الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 27

الموضوع: الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على التدليس رقم 10
    : بأن يسوع نادى بشريعة الزوجة الواحدة " مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا ... فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ". متى 19 / 5 – 6 ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم نادى بتعدد الزوجات " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا " النساء 3

    · لقد أباح الكتاب المقدس بالفعل تعدد الزوجات .... فأنبياء الله الكرام في الكتاب المقدس فعلوا ذلك ... فإبراهيم عليه السلام كان متزوجا من ثلاث زوجات (سارة وهاجر وقطوره) ولم ينكر الله سبحانه وتعالى هذا التعدد على إبراهيم ولم يعتبره خطيئة في حقه عليه السلام بل إن الله سبحانه وتعالى جعل إبراهيم خليله (أش 8:41) ... وأنه عليه السلام مات بشيبة صالحة (تكوين 8:25).

    · و نبي الله موسى عليه السلام تزوج صفورة (خروج 21:2) امرأة كوشية (عدد1:12) ... أما يعقوب فكان متزوجا من الأختين (ليئة و راحيل) و الأمتين (زلفة و بلهة) ... انظر سفر التكوين 29 ... و يذكر الكتاب المقدس أيضاً أن داود كان له تسع زوجات (سفر صموئيل الأول و الثاني) ... و الله لم ينكر هذا التعدد على داود عليه السلام بل و لم يعتبره خطيئة في حقه ... حيث قال عن داود " لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ ... إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ " ...سفر الملوك الأول 5:15 ... وأن ابنه سليمان " كانت له سبع مائة من الـنساء السيدات وثلاث مائة من السراري " سفر الملوك الأول 11 / 3 ... إذن فالتعدد مشروع في شرائع الكتاب المقدس بالفعل ومن غير ضوابط ولا شروط ...
    · أما أتباع العهد الجديد بالكتاب المقدس (المسيحية) فهم يحرمون تعدد الزوجات !!!! رغم انه لم يرد عن المسيح ما يبطل ما جاء في العهد القديم ... بـل بالعكس فالمسيح يقول
    " ما جئت لانقض الناموس أو الأنبياء بل لأكمل " متى 5 / 17

    · والعهد الجديد يشير إلى مشروعية التعدد ... وكيف ؟؟ قال بولس في
    تيموثاوس الأولى 3 /12 " فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم ... بعل امرأة واحدة ... ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة ".... وبالتالي فإن هذا النص يمنع التعدد لهذه الفئـات المحددة فقط (الأسقف – الشماس) ولكنه بالطبع .... لا يلغى صراحة وبالتبعية ما سمح به العهد القديم من جواز التعدد لغير هذه الفئات -هذا وقـد نادت بالتعدد فرق مسيحية شتى (الأنانابابتيست – المورمن) ...

    · والمسيح نفسه ضرب مثلاً في إنجيل
    متى 1:25-11 ... بعشرة من العذارى ... كن في انتظار العريس لهن وأنهن لجهالة بعضهن لم يستطعن الدخول معه ... فأغلق الباب دون البعض لأنهن قد أعددن ما يلزم ... فلو أن التعدد كان غير جائز عنده ما ضرب المثل بالعذارى العشر اللائي ينتظرن عريساً واحداً !!!!

    · وكم طالبنا النصارى أن يأتوا بدليل واحد على لسان المسيح يمنع فيه التعدد فعجزوا ... وكل ما يستدلوا به لا يصلح للاحتجاج ... فنراهم يستدلون بما جاء في
    متى 3:19 -6... " وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ ؟؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ ... وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا ... فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ "

    · في الحقيقة هذه العبارات ليس فيها ما يمنع التعدد ... ولا نجد جملة واحدة تقول ممنوع التعدد أو لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة ... ويلغى ما فعله الأنبياء من تعدد ذكرناه ... ولكن غاية الكلام هنا ... هو الرد على ما سأله الفريسيون من البداية بشأن الطلاق وليس غيره ... فرد السيد المسيح عليه السلام هنا ... هو على ما سُئِلَ فيه ... وليس غير ذلك بالطبع.

    · وعبارة
    " ويكون الاثنان جسداً واحداً " هو أمر معنوي عاطفي مجازى وليس فعلى بالطبع .... ولا يدل على إلغاء التعدد الذي فعله أنبياء الله من قبل ذلك .... فهذا تحميل للمعنى فوق ما يحتمل ... ولماذا ... لأنه إذا مات أحد الجسدين فلا يستلزم الأمر موت الجسد الآخر بالطبع ... بل مسموح له بعد الترمل بالتزوج من جسد ثالث ليكونا جسداً واحداً أيضاً ... وهكذا !!

    · أما عبارة
    " فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ " ....... نقول إن الإنسان بالزنى يفرق ما جمعه الله كما ورد في متى 5 / 32" وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي ".

    ·
    وجاء محمد صلى الله عليه وسلم بعد إخوته من أنبياء الله السابقين بشريعة لم تبتكر أو تبتدع تعدد الزوجات ... ولكن بشريعة متدرجة ... نظمت شئون الزواج ... بعد أن كان تعدد الزوجات مطلقا ومباحا وبلا حدود ... ومتأصلا منذ عصـور قديمة وأديان سابقة ليس فقط لدى العرب بل لدى كثير من الأمم بشكل أو بآخر ... فـحددت الشريعة عدد الزوجات وبقيود شديدة للغاية وشروط حكيمة ... وذلك من خلال نوافذ ضيقة لحالات استثنائية اضطرارية .... وعلاجاً لحالات مرضية قائمة حماية للمجتمع كله ... وبالتالي فإن الإسلام لم يكن هو الذي عَددالزوجات ... ولكنه هو الذي حددالزوجات ....

    · فلو عدنا للحديث عن عرب الجاهلية ... لرأينا أن التعدد كان شائعاً عندهم من غير ضوابط كما في الأديان السابقة بل ومع الأنبياء السابقين .... فقد أسلم غيلان بن سلمه الثقفي مثلا وتحته عشر نسوة ... فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
    " اختر منهن أربعا " أخرجه الترمذي ح 128.

    · إن الزواج من واحدة فقط لا يفرضه الله علينا فرضاّ ... و لكنه مباح ... والأصل الغالب في زواج المسلم:
    أن يتزوج الرجل بامرأة واحدة تكون سكن نفسه , وأنس قلبه , وربة بيته وموضع سره ... وبذلك ترفرف عليهما السكينة والمودة والرحمة التي هي أركان الحياة الزوجية في نظر القرآن الكريم " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا " الأعراف 189

    ·
    أما الزواج بأخرى فليس الزاماً على كل مسلم ... ولكنه مباح (أي اختياري وليس إجباري) طبقا للرغبة الفردية وبشروط وقيود شديدة للغاية ... ولذا قال العلماء: يكره لمن له زوجة تعفه وتكفيه أن يتزوج عليها (بغير سبب معتبر) ... هذا وقبول المرأة الزواج من رجل متزوج هو أمر اختياري لها أيضا وليس إجبارياً عليها إطلاقا ... ولو لم يكن في صالحها ذلك لما رأينا منهن من ترضى به.

    ·
    وغاية الحديث فى الأمر أن الغالبية الساحقة من المسلمين يكتفون بزوجة واحدة ... وهذا لا يخفى على الجميع و تشير اليه الاحصائيات ... و لذلك فتعدد الزوجات ليس أمراً منتشراً بالصورة التي تزعج وتدعو أصحاب القلوب المريضة أن يعملوا عقولهم وأقلامهم للطعن في القرآن ... بل و يصرفنا عن مشكلة العنوسة أو انتشار الخليلات مثلا (الذى قد يكون التعدد حلا لهما) ... فالكثير من الفتيات يفضلن الزواج من رجل متزوج إنقاذاً لها على أن تبقى غير متزوجة ولا تتمتع بدفيء الأسرة و الأبناء ... أو تكون خليلة أو عشيقة وجسد يُشتهى ليقضى الرجل فيه حاجته دون زواج و دون أي التزامات منه نحوها.

    · وطبقا لإحصائية البنك الدولي
    http://data.albankaldawli.org/indica...POP.TOTL.FE.ZS .... فإن نسبة الذكور للإناث في كل دول العالم تقريبا متساوية وثابتةٌ على مدار الزمان ... " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " القمر 49 ... ولذلك فمن البديهي أن يكون لكل رجل امرأة واحدة فقط (توازن البيئة) ... مما يبرهن على أن التعدد ليس ظاهرة ... ولكنه هو أمر محدود للغاية ...

    ·
    ولكن ماذا لو زادت أعداد الإناث عن الذكور نتيجة الحروب مثلا ... كما حدث بعد الحربين العالمتين الأولى والثانية ... حـيث قتل 48 مليون رجل ... مما دعي مفكري الغرب وعلمائهم بالدعوة الى اباحة التعدد للخروج من هذا المازق ... لحماية ورعاية النساء ... ولحفظ كرامة الأرامل منهن ... بعد انتشار الفواحش والزنـا (مع الرجال المتزوجين بالطبع) وزيادة عدد اللقطاء ... كتاب التبشير والاستشراق محمد عزت الطهطاوي ص 204 ... لأنه بخلاف ذلك فماذا ينتظر الفائض من النساء ... بل وما هو الحل الآخر لهن حينئذ ؟؟ ... إن من الخير أن تكون المرأة الثانية -امرأة واضحة في المجتمع ومسألة زواج الرجل منها معروفة للجميع ويتحمل هو عبء الأسرة كلها ...

    · إن تعدد الزوجات للشعب الفلسطيني (الذي يُسْتشهد ويعتقل رجاله) وكثرة إنجابه ... بمثابة قنبلة في وجه من اغتصب أرضه لعدم ضياع حقوقه ... وبذلك يكون الإسلام قدم لنا قدم منذ 14 قرنا حلا جاهزا لمشكلات يمكن أن تمر بالمجتمعات لاحقاً -ولماذا ... لأنه هو رسالة السماء الأخيرة للأرض ... لهذا جاءت بشريعة عامة تتسع للأقطار والعصور كلها والناس جميعا (الحضري والبدوي وفي الأقاليم الحارة والباردة والجبال) ... وقدّرَت ضرورة الأفراد والجماعات بقدرها.

    · والتعدد في الإسلام ليس إجباريا ... ولكن سُمح به للضرورة ... والذين يأخذون حكم الله في إباحة التعدد يجب أن يأخذوا باقي حكمه أيضا في ضرورة العدل ...... وإن مجرد الإحساس بالخوف من عدم إمكانية
    العدل العيني (المعاملة / النفقة / المعاشرة ....) بين زوجتيه مستقبلا (وقبل الإقدام على الزواج) فانه يحرم عليه حينئذ أن يقدم على الزواج من الأخرى لقوله تعالى " فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة " النساء 3 ... ولماذا ... " ذلك ادني ألا تعولوا " النساء 3 ... أي حتى لا تظلموا ... ويحصل الزوج المعدد حينئذ على لقب ... " ظالم " ...

    · ولقد حذر القرآن من عدم استطاعة العدل القلبي بين الزوجات ... قال تعالى ...
    " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " النساء 129 ... ولماذا ... لأن ذلك لا يدخل في قدرة الإنسان ولا اختياره ... الأمر الذي يمكن أن ينعكس على العدل الآخر المطلوب ... وهو العدل العيني (المعاملة / النفقة / والمعاشرة ...) بين الزوجات ... ولذلك فان مجرد الإحساس أو الخوف من عدم العدل العيني مستقبلا ...." فان خفتم ألا تعدلوا "فعلى المسلم حينئذ أن يلزم نفسه بزوجة واحدة فقط.

    · هذا وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم الزوجات فقال:
    مَن كانت لَهُ امرأتانِ فمالَ إلى إحداهما، جاءَ يومَ القيامةِ وشقُّهُ مائلٌ ... الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني -المصدر: صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 2133 -خلاصة حكم المحدث: صحيح ... الأمر الذي يلقى على عاتق من يفكر بالزواج بأخرى ... مزيداً ومزيداً من الحذر قبل الزواج ... خشية أن يَظلم ...

    · وإذا كانت شريحة ضئيلة من المسلمين الآخذين برخصة التعدد .... يسيئون استخدام هذه الرخصة ويظلمون زوجاتهم ... فهم وحدهم المؤاخذون أمام الله على ظلمهم وسوء تصرفهم ... وليس هذا شأن الإسلام ... وليس هؤلاء هم الذين يمثلون الإسلام ... إن هؤلاء إنما انحدروا إلى هذا الدرك لأنهم بعدوا عن الإسلام ... ولم يدركوا روحه النظيف الكريم ... ونحن لا ندافع عن تصرفات سيئة ارتكبت باسم التعدد فهذا مرفوض بالطبع ... لأن التعدد جائز فقط بشروطه المادية والأدبية فإذا لم تتوافر الشروط ... فلا تعدد ....

    · وإذا راح رجال يتنقلون بين الزوجات كما يتنقل الخليل بين الخليلات ليتذوقوا هذه و تلك ... فهؤلاء يُسمّوا " الذواقين " {الذَّوّاقُ: المَلُولُ لما هو فيه، يريد تذوّق غَيره -المعجم الوسيط} ... وقد ورد في الحديث الشريف
    " إنَّ اللهَ لا يحبُّ الذَّوَّاقِينَ ولا الذَّوَّاقاتِ " الراوي : عبادة بن الصامت المحدث : السيوطي – المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 1820 - خلاصة حكم المحدث : حسن ... أي من يحب الزواج وقتا بعد وَقت .. لأنه كلما تزوّج أَو تزوّجت ... مدّ أَو مدّت عينهَا إِلَى آخر أَو أُخْرَى -التيسير بشرح الجامع الصغير جزء 1 صفحة 264

    · أما إذا تحول التعدد لان يكون ظاهرة يمكن أن يتضرر منه المجتمع (وهو أمر غير موجود بالدول الإسلامية) ... فيمكن حينئذ تقييد التعدد للضرورة فقط من قبل ولى الأمر ليكون عن طريق القاضي ... ولكن ليس منعه أو تحريمه ... " فتوى الإمام محمد عبده لتقييد التعدد كتاب الإسلام والمرأة لمحمد عماره " ... فقد أعطى الشرع لولي الأمر حق تقييد بعض المباحات لمصلحة راجحة في بعض الأوقات أو بعض الأحوال أو لبعض الناس ... لا أن يمنعها منعاً عاماً مطلقاً مؤبداً ... لأن المنع المطلق المؤبد أشبه بالتحريم الذي هو من حق الله تعالى ... وهو الذي أنكره القرآن على أهل الكتاب الذين
    " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " التوبة 31 ... فالأكل مباح و لكن إن ترتب عليه ضرر قيد ... و الزواج مباح ... ولكن يُمنع كبار ضباط الجيش أو رجال السلك الدبلوماسي من الزواج بأجنبيات خشية تسرب أسرار الدولة عن طريق النساء إلى جهات معادية ... إن تقييد المباح أيضـاً مثل منع ذبح اللحم في بعض الأيام تقليلاً للاستهلاك منه ... كما حدث في عصر عمر رضي الله عنه.

    · ولكن قد يسال سائل ولماذا لم يحرم الإسلام التعدد ...... ونقول إن الإسلام دين يقوم على الواقعية .... ولذلك فقد وازنت الشريعة الإسلامية بين المصالح والمفاسد ... ثم أذنت بالتعدد لمن يحتاج إليه
    عند الضرورة الملحة من خلال نوافذ ضيقة لحالات استثنائية اضطرارية وعلاجاً لحالات مرضية قائمة حماية للمجتمع كله ولتكون حلاً ومخرجاً .... ونقول أيضاً ... وهــل اكتفى الرجال بما لديهم من زوجات ولم يتصل أحدهم بأخرى بخلاف زوجته عن طريق علاقة غير شرعية !!! فلماذا تكون الـمرأة الأخرى خليلة (كـما يحدث في الغرب) ... ولا تكون حليلة ... ولماذا يرمى ابنها لقيطا أو ينشأ زنيما ولا ينسب لأبيه الحقيقي ... إن المطالع للبشرية حاليا يلاحظ أن مـا ينتشر في الغرب حاليا من إباحة للجنس مع الفتيات والنساء ... لا يقارن بالنسبة الضئيلة من المسلمين مـمن يتزوجون في الحلال اختياريا بزوجة أخرى.

