عاشرا : الرد على شبهة قراءة ((ووصى ربك الا تعبدوا الا اياه )) الشاذة .

استشهد بعد ذلك برواية سنن سعيد بن منصور هذه لبيان وقوع التصحيف في نقل القران :
سنن سعيد بن منصور رحمه الله
ثنا سفيان, عن عبد الملك بن أعين، عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس، أنه قال: (ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه)، يقول: التزقت الواو بالصاد، وأنتم تقرؤونها: { وَقَضَى رَبُّكَ }

و استشهد بتجويد ابن حجر رحمه الله للسند و قوله مردود فعبد الملك بن اعين ضعيف و قد ضعف الرواية الباقلاني و ابن عطية و البويصري والاصل هنا هو الدليل و قد قام الدليل بفساد قول ابن حجر رحمه الله لثبوت ضعف عبد الملك بن اعين .

نقرا من رد سابق لي
اقتباس
الرواية :

1. عبد الله بن عباس و ابي بن كعب رضي الله عنهما
تفسير الطبري رحمه الله
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا يحيى بن عيسى ، قال : ثنا نصير بن أبي الأشعث ، قال : ثني ابن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، قال : أعطاني ابن عباس مصحفا ، فقال : هذا على قراءة أبي بن كعب ، قال أبو كريب : قال يحيى : رأيت المصحف عند نصير فيه : ( ووصى ربك ) يعني : وقضى ربك

سنن سعيد بن منصور رحمه الله
ثنا سفيان, عن عبد الملك بن أعين، عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس، أنه قال: (ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه)، يقول: التزقت الواو بالصاد، وأنتم تقرؤونها: { وَقَضَى رَبُّكَ }

اتحاف المهرة للبوصري رحمه الله
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مَحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَـا ، قَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , هَذَا الْـحَرْفَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {وَوَصَّى رَبُّكَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}, فَلُصِقَتْ إِحْدَى الْوَاوَيْنِ بِالأُخْرَى، فَقَرَأَ لَنَا { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ } وَلَوْ نَزَلَتْ عَلَى الْقَضَاءِ مَا أَشْرَكَ بِهِ أَحَدٌ فَكَانَ مَيْمُونُ يَقُولُ: إِنَّ عَلَى تَفْسِيرِهِ لَنُورًا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا

2. عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
المعجم الكبير للطبراني رحمه الله
حَدَّثَنَا الْـحُسَيْنُ ابْنُ إِسْحَاقَ، ثنا يَحْيَى الْحِمَّـانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، يَقْرَأُ: “وَوَصَّى رَبُّكَ أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ

تفسير الطبري رحمه الله
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) قال : أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، وفي حرف ابن مسعود : ( وصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )

الرد :

#سندا :

1. عبد الله بن عباس و ابي بن كعب رضي الله عنهما
الرواية الاولى (رواية الطبري رحمه الله) #ضعيفة سندا
و العلة :
1. يحيى بن عيسى بن محمد التميمي الرملي ضعيف
نقرا من ترجمته في المجروحين لابن حبان الجزء الثالث:
((أصله من الكوفة ، انتقل إلى الرملة ، كنيته أبو زكريا وكان خزازا ، يروي عن الأعمش ، والثوري ، روى عنه الشاميون ، مات سنة إحدى ومائتين ، وكان ممن ساء حفظه وكثر وهمه حتى جعل يخالف الأثبات فيما يروي عن الثقات ، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الزِّيَادِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، " وَذَكَرَ لَهُ يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ ، فَقَالَ : كَانَ ضَعِيفًا . .
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَحْمُودٍ ، سَمِعْتُ الدَّارِمِيَّ ، قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : فَيَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ تَعْرِفُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، مَا هُوَ بِشَيْءٍ .))

