أرسل أصلا بواسطة العنيد
ماذا يقول القرآن عن السيد المسيح
ملاحظات هامة: السيد المسيح هو كلمة الله المتجّسد في صورة إنسان، يقول القرآن عنه في سورة البقرة 253 «تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات، وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس». وروح القدس هو روح الله القدوس، كما يقول بعض المفسرين من علماء المسلمين مثل الرازي وابن حنبل. وفي سورة آل عمران 45 «إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين». وفى سورة النساء 171 «إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه». وفى سورة مريم 17 «فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً». والملاك جبرائيل من رؤساء الملائكة لم يكن إلا مجرد رسول ليبلغ مريم العذراء المُطهرة والمُصطفاة على نساء العالمين هذه البشارة السارة، فهو مجرد رسول مثله مثل الملائكة الآخرين كما جاء في سورة فاطر 1: «الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً». وهو بالطبع لا يملك روح الله ولا يستطيع أن يهب مريم الجنين. والدليل على أن الله هو الذي أرسل روحه إلى مريم ما جاء في سورة التحريم 12: «ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا». فالسيد المسيح إنسان متميز عن كل إنسان وكل الأنبياء، وفي سورة مريم 21 يقول: «كذلك قال ربك هو عليَّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً». وفي سورة آل عمران 55 «إذ قال الله يا عيسى إني مُتوفيك ورافعك إليَّ ومُطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة». وهو كلمة (أي عقل وحكمة الله وروحه الواحد الأحد والذي بمعجزة إلهية تجسد في صورة إنسان طاهر قدوس!) فالله القادر على كل شيء يفدي الإنسان من سيطرة إبليس وعبودية الخطية ومن الطرح في جهنم النار الأبدية في اليوم الأخير.
وماذا يقول الإنجيل عن السيد المسيح؟
في الإنجيل الكثير من الآيات التي تُثبت أن المسيح كلمة الله هو الله المتجِّسد بذاته في صورة إنسان، منها ما جاء في سفر الرؤيا (19) «وَيُدْعَى اسْمُهُ الأمِينَ وَالصَّادِقَ .. كَلِمَةَ اللهِ .. وَمَلِكَ المُلُوكِ وَرَبَّ الأرْبَابِ». وفي (يوحنا 1: 1-3): «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ». وقال المسيح لمحاوريه من اليهود في يوحنا 8 : 23: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ». وقال في يوحنا 10: 30 «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». وقال لتلاميذه بعد انتصاره على الموت بقيامته، وقبل أن يرتفع إلى السماء أمام عيونهم: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ» (متى 28: 18). وقال في يوحنا 14: 6: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي». وقال لتلميذه فيلبس في يوحنا 14: 9، 10 «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ. فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي (الله) الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟». وقال في سفر الرؤيا 22: 13 «أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ». وقال في يوحنا 8: 12 «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ». وقال في يوحنا 11: 25، 26 لمرثا أخت صديقه لعازر الذي كان قد مات وظل في القبر أربعة أيام، ثم أقامه من الموت بعد أن أصبح رمه كريه: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ (جسدياً) فَسَيَحْيَا (بجسد روحاني في اليوم الأخير). وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً (الآن) وَآمَنَ بِي (وبفدائي) فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ (روحياً)». وقال في متى 11: 28-30 «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ».
وجاء عن المسيح في رسالة كولوسى 1: 15-17 أنه «صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ (أي قبل الخليقة). فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ». وجاء عنه في رسالة فيلبي 2: 6-10 «إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ، لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ، مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ، لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ». وجاء عنه في الرسالة إلى العبرانيين 1: 2، 3: «الَّذِي جَعَلَهُ (الله) وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ (أي صورة منظورة لله)، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي». وجاء عنه في 1تيموثاوس 3: 16 «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» وهذا السر العظيم بالطبع لا يستطيع أن يُدركه إنسان.
والسيد المسيح هو الديان الوحيد في اليوم الأخير كما جاء في إنجيل متى 24: 30، 31 «وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ (أي المسيح) فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا». وفي متى 25: 31 -46 قال المسيح: «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ (أي المؤمنين) عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ (أي غير المؤمنين) عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.. ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ.. فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ، وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». وفي سفر الرؤيا 19: 11-16 رأى يوحنا الرائي ما سيحدث في اليوم الأخير، فقال: «ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ.. وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ (دم أعدائه)، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». وَالأَجْنَادُ (الملائكة) الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزّاً أَبْيَضَ وَنَقِيّاً (لكي يطرحوا غير المؤمنين في جهنم النار الأبدية). وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ (من غير المؤمنين).. وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».
والمسيح هو المخلص الوحيد كم قال في يوحنا 3: 14، 15: «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ (على راية خشبية) هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ (المسيح ابن مريم)، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 15). وأعظم آية قالها المسيح، وهي أعظم آية في الإنجيل أيضاً جاءت في إنجيل يوحنا 3: 16 «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ (أي المسيح كلمة الله)، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ».
ونقرأ في التوراة عن حادثة النجاة والحياة من جديد لكل من نظر نظرة واحدة فقط بثقة وإيمان إلى الحية النحاسية التي رفعها موسى النبي على راية نحو عام 1300ق م في صحراء سيناء، بعد أن قتلت الحيات السامة كثيراً من الشعب المتمرد، والتي سلطها الله على بني إسرائيل عقاباً لهم. فصرخوا طالبين من موسى النبي أن يصلي لله لينقذهم. فقال الله لموسى النبي: «اصْنَعْ لكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِليْهَا يَحْيَا (من جديد)». فَصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلى الرَّايَةِ فَكَانَ مَتَى لدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَاناً وَنَظَرَ إِلى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا» (سفر العدد 21: 4-9).
المفضلات