س1/ عنده سؤال عن الهاتف الجوال والرد عليه في أثناء الدرس وترك الهاتف الجوال على النغمة اللمزعجة وكذلك النداء العالي؟
ج/ الذي ينبغي في الدروس أن يترك هذا، إلا لمن كان ينتظر شيئا مهما وليس فيه إزعاج، يمكن يرتب نفسه؛ لكن الأصل هو إعانة نفسه والآخرين على الإنصات، ولاشك أنه من تمام الأدب عدم إشغال الآخرين بذلك.
س2/ ألا يقصد المؤلف رحمه الله بأهل الحديث والأثر خير القرون قرني؟
ج/ هذا قد يرد ولكن لا يسمى الصحابة أهل الأثر، لأن التفصيل أهل الأثر وأهل النظر إنما أتى بعد ذلك لا نقول أن الصحابة أنهم أهل أثر وأهل نظر إنما هذا نشأ في أوائل القرن الثاني من مدرسة المدينة أهل الرأي والكوفة الرأي، فانقسم أهل العلم إلى مدرستين مدرسة النظر والفقه ومدرسة الفقه والأثر.
س3/ تكثر المراثي والأشعار فيمن يموت من العلماء وغير ذلك، ويحصل من المبالغة في ذكر المحاسن والثبات عليه وثم سؤالان:
الأول: هل هذا من النياحة.
الثاني: يرد في كثير منها بعض الألفاظ الشركية وقريب منها والمبالغة الشديدة إلى آخره. وذكر أمثلة من ذلك .
وأظنه يقول القصائد في كانت رثاء عبد العزيز بن باز وثم مدخل لأهل البدع.
ج/ لاشك أن ما رثي به سماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى فيه قسم منه حق وطيّب وجزى الله الراثين خيرا.
والعلماء يرثون العلماء والشعراء يرثون أهل العلم ومن في صفهم على الإسلام والمسلمين.
لكن القسم الثاني من تلك المراثي كما ذكر فيها من الغلو ووسائل الشرك ونداء الميت ما فيه، وهذا مما يبين لك غربة التوحيد، وأن الناس لا يصح أن يقولوا التوحيد علمناه والحمد لله الناس الحمد لله الناس على الفطرة ولا يحتاجون للعقيدة والتوحيد.
هذا في موت سماحة الشيخ لما سير بجنازته من الناس من تمسح به وألقى عليه سترة من الجهلة ولما جاء القصائد فيه من يشار إليهم من ناداه يا أبا عبد الله وغوث الملاهيف(207)... ونحوه من المبالغات.
وهذا يدلك على أن رسالة الشيخ رحمه الله والدعوة التي أقامها في ملازمة السنة وترك البدع ورد وسائل الشرك ووسائل البدع فيمن هو أفضل من الشيخ رحمه الله هو النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أبو بكر وعمر عثمان وعلي إلى آخره، الشيخ أقام حياته لتقريض السنة ووسائل الشرك ويأتي من يغلو فيه إما لغرض صالح أو لغرض غير صالح أيضا هذا لاشك أنه ذنب وإثم على من قاله يجب عليه التوبة وسحب هذه القصائد وأن يراجعها أهل العلم إذا كان فيها شيء منكر يجب عليه أن..، وهذه نتبرأ منها نتبرأ ممن غلا في مدح الصحابة وفي مدح النبي ( غلا فيه الغلو الذي أوصله إلى مقام لم يجعله الله جل وعلا له، فكيف بمن هو دون النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ودون الصحابة من العلماء والأولياء ومثل سماحة الشيخ رحمه الله تعالى؟ لاشك أن الواجب الانكار ولا نقر شيئا من ذلك ونبرأ منه.
وليس لأهل البدعة حجة في ذلك لأن أهل التوحيد فيهم جهلة أيضا، مثل ما في أهل البدع جهلة، فمن أهل البدع يبالغون في المدح ويطرون، كذلك في المنتسبين إلى التوحيد وإلى أهل التوحيد وإلى أهل العقيدة فيهم من يجهل كثيرا فيخطئ ويتجاوز.
وذكرني ذا حينما رأيت بعض الأشياء ذكرني هذا بشيخ الإسلام ابن تيمية الذي عاش حياته للعقيدة وللتوحيد ولنصرة السنة ولرد البدع ووسائل الشرك والغلو في الأموات ثم بعد ذلك جنازته صلي عليها الظهر وظلت تمشي إلى المقبرة والناس يلقون عمائمهم وسلقون أرديتهم على جثمان شيخ الإسلام تبركا به، فما حياته إذن؟ هؤلاء الجهلة الكثيرون حتى ولو انتسبوا إلى الثقافة وإلى العلم بحاجة إلى أن يدرسوا العقيدة ويعلمون ما يقبح وما يحسن، هو يريد أن يرثي إمام وعالما مثل سماحة الشيخ ويقع في افثم ويجعل الإثم أيضا ينتشر في الأمة والبدعة ووسائل الشيك فبدل أن نسير في دعوته وما عاش في حياته له نخالفه بعد وفاته وهذا لاشك أنه مما يسر الشيطان ويأنس له.
والغلو شرٌّ الغلو شر، وهدي الصحابة في ذلك هو الهدي الكامل، كم المراثي في أبي بكر وكم المراثي في عمر وعثمان وكم المراثي ابن عمر وابن عباس، اجمعوها أليس في زمانهم من الشعراء من فيه، لكنها قليلة محافظة لا لأنهم لا يستحقون؛ لكن خشية من الغلو، وأحيانا بعض المسائل يعامل فيها الإنسان الناس بنقيض القصد حتى يتوسعوا في الشرك والدع.
ولهذا ينبغي عليكم جميعا أن تستدلوا بما حصل في هذه التجاوزات على غربة التوحيد ويعطيكم دليلا على أنه في هذا البلد والذين هم قريبين من الشيخ ويعلمون دعوته ويعلمون الكتب التي شرحها ودرسها وفتاويه التي يرد فيها على أقل البدع وعلى أقل وسائل الشرك كيف أن الناس يخالفونه وهم عاشوا معه سنين عددا فما أشد الغربة وما أشد حاجة الناس إلى التوحيد والعقيدة العلم الصحيح والالتزام بالسنة.
أسال الله جل وعلا أن يرفع درجة شيخنا في عليين وأن يجزيه عنا خير الجزاء وأن يجعله مع الأئمة السابقين ممن أحبهم واقتفى أثرهم إنه سبحانه على كل شيء قدير.
