا ليعبدوه ... فقالوا هذا إله إسرائيل الذي أخرجنا من مصر ... ثم بنى لهم هارون بعد ذلك مذبحاً ليكون معبداً لهذا الصنم ... وحدد لهم اليوم التالي ليكون عيداً لهذا الإله ... فاحتفلوا به !!! اسمع لما ورد في سفر الخروج بهذا الشأن !!!!
    " وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ ... اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا ... لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ» ... فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا» ... فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ ... فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا ... فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» ... فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ» ... فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ ... وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ. " سفر الخروج 32/1-6

    §
    وبناء على هذا الحادث فرض الله عليهم عقوبة قتل كل من عبد هذا الصنم ؟؟؟ «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ ... فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى ... وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل.». سفر الخروج 32/27-28

    § لقد عاقب الله شعب بنى اسرائيل عقوبات مريرة ... بعد ان سبق وحذرهم من عواقب وتبعات ما قد يلاقونه من الضربات والويلات والامراض التي ستصيبهم ان ابتعدوا عن عبادة الله وانصرفوا الى عبادة الاوثان ... مقلدين الشعوب الوثنية التي تحيط بهم ... والتي حذرهم من عدم الاختلاط بهم وعدم التزاوج بينهم كي لا يتعلموا منهم الامور الشاذة والتي لا ترضى وتغضب الله ... وعندما عصوا وصاياه وتمردوا واختلطوا بالأمم الوثنية ... جعل تلك الامم الوثنية تتسلط عليهم وتستعبدهم وتذيقهم مرارة الاسر في سبيين شهيرين جدا هما سبى بابل وسبى آشور ... ارجع الى
    سفر التثنية اصحاح 7

    §
    لقد صدق الله العظيم حين وصف قلوب بنى اسرائيل هؤلاء بالقسوة البالغة ... " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً " البقرة 74 ... وقسوة القلب على هذا النحو يلازمها دائماً الاستكبار والعناد والتمرد ... وبالتالي فلا يخفى على أي عاقل ... مدى تمنعهم عن الالتزام بأحكام التوراة وما جاء به موسى ... وبالرغم من ذلك فإن من حب الله ورحمته بخلقه (وهو ما اسماه الناقد بناموس المحبة الإلهية) أنه سبحانه وتعالى يريد أن يعيش هؤلاء بمنهج سماوي عادل يحقق لهم الأمن والأمان وسعادة الدنيا والفوز بالآخرة ... ولكن مثل هؤلاء لا يرضخون إلا بالآيات المادية والحسية ... ولذلك فمن ضمن وسائل علاج بشر كهؤلاء وبهذه الصفات السيئة ليتلقوا منهج الله ... رَفَعَ الله جبل الطور فوقهم فادركوا بدليل مادي محسوس ومشاهد مدى عظمة وقدرة الخالق ... ومدى ضآلتهم مقارنة بالقوة والعظمة الإلهية ... الأمر الذى جعلهم يقتنعون بل ويقبلون شريعة التوراة ...

    § إن من رحمة الوالد بولده الصغير أنه يعطيه الدواء اللازم لشفائه حتى ولو كان مراً ... وحتى لو تطلب الأمر أن يوثقه ويقيد حركته ... بل ويفتح فمه بالقوة طالما يرفض الصغير تناول ما سيشفيه ... لكن عندما يفعل الوالد ذلك يفعله بكامل المحبة والرحمة ... وبهدف أن يحصل ولده على الشفاء من مرضه ... وليس لأي هدفٍ آخر ...

    §
    ولذلك كان تفسير الآية ... " وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ " النساء 154 ... أي ورفع الله الجبل فوق بنى إسرائيل ... تهديداً لهم لامتناعهم عن قبول شريعة التوراة ... حتى قبلوا ... وأخذ عليهم الميثاق " تفسير المنتخب


    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله


    التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 05-12-2017 الساعة 01:37 PM
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 14:جاء في سورة سبأ ... " وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ " ... وذكر الناقد أن البيضاوي قال في تفسيره لذلك: {يا جبال أَوِّبِى مَعَهُ} رجعي معه التسبيح أو النوحة على الذنب ... وذلك إما بخلق صوت مثل صوته فيها أو بحملها إياه على التسبيح إذا تأمل ما فيها ... أو سيري معه حيث سار ...
    وجاء في
    سورة الأحزاب 72 ... " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " ... وقال الناقد أن البيضاوي قال في تفسيره لذلك: وقيل إنه تعالى لما خلق هذه الأجرام خلق فيها فهماً وقال لها : إني فرضت فريضة وخلقت جنة لمن أطاعني فيها ، وناراً لمن عصاني ، فقلن نحن مسخرات على ما خلقتنا لا نحتمل فريضة ولا نبتغي ثواباً ولا عقاباً ، ولما خلق آدم عرض عليه مثل ذلك فحمله ، وكان ظلوماً لنفسه بتحمله ما يشق عليها ... جهولاً بوخامة عاقبته ...
    والناقد يسأل: هل للجبال عقل وتمييز وعواطف لتردد صلوات واعترافات وتسابيح داود ؟؟؟ وهل للجبال فهمٌ يجعلها تدرك ما لا يدركه أكثر البشر ... فترفض الأمانة المعروضة عليها ؟؟؟

