التعليق على مناظرة الأخ الحبيب أيوب / الضيفة الكريمة نور الحق

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

التعليق على مناظرة الأخ الحبيب أيوب / الضيفة الكريمة نور الحق

صفحة 10 من 16 الأولىالأولى ... 9 10 11 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 157

الموضوع: التعليق على مناظرة الأخ الحبيب أيوب / الضيفة الكريمة نور الحق

  1. #91
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,966
    آخر نشاط
    17-06-2018
    على الساعة
    11:55 AM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذنا أيوب .. جزاك الله خيراً على الدعوات الطيبة و لك مثلها و أكثر إن شاء الله .

    بالنسبة للسؤال : (أول من عبد المسيح) فكانت إجابتى - قبل أن تضع ردك - كالتالى :-

    - ليس أول من عبده هو بولس ، بل إن بولس نفى أن يكون المسيح هو الله من الأساس ، فهو لم يظن هذا مجرد ظن .

    حيث جاء فى العهد القديم فيما نُسِب لله أنه قال :

    إش 46 : 5
    بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ ؟

    إذاً الله لا يتشابه مع أى شخص .

    و نعلم جميعاً مدى غيرة بولس على الله ، و علمه بالناموس ، إذ يقول عن نفسه :

    أع 22 : 3
    أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلكِنْ رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُورًا للهِ كَمَا أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ الْيَوْمَ .

    لكننا نجد فى الرسالة إلى العبرانين التى كتبها بولس تشبيهه لملكى صادق بالمسيح ، فيقول :

    عب 7 : 3
    بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ .

    إذاً :- بولس الغيور على الله العالم بالناموس و بأن الله لا يتشابه مع أى شخص آخر ، جعل هناك تشابه بين المسيح و ملكى صادق ، و بالتالى بولس لا يعتقد أصلاً أن المسيح هو الله .

    - لا أمه و لا يوسف و لا أهله و لا إخوته و لا التلاميذ و قدمنا الأدلة على ذلك ، و لا حتى لوقا لكونه تلميذ بولس الذى لم يؤمن أن المسيح هو الله .

    - البداية كانت بسبب العقائد الوثنية التى أدخلها بولس على المسيحية ، و هذه العقائد كانت منتشرة فى الإمبراطورية الرومانية ، و ذلك هو ما سهل من إنجذاب الوثنيين إلى المسيحية ، فلم يروا فيها جديداً عن عقائدهم ، و كان من السهل أن ينتقل الوثنى من عقيدة وثنية إلى غيرها ، بل و يشترك فى أكثر من واحدة .

    أساس هذه العقائد الوثنية فى ذلك الوقت هو أن الإنسان فى حاجة إلى الخلاص من الإحساس بالخطيئة ، و الخوف من الموت ، ثم ضمان الخلود .

    و هذا ما تحدث عنه القس فهيم عزيز فى كتاب المدخل إلى العهد الجديد ، ص : 66



    أما الإحساس بالخطيئة فقد أدخله بولس فى المسيحية حين قال : "إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ"(رو 3 : 23)

    أما الخوف من الموت فقد أدخله بولس إلى المسيحية حين قال : "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ."(رو 5 : 12) و كأن الموت وحش كاسر يلتهم الناس دخل البشرية بالخطيئة و لم يكن مُقدراً منذ الأزل !

    و الحاجة إلى ضمان الخلود بالخلاص من هذه الخطيئة بواسطة المخلص قد أدخلها بولس أيضاً حين قال : "وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ" (2 تى : 1 - 10)

    قبل الإنتقال إلى نقطة تأليه المسيح ، لابد لنا أن نعلم أن العقائد الوثنية لا تنكر بعضها بعضاً بل تشترك فى نفس الطقوس ، و يمكن للفرد الوثنى الإنتقال من إحداها إلى الآخرى بسهولة و يسر ، بل و الإشتراك فى أكثر من واحدة .

    هذا ما قاله القس فهيم عزيز فى نفس الكتاب ، ص : 68


    و بالتالى كان الإنتقال من الوثنية إلى المسيحية سهل يسير ، لكونها توفر النقاط الثلاث المهمة : الخلاص من الإحساس بالخطيئة ، و الخوف من الموت ، ثم ضمان الخلود .

    ثم إن الوثنيين الذين إنتقلوا من الوثنية إلى المسيحية هم أنفسهم من جعلوا المسيح إله و هم من عبدوه ، لكون عقيدتهم تؤمن بأن الإله يشترك مع الناس فى الألم و يموت و يقوم من الموت ، فالموت و القيامة عند الوثنيين خاصة بإله لا ببشر .

    و هذا ما ذُكِرَ فى نفس الكتاب ، ص : 67


    فقول بولس : "لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ"(رو 14 : 9)

    إذاً من هذا نعلم أن أول من أله المسيح هم الوثنيين ، الذين تحولوا إلى المسيحية بسهولة لكونها لا تختلف عن عقائدهم فى النقاط الثلاث الرئيسية ، ثم إن من يقوم من الأموات لديهم هو إله ، و بالتالى جعلوا من المسيح إله و عبدوه .

    - و حقيقةً كنت سأتحدث عن إثناسيوس ، لكن كنت سأقول أنه ليس أول من عبده .
    الصور المرفقة الصور المرفقة      
    التعديل الأخير تم بواسطة مناصر الإسلام ; 27-10-2011 الساعة 08:22 PM سبب آخر: تعديل صورة للمحافظة على إمتداد الصفحة

  2. #92
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,966
    آخر نشاط
    17-06-2018
    على الساعة
    11:55 AM

    افتراضي

    بخصوص إثناسيوس ، لم يكن هم قسطنطين توضيح الحقيقة عن المسيح بقدر ما كان يهمه إعطاء حكم يرضى ممثل المصريين فى هذا المجمع ، فمصر سلة قمح الإمبراطورية .

  3. #93
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    45
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    03-11-2011
    على الساعة
    06:36 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري

    حقا انكم اتباع المرسلين واسود الاسلام ورجال الدعوة نعم انكم اهل العلم وعلومه..نتكي بكم لنا الفخر ولكم الاجر ان شاء الله...