    · إن التعدد عند الغربيين واقع بالفعل تحت سمع القانون وبصره ولكنه لا يقع باسم الزوجات ... بل يقع باسم الصديقات والخليلات ... ولا يُلزم صاحبه بأية مسئولية أو رعاية نحو النساء (أسرية / مالية / آلام الحمل والولادة غير المشروعة / أولاد غير شرعيين / ...) ...
    وإذا كانوا يتحدثون عن مساوئ التعدد ... فهم يصمتون صمت القبور عن مساوئ الزنا الذي ذكرناه والذي تبيحه وتحميه قوانينهم التي تمنع الزواج بامرأة أخرى ... ولكنها تسمح بزواج الشواذ ببعضهم ....




    [TR]

    [/TR]


    خلاصة الرد على تدليس ... لماذا شرع الإسلام تعدد الزوجات

    · أباح الكتاب المقدس تعدد الزوجات دون ضوابط أو شروط ... وذكر أسماء زوجات أنبياء الله الكرام ... ونسب إلى سليمان أنه " كانت له سبع مائة من الـنساء السيدات ... وثلاث مائة من السرارى " سفر الملوك الأول 11 / 3

    ·
    أتباع العهد الجديد بالكتاب المقدس (المسيحية) يحرمون تعدد الزوجات نتيجة تأويلهم لنصوص غير قاطعة أو محكمة ..... بالرغم من أن المسيح يقول " ما جئت لانقض الناموس أو الأنبياء بل لأكمل " متى 5 / 17
    ·
    جاء محمد صلى الله عليه وسلم بعد إخوته من أنبياء سابقين بشريعة لم تبتكر أو تبتدع تعدد الزوجات ...... ولكن بشريعة متدرجة حددت عدد الزوجات بقيود شديدة للغاية ... بعد أن كان تعدد الزوجات مباحا و بلا حدود - وذلك من خلال نوافذ ضيقة و شروط حكيمة ولحالات اضطرارية حماية للمجتمع كله ... وبالتالي فإن الإسلام لم يكن هو الذي عدد الزوجات ... ولكنه هو الذي حدد الزوجات ...
    ·
    الزواج بأخرى ليس شعيرة من شعائر الإسلام ولكنه مباح وبشروط وقيود شديدة للغاية ....... وهو أمر غير إجباري للرجل وقبول المرأة الزواج من رجل متزوج هو أمر اختياري لها ... قال العلماء: يكره لمن له زوجة تعفه وتكفيه أن يتزوج عليها (بغير سبب معتبر) ...

    · طبقا لإحصائية البنك الدولي فإن نسبة الذكور للإناث في كل دول العالم تقريبا متساوية وثابتةٌ على مدار الزمان (توازن البيئة) ....... هذا والغالبية الساحقة من المسلمين يكتفون بزوجة واحدة كما تدل الإحصائيات ولذلك فتعدد الزوجات ليس ظاهرة مزعجة تصرفنا عن مشكلة العنوسة أو انتشار الخليلات مثلا
    (الذي قد يكون التعدد حلا لهما).


    ·
    ولكن ماذا لو زادت أعداد الإناث عن الذكور نتيجة الحروب مثلا .... فماذا ينتظر الفائض من النساء .... وما هو الحل الآخر لهن حينئذ ؟؟
    لقد قدم لنا الإسلام منذ 14 قرنا حلا جاهزا لمثل هذه المشكلات التي يمكن أن تمر لاحقاً – ولماذا ...لأنه هو رسالة السماء الأخيرة للأرض

    ·
    إن من يسيئون استخدام هذه الرخصة ويظلمون زوجاتهم ... فهم وحدهم المؤاخذون أمام الله على ظلمهم .... وليس هذا شأن الإسلام ولاهم الذين يمثلون الإسلام ... لأن التعدد جائز فقط بشروطه فإذا لم تتوافر الشروط
    فلا تعدد ....

    ·
    إذا تحول التعدد لان يكون ظاهرة يمكن أن يتضرر منه المجتمع (وهو أمر غير موجود بالدول الإسلامية) ........ فيمكن حينئذ تقييد التعدد للضرورة فقط من قبل ولى الأمر ... ليكون عن طريق القاضي ... ولكن ليس منعه أو تحريمه ...

    ·
    تحمى قوانين الغرب حاليا إباحة الجنس مع الفتيات والنساء .... ولكنها تمنع الزواج بامرأة أخرى ...... في الوقت الذي تسمح فيه بزواج الشواذ !!! ... فلماذا تكون الـمرأة الأخرى (مع ابنائها غير الشرعيين) خليلة دون أي حقوق ... ولا تكون حليلة ولها كل الحقوق !!!!!!!

    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على التدليس رقم
    11: بأن يسوع جاء ليخلص الناس كما ورد في لوقا 9 / 56 "
    لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ"... بينما محمد صلى الله عليه وسلم دعي لقتل الناس كما ورد في سورة الفتح 16 " قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "

    § إن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا بحاجة الى من يعرفهم او يقنعهم بمكانة السيد المسيح ورحمته عليه السلام .... فقرآنهم هو الذي نزهه عن الإهانة والاستهزاء والبصق في وجهه ... الخ وجعله وجيهاً في الدنيا والآخرة
    " إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ "آل عمران 45 ... نافياً بذلك ما نسبه انجيل متى 27/28-35 من الإهانة والاستهزاء والبصق في وجه السيد المسيح عليه السلام رسول الله ...." فَعَرَّوْهُ (أي السيد المسيح) وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!!! وَبَصَقُوا عَلَيْهِ (أي على السيد المسيح)، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ."

    § وقرآنهم هو الذي ذكر أن الله قد أبطل مكر اليهود بالسيد المسيح (رسوله الكريم) ولم يمكنهم من قتله عليه السلام
    " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ "النساء 157... ولكن تكريماً له رفعه الله إلى جواره في الملكوت الأعلى وأنقذه من أعدائه من غير أن يناله سوء " بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " النساء 158.

    § أما ما ادعاه المدلس من أن محمدا صلى الله عليه وسلم دعي لقتل الناس كما ورد في
    سورة الفتح 16 " قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ " ... فالقارئ الذكي لا يخفى عليه أن اللفظ الوارد في الآية الكريمة هو " تُقَاتِلُونَهُمْ " وليس " تقتلونهم " ... وهناك فارق لُغوى كبير بين اللفظين يدركه كل قارئ بالطبع ... وكيف ... إن " القتل " يكون من طرف قوى لطرف اضعف منه ... أما " القتال " فيكون بين طرفين على قدر كبير من المثلية أو التكافؤ .. ولذلك فنحن لا نقاتل الذبابة إنما نقتل الذبابة ... ولكننا نقاتل من يعتدي على بلادنا وأعراضنا مثلا.

    § صدقت يارب .... وأحكمت كل شيء حتى أحرف كلمات قرآنك ... نعم قال
    " تُقَاتِلُونَهُمْ " ولكنه لم يقل ... " تقتلونهم " ... إن حروف الكلمتين واحدة ... ولكن الاختلاف في زيادة حرف (الألف) .... ليأخذ المعنى من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ... و كيف ... إننا نقاتل لنرد من يعتدي علينا ويريد قتلنا و لا نبدأ بالعدوان ... ولكننا لا نقتل الضعيف المقدور عليه ... وما الدليل على ذلك ... الدليـل ... " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَـعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إذن وما هو موقفنا مع من لم يعتدي علينا ... و ما علاقتنـا به ... إنه " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "الممتحنة 8 .... والقسط هو العدل ... أما البر ... فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ...

    §
    وقتل النفس بغير الحق: هو أمر منهي عنه في الإسلام تماماً ... ولماذا ... قال تعالى:

    " وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الأنعام 151

    " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " المائدة 32

    § إذن وما هو مضمون وتفسير الآية الكريمة في
    سورة الفتح 16 ... " قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ " ؟؟؟؟ ... لقد حددت هذه الآية قوم بعينهم (وليس غيرهم) سيُدعى لقتالهم ... بل ووصفتهم بأنهم " أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ " ... أي أن قتالهم ليس نزهة وليس مغنما ... ولكن له دوافعه وضرورته بالطبع على النحو الذي يتمشى مع ما ذكرناه بعاليه ... فلا أحد يرغب أو يطمع في قتال أناس وصفوا بأنهم أولى بأس شديد فقد يكون الثمن حياته ... إلا إذا كان هناك اضطراراً لذلك دفاعاً عن حياته أو عرضه أو ماله بالطبع.

    § وقد ورد في مختصر تفسير ابن كثير لهذه الآية تفصيل لهؤلاء القوم (أولى الباس الشديد) للرجوع اليه ... كما ورد أيضاً وقوله تعالى:
    {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} يعني شرع لَكُمْ جِهَادَهُمْ وَقِتَالَهُمْ، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ مُسْتَمِرًّا عَلَيْهِمْ وَلَكُمُ النُّصْرَةُ عَلَيْهِمْ، {أَوْ يُسْلِمُونَ}فَيَدْخُلُونَ فِي دِينِكُمْ بِلَا قِتَالٍ بَلْ بِاخْتِيَارٍ.


    يتبـــــــــــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــــــــــــه وفضله
    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على التدليس رقم
    12: بأن يسوع كان ابن الله كما جاء في يوحنا 10 / 36
    " فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ " ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم كان بشراً من الناس كما جاء في سورة الكهف 110 " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا "

    §
    يمكن إيجاز إيمان أتباع الشطر الثاني من الكتاب المقدس -العهد الجديد - بالسيد المسيح عليه السلام كما يلي :

    §
    أرسل الله (الآب) السيد المسيح ( إبن الله ) ومكن أعداءه ( اليهود ) منه ... فجلدوه وعذبوه ثم صلبوه ... فمات على الصليب ككفارة عن خطيئة آدم لأكله من شجرة معرفة الخير من الشر في الجنة التي نهاه الله عن الأكل منها ... وبذلك غفر الله لآدم تلك الخطيئة التي أورثها إلى ذريته لقيام الساعة ... كما يؤمنون أن هذا السيناريو يعبر عن عدل الله مع المخطئين وضرورة معاقبتهم - ويعبر أيضاً على رحمته بالبشر وتضحيته بابنه الوحيد وصلبه ككفارة عن خطيئة آدم المورثة للبشر بدلاً من معاقبتهم على خطيئة آدم التي ورثوها.

    § وعليه فإن كل من يؤمن بهذا السيناريو ... وبأن السيد المسيح صلب ومات ككفارة وكمخلص للبشرية من خطيئة آدم ... سيعطى عطية مجانية من الله ويغفر له مباشرة ما ورثة من خطيئة آدم (التي يرثها كل فرد منا عند ولادته) وإلا سيظل محملاً بما ورثة من خطيئة آدم المذكورة وحتى موته آثماً بهذه الخطيئة ... بل وسيعاقب عليها أيضا يوم القيامة.

    " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ (بالصلب والقتل ككفارة)، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة. " يوحنا 3/16.
    " لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ (أي يهلك البشر نتيجة خطيئة آدم المورثة لهم)، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ (من يؤمن بهذا العمل الفدائي والتضحية) سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. " رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنتوس 15/22.
    § وهم يؤمنون أيضاً بأن الله سبحانه وتعالى قد تجسد بالفعل في جسد ابنه يسوع المسيح
    " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " رسالة بولس الأولى لتيموثاوس 3 / 16... وانه قد تم صلب كيان يسوع المسيح على هذا النحو ... أي وبداخله الله رب العالمين " لأنهم لو عرفوا ما صلبوا رب المجد" كورونتوس الأولى 2/8... وبذلك سيغفر الله لمن يؤمن بهذا السيناريو خطيئة آدم التي ورثها منه.

    § وبذلك يمكن تلخيص ما ورد بأن:
    " اللهُ أرسلَ اللهَ ليُصلب ويُقتل ليغفر اللهُ "

    §
    وفى المقابل يمكن إيجاز إيمان اتباع محمد صلى الله عليه وسلم بالسيد المسيح عليه السلام فيما يلي:

    § غفر الله لآدم معصيته (أكله من الشجرة التي نهاه الله عنها بالجنة) بعد استغفاره وبالتالي لا يوجد خطيئة ورثت لذريته .... أو ما شابه ذلك إطلاقاً ... فالله تواب رحيم ...{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة 37.

    § لا يمكن أن يورّث أي إنسان خطيئته لآخر مهما كان ولا يقبل فداء أحد عن أحد ...
    {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} الزمر 7 ... وأيضاً ... {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} المدثر 38

    § وبالتالي فلا معنى عندهم لسيناريو الصلب والقتل للفداء والكفارة ولذلك يؤمنون بأنه ....
    {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ} النساء 157.

    § أبطل الله مكر اليهود بالسيد المسيح عليه السلام (رسوله الكريم) ولم يمكنهم من قتله ...
    {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} النساء 158.

    § ويؤمن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بأن السيد المسيح هو رسـول لله (أي ليس ابنه أو جزء منه أو خلافه) وأنه هو وأمه بشر مثلنا كانا يمارسان احتياجاتهما البشرية العادية من مأكــل (وما يترتب على ذلك بالطبع من عملية إخراج ... نوم ...)
    " مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ" المائدة 75

    § هذا ويؤمن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم بأنه هو وأخيه السيد المسيح عليه السلام وسائر اخوانهما من الأنبياء بشر مثلنا تماماً يبلغون رسالات ربهم ... لأنهم من الضرورة أن يطبقوا أولاً على أنفسهم كبشر نفس المنهج الذي يطالبوا سائر البشر بان يطبقوه على أنفسهم ... ولأنهم لو كانوا ملائكة او ما شابه ذلك لاختلفت طبيعتهم وغرائزهم عن الطبيعة البشرية ولكان ذلك سببا منطقياً لعدم الاقتداء أو التأسى بأفعالهم وأقوالهم حينئذ ...

    § وإذا اطلعنا على تفسير الشعراوي للآية التي ذكرها المدلس
    " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " الكهف 110 سنجدها كالتالي:

    § (قل) أي: يا محمد
    {قل إنما أنا بشر مثلكم ...} يعني: خذوني أسوة، فأنا لست ملكا إنما أنا بشر مثلكم، وحملت نفسي على المنهج الذي أطالبكم به، فأنا لا آمركم بشيء وأنا عنه بنجوى ... بل بالعكس كان صلى الله عليه وسلم أقل الناس حظا من متع الحياة وزينتها.

    § فكان في المؤمنين به الأغنياء الذين يتمتعون بأطايب الطعام ويرتدون أغلى الثياب في حين كان صلى الله عليه وسلم يمر عليه الشهر والشهران دون أن يوقد في بيته نار لطعام، وكان يرتدي المرقع من الثياب، كما أن أولاده لا يرثونه، كما يرث باقي الناس، ولا تحل لهم الزكاة كغيرهم، فحرموا من حق تمتع به الآخرون.

    § لذلك كان صلى الله عليه وسلم أدنى الأسوات أي: أقل الموجودين في متع الحياة وزخرفها، وهذا يلفتنا إلى أن الرسالة لم تجر لمحمد نفعا دنيويا، ولم تميزه عن غيره في زهرة الدنيا الفانية، إنما ميزته في القيم والفضائل.