    § يتعجب الناقد في إمكانية أن يكون للجبال عقل فتفهم وتمييز وتردد تسابيح داود ... وحتى نهدئ من روع سيادته ... فإننا سنصحبه الى
    سفر العدد 20/7-8 ..." وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «خُذِ الْعَصَا وَاجْمَعِ الْجَمَاعَةَ أَنْتَ وَهَارُونُ أَخُوكَ ... وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ أَنْ تُعْطِيَ مَاءَهَا ... فَتُخْرِجُ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ ... وَتَسْقِي الْجَمَاعَةَ وَمَوَاشِيَهُمْ» ... يقول القس أنطونيوس فكري في تفسيره لذلك: مرة أخرى يتذمر الشعب لموسى على نقص الماء ... في المرة الأولى ضرب موسى الصخرة بالعصا وخرج ماء من الصخرة ... أما في المرة الثانية فقد طلب الله أن يأخذ موسى معهُ العصا فقط ... دون أن يضرب الصخرة ... ويكلم الصخرة فتعطى ماءً ... وكان خطأ موسى أنه ضرب الصخرة ولم يستمع لكلام الله ... وغالبا هو فعل هذا (أي ضرب الصخرة بدلا من أن يكلمها ويتحدث معها كما امره الرب) كما تعود لمدة 40 سنة ... إذ كان يضرب صخرة في أي مكان يحلوا فيه فتخرج ماء ... انتهى التفسير
    §
    ونصحب الناقد أيضاً الى سفر الخروج 4/2-4 " فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ (أي لموسى): «مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟» فَقَالَ: «عَصًا» ... فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ» ... فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً ... فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا ... ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا» ... فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ ... فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ. " ... أي أن الله حوّل العصا (الجماد) إلى حيَّة (كائن به روح وحياة) ... ثم في لحظات حول الله تلك الحية إلى عصا مرة أخرى ... فسبحانه وتعالى هو القادر وحده على كل شيء ... " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " يس 82
    § إذن فطبقاً لما ورد بالكتاب المقدس ... فقد أمر الرب موسى أن يتكلم مع الصخرة لتعطى ماء بالقدر الذي يلزم لاحتياجات موسى وشعبه ... ولكنها لا تعطى ماء يترتب عليه مثلاً طوفاناً مثل طوفان نوح عليه السلام فيغرقوا ... وهكذا كان الحال لمدة 40 سنة في الصحراء ... إذ كان يضرب موسى أي صخرة في أي مكان يحلوا فيه فتستجيب الصخرة للأمر الإلهي وتخرج الماء اللازم لهم ... وطبقاً لما ورد بالكتاب المقدس أيضاً فقد كانَ موسى عليه السلام يُمسكُ عَصا خشبية يابسةً بيدِه ... ولما أَلْقاهَا بأَمْرِ اللهِ جَعَلَ اللهُ فيها حياة، وحَوَّلها إِلى أَفعى تَسعى ... وَحَمَلها موسى بيدِه وهي حَيَّة، ولما أَلْقاها على الأَرضِ ثانيةً أَعادَها اللهُ عصا يابسة ...
    §
    والقرآن الكريم أيضاً ذكر قصة خروج الماء من الصخر مع موسى ... " وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ " البقرة 60 ... والقرآن الكريم أيضا ذكر قصة عصا موسى وتحولها الى حية ثم تحولها الى عصا مرة أخرى .." قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ... قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى ... فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ... قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى " طه 18-21
    § إن كل هذه الأمور تخالف تماماً ناموس الكون الذى نعرفه ... ولكن كان هذا كُلّه بأَمْر منِ اللهِ سبحانه وتعالى ... فالذي جَعَلَ الصخرة تنفذ الأمر الصادر لها وتُخرج الماء ... والذى حول العصا الخشبيةَ الى حَيَّة تَسعى ... ثم أعادها مرة أخرى لتصبح عصا ... هو نفسُه الذي جعلَ الجبالَ تفهم وتمييز وتردد تسابيح داود ... لإن الله سبحانه هو خالق هذه الجبال ... هذا ولا يوجد بشر يعلم كيفَ حدث ذلِك ... لأَنَّ هذه معجزات من الله ... فالأَمْرُ أَمْرُه، والإِرادَة إِرادَتُه عز وجل ... وهو القادر على كل شيء ... " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا " فاطر 44
    §
    ولكن على صعيد آخر وحيث أن الناقد يؤمن بأن كيان الله سبحانه وتعالى مكون من ثلاثة أقانيم (اقنوم الآب ... واقنوم الابن وهو السيد المسيح ... واقنوم الروح القدس) ... ولذلك نود أن نهمس في اذن الناقد بصوت منخفض ونذكره بما ورد في إنجيل لوقا 3/21-22 الذي يفيد ... أنه بعد عماد السيد المسيح ... وبينما كان يصلى انفتحت السماء ونزل ووقف على كتفه اقنوم الله الثالث على هيئة جسم حمامة !!! هذا وبنفس منطق الناقد ... فإننا لا ندرى لماذا لم يسأل السيد الناقد نفسه ... كيف يمكن لحمامة أن تحتوي بل وتستوعب كامل الجزء الثالث من كيان الله سبحانه وتعالى ... خالق السماوات والأرض وما بينهما ؟؟؟؟ ..." وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا ... وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ ... وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ ... وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ» "
    § وفى هذا المشهد ظهرت واضحة تماماً الأقانيم الثلاثة المنفصلة لله سبحانه وتعالى حيث يؤمن النصارى ... وكيف ؟؟؟ فقد ظهر الأقنوم الثاني وهو الابن واقفاً في البحيرة بعد أن عمده يوحنا بمائها ... وظهر الأقنوم الثالث على هيئة حمامة واقفة حينئذ على كتف السيد المسيح !!! أما الأقنوم الأول وهو الآب ... فكان في السماء ينادى مسروراً على ابنه الذي في كوكب الأرض ...
    " وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ ... بِكَ سُرِرْتُ» " لوقا 3/22
    § أما المسلمون فعقيدتهم أن ... " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ... اللَّهُ الصَّمَدُ ... لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ... وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " سورة الإخلاص ... نعم ... الله أحد في ذاته ... أي غير متجزئ أو متبعض ... واحد في صفاته ... أي فلا ثاني له يتمتع بهذه الصفات ...

    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 15: جاء في سورة سبأ 10-11... " وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ... أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " ...وأورد الناقد تفسير البيضاوي لذلك: {وَأَلَنَّا لَهُ الحديد} جعلناه في يده كالشمع يصرفه كيف يشاء من غير إحماء وطرق بإِلانته أو بقوته ...
    والناقد يسأل: كيف يغيّر الحديد خاصيته بين يدي داود فيفقد صلابته ويتحول إلى مرونة وليونة الشمع بغير إحماء أو طَرْق ؟؟؟ وما هو الهدف من هذه المعجزة التي لو كانت قد جرت فعلا لذكرتها التوراة المقدسة ؟؟؟

    سأل الناقد: كيف يُغير الحديد خاصيته بين يدي داود عليه السلام ... فيفقد صلابته ويتحول إلى مرونة وليونة الشمع مثلا بغير إحماء أو طَرْق ؟؟؟
    § ونقول له ببساطة شديدة: إن الذي غيّر خاصية الحديد بين يدي داود عليه السلام فصار الحديد ليناً ليشكله داود كما يشاء ... هو نفسه الذي غيّر خاصية العصا الخشبية التي كانت في يد موسى عليه السلام فصارت حيَّة (كائن به روح وحياة) ... ثم في لحظات تحولت تلك الحية إلى عصا مرة أخرى ... " فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ (أي لموسى): «مَا هذِهِ فِي يَدِكَ؟» فَقَالَ: «عَصًا» ... فَقَالَ: «اطْرَحْهَا إِلَى الأَرْضِ» ... فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً ... فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا ... ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا» ... فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ ... فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ. " سفر الخروج 4/2-4 ... هذا وقد ذكر القرآن الكريم أيضا قصة عصا موسى وتحولها الى حية ... ثم تحولها الى عصا مرة أخرى ... " قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ... قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى ... فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ... قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى " طه 18-21

    §
    إن الذي فعل هذا ... هو الله سبحانه وتعالى القادر وحده على كل شيء ... " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " يس 82 ... والله هو خالق الحديد ... بل وهو خالق كل شيء ... " ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ " الأنعام 102 ... وإذا كان الله قد أودع في الحديد خاصية الصلابة ... فالله وحده هو القادر على أن يغيّر هذه الخاصية فيصبح الحديد ليناً ... " وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ " سبأ 10 ... ولكن ما الهدف من تلك المعجزة ؟؟؟ اسمع للآية التي بعدها ... " أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ... وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " سبأ 11 ... وما معنى هذا ؟؟؟ أي وأوحينا إلي داود أن اعمل من هذا الحديد دروعاً واسعة تحمى من بأس الأعداء ... وأحكم نسْجها بتداخل حلقاتها ... وقلنا له ولآله: اعملوا ما يعود عليكم وعلى غيركم بالخير والصلاح ... إني بكل ما تعملون بصير لا يغيب عنى شيء منه ... تفسير المنتخب

    § والله لم يجعل الحديد ليناً لبشر عادى ... بل جعله كذلك لنبيه داود عليه السلام ... ولماذا ؟؟؟ حتى يكون ذلك معجزة من المعجزات التي يجريها الله على أيدي من اصطفاهم من البشر ليكونوا سفراء لإبلاغ رسالة السماء لأهل الأرض ... ولا عاقل يغفل أن المعجزات بالطبع هي من الأدلة الدامغة التي يبرهن بها النبي للبشر على اتصاله بالسماء ... ومن ثم يتبع الناس تعاليمه ...