    نعم ايها الاخوه الافاضل منا الاحترام والتقدير وبالاخص الاخ العزيز أيوب الله يحفظه

    ولاننسى الاخت الكريمه نور وهي اقرب للايمان بصدقها وطول صبرها لمعرفة الحق اللهم اجعل النور في قلبها
    الله عزوجل
    نور السماوات الارض

  4. #94
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    821
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    31-03-2023
    على الساعة
    06:10 AM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصر الإسلام مشاهدة المشاركة
    إذاً :- بولس الغيور على الله العالم بالناموس و بأن الله لا يتشابه مع أى شخص آخر ، جعل هناك تشابه بين المسيح و ملكى صادق ، و بالتالى بولس لا يعتقد أصلاً أن المسيح هو الله .
    أتفق معك تماماً في أنه لم يؤله المسيح بيد أنه مهد لهذا الأمر وألبسه على الناس هو جعله أشبه مايكون بعقائد الوثنيين كما تفضلت فسهل عليهم اتباعه في ضلالاته ( ولي في هذا كلام )) , لكن عبارتك هذه (( بولس الغيور على الله العالم بالناموس )) حقيقة أراها لا تتطابق على بولس أبداً فبولس وإن كان لم يؤله المسيح إله أنه إقترف من الكوارث العظام على الدين ما جعله أكثر المؤثرين حتى قبل المسيح عليه السلام وأنت في غنى عن أعدد لك مفاسده في الدين وإفساد حال العباد وتضليلهم .

    سامحني أعلم أنك تعلم هذا أكثر مني أخي مناصر ولكن حتى لا يلتبس الأمر على القارئ النصراني فقط لا غير .

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصر الإسلام مشاهدة المشاركة
    إذاً من هذا نعلم أن أول من أله المسيح هم الوثنيين ، الذين تحولوا إلى المسيحية بسهولة لكونها لا تختلف عن عقائدهم فى النقاط الثلاث الرئيسية ، ثم إن من يقوم من الأموات لديهم هو إله ، و بالتالى جعلوا من المسيح إله و عبدوه .
    أوافقك الرأي تماماً ولا شك في هذا خاصة إذا وضعنا في الاعتبار تشابه عقيدة النصارى إن لم يكن تطابقها مع الكثير من العقائد الوثنية السائدة في هذا العصر فكما تعلم هناك العشرات من الآلهة المولودين من عذراء ولادة عجائبية بعد ظهور نجم في السماء المتبوعين بإثنى عشر رسولاً أو تلميذا المقتولين صلباً الفادين للبشرية العائدين إلى الروح الإلهية مرة أخرى القائمين من الموت في اليوم الثالث ........ إلخ إلخ , قبل المسيحية بعصور طويلة وأتباعها كما أشرت سابقاً .
    https://www.ebnmaryam.com/alwathnya.htm

    فلا شك هؤلاء وأشباههم منقادين بالمفسدين في الدين أو المتبعين لأهوائهم مضلين للبشر محبي الشهرة والنفوذ أمثال بولس , هم من وضعوا هذا الفكر وأفسدوا الدين وأظهروا البدعة .

    أما عن أثانسيوس :

    اقتباس
    - و حقيقةً كنت سأتحدث عن إثناسيوس ، لكن كنت سأقول أنه ليس أول من عبده .
    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصر الإسلام مشاهدة المشاركة
    بخصوص إثناسيوس ، لم يكن هم قسطنطين توضيح الحقيقة عن المسيح بقدر ما كان يهمه إعطاء حكم يرضى ممثل المصريين فى هذا المجمع ، فمصر سلة قمح الإمبراطورية .
    فلا أقول أنه أول من عبد المسيح ولكن رأيي هو أن أثانسيوس هو أول من نادى بهذا رسمياً أو كان صاحب هذا القول وعلى رأس أنصار هذا القول في مجمع نيقية .

    لكني أقر معك أنه ليس أول من عبده فإن كان هناك فريق هو قائده في مجمع نيقية فمن الواضح أنهم لم يظهروا من العدم أو لم يشكلوا فريقهم قبل المجمع بساعات بل هم موجودون من قبل ذلك واتبعوا هذا الرأي وإن لم يكن بهذه الصيغة الموجودة الواضحة الموجودة حالياً .

    ولكن كما قلت هو المنادي (( الرسمي )) سجل التاريخ هذا في حقه , وكما وضحت سابقاً فليس في زمتنا غير هذا للنصارى , أما من أول من بدأها على وجه الخصوص كشخص بعينه ؟ فهو في زمة النصارى وإن لم يثبتوا بالدليل هذا الشخص ويحققوه لنا فإن الرأي السليم الذي تثبته الكتب والمراجع والنظر في التاريخ حينها من وجهة نظري هكذا :

    أن هذه العقيدة منشأها بعد المسيح بزيادة عن 250 سنة على أفضل الأحوال فإنه لا يُعلم لها وجود بهذه الكيفية قبل هذا الزمان وهذه العقيدة ولا شك مقتبسة من العقائد الوثنية كما سأوضح إن شاء الله لاحقاً , حتى قوي هذا المذهب الفاسد وصار له أتباعه وتزعمهم في هذا الوقت أشقاهم ألكسندر أثانسيوس فنادى به جهراً ورسمياً في مجمع نيقية تحت سلطان قسطنطين الوثني الذي كما أشرت انت لم يكن همه إحقاق الحق أو إزهاق الباطل , بل كان غالب همه هو توحيد النصارى رغبة في استباب الأمر له وجمعهم تحت رايته على أي معتقد كانوا لصالح استتباب حكمه وبقاء سلطانه ضد أعداءه , المهم أن يتفقوا على رأي واحد , فيهلك مخالف الطائفة التي ينصرها هو ويرى مصلحته معهم فيكسب ولائهم بعد أن أهلك لهم عدوهم .

    ولو نظرنا بعين الانصاف إلى تاريخ النصارى في القرون الثلاثة الأولى نلاحظ أمور لا يمكن اغفالها :

    أن إنتشار ما يمكن تسميته ( بالعلم الشرعي ) عند النصارى وإنتشار الكتب التي تحمل العقيدة السليمة في هذا الزمان بما يمنع اختلاطها بما سواها من العقائد الوثنية أمر مستحيل تماماً لأسباب مضطر أن أوردها هاهنا ليُعلم منها أشياء في غاية الأهمية فسامحني سأفرد للأمر هنا وقد قلت أني مضطر لأني كنت أنوي شرحها في صفحة المناظرة وسيحدث إن شاء الله ولكن لأن حديثك ذو شجون فلن أقول مضطر ولكن يسعدني هذا أخي مناصر الإسلام .

    فأقول وبالله نتأيد :

    الحوادث التي مرت على النصارى في القرون الثلاثة الأولى كانت سبباً لقلة نسخ الكتاب عندهم , ولسهولة التحريف فيها , لأن تواريخهم تشهد بأنهم طيلة هذه القرون الثلاثة ابتلو بأنواع المحن والبلايا , فقد وقعت عليهم اضطهادات عظيمة كانت كافية لضياع الإنجيل الصحيح وسائر الكتب المقدسة والأسفار التي بين أيديهم .

    وأبرز هذه الإضطهادات هي عشرة إضطهادات عظيمة على الأقل أورد ها هنا عشرة كما يلي :

    1. الأول : في عهد السلطان نيرون سنة / 64م /, وكان مشهوراً بالظلم والقسوة , حتى أنه أحرق مدينة روما وألقى تبعة ذلك على النصارى فاضطهدهم بعنف , وكان الإقرار بالنصرانية يعد ذنب وجُرم عظيم , فقتل بطرس وزوجته وأناساً كثيرين , وكان هذا القتل في العاصمة وفي سائر الولايات مستمراً إلى نهاية حياة هذا السلطان الملعون الهالك سنة 68 م .



    2. الثاني : في عهد السلطان دومشيان ( دوميتيانوس ) , والذي صار إمبراطور روما عام 81م , ( وهو أخو تيطس الذي ذبح اليهود سنة 70م ) وكان طاغية جباراً , وعدواً للنصارى مثل نيرون , فأجلى يوحنا الحواري , وأمر بالقتل العام , وأسرف في القتل وفي قتل الكبراء ومصادرة أموالهم وحرق دورهم وكتبهم , ونكل بالنصارى تنكيلاً عظيماً فاق ما فعله أسلافه , وكاد أن يستأصل النصرانية , وبقى الحال هكذا إلى أن قُتِل الملعون سنة 96م .



    3. الثالث : في عهد السلطان تراجان ( ترايانوس ) الذي صار إمبراطور روما عام 98م فقد بدأ اضطهاده العنيف للنصارى سنة 101م , واشتد جداً سنة 108م , حيث أمر بقتل كل من بقى من ذرية داوود , فقام الضباط بالتفتيش , وبقتل كل من وجدوه منهم , وأعدم كثيرين من الأساقفة بالصلب أو بالضرب أو بالاغراق في البحر مع سلب أموالهم وحرق دورهم , وبقى الحال هكذا طيلة حياته إلى أن فجأه الموت فهلك سنة 117م .



    4. الرابع : في عهد السلطان مرقس أنتيونينس ( أنطيونينوس ماركوس ) , الذي صار إمبراطور روما عام 161م , وكان فيلسوفاً رواقياً ووثنياً متعصباً , بدأ اضطهاده للنصارى منذ صار إمبراطوراً عام 161م , ولمدة تزيد على عشر سنين أباد فيها الأخضر واليابس حتى بلغ القتل العام شرقاً وغرباً , وكان يطلب من الأساقفة أن يكونوا من جملة سدنة الأوثان ( أي خدام الأوثان التي كان يعبدها ) ومن رفض منهم يجلسونه على كرسي حديد تحته نار , ثم يمزق لحمه بكلاليب من حديد .



    5. والخامس : في عهد السلطان سويرس ( سيفيروس ) , الذي صار امبراطور روما عام 193م , وابتدأ اضطهاده للنصارى عام 202م , فأمر بالقتل في كل ناحية , وكان القتل أشده على مصر وقرطاجه وفرنسا حيث الألوف في غاية الشدة ولم يبقي طفل ولا شاب ولا رجل ولا إمرأة ولا شيخ وإغتنم الدور والأموال , فظن النصارى أن هذا الزمان هو زمان الدجال .



    6. السادس : في عهد السلطان مكسيمن ( ماكسيمينيوس ) , والذي صار امبراطور روما سنة 235 م فأحيا رسوم الوثنية وعباداتها , وبدأ اضطهاده للنصارى عام 237م فأصدر أمره بقتل جميع العلماء , لأنه ظن أنه إذا قتل العلماء جعل العوام مطيعين له في غاية السهولة , ثم أمر بقتل كل نصراني بلا فحص ولا محاكمة , فكثيراً ما كان يُطرح منهم في جب ( بئر ) واحد خمسون او ستون قتيلاً معاً , ثم هم بقتل جميع سكان روما , فقتله أحد الجند سنة 238م .



    7. السابع : في عهد السلطان دي شس ( دنيس ) , ا لذي بدأ إضطهاده للنصارى سنة 253م , وقد أراد هذا السلطان استئصال الملة النصرانية , فأصدر أوامره بذلك إلى حكام الولايات , ونفذ الولاة أوامره بقسوة فبحثوا عن النصارى وقتلوهم في كل مكان بعد التعذيب الشديد , وكان ظلمه وقهره شديداً في مصر وأفريقيا وإيطاليا والمشرق ( آسيا الصغرى وبلاد الشام ) , حتى ارتد في زمنه كثيرون من النصرانية إلى الوثنية .



    8. الثامن : في عهد السلطان ولريان ( والريانوس )( فالريان ) , الذي بدأ اضطهاده للنصارى سنة 257م , عندما أصدر أمره الشديد بقتل جميع الأساقفة وخدام الدين , وإذلال الأعزة ومصادرة أموالهم , وسلب حلي نسائهم , وإجلائهن من الأوطان مجردين من متاعهم , ومن بقى منهم بعد ذلك نصرانياً ورفض تقديم قربان للإله جوبيتر يُقتل أو يحرق أو يلقى للنمور تفترسه , فقُتل بضعة ألوف بأبشع الطرق , وأُخذ الباقون عبيداً مقيدين بالسلاسل لإستعمالهم في أمور الدولة كخدم وعبيد .



    9. التاسع : في عهد السلطان أريلين , الذي بدأ إضطهاده للنصارى بأوامر مشددة ضدهم سنة 274م , لكن لم يقتل فيه كثير لأن السلطان قُتل , ولكنه قد أحرق الكثير من الدور والكنائس .



    10. العاشر : في عهد السلطان ديوكليشين ( دقلديانوس ) , الذي صار امبراطور روما عام 284م , وبدأ اضطهاده للنصارى سنة 286م , بقتل (6600) من النصارى في بداية حكمه , وكانت ذروته سنة 302م, واستمر إلى سنة 313م , ففي سنة 302م أحرق بلدة فريجيا , كلها دفعة واحدة بحيث لم يبق فيها أحد من النصارى , وأراد هذا السلطان أن يمحو الكتب المقدسة من الوجود , واجتهد في هذا الأمر اجتهاداً عظيماً فأصدر أمره في شهر آذار ( مارس ) سنة 303م . بهدم جميع الكنائس وإحراق الكتب , وعدم إجتماع النصارى للعبادة , فنفذ الولاة أمره بصرامة شديدة , فهدمت الكنائس في كل مكان , وأُحرق كل كتاب عثروا عليه بالجد التام , وعُذب عذاباً شديداً كل من ظُن أنه أخفى كتاباً أو صحيفة , وامتنع النصارى عن الإجتماع للعبادة , قال يوسي بيس : إنه رأى بعينيه تهديم الكنائس وإحراق الكتب المقدسة في الأسواق .

    وأصدر أوامره لعامله على مصر أن يجبر الأقباط على عبادة الأصنام , وأن يذبح بالسيف كل من يأبى وأن يحرق كل ما تصل إليه يداه من الكتب , فقتل منهم (800.000) فسمي عصره بعصر الشهداء , وكان يقتل من النصارى في كل يوم ما بين 30-80 نفس .

    وإستمر إضطهاده شرقاً وغرباً عشر سنين حتى ملأ الأرض قتلاً , فهذا الإضطهاد الأعنف من كل الإضطهادات السابقة وأطولها أمداً عليهم .

    فهذه الوقائع العظيمة والبلايا الجسيمة التي يكتبونها في تواريخهم لا يتصور معها سلامة الكتب أو بقائها أساساً ولا سلامة العقيدة مع إنتشار الفتن في هذا الزمان وضياع الكتب , وكذا مع ملاحظة الآتي :

    ** لنسخ كتاب في حجم الكتاب المقدس في هذا الزمان لم يكن هناك طابعات ولا آلات تصوير مثلاً , إنما لتحصل من نسخة من هذا الكتاب فهي نسخ يدوي ولا شك وللمرء أن يتخيل كم الأخطاء التي تحدث عند النسخ من إنسان وقع في الخطأ سهواً أو عمداً أو تصحيحاً لخطأ يراه من وجهة نظره ( وهذا يعترف به كل علماء النصارى إجماعاً ) , مع الاعتبار أنه ينسخ ايضاً أخطاء من سبقه من الناس دون علم , مع فقدان أصل جامع يستطيعون الرجوع إليه لتصويب النسخ ,و فضلاً عن أنه تحت هذه البلايا والمصائب مين عنده مخ عشان ينسخ ؟
    أضف إلى هذا أن عموم وغالبية النصارى في هذا الزمن هم من الفقراء الأميين والنسخ يحتاج إلى تكليف إنسان هذه مهنته ( النساخ - الكتبة ) والذي لا يتقاضى القليل عادة , ومنهم هؤلاء المذكورين في سفر إرميا :

    Jer 8 : 8 كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقّاً إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ.



    ** هناك أصناف من الناس لابد من أن يوجدوا في كل زمان منهم - الطابور الخامس - لاشك بوجود هؤلاء في كل أمة وفي كل زمان حتى في عصرنا الحديث لا تستغني عنهم دولة أو أمة من الأمم وفي عصر ما بعد المسيح مباشرة كان أبلغ مثال على وجود هؤلاء هو شاول الطرسوسي , فلا شك هناك غيره الكثير ظهروا في زمانه أو بعده ثم أنك لا تحتج أن تتخيل بعدها ما يمكن أن يفعلوه لأن نتيجة فعلهم واضحة كما ترى في الكتب والعقائد النصرانية .
    هناك صنف آخر لا نستطيع إنكاره وهم محبي القيادة والزعامة والشهرة المغامرين بكل شيئ من أجل هذه الرغبات ويظهر من هؤلاء ( ألكسندر أثانسيوس ) . ولا تحتاج أيضاً إلى تخيل نتيجة فعل هؤلاء فها أنت ترى نتيجته فيما بين أيدينا أيضاً وما وصل إلينا من دينهم .


    ** المتنصرون وهم من طوائف عدة قسمين : إما يهود وإما وثنيين .
    وكل يحمل في جعبته ومخيلته التي نشأ عليها من رواسب عقيدته القديمة ما فيه من المفاسد التي يطول شرحها .

    ** في هذا الزمان كان الملوك يعلمون أن بقتل القادة ينتصر في معركة حربية .
    وبقتل العلماء والسدنة ينتصر في معركة دينية .
    ولما كانت القيادة في هذا الزمان في يد القساوسة وهم العلماء وخدمة هذا الدين في نفس الوقت فهم بالنسبة للملوك في هذا الزمان ضربة معلم عصفورين بحجر قتل قادة وعلماء في آن واحد .



    ** كان الحرق للكتب وإبادتها لمحوها من الوجود هدفاً حقيقياً وثميناً وهذا من أخطر ما حدث وأشده أثراً لأن به يضيع الدين ولا يمكن الاستدلال على الحق بعدها أبداً .
    وبضياع كتب الوحي تبقى لنا هذه الكتب العديدة المتناقضة المشوهة الدالة بذاتها على أنها ليست كلام الله .


    ومن السهل بعد أن علمنا هذا أن نتأكد ونتيقن أن هذه العقيدة تولدت على مر السنين وتشكلت من العقائد الوثنية المحيطة بها ومن شاول الطرسوسي وألكسندر أثانسيوس وأشباههما . وكلما مرت السنين عليها كلما وضحت ملامحها وزاد أتباع هذا الدين في الغلو في المسيح حتى وصل أتباعها إلى مجمع نيقية فكان كبيرهم حينها هو ألكسندر أثانسيوس المذكور .

    هذا ما عنيت قوله وإن شاء الله سأضعه في رابط المناظرة الأصلي حتى تطلع الزميلة نور الحق على ردي هذا فنرى ما تقول فيه وأسأل الله أن يكون كافياً للجواب على السؤال وأن يكون شافياً ومقنعاً لها بلا تحيز ولا تفريط .

    لك مني دائماً خالص الود والتحية وآسف على الإطالة .

    أيوب .

  5. #95
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,966
    آخر نشاط
    17-06-2018
    على الساعة
    11:55 AM

    افتراضي

    اقتباس
    أتفق معك تماماً في أنه لم يؤله المسيح بيد أنه مهد لهذا الأمر وألبسه على الناس هو جعله أشبه مايكون بعقائد الوثنيين كما تفضلت فسهل عليهم اتباعه في ضلالاته ( ولي في هذا كلام )) , لكن عبارتك هذه (( بولس الغيور على الله العالم بالناموس )) حقيقة أراها لا تتطابق على بولس أبداً فبولس وإن كان لم يؤله المسيح إله أنه إقترف من الكوارث العظام على الدين ما جعله أكثر المؤثرين حتى قبل المسيح عليه السلام وأنت في غنى عن أعدد لك مفاسده في الدين وإفساد حال العباد وتضليلهم .
    لا أستاذنا ، لم أقصد هذا ، أنا فقط أحدث النصرانى من خلال إيمانه ليعلم أن بولس لم يؤله المسيح ، هذا ما قصدته فقط .

    فعندما أقول مثلاً المسيح قال : "من يأكل جسدى و يشرب دمى فله حياة أبدية" فأنا لا أقر هذا لكن أقتبس للنصرانى و أحدثه بناءًا على إيمانه .

    اقتباس
    سامحني أعلم أنك تعلم هذا أكثر مني أخي مناصر ولكن حتى لا يلتبس الأمر على القارئ النصراني فقط لا غير .
    بل نحن تلامذتكم أستاذنا الحبيب

    جزاكم الله كل خير على التوضيحات السابقة ، دائماً نستفيد منكم و نتعلم على أيديكم .

  6. #96
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    356
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-11-2023
    على الساعة
    09:17 AM

    افتراضي

    اقتباس
    سلام ونعمه للجميع
    الاخ ايوب مرحبا بك على الدوام
    الاخ ايوب عرض مقال رائع وله نظرية لا يمكن انكارها ولكنها ينقصها بعض الدلائل على ان اول من عبد المسيح هم من كانوا فى مجمع نيقية لانه وبكل بساطة قولك الاتى :-
    اقتباس
    اقتباس
    وكان يطلب من الأساقفة أن يكونوا من جملة سدنة الأوثان
    اذا فكان هناك اساقفه بمعنى انهم يطبقون تعاليم رب المجد يسوع المسيح اما اختلاف اريوس فى نظريته ايضاً اختلاف الاب والابن فى الازليه او ان الاب لا مصدر له وان الابن مصدره الاب فيختلف مع الاب فى الجوهر من حيث الولاده لان الابن مولود فانه ياتى من مصدر وهو الاب ولان الاب ازلى فلا يتساوى الابن مع الاب فى الجوهر .
    هذه نظرية وهرطقة اريوس المزعومه . وله حرية الراى والتعبير عن نظريته او ما يسميها معتقده .
    سؤالى لك الان ذكرك لكلمة اساقفة الا يدلك على شىء وهو انه كان هناك تعاليم للكنيسة من البداية وهذا لا ينفى ابدا الخلاف الذى كان مع اريوس فالمعروف انه اذا وجد خلاف بين امرين فلابد ان هذا الامرين ( الايمان برب المجد يسوع المسيح - معتقدات اريوس ) كانا موجدين من البداية اليس كذلك .
    اقتباس
    الاخ ايوب عرض مقال رائع وله نظرية لا يمكن انكارها
    بل هي حقائق حصلت فعلا و أغلب المؤرخين دونوها في كتبهم ومنهم المؤرخون و العلماء المسلمون مثل اليعقوبي و القاضي عبد الجبار وقد ذكرت لك ذلك في إحدى مشاركاتي ،راجعيها...
    اقتباس
    الدلائل على ان اول من عبد المسيح هم من كانوا فى مجمع نيقية
    لا نختلف كثيرا،إن لم يكونوا أول من عبدوه فهم أول من حرصوا بمكر وخبث على جعله قرارا رسميا بالقوة و السيف على جميع الناس بمساعدة الإمبراطور قسطنطين ،و الأب متى المسكين يعترف بذلك بكل جرأة في كتاب له ويلوم بشدة القساوسة الذين يعتمدون على الحكام وقوتهم وسيوفهم لفرض المسيحية فرضا على الناس عوض أن ينشروها بالمحبة .واعترف أن المسيحية انتشرت بحد السيف والتعذيب وإبادة الشعوب!!!وهل تسمحين لي بإعطائك دليلا قويا -سيفاجؤك بشدة -على أن تأليه المسيح في مجمع نيقية كان بدعة صارخة سرعان ما فضحها الله إذ أن قسطنطين نفسه اكتشف خداع هؤلاء القساوسة الضالين وغشهم له وعمل على خلعهم وتأييد الأريوسيين،و قد ذكر عبد المجيد الشرفي ذلك في كتابه "الفكر الإسلامي في الرد على النصارى إلى نهاية القرن الرابع/العاشر":
    ~~"كان الإمبراطور قسطنطين إذن يظن أنه بفرضه مقررات نيقية ونفيه لأريوس ومناصريه سيضمن وحدة الكنيسة،لكن الفوضى العقدية ما لبثت أن انتشرت وظهرت بوضوح الفجوة بين الغرب اللاتيني (ومصر)المتشبث بنيقية من جهة و الشرق اليوناني الذي يرى في التمسك بعبارة "المتساوي مع الآب في الذات والجوهر"بدعة غير مقبولة من جهة ثانية .فلم تمض ثلاث سنوات على انعقاد "المجمع المسكوني الأول "حتى انقلب قسطنطين على النيقيين ودعا الأريوسيين -وأريوس نفسه-من منفاهم و أرجعهم إلى مناصبهم بعد إعلانهم عن عقائد لا تخلو من اللبس. وبقي على تأييده لهم إلى آخر عهده.وهكذا انتقل هذا الحزب إلى الهجوم المعاكس وعمل على تطهير المشرق من أنصار قانون نيقية بعقد مجامع محلية خلعت الأساقفة المتلكئين و زعيمهم أثناسيوس الإسكندري.وأدى تقاسم أبناء قسطنطين للإمبراطورية إثر موته سنة 337 إلى تدعيم الظاهرة التي سنها أبوهم والمتمثلة في التدخل في الشؤون الدينية وتغليب نزعة على أخرى بحسب الأهواء والمصالح .فكان قسطنيوس الحاكم في الغرب يؤيد الحزب النيقي في حين أن قسطنسيوس الثاني في الشرق يميل إلى الأريوسيين ..."~~
    اقتباس
    اذا فكان هناك اساقفه بمعنى انهم يطبقون تعاليم رب المجد يسوع المسيح
    الأساقفة متواجدون منذ أيام بولس بصفة ابتدائية و ليس مثل اليوم فأول من أسس الكنيسة وجعل فيها القساوسة هو بولس ،وقبل ذلك لا يوجد من ذلك شيء
    ~~"وهكذا قضى (بولس) نحو العشر سنوات (حوالي 48 -58 )يعمل جاهدا لتبشير المدن المحيطة بالبحر الإيجي ،...وقد استطاع رغم كل العراقيل التي اعترضته...أن يؤسس مجموعة من الكنائس التي ظلت بعد مغادرته لها وبعد موته وفية للوجهة التي طبعها بها و احتفظت بذكراه و بعدد من كتاباته"~~(نفس المصدر السابق)
    [QUOTE]يطبقون تعاليم رب المجد يسوع المسيح[/QUOTE]يطبقون تعاليم بولس الذي أسس مذهبا جديدا سنة 42 م وبشر بإنجيل جديد خاص به مختلف عن إنجيل التلاميذ ،وهو أعطى مجموعة من التقاليد إلى القساوسة (عوض الشريعة)وحثهم على التمسك بها وهم فعلوا ما أمرهم به."أمدحكم لأنكم تذكروني دوما وتحافظون على التقاليد كما سلمتها إليكم" كورنثيوس2(2:11 )"فلو كان لكم في المسيح عشرة آلاف مرشد ،فما لكم آباء كثيرون ،لأني أنا الذي ولدكم في المسيح يسوع بالبشارة التي حملتها إليكم .فأناشدكم أن تقتدوا بي "كورنثيوس 1(16/15:4 )"وأما الآخرون ،فأقول لهم أنا لا الرب"كورنثوس1(12:7)"وهذا ما أفرضه في الكنائس كلها"كورنثوس1(17:7)...إذا لا حظت أن هناك شق سار على خطى بولس الضالة،والأغلبية وقتها سارت على دين المسيح وتلاميذه من عبادة لله وحده و اعتراف بنبوة رسوله الجديد المسيح عليه السلام ،وبقيت الفرق الضالة دون نفوذ إلى أن قررت الإستعانة بقوة وسيوف الحكام لنشر ضلالاتها وسمومها وإبدال شريعة الله وتعاليمه النقية نهائيا بتعاليم بشرية نجسة في مجامعهم واجتماعاتهم المتكررة. لا أعرف مما تخافين يا نور الحق ،بالإسلام لن تخسري المسيح بل ستحترمينه أكثر كنبي عظيم جاهد كثيرا لإيصال رسالة ربه ،في ظروفه العصيبة،وهو
    أشهد أن لا إله إلا الله،وأشهد أن محمداعبد الله و رسوله،و أشهد أن عيسى عبد الله و رسوله.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي_____________________________________________نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يقول المسيح عليه السلام مقرّعا رجال الدين الذين تلاعبوا بالدّين :