    § والآية هنا لا تميزه صلى الله عليه وسلم عن البشر إلا في أنه:
    {يوحى إلي} الكهف 110 ... فما زاد محمد عن البشر إلا أنه يوحى إليه ... ثم يقول تعالى: {أنما إلهكم إله واحد} ... أنما: أداة قصر {إلهكم إله واحد} أي: لا إله غيره، وهذه قمة المسائل، فلا تلتفتوا إلى إله غيره، ومن أعظم نعم الله على الإنسان أن يكون له إله واحد.


    يتبـــــــــــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــــــــــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على التدليس رقم 13: بأن يسوع أجرى المعجزات ..."إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا! جَعَلَ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ". مرقص 7 / 37 ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ "الإسراء 59

    § إن من عظمة دين محمد صلى الله عليه وسلم أنه أثبت المعجزات التي قام بها السيد المسيح بإذن الله ... وذلك بعكس تماما ما اعتادت عليه البشرية من ضرورة هدم عقائد الغير أولا لبناء عقيدتهم على انقاضها ...
    " وَرَسُولاً (أي السيد المسيح) إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "آل عمران 49
    § بل أضاف القرآن الكريم لمعجزات السيد المسيح معجزة لم يتناولها كتبة الاناجيل أنفسهم وهي تكلمه في المهد لتبرئة امه التي حملت به دون زواج ... وأيضاً لخص فيها طبيعته المختلف عليها ومهمته على الأرض.
    " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ (أي إلى السيد المسيح) قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ... قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا "مريم 29 -30

    § اما الآية الكريمة التي استدل بها المدلس على ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات ...
    " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا "الإسراء 59 ... فاذا اطلعنا على تفسير الشعراوي لهذه الآية ولكن بعد أن كتبناها بالكامل غير مبتورة نجده كالآتي:

    § الآيات: جمع آية، وهي الأمر العجيب الذي يلفت النظر ويسترعي الانتباه، وهذه الآيات إما أن تكون آيات كونية نستدل بها على قدرة المدبر الأعلى سبحانه مثل المذكورة في قوله تعالى:
    {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فصلت 37

    § وقد تكون الآيات بمعنى المعجزة التي تثبت صدق الرسول في البلاغ عن ربه تعالى، وقد تكون الآيات بمعنى آيات القرآن الكريم، والتي يسمونها حاملة الأحكام.

    § فالآيات إذن ثلاثة: كونية، ومعجزات، وآيات القرآن ... فأيها المقصود في الآية: {
    وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ} الإسراء 59

    § الآيات الكونية وهي موجودة لا تحتاج إلى إرسال، الآيات القرآنية وهي موجودة أيضا، تبقي المعجزات وهي موجودة، وقد جاءت معجزة كل نبي على حسب نبوغ قومه، فجاءت معجزة موسى من نوع السحر الذي نبغ فيه بنو إسرائيل، وكذلك جاءت معجزة عيسى مما نبغ فيه قومه من الطب .... (وهذه المعجزات لم يشاهدها الا من عاصر وقوعها آنذاك بالطبع)

    § وجاءت معجزة محمد صلى الله عليه وسلم في الفصاحة والبلاغة والبيان ... لأن العرب لم يظهروا نبوغا في غير هذا المجال، فتحداهم بما يعرفونه ويجيدونه ليكون ذلك أبلغ في الحجة عليهم ... ولذلك فمعجزة القرآن الكريم باقية ومستمرة وخالدة إلى يوم القيامة.

    § إذن: فما المقصود بالآيات التي منعها الله عنهم؟؟؟؟ المقصود بها ما طلبوه من معجزات أخرى ... جاءت في قوله تعالى:
    { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ... أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ... أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ... أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ } الإسراء: 90 - 93

    § والمتأمل في كل هذه الاقتراحات من كفار مكة يجدها بعيدة كل البعد عن مجال المعجزة التي يراد بها في المقام الأول تثبيت الرسول، وبيان صدق رسالته وتبليغه عن الله، وهذه لا تكون إلا في أمر نبغ فيه قومه ولهم به إلمام، وهم أمة كلام وفصاحة وبلاغة، وهل لهم إلمام بتفجير الينابيع من الأرض؟ وهل إسقاط السماء عليهم كسفا يقوم دليلا على صدق الرسول؟ أم أنه الجدل العقيم والاستكبار عن قبول الحق؟

    § إذن: جلس كفار مكة يقترحون الآيات ويطلبون المعجزات، والحق سبحانه وتعالى ينزل من المعجزات ما يشاء، وليس لأحد أن يقترح على الله أن يجبره على شيء، قال تعالى:
    {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} يونس 16

    § فالحق تبارك وتعالى قادر أن ينزل عليهم ما اقترحوه من الآيات، فهو سبحانه لا يعجزه شيء، ولا يتعاظمه شيء، ولكن للبشر قبل ذلك سابقة مع المعجزات ... ولذلك الحق سبحانه يقول:
    {وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} الإسراء 59 ... مبصرة: أي آية بينة واضحة.

    § لقد طلب قوم ثمود معجزة بعينها فأجابهم الله وأنزلها لهم، فما كان منهم إلا أن استكبروا عن الإيمان، وكفروا بالآية التي طلبوها، بل وأكثر من ذلك ظلموا بها أي: جاروا على الناقة نفسها، وتجرأوا عليها فعقروها ...
    " كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ... إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ... فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ... فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا "الشمس 11 -14

    § وهذه السابقة مع ثمود هي التي منعتنا عن إجابة أهل مكة فيما اقترحوه من الآيات، وليس عجزا منا عن الإتيان بها.

    § ثم يقول تعالى:
    {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} الإسراء 59 أي: نبعث بآيات غير المعجزات لتكون تخويفا للكفار والمعاندين، إذن: للحق سبحانه آيات أخرى تأتي لردع المكذبين عن كذبهم، وتخوفهم بما حدث لسابقيهم من المكذبين بالرسل، حيث أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ومن آيات التخويف هذه ما جاء في قوله تعالى: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } العنكبوت 40 ... فكل هذه آيات بعثها الله على أمم من المكذبين، كل بما يناسبه.

    § وللاختصار اليكم تفسير هذه الآية كما ورد في تفسير المنتخب:

    لقد اقترح عليك قومك أن تأتيهم بالآيات والمعجزات، ولم يقنعوا بما آتاهم مما يقنع ذوي الألباب (القرآن الكريم)، وقد جرت سنتنا مع من يقترح الآيات ثم يجاب إليها ولا يؤمن بها أن نستأصله بالعذاب كما فعلنا بالأولين ... ومنهم ثمود، إذ اقترحوا آيات، فكانت الناقة معجزة مضيئة نيرة واضحة مجلية للشك والريب فكفروا بها، فكان ما كان من أمرهم (دمر عليهم ربهم ديارهم بذنبهم، فسواها بالأرض)، وكان من حكمة الله ألا يجيب قومك إلى ما طلبوا خشية أن يكفروا بها (ومن ثم يحدث لهم مثلما حدث لثمود مثلا)، ولأنه يرجى منهم مَنْ يؤمن أو يلد مَنْ يؤمن ... والآيات إنما نرسل بها إلى الناس تخويفاً وإرهاباً. انتهى تفسير المنتخبالرد على التدليس رقم 13: بأن يسوع أجرى المعجزات ...
    "إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَنًا! جَعَلَ الصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ".مرقص 7 / 37 ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ " الإسراء 59

    § إن من عظمة دين محمد صلى الله عليه وسلم أنه أثبت المعجزات التي قام بها السيد المسيح بإذن الله ... وذلك بعكس تماما ما اعتادت عليه البشرية من ضرورة هدم عقائد الغير أولا لبناء عقيدتهم على انقاضها ...
    " وَرَسُولاً (أي السيد المسيح) إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " آل عمران 49
    § بل أضاف القرآن الكريم لمعجزات السيد المسيح معجزة لم يتناولها كتبة الاناجيل أنفسهم وهي تكلمه في المهد لتبرئة امه التي حملت به دون زواج ... وأيضاً لخص فيها طبيعته المختلف عليها ومهمته على الأرض.
    " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ (أي إلى السيد المسيح) قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ... قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا "مريم 29 -30

    § اما الآية الكريمة التي استدل بها المدلس على ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يجر معجزات ...
    " وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا "الإسراء 59 ... فاذا اطلعنا على تفسير الشعراوي لهذه الآية ولكن بعد أن كتبناها بالكامل غير مبتورة نجده كالآتي:

    § الآيات: جمع آية، وهي الأمر العجيب الذي يلفت النظر ويسترعي الانتباه، وهذه الآيات إما أن تكون آيات كونية نستدل بها على قدرة المدبر الأعلى سبحانه مثل المذكورة في قوله تعالى:
    {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} فصلت 37

    § وقد تكون الآيات بمعنى المعجزة التي تثبت صدق الرسول في البلاغ عن ربه تعالى، وقد تكون الآيات بمعنى آيات القرآن الكريم، والتي يسمونها حاملة الأحكام.

    § فالآيات إذن ثلاثة: كونية، ومعجزات، وآيات القرآن ... فأيها المقصود في الآية:
    {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ} الإسراء 59

    § الآيات الكونية وهي موجودة لا تحتاج إلى إرسال، الآيات القرآنية وهي موجودة أيضا، تبقي المعجزات وهي موجودة، وقد جاءت معجزة كل نبي على حسب نبوغ قومه، فجاءت معجزة موسى من نوع السحر الذي نبغ فيه بنو إسرائيل، وكذلك جاءت معجزة عيسى مما نبغ فيه قومه من الطب .... (وهذه المعجزات لم يشاهدها الا من عاصر وقوعها آنذاك بالطبع)

    § وجاءت معجزة محمد صلى الله عليه وسلم في الفصاحة والبلاغة والبيان ... لأن العرب لم يظهروا نبوغا في غير هذا المجال، فتحداهم بما يعرفونه ويجيدونه ليكون ذلك أبلغ في الحجة عليهم ... ولذلك فمعجزة القرآن الكريم باقية ومستمرة وخالدة إلى يوم القيامة.

    § إذن: فما المقصود بالآيات التي منعها الله عنهم؟؟؟؟ المقصود بها ما طلبوه من معجزات أخرى ... جاءت في قوله تعالى:
    { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ... أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ... أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ... أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ } الإسراء: 90 - 93

    § والمتأمل في كل هذه الاقتراحات من كفار مكة يجدها بعيدة كل البعد عن مجال المعجزة التي يراد بها في المقام الأول تثبيت الرسول، وبيان صدق رسالته وتبليغه عن الله، وهذه لا تكون إلا في أمر نبغ فيه قومه ولهم به إلمام، وهم أمة كلام وفصاحة وبلاغة، وهل لهم إلمام بتفجير الينابيع من الأرض؟ وهل إسقاط السماء عليهم كسفا يقوم دليلا على صدق الرسول؟ أم أنه الجدل العقيم والاستكبار عن قبول الحق؟

    § إذن: جلس كفار مكة يقترحون الآيات ويطلبون المعجزات، والحق سبحانه وتعالى ينزل من المعجزات ما يشاء، وليس لأحد أن يقترح على الله أن يجبره على شيء، قال تعالى:
    {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} يونس 16

    § فالحق تبارك وتعالى قادر أن ينزل عليهم ما اقترحوه من الآيات، فهو سبحانه لا يعجزه شيء، ولا يتعاظمه شيء، ولكن للبشر قبل ذلك سابقة مع المعجزات ... ولذلك الحق سبحانه يقول:
    {وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} الإسراء 59 ... مبصرة: أي آية بينة واضحة.

    § لقد طلب قوم ثمود معجزة بعينها فأجابهم الله وأنزلها لهم، فما كان منهم إلا أن استكبروا عن الإيمان، وكفروا بالآية التي طلبوها، بل وأكثر من ذلك ظلموا بها أي: جاروا على الناقة نفسها، وتجرأوا عليها فعقروها ...
    " كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ... إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ... فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ... فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا "الشمس 11 -14

    § وهذه السابقة مع ثمود هي التي منعتنا عن إجابة أهل مكة فيما اقترحوه من الآيات، وليس عجزا منا عن الإتيان بها.

    § ثم يقول تعالى:
    {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} الإسراء 59 أي: نبعث بآيات غير المعجزات لتكون تخويفا للكفار والمعاندين، إذن: للحق سبحانه آيات أخرى تأتي لردع المكذبين عن كذبهم، وتخوفهم بما حدث لسابقيهم من المكذبين بالرسل، حيث أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ومن آيات التخويف هذه ما جاء في قوله تعالى: { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } العنكبوت 40 ... فكل هذه آيات بعثها الله على أمم من المكذبين، كل بما يناسبه.

    § وللاختصار اليكم تفسير هذه الآية كما ورد في تفسير المنتخب:

    لقد اقترح عليك قومك أن تأتيهم بالآيات والمعجزات، ولم يقنعوا بما آتاهم مما يقنع ذوي الألباب (القرآن الكريم)، وقد جرت سنتنا مع من يقترح الآيات ثم يجاب إليها ولا يؤمن بها أن نستأصله بالعذاب كما فعلنا بالأولين ... ومنهم ثمود، إذ اقترحوا آيات، فكانت الناقة معجزة مضيئة نيرة واضحة مجلية للشك والريب فكفروا بها، فكان ما كان من أمرهم (دمر عليهم ربهم ديارهم بذنبهم، فسواها بالأرض)، وكان من حكمة الله ألا يجيب قومك إلى ما طلبوا خشية أن يكفروا بها (ومن ثم يحدث لهم مثلما حدث لثمود مثلا)، ولأنه يرجى منهم مَنْ يؤمن أو يلد مَنْ يؤمن ... والآيات إنما نرسل بها إلى الناس تخويفاً وإرهاباً. انتهى تفسير المنتخب



    يتبـــــــــــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــــــــــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على التدليس رقم 14: بأن يسوع عرف ما بداخل قلوب الناس " فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ." رؤيا يوحنا 2 / 23 ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم لم يعرف ما بداخل قلوب الناس " وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ " هود 31


    § إن الاستنتاج بأن ما قاله السيد يوحنا في رؤيته المذكورة
    (رؤيا يوحنا 2 / 23) يجعل السيد المسيح عليه السلام يعرف ما بداخل قلوب الناس لأنه فاحص الكُلى والقلوب ... فلكلٍ رؤيته .... ونحن لا نجرّح رؤى الغير بالرغم من عدم ايماننا بها ... ولماذا ... لأن الله سبحانه وتعالى خالق السماوات والأرض وما بينهما هو وحده (وليس أي أحد من خلقه) الذي علم ويعلم وسيعلم ما بداخل نفوس مليارات ومليارات البشر كافة ... من عهد ابيهم ادم وحتى قيام الساعة ... " وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ " المائدة 99 ...

    § وعلم الله ليس مقصوراً على معرفة أحوال البشر فحسب ولكن ...
    " اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " الحج 70 ... كما انه سبحانه وتعالى ... " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " الانعام 59 ... فعلْم اللَّه محيط بكل ما في السماوات و الأرض وما بينهما من مجرات وكواكب ونجوم وأقمار و ... وعلى مر العصور، فلا يخفى عليه شيء ... ولماذا ... لأنه ... " رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ " الدخان 7

    §
    وإذا كان المدلس يؤمن بان السيد المسيح هو الله رب العالمين الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما ولذلك فهو يعلم ما بداخل قلوب الناس فهذه عقيدته وهو وشأنه ... إلا أن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم لا يؤمنون بذلك ...