    §
    وإذا كان الناقد يقول إن معجزة داود هذه لم تذكرها التوراة المقدسة ؟؟؟ فنقول له والقرآن الكريم أيضاً لم يذكر عن داود عليه السلام ما نسبته التوراة له من افعال وتصرفات لا تتوافق مع نبي كريم اختاره الله من بين البشر لإبلاغ رسالة السماء للأرض (كما سنوضح أدناه) ... بل على النقيض ... ذكر القرآن الكريم في شأن نبي الله داود عليه السلام: ... " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ " ص17 ... أي اذكر قصة وحال عبدنا داود ... صاحب القوة الشديدة في عبادتنا وطاعتنا وفى دحر أعدائنا ... {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي: كثير الرجوع إلى ما يرضينا ... تفسير الطنطاوي

    § وإذا كانت هذه هي نظرة القرآن الكريم لداود عليه السلام نبي الله ... فهي أيضاً نفس نظرة التوقير لكافة أنبياء ورسل الله الذين اصطفاهم الله من البشر وطهرهم وعصمهم من الكبائر ونزههم عن المعاصي ... وذلك حتى يبلغوا بأمانة رسالة الله وينشروا تعاليمه بين البشر ... ويكونوا أيضا قدوة حسنة وصالحة لأتباعهم للاقتداء بهم كبشر مثلهم ... لأنه من البديهي أن يحسن أي مرسل اختيار من يرسله لآخرين ... فما بالنا إذا كان الحال مع الله رب العالمين ومن يرسلهم ... لأن لو كان الأمر غير ذلك ... لكان الطريق متاحاً لمن يمكنه التحجج بأفعال الأنبياء المشينة إن وجدت (حاشاهم) ... قال تعالى:
    " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " الحج 75

    §
    وحتى يعلم القارئ لماذا لم تذكر التوراة معجزة داود التي ذكرها القرآن الكريم ... فإننا يجب أولاً أن نستعرض وبحيادية النصوص التي تحدث فيها الكتاب المقدس عن نبي الله داود عليه السلام وافعاله المشينة (حاشاه) ... حيث سيقف القارئ الذكي على أن نوعية ما كتبه الكتاب المقدس عن نبي الله داود ... يختلف اختلافاً جوهرياً عن ما ذكره القرآن الكريم من توقير الله لداود عليه السلام وأفعاله ... كأحد أنبياء الله الكرام الذين عصمهم الله بالطبع عن الكبائر والمعاصي ... هذا ولن نعلق على ما ذكره الكتاب المقدس عن داود عليه السلام وافعاله ... وسنترك القارئ الذكي يقارن ما بين ما ورد في القرآن الكريم بشأن داود عليه السلام ... وبين ما ذكره الكتاب المقدس بشأنه ... فبضدها تتميز الأشياء ...

    § نسب كاتب
    سفر صموئيل الثاني (11/2-27) الى نبي الله داوود عليه السلام أنه زنى بامرأة جاره فحملت منه ... " وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ ... وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدًّا ... فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: "أَلَيْسَتْ هذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ ؟؟؟ ... فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا ... فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ، فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا ... وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ "

    §
    فلما حملت امرأة جاره (مدام بَثْشَبَعَ) من داود سفاحاً ... دبر داود مؤامرة ليداري فعلته هذه ... فماذا فعل ؟؟؟ قتل زوجها (أُورِيَّا الْحِثِّيِّ) ثم ... " ضَمَّهَا (أي مدام بَثْشَبَعَ التي زنى معها !!!) إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا ... وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ (أي الزنا بحليلة جاره والمؤامرات والقتل و ...الخ) فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ ".سفر صموئيل الثاني (2:11 –27)

    § طلب شاول الملك 100 عضو ذكرى للفلسطينيين كمهر لأبنته الآنسة/ ميكال ... فقتل داود 200 رجل من الفلسطينيين ... ثم قطع أعضائهم الذكرية وقدمهم مهراً للعروس الآنسة ميكال بنت الملك شاول وتزوجها !!!
    " فَقَالَ شَاوُلُ: "هكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ ... بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ (أعضاء ذكرية) مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلانْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ " ... وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ... فَأَخْبَرَ عَبِيدُهُ دَاوُدَ بِهذَا الْكَلاَمِ، فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيْ دَاوُدَ أَنْ يُصَاهِرَ الْمَلِكَ ... وَلَمْ تَكْمُلِ الأَيَّامُ حَتَّى قَامَ دَاوُدُ وَذَهَبَ هُوَ وَرِجَالُهُ وَقَتَلَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِئَتَيْ رَجُل ... وَأَتَى دَاوُدُ بِغُلَفِهِمْ (أعضائهم الذكرية) فَأَكْمَلُوهَا لِلْمَلِكِ لِمُصَاهَرَةِ الْمَلِكِ ... فَأَعْطَاهُ شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً. " سفر صموئيل الأول 18/ 25-27
    §
    ورد في سفر صموئيل الثاني 8/1-2 عن نبي الله داود: ... " وبعد ذلك حارب داود الفلسطينيين ... وأخضعهم واستولى على عاصمتهم جت ... وقهر أيضا الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة ... وقاسهم بالحبل ... فكان يقتل صفين ويستبقي صفا ... فأصبح الموآبيون عبيدا لداود يدفعون له الجزية. " ترجمة كتاب الحياة

    § وفى
    سفر الأيام الأولى 20/1-3 ... ضرب وقتل وسلب ونهب ونشر شعوب بوحشية بمناشير ... " وَكَانَ دَاوُدُ مُقِيمًا فِي أُورُشَلِيمَ ... فَضَرَبَ يُوآبُ رَبَّةَ وَهَدَمَهَا ... وَأَخَذَ دَاوُدُ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ ... فَوُجِدَ وَزْنُهُ وَزْنَةً مِنَ الذَّهَبِ، وَفِيهِ حَجَرٌ كَرِيمٌ ... فَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ ... وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ كَثِيرَةً جِدًّا ... وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ ... وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ ... ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ !!!
    §
    ورد في سفر صموئيل الثاني 12/29-31 ... قتل وسلب ونهب ونشر شعوب بوحشية بمناشير وحرقهم ... " فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ الشَّعْبِ وَذَهَبَ إِلَى رِبَّةَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا ... وَأَخَذَ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ ... وَوَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ الذَّهَبِ مَعَ حَجَرٍ كَرِيمٍ ... وَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ ... وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ كَثِيرَةً جِدًّا ... وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ ... وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ ... وَهكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ ... ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ. " !!!