الرواية الثانية (رواية سنن سعيد بن منصور رحمه الله) #ضعيفة سندا
و العلة :
1. عبد الملك بن اعين و هو ضعيف فيما انفرد به
وقد روى البخاري رحمه الله له #مقرونا و ليس فيما انفرد به
نقرا من ترجمته في تهذيب الكمال للامام المزي رحمه الله الجزء السادس :
(( قال محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يحدث عن سفيان ، عَنْ عَبْدِ الملك بن أعين ، وكان يحدث فيما أخبرت عنه ، ثم أمسك.
وقال الحميدي ، عن سفيان : حدثنا عَبْدُ الملك بن أعين شيعي كان عندنا رافضي ، صاحب رأي.
وقال محمد بن عباد المكي ، عن سفيان : حدثنا عَبْدُ الملك بن أعين ، وكان رافضيا.
وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .
وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : حدثنا حامد ، قال : حدثنا سُفْيَانُ ، قال : هم ثلاثة إخوة : عبد الملك بن أعين ، وزرارة بن أعين ، وحمران بن أعين ، روافض كلهم ، أخبثهم قولا عبد الملك.))
و الملاحظ ان سفيان الثوري رحمه الله ضعفه و كان يروي عنه ثم امسك بعد ان ضعفه و هذا مما رواه الثوري عنه فالرواية ضعيفة

وقد ذكره ابن الجوزي في كتابه الضعفاء و المتروكين في الجزء الاول :
((2156 - عبد الْملك بن اعين] يروي عَن أبي وَائِل قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الرَّازِيّ صَالح الحَدِيث))

و ذكره الذهبي في كتابه في المغني في الضعفاء في الجزء الثاني :
((3799 - عه / عبد الْملك بن أعين عَن أبي وَائِل قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء روى لَهُ البُخَارِيّ مَقْرُونا بآخر وَهُوَ شيعي))

و ذكره الامام العقيلي في كتابه الضعفاء الكبير الجزء الثالث :
((988 - عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ، وَكَانَ رَافِضِيًّا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، وَكَانَ قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ لَيْسَا بِشَيْءٍ))

الرواية الثالثة (رواية البوصري رحمه الله) #ضعيفة سندا
و العلة :
فرات بن السائب ضعيف وضاع
نقرا من ترجمته في المجروحين لابن حبان الجزء الثاني :
((نيته أبو سليمان ، وقد قيل : أبو المعلى ، يروي عن ميمون بن مهران ، يروي عنه شبابة بن سوار ، والعراقيون ، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، ويأتي بالمعضلات عن الثقات ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه ، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار.
أخبرنا الحنبلي ، قَالَ : حدثنا أحمد بن زهير ، عن يحيى بن معين ، قَالَ : " فرات بن السائب ليس حديثه بشيء "))

ونقرا في لسان الميزان للذهبي رحمه الله الجزء الرابع :
((قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن مَعِين: ليس بشيء.
وقال الدارقطني، وَغيره: متروك.
وقال أحمد بن حنبل: قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون يتهم بما يتهم به ذاك.
قال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث منكر الحديث.
وقال السَّاجِي: تركوه.
وقال النَّسَائي: متروك الحديث.
وقال عباس عن ابن مَعِين: منكر الحديث.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وقال ابن عَدِي: له أحاديث غير محفوظة وعن ميمون مناكير.))