    § هذا ويؤمن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم بأنه هو وأخيه السيد المسيح عليه السلام وسائر اخوانهما من الأنبياء بشر مثلنا تماماً يبلغون رسالات ربهم ... ولا يعرفون ما بداخل البشر الى غير ذلك من الأمور التي اختص الله وحده بمعرفتها بعلمه (إلا بإذن الله) ... ولماذا ... لأنهم من الضرورة أن يطبقوا أولاً على أنفسهم كبشر نفس المنهج الذي يطالبوا سائر البشر بان يطبقوه على أنفسهم ... ولأنهم لو كانوا ملائكة أو أشباه آلهة او ما شابه ذلك لاختلفت طبيعتهم وغرائزهم عن الطبيعة البشرية ولكان ذلك سببا منطقياً لعدم الاقتداء أو التأسى بأفعالهم وأقوالهم حينئذ ... " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " الكهف 110

    § ولذلك جاء تفسير الآية التي استدل بها المدلس
    " وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ " هود 31 حسب تفسير المنتخب كالآتي:

    ولا أقول لكم، لأني رسول، إن عندي خزائن رزق الله أتصرف فيها كما أشاء، فأجعل من يتبعني غنياً !!!! ولا أقول: إني أعلم الغيب، فأخبركم بما اختص به علم الله، بحيث لا يعلمه أحد من العباد !!!! ولا أقول: إني ملك حتى تردوا على بقولكم: ما ذاك إلا بشر.

    §
    وإذا كان السيد المسيح يعرف ما بداخل قلوب الناس ... فلماذا لم يعرف ما إذا كانت شجرة التين قد أثمرت أم لا ... بل لماذا لم يعرف إذا كان هذا هو وقت التين أم لا ... فإذا كان هذا هو الحال ... فماذا يكون الحال مع ما في داخل قلوب الناس ؟؟؟؟ " فَنَظَر شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ ... وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا ... فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا ... لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. " إنجيل مرقص 11: 13


    يتبـــــــــــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــــــــــــه وفضله





    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على التدليس رقم 15: بأن يسوع اعطى الناس أن يقبلوا رسالته أو يرفضوها ... " وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ دَخَلْتُمُوهَا وَلَمْ يَقْبَلُوكُمْ، فَاخْرُجُوا إِلَى شَوَارِعِهَا وَقُولُوا: حَتَّى الْغُبَارَ الَّذِي لَصِقَ بِنَا مِنْ مَدِينَتِكُمْ نَنْفُضُهُ لَكُمْ. وَلكِنِ اعْلَمُوا هذَا إنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. " لوقا 10 / 10 -11 ... أما محمد صلى الله عليه وسلم أجبر الناس على قبول رسالته ... " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29

    § إن محمدا صلى الله عليه وسلم واتباعه يدركون تماما بل ويؤمنون بمدى رحمة أخيه السيد المسيح عليه السلام
    " وَلِنَجْعَلَهُ (أي السيد المسيح عليه السلام) آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا " مريم 21... كما يؤمنون بأنه عليه السلام من أولى العزم من الرسل " َاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ" الأحقاف 35 ... هذا وطبقاً للمنظور الإسلامي فإن امه هي سيدة نساء العالمين قاطبة وهم يعظمونها ويوقرونها ... {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} آل عمران 42... ولذلك لا نعتقد أن السيد المسيح عليه السلام يرضى عن قيام أي أحد ممن يقولون انهم من اتباعه بالادعاء بالباطل على الآخر على هذا النحو ...

    §
    وبديهياً أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يجبر الناس على قبول رسالته كما ادعى المدلس ... ولماذا ؟؟؟؟ لأنه لو كان محمد صلى الله عليه وسلم أجبر الناس على قبول رسالته ... فما الذي يجبر حالياً مليار ونصف مسلم في مشارق الأرض ومغاربها - بل وأجدادهم ومنذ مئات السنين - بالاستمرار في الايمان برسالته.

    § ولكننا نجد عكس ذلك تماماً ... نرى المشرق والمغرب يتحدون على مدار العصور على محاربة الإسلام (وعلى سبيل المثال لا الحصر الحروب الصليبية الأولى / والثانية في عهد جورج بوش ....) لإخراج المسلمين من إسلامهم .... وبالرغم من ذلك نجد أن الإسلام باق وشامخ ... بل هو الآن أسرع الديانات انتشارا حالياً في البلاد الصليبية -أي في أوربا وأمريكا -وذلك بالطبع دون إجبار من أحد ....

    الرابط:
    https://www.ebnmaryam.com/vb/t20719.html

    §
    إننا نرى اليوم الإسلام منتشراً بكثافة في جنوب شرقي آسيا، خاصة في اندونيسيا وماليزيا مثلا، ولم يسمع أحد عبر التاريخ عن جيش توجه نحو هذه البلاد ولا غاز رفع فيها سيفا لإجبارهم على الإسلام ... بل نشر الإسلام فيها قوافل التجار والدعاة.

    § لقد هجم المغول على مشرق العالم الإسلامي كالإعصار المدمر، ولكن ... بعد هلاك قائدهم جنكيزخان انقسمت امبراطوريته الكبيرة إلى أربعة فروع، تحول ثلاثة أرباعها في أواسط آسيا وغربها والقوقاز وجنوب روسيا إلى الإسلام ... ومن السخف بالطبع القول بأن هؤلاء قد أجبروا على الإسلام، فقد كانوا الرعاة، والمسلمون هم الرعية المستضعفة، ولكن الإسلام هو الذي جذبهم نحوه وصهرهم في بوتقته ومزجهم بحضارته، فتحولوا إلى بناة حضارة ورعاة بشر بعدما كانوا هادمي مدنيات ورعاة أغنام وبقر.

    للمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع الرابط:
    http://www.bayanelislam.com /


    §
    والآيات القرآنية التي تدل على انه ليس هناك أي اجبار للناس على قبول رسالة محمدا صلى الله عليه وسلم كثيرة نذكر منها:

    " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " البقرة 272
    " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " القصص 56
    " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " البقرة 256
    " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" يونس 99
    " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " الغاشية 21 -22
    " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ " الشورى 48
    " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
    " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ " سورة الكافرون

    إذن فماذا تعنى الآية الكريمة ...
    " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29

    · صدقت يارب ... وأحكمت كل شيء حتى ترتيب أحرف كلمات قرآنك ... نعم قال
    " قاتلوا" ولكنه لم يقل ... " أقتلوا " ... إن حروف الكلمتين واحدة ... ولكن الاختلاف في ترتيب أول حرفين (القاف والألف) .... ليأخذ المعنى من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ... وكيف ... إننا نقاتل لنرد من يعتدي علينا ويريد قتلنا ولا نبدأ بالعدوان .... و لكننا لا نقتل الضعيف المقدور عليه ... وما الدليل على ذلك ... الدليـل " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَـعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190 ... إذن و ما هو موقفنا مع من لم يعتدي علينا ... وما علاقتنـا به ... إنه " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة(8) ... والقسط هو العدل ... أما البر ... فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ...

    ·
    ويا أيها المعترض ... طالما أنك قرأت سوره التوبة التي بها هذه الآية التي تعترض عليها ... كان عليك من الأمانة أن تذكر الآية التي تأمر بحماية المشركين المخالفين إن لم يكونوا محاربين .... فقد قال الله تعالى في نفس هذه السورة " وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ (أي طلب حمايتك و أستأمنك) فَأَجِرْهُ (أي فوفر له الأمان) حَتَّى يَسْمَعَ كَــلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ " التوبة 6 ... إنه لم يقل له: فإذا سمع كلام الله فأمره أن يترك دينه وليتبع دينك الحق ... بل قال له أطلق سراحه ورده آمنًا إلى وطنه ... فإذا أحب أن يدخل في الإسلام فسيأتي طائعًا لا كارهًا ... والآية لم تقل اقتله ... ولا تستبق منهم نسمة ... أو وخذ أمواله ... وأبقر بطن امرأته الحامل ... واقتل أطفاله ....!!!!!!

    · لقد صان الإسلام لغير المسلمين معابدهم ورعى حرمة شعائرهم، بل جعل القرآن من أسباب الإذن في القتال حماية حرية العبادة ... وذلك في قوله تعالى
    " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا " الحج 39 – 40 .... وتفسير ذلك حسب " تفسير المنتخب " ... أي أَذِنَ الله للمؤمنين الذين قاتلهم المشركون أن يردوا اعتداءهم عليهم بسبب ما نالهم من ظُلْم صبروا عليه طويلا ... وإن الله لقدير على نصر أوليائه المؤمنين... الذين ظلمهم الكفار وأرغموهم على ترك وطنهم مكة والهجرة منها .... وما كان لهم من ذنب عندهم إلا أنهم عرفوا الله فعبدوه - وحده - ولولا أن الله سخر للحق أعواناً ينصرونه ويدفعون عنه طغيان الظالمين .. لساد الباطل ... وتمادى الطغاة في طغيانهم ... وأخمدوا صوت الحق ... ولم يتركوا للنصارى كنائس ... ولا لرهبانهم صوامع ... ولا لليهود معابد ... ولا للمسلمين مساجد يذكر فيها اسم الله ذكراً كثيراً ... الصوامع = معبد رهبان النصارى ... البيع = كنائس النصارى ، " شرْحُ كلمَات القرْآن الكَريم " للشيخ محمد غازي الدروبي

    ·
    بالطبع !!! لا يصح الاستدلال على شيء من قول واحد وإهمال باقي الأقوال الشارحة لهذا القول والتي لا تنفك عنه ... خاصة وأن بقية الأقوال تنفي مدلول ما يستدل به المعترض ... فالأمانة العلمية في البحث تحتم أن يتم وضع كل الآيات والأحاديث التي تتحدث عن موضوع ما من أجل دراسته !! وليس كما يفعل البعض بادعاء أن القرآن الكريم يأمر بالقتل ...

    · إن الخطاب في هذه الآية الكريمة موجه لولى أمر المسلمين لقتال جيش أمام جيش ... وهذا القتال بالطبع يكون في حدود الجيش المقاتل فقط ولا يتعداه للمدنيين ... إذن وما سبب نزول هذه الآية التي يدعى المدلس أنها تجبر الناس على رسالة محمد.

    · لقد ذكر الطبري في تفسيره ... أن هذه الآية
    " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ ... " نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأمره بحرب الروم ... فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزولها غزوة تبوك. "

    · ولذلك فإننا سنذكر ما ورد عن غزوة تبوك في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ....
    لنعرف هل كان المسلمون معتدون أم معتدى عليهم ؟؟؟

    ·
    سبب الغزوة:

    · بعدما فتح
    المسلمونمكة دخلت العرب أفواجاً في دين الإسلام ... مما شكل قوة إسلامية كبيرة في المنطقة أخذت تهدد كيان الرومانالمُهيمن على المنطقة آنذاك .. وقد سبق للروم أن أحدثوا مناوشات مع القوات الإسلامية وذلك بقتل سفير رسول الله الحارث بن عمير الأزدي... مما أحدث معركة مؤتة ... والتي انتهت بانفصال تدريجي جعل للمسلمين هيبة في قلوب العرب كقوة تجابه الرومان ...

    ·
    لكن الآن وقد اختلف الوضع وأصبحت مكة في أيدي المسلمين ... وبدأ العرب أفواجاً يحالفونهم ... أصدر قيصر الروم أوامره باجتثاث هذه القوة من جذورها وفرض سيطرته مجدداً على جميع أرجاء المنطقة ... فبدأ قيصربجمع قواه وبناء جيشه المحلي من الرومان ... والخارجي من الحلفاء العرب وعلى رأسهم واقواهم آل غسان ... قتلة السفير الإسلامي ... فخرج هذا الجيش العرمرم مستعداً بعدة وعتاد ... وقد بلغ عدده الأربعين ألف مقاتل ...

    · كانت كل هذه الأخبار تصل إلى
    المدينة بأنباء مختلفة غير واضحة جعلت المسلمين في خوف مستمر وهاجس من هذه القوة الجبارة التي تهدد كيانهم ووجودهم ... وما زاد هذا أن المنافقين استغلوا الموقف بالدسائس والمكر ومراسلة الرومان ... وقد قاموا ببناء مسجد الضرار ليكون مكان تجمعهم موهمين المسلمين أنه مسجد للعبادة ... فقاموا ودعوا رسول الله للصلاة فيه ليكملوا الحيلة و يأمن المسلمون لهذا المسجد ... لكن الرسول أجل الصلاة فيه إلى ما بعد الغزوة .. وفي الحقيقة أنه عندما انتهت هذه الغزوة قام الرسول بهدمه بدلاً من الصلاة فيه ... وذلك لما أُسس عليه من نفاق وتآمر على المسلمين ...

    ·
    ظل المسلمون على هذه الحالة من الخوف والترقب إلى أن جاء الخبر الأكيد مع الأنباط المتاجرين من الشام للمدينة ... وذلك بأن أخبروهم ... أن هرقل قد أعد لهم جيشاً يجر أطرافه ... قوامه أربعين ألف مقاتل من الرومانوالعرب المتحالفين معه.

    · خرج
    المسلمونمن المدينةبعدد كبير قوامه ثلاثين ألف لم يتخلف منهم إلا المنافقون والثلاثة المشهورين ...و فيما كان الجيش يسير قاصداً تبوك... اتضح أن العدد كان كبيرا بشكل لم يعتده المسلمون من قبل ... وكان من الملاحظ أيضاً أن العدة و التزويدات شحيحة مقارنة بهذا العدد الهائل ... مما جعل الجيش يأكلون الأوراق ويذبحون البعير ويشربون مما في بطونها من ماء ... ولهذا عُرف اسم هذا الجيش باسم جيش العسرة ...

    ·
    كان خبر جيش محمدللرومان صاعقة لم تكن بالحسبان ... فشلتهم عن الحركة وأوقفتهم في مكانهم ولم يتقدموا أكثر ... إلى أن تفرقوا في الأمصار ... وتبددت قواهم ولم يحدث أي صدام بين الجيشين ... وبهذا اكتسب المسلمون سمعة عسكرية وهيبة قوية في قلوب الناس .. مما جعل الكثير من حلفاء الروم يتركونهم ويتوجهون للجيش الإسلامي ... ودفع الجزية للنبي ... وكان على رأسهم الكثير من قبائل العرب التي أدركت أن الروم لم يعد حليفاً قوياً بعد اليوم ..

    · رجع الجيش الإسلامي إلى
    المدينة وقد حمل لواء الانتصار وإن لم يكن خاض القتال ... وأصبحت له سمعة لم تكن له من قبل بين الناس ...

    ·
    إن ما سبق يدل على مدى خطورة الموقف الذي كان يواجهه المسلمون من قبل أهل الكتاب من الرومان .... بالطبع فإن القارئ المنصف يدرك أن المسلمين كانوا مضطهدين من أهل الكتاب من الغساسنه والرومان ... فأمرهم الله بقتالهم إذا ما اعتدوا فقال ... " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29

    ·
    الخلاصة .... مما تقدم يتضح أن المسلمين لم يكونوا معتدين بل كان معتدى عليهم ... وأن الآية التي أمامنا من سوره التوبة ... لا تحض على قتال كل أهل الكتاب من اليهود والنصارى بصفة عامة ... بل لقتال من اعتدى منهم فقط ... وآية التوبة هذه والتي أمرت بقتال أهل الكتاب الذين أشعلوا نار الحرب ... كانت لها أسبابها ألا وهي غزوة تبوك التي شرحناها.

    ·
    أما فيما يتعلق بالجزية ... فإننا نوجز فيما يلي ملخصا عنها:

    · لقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم .... كما نصت الآية على ذلك
    " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ " التوبة 29 ... قال القرطبي: " قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين فقط .... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على الرجال الأحرار البالغين ... وهم الذين يقاتلون ... دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني ". الجامع لأحكام القرآن (8/7)

    §
    والجزية في الإسلام ليست إتاوة وليست فرض قهر يدفعها المغلوبون لغالبهم (كما كان الحال قبل الإسلام) أو لونا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام ... ولكن الجزية بعد دفعها توجب:

    Ø قيام المسلمين بالدفاع عن الذميين (أي الذين أصبحوا في ذمة ورعاية المسلمين) ودفع من قصدهم بأذى وحمايتهم ... والمحافظة عليهم في البلاد الإسلامية التي يقيمون فيها ...
    فإذا دافعوا هم عن أنفسهم سقطت الجزية.