    § داود يرقص بكل قوته أمام الرب ويتكشف فتحتقره امرأته ... " وَكَانَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ ... وَكَانَ دَاوُدُ مُتَنَطِّقًا بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ ... وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا. "
    سفر صموئيل الثاني 6/ 14 – 21

    §
    داود يحضن فتاه عذراء جميلة جداً غريبة عنه لتدفئه ... " وَشَاخَ الْمَلِكُ دَاوُدُ ... تَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ ... وَكَانُوا يُدَثِّرُونَهُ بِالثِّيَابِ فَلَمْ يَدْفَأْ. فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: "لِيُفَتِّشُوا لِسَيِّدِنَا الْمَلِكِ عَلَى فَتَاةٍ عَذْرَاءَ، فَلْتَقِفْ أَمَامَ الْمَلِكِ وَلْتَكُنْ لَهُ حَاضِنَةً وَلْتَضْطَجعْ فِي حِضْنِكَ فَيَدْفَأَ سَيِّدُنَا الْمَلِكُ" ... فَفَتَّشُوا عَلَى فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَوَجَدُوا أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ ... فَجَاءُوا بِهَا إِلَى الْمَلِكِ. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ جَمِيلَةً جِدًّا !!! فَكَانَتْ حَاضِنَةَ الْمَلِكِ ... " سفر الملوك الأول 1/ 1-4

    § وبالرغم من كل الأفعال التي ذكرناها ... ونسبها كتبة التوراة لنبي الله داود (زنا / مؤامرات / قتل / سلب / نهب / نشر شعوب بمناشير وحرقهم / وحشية غير مسبوقة / قتل 200 من الفلسطينيين والتمثيل بجثثهم ...) فإن ذلك كله كان أمراً مقبولاً من الله رب العالمين ... ولم يعاتبه الله عليها ... وكيف ؟؟؟ اقرأ ما ورد في
    سفر الملوك الأول 15/5 ... " لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ ... وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ ... إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ "

    §
    وختاماً ... نسأل الله أن يكون السيد الناقد قد فَطِنَ الى معرفة الإجابة عن سؤاله وهو ... لماذا لم تذكر التوراة معجزة نبي الله داود عليه السلام التي ذكرها القرآن الكريم !!!


    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على السؤال رقم 16: جاء في سورة الكهف في الآيات 9-26 ... قصة اصحاب الكهف الذي جعلَهم الله يَنامونَ ثلاثَمئةٍ وتسعَ سنوات ... بدونِ موتٍ أَو تَعَفُنٍ أَو فساد، ثم أَيقَظَهم من نومِهم لفترةٍ قصيرة، ثم أَماتَهم الموتَ الحقيقي ... ثم ذكر الناقد أنه جاء في تفسير البيضاوي عن ذلك ما ملخصه: أن فتية في أيام اضطهاد دقلديانوس للمسيحية فرّوا إلى مغارة خارج مدينة أفسس ... ولبثوا فيها ثلاثمائة وتسع سنين نياماً يتقلبون على جنوبهم ولا يسمعون ثم استيقظوا ... وعلم الناس أمرهم من النقود القديمة التي كانت معهم ... ثم سأل سيادته: كيف يتسنى لسبعة غلمان وكلبهم أن يعيشوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين بدون أكل ولا شرب ولا مشي ولا تبوّل ولا تبرّز ... تحسبهم أيقاظاً وهم رقود ... يتقلبون ذات الشمال وذات اليمين وكلبهم باسط ذراعيه بفناء المغارة ؟؟؟ وما هو الدرس المستفاد من هذه القصة لنا اليوم ؟؟؟

    § ذَكَر القرآنُ الكريم قصةَ أصحابِ الكهف الذينَ جعلَهم الله آيةً وعبرة ... وأَكرمَهم ببعضِ الكراماتِ المعْجزات ... حيث تتحدث القصة عن مجموعة من الفتية المؤمنين بالله هربوا بدينهم من ملك كافر طاغية متسلط ... فتركوا المدينة و لجأوا إلى كهف مخلفين وراءهم أموالهم وأهلهم وكل ما يملكون ... وفروا بدينهم إلى هذا المكان الضيق الخالي من أي مقوم من مقومات الحياة ... مؤمنين بأن لهم ربا سيتولى أمرهم ... لذلك تضرعوا إليه قائلين:
    " إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا ... رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا " الكهف 10 ... و هناك أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بالنوم العميق بدونِ موتٍ أَو تَعَفُنٍ أَو فساد ... وجعلَهم الله يَنامونَ ثلاثَمئةٍ وتسعَ سنوات قال تعالى: " وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا " الكهف 25 ... ثم أَيقَظَهم بقدرته ... حيث وجدوا أن كل الناس من مدينتهم أصبحوا مؤمنين ... ثم أَماتَهم الله بعد ذلك الموتَ الحقيقي ... فجعلهم آية للناس على مر العصور ...

    §
    لقد كان هذا كله من أَمْرِ الله ... وكيف ؟؟؟ " إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ " هود 107 ... وهو معجزةٌ خارقةٌ للعادة ... ولو لم تكن خارقةً لما كانَتْ معجزة ... ولكن طالما كان الأَمْر من فِعْلِ اللهِ سبحانه وتعالى ... فلا استبعادَ أَو إِنكارَ له ... لقد شاءَ اللهُ أَنْ يُبْقِي هؤلاء الفتية نائمينَ هذه المدةَ الطويلة، فهَيَّأَ الأَمورَ من حولَهم حتى لا يَبْلوا ويَتَعَفَّنوا ... وضربَ على آذانِهم حتى يتمتعوا بالسكون ... وجعلَ الشمسَ تَميلُ عنهم في الصباحِ ذاتَ اليمينِ، وتبتعدُ عنهم عند المساءِ ذاتَ الشمال ... حتى لا تُؤْذيهم بأَشعتِها وحرارتِها ... وقَلَّبَهم على الأرضِ ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال، لئلا تَقْضي عليهم الرطوبةُ والعَفَن ... ثم بَعَثَهم بعدَ ذلك من نومِهم وايقظهم ...

    § وإذا كان الله سيبعث الموتى بعد موتهم بآلاف السنين وبعد أن أصبحوا عظاماً وتراباً ...
    " قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ... قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ " يس 78-79 ... إذن فليس بالعسير على الله أن يجعل فتية كهؤلاء ينامون طوال هذه المدة ثم يوقظهم ... وذلك دون الحاجة الى طعام أو شراب أو أي أمر آخر من أمور الحياة ... وكيف ؟؟؟ لأنه الله ... خالق السماوات والأرض وما بينهما ... وبذلك تحققت بتلك المعجزة دروساً نستفيد منها اليوم ...

    §
    وإذا استعرضنا آيات سورة الكهف التي وردت فيها هذه القصة (من الآية 9 وحتى الآية 27) ... تتضح الدروس التي يمكننا الاستفادة منها اليوم وهي كالآتي:

    1.
    القصة تبرهن على حقيقة البعث بعد الموت ... فقدرة الله سبحانه على إيقاظ هؤلاء الفتية بعد رقود طويل ... كانت آية عجيبة من آيات الله سبحانه وتعالى ... " أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا " الكهف 9 ... وعندما أنام الله هؤلاء وبعثهم ... أطلع عليهم أهل المدينة فعلموا أن وعد الله بالبعث حق ... وأن القيامة لا شك في إتيانها ... وكذلك الحال مع من سيعرف قصتهم بعد ذلك ... " وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ ... لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا " الكهف 21

    2.
    تقدير وثناء الله الخاص للشاب التقى ومكانته المتميزة عند الله ... حيث وصف أصحاب الكهف بالفتية ثناء عليهم بدلالة السياق ... لأن الفتى عادة يألف اللهو والباطل ... فلما لم يصرفهم ذلك عن المعالي ... استحقوا التنويه في كتاب الله " إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ " الكهف 10

    3.
    من وسائل الثبات سؤال الله الرحمة والرشاد: " فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا " الكهف 10 ... وكثير من أهل البلاء يعيشون عيشة راضية لا ينالها كثير من أهل العافية ... وسر ذلك أنهم أنسوا بالله ... فأزال الله عنهم وحشة الطريق ...