اذا لا تثبت هذه القراءة الشاذة لا عن ابي بن كعب و لا عن بن عباس رضي الله عنه

2. عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
الرواية الاولى (رواية الطبراني رحمه الله) #ضعيفة سندا
و العلة :
1. يحيى الحماني ضعيف ضعفه كثير من اهل العلم
نقرا في سير اعلام النبلاء للامام الذهبي رحمه الله الطبقة الثانية عشر الجزء العاشر :
((قال حنبل : قدمت من الكوفة ، فقلت لأبي عبد الله : حدثنا يحيى الحماني ، عن أبي عبد الله بحديث إسحاق الأزرق ، فقال : ما أعلم أني حدثته به ، فلعله حفظه على المذاكرة .
وكذا سأل المروذي أحمد ، فأنكر أن يكون حدثه ، وقال : قولوا لهارون الحمال يضرب على حديث يحيى الحماني . .
وقال عبد الله بن أحمد : قلت لأبي : بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه النظر إلى الحمام ، فأنكروه عليه ، فرجع عن رفعه ، فقال أبي : هذا كذب ، إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان يقولون : وضعه على هشام .
قال البخاري : كان أحمد وعلي يتكلمان في يحيى الحماني . وقال مرة : رماه أحمد وابن نمير .
أحمد بن يوسف السلمي : سمعت علي بن المديني يقول : أدركت ثلاثة ويحدثون بما لا يحفظون : يحيى بن عبد الحميد ، وعبد الأعلى السامي ، ومعتمر بن سليمان .
وقال محمد بن عبد الله بن عمار : يحيى الحماني سقط حديثه .
قال الحسين بن إدريس : فقيل لابن عمار : فما علته ؟ قال : لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ، ولا لأهل المدينة ، ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه ، فهذا يكون هكذا .
وقال الجوزجاني : يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون ، ترك حديثه ، فلا ينبعث .
وقال ابن خزيمة : سمعت الذهلي يقول : ذهب كالأمس الذاهب .
وقال محمد بن المسيب الأرغياني : سمعت محمد بن يحيى يقول : اضربوا على حديثه بستة أقلام .
وقال أبو يحيى صاعقة : كنا إذا قعدنا إلى الحماني ، تبين لنا منه بلايا .
وقال أحمد بن محمد بن صدقة وأبو شيخ ، عن زياد بن أيوب دلويه ، سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول : مات معاوية على غير ملة الإسلام . قال أبو شيخ : قال دلويه : كذب عدو الله .
وقال ابن خراش : حدثنا محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، قال : أودعت كتبي يحيى الحماني ، وكان فيها حديث خالد الواسطي ، عن عمرو بن عون وفيها حديث سليمان بن بلال ، عن يحيى بن حسان ، وكنت قد سمعت منه المسند ، ولم يكن فيه من حديثهما شيء ، فقدمت ، فإذا كتبي على خلاف ما تركتها عنده ، وإذا قد نسخ حديث خالد وسليمان ، ووضعه في " المسند " . قال محمد بن يحيى : ما أستحل الرواية عنه
وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال مرة : ضعيف . ...
قلت : لا ريب أنه كان مبرزا في الحفظ ، كما كان سليمان الشاذكوني ، ولكنه أصون من الشاذكوني ، ولم يقل أحد قط : إنه وضع حديثا ، بل ربما كان يتلقط أحاديث ، ويدعي روايتها ، فيرويها على وجه التدليس ، ويوهم أنه سمعها وهذا قد دخل فيه طائفة ، وهو أخف من افتراء المتون . ...
قلت : وقد تواتر توثيقه عن يحيى بن معين ، كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد ، مع ما صح عنه من تكفير صاحب . ))

2. الانقطاع بين الاعمش و بن مسعود رضي الله عنه فالاعمش لم يدرك بن مسعود رضي الله عنه فالرواية مرسلة منقطعة

الرواية الثانية (رواية الطبري رحمه الله) #ضعيفة
و العلة :
الانقطاع بين قتادة و بين بن مسعود رضي الله عنه فهو لم يدرك ابن مسعود رضي الله عنه فالرواية مرسلة منقطعة

#اضافة
و ايضا روي عن التابعي الضحاك بن مزاحم مثل هذا في تفسير الطبري رحمه الله
حدثني الحرث ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثنا هشيم ، عن أبي إسحاق الكوفي ، عن الضحاك بن مزاحم ، أنه قرأها ( ووصى ربك ) وقال : إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا

و هذه الرواية #ضعيفة سندا لا تثبت حتى عن الضحاك بن مزاحم
و العلة :
ابو اسحاق الكوفي هو عبد الله بن ميسرة و كان هشيم يدلسه فتارة يسميه ابو اسحاق الكوفي و تارة يدلسه بكنية اخرى
نقرا في تهذيب الكمال للامام المزي رحمه الله الجزء السادس عشر :
((قال عباس الدوري ، عَنْ يَحْيَى بْن معين : أَبُو إِسْحَاقَ الكوفي الذي يروى عنه هشيم هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن ميسرة ، وهُوَ ضعيف الْحَدِيث.
وقد روى عنه : وكيع ، وربما قال هشيم : حدثنا أَبُو عبد الجليل ، وهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن ميسرة ، وأيضا يدلسه بكنيه أُخْرَى لا أحفظها.
++ وقال أَبُو بَكْر الأثرم : سمعت أبا عَبْد اللَّهِ ، وسئل عَنْ أبي إِسْحَاق الذي يروى عنه هشيم ، فكأنه ضعفه.
# وقال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي حَاتِم : سئل أَبُو زرعة ، عَنْ أبي إِسْحَاق الكوفي ، فَقَالَ : هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن ميسرة ، واهي الْحَدِيث ، ضعيف الْحَدِيث .
++ وقال أَبُو حَاتِم : لَيْسَ بشيء.
# وقال النَّسَائِيّ : ضعيف .
# وقال فِي موضع أخر : لَيْسَ بثقة .))

و ان افترضنا صحتها عن الضخاك بن مزاحم فهو لم يلقى اي من الصحابة فالرواية لا تزال منقطعة مرسلة

و نذكر من العلماء من ضعف سند هذه الرواية :
1. قال الزرقاني في مناهل العرفان الجزء الاول :
((الشبهة الخامسة:
يقولون: من وجوه الطعن أيضا ما روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} إنما هي ووصى ربك التزقت الواو بالصاد وكان يقرأ: ووصى ربك ويقول: أمر ربك إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد وروي عنه أنه قال: أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم. ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه. فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس: {وَقَضَى رَبُّكَ} ولو نزلت على القضاء ما أشرك أحد.
ونجيب: عن ذلك كله أولا بما أجاب به ابن الأنباري إذ يقول: إن هذه الروايات ضعيفة.))

2. نقل ابن عطية في تفسيره عن القاضي ابي محمد الجزء الخامس :
((قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف، وإنما القراءة مروية بسند وقد ذكر أبو حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما مثل قول الضحاك، وقال عن ميمون بن مهران: إنه قال: "إن على قول ابن عباس رضي الله عنهما لنورا، قال الله تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي [ ص: 461 ] أوحينا إليك . ثم ضعف ابن حاتم أن يكون ابن عباس رضي الله عنهما قال ذلك، وقال: "لو قلنا هذا لطعن الزنادقة في مصحفنا"))

3.البوصري رحمه الله ضعف نفس الرواية التي اخرجها في الجزء السادس من كتابه اتحاف الخيرة المهرة في زوائد المسانيد العشرة بعد ان اورد الرواية:
((هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمْ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.))

#فالحاصل ان الرواية لا تثبت سندا لا عن ابن عباس و لا عن ابي بن كعب و لا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

#متنا :
اولا : القران الذي عندنا اليوم منقول بالقراءات العشر و اسانيد هذه القراءات ترجع الى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم ابن عباس و ابي بن كعب و ابن مسعود رضي الله عنهم نفسه و كلهم قرؤو الاية كما نعرفها اليوم في المصحف (وقضى)

اسناد قراءة ابن كثير
نقرا في النشر في القراءات العشر الجزء الاول الصفحة 120
((وَقَرَأَ الْقِسْطُ أَيْضًا وَمَعْرُوفٌ وَشِبْلٌ عَلَى شَيْخِ مَكَّةَ وَإِمَامِهَا فِي الْقِرَاءَةِ أَبِي مَعْبَدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ بْنِ فَيَرُوزَانَ بْنِ هُرْمُزَ الدَّارِيِّ الْمَكِّيِّ. فَذَلِكَ تَتِمَّةُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ طَرِيقًا عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ.
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ عَلَى أَبِي السَّائِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ وَعَلَى أَبِي الْحَجَّاجِ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ الْمَكِّيِّ وَعَلَى دِرْبَاسٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، وَقَرَأَ مُجَاهِدٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَرَأَ دِرْبَاسٌ عَلَى مَوْلَاهُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَقَرَأَ أُبَيٌّ وَزَيْدٌ وَعُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.))