    Ø
    الدفاع عن الدولة الإسلاميــة في أي حرب ضد عدو للمسلمين ... لأنه من غير المعقول أن يشترك غير المسلمين في جيش المسلمين الذي ينصر قضايا المسلمين ... فكان العوض عن ذلك دفع بدل دفاع ومعافاة من الخدمة العسكرية للذمي القادر على حمل السلاح ليقوم جيش المسلمين بتحقيق غرضه وبذل دم المسلم عوضاً عن دم من في ذمة المسلمين ... إلا إذا تطوعوا هم بذلك .... فحينئذ تسقط الجزية ... فان عجز المسلمون عن حمايتهم سقطت الجزية أيضا.

    Ø لقد فرض الإسلام الجزية على الذميين في مقابل فرض الزكاة على المسلمين، حتى يتساوى الفريقان ... لان المسلمين والذميين يستظلون براية واحدة ... ويتمتعون بجميع الحقوق وينتفعون بمرافق الدولة بنسبة واحدة كالقضاء والشرطة والجيش ... وكذلك بالمرافق العامة ... كالطرق والجسور ونحوها ... ولا شك أن هذه الخدمات والمرافق تحتاج إلى نفقات يدفع المسلمون القسط الأكبر منها ... ويسهم أهل الكتاب أو غيرهم في جزء من هذه النفقات عن طريق ما يفرض عليهم من الجزية ... فإذا كان المسلم يدفع لبيت المال زكاة تقوم بمصالح الفقراء والمسلمين فأهل الكتاب و غيرهم الموجودون في المجتمع الإسلامي ينتفعون أيضاً بالخدمات التي يؤديها الإسلام لهم ... ولذلك يجب عليهم أن يؤدوا شيئاً من مالهم نظير تلك الخدمات.

    Ø
    ولا شك في أن الذين يعيشون في الدولة مع المسلمين من أهل الكتاب ... ويشاركونهم في الإخلاص والولاء لها ... ليسوا ممن يجوز قتالهم ولا تفرض عليهم الجزية التي هي ثمرة القتال بعد النصر على المعتدين ... وهذا ما يفهم من آيات الجزية والقتال المذكورة من غير تأول ولا تعسف.

    v هذا ... وقد أمر الله في كتابه والنبي في حديثه بالإحسان لأهل الجزية وحسن معاملتهم ....... وتحرّم الشريعة أشد التحريم ظلمهم والبغي عليهم ... هذا وقد حثّ القرآن على البر والقسط بأهل الكتاب المسالمين الذين لا يعتدون على المسلمين
    " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "الممتحنة 8 ... والبر أعلى أنواع المعاملة، فقد أمر الله به في باب التعامل مع الوالدين ... وهو الذي وضحه رسول الله في حديث آخر بقوله .... " البر حسن الخلق " الراوي: النواس بن سمعان الكلابي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2880 - خلاصة حكم المحدث: صحيح

    v ويقول صلى الله عليه وسلم في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم:
    ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير حقه فأنا حجيجه (أي خصمه) يوم القيامة .... وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى صدره ألا ومن قتل رجلا له ذمة الله ورسوله حرم الله عليه الجنة ... وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا ... الراوي:آباء عدة من أبناء أصحاب النبي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/184 خلاصة حكم المحدث : حسن


    والإسلام لم يخترع الجزية إنما كانت موجودة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد:

    § إن الإسلام لم يكن أول الأديان والملل تعاطياً مع شريعة الجزية، كما لم يكن المسلمون كذلك بين الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم ... فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أشهر من علم ... والتاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك ... بل إن أخذ الجزية هي شريعة معهودة عند أهل الكتاب يعرفونها كما يعرفون أبناءهم ... ولماذا؟


    §
    فالأنبياء عليهم السلام في الكتاب المقدس حين غلبوا بعض الممالك بأمر الله ونصرته أخذوا الجزية من الأمم المغلوبة .... بل واستعبدوا الأمم المغلوبة ... كما صنع النبي يشوع مع الكنعانيين حين تغلب عليهم ... " فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ ...... فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ. " يشوع 16/10... فجمع لهم بين العبودية والجزية.

    § ونجد في الكتاب المقدس أيضاً أن نبي الله سليمان عليه السلام كان متسلطاً على جميع الممالك من نهر الفرات إلى ارض فلسطين والى تخوم مصر ... وكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته كما في
    سفر الملوك الأول 4: 21 ... فيقول النص كما في ترجمة كتاب الحياة: (فكانت هذه الممالك تقدم له الجزية وتخضع له كل أيام حياته) ...

    §
    بل أن الكتاب المقدس فيه من الشرائع والأحكام ما هو أشد وأعظم بكثير من حكم الجزية ... فالرب مثلاً يأمر أنبيائه أن يضعوا الناس تحت نظام التسخير والعبودية بخلاف الجزية التي أهون بكثير من هذا النظام ... فعلى سبيل المثال نجد في سفر التثنية 20: 10 – 16 أن الرب يأمر نبيه موسى قائلاً: .... " حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ ... فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ - فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ ... بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا ... فَحَاصِرْهَا ... وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ ... فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ... وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ ... كُلُّ غَنِيمَتِهَا ... فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ ... وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ ... هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا - وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ".

    § ويقول كاتب سفر صموئيل الثاني 8: 1 – 2 كما في ترجمة كتاب الحياة عن نبي الله داود: ....
    " وبعد ذلك حارب داود الفلسطينيين وأخضعهم واستولى على عاصمتهم جت ...... وقهر أيضا الموآبيين وجعلهم يرقدون على الأرض في صفوف متراصة ... وقاسهم بالحبل ... فكان يقتل صفين ويستبقي صفا ... فأصبح الموآبيون عبيدا لداود يدفعون له الجزية. "

    § إذن فقد كانت الجزية من شرائع العهد القديم والمسيح عليه السلام لم يذكر كلمة واحدة لإلغائها أو استنكارها ... بل بالعكس لقد جاء المسيح متمماً لا ناقضاً للعهد القديم ...... وكما أكد هو على ذلك في
    إنجيل متى 5/17 ... " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ."... ولذلك فقد أكد بولس على ضرورة الالتزام بدفع الجزية أيضا ... وذلك في قوله في رسالة رومية 13: 7 " فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ ... الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ .... وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ .... وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ. "

    § بل وأمر السيد المسيح أتباعه بدفع الجزية للرومان ... وسارع هو إلى دفعها ... وكما ورد في
    متى 17 / 24-27 " وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَ نَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: " أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟؟ قَالَ:" بَلَى" ... فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: " مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟ " قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: " مِنَ الأَجَانِبِ "... قَالَ لَهُ يَسُوعُ: " فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ ... وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ ... اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ " ... هذا وقد ورد في تفسير تادرس يعقوب ملطى لذلك ... أن السيّد المسيح خضع مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية ... لـيؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة: أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء ... فنلتزم بتقديم واجباتنا الوطنيّة ... وأن السيد المسيح انحنى لنير العبوديّة ... فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى (أي كما ورد في العهد القديم).

    § ولما سأله اليهود (حسب العهد الجديد) عن رأيه في أداء الجزية ... أقر بحق القياصرة في أخذها ولم يعترض على ذلك في حينه أو حتى في أي موضع آخر ... اقرأ
    متى 22/16-21 "فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: يا معلّم نعلم أنك صادق، وتعلّم طريق الله بالحق، ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. فقل لنا: ماذا تظن ... أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا؟ ... فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة ... قالوا له: لقيصر ... فقال لهم أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر، وما لله لله".

    § ويعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقاً مشروعاً ... بل ويعطيه قداسة ويجعله أمراً دينياً .... إذ يقول في
    رومية 13/1-7" لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ ... وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ ... وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً ... فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ ... أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ ؟؟؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ ... لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ !!! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا ... إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ ... لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ ... بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ... فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا ... إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ ... فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ .... الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ .... وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ ... وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ."

    ولكن ... لماذا الجزية في الإسلام هي النموذج الأمثل في علو الأخلاق والتسامح مقارنة بالجزية في الشرائع الأخرى... ؟؟؟؟ ... يرجى الاطلاع على ما ورد في هذا الرابط
    https://www.ebnmaryam.com/vb/t194169-2.html



    يتبــــــــــــــع بإذن اللــــــــــــه وفضله




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على التدليس رقم
    16: بأن يسوع يعلم العطاء
    " أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ " لوقا 6 / 38 ... بينما محمد صلى الله عليه وسلم يعلم الأخذ " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا " التوبة 103


    بداية نذهب الى " تفسير الطنطاوي " ... للآية الكريمة ...
    " خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا " التوبة 103

    § هذه الآية نزلت في أبى لبابة وأصحابه، وكانوا تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته وكان قريبا من المدينة ... ندموا على تخلفهم عن رسول الله وقالوا: نكون في الظلال والأطعمة والنساء ونبي الله في الجهاد ... والله لنوثقن (سنربط) أنفسنا بالسوارى (بالأعمدة)، ثم لا نطلقها حتى يكون نبي الله هو الذي يطلقنا.

    §
    وأوثقوا أنفسهم ... وبقي ثلاثة لم يوثقوا أنفسهم بالسوارى ... فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته فمر بالمسجد فأبصرهم فسأل عنهم ... فقيل له: إنه أبو لبابة وأصحابه تخلفوا عنك يا نبي الله ... فصنعوا بأنفسهم ما ترى ... وعاهدوا الله ألا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم.

    § فقال صلى الله عليه وسلم:
    " لا أطلقهم حتى أؤمر بإطلاقهم، ولا أعذرهم حتى يعذرهم الله، قد رغبوا بأنفسهم (امتنعوا) عن غزوة المسلمين " ... فأنزل الله تعالى: " وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً " التوبة 102... فأطلقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذرهم.

    §
    أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: لما أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لبابة وأصحابه جاءوا بأموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا ... واستغفر لنا ... فقال: «ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا» ... فأنزل الله تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها....الآية

    § والمعنى: خذ - أيها الرسول الكريم - من أموال هؤلاء المعترفين بذنوبهم ... ومن غيرهم من أصحابك «صدقة» معينة، كالزكاة المفروضة، أو غير معينة كصدقة التطوع ... وقوله:
    " تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها " ... بيان للفوائد المترتبة على هذه الصدقة أي: من فوائد هذه الصدقة أنها تطهر النفوس من رذائل الشح والبخل والطمع ... وتزكى القلوب من الأخلاق الذميمة، وتنمى الأموال والحسنات.

    § وقوله:
    وصل عليهم إن صلاتك سكن لهمأي: وادع لهم بالرحمة والمغفرة، وقبول التوبة، فإن دعاءك لهم تسكن معه نفوسهم، وتطمئن به قلوبهم، ويجعلهم في ثقة من أن الله تعالى قد قبل توبتهم، فأنت رسوله الأمين، ونبيه الكريم ... فالمراد بالصلاة هنا: الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

    § وأما سائر الفقهاء فقد حملوا الأمر هنا على الندب والاستحباب، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ:
    «أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم».

    §
    ثم تأتى الآية التي بعدها " أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "(104)أي: ألم يعلم هؤلاء التائبون من ذنوبهم، أن الله تعالى وحده، هو الذي يقبل التوبة الصادقة من عباده المخلصين، وأنه سبحانه هو الذي «يأخذ الصدقات». أي: يتقبلها من أصحابها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله .... فالتعبير بالأخذ للترغيب في بذل الصدقات، ودفعها للفقراء.

    § وعن عبد الله بن مسعود قال: إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل، ثم قرأ هذه الآية ...
    " أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ " ...4

    ونذهب أيضاً لتفسير الشعراوي:

    § هذه هي الصدقة غير الواجبة ... لأنها لو كانت الصدقة الواجبة لما احتاجت إلى أمر جديد ... بل هي صدقة الكفارة.

    وقوله الحق:
    {من أموالهم} يعني أموال من اعترفوا بذنوبهم ... {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم} والصدقة تطهرهم؛ لأن الذنب الذي فعلوه واعترفوا به تسبب في تقذير أنفسهم بالمعصية، وما داموا قد قذروا أنفسهم بالمعصية، فهم في حاجة أن يطهروا بالمال الذي كان سببا في عدم ذهابهم إلى الغزوة.

    §
    وانظر هناك إلى ملحظ «الأداء البياني» في القرآن، فالحق سبحانه يقول: {خذ} وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: {من أموالهم صدقة} من أموال الأغنياء، هذه الصدقة ستذهب للمحتاج، إذن هنا أربعة عناصر:آخذ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومأخوذ منه هو صاحب المال، ومأخوذ هو المال، ومأخوذ له هو الفقير المحتاج.

    § ونقول: ما دام الله هو الذي أمر بها تطهيرا فقد صارت واجبا، والآية صريحة، وتقتضي أنه ما دامت هناك ولاية شرعية، فولي الأمر هو الذي يأخذ من الناس ويؤدي للفقراء، أو لأوجه الصرف التي شرعها الله ... لأن الله لا يريد أن يعذب الفقير بأن يمد يده آخذا من مساو له ... أما إن أخذ من الوالي وهو المسئول عن الفقراء، فلن يكون عيبا ... كما أن الحق سبحانه يريد أن يحمي أهل الفقير من أن يعلموا أن البيت الفلاني يعطي لهم زكاة ... فيعاني أولاد الآخذ من المذلة أمام أولاد المعطي، ويعيش أبناء المعطي في تعال لا لزوم له. إذن: فحين يكون الوالي هو الذي يعطي فلن يكون هناك مستعل أو مستعلى عليه.

    §
    أما إن لم تكن هناك ولاية إسلامية، ولا يعلم الإنسان إلى أين ستذهب الأموال، فهنا يصبح كل إنسان أن يراعي محيط دينه وهو يخرج الزكاة ... وحينئذ يكون عندنا معط هو صاحب المال، ومال معطى، ومعطى له هو الفقير.


    هذا ويمكن تلخيص ما تقدم أنه:
    * هناك أناس ارتكبوا ذنب ... استلزم " كفارة " تمثلت في دفع مبلغ من المال سمى صدقة ... اخذها ولى أمر المسلمين وناولها للفقير والمحتاج بمعرفته ... فحُفظ بذلك للفقير ماء وجهه لأنه لم يتناول احتياجاته مباشرة من الغنى والقادر.

    * " الكفارة " تحملها المذنب وليس أحد غيره ... بخلاف ما يؤمن به "المدلس" بأن الله نفسه تحمل ذنب وخطيئة آدم (أكله من شجرة معرفة الخير من الشر في الجنة) ... حيث تجسد الله نفسه في جسد المسيح ومكّن اليهود منه ليصلبوه ... وبذلك أصبح المسيح بمثابة " كفاره " حتى يغفر الله لآدم ذنبه وخطيئته المذكورة.

    *
    " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " رسالة بولس الأولى لتيموثاوس 3 / 16

    *
    " لأنهم لو عرفوا ما صلبوا رب المجد" كورونتوس الأولى 2/8...

    *
    " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ (بصلب المسيح وقتله ككفارة)، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ. " يوحنا 3/16.