س4/ ما رأيكم ما جاء في كتاب عبد الله بن الإمام أحمد من اتهام لأبي حنيفة بالقول بخلق القرآن إلى آخره؟
ج/ هذا سؤال جيد هذا موجود في كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد وعبد الله بن الإمام أحمد في وقته كانت الفتنة في خلق القرآن كبيرة، وكانوا يستدلون فيها بأشياء تنسب لأبي حنيفة وهو منها براء خلق القرآن، وكانت تنسب إليه أشياء ينقلها المعتزلة من تأويل الصفات إلى آخره مما هو منها براء، وبعضها انتشر في الناس ونقل لبعض العلماء فحكموا بظاهر القول، وهذا قبل أن يكون لأبي حنيفة مدرسة ومذهب؛ لأنه كان العهد قريبا عهد أبو حنيفة وكانت القوال تنقل قول سفيان قول وكيع قول سفيان الثوري سفيان بن عيينة قول فلان وفلان من أهل العلم في الإمام أبي حنيفة، وكانت الحاجة في ذلك الوقت باجتهاد عبد الله بن الإمام أحمد كانت الحاجة قائمة في أن ينقل أقوال العلماء فيما نقل.
ولكن بعد ذلك الزمان كما ذكر الطحاوي أجمع أهل العلم على أن لا ينقلوا ذلك، وعلى أن لا يذكروا الإمام أبا حنيفة إلا بالخير والجميل، هذا فيما بعد زمن الخطيب البغدادي يعني في عهد الإمام أحمد ربما تكلموا وفي عهد الخطيب البغدادي نقل مقولات في تاريخه معروفة، وحصل ردود عليه بعد حتى وصلنا إلى استقراء منهج السلف في القرن السادس والسابع هجري وكتب في ذلك رسالة ابن تيمية الرسالة المشهورة رفع الملام عن الأئمة الأعلام، وفي كتبه جميعا يذكر الإمام أبا حنيفة بالخير وبالجميع ويترحم عليه وينسبه غلى شيء واحد وهو القول بالإرجاء إرجاء الفقهاء دون سلسلة الأقوال التي نسبت إليه فإنه يوجد كتاب أبي حنيفة الفقه الأكبر وتوجد رسائل له تدل على أنه في الجملة يتابع السلف الصالح إلا في هذه المسألة مسألة دخول الأعمال في مسمى الإيمان.
وهكذا درج العلماء على ذلك كما قال الإمام الطحاوي إلا -كما ذكرت لك- بعض من جاء على الجانبين إما إلا من أهل النظر في الواقعة في أهل الحديث وسماهم حشوية وسماهم جهلة ومن إلا أيضا من المنتسبين من أهل الحديث والأثر فوقع في أبي حنيفة رحمه الله أو وقع في الحنفية كمدرسة فقهية أو في العلماء.
والمدرسة الوسط هو الذي ذكرها الطحاوي وهو الذي عليه أئمة السنة.
لما جاء الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب أصّل هذا المنهج في الناس وان لا يذكر أحد إلا بالجميل وأن ينظر في أقوالهم وما رجحه الدليل فيؤخذ به وأن لا يتابع عالم فيما أخطأ فيه وفيما زل؛ بل نقول هذا كلام العالم وهذا اجتهاده والقول الثاني هو الراجح.
ولهذا ظهر بكثرة في المدرسة مدرسة الدعوة ظهر القول الراجح والمرجوح وربي عليه أهل العلم في هذه المسائل تحقيقا لهذا الأمر، حتى أتينا إلى أول عهد الملك عبد العزيز رحمه الله لما دخل مكة، وأراد العلماء طباعة كتابة السنة لعبد الله بن الإمام أحمد وكان المشرف على ذلك والمراجع له الشيخ العلامة عبد الله بت حسن آل الشيخ رحمه الله تعالى رئيس القضاة إذ ذاك في مكة، فنزع هذا الفصل بكامله من الطباعة، فلم يُطبع لأنه من جهة الحكمة الشرعية كان له وقته وانتهى، ثم هو اجتهاد ورعاية مصالح الناس أن ينزع وأن لا يبقى وليس هذا فيه خيانة للأمانة؛ بل الأمانة أن لا يجعل الناس يصدون عن ما ذكر عبد الله بن الإمام في كتابه من السنة والعقيدة الصحيحة لأجل نقول نقلت في ذلك وطبع الكتاب بدون هذا الفصل وانتشر في الناس وفي العلماء على أن هذا كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد.
حتى طبعت مؤخرا في رسالة علمية أو في بحث علمي وأُدخل هذا الفصل وهو موجود في المخطوطات معروف أدخل هذا الفصل من جديد يعني أرجع إليه وقالوا إن الأمانة تقتضي إثباته إلى آخره وهذا لاشك أنه ليس بصحيح بل صنيع العلماء علماء الدعوة فيما سبق من السياسة الشرعية ومن معرفة مقاصد العلماء في تآليفهم واختلاف الزمان والمكان والحال وما استقرت عليه العقيدة وكلام أهل العلم في ذلك.
ولما طبع كنا في دعوة عند فضيلة الشيخ الجليل الشيخ صالح الفوزان في بيته كان داعيا لسماحة الشيخ عبد العزيز رحمه وطرحت عليه أول ما طبع الكتاب كتاب السنة الطبعة الأخيرة التي في مجلدين إدخال هذا الباب فيما ذُكر في أبي حنيفة وأما الطبعة الأولى كانت خالية من هذا لصنيع المشايخ فقال رحمه في مجلس الشيخ صالح قال لي: الذي صنعه المشايخ هو المتعين ومن السياسة الشرعية أن يحذف وإيراده ليس مناسبا. وهذا هو الذي عليه نهج العلماء.
زاد الأمر حتى صار هناك تآليف يطعن في أبي حنيفة وصار يقال أبو جيفة ونحو ذلك وهذا لاشك ليس من منهجنا وليس من طريقة علماء الدعوة، ولا علماء السلف لأننا لا نذكر العلماء إلا بالجميل، إذا أخطؤوا فلا نتابعهم في أخطائهم خاصة الأئمة هؤلاء الأربعة؛ لأن لهم شأنا ومقاما لا ينكر.
نكتفي لهذا القدر أسأل لكم التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الأسئلة] ثَم بعض الأسئلة بين يدينا.
س1/ أحيانا يكون الشخص على طريق طويل وتكون الأرض يابسة فإذا بال الشخص تطاير الرذاذ أسفل ملابسه فهل هذا مما يعفى عنه لأنه يشق التحرز منه؟
ج/ لا يعفى عن ذلك لأن الأرض إذا كانت يابسة يعني صلبة فإنه يُسنّ أن يحركها حتى تكون رخوة.
ولهذا يقول الفقهاء في آداب التخلي يقولون: ويرتاد لبوله مكانا رِخوا؛ يعني أن من أراد البول فلابد أن يبحث عن ما يأمن معه تطاير الرشاش والنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ مرة أتى سباطة قوم فبال قائما، قال لأنها تكون تشرب البول ومعها يؤمن تطاير الرشاش.
ومن الكبائر ألا يستبرئ المرء من البول كما جاء في الحديث المتفق على صحته: مر النبي ( بقبرين فقال «إنهما لبعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كير فأما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول» وفي لفظ آخر «كان لا يستبرئ من البول» وهذا يعني كان يتساهل فإذا كانت الأرض يابسة فإذا بال عليها واندفع البول بقوة تطاير الرشاش عليك فهو يمكن أن يحركها حتى تثور وتشرب البول وتصير رخوة فهو مؤثر لاشك، وهذا يظهر إذا كان يستديم هذا الأمر يعني دائما يفعل ذلك ولا يبالي وهذا والعياذ بالله، فواجب من تنبه لهذا ومثل هذه المسألة ليست مما يشق التحرز منه ولا تدخل في القاعدة مما يشق التحرز منه.
س2/ البنت الصغيرة أو الولد الصغير الشباب إذا خرج فيهم الشيب أو ولدوا هكذا فهل يجوز تغيير هذا الشيب بالسواد ؟
ج/ الجواب أن تغيير الشيب بالسواد الصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز، سواء أكان المغير شابا أم كهلا يعني المغير شعره شابا أو كهلا أم كان طاعنا في السن كحال والد أبي بكر، فإنه كان طاعنا في السن وقال النبي ( في حقه غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد من أهل العلم من قال هذا يحمل على من لا يناسبه التغيير بالسواد وهو الشخص الذي طعن في السن وتجعد جلده بحيث لا يناسبه بالسّواد فيكون مُثلة.
والقول الصحيح كما ذكرنا أنه لا يجوز التغيير بالسواد لآحاد الناس بعامة الناس لا يجوز التغيير سواء أكانوا شباب أو غير ذلك لما روى الإمام أحمد ومالك في الموطأ وجماعة أن النبي ( قال «يكون من أمتي أقوام يسبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون ريح الجنة» أو كما جاء عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ الحديث اختلف في صحنته والصواب أنه صحيح.
والمقصود من ذلك أن تغيير الشيب بسواد خالص لا يكون.
بعض أهل العلم استثنى حالتين في جواز التغيير بالسواد والقول قريب ولهم ما يدل له من الأصول:
الحال الأولى لإمام لولي الأمر.
والثانية في الحرب حتى يكون أهيب للعدو.
وإلا فالقاعدة والأصل إذا دلت عليه الأدلة أن التغيير بالسواد لا يجوز.
فإذا كان كذلك ففي هذه الحالة الشاب والبنت الذين فيهم شيء يغيرون بغير السواد وما هو دون السواد بالحنة بلون يناسب حنة خفيفة أو الحنة الكثيفة أو يخلط الحنة بالكتم يكون قريبا من السواد لكن لا يكون سوادا خالصا.
س3/ هل في هذه الكلمة محذور شرعي وهي: سورة لقطعة من الذرة ومكتوب عليها هذه من خيرات الطبيعة حيث أنها تنتشر دعاية في مثل هذه الشوارع؟
ج/ هذا صحيح رأيناه في الشوارع هذه الكلمة كلمة فيها سو؛ء لأن الخير من الله جل وعلا، والطبيعة مطبوعة ليست طابعة للأشياء فعيلة يعني مفعولة، هي مطبوعة طبعها الله جل وعلا وجعلها على هذا النحو من سننه فالله جل وعلا هو الذي جعل من سنته أن الماء ينزل وأن الأرض تتنوع، ما ينتج منها. ولهذا هذه الكلمة فيها مخالفة فينبغي؛ بل يجب تجنبها حفظا لنعم الله جل وعلا على عباده.
س4/ استمعنا إلى شرح فضيلتكم على بلوغ المرام في باب الغسل وأشكل علينا لعدم الموالاة قولكم أنه يجوز غسل الرأس ثم يجوز له النوم بعد الاستيقاظ غسل بقية البدن أرجو تفصيل ذلك؟
ج/ الموالاة هذه في الوضوء، الموالاة واجبة في الوضوء، الترتيب والموالاة في الوضوء، أما الغسل فلا يجب فيه ترتيب ولا يجب فيه موالاة ومعنى الموالاة أن لا يؤخر غسل عضو حتى ينشف الذي قبله بل يوالي بين هذا وهذا.
والغسل إذ لم تجب فيه الموالاة ولم يجبب فيه التتابع فله أن يفرقه، فإذا مثل ما ذكر السائل إذا كان عليه مشقة أن يغتسل مثلا الفجر أن يغسل رأسه إما لبرد او لعارض او لما يختاره فله أن يغسل رأسه قبل أن ينام ويغسل بقية البدن وهذا نص عليه أهل العلم وموجود في كتبهم كما هو معروف.
المقصود أن الأصل أن الله الأدلة دلت على أن الموالاة واجبة وأنه لا يجوز تأخير غسل عضو حتى ينشف الذي قبله بل يجب عليه أن يوالي بين الأعضاء في الوضوء أما الغسل فهو باق على الأصل وهو أنه يجوز فيه التفريق ولا تجب فيه الموالاة.
س5/ في قوله تعالى ?فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى?[الأعلى:9] هل إذا غلب على الظن عدم الانتفاع يجوز السكوت عن المنكر؟
ج/ هذه المسألة اختلف فيها العلماء قد ذكرت لكم الخلاف أظن في شرح الواسطية أظن في بعض المواضع، والآية استدل بها جماعة من العلماء منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية شيخ الإسلام ومنهم ابن عبد السلام في القواعد وجماعة، وذكر هذا أيضا ابن رجب عن بعض أهل العلم في شرحه على الأربعين.
والآية فيها دليل على أنّ الذكرى مأمور بها إذا كانت ستنفع؛ لأن الله قال ?فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى? أمر بالتذكير إذا كانت الذكرى ستنفع، هل يدخل هذا في النهي عن المنكر، أم هذا في التذكير بما ينفع الناس، ظاهر لكلمة ?الذِّكْرَى? أنها تشمل الأمر بالمعروف وتشمل النهي عن المنكر؛ لأن التذكير يشمل هذا وهذا في القرآن والسنة.
لهذا قال طائفة من العلماء ممن سمينا ومن غيرهم: إنه للمرء أن يترك الإنكار إذا غلب على الظن عدم الانتفاع، كذلك يجوز له أن لا يذكر إذا غلب على الظن عدم الانتفاع، أما إذا غلب على الظن الانتفاع بالإنكار أو الانتفاع بالذكرى فهنا يجب عليه أن ينكر ويحب عليه أن يأمر بالمعروف بحسب الحال، هذا قول.
الجمهور على خلاف ذلك وهو أن الأحاديث دلت على أن المنكر إذا رُئي وجب تغييره، لهذا قالوا سواء غلب على الظن أو لم يغلب على الظن فلابد منه حفاظا على ما أجب الله جل وعلا.
ولهذا قال سبحانه وتعالى لما ذكر حال أهل القرية ?وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ?[الأعراف:164]، فدل على هذا أن المعذرة مطلوبة وأن لا يسكت على المنكر؛ لكن هذا لا يدل على الوجوب، وحال الصحابة بكثير من أحوالهم وخاصة لما دخلوا على الولاة -ولاة بني أمية والأمراء- فيما سكتوا عنه وفيما لم ينكروه قال ابن عبد السلام وكذلك كلام ابن تيمية أنهم أخذوا بأنهم غلب على ظنهم أنهم لا ينتفعون بذلك لعلم الواقع في المنكر لعلمه ولجل أنه يعلم أنه لو أنكر عليه فإنه لن يستجيب.
المقصود من ذلك أن العلماء لهم في ذلك ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه يجب الإنكار مطلقا فما أمر النبي (.
القول الثاني: أنه يجب مع غلبة الظن، وإذا لم يغلب على الظن فإنه يجوز له أن ينكر.
والقول الثالث: وهو المتوسط بينهما أنه لا يجب ولكن يستحب إذا غلب على الظن عدم الانتفاع، وهذا معناه أن الإنسان لا يؤثم نفسه فيما غلب على الظن عدم الانتفاع، وهذا يحصل الذي يغلب في المسائل التي يغلب فيها الظن عدم الانتفاع مثل المنكرات المنتشرة، مثل مثلا حلق اللحى، ومثل الإسبال، ومثل كشف المرآة لوجهها، ومثل لرؤية المجلات رؤية النساء في المجلات المحرمة، أو مثل هذه يغلب على الظن من الناس عدم الانتفاع مطلقا أو عدم الانتفاع في وقتها؛ يعني بحسب الحال؛ لكن إذا غلب على الظن أنه إذا وعظه أمره أنه ينتهي ولو في الوقت نفسه، فهذا يتعين عليه؛ يعني دخل في المسألة مثل غيرها مع القدرة؛ لكن يظن انه إذا قال له لا تحلق لحيتك أو هذا حرام لم ينتفع فهو لا يجب عليه حينئذ ويسلم من الإثم المقصود السلامة من الإثم في مثل هذه الحال، والله المستعان كل في هذا الباب مقصر، ونسأل الله جل وعلا أن يعفو عنا وعنكم.
س6/ هذا يسأل عن نشرة بها اسم لبعض الشركات، يقول: هل في هذا ما ينكر.
ج/ هو أعرف بما كتب لكن هذا فيه تكلف يعني إنكاره مثل هذا فيه تكلف لأن الكلمة لا تقرأ على النحو الذي ذكر.
نكتفي بهذا...
??(??

[الأسئلة]
س1/ يقول أشكل عند قول الطحاوي: (حب الصحابة دين وإيمان) (211)، وذلك من جهة تسمية حب الصحابة إيمان، والحب عمل القلب وليس هو التصديق، فيكون العمل داخلاً في مسمى الإيمان.
ج/ هذا مشكل وقد ذكر الشارح أنه مشكل على أصل الشيخ، وهذا ظاهر أنه مشكل، وما من أحد يخالف السّنة إلا ويقع في التناقض، لأنّ الميزان الذي لا يختلف هو الكتاب والسنة أما الرأي فيختلف، الإنسان يرى رأياً اليوم وغداً يبدو له شيء آخر، ما يلتزمه في كل كلمة، يلتزمه إذا جاء في التعريف، يلتزمه إذا جاء في الوصف ثم يخالفه في سَنَن كلامه وهكذا.
ولهذا بعض أهل البدع حتى في مسائل الصفات، إذا جاؤوا يتكلمون مثلاً عن الاستواء على العرش، لو تحقق هو من نفسه لوجد أن نفسه تغلبه إلى أن الله جلّ وعلا مستوى على عرشه بذاته بائن من خلقه حتى وهو يتكلم فيها.
لكن إذا أراد أن يقرّر المسألة ذهب إلى ما تعلمه فتم فرق مابين الشيء الفطري وهو التسليم لكلام الله جلّ وعلا وكلام رسوله وما يأتي في باب التعليم تارة.
ولهذا نبهناكم مراراً إلى غلط قول من يقول إن أكثر المسلمين أشاعرة أو أكثر المسلمين ليسوا من أهل السنة والجماعة، وإنما أكثر المسلمين أشاعرة، أو أكثر المسلمين ماتريدية أو نحو ذلك، والقليل هم من يتبعون منهج السلف الصالح، هذا غلط غلط كبير.
بل أكثر المسلمين في المسائل الغيبية على الطريقة المرضية، لكن ليس أكثر العلماء؛ لأن العلماء هم الذين عندهم ما يخالف ظاهر الكتاب والسنة، وما يُخالف ظاهر الفطرة، أما لو تسأل أي عامي في البلاد التي هي بلاد لنصرة المذاهب المخالفة لطريقة السلف، إما للأشعرية والماتريدية بحسب اختلاف البلدان وتأخذ عامي وتسأله عن الاستواء على العرش، ما يستحضر إلا ما يدل عليه الظاهر وما يؤمن به، إلا إذا أتى أحد من العلماء وعلمه أن هذه تأويلها كذا وكذا، فيذهب إلى كلام العالم.
