والآن بعد أن عرفنا عدم منطقية رواية الكتاب المقدس ومنطقية رواية القرآن الكريم دعونا نتساءل :
ما الفرق بين الروايتين في المعنى والمغزى ؟
تصور رواية الكتاب المقدس (كعادته مع الأنبياء) أن موسى كان مقيما في أرض مديان ويبدو أنه استمرأ حياته الجديدة فلا هو يفكر في قومه ولا في نصرة دينه ولا يذكر اسم ربه ولا يدعوه في محنته، وكان عايش حياته عادي مثل أي مجرم هارب ووجد مأوىبعد قتله المصري مع سبق الإصرار (12 فالتفت الى هنا وهناك ورأى ان ليس احد فقتل المصري وطمره في الرمل.) خروج:2
،حتى أنه لم يذكر قصته لحميه
أما القصة في القرآن فتبين أن موسى عليه السلام كان رجلا صالحا حتى قبل النبوة وهذه شيم الأنبياء ، وأنه لم يكف عن مناجاة ربه وطلب الغفران عن القتل الخطأ والرغبة في نصرة دين التوحيد والرجوع إلى قومه
(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(16)قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ(17) القصص
(فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ(22)
وكان موسى يتوق إلى العودة لقومه وينوي ذلك منذ وصوله مدين :
(قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ(28) فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ(29) القصص
فبمجرد أن قضى الأجل أخذ أهله ورجع بهم
هذا هو موسى الحقيقي عليه السلام وليس هذا القاتل الجبان الذي صوره الكتاب المقدس
الذي لا يعرف حتى اسم ربه :
(13 فقال موسى لله ها انا آتي الى بني اسرائيل واقول لهم اله آبائكم ارسلني اليكم.فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم.) خروج:3
وهكذا بتصحيح القرآن الكريم للخطأ الوارد في قصة الكتاب المقدس أظهر الصورة الحقيقية لنبي من الأنبياء أولي العزم عليهم صلوات الله وسلامه
جزاك الله خيراً يا أختي على هذا الطرح المتميز
وصحيح قولك أن مبداً المسيحيين آمن ولاتفكر
أحسنتم أختنا الفاضلة
ملاحظة موفقة و فيها رد على من يزعمون أن القصص القرآنى ما هو إلا نقل من الكتاب المقدس
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
هو احنا بقى لينا شغلة إلا الكتاب المكدس
دي الخرافات والتناقضات مش بتخلص منه ... كل ما تفتحي صفحة تلاقي العجايب
والغريبة أن الفقرات الجيدة منه والتي تدعو إلى التوحيد والنبوءات الصادقة تجدي النصارى متخاصمين معها .... يأولونها ويلوون عنقها لتناسب فكرهم الفاسد ...
ربنا يهديهم .... وجزاكِ الله أختي تقاء خيرا على مرورك العطر
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل Mohammed_loveاقتباسجزاك الله خيراً يا أختي على هذا الطرح المتميز
وصحيح قولك أن مبداً المسيحيين آمن ولاتفكر
على مرورك الطيب ... ولو فكر المسيحيون في دينهم سيتعبون جدا لأن كله طلاسم وألغاز ومنطق لا يقبله العقل
عودٌ حميد أخي الفاضل وشرفني مرورك الطيب
وصدقت أخي ... ووالله يكفي القارئ المقارنة بين أسلوب ومعاني القصة في القرآن الكريم ومقارنتها بما في الكتاب المقدس ليتضح له فرق السما من العمى كما يقولون
ولكن أين القلوب التي تفقه ؟؟
بوركتم أخوتي في الله
والحقيقة أن تصحيح القرآن الكريم لهذه الواقعة لم يتماشى فقط مع المنطق
ولم يصحح فقط صورة نبي الله موسى عليه السلام الذي لم يتخلى عن دينه وقومه في محنتهم
ولكنه صحح أيضا ما هو أهم وهو صفات الله سبحانه وتعالى التي شوهها الكتاب المقدس ....
1- صحح فكرة سوء اختيار الله لأنبيائه:
والكتاب المقدس مليء بحكايات الأنبياء الزناة و المخادعين والمشركين والكاذبين والقتلة
والرسول عنوان مرسله
فكيف يختارالله هؤلاء الذين فاقت خطاياهم خطايا البشر العاديين ليحملوا رسالته لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور؟؟
وهل موسى الذي يصوره الكتاب المقدس والذي أعجبته الإقامة في مدين بعد أن قتل إنسانا متعمدا بغدر وخسة- يأكل ويشرب ويتزوج ناسيا قومه ونصرة دين الله ولا يعرف حتى اسم إله آبائه - هل هذا أهل لأن يكون رسولا لله
فهذه إساءة مباشرة لله عز وجل صححها القرآن موضحا أنه كان عائدا إلى مصر ... إلى قومه الموحدون بالله...إلى نصرة دين الله
وهو لم يكن قاتلا خسيسا ولا جبانا حتى ينسحب إلى حياته الخاصة غير مبالي بشيء
والله لا يعطي شرف الرسالة والنبوة إلا لمن يستحقه قلبا وعملا
وكما بدأ تكليف سيدنا محمد بالرسالة وهو يتعبد الله في غار حراء فأيضا تم تكليف موسى عليه السلام بالرسالة وهو ذاهب في سبيل الله شجاعا وهو لا يعلم ماذا ينتظره بالتحديد في مصر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات