عاشرا : رمتني بدائها وانسلت .

اولا : كوارث مقدمة انجيل لوقا : جهالة الكاتب و طامة تاليف القصص !!!
تكلم المنصر عن الاختلاف في تعيين صحبة الراوي من عدمه فماذا عن كتابه !!! الناظر الى كتابه يجد ان انجيل لوقا الفه رجل يدعى لوقا كرسالة الى شخص مجهول اسمه ثاوفيلس
الكارثة ليست في جهالة ثاوفيلس الكارثة في امرين اخرين :

1. سياق مقدمة انجيل لوقا يوحي ان هناك اناجيلا اخري ضاعت و لم تصلنا و ان الكل كان يؤلف القصص كما هب ودب دون ضابط !!! و لمعرفة السبب تاريخيا في هذا سنرجع قليلا الى الوراء .



1. اعتمد نص العهد الجديد بعد عروج المسيح عليه الصلاة و السلام على النقل الشفهي ، الا انه تميز بسلبيتين عظيمتين : الاول : افتقاد الاسانيد والذي بدوره ادى الى السلبية الثانية و هي : بزوغ قصص وروايات مختلفة كثيرة مجهولة المصدر عن افعال واقوال و حتى سيرة المسيح عليه الصلاة و السلام مما سبب عشوائية كبيرة انتجت لنا اناجيل عديدة في فترة مبكرة جدا من القرن الاول من بعد عروج المسيح عليه الصلاة و السلام ترجع الى زمن الحواريين انفسهم و امام عيني بولس حتى اضطر للاعتراف بتحريف إنجيل المسيح
كما في رسالته الى غلاطية الاصحاح الاول
((6 إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيل آخَرَ!
7 لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ.
8 وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»!
9 كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»!
10 أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.
11 وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ.))

ويرجع سبب هذه العشوائية في النقل الشفهي و افتقار الضبط في النقل و افتقار عامل الكتابة في هذه الفترة - كما نقلنا سابقا - الى اعتقاد النصارى في تلك الفترة ان الرجعة الثانية للمسيح عليه الصلاة و السلام ستكون قريبة جدا خلال سنوات قليلة !
نقرأ من المدخل إلى العهد الجديد لفهيم عزيز الصفحة 106 - 107 :
(( ويمكن للدارس أن يجد سببين مهمين لعدم إسراع المسيحيين الأوائل في تدوين هذه الشهادة، السبب الأول هو أنهم كانوا يؤمنون أن المسيح آت سريعاً ونهاية العالم قد قربت.... أما السبب الثاني فهو عقيدة الأوائل بأن الكلمة المقولة أعظم كثيراً من الكلمة المكتوبة. وما دام الرسل الذين كانوا معاينين لا زالوا موجودين، ولديهم الخبر اليقين فلا داعي للكتابة فكلمتهم أعظم من أية كلمة تكتب. ولقد ظل هذا الرأي سائداً حتى بعد أن كتبت الأناجيل وانتشرت))

2. تبعت هذه الفترة من النقل الشفهي فترة كتابة الاناجيل و قد تميزت بكثرة التاليف المعتمد على ذلك النقل الشفهي الغير مضبوط و العشوائي و الغير مسند فكتبت عدة اناجيل تميزت هي بدورها ايضا بفقدان اسانيدها مما ادى الى الجهالة من جهة المؤلف ، و لا يمكن تحديد كاتب هذا او ذاك الانجيل او بعض تلك الرسائل الا بالترجيح و الحدس و الظن !!!
نقرا من كتاب المدخل إلى الكتاب المقدس للقس حبيب سعيد الصفحة 215-216:
((. ويسوع نفسه لم يكتب شيئاً ولا فكر أتباعه في تدوين قصة مكتوبة عن سيدهم وتسليمها للأجيال اللاحقة. ونظراً لعدم وجود أدلة مباشرة نسترشد بها فإننا مضطرون إلى أن نلجأ إلى الحدس والتخمين . ومن المرجح جداً أن بعض تلاميذ يسوع قد جمعوا لاستعمالهم الخاص مجموعات من أقوال المسيح والحوادث التي رأوها ذات شأن خطير. ))