والإيمان بالظاهر بالصفات ما يستحضر أن الرحمة، الله لا يوصف بالرحمة ما يستحضر أن الله ما يوصف بالرضا، لو تسأل عامي الله يرضى؟ يقول نعم الله يرضى في القرآن. الله يغضب؟ يقول نعم يغضب.
فلذلك عامة الناس حتى في مسائل الإيمان، العمل، لو تسأل عامة الناس: هل العمل من الإيمان؟ أكثر المسلمين يقولك نعم العمل من الإيمان. كذلك مسائل القدر ما عندهم مبحث الجبر ولا يعرفون الجبر الداخلي لا الظاهري الذي هو الكسب عند الأشاعرة، هذه مسائل مخالفة للفطرة ومخالفة لظاهر النصوص، والناس لا يستوعبونها إلا بالدرس والتعليم.
ولهذا ميزة هدي السلف الصالح وميزة طريقة أئمة الحديث أنهم على ظاهر القرآن والحديث، وهذا هو الذي يسع الذكي والبليد والعامي وغير العامي والعالم وغير العالم، يسع الجميع لأنها سهلة ميسورة، وإنما فصّلنا في المسائل وكثُرَ الكلام لأجل كثرة المخالفين وحماية للشريعة.
مثل الإعداد بالسلاح، عندنا مال كثير نحتاج فيه إلى بناء مساجد فنذهب نبني المساجد لكن إن داهمنا عدو وجّهناه في العدو، أخرنا بناء المساجد لأن لا يقضي ما هو موجود من الدين والمساجد.
فلهذا النفوس، نفوس المسلمين هي على ظاهر الكتاب والسنة ما عندهم التأويل والعقلانيات إلخ... فأكثر المسلمين على طريقة السلف في الاعتقاد.
لكن، أما العلماء فهذه هي المصيبة هم الذين تعلموا، منذ نشؤوا دخلوا في مدارس تعلمهم الأشعرية بقوانينها دخلوا في مدارس تعلمهم دين الخوارج أو دين الرافضة أو إلخ... فأخذوا منها شيئا فشيئا بالتعليم و[بالقص]، لهذا كما جاء في الحديث: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه».
المقصود من ذلك أن المعلم قد يكون أعظم من الأبوين أعظم في التأثير أو المربي أو الذي تخالط، ولهذا احرص تمام الحرص على أن يسلم القلب من مخالفة الكتاب والسنة في الاعتقاد، الأعمال والذنوب فهي على باب الغفران كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
فَوَالله مَـا خَوْفِـي الـذُّنُوبَ فَإِنَّهَـا لَعَلَـى سَبِيلِ الْعَفْـوِ وَالْغُفْـرَانِ
لَكِنَمَـا أَخْشَـى انْسِلاَخَ الْقَلْبِ مِـنْ تَحْكِيـمِ هَـذَا الْوَحْـيِ وَالْقُـرْآنِ
تحكيم مو معناه الدولة اللّي تحكم فقط لا أنت أيضا تحكم الوحي والقرآن في المسائل، تعتقد ما في القرآن وتعتقد ما في السنة.
فالمقصود من ذلك أن الإشكال الذي وقع فيه الطحاوي يبين لك أن بعض العلماء حتى من الذين ربما أصلوا شيئاً مخالفاً للسنة، مثل ما أصل في مسألة الإيمان شيئاً بينا عدم صحت ذلك هو يُخالفه، نحن نقول إشكال، لكن هو في الواقع مخالف وهو الصحيح. أن حب الصحابة إيمان وحب الصحابة عمل القلب وأدخله في الإيمان، حب الصحابة إيمان، خلاص واضح أن هذا العمل إيمان ولهذا قال الشارح: وهذه الكلمة مشكلة على أصل الشيخ. كما ذكره السائل.
س2/ هل تُقاس الرؤية الصالحة على الكرامة؟ أي هل هي من الكرامة أم لا؟
ج/ الرؤية الصالحة ليست أمراً خارقاً للعادة، الرؤية الصالحة تحصل لأحد الناس ليست خارقة لعادة البشر ولا لعادة بعض الجن، فهي رؤية يضربها الملك، فهي رؤية صالحة وليس لها دخل في الكرامات.
[تابع للسؤال]: وهل هي مما قد يحتاج إليه المؤمن أو لا؟
لا، المؤمن لا يتعلق قلبه بالرؤى، إذا رأى رؤية صالحة حمد الله جلّ وعلا ولازم الطاعة حتى لا يفتتن، وإذا رأى رؤية هو لا تسره أو فيها سوء بالنسبة له فيعمل ما أوصى به النبي (، أنه ينفث عن يساره ثلاثاً، يستعيذ بالله جلّ وعلا من شرها وينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره.
س3/ امرأة عليها قضاء من رمضان الماضي وفرّطت، ثم ولدت قبل شهرين وهي الآن لا تستطيع القضاء بسبب خوفها على ولدها الرضيع، فما الواجب عليها؟
ج/ الواجب عليها أن تصوم، أن تقضي الآن فإذا كانت لا تستطيع لأجل خوفها فإنها يجب عليها الكفارة لأجل التأخير لأنها مفرّطة، هي تعرف أنها حامل وتعرف أنها ستولد فهي مفرّطة في هذا الباب، عليها الكفارة، تطعم عن كل يوم مسكين.
س4/ هل العاصي يعطى كتابه بيمينه أم بشماله؟
ج/ العاصي يعطى كتابه بيمينه، أما الذي يعطى كتابه يوم القيامة بشماله فهو الكافر، يعطى كتابه بشماله وراء ظهره، أما المؤمن فيعطى كتابه باليمين سواء أكان من السابقين أم من المقتصدين أم ممن ظلم نفسه، ثم يأتي بعد ذلك الحساب والوزن ثم تأتي الْمُجازات.
س5/ الإمام إذا التفت إلى المصلين، هل يخص جهة اليمين دون جهة الشمال، أم لا؟
ج/ إذا كان المقصود في السلام، السلام إذا سلم في الصلاة فإنه يسلم عن يمينه ثم عن شماله، ويكون تسليمه عن الشمال أبلغ في الإلتفات، كما جاء في السنة، عن الشمال يكون أبلغ في الإلتفات، ثم إذا انفتل إليهم فالأفضل أن يقابلهم، يعني يجعل وجهه تلقاء الناس، وإذا جعل الناس عن شماله وقابل من هو على يمين الصف فهذا أيضاً سائغ لورود الأثر به.
س6/ تريد إحدى الأخوات طلب العلم عند أحد المشايخ لكن ليس عندها محرم، فقيل لها عليك بالرضاعة من إحدى زوجات الشيخ لتحرمي عليه مع العلم أن عمرها كان 22 عاماً، أفتونا مأجورين.
ج/ المسائل هنا مسائل بحث، مَاهِي مسائل فتوى، هذه مسائل تعليم، ما نفتي، يعني ما تسمع مني ليس فتوى إنما هنا مجالس تعليم للبحث، بحث المسائل وما في المسائل من أقوال إلى آخره، لتنمية كيف يبحث طالب العلم، ما هو مجال فتوى، ليس هذا الدرس أو الأسئلة هذه مقام فتوى، إنما هي مقام بحث وتعليم.
أما هذه المرأة التي تريد أن ترضع وهي كبيرة، فالرضاع الذي ينشر الحرمة هو ما كان في الحولين وكان خمس رضعات مشبعات فأكثر، أما رضاع الكبير فإنه لا ينشر الحرمة فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إنما الرضاع ما أنبت اللحم وأنشز العظم»، والرضاع ما كان في الحولين خمس رضاعات محرّمات، كان فيما أنزل عشر رضاعات محرمات ثم نسخت إلى خمس رضاعات محرمات، وقد قال أيضاً عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح: «لا تُحَرِّم المصّة ولا المصّتان ولا الإملاجة ولا الإملاجتان»، فالمقصود أن عامة أهل العلم على أن الرضاع الذي ينشر الحرمة هو ما كان في الحولين، ثم أن يكون خمس رضاعات فأكثر، والرضعة أن تكون مشبعة يأخذ ثدي المرأة التي فيها اللبن الذي ثاب عن حمل، يأخذ ويلتقمه فيمتصه حتى يشبع، ثم يتركه ثم ثانية، حتى يتركه، يعني خمس رضاعات مختلفات، أما رضاع الكبير فلا ينشر الحرمة.
وما جاء في الصحيح من قصة سالم مولى أبى حذيفة فإنها عند جمهور أهل العلم خاصة به لأجل حاله، وثم رواية عن الإمام أحمد واختارها أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية أن قصة سالم ليست خاصة به بل هي خاصة بكل من كانت حاله مثل حال سالم، وحال سالم أنه كان نشأ في ذلك البيت، فزوجة الرجل تعتبر أمه؛ يعني أو هو يعتبرها أمه لأنها ربته ونشأ فيها ومنذ نشأته حتى كبر، والبنات أيضاً عنده هو نشأ في البيت كأنهن أخوات يعني هو ما يحس هو بالأجنبية، ما يحس بأن النساء أجنبيات عنه، فقال أرضعنه عليه الصلاة والسلام تحرمن عليه، وذلك لأجل طول الملازمة.
شيخ الإسلام ابن تيمية يرى أيضاً على ما جاء في الدليل أظنه أيضاً أنه مذهب ابن حزم، أنه إذا كانت في مثل هذه الحال فإنه الرضاع للكبير ينشر الحرمة، واحد عاش في بيت من صغره إلى أن كبر وكبر ثم لما كبر احتيج إلى أنه يبقى في البيت فيكون رضاع الكبير في هذه الحالة محرّم، لكن هذا ليس بالقول الراجح، القول الراجح أن الرضاع المحرِّم هو ما أنبت اللحم وأنشز العظم، وهو ما كان في السنتين، وأما رضاع الكبير فلا يحرِّم مطلقا.
س7/ لقد رأيت في محلات بيع أمام المسجد الحرام والمسجد النبوي أناس يبيعون عطورات سميت "جنة الفردوس" و"جنة النعيم"، ما حكم هذه التسميات؟
ج/ على العموم سواء كانت عطورات أم لا، هذه التسميات فيها مغالطة، هي ليست جنة الفردوس وليست جنة النعيم، واستخدام هذه الأسماء الشرعية في مثل الدعايات التجارية أو في البضائع، هذا من امتهان الأسماء الشرعية فلا يجوز.
س8/صاحب الجيمس سوبر باللون الأسود -أنا أقرأ المكتوب-، اللون الأسود والأزرق، أرجو أن يحرك سيارته لأتمكن من الخروج.
ج/ ذكرنا لكم عدة مرات، ما يجوز الواحد أنه يسد على غيره، نجيب الهيئة، مو أحس!! لأنه منكر، لأنه من المنكر نجيب الهيئة.
س9/ أنا أنظر إلى النساء في صور ومجلات وغيرها فما كفارة ذلك؟
ج/ النظر إلى النساء وإلى الصور المستحسنة من أعظم أسباب قسوة القلب، وعدم حصول حلاوة الإيمان ولا لذة الطاعة؛ بل هو وسيلة وخطوة من خطوات الشيطان ليضل المسلم حتى يقع في الفاحشة، وهذا مشاهد ومن وقع في بعض الفواحش ممن ينتسب إلى الخير، يعني وقع وزلت به القدم ثم تاب واستغفر وسيلتها التساهل، التساهل في رؤيتها في المجلات أو في رؤيتها في الأجهزة، والواجب على العبد أن يمتثل قول الله جلّ وعلا: ?قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ?[النور:30]، فالعبد إذا لم يغض بصره فإنه يُسلب حلاوة الإيمان.
إذا وقع في النظرة الأولى، النظرة الأولى ليس فيها شيء.
أما إذا تعمد تكرار النظر وتعمد العورات، وتعمد التلذذ بالنظر، هذا إذا أصابه في قلبه زيغ أو أصابه في قلبه قسوة فهو الحسيب على نفسه، لهذا الواجب على كل مؤمن أن يحذر من هذا البلاء وهو تكرار النظر و الاسترسال مع ما في المجلات أو مع ما في التلفزيون أو ما في الأجهزة والفضائيات والفيديو إلخ.
ومن أحسن الكلام الذي يحضرني في هذا الباب ما ذكره ابن القيم في سرّ قول النبي ( في خطبة الكسوف لما كسفت الشمس فإنه عليه الصلاة والسلام قال: «إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا»، ثم قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله يغار أن يزني عبده أو أن تزني أمته»، إلى آخر خطبته عليه الصلاة والسلام.
قال ابن القيم: ذكر موقع الزنا في خطبة كسوف الشمس لعظم المشابهة بينهما، فكما أن انكساف الشمس سببه ذهاب الضياء فإن انكساف القلب وذهاب الضياء والنور فيه سببه الزنا.