ثانيا: هذه قراءة شاذة كما ذكرنا و هي تخالف المتواتر المعلوم في مصاحفنا و لذلك فهي مردودة
و شروط صحة قبول القراءة
1. صحة السند
2. موافقة العربية و لو بوجه
3. موافقة المصاحف العثمانية و لو احتمالا

قال الامام الجزري في النشر في القراءات العشر الجزء الاول :((كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحةالتي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة ، أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم ، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب ، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي ، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة ، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه . ))

ثالثا : ابن عباس رضي الله عنه ثبت عنه انه صرح ان النبي عليه الصلاة و السلام لم يترك شيئا الا ما بين هاتين الدفتين و هو المصحف الذي اجمع عليه الصحابة زمن عثمان رضي الله عنه فكيف ينسب اليه بعد هذا انه ادعى بان الكاتب اخطا !!!
صحيح البخاري كتاب فضائل القران
((4731 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس رضي الله عنهما فقال له شداد بن معقل أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء قال ما ترك إلا ما بين الدفتين قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين))
قال بن حجر في فتح الباري :
((قوله : ( باب من قال : لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما بين الدفتين ) أي ما في المصحف ، وليس المراد أنه ترك القرآن مجموعا بين الدفتين لأن ذلك يخالف ما تقدم من جمع أبي بكر ثم عثمان . وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيرا من القرآن ذهب لذهاب حملته))

رابعا : ان ابي بن كعب رضي الله عنه كان من جملة من راجعه عثمان رضي الله عنه في نسخ المصحف و كتابتها فلم لم يكتب الاية كما ذكرت الرواية الضعيفة

في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول باب جمع عثمان للمصاحف
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ عُثْمَانُ أَنْ يَكْتُبَ الْمَصَاحِفَ، جَمَعَ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ، فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ فَبَعَثُوا إِلَى الرَّبْعَةِ الَّتِي فِي بَيْتِ عُمَرَ، فَجِيءَ بِهَا قَالَ [ص: 105] : وَكَانَ عُثْمَانُ يَتَعَاهَدُهُمْ، فَكَانُوا إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ أَخَّرُوهُ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقُلْتُ لَكَثِيرٍ، وَكَانَ فِيهِمْ فِيمَنْ يَكْتُبُ: هَلْ تَدْرُونَ: لِمَ كَانُوا يُؤَخِّرُونَهُ؟ قَالَ: لَا قَالَ مُحَمَّدٌ: فَظَنَنْتُ ظَنًّا، إِنَّمَا كَانُوا يُؤَخِّرُونَهَا " #لينظروا #احدثهم #عهدا #بالعرضة #الآخرة #فيكتبونها #على #قوله ))
و صحح الرواية ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره الجزء الاول و قال : ((صحيح أيضا))

خامسا : مع ان هذه قراءة شاذة منسوبة لابي بن كعب رضي الله عنه الا انه ثبت عنه كما بينا من اسانيد القران انه قراها و اقراها كما في المصاحف العثمانية و ثبت عنه ايضا انه #صرح بصحة القراءات و ان كلها من النبي عليه الصلاة و السلام و من الاحرف السبعة
صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين و قصرها
1356 820 حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا إسمعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده عن أبي بن كعب قال كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما فسقط [ ص: 562 ] في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال لي يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها فقلت اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم

سادسا : ابن مسعود رضي الله عنه صرح بصحة قراءة المصحف الذي عندنا اليوم و نهى عن الاختلاف
حدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ الْقَرَأَةَ، فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبَيْنِ، فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالِاخْتِلَافَ وَالتَّنَطُّعَ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ وَتَعَالَ
كتاب فضائل القران للقاسم بن سلام المعروف بابي عبيد الجزء الاول ص 361

ويدل على ذلك ايضا حديثه عن النبي عليه الصلاة و السلام
صحيح البخاري كتاب الخصومات
باب ما يذكر في الإشخاص والخصومة بين المسلم واليهود
2279 حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال عبد الملك بن ميسرة أخبرني قال سمعت النزال بن سبرة قال سمعت عبد الله يقول سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كلاكما محسن قال شعبة أظنه قال لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا

سابعا : قراءة مصاحفنا اليوم هي القراءة على العرضة الاخيرة و هي التي عليها القراءات العشر و المصحف الذي كتبه زيد بن ثابت رضي الله عنه لابي بكر رضي الله عنه ثم نسخه الى عدة نسخ لعثمان رضي الله عنه فكل ما قراه النبي صلى الله عليه وسلم في العرضة الاخيرة تم تدوينه من قبل زيد بن ثابت رضي الله عنه زمن ابي بكر رضي الله عنه و نسخه زمن عثمان رضي الله عنه و ليس فيها القراءة الشاذة (ووصى) الموجودة في الرواية
في مستدرك الحاكم
2857 - أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، ثنا علي بن عبد العزيز البغوي ، بمكة ، ثنا حجاج بن المنهال ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة رضي الله عنه ، قال : « عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضات » فيقولون : إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة

ثامنا : المعلوم ان الصحابة اخذو المصحف الذي نسخه عثمان رضي الله عنه بالقبول بل لم ينكر منهم احد على عثمان رضي الله عنه و اجمعوا عليه و لم يعترضوا على عدم كتابة الاية كما في الرواية الضعيفة (ووصى)
نقرا في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول باب جمع عثمان رضي الله عنه المصحف
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "أَدْرَكْتُ النَّاسَ مُتَوَافِرِينَ حِينَ حَرَّقَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ، فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ
و علق ابن كثير رحمه الله على هذه الرواية في الجزء الاول من تفسيره باب جمع القران ((و هذا اسناد صحيح))

و من كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني رحمه الله ايضا نقرا
رقم الحديث: 34 (حديث موقوف) حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَيَعْقُوبُ ، قَالا : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مِرْثَدٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ فِي الْمَصَاحِفِ : " لَوْ لَمْ يَصْنَعْهُ عُثْمَانُ لَصَنَعْتُهُ ))

و ممن رضي بنسخ عثمان رضي الله عنه للمصاحف و احراق ما سواها هو ابي بن كعب رضي الله عنه نفسه
نقرا في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول باب جمع عثمان رضي الله عنه المصحف
((حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أبو الربيع ، قال: أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو ، قال: قال بكير : حدثني بسر بن سعيد ، عن محمد بن أبي : " أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه فقالوا: إنما تحملنا إليك من العراق، فأخرج لنا مصحف أبي , قال محمد: " قد قبضه عثمان قالوا: سبحان الله أخرجه لنا قال: قد قبضه عثمان))
قال محقق كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني الدكتور محب الدين واعظ في هامش الصفحة 212 :
((اسناده صحيح ))

بل ان المصاحف التي نسخها زيد بن ثابت رضي الله عنه و بقية اللجنة و منهم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وافقت مصاحف جمهور الصحابة
نقرا في شرح السنة للامام البغوي رحمه الله كتاب فضائل القران باب جمع القران
وَرُوِيَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَقُولُ : " اتَّقُوا اللَّهَ أَيّهَا النَّاسُ ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي عُثْمَانَ ، وَقَوْلكُمْ : حَرَّاقُ الْمَصَاحِفِ ، فَوَاللَّهِ مَا حَرَّقَهَا إِلا عَلَى مَلإٍ مِنَّا أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا ، فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ الَّتِي اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهَا ؟ يَلْقَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ ، فَيَقُولُ : قِرَاءَتِي خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَقِرَاءَتِي أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِكَ ، وَهَذَا شَبِيهٌ بِالْكُفْرِ ، فَقُلْنَا : مَا الرَّأْيُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فَإِنِّي أَرَى أَنْ أَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى مُصْحَفٍ وَاحِدٍ ، فَإِنَّكُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمُ الْيَوْمَ كَانَ مَنْ بَعْدَكُمْ أَشَدَّ اخْتِلافًا ، فَقُلْنَا : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ : لِيَكْتُبْ أَحَدُكُمَا ، وَيُمْلِ الآخَرُ ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي شَيْءٍ ، فَارْفَعَاهُ إِلَيَّ ، #فَمَا #اخْتَلَفْنَا #فِي #شَيْءٍ #مِنْ #كِتَابِ #اللَّهِ #إِلا #فِي #حَرْفٍ #وَاحِدٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، قَالَ سَعِيدٌ : التَّابُوتُ سورة البقرة آية 248 ، وَقَالَ زَيْدٌ : التَّابُوهُ ، فَرَفَعْنَاهُ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : اكْتُبُوهُ التَّابُوتُ سورة البقرة آية 248 ، قَالَ عَلِيٌّ : وَلَوْ وَلِيتُ الَّذِي وَلِيَ عُثْمَانُ لَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ.