3. و مع هذا و ذاك كان الناتج اناجيل مجهولة المؤلف جمعت بعضا من تلك القصص و الروايات العشوائية و ضاعت بعض تلك الروايات و القصص الاخرى !!
و هنا نضع اعتراف المفسر ادم و كلارك حيث يقول ان في ذلك العهد كانت هناك أناجيل و قصص اخرى متداولة عن المسيح لعل بعضها يتكلم عن التمسك على الشريعة !!! و يشير ادم كلارك هنا الى لوقا 1: 1
نقرا كلام ادم كلارك
((Another gospel - It is certain that in the very earliest ages of the Christian Church there were several spurious gospels in circulation, and it was the multitude of these false or inaccurate relations that induced St. Luke to write his own. See Luk 1:1. We have the names of more than seventy of these spurious narratives still on record, and in ancient writers many fragments of them remain; these have been collected and published by Fabricius, in his account of the apocryphal books of the New Testament, 3 vols. 8vo. In some of these gospels, the necessity of circumcision, and subjection to the Mosaic law in unity with the Gospel, were strongly inculcated. And to one of these the apostle seems to refer.))
https://www.sacred-texts.com/bib/cmt/clarke/gal001.htm

و هذا بدوره يفسر لنا لم قال كاتب انجيل لوقا في بداية إنجيله
((1 إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،
2 كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ،
3 رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،
4 لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.))

4. وبعد ذلك صار نص العهد الجديد ينقل كتابة (على اوراق البردي حتى القرن الرابع حينما ظهرت لنا المخطوطات الكبيرة كالسينائية و الفاتيكانية ) الا ان هذه الكتابة تميزت بسلبيات عديدة : اولها ضياع الكتابات الاصلية او بالاحرى النسخ الاصلية وثانيها فقدان الاسانيد المثبتة لصحة المنقول و امانة ووثاقة وضبط الناقل و ثالثها عدم وجود ضابط او معيار لنقل النص كتابة .
فكان الحاصل من كل ما ذكرناه (عن نص العهد الجديد) بضعة برديات من القرن الثاني الى القرن الرابع ثم مخطوطات من القرن الرابع ، لا نعرف هوية كاتبها و لا وثاقة و لا امانة و لا ضبط الناقل و لا نعرف عن اي نسخة نسخت مع وجود الاختلافات بين المخطوطات بعضها ببعض و بين نسخ العهد الجديد اليوم بتراجمه !!!! مع الاخذ بعين الاعتبار عدم وجود - اليوم- اي بردية او مخطوطة لنص العهد الجديد من القرن الاول !!! .



2. جهالة مؤلف انجيل لوقا و بيان بطلان نسبته الى نفسه لوقا الطبيب المذكور في سفر اعمال الرسل .



وقد اجمع النقاد بناءا على طريقة كتابة النص و انهما في مقدمتهما موجهان الى نفس الشخص (تاوفيلس ) غيرها من الاسباب ان مؤلف انجيل لوقا هو نفسه مؤلف سفر اعمال الرسل .
نقرا من الترجمة الرهبانية اليسوعية الصفحة 179 :
(( انجيل لوقا هو الانجيل الوحيد الذي له مقدمة مثل كثير من المؤلفات اليونانية في تلك الايام. و هذه المقدمة موجهة الى رجل اسمه تاوفيلس يبدو انه امرؤ ذو شان. و لكتاب اعمال الرسل مقدمة ايضا موجهة الى ذلك الرجل نفسه و تحيل القارئ الى الكتاب الاول حيث ذكر المؤلف ((جميع ما فعل يسوع و علم)) (رسل 1: 1-2) فاستنتج منذ ايام الكنيسة القديمة ان للانجيل و اعمال الرسل مؤلفا الرسل . و اثبت النقاد في عصرنا هذا الراي استنادا الى تجانس اللغة و التفكير في الكتابين و الى تجانس ما يرميان اليه ))

تشير الدلائل ان الانجيل تم كتابته بين عامي 80 و 90 و مع انه موجه في المقدمة الى تاوفليس الا انه موجه ايضا الى جماعة مسيحية ذي ثقافة يونانية . وقد جزم النصارى ان الكاتب هو لوقا لوجود شهادة ايريناوس و لان الكاتب يبدو انه طبيب و لوقا كان طبيبا الا ان هذا مردود من وجهين :
الوجه الاول : ان ايريناوس ذكر هذا الكلام بدون سند و ذكره في نهاية القرن الثاني
الوجه الثاني : ان المعلومات المذكورة في الانجيل معروفة لدى اي طبيب في القرن الاول .

نقرا من الترجمة الرهبانية اليسوعية الصفحة 184- 185 :
(( فالنقاد غالبا ما يحددون تاليفه بين السنة 80 و 90 و منهم من يجعلون له تاريخا اقدم .
ان الكتاب مرفوع الى تافليس و لكنه موجه خاصة من خلال هذا الرجل الى مسيحيين ذوي ثاقفة يونانية ....ويبدو ايضا ان المؤلف نفسه ينتمي الى العالم الهلنستي بلغته وبعدد من الميزات التي سبق ذكرها . و غالبا ما تبين للنقاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين و لكثير من عادات هذا البلد .
و هناك تقليد اقدم شاهد عليه ايريناوس الذي عاش في اواخر القرن الثاني. يقول التقليد ان كاتب هذا الانجيل الثالث هو لوقا الطبيب الذي ذكره بولس في قوله 4/ 14 وف 24 و 2 طيم 4 /11. وقد وجد الكثيرون دليلا على مهنة كاتب الانجيل الثالث الطبية في دقة وصفه للامراض، و لكن هذا الدليل ليس قاطعا، لان المفردات التي يستعملها لا تختلف عن المفردات التي كان يستعملها كل انسان مثقف في ذلك الزمان. اما علاقته ببولس فلسنا نجد في الانجيل ما يساعدنا على كشفها سوى بعض الالفاظ فلا بد للبت في هذا الموضوع من البحث في شواهد كتاب اعمال الرسل . ))
[ATTACH=CONFIG]n811147[/ATTACH]

[ATTACH=CONFIG]n811148[/ATTACH]


وقد حاول البعض الاستدلال بنصوص سفر اعمال الرسل لمحاولة اثبات ان سفر اعمال الرسل هو من تاليف احد تلاميذ بولس و ان المرشح الوحيد لذلك هو لوقا الطبيب الا ان هذا مشكوك لعدة اسباب :
1. الاختلاف بين افكار كاتب سفر الاعمال و بين افكار بولس في رسائله
2. اهمال مؤلف سفر اعمال الرسل لبعض الحوادث التي ذكرها بولس و التي من المستحيل ان لات ذكر من قبل تلميذ لبولس .

نقرا الترجمة الرهبانية اليسوعية الصفحة 372 :
(( و لكن من المؤلف ؟ ان وجود اجزاء بصيغة ((نحن)) يوحي ان المؤلف كان منتميا الى بيئة بولس . يضاف اليه ان الاعتدال في ذلك الايحاء الذي يخصه الكاتب برسالة بولس و التوافق الوثيق بين افكار المؤلف و افكار بولس امران يدعوننا الى البحث عن هوية المؤلف، من هذه الجهة ، فيكون ((لوقا الطبيب الحبيب)) (قول 4 /14 وف 24) هو المرشح الممكن الوحيد. لكن هناك امورا لا بد من النظر فيها . فالتوافق بين افكار سفر اعمال الرسل و افكار بولس يبقى، في اقل تقدير غير اكيد في شؤون بعضها مهم كمعنى الرسالة على سبيل المثال (13/ 31) و مكانة الشريعة. و كذلك تاكيد سفر اعمال الرسل لبعض الاشياء او اهماله لغيرها يدعوان الى الدهش. فكيف يمكن رفيق لبولس، معروف، لما ورد في وثائق اخرى ، باهتمامه الشديد بمسالة اهتداء الوثنيين ، ان يسكت عن الازمة الغلاطية؟ لا شك ان لهذه المسائل شانها. و لكن هل يستنتج من ذلك انه لا يمكن ان يكون مؤلف الانجيل الثالث و سفر اعمال الرسل رفيقا لبولس و ان اقتراح اسم لوقا مستبعد استبعادا تاما ؟ اقل ما يقال ان هذا الامر قابل للبحث))
[ATTACH=CONFIG]n811149[/ATTACH]