وهذه مناسبة صحيحة وعظيمة، فإن وقوع هذه الفواحش كما أنه يؤثر على الفرد بانكساف قلبه والنور الذي فيه، فإنه أيضاً يؤثر على المجتمع بالذنوب والمعاصي التي يكون معها البلاء من الله جلّ وعلا.
لهذا الواجب على كل واحد أن يترك النّظر طلباً لمرضاة الله جلّ وعلا، النظر المحرم، ومن ترك النظر وجد في قلبه الحلاوة، حلاوة الإيمان، وخاصة أهل العلم وطلبة العلم فإن أعظم ما يؤثر على فهم الكتاب والسنة وفقه الكتاب والسنة هو أن ينشغل القلب بالصّور على أنواعها، وعشق الصور والتطلع إلى الصور والتساهل في ذلك هذا مرتع وخيم، وقد يكون خطوة من خطوات الشيطان ليوقع العبد في الفاحشة فالواجب على من وقع في ذلك التوبة إلى الله جلّ وعلا وأن لا يسترسل مع نفسه في هواها، وأن يعلم أن حلاوة الإيمان أعظم من لذة سريعة تذهب، والإيمان إذا ذهبت فحلاوته فكيف يبنيها؟ لا الصلاة تكون خاشعة ولا القلب يكون ملتذاً بذكر الله جلّ وعلا فيعيش بجسده لا بقلبه وبروحه، وكثرة الاستغفار والتوبة والعزم على عدم العود، هذا من الأسباب التي يطهّر الله جلّ وعلا بها القلب مما علق به، والله المستعان.
س10/ هل تصح هذه العبارة: كرامات الأولياء معجزات الأنبياء، ومعجزات الأنبياء كرامات الأولياء؟
ج/ يعني ما أدري من اللي قالها، ولكنها عبارة حلوة: كرامات الأولياء معجزات الأنبياء. لو قال كرامات الأولياء معجزات للأنبياء أو كرامة الولي معجزة للنبي، يعني من حيث الجنس فربما صحت، يعني باعتبار جميع الأولياء، كرامات جميع الأولياء ما حصلت لهم إلا باتباعهم لهذا النبي، فكل أنواع الخوارق التي حصلت للولي الأول والولي الثاني والعاشر والمائة، كل أنواع هذه الخوارق والكرامات في مجموعها هي معجزة للنبي؛ لأنها ما حصلت لهم إلا بالإتباع، قال: ومعجزات الأنبياء كرامات الأولياء. هذا عكس الكلمة السابقة، فهي إيضاحها على ما ذكرت لك، إذا كان المقصود كرامات جميع الأولياء هي معجزة وآية وبرهان للنبي الذي تابعوه، فهذا صحيح.
س11/ أنا أقرأ هذا للفائدة، للفائدة لا للإقرار لما فيه، يقول: تبيّن في هذه الليلة أن هناك أحد الناس هداهم الله يقوم بسرقة أجهزة التسجيل أثناء الصلاة، فنرجو التنبيه على الإخوة بعدم ترك مسجلاتهم بعد اليوم حتى لا تتعرض للسرقة.
ج/ هذا له شقان:
المعلومة جاءتكم، أنا ما أدري صحتها من عدمه، لكن إن شاء الله هو متثبت.
لكن الثاني كفائدة لا يُقال إن هذا سرقة، السرقة لها شروطها الشرعية، ما أُخذ من حرز وعلى وجه الخفاء أما إذا كان الشيء موضوع وأُخِذ أمام الناس موضوع وأُخِذ، هذا لا يسمى سرقة، ولا يسمى من أخذه سارق وليس عليه حد السرقة كما هو معلوم. قد يكون اختلاساً قد يكون غصباً يعني بحسب الحالة. لكنه سرقة لا، هذه تساهل فيها هنا، يقول سرق كذا وسرق كذا!؟، حتى لو أنه في جيبه، قال فلان سرق من جيبي كذا، وميش سرقة.
السرقة لها حدودها الشرعية ولا شروطها وليس كل غصب سرقة، وليس كل اختلاس سرقة، وليس كل نهب أيضاً سرقة، فالسرقة شيء والنهب شيء والاختلاس شيء، ويعني فرّقوا بين الألفاظ الشرعية.
س12/ يقول بأنه يجوز أكل الجزء المقطوع من المصيد الهارب كالغزال مثلاً وهو هارب، فهل يجوز أن نقيس الضب عليه إذا كان هارباً ثم دخل جحره فتُمكن من قطع عِفرة الضب إلى آخره.
ج/ أما المسألة الأولى فهي مسألة علمية وهي أن ما أُبين من حي فهو كميتته، ما أبين من حي فهو كميتته إلا الطريدة.
ما أبين من حي؛ يعني واحد يقطع شيء من خروف وهو قائم، يقطع بعضه ويأكله، ما أبين منه فهو كميتته، هذا ميتته تحل؟ لا تحل، فإذاً ما أبين منه لا يحل، قالوا إلا الطريدة، الطريدة مثل ما ذكرت، يُطرد فلا يُتَمَكن منه إلا بقطع شيء منه، فهذا يُستثنى من ذلك، أما مسألة الضَّب فلا أدري.
نكتفي بهذا القدر ونراكم إن شاء الله على خير حال، أستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد.
??(??

[الأسئلة] نجيب عن بعض الأسئلة:
س1/ قال: شخص انتهت مدة مسحه بعد صلاة العصر، ثم لما جاء المغرب شك هل خلع خفيه وتوضأ أم مسح على المسح السابق فماذا يعمل؟
ج/ من القواعد المقرّرة أنه عند طروء الشك يُبنى على اليقين، والبناء على اليقين أصل من أصول الشّريعة فيما اشتبه على الإنسان علمه فيرجع إذا شك إلى ما شك فيه، وهذا داخل تحت عدة أحاديث عن النبي (، منها قوله: «فليطرح الشك في الصلاة وليبنِ على ما استيقن»، ومنها أيضا قوله عليه الصلاة والسلام : «دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك».
والقاعدة الفقهية: اليقين لا يزول بالشك. فهنا إذا تيقن خروج مدة المسح، وشكّ هل تطهّر أم لم يتطهّر فالأصل ما تيقن وهو أنه خرجت المدة ولم يتوضأ لأنه على الصحيح إذا انتهت المدة فإن الذي مسح يجب عليه أن يخلع الخفين أو الجوربين وأن يتوضأ من جديد.