    {الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس،فلا أنتم تدخلون،ولا تتركون الداخلين يدخلون}
    {الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تقطعون البحر والبر لتكسبوا واحدا إلى ديانتكم (الحملات التبشيرية التنصيرية)،فإذا نجحتم،جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما أنتم تستحقون}


    لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله
    ______________________

  7. #97
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    356
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-11-2023
    على الساعة
    09:17 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم لا أعرف مما تخافين يا نور الحق ،بالإسلام لن تخسري المسيح بل ستحترمينه أكثر كنبي عظيم جاهد كثيرا لإيصال رسالة ربه ،في ظروفه العصيبة، .
    أشهد أن لا إله إلا الله،وأشهد أن محمداعبد الله و رسوله،و أشهد أن عيسى عبد الله و رسوله.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي_____________________________________________نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يقول المسيح عليه السلام مقرّعا رجال الدين الذين تلاعبوا بالدّين :

    {الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس،فلا أنتم تدخلون،ولا تتركون الداخلين يدخلون}
    {الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تقطعون البحر والبر لتكسبوا واحدا إلى ديانتكم (الحملات التبشيرية التنصيرية)،فإذا نجحتم،جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما أنتم تستحقون}


    لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله
    ______________________

  8. #98
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    356
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-11-2023
    على الساعة
    09:17 AM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم أهدي لك تفسير ابن كثير لبعض الآيات القرآنية:
    { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16) }

    يخبر تعالى عن تعنّت الكفار من مشركي قريش الجاحدين الحقّ المعرضين عنه ، أنهم إذا قَرَأ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب الله وحُجَجه الواضحة قالوا له : { ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا } أي : رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر ، أو بَدّله إلى وضع آخر ، قال الله لنبيه ، صلوات الله وسلامه عليه ، { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي } أي : ليس هذا إلي ، إنما أنا عبد مأمور ، ورسول مبلغ عن الله ، { إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }
    ثم قال محتجا عليهم في صحة ما جاءهم به : { قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ } أي : هذا إنما جئتكم به عن إذن الله لي في ذلك ومشيئته وإرادته ، والدليل على أني لست أتقوله من عندي ولا افتريته (1) أنكم عاجزون عن معارضته ، وأنكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني الله عز وجل ، لا تنتقدون علي شيئا تَغمصوني به ؛ ولهذا قال : { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ } أي : أفليس لكم عقول تعرفون بها الحق من الباطل ؛
    تنبيه :
    ولهذا لما سأل هرقل ملك الروم أبا (1) سفيان ومن معه ، فيما سأله من صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : هل (2) كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال أبو سفيان : فقلت : لا - وقد كان أبو سفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين ، ومع هذا اعترف (3) بالحق : وَالفَضْلُ ما شَهدَتْ به الأعداءُ... فقال له هرقل : فقد أعرف (4) أنه لم يكن ليدَعَ الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله. (5) !