نقرا في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني رحمه الله الجزء الاول باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف
قال الزهري: فاختلفوا يومئذ في التابوت والتابوه، فقال النفر القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت، فإنه بلسان قريش. حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن يحيى ، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال: حدثنا أبي ، عن ابن شهاب ، عن أنس بهذا "

يقول المحقق شعيب الارنؤوط في هامش تحقيقه لسير اعلام النبلاء الجزء الثاني في ترجمة زيد بن ثابت رضي الله عنه :
(( حفص: هو ابن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي، صاحب عاصم، وهو إمام في القراءة، متروك في الحديث، وفي الباب عن سويد بن غفلة قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: اتقوا الله أيها الناس وإياكم والغلو في عثمان وقولكم حراق المصاحف، فوالله ما حرقها إلا على ملا منا أصحاب محمد جميعا. وفيه أن عثمان أرسل إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص، فقال: ليكتب أحدكما ويملي الآخر، فإذا اختلفتم في شيء فارفعاه إلي، فما اختلفنا في شيء من كتاب الله إلا في حرف واحد في سورة البقرة، قال سعيد " التابوت " وقال زيد " التابوه " فرفعناه إلى عثمان، فقال: اكتبوه " التابوت " قال علي: " ولو وليت الذي ولي عثمان، لصنعت مثل الذي صنع " ذكره البغوي في " شرح السنة " 4 / 524، 525، ووراه ابن أبي داود في " المصاحف ": 22، 23، #وإسناده #صحيح، كما قال الحافظ في " الفتح " 9 / 16))

تاسعا : انكار العلماء لهذه القراءة الشاذة سندا و متنا
قال الزرقاني في مناهل العرفان الجزء الاول :
((الشبهة الخامسة:
يقولون: من وجوه الطعن أيضا ما روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} إنما هي ووصى ربك التزقت الواو بالصاد وكان يقرأ: ووصى ربك ويقول: أمر ربك إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد وروي عنه أنه قال: أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم. ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه. فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس: {وَقَضَى رَبُّكَ} ولو نزلت على القضاء ما أشرك أحد.
ونجيب: عن ذلك كله أولا بما أجاب به ابن الأنباري إذ يقول: إن هذه الروايات ضعيفة.
ثانيا: أن هذه الروايات معارضة للمتواتر القاطع وهو قراءة وقضى ومعارض القاطع ساقط.
ثالثا: أن ابن عباس نفسه وقد استفاض عنه أنه قرأ: وقضى وذلك دليل على أن ما نسب إليه في تلك الروايات من الدسائس الرخيصة التي لفقها أعداء الإسلام. قال أبو حيان في البحر: والمتواتر هو {وَقَضَى} وهو المستفيض عن ابن عباس والحسن وقتادة بمعنى أمر. وقال ابن مسعود وأصحابه بمعنى وصى اهـ
إذن رواية وقضى هي التي انعقد الإجماع عليها من ابن عباس وابن مسعود وغيرهما فلا يتعلق بأذيال مثل هذه الرواية الساقطة إلا ملحد ولا يرفع عقيرته بها إلا عدو من أعداء الإسلام.))