فإذن في حالة هذا السائل فإنه يجب عليه أن يعيد إذا كان صلى المغرب على هذه الحالة، فإنه يجب عليه أن يعيد لأنه يبني على اليقين.
س2/ هل ثبت أن الرسول ( قرأ في صلاة العيد: بالجمعة، وهل أتاك حديث الغاشية؟
ج/ لا أعلم هذا أنه جاء في العيد، الجمعة وهل أتاك حديث الغاشية، وإنما سنة النبي ( في صلاة العيد في القراءة والجمعة يعني في أغلب الأمر أن يقرأ سبح والغاشية وقرأ بغيرها في صلاة العيد وفي صلاة الجمعة.
لكن هذا قراءة الجمعة في الركعة الأولى وقراءة هل أتاك حديث الغاشية في الركعة الثانية، رواها مسلم في الصحيح في أواخر أحاديث القراءة في الجمعة، وهي سنة في صلاة الجمعة.
أما صلاة العيد فلعلّ من قرأ إن كان أحد قرأ بها بناها عل القياس؛ لكن الذي جاء هو قراءة سبح والغاشية وربما اجتمعا يعني الجمعة والعيد في يوم واحد فقرأ رسول الله ( بهما، يعني بسبح والغاشية، أما الجمعة في الأولى وهل أتاك حديث الغاشية في الثانية، فهذه إنما هي في صلاة الجمعة؛ لأن الذي ثبت عن رسول الله ( في سنته في القراءة في صلاة الجمعة ثلاث سنن:
الأولى: سبح والغاشية، الثانية: الجمعة والمنافقون، وهاتان أكثر، وسبح أكثر والغاشية ثم يليها الجمعة والمنافقون، ثم أنه قرأ أيضاً: الجمعة وهل أتاك حديث الغاشية، فهذه ثلاث سنن عنه عليه الصلاة والسلام في قراءة الجمعة.
س3/ ما معنى قوله "منه بدأ وإليه يعود"؟
ج/ قول طائفة من السلف في القرآن الكريم الذي هو كلام الله جلّ جلاله: "منه بدأ وإليه يعود"، يعني منه جلّ جلاله بدأ قولاً وكلاماً وتنزيلاً، فلما تكلم به سمعه منه جبريل عليه السلام فبلغه جبريل نبينا محمدا ( كما سمعه، وقولهم "وإليه يعود" يعني في آخر الزمان حين لا يُعمل بالقرآن فيكرِّم الله جلّ وعلا كلامه أن يبقى في الأرض ولا ثَمّ من يعمل به فيسرى على القرآن في ليلة، من الأوراق من الصحف ومن الصدور فلا يبقى منه في الأرض آية. هذا معنى قولهم: "منه بدأ وإليه يعود".
س4/ هل ورد نهي عن حلق العلم يوم الجمعة؟
ج/ نعم، هذا جاء في حديث رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي ( نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة. وهذا عند أكثر أهل العلم على الكراهة ومحله أن يكون الناس يستعدون لسماع الخطبة قبل الصلاة ثم هم يتحلقون وهذا التحلق النهي عنه لعدّة تعليلات:
الأول: أنّ التحلق والناس ينتظرون الخطيب سبب لقطع الصفوف.
والتعليل الثاني: أن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة سبب للحديث من المتحلقين في غير قراءة القرآن والذكر وتفريغ القلب والنفس لسماع الموعظة لسماع الخطبة التي هي فرض في صلاة الجمعة.
وليس النهي مطلقاً عن التحلّق في كل أجزاء يوم الجمعة. فلو كان ثَم حلقة علم بعد الفجر فلا بأس، بحيث لا تطول حتى تُشغل الناس عن صلاة الجمعة أو كانت حلقة بعد صلاة الجمعة أو كانت حلقة بعد العصر فهذا لا بأس به، لأن المقصود من الحديث الحسن الذي رواه أبو داوود وغيره، السابق، هو التحلق كما هو لفظ الحديث قبل الصلاة يوم الجمعة.
ولهذا كان من عمل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي ذكره عنه من ترجم له أنه كانت له حلقة عظيمة في التفسير يلقيها بعد صلاة الجمعة، يعني بعد أن يفرغ الناس من راتبة الجمعة وينتهون، فيبدأ التدريس في التفسير يوم الجمعة، قالوا: وفسر سورة نوح مدة سنة يعني كل يوم بعد صلاة الجمعة.
فالمقصود على هذا يحمل النهي، فلو كان هناك في مسجد إقبال على الطاعة وناس يأتون إلى المسجد من الصباح الباكر أو من بعد الفجر أو من طلوع الشمس فهنا يكون النهي وارداً يعني عن التحلق لأنه يشغل الناس عما أتوا له.
سائل من المستمعين: بعضهم يستغرب كيف أن شيخ الإسلام كان يتحدث بعد أن يخطب خطبة الجمعة ويصليها الناس يقوم في الناس..
الشيخ: لا الموعظة ليست كذلك، العلم غير الموعظة، لأن خطبة الجمعة المقصود منها الموعظة كما ثبت في الصحيح أن النبي ( كان يخطب الجمعة يَعِضُ الناس.
ولهذا قال جمع من أهل العلم أن الموعظة واجبة أو ركن في صلاة الجمعة، في خطبة الجمعة؛ لأنها هي المقصودة أنه ( كان يعض الناس، ومثلها الوصية بالتقوى وأشباه ذلك.
فإذا كان الحديث بعد الفراغ من الصلاة للموعظة والتذكير فهذا ليس بجيّد، إذا كان يُعتاد، أما إذا كان لمناسبة أو لحضور عالم يُستفاد من علمه وكان [الأمر لماما] فهذا ربما فعله بعض أهل العلم لكن الأصل النبي ( لا يعض الناس بعد الجمعة ولا صحابته أيضاً يعظون، أما العلم فالعلم في كل زمن في كل وقت، العلم ليس موعظة بالمعنى الخاص وان كان موعظة بالمعنى العام.
مثلاً قراءة بعض الأشياء يعد صلاة الجمعة، في الزمن الأول كان يُقرأ أخبار الفتوح وكان يقرأ أخبار أو أوامر ولي الأمر ونحو ذلك كان يقرؤها الأئمة، يعني في القرن الثاني والقرن الثلاث يقرؤونها بعد صلاة الجمعة لحضور الناس.
نكتفي بهذا القدر...
??(??