    4.
    استجابة الله لدعاء هؤلاء الفتية الصادقين بالنجاة من أعدائهم حيث انامهم الله آمنين في الكهف سنين عديدة ... " فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا " الكهف 11 ... ليكون ذلك مثلاً للناس بأن الله لن يخذل عبداً كان ديدنه الدعاء والالتجاء إلى مولاه ... هذا مع سلامة المنهج وصحة القصد ... فالدعاء من أنفع الأدوية ... وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن.

    5.
    الدعوة والالتزام بوحدانية الله ونبذ الشرك ... بالرغم من وجود أي منكرات في المجتمع من حولنا " إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ... هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا " الكهف 14-15

    6.
    من لجأ إلى الله حق الالتجاء كان له ناصراً ومعيناً ... وأحال عسر أمره يسراً ... وجعل له من بعد الضيق فرجاً ومخرجاً ... " وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا " الكهف 16 ... وصدق الله العظيم فقد قال: " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ... وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " الطلاق 2-3

    7.
    أرسل الفتية واحداً منهم فقط لشراء الطعام وفى ذلك درس مهم ... وهو ضرورة تكليف العدد المناسب للمهمة فقط ... فالزيادة قد تفسد العمل ... " فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ " الكهف 19

    8.
    ضرورة تحرى الحلال في ارزاقنا ... لأن الحرام لا يمكن أن يكون زكياً ابداً ... " فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ " الكهف 19 ... وللأسف كثير من الناس لا يتحرى الحلال في ذلك ... فيكون هذا من أسباب الشقاء ...

    9.
    ضرورة التلطف في كل العلاقات حتى مع الأعداء ... وكلما كبرت المشكلة كان الهدوء والتروي من اسباب الحل والنجاح ... " فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ " الكهف 19

    10.
    الحق لا يُعرف بكثرة أو قلة ... بل الكثرة أكثر ما تجيء في القرآن مذمومة ... فالزم طاعة الله حتى ولو ظل على الحق العدد القليل المستضعف.

    11.
    في قصة أصحاب الكهف طمأنة للمؤمنين بالثبات على الحق ... فالعاقبة للمتقين ... والله ناصرهم ولو طال الأمد.

    12.
    لقد نال هؤلاء الفتية رعاية الله بـ: توحيد الله / الرفقة الصالحة / الثبات على الحق / اعتزال الباطل / حسن الظن بالله / الشورى / اجتماع الكلمة / اتخاذ القرار العاقل ...

    13.
    إن الله سبحانه وتعالى يضع الإيمان في الشخص ليتضح المؤمن الصامد في إيمانه من غيره ... ثم يساعد الله المؤمن الصادق والصامد بطرق يصعب على الناس توقعها.

    14.
    الفرار الى طاعة الله مع الثقة في رحمته ... حتى ولو كان الى مكان ضيق أو غير مزود بمقومات الحياة ... تكون جائزته من الله " فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا " الكهف 16

    15.
    تعطينا هذه القصة درساً بأنه يجب على المسلم أن يبقى دائما في الشراكة مع الناس الذين هم على خير وصلاح ... حيث كان رجال الكهف كلهم صالحين ... وبالتالي، وجودهم معا هو واحد من العوامل التي جذبت الرحمة والمساعدة من الله سبحانه وتعالى.

    16.
    ذكرت القصة بعض الأمور التي تبرهن على أنه لا يمكن لراعى غنم لا يعرف القراءة ولا الكتابة ... عاش في صحراء قاحلة منذ ما يزيد عن 1400 سنة أن يعرف تلك الأمور ... فقد ذكر في القصة العوامل التي تؤثر على الإنسان النائم الحي وليس الميت ... وهذه العوامل هي أثر الصوت (وليس الضوء) على النائم ... والتهوية الجيدة ... والتعقيم وقتل الميكروبات التي تحلل الجسم ... وتقليب جسم الإنسان ... والفرق بين السنة الشمسية والقمرية حسابيا ... كما تضمنت هذه القصة اعجازا عددياً في صياغتها ... وكل هذه الأمور تتطلب أن يكون كاتب هذه القصة ملماً بعلوم الصوت والطب والفلك والصياغة اللغوية المعجزة ... ثم يضع ذلك كله لخدمة قصة مجموعة من الفتيان نامت ثلاثمائة سنة ثم أيقظهم الله ... ومن ذلك نذكر:

    1.
    تأثير الصوت على الإنسان النائم: إن أول أثر على النائم لإيقاظه هو الصوت وليس الضوء، ولذلك كانت أول آية في هذه القصة ذكر فيها أن الله ضرب على آذانهم ... بمعنى جعلهم صماً لا يحسون بأية أصوات خارج الكهف ... كصوت الريح والرعد وخلافه ... حتى لا يستيقظوا من نومهم ... ولذلك قال الله في آية علمية ... " إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ... فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا " الكهف 10-11

    2.
    أثر التهوية وأشعة الشمس على تنظيف الكهف من الميكروبات: قال تعالى: " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ " الكهف 17 ... لإثبات أن الضوء لا يؤثر على النائم ذكر الله أن الشمس تدخل الكهف في الشروق: " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ " ... وتمر عليهم عند الغروب ... " تَقْرِضُهُمْ " ... أي: تمر عليهم مبينا عدم تأثير الضوء على النائم ... وكما نعلم في علم الميكروبولوجيا أن أشعة الشمس في الشروق وفي الغروب تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية التي تؤدي إلى قتل الميكروبات ... ليس هذا فحسب ... فقد فتح الله طاقة أو فجوة في الكهف للآتي:

    ·
    إحداث تيار هوائي لتجديد الهواء الملاصق لهم وهم نائمون.
    ·
    دخول أشعة الشمس في الشروق والغروب لقتلها الميكروبات وتعقيم المكان ومن فيه ... مما يدعونا إلى تهوية المساكن وتعريض الفرش لأشعة الشمس، علاوة على أثر أشعة الشمس على الإنسان، حيث إنها مفيدة في تكوين فيتامين (د) للجلد، وكذلك حتى يتقي الإنسان كثيرا من الأمراض، وأشد الأمراض اتصالا بعدم التهوية وعدم وجود الشمس هو مرض السل مثلا ... سبحان الله! ذكر التهوية ودخول أشعة الشمس من آيات الله فعلا، فهي من آيات الله العلمية في القرآن الدالة على صدق رسوله، وأنه مبلغ هذا الكتاب، وليس مؤلفا، فكيف عرف أثر أشعة الشمس عند الشروق وعند الغروب في التعقيم وقتل الميكروبات، وكذلك أثر التهوية على صحة الإنسان، إذ أنهم نيام وليسوا أمواتا.

    3. تقليب أجسادهم حتى لا يصابوا بقرحة الفراش: ...
    " وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ " الكهف 18 ... لاحظ ... " وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ " مع الآية رقم 17... حيث ذكر أن الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين ... وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ... وهم في فجوة منه؛ حتى يتعرض الجانب من الجسم الملاصق للأرض أثناء الليل ذات اليمين إلى أشعة الشمس التي تزاور عن كهفهم ذات اليمين ... فيحدث تهوية وتعقيم لهذا الجانب، ثم يقلبهم الله - سبحانه وتعالى - بقدرته إلى الشمال عند الغروب ... حتى يتعرض جانب الجسم الملاصق للأرض أثناء النهار إلى أشعة الشمس التي تقرضهم ذات الشمال عند الغروب ... وكذلك للتهوية حتى لا يحدث لهم التقرحات في أجسامهم ... نتيجة نمو الميكروبات اللاهوائية عند عدم تقليب الجسد ... وهو ما عرف حديثا بقرحة الفراش ... والتي لم تعرف من قبل ... وحتى القرن العشرين.
    فكيف عرف محمد صلى الله عليه وسلم هذه المعلومات من أثر التهوية وأشعة الشمس وقرحة الفراش على الإنسان النائم منذ هذا الزمن البعيد ... بل وعاش في بيئة صحراوية ... وحتى لو كان أعلم علماء عصره، وقرأ العهد القديم والجديد ... وجمع جميع المعلومات الموجودة في عصره ...