    تنبيه :
    وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة : بعث الله فينا رسولا نعرف نسبه وصدقه وأمانته ، وقد كانت مدة مقامه ، عليه السلام ، بين أظهرنا (6) قبل النبوة أربعين سنة
    . وعن سعيد بن المسيب : ثلاثا وأربعين سنة. والصحيح المشهور الأول.
    { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) }
    يقول تعالى : لا أحد أظلم ولا أعتى ولا أشد إجراما { مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } وتَقَوّل (7) على الله ، وزعم أن الله أرسله ، ولم يكن كذلك ، فليس أحد أكبر جرمًا ولا أعظم ظُلما من هذا ، ومثل هذا لا يخفى أمره على الأغبياء ، فكيف يشتبه حال هذا بالأنبياء! فإن من قال هذه المقالة صادقا أو كاذبا ، فلا بد أن الله يَنصب عليه من الأدلة على برِّه أو فُجُوره ما (8) وأظهر من الشمس ، فإن الفرق بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين مسيلمة الكذاب [لعنة الله] (9) لمن شاهدهما أظهر من الفرق بين وقت الضحى ووقت نصف الليل في حنْدس الظلماء ، فَمِنْ سيما كل منهما وكلامه وفعاله يَستدّل من له بصيرة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وكذب مسيلمة الكذاب ، وسَجَاح ، والأسود العَنْسي. (10)
    تنبيه :
    قال عبد الله بن سلام : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انْجَفَل الناس ، فكنت فيمن انجفل ، فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه رجل كذاب ، فكان أول ما سمعته يقول : "يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، [وصلوا الأرحام] (11) وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلون الجنة بسلام".
    (12)
    تنبيه :
    ولما قَدم ضمام بن ثعلبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في (13) قومه بني سعد بن بكر قال لرسول الله فيما قال له (14) من رفع هذه السماء ؟ قال : "الله". قال : ومن نصب هذه الجبال ؟ قال : "الله". قال : ومن سطح هذه الأرض ؟ قال : "الله". قال : فبالذي رفع هذه السماء ، ونصب هذه الجبال ، وسَطَح هذه الأرض : الله أرسلك إلى الناس كلهم ؟ قال : "اللهم نعم" ثم (1) سأله عن الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصيام ، ويحلف عند كل واحدة (2) هذه اليمين ، ويحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : صدقت ، والذي بعثك بالحق لا أزيد على ذلك ولا أنقص. (3) فاكتفى هذا الرجل بمجرد هذا ، وقد أيقن بصدقه ، صلوات الله وسلامه عليه ، بما رأى وشاهد من الدلائل الدالة عليه
    ، كما قال حسان بن ثابت :
    لَو لم تَكُن (4) فيه آياتٌ مُبَيّنة كانت بَديهَتُه (5) تَأتيكَ بالخَبَرِ
    وأما مسيلمة فمن شاهده من ذَوي البصائر ، علم أمره لا محالة ، بأقواله الركيكة التي ليست بفصيحة ، وأفعاله غير الحسنة بل القبيحة ، وقرآنه الذي يخلد به في النار يوم الحسرة (6) والفضيحة ، وكم من فرق بين قوله تعالى : { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [ البقرة : 255 ]. وبين عُلاك (7) مسيلمة قبحه الله ولعنه : "يا ضفدع بنت (8) الضفدعين ، نقي كما تنقين لا الماء تكدرين ، ولا الشارب تمنعين". وقوله - قُبّح ولعن - : "لقد أنعم الله على الحبلى ، إذ أخرج منها نَسَمة تسعى ، من بين صِفَاق وحَشَى". وقوله - خَدّره (9) الله في نار جهنم ، وقد فعل - : "الفيل وما أدراك ما الفيل ؟ له زُلقُومٌ (10) طويل" وقوله - أبعده الله من رحمته : "والعاجنات عجنا ، والخابزات خبزا ، واللاقمات (11) لقما ، إهالة وسمنا ، إن قريشا قوم يعتدون" إلى غير ذلك من الهذيانات والخرافات التي يأنف الصبيان أن يتلفظوا بها ، إلا على وجه السخرية والاستهزاء ؛ ولهذا أرغم الله أنفه ، وشرب يوم "حديقة الموت" حتفه. ومَزّق (12) شمله. ولعنه صحبُه وأهله. وقدموا على الصديق تائبين ، وجاءوا في دين الله راغبين ، فسألهم الصديق خليفة الرسول ، صلوات الله وسلامه عليه ، ورضي [الله] (13) عنه - أن يقرءوا عليه شيئا من قرآن مسيلمة لعنه الله ، فسألوه أن يعفيهم من ذلك ، فأبى عليهم إلا أن يقرءوا شيئا منه ليسمعه من لم يسمعه من الناس ، فيعرفوا فضل ما هم عليه (14) من الهدى والعلم. فقرءوا عليه من هذا الذي ذكرناه وأشباهه ، فلما فرغوا قال لهم الصديق ، رضي الله عنه : ويحكم! أين كان يُذهب بعقولكم ؟ والله إن هذا لم يخرج من إلٍّ.
    وذكروا أن وفد عمرو بن العاص على مسيلمة ، وكان صديقا له في الجاهلية ، وكان عمرو لم يسلم بعدُ ، فقال له مسيلمة : ويحك يا عمرو ، ماذا أنزل على صاحبكم - يعني : رسول الله صلى الله عليه وسلم - في هذه المدة ؟ فقال : لقد سمعت أصحابه يقرءون سورة عظيمة قصيرة فقال : وما هي ؟ فقال : { وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } [سورة العصر] ، ففكر مسيلمة ساعة ، ثم قال : وقد أنزل عليّ مثله. فقال : وما هو ؟ فقال : "يا وَبْرُ (1) إنما أنت أذنان وصدر ، وسائرك حَقْرٌ نَقْر ، كيف ترى يا عمرو ؟" فقال له عمرو : (2) والله إنك لتعلم أني أعلم أنك لتكذب" ، فإذا كان هذا من مشرك في حال شركه ، لم يشتبه عليه حال محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه ، وحال مسيلمة - لعنه الله - وكذبه ، فكيف بأولي (3) البصائر والنهى ، وأصحاب العقول السليمة المستقيمة والحجى! ولهذا قال الله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزلُ مِثْلَ مَا أَنزلَ اللَّهُ } [ الأنعام : 93 ] ، (4) وقال في هذه الآية الكريمة : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } [ الأنعام : 21 ] ،
    تحذير :
    وكذلك من كذّب بالحق الذي جاءت به الرسل ، وقامت عليه الحجج ، لا أحد أظلم منه كما جاء في الحديث : "أعتى الناس على الله رجلٌ قتل نبيا ، أو قتله نبي". (5)

    { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) }

    ينكر تعالى على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، ظانين أن تلك الآلهة تنفعهم شفاعتُها عند الله ، فأخبر تعالى أنها لا تنفع ولا تضر ولا تملك شيئا ، ولا يقع شيء مما يزعمون فيها ، ولا يكون هذا أبدا ؛ ولهذا قال تعالى : { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ }.
    وقال ابن جرير : معناه أتخبرون (6) الله بما لا يكون في السماوات ولا في الأرض ؟ ثم نزه نفسه عن شركهم وكفرهم ، فقال : { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }.
    وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)
    ثم أخبر تعالى أن هذا الشرك حادث في الناس ، كائن بعد أن لم يكن ، وأن الناس كلهم كانوا على دين واحد ، وهو الإسلام ؛ قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عشرة قرون ، كلهم على الإسلام ، ثم وقع الاختلاف بين الناس ، وعُبدت الأصنام والأنداد والأوثان ، فبعث الله الرسل بآياته وبيناته وحُجَجه البالغة وبراهينه الدامغة ، { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ } [ الأنفال : 42 ].
    وقوله : { وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } أي : لولا ما تقدم من الله تعالى أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ؛ وأنه قد أجل الخلق إلى أجل معدود لقضى بينهم فيما فيه اختلفوا ، فأسعد المؤمنين ، وأعنَتَ الكافرين.
    { وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنزلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) }
    أي : ويقول هؤلاء الكفرة [الملحدون] (1) المكذبون المعاندون : "لولا أنزل على محمد آية من ربه" ، يعنون كما أعطى الله ثمود الناقة ، أو أن (2) يحول لهم الصفا ذهبا ، أو يزيح عنهم جبال مكة ويجعل مكانها بساتين وأنهارا ، ونحو ذلك مما الله عليه قادر (3) ولكنه حكيم في أفعاله وأقواله ، كما قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا } [ الفرقان : 10 ، 11 ] وقال تعالى : { وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا } [ الإسراء : 59 ] ، يقول تعالى : إن سنتي في خلقي أني إذا آتيتهم ما سألوا ، فإن آمنوا وإلا عاجلتهم بالعقوبة. ولهذا لما خيَّر رسول الله ، عليه الصلاة والسلام ، بين أن يُعطى ما سألوا ، فإن أجابوا وإلا عُوجلوا ، وبين أن يتركهم ويُنْظرهم ، اختار إنظارهم ، كما حلم عنهم غير مرة ، صلوات الله عليه ؛ ولهذا قال تعالى إرشادا لنبيه إلى الجواب عما سألوا : { فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ } أي : الأمر كله لله ، وهو يعلم العواقب في الأمور ، { فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } أي : إن كنتم لا تؤمنون حتى تشاهدوا ما سألتم فانتظروا حكم الله فيَّ وفيكم. هذا مع أنهم قد شاهدوا من معجزاته ، عليه السلام (4) أعظم مما سألوا حين أشار بحضرتهم إلى القمر ليلة إبداره ، فانشق باثنتين (5) فرقة من وراء الجبل ، وفرقة من دونه. وهذا أعظم من سائر الآيات الأرضية مما سألوا وما لم يسألوا ، ولو علم الله منهم أنهم سألوا ذلك استرشادا وتثبّتا لأجابهم ، ولكن علم أنهم إنما يسألون عنادا وتعنتا ، فتركهم فيما رابهم ، وعلم أنهم لا يؤمن (6) منهم أحد ، كما قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ } [ يونس : 96 ، 97 ] ، وقال تعالى : { وَلَوْ أَنَّنَا نزلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } [ الأنعام : 111 ] ،
    ولما فيهم من المكابرة ، كما قال تعالى : { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ } [ الحجر : 14 ، 15 ] ، وقال تعالى : { وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ } [ الطور : 44 ] ، وقال تعالى : { وَلَوْ نزلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ } [ الأنعام : 7 ] ،
    تحذير :
    فمثل هؤلاء أقل من أن يجابوا إلى ما سألوه ؛ لأنه لا فائدة في جواب هؤلاء ؛ لأنه دائر على تعنتهم وعنادهم ، لكثرة فجورهم وفسادهم ؛ ولهذا قال : { فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ }

    (4/258)
    { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) }
    إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)

    { فننبئكم }
    تحذير :
    أي : فنخبركم بجميع أعمالكم ، ونوفيكم (11) إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
    أشهد أن لا إله إلا الله،وأشهد أن محمداعبد الله و رسوله،و أشهد أن عيسى عبد الله و رسوله.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي_____________________________________________نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يقول المسيح عليه السلام مقرّعا رجال الدين الذين تلاعبوا بالدّين :

    {الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون!تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس،فلا أنتم تدخلون،ولا تتركون الداخلين يدخلون}
    {الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون! تقطعون البحر والبر لتكسبوا واحدا إلى ديانتكم (الحملات التبشيرية التنصيرية)،فإذا نجحتم،جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما أنتم تستحقون}


    لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله
    ______________________

  9. #99
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    78
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    24-07-2012
    على الساعة
    02:42 PM

    افتراضي

    متابع بشغف

    جزاك الله خيرا أستاذ ايوب
    رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ

  10. #100
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    1,028
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    08-04-2013
    على الساعة
    05:06 PM

    افتراضي

    اقتباس
    ،وبقيت الفرق الضالة دون نفوذ إلى أن قررت الإستعانة بقوة وسيوف الحكام لنشر ضلالاتها وسمومها وإبدال شريعة الله وتعاليمه النقية نهائيا بتعاليم بشرية نجسة في مجامعهم واجتماعاتهم المتكررة.
    وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد ويعطينا الدليل على صدق كلامك أختى الفاضله فاطمه كمون

    وإذا هم المسيحيون يستعينون بصاحب النفوذ فى العالم منذ العام 2001 جورج بوش الابن الصهيونى المجرم ومن جاء بعده يحاولون أحذ ماليس لهم بحق فى مع تأليف الاكاذيب والادعاءات الباطله التى لا يعرفون شىء غيرها وهيهات لهم هذا إن شاء الله
    يقول الله تعالى:
    " مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴿75﴾"/المائدة.

    ............................................................ ........................
    ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾أل عمران 59
    ............................................................ ...........................

صفحة 10 من 16 الأولىالأولى ... 9 10 11 ... الأخيرةالأخيرة

التعليق على مناظرة الأخ الحبيب أيوب / الضيفة الكريمة نور الحق

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حوار الأخ الحبيب عمر الفاروق مع الضيفة الكريمة elida
    بواسطة elida في المنتدى منتدى المناظرات
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 09-06-2018, 09:42 AM
  2. مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 02-09-2015, 07:33 AM
  3. مشاركات: 68
    آخر مشاركة: 25-03-2014, 10:15 AM
  4. مشاركات: 92
    آخر مشاركة: 28-09-2012, 10:08 PM
  5. صفحة التعليقات على حوار أستاذنا الحبيب أيوب مع الضيفة محبة المسيح
    بواسطة عبدالحليم عون في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 137
    آخر مشاركة: 30-03-2012, 12:35 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

التعليق على مناظرة الأخ الحبيب أيوب / الضيفة الكريمة نور الحق

التعليق على مناظرة الأخ الحبيب أيوب / الضيفة الكريمة نور الحق