قال ابن الجوزي في الحاوي في تفسير القران الجزء الثالث :
((روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أمَر ربك.
ونقل عنه الضحاك أنه قال: إِنما هي {ووصى ربك} فالتصقت إِحدى الواوين بالصاد، وكذلك قرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو المتوكل، وسعيد بن جبير: {ووصى}، وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإِجماع، فلا يلتفت إِليه.))

عاشرا : كتابة المصحف لم تكن من شخص واحد او طرف واحد بل كان عدة اشخاص و نسخ عثمان رضي الله عنه مصحف ابي بكر رضي الله عنه الى عدة نسخ فخطا واحد من ناسخ واحد يستحيل انتقاله الى باقي الكتبة في باقي النسخ
صحيح البخاري كتاب فضائل القران باب جمع القران
4702 حدثنا موسى حدثنا إبراهيم حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه .... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق
فهل من المعقول ان اخطا الاربعة نفس الخطا خاصة بعد المراجعة !!!؟؟؟؟

او لنقل هل من المعقول ان ينتقل هذا الخطا الى اثنا عشر شخصا كانو يراجعون و يكتبون المصاحف ؟؟!!!
في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول باب جمع عثمان للمصاحف
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ عُثْمَانُ أَنْ يَكْتُبَ الْمَصَاحِفَ، جَمَعَ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ، فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ فَبَعَثُوا إِلَى الرَّبْعَةِ الَّتِي فِي بَيْتِ عُمَرَ، فَجِيءَ بِهَا قَالَ : وَكَانَ عُثْمَانُ يَتَعَاهَدُهُمْ، فَكَانُوا إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ أَخَّرُوهُ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقُلْتُ لَكَثِيرٍ، وَكَانَ فِيهِمْ فِيمَنْ يَكْتُبُ: هَلْ تَدْرُونَ: لِمَ كَانُوا يُؤَخِّرُونَهُ؟ قَالَ: لَا قَالَ مُحَمَّدٌ: فَظَنَنْتُ ظَنًّا، إِنَّمَا كَانُوا يُؤَخِّرُونَهَا " لينظروا احدثهم عهدا بالعرضة الآخرة فيكتبونها على قوله ))
و صحح الرواية ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره الجزء الاول و قال : ((صحيح أيضا . ))

احدى عشر : .تذكر الرواية ان الخطا الكتابي وقع في المصحف اثناء كتابته و هذا مستحيل لان عثمان رضي الله عنه نسخ مصحف ابي بكر رضي الله عنه الى عدة نسخ و ليس الى نسخة واحدة فقط
فهل تكرر الخطا في كل النسخ التي وزعت الى الاقاليم ؟؟ و هذا مستحيل
ام كانت في نسخة دون الاخريات و هذا ايضا محال لان القراءات العشر و القراء العشر اعتمدو على المصحف العثمانية
نقرا في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ قَالَ: «لَمَّا كَتَبَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ حِينَ جَمَعَ الْقُرْآنَ، كَتَبَ سَبْعَةَ مَصَاحِفَ، فَبَعَثَ وَاحِدًا إِلَى مَكَّةَ، وَآخَرَ إِلَى الشَّامِ، وَآخَرَ إِلَى الْيَمَنِ، وَآخَرَ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، وَآخَرَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَآخَرَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَحَبَسَ بِالْمَدِينَةِ وَاحِدًا»

اثنا عشر : هذه القراءة الشاذة قد تكون احدى الاحرف الستة المنسوخة في العرضة الاخرية خاصة ان بعض القراءات الشاذة عن بن مسعود و ابي بن كعب رضي الله عنهما هي من ذلك الصنف ان افترضنا صحة السند
نقرا في النشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمه الله الجزء الاول المقدمة :
(( وقال بعضهم : إن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولا ، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيرا عليهم ، وهو أوفق لهم أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الأخيرة ، وبعضهم يقول إنه نسخ ما سوى ذلك ; ولذلك نص كثير من العلماء على أن الحروف التي وردت عن أبي وابن مسعود وغيرهما مما يخالف هذه المصاحف منسوخة))
هذا وصلى الله على سدنا محمد و على اله وصحبه وسلم