    1.
    الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية:" وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا " الكهف 25 ... إننا عندما نكتب مثلا 309 سنة بالحروف العربية ... تكون ثلاثمائة وتسع سنين ... ولكن أن يكتب ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا شيء آخر ... فإذا دققنا النظر ... سنجد أن في ذلك ربط السنين الشمسية بالسنين القمرية ... وكيف ؟؟؟ إنك إذا أردت أن تحسب زمن نومهم بالسنين الشمسية تجده ثلاثمائة سنة شمسية ... ولكنك عند حساب نفس المدة بالسنين القمرية تكون ثلاثمائة سنة وتزداد تسعا ... لأن الفرق بين السنة الشمسية والقمرية أحد عشر يوما تقريبا ... فعندما نضربها في عدد 300 سنة ... نجد الفرق هو تسع سنوات ...

    2.
    التطابق العددي بين عدد كلمات النص القرآني في القصة وبين عدد سنوات النوم أي 309: فجميعنا يعلم بأن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 309 سنوات ... " وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً " الكهف 25 ... فلو تأملنا النص القرآني الكريم منذ بداية القصة وحتى نهايتها ... فإننا نجد أن الإشارة القرآنية الزمنية تبدأ بكلمة (لبثوا) في الآية 12" ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا " ... وتنتهي بالكلمة ذاتها ... أي بكلمة (لبثوا) في الآية 25" وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ " ... والعجيب جداً أننا إذا قمنا بعدّ الكلمات اعتباراً من كلمة (لبثوا) الأولى وحتى كلمة (لبثوا) الأخيرة ... فسوف نجد بالتمام والكمال 309 كلمة ... أي تساوى عدد السنوات التي لبثها أصحاب الكهف نياماً !!! الأمر الذي يبرهن على أن هذا النص لا يمكن لراعى غنم في الصحراء لا يعرف القراءة ولا الكتابة صياغته على هذا النحو المحكم مهما حاول ... كما يبرهن أيضاً على تلقينا هذا النص القرآني الذي بين ايدينا الآن دون أي تحريف ... لأنه لو حدث هذا لانهارت تلك المنظومة العددية ... ادخل الرابط:
    § وإذا كان السيد الناقد سأل عن قصة اصحاب الكهف ورددنا على ما أثاره بمنطق يفهمه القارئ الذكي ... فإنه في المقابل سيرحب بأن نستعرض معه قصة الأختين العاهرتين أهوله وأهولية التي وردت في سفر
    حزقيال الاصحاح 23!!! حيث بدأ هذا الاصحاح بما يأتي ... " وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ ... وَزَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا ... هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ ... وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا " حزقيال 23/1-3

    §
    وبمتابعة سياق وصياغة عبارات هذا الاصحاح وجدناه يقول أيضاً ... " وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا ... كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ ... وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ ... وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضًا، لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا، وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ ... هُمْ كَشَفُوا عَوْرَتَهَا " حزقيال 23/3-10 ... لقد كان هذا هو أداء الأخت الأولى أهوله ... فماذا يا ترى حال الأخت الثانية أهوليبة ؟؟؟ هل ستحافظ على نفس مستوى هذا الأداء الساقط والهابط ... أم ستتدنى في ادائها عن ذلك المستوى ؟؟؟ دعنا نكمل النصوص !!!

    § "
    «فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذلِكَ ... أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا ... وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا " حزقيال 23/11 ... ولكن كيف فسدت اهولية أكثر من فساد اختها اهوله ؟؟؟ " عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ ... فُرْسَانًا رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ ... فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ وَزَادَتْ زِنَاهَا. " حزقيال 23/11-14 ... ثم ماذا بعد ذلك " وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ ... عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ ... وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً ... فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ ... وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا ... وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ " حزقيال 23/15-19 ... فماذا بعد كل هذا السقوط والتدني ؟؟؟ " فأولعت بعشاقها هناك ... الذين عورتهم كعورة الحمير ... ومنيهم كمني الخيل. "حزقيال 23/ 20 ترجمة الحياة !!! أي اولعت بعشاقها ومارست الزنا مع رجال لهم قوة وشهوة الحمار والخيل ... فأعضائهم الذكرية (– New International Version Genitals) كبيره كعضو الحمار ... وقذف منيهم قوى كالخيل ...

    §
    ثم نكمل كلام الرب عن أهولية " وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ ... هأَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ ... وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ ... وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً، فَتَنْكَشِفُ عَوْرَةُ زِنَاكِ وَرَذِيلَتُكِ وَزِنَاكِ." 23/ 21-29 ... وحتى لا نطيل على القارئ الكريم فإن هذا الحديث ... يستمر حتى نهاية سفر حزقيال 23 من العدد 30 وحتى العدد 49 ... وبعبارات وألفاظ مماثلة ... نرجو أن يرجع اليها القارئ ... ولا حول ولا قوة الا بالله ...

    § ولعلمنا من
    رسالة تيموثاوس الثانية 3/16 أن ... " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ ... وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ ... لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ " ... ولتعجبنا من أن هذه القصة وبهذه الصياغة والألفاظ ... مفترض أن تكون من وحي الله !!! لذلك قررنا الذهاب الى تفسير القس انطونيوس فكرى ... فلعلنا نجد ما يجعلنا نفهم ونقبل ذلك ... فوجدناه يبرر ما قرأناه بأن " ... الوحي يشبه يهوذا وإسرائيل بامرأتين ... " فأهوليبة " تشير لشعب إسرائيل ... بينما تشير " أهوله " للأمم فالكل قد أخطأ ... وأن والكتاب يُسمى عبادة الأوثان زنا روحي ... لأن من يرتبط بإله آخر (الوثن) يعتبر هذا خيانة للإله الواحد , كما أضاف سيادته " ... وواضح أن الكلمات المستخدمة في هذا الإصحاح قاسية في تعبيرها عن الزنا ... ولكن هذه هي بشاعة الخطية ... وكم تثير الخطية الله وتغيظه !!! فإلهنا غيور ... وتصور حال رجل يكتشف أن زوجته التي يحبها تخونه مع كل من تراهم ... ماذا يكون حال هذا الرجل ... وكم تكون ثورته ؟؟؟ هذا هو لسان حال الله في هذا الإصحاح، فهو يعبر عن حزنه من خيانة شعبه الذي فاض عليه ببركاته فتركه وذهب لآلهة أخرى ... جرياً وراء شهواته.... انتهى تفسير أنطونيوس فكرى

    §
    إن خلاصة هذا التطويل وهذه العبارات والألفاظ التي وردت في سفر حزقيال ... أن شعب إسرائيل ارتبط بإله آخر فعاقبه الله على ذلك ... هذا وقد رأينا أن القرآن الكريم عندما أراد أن يعبر عن فعل مماثل لشعب آخر هو شعب ثمود ... عبر عن انحراف الشعب في ثلاث كلمات معجزة في تركيبها ... " كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا " الشمس 11 ... أي كذَّبت ثمود نبيها بطغيانها وبغيها ... تفسير المنتخب ... وعندما أراد أن يوضح عقاب الله لهم على تلك الأفعال ... عبر عنه في خمس كلمات معجزة أيضاً ... " فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا " الشمس 14 ... أي فدمر عليهم ربهم ديارهم بذنبهم فسواها بالأرض ... تفسير المنتخب