فحقيقة الامر ان كون لوقا هو كاتب الانجيل الثالث و سفر اعمال الرسل هو امر مشكوك فيه و مجرد استنتاج و ان اقر عليه اباء الكنيسة و ذلك لان التصريح بهذا الاسم انما جاء في القرن الثاني الميلادي و ليس لاحد من المصرحين سندا متصلا الى لوقا لاثبات ان الكاتب هو لوقا الطبيب ! بل ان فرضية ان الكاتب كان احد رفقاء بولس هو امر مشكوك فيه ايضا !

نقرا من موسوعة Standard International Bible Encyclopedia :
(( The first writers who definitely name Luke as the author of the Third Gospel belong to the end of the 2nd century. They are the Canon of Muratori (possibly by Hippolytus), Irenaeus, Tertullian, Clement of Alexandria. We have already seen that Julicher (Introduction, 330) admits that the ancients Universally agreed that Luke wrote the Third Gospel. In the early part of the 2nd century the writers did not, as a rule, give the names of the authors of the Gospels quoted by them. It is not fair, therefore, to use their silence on this point as proof either of their ignorance of the author or of denial of Luke's authorship. ))
https://www.internationalstandardbib...gospel-of.html

و مع ان الكاتب يحاول ان يبرر و يقول انه من غير الانصاف ان يستخدم هذا التاخير في التسمية قي نفي ان لوقا هو كاتب الانجيل الثالث و سفر اعمال الرسل الا انه يمكن قلب المعادلة بالقول :
انه من غير المنصف ايضا التاكيد و الجزم على ان لوقا الطبيب هو كاتب الانجيل الثالث و سفر اعمال الرسل لمجرد ان اباء الكنيسة في القرن الثاني ذكروا ذلك .

وافضل يمكن ان يرجحوه هو ان كاتب الانجيل و سفر اعمال الرسل كان رفيقا لبولس - ان تغاضينا النظر عن المشاكل التي ذكرتها الترجمة الرهبانية اليسوعية - و تبقى مع هذا هوية المؤلف مجهولة .

واما الاصرار على ان رفيق بولس المذكور هو لوقا الطبيب مردود :
1. لان المفردات المذكورة في الانجيل و اعمال الرسل مفردات عامة يعرفها اي مثقف في ذلك الزمان و ليست محصورة على الاطباء فقط
2. لان لوقا الطبيب ليس الوحيد الذي رافق بولس
3. لانه لا يمكن الجزم ايضا بان لوقا كان الطبيب الوحيد من رفقاء او معارف بولس (ان قلنا ان كاتب الانجيل و اعمال الرسل طبيب )




ثانيا : الخرافة في اعتقاد اباء الكنيسة و اثرها على حكمهم بقدسية بعض الاسفار من عدمها مع بيان التناقض و السخافة في استدلالاتهم .

نقرا ما قاله اوغسطين في كتابه مدينة الله الجزء الثاني الصفحة 269 :
(( لندع جانبا اساطير تلك الكتب المسماة منحولة لانها استمدت اصولها من ابائنا الذين اخذنا عنهم ما للكتب الحقيقية من سلطان ، من خلال تقليد معروف و اكيد ، و مع ان تلك الكتب المنحولة تحتوي على شيء من الحقيقة فالاخطاء الكثيرة التي تتضمنها تنزع عنها كل سلطة قانونية . و ان يكن انوش المتحدر السابع من ادم قد كتب تحت الهام الهي فذاك ما لا نستطيع ان ننكره، طالما ان الرسول يهوذا يشهد له به في رسالته القانونية. و لم يكن غياب كتب انوش عن الكتب القانونية المحفوظة في هيكل اليهود و تحت رعاية كهنتهم غيابا لا سبب له .... ))