    ومن ناحيه آخري فإن القرآن الكريم زاخراً بآيات الحث على العطاء ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر


    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ " {البقرة/254}

    "وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " {البقرة/195}

    " فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {الليل/5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى {الليل/6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى {الليل/7}"

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" {البقرة/267}

    " وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ " {الرعد/22}

    " قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" {سبأ/39}

    " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ {فاطر/29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ " {فاطر/30}

    " فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ " {الحديد/7}

    " وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ" {المنافقون/10}

    " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "{التغابن/16}


    وليس هذا فقط بل الكريم سبحانه وتعالى لايرد بنفس الكيل كما ذكر المدلس في العدد الذي ذكره ولكنه سبحانه يضاعف الثواب لمن يشاء :

    " مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " {البقرة/261}

    " إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا " {النساء/40}

    " مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ " {الأنعام/160}

    " مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ "
    {الحديد/11}

    "إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ " {الحديد/18}

    "إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ " {التغابن/17}




    يتبــــــــــــــع بإذن اللــــــــــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي




    الرد على التدليس رقم 17: بأن رسالة السيد المسيح رحيمة " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ " لوقا 4 / 18 – 19 ... بينما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم دموية " أُمِرتُ أن أُقاتِلَ الناسَ حتى يشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ ، ويقيموا الصلاةَ ، ويؤتوا الزكاةَ ، فإذا فعلوا ذلك عَصَموا مني دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّ الإسلامِ ، وحسابُهم على اللهِ."

    § بداية وبإذن الله سنحلل ما ورد في الحديث الشريف
    " أُمِرتُ أن أُقاتِلَ الناسَ حتى يشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ، ويقيموا الصلاةَ، ويؤتوا الزكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عَصَموا مني دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّ الإسلامِ وحسابُهم على اللهِ."

    § قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
    " أُمِرتُ أن أُقاتِلَ " هذا يعني أن هذا الأمر ليس بيده ولا بإرادته بل هو أمر من عند الله وما كان ذلك إلا لحكمة بالطبع ... ومن البديهي أن القتال ليس أمراً محببا لأي أحد بل هو مكروه على النفس ... ولكنه هو أمر اضطراري ... " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ " البقرة 216 ... وقال رسول صلى الله عليه وسلم: " لا تتمنوا لقاءَ العدوِّ واسألوا اللهَ العافيةَ " صحيح مسلم (1742)

    § هذا والرسول قال
    " أُمِرتُ أن أُقاتِلَ "... ولكنه لم يقل ... " أُمِرتُ أن أُقتل " ... إن حروف الكلمتين واحدة ... ولكن هناك اختلاف في زيادة حرف الألف في كلمة " أُقاتِلَ" .... ليأخذ المعنى من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ... وكيف ... فالقتل يكون من طرف قوى لطرف أضعف منه ... أما القتال فيكون بين طرفين على قدر كبير من المثلية أو التكافؤ ... ولذلك فنحن لا نقاتل الذبابة ... إنما نقتل الذبابة ... ولكننا نقاتل من يعتدي على بلادنا وأعراضنا مثلا ...

    §
    والقاعدة العامة فى الإسلام أن يكون القتال لرد من يعتدي علينا ويريد قتلنا ... ولكننا لا نبدأ بالعدوان ولا نقتل الضعيف المقدور عليه ... وما الدليل على ذلك ... الدليـل " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَـعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "البقرة 190... إذن و ما هو موقفنا مع من لم يعتدي علينا وما علاقتنا به ... إنه " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ "الممتحنة 8 ... و القسط هو العدل ... أما البر ... فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ...

    §
    وقتل النفس بغير الحق: هو أمر منهي عنه في الإسلام تماماً ... ولماذا ...

    قال تعالى "
    وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الأنعام 151

    " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " المائدة 32

    § ولكن ماذا يقصد بكلمة
    " الناس " الذين سَيُقاتَلون ... هل هم الناس في العالم كله ... إن هذا امر مستحيل بالطبع لأن أي انسان مهما بلغت قوته وتعداد وقوة جيشه لن يستطيع أن يفعل ذلك وإلا عرض حياته وحياة جيشه للهلاك ... اذن ما المقصود بكلمة " الناس " في هذا الحديث ؟؟؟
    إن لفظ الناس في هذا الحديث هو
    لفظ عام ولكنه اريد به خاص ... ولكي نفهم ذلك سنذهب الى سورة آل عمران الآية رقم 173 ... " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ " فكلمة " النَّاسُ " الأولى في الآية تعنى جماعة بنى عبد القيس أو نعيم بن مسعود ... وكلمة " النَّاسَ " الثانية تعنى أبو سفيان ومن معه ... تفسير سيد طنطاوي ... من هذا نخلص أن كلمة الناس هي كلمة عامة ولكنها أتت في القرآن الكريم بمعنى خاص أيضاً وهو جماعة محددة بعينها ...

    § والمقصود بكلمة الناس في هذا الحديث هم المشركون ... وما الدليل عل ذلك ... الدليل هو ما فسرته السنة النبوية ذاتها وأكدت أنهم هم المشركون دون غيرهم، وذلك في الرواية الصحيحة التي رواها النسائي في سننه (3976) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
    «أُمِرتُ أن أقاتلَ المشرِكينَ حتَّى يشهَدوا أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فإذا شَهِدوا أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصلَّوا صلاتَنا، واستقبلوا قبلتَنا، وأَكَلوا ذبائحَنا، فقد حرُمَتْ علينا دماؤُهُم وأموالُهُم إلَّا بحقِّها»... فكلمة «المشركين» في هذا الحديث مفسرة لكلمة «الناس»- الخاصة - في الحديث السابق.

    § نستطيع الآن أن نوجز ما فهمناه من الحديث حتى الآن وهو ...
    " الأمر برد العدوان الذي بدأه المشركين ".

    § ولكن هل اعتدى المشركون على المسلمين ... الإجابة نعم ... لقد مكث المسلمون في مكة ثلاث عشرة سنة يُسَامون سوء العذاب والإيذاء والقتل من المشركين ... ومع ذلك لم يرفع المسلمون في وجه أحد سيفاً مع شدة العذاب الذي تعرضوا له ... بل واضطر المسلمون الى ترك ديارهم واهليهم وممتلكاتهم والهجرة من مكة الى المدينة.

    § ثم ماذا أيضاً ...
    لقد كان بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين عهود ومواثيق ... ولكن المشركين نقضوا تلك العهود بل وتآمروا مع اليهود عدة مرات على حرب المسلمين وخانت طوائف اليهود (بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع) ما عاهدوا عليه الرسول ... فلم يعد من الحكمة ان يبقى المسلمين متمسكين بالعهود وقد نقضها هؤلاء ... تقديم سورة التوبة في صفوة التفاسير ... ولذلك أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث " أُمِرتُ أن أُقاتِلَ ..." بقتال هؤلاء المشركين كرد فعل لما ذكرناه ...

    § ولذلك أيضاً نزلت سورة التوبة وحددت استراتيجية التعامل مع المشركين بعد تصنيفهم ... فأخبرتنا أولا بإلغاء العهود مع
    المشركين الناكثين لعهودهم ونبذها إليهم على وضوح وبصيرة ... لأن هؤلاء الناكثين لا يتورعون عن الخيانة كلما سنحت لهم الفرصة " بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " التوبة 1 ... وبذلك قطع الله تعالى ما بينهم وبين المسلمين من صلات فلا عهد وتعاهد ولا سلم ولا امان لهم بعد ذلك ... ولكن بعد ان منحهم الله مهله وفترة أمان كافية مقدارها أربعة أشهر ( أي ليس على غرة ) ينطلقوا فيها في الأرض آمنين ليتمكنوا من النظر والتدبر في امرهم ويختاروا ما يرون فيه المصلحة لهم ... " فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ " التوبة 2 .

    § ولكن هل يسرى ذلك مع كافة المشركين ؟؟؟ الإجابة لا ... ولماذا ...
    " إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ " التوبة 4 ... وما معنى هذا ... معناه أما من عاهدتم من المشركين، فحَافظوا على عهودِكم ولم يُخِلُّوا بشيء منها، ولم يعينوا عليكم أحداً، فأوفوا لهم عهدهم إلى نهايته واحترموه ... إن الله يحب المتقين المحافظين على عهودهم ... تفسير المنتخب

    § ثم ماذا ...
    " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " التوبة 5 ... أي فإذا انقضت مدة الأمان - الأشهر الأربعة - فاقتلوا المشركين الناقضين للعهد في كل مكان ، وخذوهم بالشدة ، واضربوا الحصار عليهم بسد الطرق ، واقعدوا لهم في كل سبيل ، فإن تابوا عن الكفر ، والتزموا أحكام الإسلام بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، فلا سبيل لكم عليهم لدخولهم في دين الله ، والله عظيم المغفرة لمن تاب ، واسع الرحمة بعباده .... تفسير المنتخب

    § ولكن ماذا إن طلب منك الأمان -أيها الرسول -أحد من المشركين الذين أمرتم بقتالهم ليسمع دعوتك فما هو موقفك منه هل ستقاتله ... الإجابة لا ... ولماذا ؟؟؟
    " وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ " التوبة 6 ... أي فأمّنه حتى يسمع كلام الله، فإن دخل في الإسلام فهو منكم، وإن لم يدخل فأبلغه مكاناً يكون فيه آمناً ... وهذا الأمر -بتأمين المستجير حتى يسمع كلام الله -بسبب ما ظهر من جهله للإسلام، ورغبته في العلم به .... تفسير المنتخب

    § وماذا أيضا يتبع مع من يحترم عهوده معكم ...
    " إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ " التوبة 7 ... أي إلا الذين عاهدتموهم من قبائل العرب عند المسجد الحرام ثم استقاموا على عهدهم، فاستقيموا أنتم لهم على عهدكم ما داموا مستقيمين، إن الله يحب الطائعين له الموفين بعهودهم ... تفسير المنتخب

    § اذن تم تصنيف المشركين وحددت استراتيجية التعامل معهم ... فهناك صنف اعتدى وعاهد وغدر وخان وتواطأ مع الأعداء والحق ضررا بالمسلمين وخسائر في أرواحهم وممتلكاتهم ... فهؤلاء يسرى عليهم الآيات المذكورة في سورة التوبة وأيضاً الحديث المذكور
    " أُمِرتُ أن أُقاتِلَ الناسَ ... " ... وهناك أصناف أخرى من المشركين لم تنقض عهدها ولم تعتدى فهؤلاء لا يسرى عليهم ذلك كما اوضحنا بعاليه.

    § ولكن هل يستمر قتال المشركين المعتدين حتى افنائهم ؟؟؟ الإجابة لا ... اذن فمتى نوقف القتال على الفور ... إننا نوقفه كما ورد بالحديث ...
    " حتى يشهدوا أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ ... " ... حتى وإن شهدوها خوفاً وسنعتبر ذلك بمثابة رفع الراية البيضاء في الحرب ... فلقد عاتب رسول صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد حينما قتل شخصاً قال لا إله إلا الله ... فكان عذر أسامة بن زيد رضي الله عنه أن هذا الرجل قالها خوفاً من الموت لا إيماناً فماذا كان رد النبي ؟؟؟ قال صلى الله عليه وسلم ... " ألا شَقَقْتَ عن قلبِهِ حتى تَعلَمَ من أجلِ ذَلِكَ قالَها أمْ لا " ؟؟؟ صحيح الجامع (2645).
    ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم متعطشاً للدماءكما يدّعونلما وضع صلى الله عليه وسلم هذا الشرط الذي يحرم دم من نطق تلك الشهادة.

    § ولكن ما هو موقف الإسلام من هؤلاء المشركين إذا تابوا والتزموا أحكام الإسلام بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ...
    " فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ " التوبة 11 ... أي أصبحوا إخوانكم في الدين، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم ... تفسير المنتخب

    §
    وعليه يكون معنى الحديث ومفهومه هو: الأمر بصد العدوان المبدوء من جهة المشركين والذين نقضوا عهودهم مما ترتب عليه ضررا وخسائر في أرواح وممتلكات المسلمين ... لأنه لا يعقل أن ندر للمعتدين خدنا الآخر ليلطمونا عليه ... ثم بعد خدنا الآخر ندر لهم ... ثم ... الأمر الذى لا تستقيم معه البشرية ... ولا يتفق مع الأعراف والمواثيق الدولية حالياً ... ولأن هذا الدفاع ليس حرب إبادة او تطهير عرقي ( كما يحدث حالياً ) للمشركين ولذلك يوقف القتال إذا نُطِقت الشهادة (رفع الراية البيضاء) ... هذا وإذا تاب هؤلاء المشركين والتزموا أحكام الإسلام بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة أصبحوا إخوانكم في الدين، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم ...

    §
    إن هذا الحديث وكما هو واضح ورد لحالة خاصة ومحددة ... هي حالة المشركين المعتدين والذين نقضوا عهودهم مع المسلمين وما ترتب على ذلك من ضرر واذى لحق بالمسلمين وخسائر في أرواحهم وممتلكاتهم آنذاك ... ولأن الحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً ... ولذلك فهذا الحديث لا يفعّل إذا لم تكن هناك معاهدات مع مشركين ثم يقوموا بنقضها ويترتب علي ذلك ضرر وأذى للمسلمين ... فحينئذ تسرى القاعدة العامة فى الإسلام وهى أن يكون القتال لرد من يعتدي علينا ويريد قتلنا ... ولكننا لا نبدأ بالعدوان ولا نقتل الضعيف المقدور عليه ... وما الدليل على ذلك " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَـعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " البقرة 190.

    § إن الجهاد شرع في الإسلام ضرورة لا غاية ... وجهاد هذا الصنف من الناس كان للدفاع عن الحق و لرد الظلم والقهر والاعتداء ونصرة المظلومين الذين أوذوا واخرجوا من ديارهم وأموالهم ... ولم يكن الإذن بقتالهم إلا لتحقيق العدالة الاجتماعية، وقتال ناكثي العهود، وتأديب الخونة والخارجين والمتآمرين على الدولة ، وحماية الحق، وحراسة الفضيلة، ولكنه لم يشرع لسفك الدماء ونهب الأموال وسلبها، ولا لعقاب الكافرين على كفرهم ولا لإكراه الناس على اعتناق الاسلام فالإكراه لا يؤسس عقيدة
    " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " البقرة 256 - " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 ، ولو كان الأمر كذلك لما عقد النبي وصحابته من بعده معاهدات الصلح مع غير المسلمين، وما تركوهم على عقائدهم في أرضهم سالمين.

    إن الحرب في الإسلام يصورها أمير الشعراء، بقوله: الحرب في حق لديك شريعة ... ومن السموم الناقعات دواء

    § هذا والمسلمون في المقابل يؤمنون تماماً بأن رسالة السيد المسيح عليه السلام رحيمة بالطبع ... لأن السيد المسيح عليه السلام هو عبد الله ورسول منه الأمر الذي يحتم ضرورة أن يكون كل ما يبلغه عن الله يتضمن كل مبادئ ومعاني الرحمة التي بلغها كل رسل الله قبله ... وبلغها أيضاً أخيه محمد صلى الله عليه وسلم من بعده في رسالته عن الله ... فمرسل هؤلاء جميعهم واحد هو الله عز وجل الذي قال لمحمد صلى الله عليه وسلم ...
    " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " الأنبياء 107



    يتبــــــــــــــع بإذن اللــــــــــــه وفضله




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    الرد على التدليس رقم 18: بأن السيد المسيح يدعو لمحبة الغير " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ ... وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ... بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ ... أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ... وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ " متى 5 / 43– 44 أما محمد صلى الله عليه وسلم فانه يدعو لكراهية الغير ... عن ‏ ‏أبي هريرة ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏" لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ ... فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ " ... وقد أخبر‏ ‏عمر بن الخطاب ‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول " ‏لأُخرجنّ اليهودَ والنصارى من جزيرةِ العربِ ... حتى لا أدعُ إلا مسلما ".

    § إذا كان السيد متى قد كتب في انجيله
    " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ " والمدلس يؤمن بأن ذلك هو وحي الله للسيد متى ... وأنه من اليسير والمناسب على النفس البشرية تطبيقه ... فلا أدرى لماذا لم يستخدم سيادته ذلك ... بل على النقيض رأيناه يجرح ويشوه الآخر دون مقتضى أو حق أو منطق بل ولماذا لم يتبع الأسلوب المناسب للنفس البشرية ... " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" الكافرون 6.