    § وإذا كانت بعض المواقع النصرانية تدافع عن عبارات والفاظ
    سفر حزقيال هذا ... على اساس أن بعض الفاظه قد وردت في
    القرآن الكريم أيضاً وهما لفظا ... "منى" & " ترائب " ...
    فإننا سنضع بين قارئنا الكريم الحقائق الآتية ونترك له الحكم:

    Ø
    لفظ " منى " ورد في القرآن: " أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ... أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ... ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ... فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ... أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى " القيامة 36-40 ... أي أيحسب هذا الإنسان المنكر للبعث أن يُترك مهملاً يرتع في حياته ... ثم يموت ولا يبعث فيحاسب على عمله ... ألم يك الإنسان نطفة من مَنِىٍّ يقدر تكوينه في الرحم ... ثم صار قطعة دم جامد ، فخلقه الله ، فسواه في أحسن تقويم ... فجعل منه الصنفين الذكر والأنثى ... أليس ذلك المبدع الفعَّال لهذه الأشياء بقادر على أن يُحْيى الموتى بعد جمع عظامهم ... تفسير المنتخب

    Ø
    أما لفظ " منى " الوارد في سفر حزقيال: " فأولعت بعشاقها هناك ... الذين عورتهم كعورة الحمير ... ومنيهم كمني الخيل. " حزقيال 23/ 20ترجمة الحياة !!! أي اولعت بعشاقها ومارست الزنا مع رجال لهم قوة وشهوة الحمار والخيل وأعضائهم الذكرية (– New International Version Genitals) كبيره كعضو الحمار وقذف منيهم قوى كالخيل ...

    Ø
    ولفظ " ترائب " ورد في القرآن: " فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ... خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ... يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ... إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ "الطارق 5-8 ... أي فليفكر الإنسان من أي شيء خلق ... خلق من ماء متدفق ... ويخرج هذا الماء من بين الصُلب وعظام الصدر من الرجل والمرأة ... إن الله الذي خلقه هكذا ابتداء ... لقادر على إعادة خلقه بعد موته ... تفسير المنتخب

    Ø
    أما لفظ " ترائب " الوارد في سفر حزقيال:" وَزَنَتَا بِمِصْرَ فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا ... هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا " حزقيال 23/3 ... والنص حسب ترجمة الحياة " زنتا في صباهما في مصر حيث دوعبت ثديهما، وعبث بترائب عذرتهما. " !!! وأيضاً ... " وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ ... هأَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْكِ عُشَّاقَكِ ... وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ ... وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً، فَتَنْكَشِفُ عَوْرَةُ زِنَاكِ وَرَذِيلَتُكِ وَزِنَاكِ. " 23/ 21-29

    § إن القرآن الكريم يتألف من ثلاثين جزءاً تحتوي على (114) سورة بها (6236) آية ... يفتخر السلمون على قدرتهم على تلاوة أي آية ... من أية سورة ... من أي جزء ... علانية وفى مكبرات الصوت ... وأمام كافة الأعمار ... دون أي حرج ... فلا يوجد لفظ أو معنى أو صياغة يتحرجون منها ... فهل يستطيع الناقد أن يفعل ذلك مع
    سفر حزقيال الإصحاح 23 ... أو سفر نشيد الانشاد الإصحاح 7 ... على سبيل المثال لا الحصر؟؟؟

    §
    هذا وسنعيد الكرة في ملعب الناقد ونسأله نفس السؤال الذي سأله عن سورة الكهف ورددنا عليه ... ما هو الدرس المستفاد لنا اليوم من قصة وعبارات وصياغة والفاظ سفر حزقيال 23 على النحو الذي وردت به في الكتاب المقدس ؟؟؟ وهل هذه القصة بهذا الاسلوب وهذه العبارات وهذه الألفاظ من وحي الله للبشر ؟؟؟

    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله



    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    ا
    لرد على السؤال رقم 17:جاء في سورة الأنبياء 81 ... " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ " ... وجاء في سورة سبأ 12 ... " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ " ... وجاء في سورة ص 36 ... " فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ " ... وأورد الناقد تفسير البيضاوي في سورة الأنبياء 81 ... {الريح عَاصِفَةً} شديدة الهبوب من حيث إنها تبعد بكرسيه في مدة يسيرة كما قال تعالى: {غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} وكانت رخاء في نفسها طيبة ... وقيل كانت رخاء تارة وعاصفة أخرى حسب إرادته ... {تَجْرِى بِأَمْرِهِ} بمشيئته ... {إِلَى الأرض التي بَارَكْنَا فِيهَا} إلى الشام ... رواحاً بعدما سارت به منه بكرة ...
    ثم سأل سيادته: ما الفائدة من تسخير الريح لسليمان فتحمل عرشه متى شاء إلى أين شاء ... وتشتد إذا رغب وتلين إذا رغب ؟؟؟ وما هو الهدف من كل هذا ؟؟؟ ماذا عاد على بني إسرائيل أو على مملكة الله من كل هذا ؟؟؟

    §
    بداية نذهب لتفسير المنتخب لنفهم الآيات التي ذكرها الناقد:

    سورة الأنبياء 81: وسخَّرنا لسليمان الريح قوية شديدة الهبوب ... تجرى بحسب رغبته وأمره إلى الأرض التي زدنا فيها الخير ...

    سورة سبأ 12: وسخرنا لسليمان الريح ... جريها في أول النهار يعدل السير العادي شهرا ... وجريها في آخر النهار يعدل السير شهراً ...

    سورة ص 36: فذللنا لسليمان الريح ... تجرى حسب مشيئته رخية هينة ... حيث قصد وأراد ...

    §
    إذن فما حقيقة حمل الريح لعرش سليمان ... سنذهب لتفسير ظلال القرآن لنقف على حقيقة ذلك:
    سورة الأنبياء 81 «وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها»:

    وتدور حول سليمان روايات وتصورات وأقاويل ... معظمها مستمد من الإسرائيليات والتخيلات والأوهام ... ولكن لا نضل في هذا التيه ... فإننا نقف عند حدود النصوص القرآنية ... وليس وراءها أثر مستيقن في قصة سليمان بالذات ... والنص القرآني هنا يقرر تسخير الريح وهي عاصفة لسليمان ... تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ... وهي في الغالب الشام ... فكيف كان هذا التسخير ؟؟؟ هنالك قصة بساط الريح الذي قيل: إن سليمان كان يجلس عليه وهو وحاشيته فيطير بهم إلى الشام في فترة وجيزة ... ولكن القرآن لم يذكر شيئا عن بساط الريح ذاك ... ولم يرد ذكره كذلك في أي أثر مستيقن ... فليس لنا ما نستند عليه لنقرر مسألة البساط ...
    والأسلم إذن أن نفسر تسخير الريح بتوجيهها بأمر الله إلى الأرض المباركة ... فإن القدرة الإلهية الطليقة لا تسأل كيف ؟؟؟ فخلق النواميس وتوجيهها هو من اختصاص تلك القدرة الطليقة فالمعلوم للبشر من نواميس الوجود قليل ... انتهى تفسير الظلال


    سورة سبأ 12«وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ»:

    وتسخير الريح لسليمان تتكاثر حوله الروايات ... وتبدو ظلال الإسرائيليات واضحة في تلك الروايات ... وإن تكن كتب اليهود الأصلية لم تذكر شيئا عنها ... والتحرج من الخوض في تلك الروايات أولى ... والاكتفاء بالنص القرآني أسلم ... مع الوقوف به عند ظاهر اللفظ لا نتعداه ... ومنه يستفاد أن الله سخر الريح لسليمان، وجعل غدوها أي توجهها غادية إلى بقعة معينة (ذكر في سورة الأنبياء أنها الأرض المقدسة) يستغرق شهرا ... ورواحها أي انعكاس اتجاهها في الرواح يستغرق شهرا كذلك ... وفق مصلحة تحصل من غدوها ورواحها، يدركها سليمان عليه السّلام ويحققها بأمر الله ... ولا نملك أن نزيد هذا إيضاحا حتى لا ندخل في أساطير لا ضابط لها ولا تحقيق ... انتهى تفسير الظلال

    سورة ص 36 «فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ»:
    وتسخير الريح لعبد من عباد الله بإذن الله لا يخرج في طبيعته عن تسخير الريح لإرادة الله ... وهي مسخرة لإرادته تعالى ولا شك، تجري بأمره وفق نواميسه ... فإذا يسر الله لعبد من عباده في فترة من الفترات أن يعبر عن إرادة الله سبحانه وأن يوافق أمره أمر الله فيها ... وأن تجري الريح رخاء حيث أراد فذلك أمر ليس على الله بمستبعد ... وتسخير الريح لأمر سليمان عليه السّلام يعنى تسخيرها لأمره المطابق لأمر الله في توجيه هذه الرياح ... انتهى تفسير الظلال
    §
    مما ورد فإنه يلزم التأكيد على الحقائق التالية:

    1.
    سخر الله لسليمان الريح تجرى بحسب رغبته وأمره إلى الأرض التي باركها الله وزاد فيها الخير.

    2.
    تسخير الريح لأمر سليمان عليه السّلام يعنى تسخيرها لأمره المطابق لأمر الله في توجيه هذه الرياح.

    3.
    تسخير الريح لأمر سليمان عليه السّلام كان وفق مصلحة تحصل من غدوها ورواحها ... يدركها سليمان عليه السّلام ويحققها بأمر الله ... وكلنا يعلم أن الريح تأَتي بالغيثِ والمَطَر ... فتَحملُ معها الرّخاءَ والخصْب ... والمستفيدُ من ذلك بالطبع هم بنو إِسْرائيل ...

    4.
    تدور حول تسخير الريح لسليمان روايات وتصورات وأقاويل ... معظمها مستمد من الإسرائيليات والتخيلات والأوهام ... ولكننا نقف عند حدود ما صرحت به النصوص القرآنية فقط ... هذا مع الأخذ في الاعتبار أنه التي ليس وراء هذه النصوص أثر مستيقن في قصة سليمان يفيد بان الريحُ تَطيرُ بسليمانَ عليه السلام وعرشِه وكرسِيِّه ...

    5.
    اجتهاد البيضاوي هو اجتهاد بشرى يُشكر عليه ... ولكن كل بشر يصيب أو قد يجانبه الصواب ... والاجتهاد البشرى في الإسلام ليس مقدسا ... ولماذا ؟؟؟ لأن في الإسلام قاعدة أن ما من أحد إلا يؤخذ من علمه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وهذه القاعدة تخالف تماماً القاعدة النصرانية التي تنص على: " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ ... وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. "انجيل متى 18/18

    6.
    وحسب انجيل مرقص 4/35-41 ... سخر الله للسيد المسيح عليه السلام الريح أيضاً عندما كان نائماً في السفينة ... فماذا حدث ؟؟؟ " فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ ... فَكَانَتِ الْأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ ... وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً ... فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: " يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ ؟؟؟ " فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ ... وَقَالَ لِلْبَحْرِ: "اسْكُتْ. اِبْكَمْ" ... فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. " ...من هذا النص يتضح أن الله قد سخر الريح للسيد المسيح عليه السلام فاستجابت لأمره وسكنت ... والدليل على ذلك أن المسيح نفسه قال " أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا." انجيل يوحنا 5/30 ... وهذا الأمر يعتبر بالطبع معجزة من ضمن المعجزات التي يجريها الله على يد من ارسلهم ليبلغوا رسالة السماء للبشر ... بهدف أن يؤمن من يشاهد تلك المعجزات بنبوة من فعلها ... هذا وقد حدث نفس الأمر أيضاً مع أخيه نبي الله سليمان عليه السلام ... حيث سخر لله له الريح لنفس السبب ... «وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها» الأنبياء 81

    §
    وعلى صعيد آخر ... وجدنا أن من استخدامات الريح في الكتاب المقدس ما يلي:

    1. شق الله البحر لموسى عليه السلام بالريح التي خرجت من أنف الله ... فعبر موسى البحر مع قومه
    " يَمِينُكَ يَا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ ... وَبِرِيحِ أَنْفِكَ تَرَاكَمَتِ الْمِيَاهُ. " سفر الخروج 15/6-8 ... وإذا ذهبنا لتفسير انطونيوس فكرى لذلك سنجد: بريح انفك = قد تشير للرياح التي شقت البحر (لموسى عليه السلام ليعبره مع قومه هرباً من فرعون وجنوده) ثم جمعته ثانية ليغرق المصريين (فرعون وجنوده) ... وريح الأنف تشير للغضب الإلهي على أعدائه ... تراكمت المياه = أي وقفت كسد على الجانبين ... انتهى التفسير

    2.
    يقول كاتب مزمور 18: " فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ ... وَإِلَى إِلهِي صَرَخْتُ ... فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي ... وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ. " مزمور 18/6 ... فماذا حدث على أثر ذلك ؟؟؟ " فَارْتَجَّتِ الأَرْضُ وَارْتَعَشَتْ ... أُسُسُ الْجِبَالِ ارْتَعَدَتْ وَارْتَجَّتْ لأَنَّهُ غَضِبَ. " مزمور 18/7 ... وماذا أيضاً ؟؟؟ " صَعِدَ دُخَانٌ مِنْ أَنْفِهِ ... وَنَارٌ مِنْ فَمِهِ أَكَلَتْ ... جَمْرٌ اشْتَعَلَتْ مِنْهُ. "مزمور 18/8 ... فماذا فعل الرب بعد ذلك ؟؟؟ " طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ ... وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. " مزمور 18/9 ...ولكن كيف نزل الرب من السماوات والضباب تحت رجليه ؟؟؟ " رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ (ملاك) وَطَارَ ... وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ."مزمور 18/10 ... ولا حول ولا قوة الا بالله !!!


    واللــــــه تعالى أعلم وأعظم
    يتبع بإذن اللـــــه وفضــــله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على توهم لإنتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئله إجتماعيه 1
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-10-2017, 06:28 PM
  2. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة اجتماعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-10-2017, 03:02 PM
  3. الرد على انتقادات في القرآن الكريم بعنوان أسئلة تشريعية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 24-05-2017, 11:39 AM
  4. الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة جغرافية
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-02-2017, 09:38 PM
  5. الرد على تدليس بعنوان .. مغالطات منطقية في القرآن الكريم ( 1 / 2 )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 10-01-2015, 10:48 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية

الرد على توهم لانتقادات للقرآن الكريم بعنوان أسئلة علمية