و يقول في الصفحة 236 ناقلا اتهام البعض لليهود بتحريف النسخة العبرية ليحطوا من السبعينية عند النصارى :
(( ان المؤيدين لهذا الراي و خوفا من ان يؤثروا بالسوء على الايمان بالكتب المقدسة التي توليها الكنيسة كل سلطانيعزون هذا الخطا لليهود لا على ترجمة المفسرين و ينسبونه الى الاصل المنقول الى اليونانية. لانهم يقولون ان النسخة السبعينية التي التقى ناسخوها علي فهم النص كما على مدة عملهم لا يمكن ان تكون نتيجة خطا منهم او غش لا مصلحة لهم فيه، اوليس من الارجح ان اليهود الذين غاروا من رؤية كتب الشريعة و الانبياء تنتقل الينا قد شوهوا كتبهم ليضعفوا من سلطة كتبنا ؟ ليتخذ كل من اراد الراي او الافتراض الذي يرضيه ))

اذا نستنتج من هذا الكلام شيئين :
اولا : كتب الابوكريفا (و لا اقصد هنا الاسفار القانونية الثانية ) تحتوي على كثير من الحق و الباطل فما وافق منها اقتباسات العهد الجديد فهو حق و ما خالفه فهو باطل ـ و هذا عين ما نقوله عن علاقة القران الكريم بالكتب السابقة المحرفة !!!

ثانيا : القديس اوغسطين لا يستبعد الراي القائل ان اليهود مباشرة بانهم لهم يد في تحريف كتب الشريعة و الانبياء و ادخال الخرافة فيها ليطعنوا في كتب النصارى !!!

ويؤكد هذا الراي محبوب بن قسطنطين المنبجي اسقف مدينة منبج و اتهامه اليهود الماسوريين بتحريف النص العبري الماسوري عمدا
نقرا من تاريخ محبوب بن قسطنطين الصفحة 581- 582 :
(( فذلك سبع مائة و خمس وتسعين سنة ومن مولد مهلالايل تم لادم تسع مائة و ثلاثين سنة التي هي مدة حياته فاما على ما في التورية التي في ايدي اليهود على ما افسدوا و نقصوا منها من السنين اعني من السنين التي نقصوا من حياتهم قبل ان يولد لهم الاولاد التي تحسب لمدة من تاريخ سني العالم وتورية السريانيين من التورية لان التورية السريانية من العبرانية نقلت بعد النصرانية و بعد الفساد فانه مكتوب فيها ان ادم عاش الى الجيل التاسع من ولد ولده وذلك الى سنة ست و خمسين من مولد لامك بن اخنوخ لانهم نقصوا من سني ادم و غيره من الاباء مائة سنة من قبل ان يولد لهم الاولاد وزادوها في سني عيشهم من بعد ان ولد لهم الاولاد ارادوا كهنة اليهود حنان وقيافا ابطال مجي المسيح و انه لم يبلغ المدة التي تاتي فيها فيما ذكروا ))




و العجيب اننا اذا رجعنا الى كلام اوغسطين في كتابه مدينة الله الجزد الثاني سنفاجا بانه نسب اختلاف الاعمار بين السبعينية و العبرية لا الي خبث اليهود و تحريفهم المتعمد و لكن الى خطا الناسخ الاصلي و هو ينسخ النص في مكتبة بتولوميوس !!!


و يحق لنا ان نسال اوغسطين عن الدليل على كلامه و لكننا نعلم يقينا ان هذا الكلام لا يمكن التثبت منه فاوغسطين اذا يقول اي كلام و اي ادعاء دون اسنادها الى وثيقة او سند تاريخي !!!

و من العجائب التي اتانا بها اوغسطين في نفس الكتاب انه مع كونه ينكر وقوع الجماع الجنسي بين الملائكة و بين نساء البشر وولادتهم للعمالقة الجبابرة (كما في سفر اخنوخ الابوكريفي وراجع سفر التكوين الاصحاح السادس الاعداد : 1-4 ) الا انه لا ينكر وجود عمالقة بالاوصاف المذكورة ويحكي لنا قصة طريفة عن عملاقة تسكن مع والديها !!

هل رايتم اين الخرافة ؟؟؟



هذا وصلى الله على سيدنا محمد و على اله وصحبه وسلم