    §
    اننا لا نطلب منه حب المسلمين ... ولكننا نطلب منه أن يكف عن محاولة إثارة التراب على السماء لأنه في النهاية إنما يثيره على نفسه وعلى استقرار مجتمعاتنا ... وإنه لو دقق سيادته في نص " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ " ... لوجب عليه حتى حب الشيطان أيضاً لأنه لا ينكر أحداً أن الشيطان عدو لسيادته.

    الرد على
    ‏" لا تبدَؤوا اليهودَ ولا النصارى بالسلامِ ...فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ "

    §
    قال تعالى " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا " النساء 86 ... أي وإذا حياكم أحد - أياً كان - بتحية من سلام أو دعاء أو تكريم أو غيره ، فردوا عليه بأحسن منها أو بمثلها ، فإن اللَّه محاسب على كل شيء كبيراً كان أو صغيراً ... تفسير المنتخب.

    § هذا هو اهتمام الإسلام بالتحية بين البشر عامة ... فهناك إلزام للمسلمين برد التحية بأحسن منها أو على الأقل بمثلها لأي أحد
    أياً كان ... لكن المسلمون لهم تحية خاصة بهم شرعت لهم يحيون بها بعضهم البعض وهي ... (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ) ... وهذا شأنهم وهم احرار في ذلك بالطبع حيث أن ذلك لا يترتب عليه ضرراً للغير ... هذا وقد جُعِلَتْ تَحِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ السَّلَامَ لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ دِينَهُمْ دِينُ السَّلَامِ وَالْأَمَانِ، وَأَنَّهُمْ أَهْلُ السِّلْمِ وَمُحِبُّو السَّلَامَةِ.

    § أما عدا ذلك من عبارات تقال للتحية تعارف عليها غير المسلمون مثل صباح الخير، ومساء الخير، وسعيدة ...الخ ... فهذا أمر لا مانع من ان يستخدمه المسلمون مع غيرهم دون النظر بمن يبدأ من بالسلام فهذا أمر متروك للأعراف السائدة. والحديث تناول لفظ السلام أي
    (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ) وهي تحية خاصة بالمسلمين بعضهم مع بعض كما ذكرنا.

    §
    لقد استغل اليهود قديماً التشابه في النطق بين عبارة" السلام عليكم " وعبارة " السأم عليكم " ... والسأم هو الموت ... فكَانَ الْيَهُودُ يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَرُدُّ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، حَتَّى كَانَ مِنْ بَعْضِ سُفَهَائِهِمْ تَحْرِيفُ لفظ السَّلَامِ بِلَفْظِ: " السَّامُ " ... أَيِّ الْمَوْتُ، فَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُجِيبُهُمْ بِقَوْلِهِ: " وَعَلَيْكُمْ "، وَسَمِعَتْ عَائِشَةُ وَاحِدًا مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: " السَّامُ عَلَيْكُمْ "، فَقَالَتْ لَهُ: وَعَلَيْكَ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَانْتَهَرَهَا النَّبِيُّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مُبَيِّنًا لَهَا أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَكُونُ فَاحِشًا وَلَا سَبَّابًا ... وَأَنَّ الْمَوْتَ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ ... صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6024

    § وكردّ فعل طبيعي استخدم المسلمون عبارة السلام
    (السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ) فيما بينهم فقط , أما رد تحية " السلام عليكم " من الغير - لو حدثت - فيكون بـ (وعليكم)، فإن كان الغير قد القى عليهم السلام بالفعل فيكون قد رُدّ عليه أيضاً بالسلام ... وإن كان لوى نطق السلام وقال " السأم عليكم " كان الردّ عليه بمثل ما قال ... فالموت حق على الجميع ولا خلاف في ذلك ... ولكن إذا تحقق أنه قال: السلام عليكم، ولم يحصل منه تلبيس؛ فالصحيح أنك ترد عليه، وتقول: وعليكم السلام ... هذا و إن عدم بدء المسلم للغير بعبارة " السلام عليكم " يسد الذرائع أيضاً لأنه يحول دون أن يكون رد الغير عليه بعبارة " وعليكم السأم " ...


    § هذا وقد جاء في تفسير المنار لآية
    " وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا " النساء 86 ما يأتي:

    1. وَقَدْ سُئِلْتُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ،
    وَآيَةِ النُّورِ 24 -27" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا " ... هَلِ السَّلَامُ فِيهِمَا عَلَى إِطْلَاقِهِ وَعُمُومِهِ فَيَشْمَلُ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرَهُمْ أَمْ هُوَ خَاصٌّ بِالْمُسْلِمِينَ؟ فَأَجَبْتُ فِي الْمُجَلَّدِ الْخَامِسِ مِنَ الْمَنَارِ (ص 583 -685) بِمَا نَصَّهُ:
    الجواب:إِنَّ الْإِسْلَامَ دِينٌ عَامٌّ وَمِنْ مَقَاصِدِهِ نَشْرُ آدَابِهِ وَفَضَائِلِهِ فِي النَّاسِ وَلَوْ بِالتَّدْرِيجِ وَجَذْبُ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ لِيَكُونَ الْبَشَرُ كُلُّهُمْ إِخْوَةً، وَمِنْ آدَابِ الْإِسْلَامِ الَّتِي كَانَتْ فَاشِيَةً فِي عَهْدِ النُّبُوَّةِ إِفْشَاءُ السَّلَامِ إِلَّا مَعَ الْمُحَارِبِينَ ; لِأَنَّ مَنْ سَلَّمَ عَلَى أَحَدٍ فَقَدْ أَمَّنَهُ، فَإِذَا فَتَكَ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ خَائِنًا نَاكِثًا لِلْعَهْدِ، وَكَانَ الْيَهُودُ يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَرُدُّ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، حَتَّى كَانَ مِنْ بَعْضِ سُفَهَائِهِمْ تَحْرِيفُ السَّلَامِ بِلَفْظِ: " السَّامُ " ... أَيِّ الْمَوْتُ ... ، فَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُجِيبُهُمْ بِقَوْلِهِ: " وَعَلَيْكُمْ " ... الى آخر ما فصلنا بعاليه.

    2.
    ان عَدَمَ ابْتِدَائِنَا إِيَّاهُمْ بِالسَّلَامِ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ لِأَسْبَابٍ خَاصَّةٍ اقْتَضَاهَا مَا كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْحُرُوبِ وَكَانُوا هُمُ الْمُعْتَدِينَ فِيهَا، رَوَى أَحْمَدُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى يَهُودَ فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وَعَلَيْكُمْ، فَيَظْهَرُ هُنَا أَنَّهُ نَهَاهُمْ أَنْ يَبْدَءُوهُمْ لِأَنَّ السَّلَامَ تَأْمِينٌ، وَمَا كَانَ يُحِبُّ أَنْ يُؤَمِّنَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ آمِنٍ مِنْهُمْ لِمَا تَكَرَّرَ مِنْ غَدْرِهِمْ وَنَكْثِهِمْ لِلْعَهْدِ مَعَهُ ; فَكَانَ تَرْكُ السَّلَامِ عَلَيْهِمْ تَخْوِيفًا لَهُمْ لِيَكُونُوا أَقْرَبَ إِلَى الْمُوَاتَاةِ.

    3.
    أَمَّا جَعْلُ تَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ عَامَّةً فَعِنْدِي أَنَّ ذَلِكَ مَطْلُوبٌ، وَقَدْ وَرَدَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ ... فَكَانَ مِنْ تَحْرِيفِهِمْ مَا كَانَ سَبَبًا لِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيْهِمْ بِلَفْظِ: " وَعَلَيْكُمْ " حَتَّى لَا يَكُونُوا مَخْدُوعِينَ لِلْمُحَرِّفِينَ، وَمِنْ مُقْتَضَى الْقَوَاعِدِ أَنَّ الشَّيْءَ يَزُولُ بِزَوَالِ سَبَبِهِ ... بمعنى أنه إذا زال سبب الحكم الاستثنائي المانع بعدم الابتداء بلفظ السلام (وهو الحرب والعدوان على المسلمين أو تحريف لفظ السلام وكما شرحنا أو ما شابه ذلك ) رجعنا إلى الحكم الأصلي ببدء السلام على غير المسلمين .

    § وسُئِل رسول الله أيّ الإسلام خير؟؟؟ قال:
    " تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " ... رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ... تطعم الطعام: أي تكثر من إطعام الضيوف، سواء كانوا مسلمين أم غير ذلك كما قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب ... تقرأ السلام: أي تحيي بتحية الإسلام وهي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وظاهر الحديث يشمل المسلم وغيره إلاّ عند وجود سبب مانع مثل ما شرحنا فيبقى الحديث على عمومه في سائر الحالات.

    § وقبل الرد على فقرة ...
    " فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ " وهو ما يطلق عليه بلغة العصر: " أفضلية المرور في الطريق " ... فإننا نود أن نشير أولاً الى ان في الوقت الذي يعترف ويوقر فيه المسلمون أنبياء اليهود والنصارى ... موسى والمسيح عليهما السلام ... فان نظرة اليهود والنصارى الى المسلمين أنهم يتبعون ... " نبي كاذب " !!! والا كانوا آمنوا به ... " اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ!!! " متى 7 / 15

    §
    فاذا كانت هذه هي نظرتهم للمسلمين فانه يتوجب على المسلمين في المقابل اظهار عزتهم لهم وانهم لا يُذلون لأحد ولا يخضعون لأحد الا لله عز وجل ... فالفقرة المذكورة في الحديث تدل على انه إذَا لَقُوكُمْ في الطريق فَلاَ تَتَفَرَّقُوا حَتَّى يَعْبُرُوا، بَلْ اسْتَمِرُّوا عَلَى مَا أنْتُمْ عَلَيْهِ ولا تتركوا لهم أفضل الطريق تعظيما، فيفضي ذلك إلى الغرور والتكبر ...

    §
    ولذا يقول القرطبي في شرح هذا الحديث: «معناه لا تتنحوا لهم عن الطريق الضيِّق إكراماً لهم واحتراماً، وليس المعنى إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حَرَفِه حتى يضيق عليهم ... لأنّ ذلك أذى لهم، وقد نهينا عن أذاهم بغير سبب» ... فتح الباري، ابن حجر 11/ 40.

    §
    هذا وبصفة عامة فانه لا يجوز إيذاء أي إنسان (ما دام لم يصدر منه اذى او ضرر للغير) بل امر الله بالبر والإحسان إليه، ولهذا قال عز وجل: " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8

    § ومن ناحية أخرى وكمثال لتوضيح مدى حرص الإسلام على ضرورة مراعاة حقوق بل ومشاعر اهل الكتاب فإن القرآن قد نهى عن مجرد الجدال مع اليهود والنصارى بأسلوب غير لائق
    " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " العنكبوت 46

    §
    ولتوضيح أيضاً نظرة الإسلام لأهل الكتاب ... فقد شرع الاسلام ان يتزوج المسلم من الحرائر والعفائف من المؤمنات وأيضاً من أهل الكتاب ( اليهود والنصارى) ... حيث أباح للمسلم أن تكون ربة بيته، وشريكة حياته وأم أولاده غير مسلمة، وأن يكون أخوال أولاده وخالاتهم من غير المسلمين ... " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ " المائدة 5 ... وبالطبع ما يترتب على هذا الزواج من أرقى الارتباطات الإنسانية والمعيشية من سكن زوجي ومودة ورحمة بين الزوجين ... " وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً "الروم 21 ... هذا والزوج في هذه المؤسسة الزوجية عليه أن يتبع ما ورد في الحديث الشريف ... " خيرُكم خيرُكم لأَهلِه وأنا خيرُكُم لأَهلي ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ ولا أهانَهُنَّ إلا لئيمٌ " الجامع الصغير (4102)

    §
    هذا في الوقت الذي تحظر فيه عقيدة المدلس الزواج من غير نفس عقيدته (غير المؤمنين) ... " لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ ... وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ "كو 2-6 / 14 -16... أي عليكم أن لا تقيموا علاقات وثيقة مع غير المؤمنين كالزواج مثلًا ... لأنه في هذه الحالة يقع المؤمن تحت نير العلاقة الزوجية مع غير المؤمن ... (تفسير انطونيوس فكرى).

    § وأود أن أهمس في اذن السيد المدلس ليقرأ النص الآتي:
    " كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ ... وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا ... إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ ... لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ. " يوحنا الثانية 1 / 10 ... والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أن اليهود والمسلمين يؤمنون بأن الله واحد ولكنه غير مشتمل على آب وابن كما اشترط التعليم في النص السابق ... فهل سيطبق عليهم ما ورد من عدم السلام عليهم او قبولهم في البيت ؟؟؟؟

    الرد على " ‏لأُخرجنّ اليهودَ والنصارى من جزيرةِ العربِ ... حتى لا أدعُ إلا مسلما ":

    §
    بداية ما المقصود بجزيرة العرب ؟؟؟ ..." قَالَ الشَّافِعِيُّ: جَزِيرَةُ الْعَرَبِ الَّتِي أَخْرَجَ عُمَرُ مِنْهَا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَامَةُ وَمُخَالِيفِهَا (أي قراها)، فَأَمَّا الْيَمَنُ فَلَيْسَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ .... أَيْ لَيْسَ مِنَ الْجَزِيرَةِ الْمُرَادَةِ بِالْحَدِيثِ؛ لِأَنَّ عُمَرَ الْمُنَفِّذُ لِلْوَصِيَّةِ النَّبَوِيَّةِ لَمْ يُخْرِجِ الْيَهُودَ مِنْهُ ... تفسير المنار باب 59 جزء 10 صفحة 51 المكتبة الشاملة

    § إن مكة والمدينة هما منطقة نواة رسالة السماء الأخيرة للأرض والتي منها بدأ الإسلام حتى انتشر في أرجاء العالم باسره ... وبهما الحرمين الشريفين وقبر الرسول والصحابة والشهداء ... وهذه المنطقة يتطلع للذهاب اليها على مدار العام بغرض العمرة أو الحج ما يقارب من ربع سكان الأرض حالياً ... وبالتالي لا أحد يغفل مدى ضرورة وأهمية توفر درجة عالية من الأمان والاطمئنان لملايين المسلمين الذين يتوافدون على هذه المنطقة وعلى مدار العام ... والتوافد على هذه المنطقة بغرض العمرة أو الحج امر ليس بجديد ولكنه متصل ومستمر منذ فجر الإسلام أي منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان وحتى تاريخه والى قيام الساعة.

    §
    ومن ناحية أخرى لا أحد ينكر أن اليهود والنصارى والمشركين قد حاربوا الإسلام في مهده وتألبوا عليه وآذوا وقاتلوا أهله، وقد حاول اليهود مرات أن يقتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم ونقضوا وغدروا عهودهم معه عدة مرات ... هذا وقد تهيأ نصارى غسان والرومان لغزو المدينة (غزوة تبوك) ... فهذه الأشياء بمجموعها تبرر ضرورة تأمين منطقة نواة رسالة السماء الأخيرة للأرض لأهميتها وحساسيتها (وكما ذكرنا) وذلك بإبعاد من عُرِفَ منهم الاعتداء ويخشى منهم الغدر عن هذه النواه والتي لا تمثل مساحتها - ذات الطبيعةالصحراوية القاسية - جزءاً من مائة الف جزء من مساحة اليابسة بالأرض ... أما باقي بقاع الأرض كلها فهي متاحة لكافة البشر باختلاف معتقداتهم ...

    § والآن ندعو المدلس لقراءة النص الآتي من الكتاب المقدس:

    سفر التثنية 13: 15، 16 تأتي أوامر الرب لموسى عليه السلام بقتل جميع ما في المدينة حتى البهائم ... والنص يقول: " فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف ... وتحرقها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف ... تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة ... وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك ... فتكون تلا إلى الابد لا تبنى بعد. " ... ففي هذا النص إشارة واضحة إلى القتل والحرق لكل من في المدينة (وليس اخراجهم) ... حتى البهائم التي لا ذنب لها في شيء.



    يتبـــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــه وفضله


    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    503
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-05-2023
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي



    الرد على التدليس رقم 19: بأن السيد المسيح أتى لتكون حياة أفضل ... " اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. " يوحنا 10 / 10... أما محمد صلى الله عليه وسلم فانه قال " بُعِثتُ بين يدي الساعةِ بالسَّيفِ، حتى يُعبَدَ اللهُ تعالى وحده لا شريكَ له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذُّلُّ و الصَّغارُ على من خالفَ أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم " ... وقال أيضاً: " فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، ثم قال: بلِ الدَّمَ الدَّمَ والهدمَ الهدمَ ، أنا منكُم وأنتُم مِنِّي "

    §
    مما لا شك فيه أن السيد المسيح قد أتى لتكون لخراف بنى إسرائيل الضالة حياة وليكون لهم أفضل ... " لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ " متى 15 / 24 ... فهو رحمة الله ولا شك لبنى إسرائيل ... " وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ " آل عمران 49 ... وهو يشترك مع أخيه محمد صلى الله عليه وسلم في رسالة الرحمة تلك ... فكلهم رسل الله ... ولقد كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً رحمة عامة للعالمين ... " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ "الأنبياء 107

    أولاً: حديث ...
    " بُعِثتُ بين يدي الساعةِ بالسَّيفِ، حتى يُعبَدَ اللهُ تعالى وحده لا شريكَ له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذُّلُّ والصَّغارُ على من خالفَ أمري "

    يمكن تفصيل هذا الحديث على النحو الآتي:

    1.
    " بُعِثتُ بين يدي الساعةِ " إشارة الى قربها.

    2.
    " بالسَّيفِ " أداة من أدوات الحرب يستخدمها المعتدى في عدوانه ... ويستخدمها أيضاً المعتدى عليه في دفاعه عن نفسه في مواجهة المعتدى.

    3.
    " حتى يُعبَدَ اللهُ تعالى وحده لا شريكَ له " الهدف من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.

    4.
    " وجُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحي " يعني أنه كان صلى الله عليه وسلم له نصيباً من غنائم الحرب التي يحارب فيها.

    5.
    " وجُعِلَ الذُّلُّ والصَّغارُ على من خالفَ أمري " ..." مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " النساء 80 ... إن من يطع الرسول فقد أطاع اللَّه، لأنه لا يأمر إلا بما أمر اللَّه به، ولا ينهى إلا عما نهى اللَّه عنه ... فكانت طاعته في الامتثال والانتهاء طاعة للَّه، ومن أعرض عن طاعته فارتكب المعاصي فالمعصية ذل محتوم على من عصى وأقام على الذنوب في هذه الدنيا لما لها من تبعات وشؤم على صاحبها ... وهي أيضا ذل في الآخرة عندما يرى العاصي نتاج عمله وقطوف زرعه ... " وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ "الشورى 44 – 45... والرسول بذلك يحفزنا على الابتعاد عن المعاصي حتى لا يطالنا ذلك.

    6.
    " ومن تشبه بقوم فهو منهم " أي من تشبه بقوم في الأفعال والأقوال فحكمه حكمهم، فمن تشبه بالصالحين مثلا فهنيئاً له.

    مما سبق فإن الأمر يستلزم شرح لموضوعين هما الحرب والغنائم في الإسلام:

    أولاً الحرب والقتال في الإسلام:

    ·
    شرعت الحرب فى الإسلام لتكون حرباً دفاعية فقط في كل المواقف وليست هجومية أو عدوانية .... لقوله تعالى " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "البقرة 190 .... إذن وما هو موقفنا مع من لم يعتدي علينا ... وما علاقتنا به ... إنه " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الممتحنة 8 .... والقسط هو العدل ... أما البر ... فمعناه العميق لا يخفى على القارئ الذكي ...


    وهناك مواطن ثلاثة يجب على المسلم " القتال " فيها:

    1.
    الحفاظ على الدم والمال والعرض ..." وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ " الشورى 39.

    2.
    منع الفتنه ونصرة المظلومين ... فقد يتعرض المسلمون في بعض البلاد للترويع والأذى أو الظلم حتى يرتدوا عن دينهم فلا يجوز تركهم تحت وطأة عذاب المعتدى ولكن يجب قتال هذا المعتدى حتى يرفع الظلم ويؤمن من شاء من المسلمين دون خوف " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ "الأنفال 39 -40... وقال تعالى في سورة النساء 75 ..." وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ".

    3.
    تامين الدعوة ... فمن واجب المسلمين أن يعرضوا على العالم كله ما عندهم من خير في رسالة السماء الخاتمة للأرض -وبما تتضمنه من خير للبشرية -عرضاً عادياً وبالموعظة الحسنة .... لا يقترن بذلك رغبة أو رهبه (أي رشوة أو تخويف) " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " النحل 125 .... فالكل له أن يعرض ما عنده ولكل فرد أن يختار ما يريده حيث ... " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " البقرة 256 ... وأيضا ... " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 ... هذا ولم يحملنا الله سبحانه وتعالى نتيجة هذه الدعوة هل اهتدى الناس أم لم يهتدوا .... ولماذا ؟؟؟ لأنه ...

    " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " البقرة 272
    " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " القصص 56

    ولكن إذا عطلت إذاعتهم أو صودرت كتبهم أو حبس دعاتهم .... جاز لهم أن يقاتلوا
    جيوش الطغاة المعتدين (وليس الشعوب) حتى يتموا ما عليهم من واجب ... أي جاز لهم أن يحطموا السياج الحديدي الذي يمنع وصول خير وعطاء السماء لأهل الأرض (وليس للاستيلاء على منابع النفط مثلا أو نهب ثروات الشعوب) ... هذا بالرغم من الضرر الذي سيلحق بالدعاة نتيجة ذلك ... حيث يمكن أن يكون الثمن ... حياتهم ... " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " البقرة 193

    ·
    ومع إباحة الإسلام لتلك الأنواع من الحروب فإنه وضع معها مبادئ إنسانية تحد من أخطارها، وتجعلها في نطاق محدود، وتكفل لها أداء مهمتها في حماية الحق والعدل، والقضاء على الذين يفسدون في الأرض، وأهم تلك المبادئ: عدم مقاتلة غير المقاتلين، وعدم ملاحقة الفارين والهاربين لإبادتهم، وعدم التعرض لوسائل الحياة بالتدمير كالزروع والحيوانات، وعدم أخذ العدو على غرة كما تفعل الدول التي تدعي الحضارة والمدنية في العصر الحديث.

    إن الحرب في الإسلام يصورها أمير الشعراء، بقوله: الحرب في حق لديك شريعة ... ومن السموم الناقعات دواء


    ومن هنا نخلص انه ... لا قتل ولا قتال ولا سيف في الإسلام لنعره جنسيه أو لأطماع شخصيه أو لفرض الإسلام على الناس بقوة السلاح فهذا مرفوض ... ولماذا .... لأن الآيات التالية وحدها وببساطة كافية شافية ناسفة لهذه الشبهة وداحضة لها:


    " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " البقرة 256
    " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" يونس 99
    " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ " الغاشية 21 -22
    " فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ " الشورى 48
    " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29


    ثانياً: الغنائم في الإسلام:

    ·
    إن الغنائم في الإسلام هي ما يأخذه المسلمون المجاهدون .... عندما يهزموا من يعتدي عليهم من المحاربين في الحرب ... وهذه الغنائم تشمل الأموال والسلاح والدواب ... ومختلف الأشياء المنقولة ...

    · ولذلك فقد أباح الله للمجاهدين أخذ تلك الغنائم قال تعالى ....
    " فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " الأنفال 69

    ·
    هذا وقد بين القرآن كيفية توزيع الغنائم وذلك في قوله تعالى " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ " الأنفال 41 ... والمخصص من خُمس الغنيمة لله وللرسول يرصد للمصالح العامة التي يقررها الرسول في حياته، والإمام بعد وفاته ... (تفسير المنتخب) ... هذا وقد كان الرسول يأكل مما أحل الله له من هذه الغنائم ولذلك كان رمحه سبباً في تحصيل رزقه ... وقد كان الرسول يأكل أيضاً من جهات أخرى غير ذلك كالهدية والهبة وغيرهما.

    ·
    وسبب إباحة الإسلام للغنائم أن تصرّفنا فيما تمكنا من الاستحواذ عليه منها (بعد أن نهزم المحاربين المعتدين علينا) يجعلنا أمام اختيارات ثلاث (لا رابع لها):

    ·
    الاختيار الأول: حرق هذه الغنائم وجعلها رماداً وبالتالي عدم استفادة أحد منها ...

    ·
    الاختيار الثاني:إعادة هذه الغنائم للمحاربين المعتدين ليستفيدوا ويستعينوا ويتقووا بها لمعاودة اعتدائهم على المسلمين مرات ومرات ... وهذا الاختيار لا يختاره أي صاحب عقل بالطبع أيضا ...

    ·
    الاختيار الثالث: استفادة المسلمين المُعتدى عليهم من هذه الغنائم والتقوى بها لرد أي عدوان مستقبلي عليهم ... لاسيما وأن شريعتهم تنص على " وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "البقرة 190 .... وهذا الاختيار هو الذي اختاره الله للمسلمين ...

    ·
    هذا ونود أن نلفت نظر السيد المدلس على التدقيق في هذا النص الذي يتعلق بالحرب والغنائم بكتابه المقدس وعلى سبيل المثال لا الحصر:

    " حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ... فان أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الـموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك ... وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها ... وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ... وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة ... كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك ... وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك ....... هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا ... وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا ... فلا تستبق منها نسمة ما ... بل تحرمها تحريما ... الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين ... كما أمرك الرب إلهك ... لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لآلهتهم ... فتخطئوا إلى الرب إلهكم". سفر التثنية 20 / 10-17

    ثانياً:
    حديث ... " فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، ثم قال: بلِ الدَّمَ الدَّمَ والهدمَ الهدمَ، أنا منكُم وأنتُم مِنِّي "

    §
    لقد اقتطع " المدلس" هذا المقطع من حديث طويل فلم يذكر ما قبله وما بعده ... هذا فضلا عن استغلاله عدم المام القارئ السطحي بما تعارف عليه العرب آنذاك في لغتهم !!!!

    § وملخص هذا الحديث الذي رواه كعب بن مالك (المحدث: الألباني – المصدر: فقه السيرة – الصفحة 149) أن الرسول بعد أن هاجر من مكة الى المدينة ... أراد الأنصار المسلمون بالمدينة أن يبايعوه على النُّصرة والحماية لهم ... وهو ما يطلق عليه بالمصطلَح العصريِّ الحديث -التحالف -أي انشاء تحالف بيْن مسلمي مكَّة بقيادةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبيْن مسلِمي المدينةِ " الأنصار" وذلك لبناءِ المجتمع التوافُقي الجديد، وإنشاء دولةِ المدينة ...

    §
    واُثناء هذا المبايعة قال احد الأنصار وهو أبو الهيثَمِ بنُ التَّيهانِ : " يا رسولَ اللهِ ، إن بَيننا وبينَ الرِّجالِ – يعني اليهودَ – حبالًا وإنَّا قاطعوها ، فهل عَسيتَ إن فَعلنا ذلكَ ثمَّ أظهرَكَ اللهُ أن ترجِعَ إلى قومِكَ وتدَعَنا " ... ( بمعنى أنه يخشى بعد أن يتم هذا التحالف وبما يترتب عليه من قطع للعلاقات بين الأنصار واليهود بالمدينة ... ان يترك الرسول الأنصار بمفردهم بالمدينة ويذهب الى مكة بعد ان تشتد قوته )... فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ثم قال : بلِ الدَّمَ الدَّمَ والهدمَ الهدمَ ، أنا منكُم وأنتُم مِنِّي ، أحارِبُ مَن حاربتُم وأسالِمُ مَن سالمتُم " ... قالوا في معنى ذلك: إنهم كانوا في الجاهلية إذا تحالفوا يقولون: الدم الدم والهدم الهدم، يريدون: تطلب بدمى وأطلب بدمك، وما هدمت من الدماء هدمت؛ أي: ما عفوت عنه وأهدرته عفوت عنه وأهدرته ... نثر الدر باب خطبته في حجة الوداع جزء 1 ص 39

    §
    وروى في حديث آخر لنفس الموقف أن الأنصار قالوا: ترون نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله عليه مكة أرضه وبلده يقيم بها؛ فقال صلى الله عليه وسلم: " معاذ الله، المحيا محياكم والممات مماتكم ". الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 399

    §
    قال بن هشام: ويقال الهدم الهدم يعني الحرمة أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم ... تهذيب سيرة ابن هشام باب نقباء الخزرج جزء 1 ص 130

    § وقد ورد في " لسان العرب " لأبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ابن منظور)

    1.
    والمعنى إن طلب دمكم فقد طلب دمي، وإن أهدر دمكم فقد أهدر دمي لاستحكام الألفة بيننا، وهو قول معروف، والعرب تقول: دمي دمك وهدمي هدمك، وذلك عند المعاهدة والنصرة وفى الظلم تقول: إن ظلمت فقد ظلمت ....

    2.
    وروى الأزهري عن أبي الهيثم أنه قال في الحلف: دمي دمك إن قتلني إنسان طلبت بدمي كما تطلب بدم وليك، أي ابن عمك وأخيك، وهدمي هدمك أي من هدم لي عزا وشرفا فقد هدمه منك ... وكل من قتل وليي، فقد قتل وليك، ومن أراد هدمك فقد قصدني بذلك ... قال الأزهري: ومن رواه الدم الدم والهدم الهدم، فهو على قول الحليف تطلب بدمي وأنا أطلب بدمك. وما هدمت من الدماء هدمت أي ما عفوت عنه وأهدرته فقد عفوت عنه وتركته. ويقال: إنهم إذا احتلفوا قالوا: هدمي هدمك، ودمي دمك.

    § أما فيما يتعلق بموضوع الدم ... فإنه من العجيب أن في الوقت الذي نجد فيه أن القرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم يقول في حق أخيه نبي الله داوود ...
    " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ "ص 20 ... أي واذكر عبدنا داوود ذا القوة في الدين والدنيا، إنه كان رجَّاعاً إلى الله في جميع أحواله ... تفسير المنتخب ... نجد أن الكتاب المقدس ينسب الي داوود إراقة الدماء وعلى نحو لا يتمشى مع من يختاره الله من بين البشر ليبلغ رسالة السماء للأرض فنجده:


    § ينشر بالمناشير شعوبا كاملة – أطفالا ونساء وشيوخا ورجالا
    " وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ. " سفر الأيام الأولى 20/3-5 .... ولا حول ولا قوة الا بالله.


    يتبـــــــــــــــــع بإذن اللـــــــــــه وفضله




    أول كتاباتى
    الكتاب الإلكترونى الكلمة وأخوتها فى القرآن الكريم
    http://www.4shared.com/file/Q2tkcCe1/_______.html
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على سلسلة تدليس بعنوان : (مغامرات محمد الشخصيه)
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 19-08-2015, 11:51 PM
  2. الرد على سلسلة تدليس بعنوان : ( مقارنة بين الإسلام و المسيحية )
    بواسطة سيف الإسلام في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 10-02-2015, 10:31 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-06-2014, 12:53 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2014, 10:06 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2014, 05:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام

الرد على تدليس بعنوان مقارنة بين المسيح و محمد عليهم السلام